خطب مرئية

أنت الجماعة ولو كنت وحدك | الشيخ الحويني | خطبة الجمعة ١ محرم ١٤٣١

أبو إسحاق الحويني

ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا سيئات اعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد - 00:00:00ضَ

عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:00:36ضَ

آآ آآ واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما - 00:01:06ضَ

ما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى. واحسن الهدي هدي محمد محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار - 00:01:46ضَ

فان المرء ليندهش حقا ويسيطر عليه العجب اذا نظر الى غزوات النبي صلى الله عليه واله وسلم من اول غزوة بدر. مرورا بالسرايا والغزوات الكبيرة لا تجد تكافؤا ابدا بين المسلمين وبين المشركين. لا في العدة ولا في العدد - 00:02:16ضَ

ومع ذلك ينتصر المسلمون دائما ما هو السبب؟ ذاك السبب الذي ساشير اليه في هذا الحديث البديع هو الذي رجح كفة المسلمين دائما. روى الامام احمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم - 00:02:56ضَ

من حديث جابر رضي الله عنه قال ظل النبي صلى الله عليه واله وسلم عشر سنين. يتبع الحاج في المواسم ويذهب الى مجنة وعكاظ والى رحال الناس في منى يقول من يؤويني من ينصرني حتى ابلغ رسالات - 00:03:40ضَ

ربي وله الجنة فلا يجد من يؤويه ولا من ينصره وكان يمشي بين رحالهم يشيرون اليه بالاصابع اي احتقارا له وكان الرجل يرحل من مضر او من اليمن الى ذوي رحمه - 00:04:23ضَ

فيأتيه قومه فيقولون له احذر غلام قريش لا يفتنك حتى بعثنا الله تبارك وتعالى له من يثرب فيأتيه الرجل والرجلان فيقرئه القرآن. فينقلب به الى اهله حتى لم يبقى دار - 00:04:55ضَ

لم تبقى دار من دوري يثرب الا وفيها رهط يظهرون الاسلام. ثم بعثنا الله اليه من فاجتمعنا سبعون رجلا وقلنا الى متى يطرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جبال مكة ويخاف - 00:05:30ضَ

فوعدناه الموسم اي في الحج وواعدناه شعب العقبة فلما جئنا نظر العباس رضي الله عنه وقال يا ابن اخي انا ذو معرفة باهل يثرب وهؤلاء قوم لا اعرفهم هؤلاء احداث - 00:06:01ضَ

قال فجئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا له يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر - 00:06:38ضَ

وان تقولوا في الله لا تخافون فيه لومة لائم وان تمنعوني اذا ظهرت مما تمنعون منه انفسكم وازواجكم وابنائكم ولكم الجنة قال جابر فقال اسعد بن زرارة وهو اصغر السبعين. قال يا قوم - 00:07:08ضَ

والله انا لم نضرب اليه اكباد الابل الا ونحن نعلم انه رسول الله وان اخراجه مفارقة العرب جميعا وقتل خياركم وانت عضكم السيوف. فاما انكم قوم تصبرون على السيوف اذا مستكم - 00:07:43ضَ

وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه واجركم على الله واما تخافون من انفسكم خيفة فذروه فهو اعذر لكم عند الله فقالوا له امط عنا يدك يا اسعد بن زرار - 00:08:17ضَ

فوالله هذه بيعة لا نقيلها ولا نستقيلها فقمنا اليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة هذا هو الفرق الذي يفرق بين المسلمين وبين اعدائهم فرق الايمان والولاء - 00:08:47ضَ

بعث النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء ما يرون عبادة خيرا من عبادة الاوثان فجاء بفرقان فرق فيه بين الوالد وولده وبين المرأة وزوجها وكما قال ذلك المقداد ابن الاسود - 00:09:25ضَ

رضي الله عنه هؤلاء سبعون وصفهم العباس رضي الله عنه بانهم احداث ايه يعني احداث يعني قوما حديثة اسنانهم حديثة اسنانهم ليسوا من اهل السيادة وليسوا من اهل القرار هم ابناء قوم كبار - 00:09:59ضَ

لكنهم لا يملكون من امر نفسهم شيئا كما قال تعالى واصفا اتباع موسى عليه السلام قال فما امن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم ان يفتنهم - 00:10:38ضَ

وان فرعون لعالم في الارض وانه لمن المسرفين. لفظة الذرية لا تطلق الا على الاطفال الصغار في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في غزوة من الغزوات امرأة مقتولة - 00:11:10ضَ

فقال من قتل هذه قالوا يا رسول الله انها كانت معهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله ما كانت هذه تقاتل ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:44ضَ

عن قتل النساء والذرية ذرية اللي هم الاطفال الصغار وقال تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء - 00:12:11ضَ

فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت وصف الذرية هنا بانها ضعيفة وهناك مشاكلة بين اصابه الكبر وله ذرية مما يدل على انها صغيرة لكن في هذه الاية التي وصف الله عز وجل فيها اتباع موسى - 00:12:43ضَ

عليه السلام فما امن لموسى الا ذرية من قومه فهؤلاء بداهة ليسوا اطفالا انما هم رجال كبار لكن الجامع بين الرجال الكبار وبين ذرية الصغار هو الضعف كبار النعم لكنهم ضعفاء - 00:13:18ضَ

اباؤهم اهل الجاه واهل المال واهل السطوة واهل القرار فهؤلاء قوم احداث كما وصفهم العباس اي شباب لكن ليس لهم قيمة لذلك خاف النبي صلى الله عليه واله وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم منهم - 00:13:54ضَ

لكن الامة تعرف بشبابها ولا يطلع بالدين الا الشباب بعث النبي صلى الله عليه واله وسلم فحالفه الشباب وخالفه الشيوخ نظر هؤلاء الفتية فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم مطاردة - 00:14:29ضَ

فرأوا انه من الواجب عليهم ان ينصروه ولذلك قال بعثنا الله اليه من يثرب فاجتمعنا سبعون رجلا وقلنا الى متى يطرد النبي صلى الله عليه وسلم في جبال مكة ويخاف - 00:15:05ضَ

فواعدوه شعب العقبة ليأخذوا عليه البيعة الشباب مرتبط دائما بالفتوة وقد ذكرت الفتوة في كتاب الله عز وجل في مواطن وهذه المواطن كلها تشبه هذا الحديث الذي اذكره. لعلكم تذكرون اهل الكهف - 00:15:35ضَ

وصفهم الله عز وجل فقال انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وفي قصة ابراهيم عليه السلام قالوا من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم - 00:16:14ضَ

والفتوة لها منزلة عظيمة ولها ايضا اركان. لعلي ان وفقت فيما يأتي من الزمان ان اقف معكم على منزلة الفتوة واركانها فان هذا يعين شباب الامة على القيام بما يجب عليهم ان يقوموا به في هذا الوقت - 00:16:46ضَ

من عبارات الناس المتداولة لا يغلب صاحب اعتقاد. او من ادمن طرق الباب ولد او لا يضيع حق وراءه مطالب هذه جمل تشتمل على معنى واحد ثابت الا وهو الثبات - 00:17:17ضَ

وان الذي يلح على الشيء يدركه ولا يستطيع الالحاح على شيء الا رجل يمتلك شيئين اساسيين الشيء الاول هو الايمان به والشيء الثاني هو محبة هو ارادة تدفعها محبة. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم - 00:17:49ضَ

الحمد لله رب العالمين. له الحمد الحسن والثناء الجميل. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. فاليوم هو الجمعة - 00:18:26ضَ

الثاني من شهر الله المحرم لسنة الف واربعمائة وواحد وثلاثين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وانا لم اصعد هذا المنبر منذ الخطبة الثانية من شهر شعبان في السنة الماضية ولم اكن مؤهلا - 00:19:26ضَ

اليوم ان اخطب الجمعة لكنني اردت ان اصافح وجوهكم مرة اخرى ولو تكلمت بكلام يسير. فانني اتمنى ان اموت واقفا وان اناضل عن ديني الى اخر لحظة. شعرت في هذه المدة - 00:19:53ضَ

التي مضت انني بدون الدعوة لا اساوي شيئا فاردت ان استمتع بالحياة مرة اخرى فجئت الى هذا المكان لكي اقول كلاما اثبت به نفسي اولا ثم ابث الثقة فيكم. مرة اخرى واقول - 00:20:35ضَ

ان انا منصورون. واننا لن نغلب. حتى وان كان كانت امكاناتنا ضعيفة. ما دام معنا ايمان راسخ نحن ضعاف نعم. وليس في ايدينا ما في ايدي اعدائنا او خصومنا لكننا اذا رجعنا الى الاول - 00:21:19ضَ

الى زمن الصحابة. زمن النبي صلى الله عليه وسلم اولا. وزمن الصحابة واستمسكنا بما كانوا عليه فاحلف بالله اننا لمنصورون. اشرف اعمالي قاطبة ان تموت خادما لهذا الدين وهذا هو مكمن العز كله - 00:21:58ضَ

صدقوني اذا قلت لكم انني كنت اشعر ان الرجل الذي يمسك بمكنسة في الشارع كنت اشعر انه افضل مني. انه يقوم بواجبه وانا عاجز مكبل فاردت ان اتي حتى لو تكلمت عشر دقائق - 00:22:38ضَ

ان اتي لاصافح هذه الوجوه مرة اخرى. واسأل الله عز وجل الا يحرمني اياكم من شرف الدعوة اليه. والدلالة عليه فانني نظرت الى المناصب كلها لم اجد اشرف من هذا المنصب - 00:23:17ضَ

ان تكون خادما لدين الله عز وجل لا سيما في زمان الغربة الثانية التي بدأت تهتز فيها بعض الاصول التي لم تكن في يوم من الايام محورا من محاور الجدل عليها - 00:23:44ضَ

وصار كل شيء حولنا غريبا وعجيبا ومزريا ايها الشباب ان عليكم مسؤولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين الا اذا رجعتم مرة اخرى الى حقيقته هذا دين يمتلك اسباب الحياة في ذاته - 00:24:11ضَ

لكنه يحتاج الى محام جيد. ان الناس يسلمون في الغرب بلا دعوة ولا كم كنت اتمنى ان اكون قادر على ان اذكر لكم اشياء كثيرة قرأتها في حال خلوتي في الاشهر الماضية. تبث الثقة فيكم - 00:24:55ضَ

لتعلموا بعدها ان من استمسك بحبل الله فهو منصور ولو كان واحدة ان ابن مسعود رضي الله عنه قال انت الجماعة ولو كنت وحدك. مع ان الجماعة في العادة تقتضي شخوصا كثيرين - 00:25:31ضَ

لكن ما دمت على الحق وتقف في هذا الغرس فانت الجماعة. وان كنت وحدك. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يستعملنا واياكم في مراضيه. وان يغفر لي ولكم. اقول قولي بهذا واستغفر الله العظيم لي ولكم - 00:26:04ضَ