التفريغ
وعلى اله واصحابه ومن والاه اما بعد الحمد لله الذي جمعنا واياكم على امر الدعوة الى دين الله والتذاكر والتواصي فيها ولا يخفى شريف علمكم فضل هذه الدعوة وفضل القائمين عليها - 00:00:03ضَ
فهي مهمة انبياء الله ورسله وهي طريقة العلماء والدعاة الى الله حقا الدعوة الى الله ايها الاخوة يمرها نكبات ومزالق منها ما وجدته اعظم اسباب الانحراف ثم اعظم اسباب الافتراق - 00:00:33ضَ
ثم اعظم اسباب ذهابي البركة الا وهو الانتصار للنفس ومراعاة حظها اما طلبا للمدح او طلبا للمغالبة والمكاثرة ومن تأمل هذا الامر وجده يعود الى مرض قلبي قد يفطن له - 00:01:02ضَ
الفاطن وقد يغفل عنه واعظمه اذا غفل عنه دخل منه الشيطان وهو لا يشعر يدل لذلك ما ترجم عليه الامام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في كتابه كتاب التوحيد ترجم بابا - 00:01:27ضَ
سماه قال باب ما جاء في التألي على الله واورد فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان عابد من بني اسرائيل - 00:01:46ضَ
وكان عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يضرب لنا الامثال الصبر وفي العبادة وفي الايباق لمن قبلنا من بني اسرائيل بالذات اجتمع فيهم الظدان فيهم اصلحوا العباد وفيهم افسدهم قال كان عابد من بني اسرائيل - 00:02:05ضَ
وكان قريب له على المعصية ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر اي انه قام معه بالواجب في يوم غدا عليه فرآه على معصية فامره ونهاه واغلظ وقال ذلكم العاصي اليك عني - 00:02:29ضَ
بيني وبين ربي يصنع بي ما شاء وقال هذا الرجل المنكر العابد والله لا يغفر الله لك لم قال ذلك قالها انتصارا لنفسه مع ان اصل الانتصار في دين ربه - 00:02:54ضَ
لكن لما استفزه واستثاره وخلي بيني وبين ربي يفعل بي ما يشاء منعطف على حظ نفسه وهو لا يشعر هذا البلاء في مداخل الشيطان وقال ذلك الرجل والله لا يغفر الله لك - 00:03:14ضَ
والله لا يغفر الله لك وقال ربي جل في علاه من ذا الذي يتألى علي ان يحلف ويتحجر ويتحكم علي من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان وهو عاصي والقائل عابد - 00:03:36ضَ
ثم قال سبحانه وتعالى اني قد غفرت له واحبطت عملك غفر الله للعاصي لانه قال خلي بيني وبين ربي واحبط عمل المنكر العابد لانه تحجر على الله وانتصر لنفسه مع ان اصل انكاره هو لماذا - 00:03:59ضَ
وهذا يوجب علينا يا اخواني الحذر غاية الحذر وان لا نعجب باعمالنا والا يستعلي المهدي منا والموفق على ذلك الذي اقل منه بداية وتوفيقا الاستعلاء هذا نوع من الكبر والعجب - 00:04:23ضَ
وانما يرحم المؤمن هؤلاء العصاة هذا الواجب عليه يرحمهم ليرحمه الله ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. من رحمتك بهم انك تنتشلهم من هذا من هذه الوخامة مخامة المعصية - 00:04:47ضَ
هذه من رحمتك بهم والشأن ايها الاخوة ليس بالعبادة ولا بكثرتها وانما الشأن بما يكون بين الانسان وبين ربه خبيئة في قلبه قال ابو هريرة رضي الله عنه تكلم هذا العابد بكلمة - 00:05:07ضَ
هي قوله والله لا يغفر الله لك تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته احبطت دنياه في عمله فكان هباء منثورا واوبقت اخرته بوعيد الله له ان يدخله النار وهذا امر جلل - 00:05:27ضَ
خصوصا انتم اصحاب الفضيلة من وفقكم الله في هذا العمل التعليم الامامة التدريس وفي الدعوة يكون هذا بين اعينكم وبين اعيننا لئلا ينفذ الشيطان الينا من محل لا نعتبر به - 00:05:47ضَ
او لا نلقي له بالا ويذهب عملنا هباء منثورا والمؤمن يسأل ربه الثبات يسأل ربه جل وعلا ان يوفقه يسأل ربه ان يعينه ويكون في قلبه الرحمة وبذل المعروف لاخوانه مهما كانوا - 00:06:10ضَ
يقول ابن القيم رحمه الله في النونية في ابيات حول هذا المعنى واجعل لقلبك مقلتين كلاهما بالحق في ذا الخلق ناظرتان انظر بعين الحكم واحملهم على مقتضى ما جاء في القرآن - 00:06:31ضَ
وانظر بعين القدر وارحمهم بها اذ لا ترد مشيئة الديان لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم القلب بين اصابع الرحمن الله يثبتنا واياكم على دينه. ويحل علينا وعليكم رضاه فلا يسخط علينا ابدا - 00:06:52ضَ
ويهدينا واياكم وجميع المسلمين ويردنا الى الحق واياهم ردا جميلا حميدا. ويتوفانا وهو راض عنا ويحسن عاقبتنا واياكم في الامور كلها كما اسأله جل وعلا ان ينصر دينه. وان يعلي كلمته - 00:07:13ضَ
وان يوفق ولاتنا ويجعلهم ائمة للحق كهفا على عباد الله واولياءه المؤمنين من الدعاة الى دينه وتوحيده واعزازي انه سبحانه جواد كريم. وشكر الله لكم حسن انصاتكم. والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله - 00:07:31ضَ
واصحابه اجمعين جزاك الله خير - 00:07:53ضَ