قلوب بين اضلاع البرايا وتكمن خلفها فمن قلب كمثل الصخر قاسي وقلب وليس بوسعه الا الشكايا وقلب اجره وكن مثل السراج. والمشتاقات ما بين المشكات ما بين الحنان الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا ربي معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي - 00:01:01ضَ

ولا زال حديثنا بفضل ربنا جل وتعالى عن انواع القلوب انهيت الحديث عن القلب السليم بشروطه وصفاته واشرع من الليلة باذن الله تعالى في الحديث عن القلب الميت باختصار شديد - 00:01:27ضَ

وعن صفات القلب الميت القرآن الكريم لكن تعالوا بنا اولا لنتعرف على القلب الميت ما هو القلب الميت القلب الميت والقلب الذي لا حياة فيه لا حول ولا قوة الا بالله - 00:01:46ضَ

لا حول ولا قوة الا بالله القلب الميت هو القلب الذي لا حياة فيه. اسمع مني وتدبر ولم تشرق عليه شمس الهداية ونور الايمان القلب الميت هو القلب الذي لا حياة فيه - 00:02:07ضَ

ولم تشرق عليه شمس الهداية ونور الايمان ولم يتذوق حلاوة القرب وجلال الذكر ولذة الانس بالله جل وعلا ولم يعرف حقيقة العبودية من حب الافتقار وذل الانكسار بين يدي العزيز الغفار - 00:02:30ضَ

فعقيدته فاسدة واحواله باطلة وعواطفه مائلة قد علاه الران وسنعرف معنى الران قد علاه الران وغطاه واعماه وعن سبيل الهدى والنور اقصاه القلب الميت قلب غلف باغلفة الكفر والكبر والعناد - 00:02:54ضَ

ولا يعرف ربه جل وعلا بل الهه هواه بل الهه هواه افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم يعبد شهواته وساقط في شباك شبهاته هو في غفلة تامة - 00:03:31ضَ

كاملة مطبقة عن سيده ومولاه لذا انتبه لما بعد لذا لذا صار القلب الميت قاسيا شديد الصلابة واليبس كالحجارة او اشد كما قال جل جلاله ثم قست قلوبكم من بعد ذلك - 00:04:02ضَ

فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون - 00:04:28ضَ

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول في رواية الترمذي بسند حسن من حديث عبدالله ابن عمر يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب - 00:04:51ضَ

وان ابعد الناس من الله القلب القاسي فان لهذا القلب الميت ان لهذا القلب القاسي الذي غلف باغلفة الكفر والكبر والعناد ان يتذوق حلاوة الايمان بالله ورسوله ان يتعرف على شرف وعز العبودية - 00:05:13ضَ

ان له ان يمتثل الامر وان يجتنب النهي وان يقف عند الحد قال الله جل وعلا وقالوا قلوبنا غلف تستحق بذلك اللعن وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم وقليلا ما يؤمنون - 00:05:43ضَ

وقالوا قلوبنا غلف اي غلفت في اغلفة الكفر والكبر والعناد والصد والاعراض يستحق اللعنة من الله بل لعنهم الله بكفرهم وقليلا ما يؤمنون وقال سبحانه كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين - 00:06:05ضَ

وقال سبحانه وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه وقال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال جل وعلا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه ارجو ان تنتبهوا معي لهذا التأصيل المهم الذي ساوصله الان - 00:06:27ضَ

واصحاب القلوب الميتة لم تكن قلوبهم في الاصل ميتة خلي بالك من الكلام ده في غاية الاهمية اصحاب القلوب الميتة القاسية لم تكن قلوبهم في الاصل ميتة قاسية غلفا لا تفقه - 00:06:59ضَ

ولا تعي لا بل خلقها الله جل وعلا ابتداء على فطرة التوحيد والايمان ومكنها ربنا تبارك وتعالى من اختيار الخير والشر. وهديناه النجدين فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى - 00:07:22ضَ

واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى خلقهم الله جل وعلا على فطرة التوحيد والايمان ما من مولود الا ويولد على الفطرة اي على فطرة التوحيد والايمان لكنهم تركوا الخير - 00:07:46ضَ

واختاروا الشر كفر وكبرا وعنادا يستحب العمى على الهدى واستحبوا الظلام على النور وراحوا يلهثون وراء شهواتهم واعرضوا عن رسلهم وانبيائهم ثم من بعدهم علمائهم فكانت العقوبة العاجلة من الله جل وعلا لاصحاب هذه القلوب القاسية - 00:08:13ضَ

عوقبوا بالطبع على القلوب وسنتعرف على معنى الطبع عوقبوا بالختم وسنتعرف على معنى الختم على القلب فلما عوقبت تلك القلوب بالطبع عليها والختم عليها اصبحت قاسية اصبحت مقفلة لا تفهموا عن الله مراده - 00:08:56ضَ

ولا تفهموا عن رسول الله مراده ولا تهتدي بنور الله بل ظلت تتخبط في حنادس الظلام في ظلام الكفر والهوى والضلال والغي قال جل وعلا ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس - 00:09:25ضَ

كمن مثلوه في الظلمات ليس بخارج منها اي من كان ميتا بالغرق في بحور الكفر والضلال والهوى فاحيا الله جل وعلا قلبه بنور الايمان والقرآن والحكمة وجعل له نورا يستضيء به في الناس - 00:09:50ضَ

هل يكون هذا كمن يعيش في تلك الظلمات ليس بخارج منها وكانها صارت صفات ذاتية ملازمة له انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله وقال سبحانه والذين كذبوا باياتنا صم وبكم في الظلمات - 00:10:14ضَ

من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم وقال سبحانه افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله - 00:10:40ضَ

افلا تذكرون لقد ضل اصحاب هذه القلوب الميتة وخابوا وفي حنادس الظلام غرقوا وتاهوا لا يسمعون الحق ولا ينطقون بالحق لانهم بكفرهم وكبرهم وعنادهم عوقبوا وصرفوا عن الحق تدبر قول ربك جل جلاله - 00:11:07ضَ

ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين - 00:11:35ضَ

والذين كذبوا باياتنا ولقاء الاخرة حبطت اعمالهم. هل يجزون الا ما كانوا يعملون الجزاء من جنس العمل عوقبوا بالصرف عن الايات عوقبوا بالصرف عن فهمها وتدبرها والاعتبار بها والاستدلال بها - 00:11:59ضَ

على دلائل الايات الكونية وبدائع المخلوقات الربانية وروعة المعجزات وطبع على قلوبهم وخذلوا هم لا يعتبرون بالايات سواء كانت الايات قرآنية او نبوية قال جل وعلا فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله - 00:12:25ضَ

وقتلهم الانبياء بغير حق. وقولهم قلوبنا غلف ايه العقوبة؟ ايه النتيجة؟ بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا لا حول ولا قوة الا بالله الاية يا اخواني واخواتي تبدأ - 00:12:56ضَ

بباقي السببية اي بسبب نقضهم للميثاق اي بسبب نقضهم للميثاق الذين عاهدوا الله عليه وبسبب كفرهم بايات الله وبسبب قتلهم لانبياء الله ورسله بغير حق وبسبب وصفهم لقلوبهم بانها غلف مغلفة باغلفة الكفر والكبر والعناد - 00:13:17ضَ

ليكون الجزاء العادل الطبع على القلوب فليس الطبع كما بينت سابقا سابقا. لا حاشا لله بل خلقهم الله على فطرة التوحيد والايمان واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم - 00:13:46ضَ

واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شاهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل. وكنا ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطلون - 00:14:15ضَ

فلم يكن الطبع على القلب سابقا بل كانت الفطرة على التوحيد سابقة لكنهم عوقبوا عقوبة عادلة فصرفوا عن الايات وطبع على قلوبهم بسبب كفرهم وعنادهم وكبرهم واعراضهم وحسدهم وقتلهم لرسلهم وانبيائهم - 00:14:35ضَ

واستهزائهم بايات ربهم الكونية والقرآنية او المتلوة قال تعالى ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل تدبروا القرآن ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل. كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين - 00:15:00ضَ

قال سبحانه ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا. وان تدعوهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا - 00:15:26ضَ

قال تعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة ان الظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين وقال سبحانه وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها - 00:15:50ضَ

وان يروا كل اية هذا وعد ربي وهذا حكم ربي. الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سكون وان يروا كل اية لا يؤمن بها حتى اذا جاءوك يجادلونك - 00:16:14ضَ

يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين وتدبروا هذه الاية وما تحمله من معاني فورب الكعبة انها وحدها لكافية قال سبحانه واما ثمود فهديناه يستحب العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون - 00:16:31ضَ

هداهم الله هداية دلالة بداية ارشاد وتعريف وبيان ارسل اليهم الرسل ونصب لهم الدلائل والحجج وازاح عنهم الاعذار والعلل وبين لهم الحق والباطل والهدى والضلال والخير والشر لكنه مستحب العمى على الهدى - 00:17:03ضَ

واختاروا الضلال على الحق فكان العقاب العادل فعوقبوا بالهلاك بسبب كسبهم هم ولا يظلم ربك احدا القلب الميت قلب لا حياة له بكسبه اه الا اذا شاء ربي سبحانه واشرقت عليه انوار التوحيد والايمان - 00:17:32ضَ

من فتح لها بفضله سبحانه فكم من قلوب كانت ميتة وعلى الكفر مؤصدة فتحولت بفضله ومنه وكرمه الى نور التوحيد بعد ظلام الشرك والى الهدى بعض الضلال والى الحق بعد الباطل - 00:18:02ضَ

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم تعالوا بنا بعدما تعرفنا باختصار على القلب الميت لنتعرف على اهم صفات القلب الميت في القرآن الكريم واسأل الله جل وعلا - 00:18:24ضَ

ان ينجيني واياكم من موت القلب وان يوقظ قلوبنا من رقدة الغفلة انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مثل السراج - 00:18:45ضَ

والمشتاقات ما بين الحنان والمشكاة ما بين وقلب ناصع يقظ سليم بفطرته تجملت السجايا فثبت يا اله العرش منيبا يحتمي بك في حشاك - 00:19:11ضَ