باحث

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ثم شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاز الى مكة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله - 00:00:01ضَ

وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه اما بعد فهذا المجلس الحادي والخمسون في مذاكرتي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال اختصار الحافظ ابن كثير - 00:00:22ضَ

الفصول في اختصار سيرة الرسول والموظع الان هو اتمام الكلام على فتح مكة لما رجع ابو سفيان الى مكة ولم يحصل شيئا وقال له قومه ان عليا قد لعب بك - 00:00:43ضَ

شرع النبي صلى الله عليه وسلم للتجهز لفتح مكة لما نقضت قريش عهد رسول الله بان ملأت بني بكر على احلافه من بني خزاعة وتهيأ وكتم امره ودعا الله ان يكتم امره على الناس - 00:01:04ضَ

حتى لا تستعد مكة لا تستعد قريش في مقدم النبي عليها وهو ما يسمى الان بعنصر المفاجأة وهو من اسباب كسر العدو ومباغتتهم جهز عليه الصلاة والسلام وقريش لا تدري ما رسول الله صانع بهم بعدما نقضوا عهده - 00:01:29ضَ

نعم وسأل الله عز وجل ان يعمي على قريش الاخبار استجاب له ربه تبارك وتعالى ولذلك لما كتب ابن ابي بلتعة كتابا الى اهل مكة يعلمهم فيه بما هم بما هم به - 00:01:56ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم من القدوم على قتالهم وبعث به مع امرأة وقد تأول في ذلك مصلحة تعود عليه رحمه الله وقبل ذلك منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه - 00:02:16ضَ

لانه كان من اهل بدر وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير والمقداد رضي الله عنهم فردوا تلك المرأة من روضة خاخ واخذوا منها الكتاب وكان هذا مؤخذ منها - 00:02:35ضَ

واخذوا منها الكتاب. نعم وكان هذا من اعلام الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك هذا الحديث حديث حاطب بن ابي بلتعة في الصحيحين رضي الله عنه فان حاطبا كتب الى اهل مكة يعلمهم - 00:02:56ضَ

في مسير النبي اليهم وبعث الكتاب مع امرأة وامرها ان تخفيه فنزل الوحي نزل الوحي يكشف هذا الامر فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة من الثلاثة علي بن ابي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الاسود - 00:03:16ضَ

ارسلهم يستتبعون هذه المرأة التي بعث حاطب معها كتابه لقريش يعلمهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فادركوا هذه المرأة مسافرة على بعيرها في روضة تسمى روضة خاخ فاناخوا بعيرها - 00:03:46ضَ

فقال لها علي اخرجي الكتاب الذي اعطاك اياه حاطب قالت ما معي من كتاب نفت ذلك لان حاطبا امرها ان تخفيه وقال لها علي رضي الله عنه والله ما كذبنا - 00:04:15ضَ

ولا كذبنا ما كذبنا فيما ادعيناه عليك ولكذبنا اي رسول الله ما كذبنا لما اخبرنا انه معك تخرجن الكتاب اولى مفتشنك فيه فلما رأت جدهم وصدقهم قال تأخروا عني لئلا تنكشف عورتها - 00:04:39ضَ

والعربية عفيفة حتى في الجاهلية نعم العرب عندهم عفة ومروءة حتى في الجاهلية فكيف في زمان الاسلام ولا حول ولا قوة الا بالله على مروءات الناس الجاهلي يغض طرفه عن - 00:05:08ضَ

لان لا يكشف سترها يرى منها ما لا يصح منه ان يراه ومن ابناء المسلمين من يتلصصون على بنات الجيران وعلى عورات المسلمين يتلصصونها ويكشفونها ارضاء لشهواتهم. قال عنترة وهو وجه الجاهلية - 00:05:30ضَ

عنترة بن شداد في مروءته وهو في الجاهلية قبل الاسلام واغض طرفي ان بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها يغض عنها طرفه فلا يراها ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:05:55ضَ

لما رأت المرأة صدقهم وعزمهم على تفتيشها قال تؤخروا عني تأخروا عنها فنقضت شعرها فاخرجت الكتاب في قرون شعرها قد لفت على الكتاب ايش مرونة شعرها فدفعت الكتاب اليهم ورجعوا الثلاثة ومعهم المرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:17ضَ

فقرأ الكتاب استدعى حاطبا رضي الله عنه عطب بن ابي بلتعة قال ما حملك على هذا اقر حاطب لم ينكر قال يا رسول الله ما من احد من اصحابك اي من المهاجرين الا وله عند قريش دالة - 00:06:46ضَ

من نسب اوجاه او مقام وانه ليس لي اليهم دالة فاحببت ان يذكروا بهذا الفعل قراباتي يعني اراد من هذا الفعل مصلحة دنيوية وهي ان يكون له على قريش ايش منة ومعروف - 00:07:08ضَ

يراعوا بها قراباته في مكة فلا يهيجونهم لانهم من قرابات حاطب الذي امن غضب عمر رضي الله عنه وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فلا اضرب عنقه يا رسول الله - 00:07:29ضَ

لانه جس على المسلمين صار كالجاسوس اخبر بما بيته النبي لهم فنهاه النبي عن ذلك اي عن قتله وقال ما هي عمر؟ الم تعلموا انه من اهل بدر وان الله قال لاهل بدر اعملوا ما شئتم فاني قد غفرت لكم - 00:07:48ضَ

دل الحديث على ان ما فعله حاطب كبيرة من كبائر الذنوب لكنها لا تبلغ حد الكفر بالله وان كان جس على المسلمين كالجاسوس عليهم لكن لم تبلغ حد الكفر بالله - 00:08:13ضَ

خلافا لمن قال ان حاطبا كفر بما فعل حاشاه فانه انما دل الكفار على هيبة المسلمين وان كان هذا نوع من انواع المظاهرة لكنه لما كان لمصلحة من مصالح الدنيا ولامر من امورها - 00:08:32ضَ

لم تكن المظاهرة والمعاونة عندئذ من موجبات الردة والكفر الله جل وعلا يقول في سورة الممتحنة في اولها يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء يلقون اليهم بالمودة - 00:08:54ضَ

حاطب لم يلق اليهم بالمودة وانما اراد من هذا الفعل ماذا مصلحة ومنصب ينالهم من المشركين يراعون به قراباته في مكة وفيه بيان لعموم ما جاء في اية سورة المائدة - 00:09:14ضَ

يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين فهذه الاية في مجملها مفسرة باية الممتحنة في - 00:09:33ضَ

تفصيلها وصح من ذلك ان اعانة الكفار على المسلمين بالجس عليهم انها لا تكون كفرا مخرجا لصاحبه من الملة الا اذا كان مقرونا بحب انتصار الكفار وحب هزيمة المسلمين او حب ظهور الكفر وانطماس الاسلام - 00:09:53ضَ

وهذا الامر منتف كل الانتفاء من حاطب بن ابي بلتعة ثانيا ان المعونة والمظاهرة اذا كانت لامر من امور الدنيا فهي في الحقيقة ماذا كبيرة من الكبائر لا توجب الردة - 00:10:18ضَ

ويدل لذلك ان حاطبا لو كان ما وقع فيه هو الكفر لم يغفره له كونه من اهل بدر فان الله جل وعلا توعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام اذا هم كفروا واشركوا ان الله لا يغفر لهم - 00:10:39ضَ

وحاشاهم من الشرك والكفر ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك لتكونن من الخاسرين وفي اية الانعام لما ذكر الله هؤلاء الثمانية عشر نبيا ورسولا باعيانهم - 00:10:57ضَ

قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا. يعملون ودون هؤلاء الانبياء في الرتبة اهل بدر لو وقع من احدهم كفر وشرك يخرجان من الملة لما غفر لهم وقوله عليه الصلاة والسلام لعمر - 00:11:14ضَ

انما هو ذكر ادنى العذر واقربه ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم اي مما دون الكفر بالله فاني قد غفرت لكم فدفع النبي صلى الله عليه وسلم قتل حاطب - 00:11:36ضَ

وعقابه بما اقر به انه لم يفعل ذلك ردة ان حاطبا كما في الصحيحين لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام واستقرره على فعله قال يا رسول الله والله ما فعلته ردة عن ديني - 00:11:52ضَ

ولا شك في ايماني ولكن ما من احد من اصحابك الا وله عند قريش دالة وليس عندي لهم دالة فاردت ان يكون لي عندهم يد يراعون بها قرابات فهو فعل ذلك لماذا - 00:12:10ضَ

لاجل المصلحة الدنيوية لا للردة عن الديانة ومظاهرة اهل الكفر في انتصارهم وظهورهم على اهل الاسلام نعم. احسن الله اليكم وكان هذا من اعلام الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك - 00:12:29ضَ

ومن اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم هذا من اعلام الله لرسوله بهذا الامر الخفي الذي اخفاه حاطب مع المرأة اعلم الله رسوله واعلم النبي صحابته فهو علم من اعلام هذه النبوة - 00:12:50ضَ

لان النبي يحدثه ربه يخبره بما يخفى كما قال جل وعلا عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا - 00:13:11ضَ

نعم وخرج صلى الله عليه وسلم لعشر خلون من رمضان بعشرة الاف مقاتل من المهاجرين والانصار وقبائل العرب وقد وكذا بنو سليم على المشهور رضي الله عنهم جميعهم نعم خرج بعشرة الاف - 00:13:26ضَ

من الانصار والمهاجرين ومن كان معه من قبائل العرب ممن تألفوا بهذا الخروج وكان خروج النبي عليه الصلاة والسلام لمكة في عشر مظينا من اين من رمظان اذا صام لما خرج - 00:13:53ضَ

رمظان في السنة الثامنة الناس يصومون صام عليه الصلاة والسلام حتى بلغ الكديد والكديد هو موضع ماء قريب من كراع الغميم بعديد اذا صام اكثر الطريق صلى الله عليه وسلم - 00:14:13ضَ

ستة او سبعة ايام وفيه مشروعية صيام المسافر اذا كان لا يشق عليه الصيام لما بلغ ماء الكديد امر اصحابه ان يفطروا لان الفطر اعون عليهم في الجهاد امتثل اكثرهم - 00:14:35ضَ

وبعضهم لم يمتثل فرؤيا الناس مجتمعون على احدهم وقد غشي عليه لانه صائم سأل النبي ما بال الناس؟ قالوا تجمعوا على رجل صائب قال اولئك العصاة اولئك العصاة لانهم لم يمتثلوا امره عليه الصلاة والسلام - 00:14:57ضَ

بالفطر لما امرهم ان يفطروا وهم مسافرون ودل ذلك على مسألة مهمة في سفر الطاعة كالجهاد. ومنه فتح مكة والسفر المباح فانه يجوز فيه الفطر رمضان متى يجب الفطر اذا صار بامر الامام - 00:15:20ضَ

كما امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يفطروا فلما لم يمتثل منهم من لم يمتثل قال اولئك العصاة وجعلهم عصاة لامره لامره وفيه انه يجوز للمسافر ان ان يصوم فان النبي صام اكثر من - 00:15:47ضَ

ثلثي الطريق حتى بلغ كراع الغميم راعي الغميم بين عسفان وبين وادي فاطمة ان بلغ ثلاثة ارباع الطريق وهو صائم صلى الله عليه وسلم ولا يعارض هذا ما جاء في الحديث ليس من البر الصوم في السفر - 00:16:07ضَ

بل محصله ما سبق تقريره انه اذا كان الصوم لا يشق عليه فالافضل ان يصوم واذا كان الصوم يشق عليه او على رفقته فالافضل ماذا ان يفطروا هذا في صوم الفريضة في الصوم الواجب - 00:16:31ضَ

اما صوم النافلة ففي السفر الافضل ان يفطر قولا واحدا نعم واستخلف صلى الله عليه وسلم المدينة ابا رهم ابارهم ابارهم كلثوم ابن ابن حصين. نعم ولقيه عمه العباس بذي الحليفة - 00:16:49ضَ

وقيل بالجعفة فاسلم ورجع معه صلى الله عليه وسلم وبعثت ثقله الى المدينة. نعم الا جعل على المدينة مستخلفا اميرا عليها ابارهم كلثوم ابن الحصين وفيها انه عليه الصلاة والسلام لا يترك المدينة بدون امير - 00:17:10ضَ

اذا خرج في خرجات غزواته وقد غزى بنفسه ثماني عشرة غزوة يستخلف على المدينة من يقوم مقامه فيها في ذي الحليفة وهي ميقات المدينة عن عشرة اميال منها وقيل في الجحفة - 00:17:32ضَ

عن مكة تقريبا اربع مراحل لقي عمه العباس ابن عبد المطلب جاء مسلما ومعه ثقله فارسل ثقله الى المدينة ورجع معه عمه العباس الى مكة مجاهدة فيكون العباس اسلم متى قبل الفتح او بعده؟ قبل الفتح - 00:17:51ضَ

اسلم العباس قبل الفتح اي بعد الحديبية وقبل فتح مكة ورجع مع النبي مجاهدا وارسل ثقله اي نساءه وولده الى المدينة نعم ولما انتهى صلى الله عليه وسلم الى نيق العقاب - 00:18:20ضَ

جاءه ابن عمه ابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب عبدالله بن ابي امية اخو ام سلمة مسلمين فطردهما فشفعت فيهما ام سلمة وابلغته عنهما ما رقته عليهما وقابلهما واسلم اتم اسلام رضي الله عنهما - 00:18:43ضَ

بعدما كان اشد الناس عليه صلى الله عليه وسلم موضع يقال له نيق العقاب بين مكة والمدينة اظنه قريب من حرار بني سليم لقيه ابن عمه ابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب - 00:19:09ضَ

ابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب ابن عمه الحارث ومعه عبدالله بن ابن ابي امية اخو ام سلمة لانها هند بنت ابي امية مسلمين فردهما ولم يقبل منهما عليه الصلاة والسلام - 00:19:32ضَ

لما كان منه ومن الشدة والاذى على رسول الله مع ان النبي صهر عبدالله بن امية وابن عم ابي سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب لكن العداوة عداوة القلب يا اخوان - 00:19:55ضَ

عداوة الدين هي التي ما ترجو الا بانصلاح حالها. قال الشافعي رحمه الله كل العداوات قد ترجى مودتها الا مودة من عاداك عداوة الدين ما هي بائنة ردهما النبي لم يقبلهما - 00:20:10ضَ

فدخل على ام سلمة دخل عليها اخوها يستعطفها ام سلمة امرأة عاقلة رشيدة ذات راي رضي الله عنها موقفها مع النبي في الحديبية لم ينسى لما اشارت اليه ورأته مغموما مهموما - 00:20:33ضَ

انه امر الناس انه امر الناس صلى الله عليه وسلم ان يحلقوا ولم يحلقوا فقال عليه الصلاة والسلام فلما دخل على ام سلمة وهو امرت الناس فلم يمتأثروا ولم يأتمروا - 00:20:56ضَ

قالت يا رسول الله اخرج ولا تلوي على احد لا تلتفت الى احد منهم وامظي واحلق رأسك وانظر ما يصنع الناس لانك امرتهم بامر لم يألفوه فعمل النبي برأيها فخرج لا يلوي على احد لا يلتفت الى احد - 00:21:17ضَ

فامر بالحلاق فحلق رأسه تنازع الناس سرعة في حلق رؤوسهم تأسيا واقتداء به عليه الصلاة والسلام شفعت ام سلمة رضي الله عنها الى رسول الله بامر اخيها عبد الله بن ابي امية - 00:21:38ضَ

وابن عم رسول الله ابي الحارث ابن سفيان ابو ابو سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب ترقى لهما فقبلهما ورد عنهما الطرد الذي طرده عنهما فاسلم رضي الله عنهما اسلاما ثابتا - 00:21:57ضَ

وحسن بذلك اسلام اسلامهما وجاهد مع النبي عليه الصلاة والسلام في فتح مكة نعم وصام صلى الله عليه وسلم حتى بلغ ماء يقال له الكديد. لا خلنا نقف على الصوم نكملها ان شاء الله في الدرس القادم - 00:22:17ضَ

اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:22:39ضَ