أ.د. علي الشبل | الفصول في سيرة الرسول

أ.د. علي الشبل | شرح الفصول في سيرة الرسول (19)

علي عبدالعزيز الشبل

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه. الحمد لله وحده صلى الله وسلم على انبيائه ورسله من سار على نهجهم واقتفى اثرهم واحبهم وذب عنهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا - 00:00:00ضَ

اما بعد ايها المسلمون ايها الجمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا هو المجلس التاسع عشر في مدارسة سيرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من خلال كتاب الفصول - 00:00:18ضَ

باختصار صلة الرسول للحافظ ابي الفداء اسماعيل ابن عمر ابن كثير الدمشقي الشافعي رحمه الله تعالى توفى عام سبع مئة واربعة وسبعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:45ضَ

السلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم وفقنا وللسامعين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى اصل ولما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بين اوجه الانصار - 00:01:03ضَ

وتكفلوا بنصره ومنعه. وتكفلوا بنصره ومنعه من الاسود والاحمر قاطبة عن قوس واحد يتعوض لهم من كل جانب. وكان الله سبحانه قد اذن للمسلمين في الجهاد في سورة الحج وهي مكية - 00:01:25ضَ

في قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ثم لما صاروا في المدينة وصارت لهم شوكة كتب الله عليهم الجهاد كما قال تعالى في سورة البقرة - 00:01:47ضَ

كتب عليكم القتال وقهوة لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم نعم في فرض الجهاد لم يفرض الجهاد على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة - 00:02:04ضَ

بل نهي المؤمنون عن الذين عن الجهاد في اول الامر لان الجهاد لو كان مشروعا في اول الامر ترتب عليه استئصال هذه الدعوة وتكاد بالاعداء عليها وهكذا في كل عهد - 00:02:25ضَ

يقارب هذا العهد المكي في اوله فان الجهاد ليس فيه من المصلحة وانما فيه يا فاسد في اخر مكثه عليه الصلاة والسلام في مكة نزلت عليه هذه الاية من سورة الحج - 00:02:43ضَ

سورة الحج مكية مع اختلاف العلماء رحمهم الله في هذه الاية هل هي مكية او هي بعد ذلك يزول هذا الاختلاف ويضعف اثره اذا عرف ان المكي كل ما نزل من القرآن قبل الهجرة - 00:03:03ضَ

اي قبل وصول النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وما نزل بعد الهجرة بعد وصوله للمدينة فهو مدني وان نزل بمكة كما نزلت عليه في يوم عرفة اليوم اكملت لكم دينكم - 00:03:22ضَ

واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وغيرها مما نزل في عمرة الحديبية لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعون تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الايات من سورة براءة وامثالها فهذه تسمى مدنية وان لم تنزل في المدينة - 00:03:37ضَ

لكن الحد الفاصل هو الهجرة انزل الله قوله اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير فكان هذا اذن بقتال من ظلم ومن بغي عليه واعتدي عليه في نفسه فيدفع هذا الصائل المعتدي - 00:03:58ضَ

او صال عليه في عرظه او صال عليه في ماله ثم نزل في اول مهاجره عليه الصلاة والسلام تدرج ثالث وهو امر النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين بمقاتلة من يلونهم من الكفار - 00:04:20ضَ

قاتلوا الذين ينقلونكم قل يجد فيكم غلظة فامر الله بقتال من والاهم اي من قرب منهم من الكفار ثم نزل تدريب في التدرج الرابع الامر بالقتال عموما خاطب الله المؤمن يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القتال - 00:04:43ضَ

كتب عليكم الجهاد القتال هنا يراد به قتال الطلب. في الاذن في قتال الدفع وكذلك في مقاتلة من يلي بعض قتال الدفع وبعض بعض قتال الطلب وقتال الدفع كتب عليكم القتال وهو كره لكم - 00:05:06ضَ

وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا ويجعل وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وهذه نزلت في سورة البقرة وصار الجهاد بهذه المثابة وبهذه المكانة - 00:05:29ضَ

في دين الاسلام فهو ذروة سنة من اسلام كما قال ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو الجهاد الشرعي لا ما يسميه الناس بالجهاد فان الناس قد يسمون اشياء انها جهاد وهي في حقيقتها ليست جهادا شرعيا. فمثلا - 00:05:47ضَ

الخوارج والبغاة يسمون عملهم جهادا. وهو ليس بالجهاد قتل المؤمنين ليس بالجهاد التفجير فيهم وتدميرهم وتسميمهم واذيتهم هذا افساد في الارض ليس بالجهاد كذلك اهل الدنيا ومنه مذاهب القومية والناصرية والمذاهب المعاصرة - 00:06:07ضَ

تسمي الجهاد لاجل الحزب والولاء ولاء لاجل الارض لاجل البلد تسميه جهادا وهذا ليس جهاد الا ما جاء الشرع باذن به. كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم من قتل دون ما له فهو شهيد - 00:06:38ضَ

ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد. ومن المال الارظ سواء ارضك التي تملكها او بلدك اذا صال عليها عدو يريد ان ينتهك حرمتها او يستولي عليها او يسترق اهلها - 00:06:58ضَ

الى غيرها من اسباب العدوان والظلم. فدفع هذا المعتدي وهذا الظالم من الجهاد الشرعي وشهيده شهيد شرعي اما هو في عينه فكما قام في قلبه بينه وبين الله جل وعلا - 00:07:17ضَ

اذا مر الجهاد باربع مراحل من التدرج والجهاد الذي هو بهذه المثابة هو الجهاد المنضبط في شرعنا. لا جهاد الفوضى وجهاد الاغراظ الدنيوية الاغراض الخاصة وانما جهاد لاعلاء كلمة الله - 00:07:34ضَ

لئلا يعبد في الارض الا الله ليقام ويحكم في الناس شرع الله ودينه لتبطل اعمال ومظاهر وائمة الكفر والشرك والظلم والجهاد في الاسلام من انضباطه انه لا يكون الا مع ولي الامر - 00:07:55ضَ

كما قال العلماء في عقائدهم متلقاتي بالقبول ونرى الحج والجهاد مع اولي الامر من المسلمين برهم وفاجرهم الى ان تقوم الساعة والجهاد لابد ان تكون رايته راية صحيحة وهو قسمان جهاد الطلب وجهاد الدفع - 00:08:16ضَ

وجهاد الدفع قد يكون متعينا وجهاد الطلب قد يكون مستحبا وقد يكون واجبا متعينا ولهذا صور الجهاد العيني المتعينة على الانسان ثلاث صور اجمع عليها العلماء الاولى ان يدهم العدو بلدا فيجب على اهل البلد النفير في دفعه - 00:08:35ضَ

وان لم تتشكل لهم رأيه فهذا جهاد عيني لانه ذود عن الحرمات والمحارم والمال والعرض والنفس والدم والبلد النوع الثاني ان يستنفر الامام الناس استنفرهم ولي امرهم يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيد لكم انفروا في سبيل الله؟ اثاقلتم الى الارض - 00:09:01ضَ

رضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة. فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل قال النبي صلى الله عليه وسلم واذا استنفرتم فانفروا فهذا يكون في استنفار ولي الامر الجهاد فرضا عينيا سواء كان طلبا او دفعا - 00:09:31ضَ

الحالة الثالثة ان يقف الانسان المسلم في صف القتال ويحظر القتال فلا يجوز له الفرار ولا يجوز له التولي يوم الزحف ومن فعل ذلك فقد اثم وقع في كبيرة من كبائر الذنوب الا ان يكون انسحابه تكتيكيا - 00:09:49ضَ

من جهة ولي امره وقواده في الخدعة والتكتيك العسكري فهذا شيء اخر لما فرض الجهاد بدأ عليه الصلاة والسلام في المدينة ببعث البعوث والسرايا وكان اول هذه البعوث بعث غزوة الابواء تسمى بغزوة بدر الاولى. نعم - 00:10:11ضَ

وكانت اول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الانوار خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ والداه وكان استخلف عليها سعد بن غلام رضي الله عنه. هذه اول غزاة - 00:10:35ضَ

غزاها النبي صلى الله عليه وسلم. وقد غزى عليه الصلاة والسلام بنفسه ثمانية عشر غزوة ثماني عشرة غزوة اولها هذه الابواء تسمى بادرة الاولى واخرها غزوة تبوك في السنة التاسعة - 00:11:12ضَ

اما بعوث النبي عليه الصلاة والسلام وسراياه قلة في عددهم وكثرة فيهم نافت على الثلاث مئة الاب هو الموضع الذي ماتت فيه امه عليه الصلاة والسلام وكانت ظد بني بكر - 00:11:31ضَ

وكانت ابو بكر بعد ذلك حلفا في قريش كما ان خزاعة وقعت حلفا في مع النبي عليه الصلاة والسلام وهي في سفر في السنة الثانية من الهجرة اي بعد مهاجره عليه الصلاة والسلام باقل من كم؟ في اقل من سنة - 00:11:51ضَ

فانه بلغ مكة المدينة في الهجرة في شهر ربيع الاول وكانت هذه الغزوة غزوة الابواء او غزوة ودان في سفر اي بعد مضي نحو احد عشر شهرا من مهاجر عليه الصلاة والسلام - 00:12:11ضَ

والاب قريبة من بين الصعابر وبين رابغ يصب فيها وادي مشهور من اودية تهامة يسمى وادي والدان لم يزل يعرف الى الان بهذا الاسم وهو وهذي عرمرم سار عليه الصلاة والسلام - 00:12:30ضَ

حتى بلغ ودان فلقي بنو او لقي بني ضمرة بن بكر وهم من كنانة من آآ عبدي منات ابن كنانة وكنانة مر علينا هل هو قريش او انه اه مدركة او انه ما لك ابن النظر كما سبق الخلاف - 00:12:51ضَ

فوادعهم عليه الصلاة والسلام وعاهدهم ولم يكن فيها قتال وانما كان الغزو في الخروج ثم في الرجوع ثم رجع الى المدينة ولم يلق حربا واستخلف عن المدينة سعد بن عبادة الخزرجي الانصاري رضي الله عنه - 00:13:16ضَ

وفيه ان الامام قد يخرج بنفسه وقد يخرج من يراه من قواده وكذلك اذا خرج الامام بنفسه او حصل له امر استخلف على الناس من يسوسهم يحسن تدبير امورهم المدينة كانت هي عاصمة الاسلام وقتئذن - 00:13:36ضَ

والنبي صلى الله عليه وسلم هو النبي وهو القاضي وهو الامام وهو ولي المؤمنين وجعل على الكوف على المدينة سعد ابن عبادة الخزرجي وكان اسن من سعد ابن معاذ وكان سعد ابن عبادة - 00:14:02ضَ

سيد الخزرج وسعد بن معاذ الاشهلي سيد الاوس والاوس والخزرج مجموعهما هما الانصار الذين ناصروا الله عز وجل وناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم بعث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه - 00:14:20ضَ

رضي الله عنه في ثلاثين راكبا من المهاجرين الى سيف البحر. الى الى سيف البحر اي الى ساحله وركب وحال بينهم لانه كان مرادا لكل الفريقين. نعم المهاجرون رضي الله عنهم لما خرجوا - 00:14:42ضَ

استبقى المشركون اموالهم عندهم ولم يخرجوا بها وكانوا فقراء سمع عليه الصلاة والسلام بركب قادم من الشام او ذاهب اليها عليه ابو جهل ابن هشام ابو جهل عمرو بن هشام ومعه نحو ثلاثمائة - 00:15:19ضَ

فبعث النبي صلى الله عليه وسلم اليهم حمزة ابن عبد المطلب ومعه ثلاثون مهاجري ليس فيهم انصاري لعلهم ان يقتطعوا بعض حقوقهم من اهل مكة التقوا في البحر اقرب نقطة من البحر للمدينة - 00:15:41ضَ

هي ما يسمى الان عن المدينة مئتين وخمسة عشر كيلا التقوا بسيف للبحر وتواثبوا وكاد ان يحصل بينهم حرب لكن حال بينهم وبين هذا الحرب مجدي بن عمرو الجهني وكانت هذه منازل جهينة - 00:16:02ضَ

منازلهم في هذه الناحية في جبل رضوى وينبع وما حواليها وكان موادعا للفريقين اي عنده حسن علاقة مع الفريقين فحال بين هذين الركبين ان يقتتلوا فرجع حمزة رضي الله عنه - 00:16:26ضَ

ولم يلقى قتالا فهذا بعث بعثه عليه الصلاة والسلام وقلنا ان بعوثه وسراياه التي ارسل بها ولم يخرج على الثلاث مئة السرية ما كانت اكثر من خمسين بشريته التي بعث بها الى طي - 00:16:49ضَ

فيها اربعمائة وخمسون كلهم من الانصار واميرهم علي ابن ابي طالب والبعث يشمل السرية ويشمل ما دونها واعلى منها نقف عند هذا الموضع ونسأل الله عز وجل لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:17:11ضَ

وان يسلك بنا وبكم صراطه المستقيم انه على كل شيء قدير والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا المجلس التاسع عشر - 00:17:29ضَ