أ.د. علي الشبل | شرح العقيدة الصحيحة وما يضادها 1441هـ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى في العقيدة الصحيحة وما يضادها ونواقض الاسلام - 00:00:00ضَ
واما الايمان بالقدر فيتضمن الايمان الايمان بامور اربعة. اولها ان الله سبحانه قد علم كما كان وما يكون وعلم احوال عباده وعلم ارزاقهم وعلم ارزاقهم واجالهم واعمالهم وغير ذلك من شؤونهم. لا يخفى عليه من ذلك شيء. سبحانه وتعالى - 00:00:29ضَ
كما قال سبحانه وقال عز وجل وان الله قد احاط بكل شيء ان علما والامر الثاني كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه. كما قال سبحانه قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ. وقال تعالى وكل شيء احصيت - 00:00:57ضَ
وقال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير الامر الثالث الايمان بمشيئته النافذة. فمن شاء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. كما قال - 00:01:38ضَ
فسبحانه ان الله يفعل ما يشاء. وقال عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. الامر الرابع - 00:02:06ضَ
خلقه سبحانه لجميع الموجودات. لا خالق غيره ولا رب سواه. كما قال سبحانه الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. وقال تعالى ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم. هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء - 00:02:33ضَ
لا اله الا هو فان تؤفكون الايمان بالقدر يشمل الايمان بهذه الامور الاربعة. عند اهل السنة والجماعة. خلافا لمن انكر بعض ذلك من اهل البدع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله - 00:03:03ضَ
وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه اما بعد فهذا المجلس الحادي عشر في مدارسة العقيدة الصحيحة وبيان ما يضادها لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - 00:03:29ضَ
رحمه الله رحمة واسعة قال ومن الايمان بالله الايمان بالقدر من الايمان واما الايمان بالقدر فيتضمن الايمان باربعة امور. الايمان بالقدر من الايمان بالله لان القدر قدر الله في افعاله - 00:03:50ضَ
ولان الله جعله ركن الايمان السادس كما في تعليم جبريل هذه الامة اصول الملة وقواعد الدين هذا جبيل اتاكم يعلمكم امر دينكم وقد قال الايمان ان تؤمن بالله لما سأل النبي عن الامام قال عليه الصلاة والسلام الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:04:15ضَ
واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره لماذا اعاد الفعل تؤمن مع القدر فقط دون ما سبقه من اصول الايمان الملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر لما اعاد الفعل المضارع تؤمن بمع القدر - 00:04:44ضَ
ذكرنا هذا في اول الدروس لامرين الامر الاول تنويه واهتمام ولفت للانتباه الى شأن الايمان بالقضاء والقدر ثانيا لان الايمان بالقدر ايمان بافعال الله القدر فعل الله جل وعلا الايمان بالقضاء والقدر يتضمن الايمان باربعة امور - 00:05:05ضَ
عليها اهل السنة واستنبطوها واستمدوها من الادلة الاول ان الله سبحانه علم ما كان وما يكون وكل شيء مقدر فقد سبق به علمه جل وعلا علمه الله لا يمكن ان يقع في ملكه - 00:05:33ضَ
سبحانه ما لم يعلمه ولا يمكن ان يقدر شيئا لم يعلمه علم جل وعلا احوال عباده علم ارزاقهم علم اجالهم علم اعمالهم علم كل شيء علم ما كان الماضي وما يكون في المستقبل - 00:05:56ضَ
ويعلم جل وعلا ما لم يكن لو كان كيف يكون يعلم ما لم يكن لو كان كما قال جل وعلا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ومعنى ان الله يعلم ذلك اي انها لا تخفى عليه - 00:06:23ضَ
انه يعلمها علما لا تخفى عليه ولا يجهلها قال الله جل وعلا ان الله بكل شيء عليم كل شيء يشمل هذه المعلومات وهذه المقدرات قال جل وعلا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير - 00:06:46ضَ
وان الله قد احاط بكل شيء علما الاية في سورة الطلاق مما احاط به علمه جل وعلا علم المقدرات انه جل وعلا علمها الامر الثاني المرتبة الثانية من مراتب الايمان بالقضاء والقدر ان كل شيء مقدر فالله كتبه - 00:07:08ضَ
كتبه سبحانه في اللوح المحفوظ لا يمكن ان يقع شيء الا وسبق به كتابة الله سبحانه قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ ما الكتاب الحفيظ الذي هو عند الله - 00:07:31ضَ
اللوح المحفوظ هذا الكتاب الحفيظ هو اللوح المحفوظ الذي قال فيه جل وعلا وكل شيء احصيناه في امام مبين اي في كتاب وهو اللوح المحفوظ جمع الله بين هاتين المرتبتين العلم والكتابة في اية سورة الحج - 00:07:50ضَ
قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض كل شيء في السماء والارض يعلمه الله انما هنا موصولة بمعنى الذي تفيد العموم كل شيء في السماء والارض فان الله يعلمه. ان ذلك في كتاب - 00:08:13ضَ
هو اللوح المحفوظ ان ذلك على الله يسير اي هين متيسر ليس بعسير ولا شاق المرتبة الثالثة ان كل شيء مقدر فان الله شاءه واراده وهي اللي عبر عنها شيخنا بقوله - 00:08:33ضَ
الامر الثالث المشيئة النافذة الايمان بمشيئته النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يمكن ان يقع في ملك الله ما لم يشأه ولم يرده كما قال جل وعلا - 00:08:52ضَ
ان الله يفعل ما يشاء ليس عليه قاهر ولا غاصب ولا مكره كما قال جل وعلا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكل ما شاءه يقع جل وعلا اذا اراد شيئا اي شيء - 00:09:10ضَ
يقول له كن فيكون هذا الشيء المراد قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ثم تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين مشيئة الله نافذة وهي المشيئة العامة - 00:09:33ضَ
هي الارادة الكونية المشيئة مشيئة الله هي الارادة الكونية ولا تأتي المشيئة بمعنى الارادة الخاصة الدينية ان المشيئة هنا نافذة لابد من تحققها ولما سرقت ناقة الاعرابي رأى في جامع البصرة - 00:09:51ضَ
عمرو بن عبيد القدري المعتزل به الظن لما رأى لحيته وهيئته وتعبده قال يا شيخ جئت من البادئ وسرقت ناقتي فادعوا الله ان ترد علي فقال عمرو بن عبيد رافعا يديه اللهم انك لم ترد - 00:10:17ضَ
ان تسرق ناقته سرقت اللهم فارددها عليه قال الاعرابي مهد لا حادث لنا بدعائك عرف بفطرته قبحا بدعة عمرو بن عمر ان كان الله لم يرد ان تسرق ناقتي فسرقت - 00:10:38ضَ
فمن يضمنني اذا اراد الله ان ترجع لي ان ترجع اذا كان يقع في ملكه ما لا يريده هنا مشيئة النافذة لكل شيء مقدر المرتبة الرابعة خلقه سبحانه لجميع الموجودات. فكل شيء مقدر - 00:11:00ضَ
فهو مخلوق لله لا خالق له غير الله جل وعلا لا رب له سواه لان الله يقول الله خالق كل شيء ودخل فيه كل المقدرات المخلوقات الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل - 00:11:22ضَ
قال تعالى يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم. هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانى تؤفكون هذي المراتب الاربعة منها يتكون منها - 00:11:42ضَ
الايمان بالقضاء والقدر يضيف بعض اهل العلم امرا مكملا وان العبادة مخيرون في افعالهم غير مجبورين عليها لان هذا في مشيئة العباد يفعل الفعل غير مجبور وغير بكرة قال شيخنا فالايمان بالقدر يشمل الايمان بهذه الامور اي بهذه المراتب الاربع - 00:12:01ضَ
عند اهل السنة والجماعة بعضهم يسميها مراتب اربع وفي العقيدة الواسطية جعلها شيخ الاسلام درجتين كل درجة من مرتبتين الدرجة فالمرتبة الاولى العلم الكتابة فهي مرتبة تشمل درجتين العلم والكتابة - 00:12:32ضَ
والدرجة الثانية او المرتبة الثانية الخلق وهي درجته الاولى والمشيئة درجتها الثانية وهذا امر سهل منشأه من الاصطلاح من الاصطلاح لا من غيره يقول الشيخ الايمان بالقدر يشمل الايمان بهذه الامور الاربعة - 00:13:00ضَ
علم الله السابق بكل شيء وكتابته له وارادته اياه وهي مشيئته النافذة وخلقه له عند اهل السنة والجماعة خلافا لمن انكر بعد بعض ذلك من اهل البدع هذا البدع لم يوافقوا - 00:13:26ضَ
اهل الايمان في المراتب الاربعة منهم من انكرها كلها ومنهم من انكر بعضها من انكرها كلها غلاة القدرية ولاة المعتزلة انكروا المراتب الاربعة كلها ان الله لم يعلم المقدرات ولم يكتبها - 00:13:49ضَ
ولم يشأها ولم يخلقها وهؤلاء كفار تبرأ منهم الصحابة فاما كونهم كفار لانهم انكروا علم الله السابق كتابته قال فيهم الامام الشافعي رحمه الله ناظروا القدرية بالعلم اي بعلم الله السابق لكل شيء هل يعلمه ولا ما يعلمه - 00:14:12ضَ
فان اقروا به خصموا لان من كل المراتب قالوا ان الله يعلم خصموا وان انكروا ذلك كفروا. لانكارهم علم الله خرج حميد بن عبد الرحمن ويحيى ابن يعمر لما نشأت في البصرة في ناشئة - 00:14:41ضَ
ان كان القدر هذه البدعة النكراء قالوا لو لقينا احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعرج على المدينة فلقي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما داخل المسجد او خارجا منه - 00:15:05ضَ
واكتنفه هذا وصاحبه يحيى حميد بن عبد الرحمن فقال له انه ظهر لنا في البصرة قوم يقولون انه لا قدر ان الامر انف اي مستأنف لم يسبق به تقدير او او كتابة او علم - 00:15:24ضَ
قال عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما اذا لقيت هؤلاء فاخبرهم اني منهم بري وهم مني براء انه حدثني ابي عن قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم اذا اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب - 00:15:50ضَ
سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فذكر حديث جبرائيل الشاهد ان ابن عمر تبرأ منهم منهم بري وهم مني براء فتبرأ منهم لهذا المذهب القبيح وهو اول ما وجد في الاسلام - 00:16:11ضَ
مذهب القدر مذهب الغلاة منكري المراتب الاربع يليهم عامة القدرية وجمهور المعتزلة وهؤلاء يقرون بعلم الله لان الله اذا لم يعلم عندهم يجهل يقرون بالكتابة لكنهم ينكرون مشيئة الله النافذة - 00:16:34ضَ
ويكون خلق الله للمقدرات وهؤلاء ضلال بهذه البدعة انكار المرتبة الثالثة والرابعة يظللون بها ويفسقون ولا يكفرون بها الا اذا عاندوا وكابروا بعد بيان الحق وقيام الحجة الرسالية عليهم طائفة ثالثة انحرفوا في القدر وهم - 00:16:57ضَ
الجبرية وهم الجهمية تقرب المراتب فغلوا فيها قالوا ان العبد لا قدرة له ولا ارادة ولا اختيار وانما هو مجبور على فعله الريشة في مهب الريح وكحرقة اوراق الشجر اذا حركتها الهواء - 00:17:27ضَ
وكالميت بين يدي مغسله ليس له قدرة ولا ارادة الجبرية الجهمية غلوا في اثبات القدر والقدرية المعتزلة غلوا في نفي القدر وكلاهما مذهبان باطلان شنيعان والحق بين هذين المذهبين وهو قول اهل السنة والجماعة - 00:17:48ضَ
الايمان بقضاء الله وقدره بان كل شيء مقدر سبق به علم الله وسبق كتابته له في اللوح المحفوظ ونفذت فيه مشيئته والله خالق له والعباد مخيرون في افعالهم غير مجنون عليها - 00:18:14ضَ
بقيت مسألة مرتبطة بهذا الاصل وهي مسألة افعال العباد التي من لم يفهمها ظل وزل في القدر اي ما ظللت افعال العباد نوعان افعال الاضطرارية اي بغير ارادتهم وبغير اختيارهم - 00:18:35ضَ
وهذه الافعال الاضطرارية امشي عينه وجريان الدم في عروقه وحركة المرتعش وما يراه النائم في نومه لم يرتب عليها لا ثواب ولا عقاب لانها بغير ارادته المرتعش حركته ايش كثيرة هل تبطل بها صلاته - 00:18:59ضَ
باجماع العلماء لا تبطل النظرة الاولى الى الحرام هل يؤاخذ عليها العبد لا يؤاخذ عليه الا اذا ادامها او كررها رأى في منامه انه يطأ امة او ذا ذات محرم منه - 00:19:24ضَ
يترتب عليها ثواب ولا عقاب لانها بغير ارادته النوع الثاني افعال العباد ايش الاختيارية التي يفعلونها باختيارهم فهذه يثابون عليها ويعاقبون عليها لان الفعل خرج بارادته واختياره وما كان بارادته واختياره فيرتب عليها انواع الثواب - 00:19:43ضَ
وانواع العقاب كلا بحسبه من فهم ذلك حق الفهم ازالت عنه شبه اهل البدع واذا عرفت ان قاعدة الثواب من الله سبحانه وتعالى والعقاب انما انما تكون على ما يفعله المكلف بارادته واختياره فعلا وتركه - 00:20:12ضَ
هذه قاعدة الثواب والعقاب والله عز وجل من فضله واحسانه يضاعف الثواب كرما منه ولطفا ولا يضاعف الوعيد بالعقاب ولا يضاعف العقاب نسأل الله جل وعلا ان يمن علينا وعليكم بالاستقامة على دينه - 00:20:39ضَ
والثبات على سنته وان يعيذنا واياكم من مظلات الفتن ومسالكي وطرائق اهل الاهواء والبدع وانه اذا اراد بعباده فتنة ان يقبضنا اليه غير مفتونين وان يتولانا بولايته ويحفظنا بحفظه ويكفينا شر انفسنا وشر خلقه - 00:21:05ضَ
انه سبحانه جواد كريم نقف على هذا المعنى صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نعم يسأل اخونا سؤالا هل الدعاء يرد القضاء جاء في هذا حديث - 00:21:29ضَ
ثوبان وغيره رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر وان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه والجواب ان القدر قدران - 00:21:53ضَ
اول قدر مبرم محتوم هذا لا يرده الدعاء مثل ذلك الدنيا والاخرة. لو قال واحد يا الله لا تقيم الاخرة يستجيب الله له طلوع الشمس وغروبها لو قال اللهم لا تخرج الشمس الا من الشمال - 00:22:15ضَ
لا يستجيب الله له لان هذا قدر مبرم محتوم لا يرده الدعاء ومن القدر المبرم المحتوم ان الله خلقك انسانا قل يا الله اسألك ان تقلبني الى او ذيب العرب عندنا يا ذيبان يمدحون الرجل بانه ذئب - 00:22:36ضَ
ما يمدح يا اخوان يبغى الدار ولا يمدح بالشجاعة لان الفهد والاسد اشجع منه لو قال اللهم اقلبني الى ذيب ولا اسد قدرا مبرم محتوم لا يتغير النوع الثاني من القدر قدر معلق بالاسباب - 00:22:59ضَ
الدعاء من اعظم اسباب وقوعه وحصوله. فهذا الذي يرد القدر لو لم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم في معركة بدر لما انتصر المسلمون هذا قدر معلق باسبابه فالدعاء يرده - 00:23:18ضَ
او يوجبه والله اعلم - 00:23:36ضَ