باحث

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحييكم ونرحب بكم - 00:00:06ضَ

في هذه اللقاءات المباركة والدروس الطيبة في شرح كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى نحييكم كما نرحب ايضا بضيفنا الكريم في هذه اللقاءات شارحا لهذا السفر العظيم وفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل. الاستاذ في جامعة المجمعة في بداية هذا اللقاء نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم - 00:00:19ضَ

وانا كذلك ارحب بكم وارحب باخواني واخواتي من المسلمين والمسلمات سائلا ربي جل وعلا ان يجعل هذا اللقاء لقاء طيبا مباركا موفقا ينفع الله فيه الجميع وان يشفعنا واياكم برحمته - 00:00:39ضَ

ويعمنا باحسانه ويذكرنا في من عنده ذكر مدح واشادة يحل علينا رضوانه فلا يسخط علينا ابدا لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا ولجميع المسلمين ان ربي جواد كريم قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا اسماعيل - 00:00:57ضَ

قال حدثني سليمان عن معاوية ابن ابي مزرد عن يزيد ابن رومان عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرحم شجنة من الله - 00:01:20ضَ

من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله الحمد لله وحده اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه من سار على نهجه واكتفى اثره اما بعد فهذا الحديث الخامس والخمسون - 00:01:35ضَ

وهو تتمة هذا الباب الذي ترجم عليه الامام البخاري في كتابه الادب المفرد فقال باب فضل صلة الرحم هذا الامام البخاري في هذا الحديث حدثنا اسماعيل عن ابن ابي اويس - 00:01:56ضَ

قال حدثنا سليمان عن معاوية ابن ابي مجرد او ابن ابي مزرد ان يزيد ابن رومان عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:02:13ضَ

الرحم من الله من وصلها وصله الله من قطعها قطعه الله هذا حديث رواه الامام البخاري في جامعه الصحيح وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بين علو شأنها بانها شجنة - 00:02:31ضَ

ومعنى انها شجنة هي مجمع الطرق فان شجن طرق الاودية والشعاب ومنه قولهم الحديث ذو شجون. اي يدخل بعضه في بعض والمعنى ان الرحم من اثار رحمة الله وتعالى ولهذا اختص الله لها اسما من اسمه - 00:02:55ضَ

في الحديث الذي مر معنا الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل الرحمن وانا خلقت الرحم اشتققت لها من اسمي من وصلها وصلته من قطعها - 00:03:22ضَ

اشتققت لها اي اخذت لها واخرجت لها من اسمي ها هنا يقول صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الله هذه المكانة للرحم التعظيم والتفخيم لها يترتب عليه ما بعده - 00:03:41ضَ

قال من وصلها وصله الله من وصل الرحم وهي رحم واجبة ورحم مستحبة وصله الله ومن قطع هذه الرحم قطعه الله جل وعلا ففي هذا وعد لمن وصل رحمه بهذا الوعد الكريم. ان الله يصله - 00:04:02ضَ

ويرحمه وان الله جل وعلا يثيبه يونيله وفيه الوعيد على ان من قطع الرحم ان الله يقطعه يقطعه عن رحمته لان الرحم متعلقة بالعرش الرحمن جل وعلا هذا مقام العائذ بك من القطيعة - 00:04:24ضَ

ويقول جل وعلا الا ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك والرحم كما ذكرنا درجات اعظمها الوالدان ثم من يليهم من الاصول والفروع والحواشي وهم الاخوان وبنوهم ثم من يليهم من ابناء العمومة - 00:04:48ضَ

والصلة الواجبة الى الجد الرابع ومردها الى عرف الناس فيما كان في عرفهم انه صلة واقلها المشاركة في اتراحهم في احزانهم المشاركة لهم في افراحهم ولو طال العهد وبعد الامد - 00:05:11ضَ

وما بعد الجد الرابع فان صلته على الصحيح الظاهر من اقوال العلماء انه مستحب ليس بواجب تثاب فاعله ولا يعاقب تاركه والله اعلم باب صلة الرحم تزيد في العمر حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل - 00:05:30ضَ

عن ابن شهاب قال اخبرني انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ في اثره فليصل رحمه - 00:05:52ضَ

هذا الباب هو الثامن والعشرون بالمناسبة ايها الاخوة والاخوات ان الامام البخاري رحمه الله في هذا الكتاب والذي سماه الادب المفرد ترجمة على الرحم مائة بابا ترجمة في هذا الرحم - 00:06:06ضَ

على ابوابها وتفريعاتها مئة باب وهذا من فقهه من جلالته ومن عظيم ما ورد فيها من الاحاديث والاثار ولهذا قال ها هنا في هذا الباب الثامن والعشرين صلة الرحم تزيد في العمر - 00:06:24ضَ

وورد فيه رحمه الله هذا الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال الامام البخاري ها هنا حدثنا عبد الله بن صالح وهو كاتب الليث قال حدثني الليث يعني ابن سعد - 00:06:44ضَ

قال حدثني عقيل وهو ابن ابي خالد الاموي عن ابن شهاب هو محمد ابن مسلم ابن شهاب الزهري عن انس بن مالك رضي الله عنه وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:03ضَ

انس ابن مالك ابن النظر وهو نجاري مزرجي انصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره - 00:07:20ضَ

فليصل رحمه ومعنى احب اي تمنى ورغب ان يبسط له في رزقه يبسط بالفعل المبني المجهول اي ان الله يبسط له في رزقه يعني يوسع الله له رزقه ويبارك في هذا الرزق - 00:07:42ضَ

حتى يكون الشيء القليل عند غيره الشيء الكثير وان ينسأ له في اثره ان الله عز وجل يؤخر له في اثره يعني ان يبارك له في عمره ويقضي في العمر القليل - 00:08:02ضَ

ما لا يقضيه غيره في المدد الطويلة فليصل رحمه هذه الجملة التي وقعت في جواب الشرط من احب فليصل رحمه وهذا الوصل للرحم بكل ما جاءت به الشريعة من انواع الوصل - 00:08:20ضَ

بالمال الصلة الاحسان بالبر في قضاء الحوائج السعي في امورهم وما لم تأتي به الشريعة مما اقرته في عرف الناس ان هذا ورد من دروب الصلة اثر ذلك انه يبسط له في رزق الانسان - 00:08:41ضَ

فهذا الواصل لا يكون فقيرا معدوما وينسأ له في اثره بركة العمر صلة الرحم واحسان الاولاد بان يرزق بالذرية الصالحة التي تبقى على صلاحها من بعده لانه كان وصانا لرحمه - 00:09:06ضَ

ومن ذلك ان الله يبعد عنه الاضطراب والخلل في عقله والسوء في خاتمته وهذا ايها الاخوة فيه شأن الرحم وان صلتها بانواع الصلة مما يحمد عليه العبد وهذا الامر يحتاج الى مجاهدة - 00:09:30ضَ

والى مثابرة والى متابعة لانها عبادة متتابعة ما بقي للانسان رحما يصله واذا كان الواصل ينظر الى رحمه للمكافأة فان هذا يتعلق بمن وصلك فاذا وصلته لانه وصلك فانت كافئته - 00:09:53ضَ

اما من ابتدأ الصلة فهو السابق بالخير وهو السباق الى المعروف وهو المؤدي لحق الواجب عليه في هذا ما رواه الامام البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:10:17ضَ

ليس الواصل بالمكافئ اي من يكافئ غيره على صلته وعلى تواصله معه واحسانه اليه ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها قطع الرحم جفى واغفل ولم يرى للرحم حقا - 00:10:35ضَ

برداءة نفسه وضع في قلبه وضعف ايمانه ونقص عقله فان هذا القاطع اثم الواصل هو الذي يصل الرحم التي قطعته هذا هو الواصل في حكم الشرع وفي ميدانه نعم الله اليكم - 00:11:00ضَ

حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن معن قال حدثني ابي عن سعيد بن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل - 00:11:26ضَ

هذا الحديث حديث ابي هريرة اخرجه ايضا الامام البخاري في جامعه الصحيح اخرجه ها هنا في الادب المفرد قال حدثنا ابراهيم ابن المنذر قال حدثنا محمد بن معن الغفاري ابو يونس - 00:11:44ضَ

قال حدثنا ابي وهو معن ابن محمد ابن نضلة الغفاري عن سعيد بن ابي سعيد المقبوري وهو الذي يروي كثيرا عن عبد الله بن ابي هريرة رضي الله عنه ونسبه المقبري الى مقبرة المدينة - 00:12:03ضَ

لانه كان يسكن بجوارها عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه - 00:12:22ضَ

ثم في اللفظ السابق في الصحيحين من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه مدلول الحديثين مدلول واحد وكلها مما يشتر بها المؤمن ويحبها - 00:12:39ضَ

ويسعى اليها ويحذر من اضدادها باب من وصل رحمه احبه الله حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن ابي اسحاق المغراء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ في اجله وثرى ماله واحبه اهله - 00:12:57ضَ

هذا الباب هو التاسع والعشرون كتاب الادب المفرد ترجمه البخاري بقوله باب من وصل رحمه احبه الله وذكر فيه هذا الاثر عن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما - 00:13:22ضَ

قال فيه البخاري ها هنا حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان ابو اسحاق عمرو بن عبدالله ابو اسحاق السبيعي المغراء وهو ابو المخارق مغراء العبدي الكوفي عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال - 00:13:38ضَ

من اتقى ربه واتقى ربه جعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل امر الله واجتناب نهيه وصل رحمه. هذا عطفه خاص على عام لان صلة الرحم من اتقاء الله ان الله هو الذي امر بالصلة - 00:14:00ضَ

وحث عليها ورغب فيها ترتب عليها الاجور المتوالية في الدنيا والاخرة نسي في اجله بورك له في اجله واخر في موته وترى ما له هذا من بسط الرزق كما جاء في الحديث السابق - 00:14:18ضَ

واحبه اهله اي احبه من يصلهم من قراباتي الصلة من اثارها محبة الواصل لكن بين عيني هذا الواصل وفي نيته وقصده ثواب الله لا محظى الدنيا ومدحة الناس لها ومحبة اهله له - 00:14:40ضَ

هذا من من الثواب المعجل كما انه يثري ماله ويبارك له فيه هذا ايضا من الثواب المعجل وهذا ما دل عليه الاثر الثاني قال فيه الامام البخاري رحمه الله حدثنا ابو نعيم قال حدثنا يونس - 00:15:03ضَ

ابن ابي اسحاق قال حدثني مغراء ابو مخارق وهو العبد قال ابن عمر رضي الله عنهما من اتقى ربه وصل رحمه انسى له في عمره وهذا معنى نسي له في اجله - 00:15:24ضَ

وترى ماله واحب اهله والله اعلم باب بر الاقرب فالاقرب حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد كرب رضي الله تعالى عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:15:38ضَ

ان الله يوصيكم بامهاتكم. ثم يوصيكم بامهاتكم. ثم يوصيكم بابائكم. ثم يوصيكم بالاقرب فالاقرب هذا الباب وهو الباب الثلاثون الادب المفرد ترجمه الامام البخاري بقوله باب بر الاقرب فالاقرب ففيه ان الصلة - 00:16:01ضَ

الاحسان لذوي القرابات الاقرب فالاقرب وورد فيه هذا الحديث الذي اخرجه ها هنا بسنده واخرجه معه ايضا ابن ماجة الطبراني وغيره احمد وغيرهما قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا بقية وهو ابن الوليد - 00:16:22ضَ

عن بحير وهذا هو بحير ابن سعد عن خالد بن معدان وهو خالد ابن معدان ابن ابي كريب الكلاعي عن المقداد ابن معدي كرب وهو ابو كريمة الكندي رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:16:44ضَ

ان الله يوصيكم بامهاتكم ثم يوصيكم بامهاتكم ثم يوصيكم بابائكم ثم يوصيكم بالاقرب فالاقرب هذا حديث حديث صحيح في هذا الاسناد الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يوصيكم بامهاتكم - 00:17:10ضَ

اذا البر بالام من وصية الله عز وجل لنا وامره لعباده المكلفين من انسه وجنه ثم يوصيكم بامهاتكم كررها مرتين بعظيم حق الام وجاء الحديث في موضع اخر ان الله يوصيكم بامهاتكم ثلاث مرات - 00:17:35ضَ

اوصيكم بامهاتكم ثلاث مرات هو في هذا التضعيف مرتين وثلاثة للفت الانتباه والتنويه بحق الام والام هنا يشمل الام قربى وهي التي انجبتك وارضعتك وربتك ويشمل الامة التي قبلها وهي الجدة - 00:18:00ضَ

ثم يوصيكم بابائكم وهذا فيه الوصية بالاب بعد الوصية بالام لان حق الاب يلي حق الام والاباء ها هنا مجموع يشعر الاباء الادنين وهم من اولادك ثم من بعده من اجدادك - 00:18:20ضَ

من جهة الاب ومن جهة الام ثم يوصيكم بالاقرب في الاقرب يعني كلما قرب منك رحم وذو نسب فان وصله اقرب ممن واوجب ممن بعد منك وهكذا الاقرب فالاقرب وقد ذكر العلماء كما ذكرنا - 00:18:39ضَ

في غير موضع ان الصلة الواجبة الرحم هي الى الجد الرابع وما زاد عليها فانها صلة مستحبة والصلة في كل ما دلت عليه الشريعة او اقره العرف من انه صلة - 00:18:58ضَ

وكذلك ضده في القطيعة ما جاء في الشريعة انه عقوق وقطيعة وما اقره العرف الصحيح من انه عقوق وقطيعة فانه يعد كذلك وسبق لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى بالام ثلاث مرات - 00:19:15ضَ

ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في الصحيحين ان رجلا قال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من قال امك - 00:19:33ضَ

ثم قال في الرابعة ابوك وهذا تنويه وتأكيد على عظيم حق الام ثم حق الاب ثم الاقرب فالاقرب جعلنا الله واياكم ممن يستمع القول فيتبع احسنه. اولئك الذين هداهم الله - 00:19:48ضَ

واولئك هم اولوا الالباب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم صلي وسلم على نبينا محمد. الى هنا احبتنا الكرام كونوا قد وصلنا الى نهاية هذا اللقاء وهذا الدرس الطيب المبارك في شرح كتاب الادب المفرد - 00:20:04ضَ

للامام البخاري رحمه الله تعالى فشكر الله لضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل استاذ جامعة المجمعة وشكر الله لكم احبتنا الكرام حتى الملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:24ضَ