(مشهد تمثيلي) [- زوجي نعم - 00:00:00ضَ

لكن هذا لا يعني أنَّه يحقُّ له أن يتحكَّم بي - 00:00:01ضَ

ليس له أن يسألني: إلى أين أنتِ ذاهبةٌ؟ ومن أين أتيتِ؟ - 00:00:05ضَ

أنا إنسانةٌ ليَ استقلاليَّتي... - 00:00:09ضَ

أستأذنه في الخروج من منزلي؟! - 00:00:11ضَ

أنا أستأذنه؟! - 00:00:13ضَ

هل أنا قاصرٌ حتى أستأذنَه كأنَّه وصيٌّ عليّ؟! - 00:00:15ضَ

كونه زوجي لا يعني أنَّه اشتراني، - 00:00:18ضَ

لست عبدةً عنده! - 00:00:22ضَ

[في مكتب المدير] - المدير: لماذا تأخّرتِ؟ - 00:00:24ضَ

المرأة: آسفةٌ حَضْرة المدير، كان عندي ظرفٌ - 00:00:27ضَ

- المدير: لا تتأخَّري مرةً أخرى - 00:00:31ضَ

العمل تعطَّل في غيابك - 00:00:32ضَ

- المرأة: حاضر - 00:00:34ضَ

- المدير: غدًا كوني مزروعةً في المكتب الساعة الثامنة صباحًا - 00:00:35ضَ

المرأة: حاضر - 00:00:40ضَ

[في مكتبها] المرأة: أسلوب المدير كان جارِحًا - 00:00:42ضَ

لكن ربَّما معه حقٌّ - 00:00:44ضَ

عصبيَّتُه مبرَّرة؛ إنَّها مصلحة العمل - 00:00:46ضَ

وحتَّى لو تضايقتُ، لا بدَّ أن أتحمَّل - 00:00:50ضَ

هذا عملي، مصدر نجاحي واستقلاليَّتي - 00:00:53ضَ

لا أُريد أن أعتمد على أحدٍ - 00:00:56ضَ

لا أريد أن أعتمد على أحدٍ...] - 00:00:59ضَ

ما الَّذي جعلها ترفض قِوامة الزَّوج - 00:01:02ضَ

وترفضُ (تدخُّلَه) - 00:01:04ضَ

وفي المقابل - 00:01:06ضَ

تتفهَّم تدخُّل المدير، وتحترم أوامره؟! - 00:01:07ضَ

ما الَّذي يجعلُها تتقبَّل سؤالَ المدير بصدرٍ رحْبٍ إذا سألها: - 00:01:10ضَ

"ماذا عمِلتِ في ساعات العمل؟" - 00:01:15ضَ

وتقف أمامه في أدبٍ تستأذنه: - 00:01:17ضَ

"هل تسمح لي أن أغادر العمل وأرجع الساعة الفلانية؟" - 00:01:19ضَ

في الوقت الَّذي ترى فيه استئذان الزَّوج أمرًا مُهينًا؟ - 00:01:22ضَ

هذا ولن نتكلم عن المؤسَّسات والمديرين - 00:01:25ضَ

الَّذين يفرضون على الموظَّفات - 00:01:28ضَ

ماذا يلبسن وماذا لا يلبسن - 00:01:30ضَ

ما الَّذي جعلها تتفهَّم مصلحة العمل - 00:01:32ضَ

وتتحمّل عصبيَّة المدير؟ - 00:01:35ضَ

خاصةً إذا لم يكن هناك فُرْصةُ عملٍ أخرى - 00:01:36ضَ

بينما إذا غضب زوجها: استنفرت، وتحدّت، - 00:01:40ضَ

وطالبت بالانفصال، ثم نشرت على حسابها: - 00:01:43ضَ

"Celebrating divorce" - 00:01:47ضَ

أي: (أحتفلُ بالطلاق) - 00:01:48ضَ

ما الَّذي جعلها ترفض سُلطة رجلٍ واحدٍ؛ زوجِها أو أبيها، - 00:01:49ضَ

لتقبل بعدها سُلطة عددٍ - 00:01:54ضَ

من الرجال الأجانب عنها - 00:01:56ضَ

يَقِلّون أو يكثرون بحسب الهيكل الإداريِّ - 00:01:58ضَ

ويتبدَّلون ويتغيَّرون - 00:02:02ضَ

فلا يُؤْمَن أن يتحكّم فيها من قَلّت أمانتُهُ، وفَسَدت أخلاقه؟ - 00:02:04ضَ

في المحصِّلة: ما الَّذي جعلها تستبدل الَّذي هو أدنى بالَّذي هو خيرٌ؟ - 00:02:08ضَ

إذن، ما معنى القِوامة؟ - 00:02:13ضَ

هل يمكن أنْ نكون نحن -معاشر الرّجال- - 00:02:15ضَ

نُسيء فَهم القِوامة، وبالتَّالي فزوجاتنا يرفضن -أحيانًا- ما هو مرفوضٌ شرعًا بالفعل؟ - 00:02:18ضَ

إذن، ولماذا تكون هناك قِوامةٌ أصلًا؟ - 00:02:23ضَ

لماذا لا تكون كل قرارات الأسرة بالتَّشارك، - 00:02:26ضَ

ورأي المرأة بنفس وزن رأي الرجل؟ - 00:02:29ضَ

أليس الأصل أن تكون هناك مساواةٌ مُطْلقةٌ بين الرّجل والمرأة؟ - 00:02:31ضَ

هل القِوامة للرجل -هي ببساطةٍ- من أجل ذُكورته البيولوجيَّة؟ - 00:02:36ضَ

لأنَّ لديه كروموسوم (Y) - 00:02:40ضَ

بينما الأنثى كروموسوم (X)؟ - 00:02:42ضَ

حسنًا، ماذا إذا امتنع الزَّوج عن الإنفاق على زوجته ورعايتها، - 00:02:44ضَ

هل تبقى له القِوامة؟ - 00:02:48ضَ

ماذا إذا كانت الزَّوجة هي من تُنْفق على البيت وعلى زوجها - 00:02:50ضَ

ألا يحقُّ لها أن تكون القِوامة لها في هذه الحالة؟ - 00:02:54ضَ

ماذا إذا كانت الزَّوجة دكتورةً - 00:02:57ضَ

والزَّوج ليس متعلمًا أصلًا - 00:02:59ضَ

لماذا تكون له القوامة في هذه الحالة؟ - 00:03:01ضَ

ألا تَفْتح القوامة المجال لتسلّط الرّجل على المرأة؟ - 00:03:04ضَ

ما قصَّة الأخت التي ذهبت لبلد الزهور (هولندا) - 00:03:07ضَ

وما رأته هناك والرسالة التي أرسلتها إلينا؟ - 00:03:11ضَ

هذه الأسئلة كلها -يا كرام- سنجيب عنها في حلقة اليوم، وهي من أهمِّ الحلقات فتابعونا... - 00:03:14ضَ

ما الَّذي جعل المرأة تستبدل الَّذي هو أدنى بالَّذي هو خيرٌ؟ - 00:03:23ضَ

فترفضُ سُلطةَ الزّوج وقوامتَه، - 00:03:28ضَ

بينما تتقبّل سُلطةَ المدير، - 00:03:31ضَ

بل وربما مجموعةٍ من الرجال الأجانب عنها؟ - 00:03:33ضَ

المسألة ميزان؛ في إحدى كفَّتيه القوامة الشَّرعية، وفي الأخرى سُلطة المنظومة الماديّة - 00:03:37ضَ

تمَّ تزيين سلطة المنظومة الماديّة على المرأة، - 00:03:43ضَ

وفي المقابل تشويه القوامة من قِبَل أعدائنا، - 00:03:47ضَ

وبسوء ممارسات كثيرٍ من المسلمين - 00:03:51ضَ

والميزان الذي تقيس به هذه المرأة - 00:03:53ضَ

ميزانٌ مختلٌّ؛ - 00:03:56ضَ

مضبوطٌ على معيار المساواة لا العدل، - 00:03:57ضَ

فكانت النَّتيجة: أن رَجَحَتْ كفّة السلطة الماديّة، - 00:04:00ضَ

وطاشت كَفَّة القِوامة الشَّرعية - 00:04:04ضَ

في زمن تقْديس الماديّة - 00:04:07ضَ

المدير هو وليُّ نعمتها، المساعدُ لها على التّمكين الاقتصاديِّ -الذي تكلّمنا عنه- - 00:04:09ضَ

والذي خادعها به (رامبو) و(قرعاق) - 00:04:14ضَ

فسُلْطة المدير جزءٌ من المنظومة الماديّة - 00:04:17ضَ

التي تحقق للمرأة استقلال الإنسان المتألِّه؛ المؤلِّه لأهوائه، كما بيَّنا في حلقة: - 00:04:20ضَ

(المرأة المتألِّهة) - 00:04:27ضَ

بينما القِوامة أمر الله - 00:04:28ضَ

فهانت على المرأة المتألِّهة - 00:04:30ضَ

هذه المرأة تستهين بالقوامة تبعًا - 00:04:32ضَ

لاستهانتها بمؤسَّسة الأسرة - 00:04:34ضَ

في مقابل تعظيمها للمؤسَّسات التي تُحقِّق الإنتاج الماديَّ - 00:04:37ضَ

تستهين بالقيم والمعاني الإيمانيَّة والأُخرويَّة التي أُقيمت الأسرة من أجلها، - 00:04:41ضَ

في مقابل تعظيمها للقيم الماديّة - 00:04:47ضَ

ولا ننسى طغيان الماديّة لا على المرأة فحسب، - 00:04:49ضَ

بل وعلى المجتمع ورجاله أيضًا - 00:04:52ضَ

بحيث أصبح كثيرٌ من الرَّجال يُقيّمون المرأة باكتسابها للمال، - 00:04:55ضَ

وانعكس ذلك على نظرتِها لنفسها - 00:05:00ضَ

في المقابل - 00:05:02ضَ

تشوَّه لدى المرأة مفهوم القِوامة والولاية من الرَّجل عليها، - 00:05:03ضَ

أبًا كان أو أخًا أو زوجًا؛ - 00:05:08ضَ

بسوء الممارسة حينًا، - 00:05:10ضَ

وبتشويه أعداء الدِّين لهذه المفاهيم أحيانًا - 00:05:11ضَ

فأصبح لدى كثيرٍ من النِّساء منظومةٌ من صورٍ نمطيَّةٍ مكرَّسةٍ، وعاطفةٍ، ولا وعيٍ أُعيدت صياغته - 00:05:15ضَ

فهي تُحاكم الآيات والأحاديث بهذه المنظومة وهي لا تشعر - 00:05:24ضَ

تنطلق من عُقدة المظّلوميّة - 00:05:28ضَ

قد تكون ظُلمت بالفعل، لكن شعورها بالظّلم - 00:05:30ضَ

امتدَّ ليشمل جنس الرّجال كُلِّهم - 00:05:33ضَ

بل ولتحسَّ بالظّلم مِن الله تعالى! - 00:05:35ضَ

فإذا سَمِعَتْ: - 00:05:38ضَ

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 34:4] - 00:05:40ضَ

سمعتها على النحو الآتي: - 00:05:48ضَ

"الرِّجال لهم أن يتسلَّطوا عليكِ، ويتحكَّموا فيكِ - 00:05:50ضَ

لأنَّهم أفضل منكِ، ويُنفقون عليكِ، - 00:05:54ضَ

فلهم أن يشتروا حريَّتكِ وكرامتَكِ بمالهم، - 00:05:56ضَ

ويَمنُّونَ عليكِ بهذه النفقة، - 00:06:00ضَ

تحت شعار: القِوامة والولاية..." - 00:06:02ضَ

تمامًا كما يحصل مع المصابين بالفصام - 00:06:04ضَ

مما يُسمّى بـ البارانويا "Paranoia" - 00:06:07ضَ

-الشكُّ في أنَّه مُتآمَرٌ عليه، - 00:06:09ضَ

فيسمع صوتًا داخليًا يُفَسّر الكلام - 00:06:11ضَ

الَّذي يُقال له ضمن نظريّة المؤامرة- - 00:06:13ضَ

بينما الآية في الحقيقة لمن فهِمتْ أمر ربِّها، وآمنتْ بحكمته وعدله: - 00:06:16ضَ

﴿الرِّجالُ قوَّامُون على النِّساء﴾ [القرآن 34:4] - 00:06:22ضَ

أي: متكفِّلون بأمر النِّساء، مَعْنِيّون بشؤونهنّ - 00:06:24ضَ

فهذا أمرٌ من الله للرِّجال أن يتكفَّلوا - 00:06:28ضَ

برعاية المرأة، وحِفْظها، والإنفاق عليها - 00:06:32ضَ

وكفاية حاجاتها، ولا يُعرِّضوها للمذلَّة، - 00:06:35ضَ

ولا يتركوها نهبًا للذّئاب، - 00:06:38ضَ

كما رأينا في حلقة: (تحرير المرأة الغربية) - 00:06:41ضَ

القِوامة: وظيفةٌ واجبةٌ على الرجل تِجاه المرأة زوجةً كانت أو أختًا أو بنتًا أو سواها، - 00:06:43ضَ

بحسْب التّرتيب الشَّرعي لمنزلته من المرأة - 00:06:50ضَ

وهذه الوظيفة ليست حقًّا للرجل يمكن أن يتنازل عنه، بل هو واجبٌ عليه يأثم بتركه - 00:06:53ضَ

فلا تَعْدَمُ المرأة في النِّظام الإسلاميِّ رجلًا يقوم عليها، - 00:06:59ضَ

ويكفيها الحاجةَ إلى كسب المال، - 00:07:03ضَ

إلا أن ترغب من نفسها - 00:07:05ضَ

فإن عَدِمت ذلك الرجل فالدَّولة تكفيها حاجاتها، - 00:07:07ضَ

والسلطان وليُّ مَن لا وليَّ له - 00:07:11ضَ

فالقِوامة حقُّكِ أنتِ على الرِّجال، - 00:07:13ضَ

القِوامة تعني أن يدافع عنك، وعن عِرضك، ويفديَكِ بنفسه إن تَطَلّب الأمر، - 00:07:16ضَ

وينتصرَ لكِ إن مُسَّتْ كرامتكِ بأدنى شيءٍ، - 00:07:22ضَ

لا كما يحصل في عالم الدَّيَاثة الغربيِّ - 00:07:25ضَ

(قوّامون)؛ واللاتي حرَّضهنَّ (الرَّامبوهات) و(القَرَاعيق) - 00:07:28ضَ

على رفض هذه القوامة، - 00:07:32ضَ

تحت شعار: "التّمكين الاقتصاديِّ" - 00:07:33ضَ

وقع كثيرٌ منهنَّ في الفخِّ، - 00:07:36ضَ

فاقترضنَ من (القراعيق) - 00:07:38ضَ

ثم عجَزن عن السداد، - 00:07:40ضَ

فجاءت الدَّولة - 00:07:42ضَ

-الدَّولة التي يجب عليها في النِّظام الإسلاميِّ أن تكفي المرأة إذا احتاجت- - 00:07:43ضَ

جاءت هذه الدّول لتحبس النِّساء أو تُذِلهَّن، - 00:07:47ضَ

بعدما استدرجتهنَّ لرفض القوامة الشّرعية، - 00:07:50ضَ

فلمّا اسْتَبدلت المرأة الذي هو أدنى بالّذي هو خيرٌ، أُبْدلت بقوامةِ أهلها حبسَ (قرعاق) - 00:07:53ضَ

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النّسَاءِ﴾ [القرآن 34:4] - 00:07:59ضَ

هؤلاء الرّجال القوَّامون يجب عليهم قيادة الأسرة - 00:08:02ضَ

وهي مسؤوليةٌ قبل أن تكون حقًا - 00:08:06ضَ

ولهم -بحسْب هذه المسؤولية- طاعةُ النِّساء لهم فيما هو من حقوقهم عليهنَّ؛ - 00:08:08ضَ

كأن لا تخرج المرأة من بيتها دون إذن زوجها - 00:08:13ضَ

﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ [القرآن 34:4] - 00:08:17ضَ

ولم يقل تعالى: "بما فضّلهم عليهنَّ" - 00:08:19ضَ

ولا: "بما فضَّل الرِّجال على النِّساء" - 00:08:23ضَ

بل: ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ [القرآن 34:4] - 00:08:25ضَ

ففضَّل الرجال في أحكامٍ ومهامٍّ - 00:08:28ضَ

وفضَّل النِّساء في أحكامٍ ومهامٍّ - 00:08:31ضَ

هذا التَّفْضيل فيه مراعاةٌ حكيمةٌ - 00:08:34ضَ

لما جُعِل في خِلقة المرأة من عاطفةٍ، وقدراتٍ جسميَّةٍ وذهنيَّةٍ، - 00:08:36ضَ

تجعلها مؤهَّلةً لأن تُوكَل بتربية الأولاد، ولأن تكون حُضنًا دافئًا وسكيْنةً لزوجها، كما هو لها - 00:08:41ضَ

وهذا التّفْضيّل فيه مراعاةٌ لما جُعل في خِلْقة الرّجل من قدراتٍ جسميَّةٍ وذهنيَّةٍ ونفسيَّةٍ، - 00:08:48ضَ

تجعله أقدرَ على الكسْب، وحُسْنِ اتخاذ القرار - 00:08:55ضَ

﴿وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 34:4] هذا الركن الثاني - 00:08:59ضَ

ليكون للرجل حقُّ ومسؤوليةُ قيادةِ الأسرة؛ - 00:09:02ضَ

فالرّجل الَّذي يُنْفق، ويتعب، ويحمي، ويرعى... - 00:09:06ضَ

هو الذي يتَّخذ القرارات في النهاية، ويتحمَّلُ مسؤوليتها، ويدفع ثمنها - 00:09:09ضَ

حسنًا، وإذا لم يُنفق الرجل؟ - 00:09:14ضَ

إذا لم يقم بالواجب عليه؟ - 00:09:16ضَ

تتعرَّض قوامتُُه للسقوط؛ - 00:09:18ضَ

أسقط واجباتِه، فتسقط معها حقوقُه -كما سنفصِّل- - 00:09:20ضَ

فالقِوامة مشروطةٌ بشرطين: - 00:09:24ضَ

1- الرُّجولة وما معها من تفّضيلاتٍ تجعله مؤهَّلًا للقوامة - 00:09:26ضَ

2- والإنفاق؛ يعني القيام بمقتضى هذه الرجولة والتّفضيلات - 00:09:30ضَ

وهذا مهمٌّ جدًا أن يعلمه الرِّجال والنِّساء - 00:09:35ضَ

القوامة ليست بمجرَّدِ ذُكُورتك، - 00:09:39ضَ

ولا لأنَّك حاملٌ لكروموسوم (Y)، - 00:09:41ضَ

بينما الأنثى كروموسوم (X) - 00:09:43ضَ

ولا لأن عندك هرمون (التستوستيرون)، - 00:09:45ضَ

وهي عندها (استروجين) - 00:09:47ضَ

كما يفعل بعض الخائبين المقصِّرين المتخّلين عن واجباتهم، - 00:09:49ضَ

ثم يرفعون على المرأة سيف القِوامة والولاية! - 00:09:53ضَ

القِوامةُ مرتبطةٌ بقيامك بواجبات القِوامة - 00:09:56ضَ

بعدما استعرضنا تزيين السُّلطة المادِّيَّة، وتشويهَ القِوامة الشَّرعيَّة، - 00:10:00ضَ

تعالي نرَى خَلَل الميزان الذي يوازِن بينهما... - 00:10:05ضَ

المرأة التي تنفِر من القوامة؛ لأنَّها لا تُساوي بين الرَّجل والمرأة - 00:10:10ضَ

أو عندما تقول: لماذا لا يُسمح للمرأة أن تضربَ زوجَها تأديبًا أيضًا؟ - 00:10:14ضَ

أو لماذا لا يُسمح في الإسلام للمرأة أن تتزوَّج أربعةَ رجالٍ؟ - 00:10:19ضَ

لاحظي أن المقدِّمة التي تنطلق منها في هذا كلِّه هو أنَّ المساواة هي المعيارُ الحقُّ المُطلق - 00:10:24ضَ

تنطلقُ من هذا المبدأ وكأنَّه مسلَّمةٌ لا نقاشَ فيها، - 00:10:30ضَ

ثم تقيسُ أحكامَ الإسلام إلى هذه المسطرة، - 00:10:34ضَ

ولم يخطرْ ببالها أن تسألَ إنْ كانت مسطرتُها نفسُها صحيحةً! - 00:10:37ضَ

قيمة الإسلام العليا -والتي يُحاكَمُ إليها كلُّ شيءٍ- - 00:10:41ضَ

هي طاعة الله -سبحانه- - 00:10:45ضَ

الذي جعل دينَه قائمًا بالحقِّ والعدل، - 00:10:47ضَ

وليس المساواة بالضَّرورة؛ - 00:10:49ضَ

فالمساواة تكون أحيانًا حقًّا وعدلًا، وأحيانًا أخرى ظلمًا وباطلًا - 00:10:51ضَ

لا يُنكِرُ عاقلٌ وجودَ فرقٍ بين الرَّجل والمرأة - 00:10:57ضَ

في التَّكوين الجسديّ والنَّفسيّ والعاطفيّ والقدرات والمواهب، - 00:11:00ضَ

وبالتَّالي فلكلٍّ منهما ما يناسبه من الحقوق والواجبات - 00:11:03ضَ

هذا أمرٌ عقليٌّ واضحٌ - 00:11:08ضَ

محاولة تكليف المرأة بواجبات الرَّجل وإعطائها حقوقَه - 00:11:10ضَ

سينتجُ عنها منافرةٌ لطبيعة المرأة، - 00:11:15ضَ

المرأة الغربية تعرَّضتْ لظلمٍ من الرَّجل، - 00:11:18ضَ

ولم يكنْ مطروحًا لديها الاحتكامُ إلى وحيٍ ربَّانيٍّ - 00:11:21ضَ

يوضِّح الحقوق والواجبات بعدلٍ، - 00:11:25ضَ

فاختارت المساواة، - 00:11:27ضَ

فانتهى بها الأمر - 00:11:28ضَ

أنَّها لم تحقِّقْ لنفسها حقًّا ولا عدلًا ولا حرِّيَّةً ولا مساواةً، - 00:11:30ضَ

كما بينَّا في حلقة: (تحرير المرأة) - 00:11:35ضَ

وانتقلت المرأة الغربيَّة من ظلمٍ إلى ظلمٍ - 00:11:38ضَ

فمساواة المرأة بالرَّجل ظلمٌ لها! - 00:11:41ضَ

في الإسلام ووحِيه المحفوظ - 00:11:44ضَ

الله الذي فرَّق بين الجنسين في التَّكوين الجسديِّ والنَّفسيِّ والعاطفيِّ - 00:11:46ضَ

شرع -سبحانه- لكلٍّ منهما من الأحكام ما يناسبهُ، على أساس الحقِّ والعدل - 00:11:52ضَ

﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [القرآن 14:67]، - 00:11:57ضَ

لم يساوِ الإسلام بين برِّ الأب وبرِّ الأم، بل فضَّل برَّ الأم، - 00:12:00ضَ

وكان في ذلك قائمًا بالحقِّ والعدل، - 00:12:05ضَ

لم يساوِ الإسلام حين ألزمَ الرَّجلَ بنفقة البيت كاملةً للمرأة ولأولادهما، - 00:12:08ضَ

بينما لم يُوجِبْ على المرأة أيَّة نفقةٍ - 00:12:13ضَ

فحتَّى وإن كانت غنيَّةً، وأغنى بكثيرٍ من زوجها ليس عليها نفقةٌ - 00:12:16ضَ

لم يساوِ الإسلام حينَ أوجبَ الجهادَ على الرَّجل لحمايةِ المرأة، - 00:12:21ضَ

ولم يُوجبْه على المرأةِ لحمايةِ الرَّجل - 00:12:24ضَ

لم يساوِ الإسلامُ حينَ أباحَ للمرأةِ أن تلبسَ الذَّهبَ والحرير، - 00:12:27ضَ

وحرَّمَ ذلك على الرَّجل - 00:12:31ضَ

لم يساوِ الإسلام حينَ جعل حقَّ الحضانة للأم دونَ الأب عند افتراق الزَّوجين، - 00:12:32ضَ

وكان الإسلامُ في هذا كلِّه محقِّقًا للحقِّ والعدل بعدمِ المساواةِ بين الجنسين - 00:12:38ضَ

عبادةُ الله تعالى تعني: استمدادَ المعايير من الله - 00:12:44ضَ

بينما تأليه الإنسان يؤدِّي -في المحصِّلة- إلى تضييعِ الحقِّ والعدلِ والحرِّيَّةِ والمساواة، - 00:12:48ضَ

خاصَّةً في شأنِ المرأة -كما بيَّنَّا- - 00:12:54ضَ

المؤمنة تُسَلِّمُ حبًّا وكرامةً وتعظيمًا لأمر ربِّها القائل: - 00:12:56ضَ

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ - 00:13:01ضَ

لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ - 00:13:05ضَ

وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [القرآن 4: 32] - 00:13:11ضَ

لا تتمنَّي أشياء خصَّ الله بها الرَّجلَ، كما لا ينبغي له هو أن يتمنَّى أشياء خُصَّتْ بها المرأة - 00:13:16ضَ

بل آمِنوا جميعًا بعدلِ الله وحكمته، - 00:13:23ضَ

ومع ذلك - 00:13:26ضَ

ففي ضمن دائرة ما أعطاكِ الله - 00:13:27ضَ

استعيني بهِ واسأليه من فضله، وانظري إلى عطايا الله بعد ذلك كيف تكون! - 00:13:29ضَ

رَبٌّ خلقَ الذَّكرَ والأنثى يأمرُ بما فيه العدل للذَّكر والأنثى - 00:13:35ضَ

قال تعالى: - 00:13:40ضَ

﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ﴾ [القرآن 4: 34]. - 00:13:41ضَ

ومن معانيها: احفظي حقَّ الرَّجلِ أيَّتها المرأة مقابلَ ما حفظَ اللهُ مِن حقِّك على الرَّجل - 00:13:46ضَ

من اختلَّ عندها الميزان كانت القِوامة في حسِّها تحكُّمًا وتسلُّطًا وإهانةً - 00:13:53ضَ

وإذا وضعنا الأمورَ في نصابها - 00:13:58ضَ

علمتِ أنَّ القِوامة هي: - 00:14:00ضَ

رعايةٌ، حمايةٌ، طمأنينةٌ، راحةٌ، - 00:14:02ضَ

وانسجامٌ مع طبيعة المرأة وفِطْرتها، وحَقٌّ ممنوحٌ لها من رَبِّها - 00:14:05ضَ

إذا فَهمْتِ هذه القاعدة وانضبطَ عندَكِ الميزان - 00:14:10ضَ

فارجعي البصر إلى سماء الشَّريعة: - 00:14:14ضَ

هل تريْنَ مِن فُطُورٍ؟! - 00:14:17ضَ

هل تريْنَ من خللٍ أو نقصٍ؟! - 00:14:19ضَ

لا والله لن تريْ خللًا! - 00:14:21ضَ

فالذي أحكمَ خَلْقَه قد أحكمَ شريعتَه - 00:14:23ضَ

بعد هذا تعالَ وتعالي نُجِب عن تساؤلاتٍ كثيرةٍ نسمعُها عن الموضوع؛ - 00:14:26ضَ

لنرى كيفَ أنَّها شريعةُ حقٍّ وعدلٍ وفضلٍ بالفعل - 00:14:32ضَ

[سؤال 1] ماذا إذا اختلفَ الزَّوجانِ، - 00:14:37ضَ

وأصبحَ كلٌّ منهما يقول للآخر: افعلْ واجباتِك تجاهي لأعطيَكَ حقوقَك؟ - 00:14:38ضَ

نقول: الأصلُ أنَّ الزواج مبنيٌّ على المودَّة والرَّحمة والألفة، - 00:14:43ضَ

يُؤدِّي كلٌّ من الزَّوجين ما عليه وزيادةً بحبٍّ وعن طيب نفسٍ، - 00:14:48ضَ

وليستْ مؤسَّسةً مُحاسبيَّةً يُحاسِبُ كلُّ طرفٍ فيها الآخر كأنَّهما شريكانِ مختصمان على الحِصص - 00:14:53ضَ

فإذا حصل خلافٌ كان اللُّجوءُ إلى قاضي المودَّةِ والرَّحمةِ الذي جعلهُ اللهُ بينهما - 00:15:00ضَ

﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [القرآن 30: 21] - 00:15:05ضَ

وعندما يَكثُر استخدام كلمة: (حقِّي) و(واجبُك) - 00:15:08ضَ

فهذا دليلٌ أنَّ مؤسَّسة الزَّواج ما عادتْ تُؤدِّي ما أُقيمتْ من أجلِه، - 00:15:12ضَ

كلُّ الشَّركات يُمكن أن تقومَ بالعدل إلا شركةَ الزَّواج؛ لا تقومُ إلا بالفَضْل - 00:15:17ضَ

[سؤال 2] حسنًا كلامٌ جميلٌ، لكن إذا تَمسَّكَ كلُّ واحدٍ بموقفِه، ودخلنا في حلقةٍ مُفْرَغةِ: - 00:15:23ضَ

- اعملْ واجبكَ أنتَ.. - 00:15:28ضَ

- لا، اعملي أنتِ.. - 00:15:29ضَ

من الذي نَميلُ عليه أكثر؟ - 00:15:30ضَ

من المطالَبُ أكثرَ بالاستيعاب والمسامحة؟ - 00:15:32ضَ

نقول: المطالَبُ هم الرِّجال؛ قال الله -تعالى- في سورة [البقرة]: - 00:15:35ضَ

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [القرآن 2: 228] - 00:15:40ضَ

اسمعي ما أجملَ قول شيخ المفسِّرين الإمامِ ابن جريرٍ الطَّبريِّ - 00:15:45ضَ

بعد أن أورد الأقوال في تفسير هذه الآية: - 00:15:51ضَ

قال الطَّبريُّ -رحمه الله-: - 00:15:54ضَ

"وأَوْلى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قاله ابن عبَّاس: - 00:15:55ضَ

وهو أنَّ الدَّرجة التي ذَكَر اللهُ -تعالى ذِكرُه- في هذا الموضع: - 00:16:00ضَ

الصَّفحُ من الرَّجل لامرأته عن بعض الواجب عليها، وإغضاؤُه لها عنه، وأداءُ كلُّ الواجب لها عليه" - 00:16:04ضَ

إلى أن قال الطَّبريُّ: - 00:16:13ضَ

"وهذا هو المعنى الذي قصده ابن عبَّاس بقوله: - 00:16:14ضَ

ما أُحِبُّ أن أستنظِفَ جميع حقِّي عليها؛ لأن الله -تعالى ذكرُه- يقول: - 00:16:18ضَ

﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [القرآن 2: 228] - 00:16:23ضَ

ومعنى الدَّرجة: الرُّتبة والمنزلة"، - 00:16:25ضَ

بمعنى: أيُّها الرَّجل - 00:16:27ضَ

سامحْ وتحمَّلْ، اصفحْ إذا قصَّرتْ زوجتك معك وتغافل عن زلَّاتها وأدِّ أنت ما عليك - 00:16:29ضَ

ولا تقلْ لها: "اعملي الذي عليكِ لأعمل الذي عليّ"، - 00:16:36ضَ

بل اكسبْ هذه الدَّرجة عند الله بالمسامحة والتَّحمُّل وأداء ما عليك، - 00:16:40ضَ

ثم قال الطبريُّ: - 00:16:46ضَ

"وهذا القولُ من الله -تعالى ذكرُه- وإن كان ظاهرُه ظاهرَ الخبر - 00:16:47ضَ

فمعناه معنى ندبِ الرِّجال إلى الأخذ على النِّساء بالفضل ليكونَ لهم عليهنَّ فضلُ درجةٍ" - 00:16:51ضَ

أيْ أنَّ الآية ليستْ خبرًا -أيُّها الرَّجل- أنَّ لك درجةً على المرأة لمجرَّد ذكورتك، - 00:16:58ضَ

ولا لأنك حاملٌ لكروموسوم (Y) وهيَ كروموسوم (X) - 00:17:05ضَ

بل تكون لك درجةٌ إذا تحلَّيتَ بهذه الأخلاق من المسامحة والاستيعاب - 00:17:08ضَ

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ - 00:17:13ضَ

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ - 00:17:19ضَ

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ۚ - 00:17:22ضَ

إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [القرآن 49 : 13] - 00:17:26ضَ

وللرَّازي كلامٌ جميلٌ شبيهٌ بكلام الطَّبريِّ في أحد الوجهين لتفسير: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ - 00:17:28ضَ

فتصوَّرْ ما يفعلُه بعضُ الأزواج - 00:17:35ضَ

حين يقصِّرون في أداء ما عليهم غاية التَّقصير - 00:17:37ضَ

ويطالبون المرأة بما عليها تحت شعار: - 00:17:40ضَ

"القِوامة لي، وليَ عليكِ درجةٌ" - 00:17:43ضَ

فيعكسون مفهوم الآية! - 00:17:46ضَ

الرَّجل الذي له هذه الدَّرجة والذي يعملُ بما يرقى إلى مستواها - 00:17:47ضَ

هو الذي له الحكم والطَّاعة في إدارة مؤسَّسة الأسرة، ومؤسَّسةِ الزَّواج بهذه الدَّرجة أيضًا - 00:17:51ضَ

وهو الذي سيتحمَّل مسؤوليَّات وتبِعات القرار -مهما كانت صعبةً- بهذه الدَّرجة أيضًا - 00:17:58ضَ

[سؤال 3] حسنًا، ولماذا تكون هناك قِوامةٌ أصلًا؟ - 00:18:05ضَ

لماذا لا تكون كلُّ قراراتِ الأسرة بالتَّشارك، ورأيُ المرأة بنفسِ وزنِ رأي الرَّجل؟ - 00:18:08ضَ

- تقصدين بالتَّشاور؟ أي: يشاوركِ الزَّوج فيما يؤثِّر في حياتكما ثمَّ يقرِّر هو؟ - 00:18:13ضَ

- لا لا، بالتَّشارك - 00:18:18ضَ

- حسنًا، كيف بالتَّشارك وأنتما زوجان؟ أي رقمٌ زوجيٌّ - 00:18:20ضَ

ولا بدَّ من الحسم في المحصِّلة - 00:18:23ضَ

في كلِّ الشَّركات والمؤسَّسات والمدارس والجامعات - 00:18:25ضَ

لا بدَّ من رأسٍ، لا بدَّ من قائدٍ، - 00:18:27ضَ

وإذا كان مجلس إدارة أيَّةِ مؤسَّسةٍ زوجيَّ العدد أُضيفَ شخصٌ -ضرورةً- ليصبحَ العددُ فرديًّا؛ - 00:18:29ضَ

لأنه لا بدَّ من مرجِّحٍ في النِّهاية - 00:18:37ضَ

مِنَ النِّساء منْ تفهمُ ذلك جيِّدًا، لكنَّها لا تفهمُه في مؤسَّسة الأسرة! - 00:18:39ضَ

بل ترفض أن يكون للزَّوج القرارُ الأخير، وتصرُّ أنَّ الرَّجلَ والمرأة متساويان في تسيير الأسرة، - 00:18:44ضَ

وأنَّ كلَّ القرارات لا بدَّ أن تكون بالتَّشارك، وهو فَرَضٌ مستحيلٌ - 00:18:52ضَ

لا بدَّ عندها من الاتِّفاق على كلِّ قرارٍ - 00:18:57ضَ

وإلا كان تسلُّطًا من الزَّوج، وذكوريَّةً، وسوءَ استخدامٍ للقِوامة - 00:18:59ضَ

في نظرها! - 00:19:04ضَ

فتنهار الأسرة أو يتنغَّصُ عيشها على الجميع لأَتفه الأسباب، ويثورُ نقاشٌ على كلِّ شيءٍ - 00:19:05ضَ

بل وكم من زوجين انفصلا وتطلَّقا قُبيل الزِّفاف لخلافاتٍ من هذا النَّوع - 00:19:12ضَ

وهذا -مرَّةً أخرى- ناتجٌ عن الاستهانة بمؤسَّسة الأسرة في مقابل تعظيمها للمؤسَّسات - 00:19:18ضَ

التي تُحقِّقُ الإنتاج المادِّي - 00:19:26ضَ

تستهينُ بالأسرة لأنَّها لم تفهمْ -كما كثيرٍ من الرِّجال أيضًا- مفهومَ الأسرة في الإسلام، - 00:19:28ضَ

فيتزوَّجون إشباعًا لغرائز الميل للجنس الآخر، وغريزة الأبوَّة والأمومة فحسب، - 00:19:33ضَ

وكزينةٍ اجتماعيَّةٍ؛ لأنَّ النَّاس يتزوَّجون فأنا تزوَّجت! - 00:19:39ضَ

بينما في الإسلام: - 00:19:43ضَ

الأسرةُ لَبِنَةُ الأساس في إقامة أمر الله وعَمارة الأرض وقوَّة الأمة أمام أعدائها؛ - 00:19:44ضَ

فهي أهمُّ من كلِّ المؤسَّسات، - 00:19:50ضَ

فنقول للزَّوجة: ناقشي، أبدي رأيَكِ، - 00:19:51ضَ

وفي حديث البخاري ومسلم: أنَّ أزواج النَّبي -صلى الله عليه وسلم- كُنَّ يُراجِعْنَه، - 00:19:54ضَ

أي: يناقشْنَهُ ويُخالِفْنَهُ الرَّأي في بعض الأمور الدُّنيويَّة، - 00:19:59ضَ

لكن في المحصِّلة: - 00:20:03ضَ

تطيعُ المرأةُ زوجها فيما يتَّخذه من قرارٍ حتَّى وإنْ خالفَ رأيَها ما لم يكن معصيةً - 00:20:04ضَ

[سؤال 4] - لكن هناك من الرِّجال - 00:20:10ضَ

من يسيء استخدام مفهوم القِوامة، أو الوِلاية على المرأة... - 00:20:12ضَ

- صحيحٌ، فنقول كما قلنا في حلقة (الإسلام وضرب المرأة): - 00:20:15ضَ

سوءُ التَّطبيق هذا مَطعنٌ في المُسِيء، لا في مبدأ القِوامة ذاتِه، ولا في الشَّريعة التي جاءت به - 00:20:19ضَ

فيُمنع الزَّوج من التَّعسُّف في استخدام سلطته بالوسائل الشَّرعية، - 00:20:25ضَ

بل وقد يُحرَم في القضاء الإسلامي الصَّحيح من وِلايَتِه أو قِوامته بسلطان الشَّريعة أيضًا - 00:20:29ضَ

إن كان ساقطَ الأهليَّة لها - 00:20:36ضَ

وتبقى القِوامة مبدأ حقٍّ وعدل، مع التَّأكيد على أنَّ الأصل في العوائل السَّتر، - 00:20:38ضَ

لا القفز إلى القضاء دونَ استنفاد الحلول قبله - 00:20:44ضَ

القِوامة والوِلاية مركبٌ تُقاد به الأُسَر، - 00:20:47ضَ

إذا أساءَ سائقُ مركبةٍ -أنتِ فيها- قيادتَها وتَسبَّب في حادثٍ أضرَّ بكِ، - 00:20:51ضَ

فلنْ تذُمِّي مبدأ استخدام المواصلات، بل ستقولين: "هذا سائقٌ مسيءٌ" - 00:20:56ضَ

[سؤال 5] قد تقولين: أنا أُنفق على البيت أيضًا، فهل ليَ حقٌ في القِوامة؟ - 00:21:01ضَ

فنقول لكِ: أنتِ بإنفاقك على البيت تنازلتِ عن حقٍّ لكِ - 00:21:05ضَ

هذا تنازلٌ منكِ وإحسانٌ، لكنَّه لا ينقل القِوامة إليكِ - 00:21:10ضَ

فالقِوامة أمرٌ ثابتٌ للرجال المنفِقين - 00:21:14ضَ

إنْ تنازلت المرأة أو أحْسَنَت، فلها أجرٌ - 00:21:18ضَ

لكنْ هذا شيءٌ، وحق القِوامة شيءٌ آخرٌ - 00:21:21ضَ

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ [القرآن 32:4 ] - 00:21:25ضَ

[سؤال 6] قد تقولين: أنا أُنفق لا على سبيل الإحسان، - 00:21:29ضَ

لكن لأنَّ زوجي مقصِّرٌ لا يُنْفق على البيت بشكلٍ كافٍ... - 00:21:31ضَ

فنقول: القِوامة مُعلَّلةٌ في القرآن بعلَّتين: - 00:21:35ضَ

﴿بِمَا فَضَّل اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 34:4 ] - 00:21:39ضَ

إذا الزَّوج امتنع عن النَّفقة مع قُدرته عليها، - 00:21:44ضَ

فقد أخلَّ بواجب القِوامة، وفَقَدَ سببها، وصارت قِوامتُه معلَّقةً برضا المرأةِ وقبولها - 00:21:48ضَ

- معقولٌ؟! - 00:21:56ضَ

ظننَّا أنَّه يأثم لكن تبقى القِوامة له... - 00:21:56ضَ

- لا، وهذه المسألة ليست خلافيةً بين العلماء، بل هم متَّفقون على ذلك - 00:21:59ضَ

- حسنًأ، ماذا تفعل المرأة في هذه الحالة؟ - 00:22:04ضَ

- لديها خَيارات: - 00:22:06ضَ

فلها أن تأخذ من ماله دون إذنه ما يكفيها وأولادها بالمعروف، - 00:22:07ضَ

أو لها أن تلجأ إلى القضاء الإسلاميِّ ليفّرض على الزَّوج النَّفقة رغمًا عنه، - 00:22:11ضَ

لها أن تُنْفق من مالها وتبقى النَّفقة دَيّنًا في ذمَّة زوجها، - 00:22:17ضَ

ولها أن تستدين بأمر القاضي دَيْنًا يبقى في ذمَّة الزَّوج، - 00:22:21ضَ

ولها أن تبقى على ذمَّة زوجها لكن لا تُمكّنه من معاشرتها كزوجةٍ، - 00:22:25ضَ

بل تخرج من بيته وتنتقل إلى بيت أهلها، فتكون القِوامة عليها لوالدها أو أخيها مثلًا - 00:22:30ضَ

أي أن تنتقل من قِوامةٍ لقِوامةٍ ولا تَعْدم من يتحمَّل مسؤوليَّتها، - 00:22:37ضَ

ولها أن تطلب التَّفْريق بينها وبين زوجها - 00:22:41ضَ

- ماذا يا إياد حوَّلناها إلى درس فقهٍ؟! - 00:22:45ضَ

- لا، وإنَّما هذا كلُّه تأكيدٌ على معنًى مهمٍّ جدًا - 00:22:47ضَ

أنَّ الرَّجل إذا تخلَّى عن مسؤوليَّات القِوامة، فإنَّه يتعرَّض لفقد حقوقها - 00:22:51ضَ

فالقِوامة ليست له على ذكورته فحسب، - 00:22:57ضَ

ولن تُترك المرأة لرحمته ويُقال لها: "تحمَّلي ظُلمه في الدُّنيا ولكي الأجر في الآخرة"! - 00:23:00ضَ

بل الإسلام يُنْصِفُها دُنيَا وآخرةً - 00:23:07ضَ

فما بالك بالأزواج الَّذين يُدَخِّنون، ويُقَدِّمون دُخَّانهم على نفقة زوجاتهم وعيالهم؟! - 00:23:09ضَ

القِوامة حفظٌ للزَّوجة، ودفْع ما يؤذيها عنها - 00:23:16ضَ

فما بالك عندما يكون الزَّوج هو من يؤذيها بالتَّدْخِّين بالبيت، - 00:23:19ضَ

وحُزمة الأمراض التي يتسبَّب بها للزوجة بذلك - 00:23:23ضَ

ما بالك بالعوائل التي إذا جاء المحْسِنون ليساعدوها، قالت الزوجة -محقْةً- للمُحْسِن: - 00:23:27ضَ

"بالله عليكَ لا تعطي المال لزوجي؛ فسيشتري به الدُّخَّان ويتركني وعيالي"! - 00:23:33ضَ

قال الله -تعالى-: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [القرآن 4 :5 ] - 00:23:38ضَ

والآية هي أصالةً للرِّجال ألاَّ يُعطوا المال للأطفال السُّفهاء - 00:23:45ضَ

بينما في مجتمعاتنا مِن (الرِّجال) مَنْ تنطبق عليه هذه الآية! - 00:23:49ضَ

وهم مع هذا كلِّه يظـُنُّون أنَّ لهم قِوامةً لمُجَرَّد ذكورتهم - 00:23:54ضَ

[سؤال 7] قد تقولين: زوجي لا يُؤَدِّي حقوقي الماليَّة أو غيرها، ويسيء معاملتي، - 00:23:58ضَ

ولا أستطيع اللجوء إلى أهلي، أو إلى القضاء، - 00:24:03ضَ

أو لجأت فلم يُنْصِفُوني، - 00:24:05ضَ

ومُضطرَّةٌ أنْ أعيش معه؛ فأهلي فقراءٌ، أو غير مستعدّين لاستقبالي... - 00:24:07ضَ

نقول لك في هذه الحالة: - 00:24:12ضَ

تَذكّري أنَّ الَّذي ظَلَمك ليس الشَّريعة، ولا مبْدأ القِوامة - 00:24:14ضَ

ربَّما ظَلَمكِ زوجك، أهلك، المجتمع البعيد عن الشَّريعة، القاضي، الدَّولة - 00:24:18ضَ

أمَّا الشَّريعة فهي ملاذكِ لا خصمكِ -يا أختي- - 00:24:22ضَ

فينبغي أن يدفعكِ وقوع الظُّلم عليكِ إلى نُصْرة الشَّريعة الَّتي تَنْصُركِ، - 00:24:25ضَ

وتمنع وقوع الظُّلم عليكِ، وعلى غيركِ - 00:24:30ضَ

فالشَّريعةُ ملاذكِ لا خصمكِ - 00:24:34ضَ

[سؤال 8] حسنًا، ما هي النَّفقة التي نتكلَّم عنها؟ - 00:24:36ضَ

ليست نفقةً مُرهقةً للزَّوج، بل - 00:24:39ضَ

﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ﴾ [القرآن 7:65] - 00:24:41ضَ

وليس مطلوبًا منه أن يُجاري الكماليَّات، والتَّنافس في الماديَّات، - 00:24:49ضَ

ثمَّ يُقال له: "افعل وإلا فقدت القِوامة" - 00:24:53ضَ

بل الإسلام يحارب ثقافة الاستهلاك الماديِّ، وإرهاق الأُسَر، وتهديد استقرارها به - 00:24:56ضَ

[سؤال 9] حسنًا، ماذا إذا كان الزَّوج غير قادرٍ على النَّفَقَة؛ - 00:25:01ضَ

فالوضع الاقتصاديُّ في بلاد المسلمين كما ترون، - 00:25:04ضَ

وكثيرٌ من الرِّجال يفقدون أعمالهم، وتنهار تجاراتهم؟ - 00:25:07ضَ

هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء، - 00:25:10ضَ

لكنَّنا نحُضَّ المرأة -حينئذٍ- أن تصبر على ضيق حال زوجها، - 00:25:13ضَ

وأن تَتَذكَّر قول الله -تعالى-: - 00:25:17ضَ

﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [القرآن 2 :237] - 00:25:19ضَ

لكن، مِن وضع الأمور في نصابها - 00:25:22ضَ

أن يُذَكَّر الطَّرفان -حينئذٍ- أنَّ هذا الصَّبر فضْلٌ من المرأة، ليس واجبًا عليها، بل إحسانٌ منها - 00:25:24ضَ

فيُقَدِّرَ الزَّوج هذا الوفاء والإحسان، - 00:25:32ضَ

ويحتسب موقفها هذا في رصيدها، ويزيدَه تَحَمُّلًا لأخطائها - 00:25:34ضَ

وهِيَ عندما تعلم أنَّ إحسانَها مقدَّرٌ، فإنَّ نفسَها تَطيبُ بهذا البذل - 00:25:39ضَ

ضيقُ حالِ الرَّجل مصدر ضيقٍ نفسيٍّ للمرأة - 00:25:44ضَ

الَّتي جُبِلت فِطرةً على الاعتماد على غيرها في النَّفقة؛ - 00:25:48ضَ

فلديها حاجةٌ وجدانيَّةٌ نفسيَّةٌ لأن يكون هناك من يُنفق عليها، حتى وإن كان عندها مالٌ - 00:25:51ضَ

وعلى الزَّوج أن يَتَفهَّمَ ذلك إذا رأى منها اضطرابًا وضِيق خُلُقٍ - 00:25:57ضَ

عندما تضيق أحواله الماديّة، - 00:26:01ضَ

ويعلمَ أنَّها تعاني كما يعاني؛ فيتَّسعَ صدرُه لها - 00:26:03ضَ

ونقول لها هي أيضًا: - 00:26:07ضَ

من أسباب ضيق حال زوجك: فساد الظَّالمين، وسَرِقَةُ المجرمين لأموال المسلمين؛ - 00:26:09ضَ

فكوني عونًا لزوجك - 00:26:14ضَ

تفكيك الأُسر لن يزيد المسلمين إلا ذُلًا ومَهانةً، وتَحكُّمًا من المجرمين، - 00:26:16ضَ

الذين أعْسَروا حياتكِ وحياته - 00:26:22ضَ

«ارحموا من في الأرض، يرحمْكم من في السَّماءِ» (سنن الترمذي:حسن صحيح) - 00:26:24ضَ

وإذا تَكَرَّمَت المرأة على زوجها -في هذه الحالة-، وساعدته فلها أجرٌ عظيمٌ - 00:26:28ضَ

ففي الحديث -الَّذي رواه البخاري- - 00:26:33ضَ

أنَّ زينب -امرأة عبد الله بن مسعود- أرسلت تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: - 00:26:34ضَ

"أيَجْزي عنّي أن أُنْفق على زَوْجي وأَيْتَامٍ لي في حِجْرِي؟" - 00:26:39ضَ

-لم يكن زوجها يستطيع النَّفقة عليها- - 00:26:44ضَ

فقال نبيُّنا -عليه الصلاة والسَّلام-: - 00:26:46ضَ

«نَعَمْ، لَهَا أجْرَانِ؛ أجْرُ القَرَابَةِ وأَجْرُ الصَّدَقَةِ» (صحيح البخاري) - 00:26:48ضَ

أجرٌ مضاعفٌ لأنها تصدَّقت على زوجها - 00:26:53ضَ

- صدقةٌ! - نعم، صدقةٌ - 00:26:56ضَ

تُعتبر تَصدَّقت على زوجها؛ لأنَّها ليست مُلزَمةً به - 00:26:58ضَ

ومع ذلك فأجرها مضاعفٌ - 00:27:02ضَ

[سؤال 10] لكن -يا أخي- ذِكْر هذا الكلام -حتى مع كل هذه الضَّوابط- - 00:27:04ضَ

قد يُجرِّءُ بعض النِّساء! - 00:27:07ضَ

- إذن، ماذا تريدون؟! - 00:27:09ضَ

أن نسكت عن تعليم الناس حقوقَهم وواجباتِهم الشَّرعية؟ - 00:27:10ضَ

ندعهم جاهلين أفضل؟ - 00:27:14ضَ

- هي لا تعرف حقوقها - 00:27:16ضَ

وإذا عرفتها وطالبت بها، لن يعطيها زوجها؛ فلا داعيَ لأن تعرفها أصلًا؟ - 00:27:17ضَ

- لا؛ ليس هناك مصلحةٌ أعظم من أن يعرف النَّاس -رجالًا ونساءً- عظمةَ شريعةِ ربِّهم، - 00:27:22ضَ

وتطمئن نفوسهم إلى عدل ربِّهم وحكمته - 00:27:28ضَ

هذا أولى من حفظ أُسَرٍ يرافقه سوء ظنٍ بالله وشريعته تُرْضِعه المرأة أطفالَهَا - 00:27:31ضَ

عندما يُفْرَض سلطان الشَّريعة على الجميع فإنَّ الكلَّ يُنْصَف - 00:27:38ضَ

ولا يَعْتَرضُ إلا مريض القلب، ومتَّبع الهوى - 00:27:41ضَ

وما تَرك النَّاس من أمر الله شيئًا إلا أحْوَجهم الله إليه - 00:27:44ضَ

وإذا أصبح كلُّ طَرَفٍ يتمسَّك من الشَّريعة بما يحلو له، وينزعج إذا طُولب بواجباته، - 00:27:49ضَ

فإنَّه يصبح كالمنافقين المتحكِّمين - 00:27:56ضَ

الَّذين يُخضِعون النَّاس باسم الشَّريعة، وهم عنها مُعرِضون - 00:27:59ضَ

﴿وَإِذَا دُعُو إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * - 00:28:03ضَ

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ [القرآن 24 : 48-49] - 00:28:09ضَ

وما سُلِّط هؤلاء على المسلمين - 00:28:13ضَ

إلَّا لمَّا فَشَت في المسلمين أنفسِهم الانتقائيَّة في التعامل مع دِين ربِّ العالمين - 00:28:15ضَ

[سؤال 11] حسنًأ، ماذا إذا كانت الزَّوجة حاملةً لشهادة الدُّكتوراة - 00:28:22ضَ

وزوجها ليس متعلمًا تعليمًا جامعيًا أصلًا، - 00:28:25ضَ

لماذا تبقى له القِوامة؟ - 00:28:29ضَ

بدايةً -يا كرام- الدِّراسة الجامعيّة ليست معيارًا للعلم النافع، ولا لسلامة التَّفكير - 00:28:30ضَ

وحتى لو افترضنا أنَّ بعض النِّساء عندهنَّ علمٌ شرعيٌ وحِكمةٌ أكثر من أزواجهنَّ، - 00:28:37ضَ

فيبقى أنَّ الإسلام يأتي بعموماتٍ تناسب البشريَّة - 00:28:43ضَ

ومع ذلك فإذا كان بعض الرجال عنده نقصٌ مخِلٌّ في هذه القدرات؛ - 00:28:47ضَ

كأمراضٍ نفسيَّةٍ تعيق بالفعل قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة، - 00:28:51ضَ

وحاولت المرأة ستر ذلك لكنَّه لا يستجيب ممَّا يؤثر على حياتها، - 00:28:56ضَ

فإنَّ لها في هذه الحالة - 00:29:01ضَ

أن تطلب تَدخُّل العقلاء من أهلها وأهله، أو تَدَخُّل القضاء الإسلاميُّ، - 00:29:02ضَ

ويبقى له حق القِوامة فيما هو من حقِّه بالفعل - 00:29:08ضَ

ما دام مرضه، أو ضعف تفكيره، لا يُخرجه من دائرة العقلاء المُكلَّفِين - 00:29:11ضَ

ويبقى المبدأ العام على أصله من أنَّ القِوامة للرِّجال عمومًا - 00:29:17ضَ

لا تطعن فيها الحالات الخاصة، - 00:29:22ضَ

ولا نقول: - 00:29:23ضَ

لأنَّ هناك حالاتٍ استثنائيةً فإنَّ هذا يطعن في التَّشريع الإسلاميِّ بأنَّ القِوامة للرَّجل - 00:29:24ضَ

[سؤال 12] حسنًا، إذا كان الرَّجل قائمًا بما عليه -أبًا كان أو زوجًا- - 00:29:30ضَ

غير مقصِّرٍ في حقِّ المرأة، - 00:29:33ضَ

لكن يَصْدر منه ما يظهر تحكُّمًا بلا داعٍ؛ - 00:29:35ضَ

فيمنع المرأة من الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب، بل ويرفض النِّقاش، - 00:29:38ضَ

أليس هذا سوء استخدامٍ يبيح لها معصيته؟ - 00:29:43ضَ

فنقول -يا كرام ويا كريمات-: - 00:29:47ضَ

مبدأ مناقشة الزَّوج في كلِّ قرارٍ، وكثرة جداله هو مِن أكثرِ ما يُفسد ودَّ البيوت المسلمة - 00:29:49ضَ

نعم، - 00:29:56ضَ

من حق الزَّوج ألَّا يأذن لزوجته في الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب، - 00:29:56ضَ

وعلى زوجته طاعته ما لم يكن ذلك مانعًا لها من تعلُّم العلم الشَّرعيِّ الواجب عليها، - 00:30:02ضَ

أو صلةِ رحمها بالحدِّ الأدنى، أو تَلَقي علاجٍ مثلًا - 00:30:09ضَ

لكن فيما عدا ذلك فليس مطلوبًا منه أن يشرح ويُقنع في كلِّ مقامٍ - 00:30:12ضَ

لكن عندما يصل الأمر إلى مبالغةٍ من الزوج بالفعل، فإنَّ المشكلة لا تكون في القِوامة؛ - 00:30:17ضَ

وإنَّما تنشأ هذه المشكلات -عادةً- عند ضَعْف المودَّة - 00:30:23ضَ

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا - 00:30:27ضَ

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [القرآن 21:30 ] - 00:30:32ضَ

إذا ضَعُفت المودَّة، فإنَّ الزَّوج قد يمنع زوجته ممَّا تحبُّ كأداةٍ للتعبير عن استيائه - 00:30:35ضَ

يكون دورك هنا -أيَّتها الكريمة- أن تفكِّري كيف تسترضين زوجَكِ، - 00:30:41ضَ

وبأن تدركي أنَّ هذه القِوامة بمجملها لا غنًى لكِ عنها، - 00:30:46ضَ

قد يأتي في حُزمتها ما يخالف رغباتكِ المشروعة، - 00:30:52ضَ

فيمكنك أن تحاولي تحصيل هذه الرغبات بالحسنى - 00:30:55ضَ

لكن ليس التَّخلّي عن القِوامة بجملتها خيارًا - 00:30:59ضَ

في الخلافات بين الرِّجال - 00:31:03ضَ

قد تكون مغضَبًا، منفعلًا، مستاءً، - 00:31:05ضَ

تصيح في خصمك، وتقطِّب له حاجبيك، - 00:31:07ضَ

وتنتظر أن يردَّ عليكَ؛ لتزيد انفعالًا وغضبًا، - 00:31:10ضَ

فيوجِّه لك الضَّربة القاضية! - 00:31:14ضَ

ما الضَّربة القاضية؟ - 00:31:16ضَ

يقول لك: - 00:31:17ضَ

"على كلٍّ، أنا آسفٌ إن أسأتُ إليك، فما قصدت إلا خيرًا" - 00:31:18ضَ

وينسحب بهدوءٍ ليتركك مع نفسك - 00:31:22ضَ

ضعفٌ في منتهى القوَّة - 00:31:26ضَ

يحوّلك في نظر نفسك من مظلومٍ إلى ظالمٍ، - 00:31:28ضَ

ومن متأهبٍ للقتال إلى معتذرٍ له تسترضيه - 00:31:31ضَ

هذا بين الرِّجال - 00:31:35ضَ

فما بالكم بالمرأة الحكيمة التي تعلمُ أنَّ أقوى ما فيها ضعفُها؛ - 00:31:36ضَ

فتمسك بيدِ زوجها وتتودَّد له، - 00:31:41ضَ

فتكسرُ حِدَّته، وتَكسرُ كبرياءه، وتستحوذُ عليه بضعفها وودِّها وأُنوثتها - 00:31:44ضَ

أمَّا إذا عاد الرَّجل من ضغوطات الحياة وأعباء العمل -الذي ينفق به على بيته- - 00:31:51ضَ

ثمَّ هو يرى في البيت امرأةً ندًّا تريد أن تقارعه، أو تجادله في كلِّ أمرٍ، - 00:31:56ضَ

فإنَّ الودَّ يغيب وتِحلُّ الضَّغائن - 00:32:02ضَ

هذه قِصَّة القِوامة - 00:32:04ضَ

عندما تُعْرض الصَّورة الكاملة - 00:32:06ضَ

فإنَّ المرأة تفْهمُ جيدًا قول نبيِّها -صلى الله عليه وسلَّم-: - 00:32:08ضَ

«والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه - 00:32:13ضَ

لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها» (أخرجه أحمد وابن ماجه وصحَّحه الألباني) - 00:32:16ضَ

رجلٌ يحميها، يُؤويها، يكفيها، - 00:32:21ضَ

يحفظ كرامتها، - 00:32:24ضَ

يستحقُّ منها ذلك - 00:32:25ضَ

بل، وهي تطلب قِوامته فطرةً ووجدانًا - 00:32:27ضَ

عندما تضع التَّشريع الإسلاميَّ في سياقه الصَّحيح، - 00:32:30ضَ

فإنَّ كثيرًا من النُّفوس النَّافرة تطمئن، - 00:32:33ضَ

وما كان شبهةً يصبح مفخرةً، - 00:32:36ضَ

وتدرك المسلمة أنَّها وُلدت وفي فمها هذه الملعقة من ذهبٍ فما أحسَّت بقيمتها؛ - 00:32:39ضَ

لأنَّها لم ترَ القصَّة الكاملة البائسة لمن فقدنَ نعمة القِوامة، - 00:32:45ضَ

والَّتي تكلمنا عنها في (تحرير المرأة الغربية) - 00:32:51ضَ

القِوامة الشّرعيّة -كما فرضها الله- - 00:32:54ضَ

هي حلمٌ للمرأة الغربيّة، وللمرأة الشَّرقيّة غير المسلمة، - 00:32:56ضَ

والتي كثيرًا ما تُنْفق على السَّكن مُنَاصفةً مع زوجها، أو (بالإنجليزية) صديقها الحميم - 00:33:01ضَ

وقد تُرْمى في الشَّارع إذا لم تُنْفق - 00:33:05ضَ

ختامًا.. - 00:33:08ضَ

راسلتنا فتاةٌ مسلمةٌ ذهبت إلى هولندا -بلد الزُّهور- لتتابع الدِّراسات العليا - 00:33:08ضَ

لكن تراكمت عليها الشُّبهات - 00:33:14ضَ

فراسلت زوجة أحد أصدقائي تقول لها: - 00:33:16ضَ

أنَّها فقدت قناعتها بالإسلام، وانعدمت محبَّتها لله - 00:33:19ضَ

ومرَّ على ذلك شهورٌ - 00:33:24ضَ

ثمَّ أرسلت إلينا -من أيامٍ- رسالةً طويلةً - 00:33:25ضَ

تُعبِّر عن عودتها لربِّها بعد متابعتها لـ (رحلة اليقين)، و(سلسلة المرأة) - 00:33:29ضَ

وكذلك لـ(سلسلة فقه النَّفس) لأخي الدُّكتور عبد الرحمن ذاكر - 00:33:35ضَ

وكان ممَّا قالته الأخت في رسالتها: - 00:33:38ضَ

" أنا أحبُّ الله لأنَّه خلقني مسلمةً، - 00:33:40ضَ

لأنَّه أعطاني أهلًا يحبُّونني؛ أبًا وأُمًّا وإخوةً يخافون عليَّ، ويسألون عن أقلِّ تفاصيل حياتي - 00:33:43ضَ

سلسلتك -يا دكتور إياد- عن المرأة رأيتُ كلَّ كلمةٍ منها حرفيًا، رأيتها بعيني - 00:33:51ضَ

في آخر أربعة أشهرٍ لي بهولندا سكنْتُ بسكنٍ جامعيٍّ مع بناتٍ أوروبيَّاتٍ - 00:33:59ضَ

فرأيت العَجَب من جانب حياتهنَّ الأسود - 00:34:04ضَ

وقَدَّرت قيمة العفاف والطَّهارة التي عند المسلمات، - 00:34:07ضَ

وعظيم نعمة الأهل: الأب، والأخ، والسند، الَّذين يفكِّرون بي وأنا على بُعْد قارَّاتٍ - 00:34:11ضَ

بينما الأوروبيَّة يسكن بجانبها أبوها، ولا ينظر في وجهها، ولا يسأل عنها - 00:34:17ضَ

والله إنني حزينةٌ جدًا على وضع الأوروبيَّات، ومشفقةٌ عليهنَّ - 00:34:23ضَ

كان لي صديقةٌ هولنديَّةٌ - 00:34:29ضَ

أخبرتني بأنَّها مستعجلةً في الحصول على عملٍ؛ لأنَّ أهلها متضايقون من وجودها في بيتهم - 00:34:30ضَ

وأخرى ألمانيَّة تخاصمت مع (بالإنجليزية) صديقها الحميم فطردها من بيته - 00:34:38ضَ

وأنا الآن، بعد أن كنت نسويَّةً حتى النُّخاع، - 00:34:42ضَ

أصبحتُ أُقَدِّر نعمة أن يكون لي أهلٌ أسكن بينهم معززَةً مكرَّمَةً، - 00:34:46ضَ

ويُحسّون بالمسؤولية تجاهي" - 00:34:51ضَ

بالتأكيد، بعيدًا -يا كرام- عن خطأ أن تُترك الفتاة في بلدٍ أوروبيٍّ وحدها، - 00:34:53ضَ

لكنَّ الشَّاهد: - 00:34:59ضَ

أنَّها أحسَّت بقيمة القِوامة بعد أن رأت غيابها في بلد الزُّهور! - 00:35:00ضَ

هذه الأخت -الَّتي كانت ساخطةً على الشَّريعة- خَتَمت رسالتها بسؤالها: - 00:35:05ضَ

"ماذا أفعل حتى يسامحني ربِّي على قلَّة أدبي معه حين كنت أعترضُ عليه؟ - 00:35:10ضَ

استغفرته -سبحانه- وأظنُّ أنَّه يحبُّني؛ لأنَّه هداني بعد ضياعٍ - 00:35:16ضَ

لكن انصحوني بأيِّ شيءٍ أعمله حتى يرّضى عني" - 00:35:20ضَ

فنقول للأخت الكريمة: - 00:35:25ضَ

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّـهِ ۚ - 00:35:26ضَ

إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [القرآن 53:39 ] - 00:35:32ضَ

فنسأل الله أن يكون نشر قصَّتها وأثر ذلك سببًا لرضاه عنها - 00:35:38ضَ

اللهمَّ حَبِّب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا، - 00:35:43ضَ

وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، - 00:35:46ضَ

واجعلنا من الرَّاشدين - 00:35:48ضَ

والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:35:50ضَ