التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:01ضَ
واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد سنبدأ واياكم ان شاء الله في مدارسة ومذاكرتي كتاب الكبائر الذي جمعه وصنفه - 00:00:31ضَ
شيخ الاسلام ابو عبد الله محمد ابن عبد الوهاب ابن سليمان ابن علي المشرف الوهيبي التميمي المولود في سنة الف ومئة وخمس عشرة من الهجرة والمتوفى في الدرعية في عام الف ومائتين وست من الهجرة - 00:01:02ضَ
وكتاب الكبائر كتاب جليل جمع فيه رحمه الله اكثر من مئتين وستين حديثا مما نص على انها من احاديث الوعيد حتى يتجنبها المسلم ويتقيها مبادئ ذي بدء وقبل المدارسة ما هو ما هي الكبيرة - 00:01:33ضَ
وما حدها وما هي الصغيرة وما ضابطها اختلف العلماء رحمهم الله في الكبائر خلافا كثيرا وهذا الخلاف واقع بين علماء اهل السنة اما اهل البدع بدءا من الخوارج فلا كبائر ولا صغائر عندهم - 00:02:09ضَ
بل عندهم ان مطلق الذنب يخرج صاحبه من الملة وكذلك المعتزلة فان الذنب عندهم يخرج العبد من اسم الاسلام ولا يدخله في اسم الكفر في الدنيا واذا مات على ذنبه كان من اهل النار - 00:02:38ضَ
وهاتان الطائفتان الخوارج والمعتزلة هم الوعيدية قابلتهم المرجئة ولا يفرقون في الذنوب بين الكبائر وبين الصغائر حتى لما دارسوا اهل السنة وعاشروهم وجالسوهم جاء عندهم مصطلح الكبائر والصغائر اما الذين سبقوا الى ذلك فهم اهل السنة والجماعة - 00:03:00ضَ
بدءا من عهد الصحابة رضي الله عنهم ثم التابعين ثم من بعدهم وخلاف اهل السنة والجماعة في تعريف الكبيرة خلاف سهل مبناه على الادلة من جهة ثبوتها ومن جهة اثرها - 00:03:35ضَ
ولهذا بلغت الاقوال في تعريف الكبيرة والصغيرة اكثر من اربعة عشر قولا اقوال العلماء في تعريف الصغائر والكبائر نافت على الاربعة عشر قولا فمنها ان الكبائر هي السبع التي جاءت في حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:03:59ضَ
المخرج في الصحيحين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبعة الموبقات وذكر الشرك بالله والسحر والزنا واكل مال اليتيم وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات والتولي يوم الزحف ومن قائل - 00:04:27ضَ
انها سبعين والى هذا جنح الامام الذهبي في كتابه المنسوب اليه في الكبائر فانه عد من كبائر الذنوب كبيرة واستأنس استدلالا بقول ابن عباس رضي الله عنهما ان الكبائر ليست سبعا بل هي الى السبعين اقرب - 00:04:58ضَ
انها الى السبعين اقرب منها الى السبع وذكروا من الاقوال في الفرق بينهما ان الكبائر ما اتفقت الشرائع على تحريمه كما اتفقت على تحريم الزنا وشرب الخمر والشرك وما اختلفت الشرائع فيه - 00:05:26ضَ
فانه لا يكون كبيرة واصح الاقوال وارجحها واشدها واضبطها في الفرق بين الكبيرة والصغيرة ان الكبائر كل ذنب اشتمل على وصف من الاوصاف السبعة وهي كل ذنب رتب عليه الحد في الدنيا - 00:05:49ضَ
او الوعيد في الاخرة بالنار او بالغضب او باللعنة او نفي الايمان عن صاحبه او تبرئ منه او اصر على الصغيرة كما جمع وصفا من الاوصاف السبعة يسمى عند العلماء - 00:06:18ضَ
الكبيرة ما رتب عليه حد في الدنيا كحد السرقة والقذف والقتل والزنا هذه رتبت عليها الحدود في الدنيا فهي من الكبائر ما رتب عليه الوعيد في الاخرة بالنار مثاله قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:43ضَ
كما جاء في الصحيحين ما اسفل الكعبين من الازار ففي النار فهذا رتب عليه وعيد بالنار ثالثا ما رتب عليه وعيد باللعنة وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الصحيحين عنه - 00:07:10ضَ
لعن الله الراشي والمرتشي والرائش فهذا يدل على ان الرشوة كبيرة لانه توعد عليها وعد عليها باللعن ومثله قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده - 00:07:33ضَ
لا ان قطع اليد البيظة ولكنه اذا سرق البيضة تتجرأ فسرق غيرها ولهذا لعنه الظابط الرابع انها ما رتب عليه في الاخرة الغضب الوعيد بالغضب وذلك كقول الله جل وعلا - 00:07:59ضَ
عن اليهود فباءوا بغضب من الله في قول الله جل وعلا في قاتل النفس المحصنة المؤمنة فقال وعيدا في اية النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه - 00:08:24ضَ
واعد له عذابا عظيما اشتملت هذه الاية على الوعيد باللعنة والوعيد بالغضب والوعيد بالنار وهذا يدل على شناعة وقباحة قتل المسلم بغير وجه حق وانه اعظم الذنوب بعد الشرك بالله جل وعلا - 00:08:52ضَ
لعظيم هذا الوعيد والزجر والتهديد المترتب على فعله ومن شواهد الغضب غضب الله جل وعلا قول الله جل وعلا الملاعنة انها اذا كذبت في اية النور فقال جل وعلا والخامسة ان غضب الله عليها - 00:09:19ضَ
ان كان من الصادقين فهذا وعيد بالغضب ان كذبت في الملاعنة الظابط الرابع الضابط الخامس انه ما نفي الايمان عن صاحبه كل ذنب نفي الايمان عن صاحبه بسببه فهو كبيرة - 00:09:50ضَ
وشاهده في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن - 00:10:15ضَ
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فدل على ان الزنا وشرب الخمر والسرقة انها من كبائر الذنوب لانه رتب عليها ماذا نفي الايمان ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح - 00:10:33ضَ
بل في الصحيحين قالوا والله لا يؤمن. قال والله لا يؤمن لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله خاب وخسر هذا الذي لا يأمن جاره فوائق فمؤذي جاره - 00:10:56ضَ
واقع في كبيرة لماذا؟ لان النبي نفي الايمان عنه الظابط السادس ان كل ذنب تبرئ من صاحبه فهو كبيرة كما جاء في الصحيحين في قوله عليه الصلاة والسلام من غش فليس منا - 00:11:16ضَ
في لفظ من غشنا فليس منا فدل على ان الغش كبيرة حيث تبرأ صلى الله عليه وسلم من فاعله الحمد لله ومن ذلك ايضا اي ما تبرئ من صاحبه التخبيب والافساد بين الرجل وزوجه - 00:11:40ضَ
فجاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من خبب امرأة على زوجها او خبب زوجا على زوجته الافساد بين الزوجين بالتخبيب من كبائر الذنوب لانه تبرأ صلى الله عليه وسلم من فاعله - 00:12:20ضَ
ومن شواهده ايضا قوله عليه الصلاة والسلام ذم البغاة والخوارج ومن حمل علينا السلاح فليس منا كل من حمل السلاح على المسلمين تهديدا او اشارة او قتلا فانه واقع في كبيرة من كبائر الذنوب - 00:12:49ضَ
الضابط السابع وهو اكثر الضوابط دورانا في كلام السلف ومحصله ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما فانه لما سئل عن الكبائر قال كلمة جامعة هذا لا كبيرة مع الاستغفار - 00:13:17ضَ
ولا صغيرة مع الاصرار فان الصغيرة اذا اصر عليها صاحبها اي كرر فعلها يصير في حقه كبيرة كما ان الكبيرة اذا فعلها وهو نادم حيث احتف بها الندم والقلق والاضطراب - 00:13:40ضَ
واحتف بها الوجل صارت هذه الكبيرة في حقه عند الله صغيرة بما احتف بها من هذا الوجل وهذا القلق ولو قال قائل ما مقتضى التفريق بين الكبائر والصغائر لماذا تكلفوننا ان نفرق بينهما؟ نعتبر الذنوب ذنبا واحدا - 00:14:07ضَ
ونطلق الكلام فيها ما الحاجة الى التفريق بين الكبائر والصغائر والجواب على ذلك ان التفريق بين الكبائر والصغائر هو مقتضى الادلة الواردة في الكتاب والسنة فمن الكتاب الكريم مدح الله جل وعلا - 00:14:36ضَ
المؤمنين في سورة في اية النجم الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وكبائر الاثم والفواحش يقتضي ان هناك من ليس من الذنوب كبائرا في الاثم والفواحش وهي اللمم كبائر الاثم هي كبائر الذنوب - 00:14:59ضَ
والفواحش اسمه جنس فاذا اشتمل على الزنا فالزنا كبيرة بالاجماع ومثله ما هو افظع منه وهو اللواط في عمل قوم لوط وافظع من ذلك الزنا في المحارم واذا اريد بالفواحش كل اثم - 00:15:28ضَ
كان العطف عندئذ على قوله كبائر الاثم والفواحش تكون الفواحش معطوفة على الكبائر لان من الفواحش القبلة المفظية للزنا النظر المفضي للزنا الا اللمم واللمم هي الصغائر اي ما دون هذه الفظائع الكبائر - 00:15:51ضَ
ولهذا جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما ويروى مرفوعا وموقوفا ان تغفر اللهم فاغفر جما واي عبد لك لا الم فان اللمم كما فسرها الصحابة هي القبلة - 00:16:20ضَ
الظمة والنظر والكلام ما لم يصل الى حد الزنا واستأنس له بما جاء في حديث نبهان التمار فانه في حديث نبهان التمار انه كان يبيع تمرا فجاءت امرأة فاغرته وقال ان ثمة تمر جيد - 00:16:45ضَ
في الداخل فادخلي فانظري اليه فدخلت الى اخر الدكان تنظر الى هذا التمر فجاء اليها وقد وقد فتنته فراودها عن نفسها وضمها ولكنها ابت ان تمكنه من نفسها وخرجت ثمان - 00:17:21ضَ
نبهان التمارة هذا ندم وادركه القلق والوجل فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فانزل الله هذه الاية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم الا اللمم ومن دلائل التفريق بينهما بين الكبائر والصغائر - 00:17:48ضَ
قول الله جل وعلا في اية النساء ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما فمن اجتنب الكبائر استحق هذا الوعد الكريم بحق هذا الوعد الكريم ان يكفر الله سيئته - 00:18:19ضَ
وان يدخله المدخل الكريم والمدخل الكريم هو الجنة وهذا مناط اجتناب الكبائر وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين اجتنبوا السبع الموبقات وذكر كبائر الذنوب فهذا هو الدليل في التفريق بين الكبائر والصغائر - 00:18:45ضَ
وهو ما ذهب اليه المحققون في الاوصاف السبعة لان هذا هو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وابي سعيد الخدري وهو قول جماعة عظيمة من التابعين ومن بعدهم وهذا الحد - 00:19:16ضَ
ينضبط به الفارق بين الكبائر والصغائر الصغائر ما لم يرتب فيه وعيد بالنار او بالغضب او باللعنة او حد في الدنيا او نفي الايمان عن صاحبه او التبرأ منه او انه لم يصر على - 00:19:40ضَ
الذنب الصغير والصغائر كثيرة من شواهدها حلق اللحية مرة واحدة هذه صغيرة فاذا كان يحلقها مرارا اسبوعيا او دائما وصار باصراره عليها صارت كبيرة من الصغائر ايضا اكل الحبة الواحدة - 00:20:01ضَ
من مال اليتيم اكل مال اليتيم كبيرة لكن حبة واحدة صغيرة وهكذا مطلق الذنوب التي لم يتوعد عليها بانواع الوعيد فان فعلها مرة واحدة او ثنتين تكون صغيرة فان داوم عليها - 00:20:29ضَ
او لم يبالي بها صارت كبيرة ولهذا هذا اضبط ما يكون في الفرق بين الكبائر والصغائر فالكبائر ما جمع وصف من الاوصاف السبعة والصغائر ما لم يأتي فيه هذا الوصف - 00:20:57ضَ
من الاوصاف السبعة اذا علمنا هذا هل الكبائر لها حد العدد او انها تزيد ها كم يعني كم تبلغ من اهل العلم من اوصلها الى سبعين وهذا كما قلت لكم ما اختاره الذهبي في كتابه الكبائر - 00:21:15ضَ
استئناسا بقول ابن عباس رضي الله عنهما هذا الكبائر الى السبعين اقرب ثم صار ظاهر صنيعه بالكتاب انعد سبعين كبيرة والشيخ المصنف عندكم ها هنا اوصل الكبائر الى كم نوع - 00:21:47ضَ
الى مائة وبضع وعشرين نوعا دل على ان الكبائر ليس لها عدد محدد يضبطها ليس لها عدد محدد يضبطها انما يضبطها الوصف فما اشتمل على وصف من الاوصاف السبعة التي مر ذكرها - 00:22:08ضَ
صارت كبيرة سؤال اخر ما هي اكبر الكبائر مم اكبر الكبائر الشرك بالله اي الشرك في الربوبية ولا في الالوهية ولا في الاسماء والصفات فيها كلها الشرك الاكبر هو اكبر الكبائر - 00:22:32ضَ
طيب اذا علمنا اكبر الكبائر هل هناك اصغر الكبائر الجواب لا لان الذنب يعظم اما بذاته او بزمانه او بمكانه او باثره يعظم بذاته بما جاء فيه من الوعيد يعظم بزمانه - 00:23:01ضَ
فان المعصية في الزمان الفاضل ليست كالمعصية في غيره ويعظم الذنب بمكانه المكان المعظم كالحرم الذنب فيه ليس كالذنب في غيره ولهذا قال جل وعلا متوعدا وعيدا على من عزم - 00:23:27ضَ
على الالحاد في الحرم وقال جل وعلا في اية سورة الحج ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم - 00:23:50ضَ
لو ان انسانا اراد الحادا في غير الحرم يثاب او يعاقب ها في غير الحرم اراد الحادا في الهند ولا في الرياض ولا في مصر ارادة الالحاد لا يعاقب عليها حتى يفعلها - 00:24:13ضَ
حتى يفعلها والفعل فعلان فعل بقلبه بعزمه على هذا الفعل هي سيئة او فعل بجوارحه الا حرموا الله مجرد العزم على فعل السيئة فيه صاحبه متوعد بماذا العذاب الاليم ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه - 00:24:42ضَ
لو ان رجل بعدن ابين اقصى جنوب اليمن اراد الحادا في الحرم لاذاقه الله جل وعلا من العذاب الاليم هذا فيه تعظيم الذنب وتقبيحه وتشنيعه في مكانه هناك ذنب يعظم باثره - 00:25:10ضَ
الكلمة التي يحرش فيها المسلم على اخيه اصلها صغيرة فاذا نتج من هذا التحريش سفك دمه صار هذا التحريش كبيرة من كبائر الذنوب ولهذا جاء في الحديث عند احمد وغيره - 00:25:36ضَ
من اعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه ايس من رحمة الله من الذي ييأس من رحمة الله يقارف الذنب الكبير اذا هذا فيه - 00:25:57ضَ
اثر الذنب لماذا؟ اثر المعصية في اثرها الكبائر بماذا تكفر؟ تكفر الكبائر اذا علمنا ان الصغائر يكفرها الصلاة والصوم والصدقة والذكر اما الكبائر فلا يكفرها الا التوبة منها الا عبادة واحدة فهي تكفر الكبائر كما تكفر الصغائر - 00:26:16ضَ
ما هي ها لا ها لا لا الحج المبرور الذي يكفر الكبائر هو الحج المبرور فقط دليله ما جاء في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت - 00:26:55ضَ
فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اي طاهرا مطهرا ناق منقى من من اثر هذي هذه الذنوب والكبائر ويدل عليها ايضا ما جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم - 00:27:24ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان والعمرة الى العمرة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر قال والحج المبرور ليس له جزاء عند الله الا الجنة - 00:27:47ضَ
دل على ان الكبائر لابد من التوبة منها توبة نصوح اما ان يتكل الانسان في تكفير الكبائر الى حسناته فلا من سلم من الشرك الاكبر فهو في امان لكنه ليس الامان التام - 00:28:14ضَ
لما قارفه من الكبائر والذنوب والله جل وعلا يقول في ايتي سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء توعد سبحانه وعيدا ان الشرك - 00:28:41ضَ
لن يغفره وهذا يشمل الشركين الاكبر والاصغر لان الاية عامة وانوى ما دخلت عليه تؤول بتأويل مصدر ان الله لا يغفر ان يشرك به تقدير هذا المصدر ان الله لا يغفر اشراكا به - 00:29:02ضَ
واشراكا نكرة في سياق النفي وتعم كل شرك اكبر واصغر وهذا الذي عليه محقق العلماء ابقاء الوعيد على عموم الشرك اكبره واصغره وهو ظاهر صنيع شيخ الاسلام ابن تيمية في غير موضع - 00:29:24ضَ
وهو صنيع شيخ الاسلام الشيخ المجدد في كتاب التوحيد فانه رتب بابا قال باب الخوف من الشرك واطلق فيه المخافة من الاكبر والاصغر ولان الله جل وعلا نفى مغفرة الشرك به - 00:29:47ضَ
ثم قال ويغفر ما دون ذلك ما دون الشرك لكنه ربطها بمشيئته ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء طيب عرفنا الكبائر واكبرها ما هو الشرك بالله الكبائر يمكن ان تقسم الى - 00:30:13ضَ
ثلاثة انواع اكبر الكبائر الشرك بالله قد جاءت بذلك الاحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه ثبت عنه انه قال اكبر الكبائر ان تجعل لله ندا وهو خلقك - 00:30:40ضَ
وفي حديث ابن مسعود في الصحيحين الا انبئكم باكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك بالله والامن من مكر الله واليأس من روح الله النوع الثاني الكبائر العظيمة - 00:31:03ضَ
وهي كل ذنب ترتب عليه البدعة في دين الله ولهذا البدع هي اكبر الكبائر بعد الشرك بالله وهي اقبح من عموم كبائر الشهوات الزنا والسرقة واكل مال اليتيم وشرب الخمر - 00:31:22ضَ
وما جرى مجراها اذا النوع الثاني من الكبائر هي كبائر البدع ولهذا نص اهل العلم على ان صاحب البدعة ليست له توبة لعظيم كبيرته وانه يعتبر ان كبيرته ان بدعته دينا - 00:31:42ضَ
وعبادة يتدين ويتعبد لله بها النوع الثالث من الكبائر كبائر الشهوات كبائر الشهوات كما في السرقة في الزنا واكلم مال اليتيم وما جرى مجراها سؤال من الكبائر كبائر الشبهات الخروج على جماعة المسلمين - 00:32:07ضَ
وعلى امامهم من اي انواع الكبائر الثلاث يقول اخونا انها من البدع ها ها كبائر الشبهات من البدع او من الشرك او من الشهوات هي من كبائر هذا من كبائر الذنوب المتعلقة - 00:32:40ضَ
آآ البدع التي تلي الشرك بالله والخروج على جماعة المسلمين نوعان النوع الاول خروج كفر كما ذهب جماهير العلماء الى ان الخوارج كفار وممن ينصر ذلك ويرجحه شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله - 00:33:14ضَ
ودليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية وقال لان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد وعادوا كفروا بربهم فدل على ان القتل الذي يستحله يستحله الخوارج - 00:33:40ضَ
كما وقع عليهم في قتل عاد ثالثا قوله عليه الصلاة والسلام هم كلاب النار رابعا انه قال عليه الصلاة والسلام انهم شر قتلى تحت اديم السماء فالبدع نوعان بدع مكفرة - 00:34:02ضَ
فتدخل في اكبر الكبائر. فان اكبر الكبائر ثلاثة انواع الشرك الاكبر والكفر الاكبر والنفاق الاعتقادي الاكبر هذه اكبر الكبائر ودخل فيها البدع المكفرة مثل ماذا مثل بدعة تحريف القرآن او بدعة القول بان القرآن مخلوق - 00:34:26ضَ
او بدعة الذبح لغير الله او سب الصحابة او بدعة نفي الصفات عن الله عز وجل او انكار قدره هذي بدعة مكفرة يقابلها بدع مضللة لا تبلغ بصاحبها حد الكفر - 00:34:57ضَ
فلا تدخلوا في اكبر الكبائر انما تدخل في النوع الذي يليه ويمكن ان نسميها ببدع الشبهات كبدعة القدرية في نفيهم ارادة الله جل وعلا وخلقه لهذه المقدرات المخلوقة لا يكفرون بهذا وانما يضللون - 00:35:18ضَ
وكذلك من نفى صفة من صفات الله بان حرفها او اولها هذا من البدع المفسقة او احداث عبادة في دين الله لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:35:41ضَ
كعبادة الذكر يحدث ذكرا لم يشرعه الله هذي بدعة مفسقة لا تردي بصاحبها الى البدع المكفرة اذا ما هي التوبة من الكبائر ان يتوب منها وتكون التوبة من الكبائر وغيرها توبة نصوحا باربعة شروط - 00:35:59ضَ
دلت عليها ظواهر الادلة من الكتاب والسنة الشرط الاول ان يكون الحامل له على ترك هذه المعصية او او الكبيرة مخافة الله يعني ان يتوب اخلاصا لله جل وعلا بتوبته - 00:36:27ضَ
الشرط الثاني ان يقلع عن هذا الذنب الذي تاب منه من تاب من اكل الربا وما زال يأكله توبته غير صحيحة من تاب لشرب الخمر وما زال يشربها توبته دعوة - 00:36:50ضَ
فلا بد من اقلاعه من هذا الذنب الشرط الثالث ان يندم على وقوع هذا الذنب منه ندبا يعلفه الله جل وعلا من قلبه وجلا وخوفا وشفقة الشرط الرابع ان يعزم عزما - 00:37:08ضَ
صادقا في قلبه انه لن يرجع الى هذا الذنب مرة اخرى طيب لو رجع بعد ما تاب وعزم ورجوعه لا يضر انما يتوب منه لان الرجوع هنا يكون بما احتف - 00:37:32ضَ
من الشهوات في قلبه حتى رجع الى هذا الذنب فان كان الذنب يتعلق بحق معصوم مسلم او غير مسلم بدمه او ماله او عرضه ولابد ان يتحلل منه اغتاب مسلما - 00:37:51ضَ
لو اخلص في التوبة وندم وعزم واقلع ولم يتحلل من اخيه ليست توبته نصوحة اذا اخذ مال المعصوم او انتهك عرضه فلا بد من ان يتحلل منه فان مات هذا المتحلل منه - 00:38:12ضَ
فننظر الى هذا الذنب فان كان اخذ مال رده على ورثته او استباحهم منه وان كان في عرظه طهر عرظه وبرأه وسأل الله ان يبيح منه هذا الذي انتهك عرضه - 00:38:37ضَ
المسألة الاخيرة المتعلقة بهذه المقدمة في الكبائر مسألة الكبيرة لو رجع اليها بعد ما تاب منها وهذه على نوعين النوع الاول ان يكون قد تاب من هذه الكبيرة توبة نصوحة - 00:39:00ضَ
ثم رجع منها رجع الى فعلها ان غلبته نفسه او هواه شهوته وكأنه وقع في هذه الكبيرة اول مرة لماذا لان الله جل وعلا قال في اخر سورة الفرقان في سياق قوله جل وعلا - 00:39:29ضَ
والذين لا يدعون مع الله الها اخر الى قوله ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخرج فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:39:55ضَ
وكان الله غفورا رحيما ولما جاء في الصحيح ان عمرو بن العاص رضي الله عنه جاء يبايع النبي صلى الله عليه وسلم فمد عمرو يده فلما مد النبي صلى الله عليه وسلم يده قبض عمرو يداه - 00:40:15ضَ
ليه لك قال اني اشترط يا رسول الله قال مهي يا عمرو وما تشترط قال اشترط ان يغفر الله لي كل ما كان مني وما سلف مني وكان وقال امدد يدك يا عمرو - 00:40:39ضَ
الم تعلم ان الاسلام يجب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها وان الهجرة تهدم ما قبلها في رواية ان الاسلام يهدم ما قبله وان التوبة تهدم ما قبلها فاذا وقع في كبيرة بعد ما تاب منها - 00:41:01ضَ
توبة صادقا فيها مع الله فان توبته مقبولة وعندئذ يكون وقوعه في الكبيرة مرة ثانية او ثالثة كأنه المرة الاولى هذه مسألة المسألة الثانية مشغلنا حنا في المسألة الاولى اي نعم اذا رجع الى الكبيرة بعد ما تاب منها - 00:41:24ضَ
توبة نصوح كأنه وقع فيها اول مرة اول الكبائر التي ينظر فيها هي في حق الله سبحانه وتعالى ولهذا من تعلم العلم ليقال عالم ليمدح اول من تسعر بهم النار - 00:41:56ضَ
من جاهد في سبيل الله ليقال مجاهد شجاع اول من تسعر به النار من تصدق ليقال منفق اول من تسعر بهم النار لان الكبائر التي وقعوا فيها تتعلق بنيته ومقصده في حق الله سبحانه - 00:42:23ضَ
واول ما ينظر فيه من الحساب يوم القيامة في حق العباد الدماء والاصل في اراقة الدماء انها ماذا انها من كبائر الذنوب اكبر الكبائر الشرك بالله ما الذي بعد الشرك - 00:42:44ضَ
يختلف الكبيرة بحسبها فمن اعظمها قتل المؤمن المسلم بغير وجه حق هي اعظم الكبائر بعد الشرك بالله والدليل قال الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا عدوا معي فجزاؤه جهنم - 00:43:03ضَ
هذا واحد خالدا فيها هذا وعيد ثاني وغضب الله عليه هذا وعيد ثالث ولعنه هذا وعيد رابع واعد له عذابا عظيما جزاؤه جهنم هذا وعيد بالنار وسبق ان الكبائر كل ذنب توعد عليه - 00:43:27ضَ
صاحبه بالنار فجزاؤه جهنم خالدا فيها هل يخلد صاحب الكبيرة ها هل يخلد قاتل المؤمن عمدا بغير وجه حق الجواب لا يخلد الا اذا استحل ذلك اعتقده حلالا فهذا الذي يخلد - 00:43:52ضَ
طيب في قول الله جل وعلا فجزاؤه جهنم خالدا فيها لماذا لم نقل انه يخلد كما قال الله جل وعلا والجواب على ذلك ان الله لم يقل خالدا فيها ابدا - 00:44:24ضَ
فانه اذا ذكر اهل الجنة في غير موضع في القرآن وش يقول فيها خالدين فيها ابدا وذكر الكفار في ثلاثة مواضع في اخر سورة النساء واخر الاحزاب واخر سورة قل اوحي الي سورة الجن - 00:44:45ضَ
وذكر فيها الكفار فوصفهم بانهم خالدين في النار ابدا الاحزاب يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. ايش - 00:45:11ضَ
خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا فلما ابد الخلود لاهل الجنة وابد الخلود للكافرين في النار دل على ان من لم يكن كافرا فانه ان وان عذب في النار فانه لا - 00:45:34ضَ
يؤبد فيها طيب ما معنى قوله جل وعلا ها هنا؟ فجزاؤه جهنم خالدا فيها الخلود هنا بمعنى المكث الطويل لا بمعنى التأبيد الذي لا يخرج منها من النار فتكون عليه مؤصدة - 00:45:55ضَ
في عمد ممددة وانما يمكث فيها مكثا طويلا وجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه في قتله المؤمن عمدا ولعنه هذا الوعيد الرابع الخامس واعد له عذابا عظيما قالوا لما تنوع الوعيد - 00:46:14ضَ
بخمسة انواع منه من الوعيد والتهديد لمن قتل المؤمن بغير وجه حق كان ذلك دال على ان هذا الذنب ذنب عظيم وذنب كبير لو تاب تائب من قتل المؤمن عمدا تقبل توبته - 00:46:42ضَ
ها اذا تاب من هذا الذنب هل تقبل توبته اذا تاب بشروطها الخمسة كيف يستحل من قاتله وقد قتله بان يستبيح من ورثته يستبيح من ورثته ويصدق مع الله في توبته فان صدق في ذلك ارظى الله منه خصمه يوم القيامة - 00:47:06ضَ
هذه الاية ابن عباس رضي الله عنهما له فيها اختيار يقول ان قاتل المؤمن بغير وجه حق عمدا انه لا بد ان يدخل النار لابد ان يعذب ولا يكون ذلك تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات - 00:47:40ضَ
ولا تحت المشيئة في قول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال لابد ان يعذب من قتل مؤمنا بغير وجه حق - 00:48:07ضَ
عمدا وعذابه لا على جهة التخليد. لكن بقدر هذا الذنب تلميذ ابن عباس مجاهد ابن جبر اخذ يراجع شيخه ابن عباس ويناقشه شهرا كاملا في هذه الاية وابن عباس مصر على ان قاتل - 00:48:21ضَ
المؤمن عمدا لابد ان يعذب يقول مجاهد عارضت المصحف من اوله الى اخره على ابن عباس ثلاثين مرة منها اربع عربات للبحث النقاش منها مدة شهر واحد في هذه الاية - 00:48:50ضَ
ابن عباس يرى انه لابد ان يعذب ولا يدخل ذلك تحت المشيئة هذه ايها الاخوة جملة من المسائل قدمتها بين يدي مذاكرة هذا الكتاب الجليل الذي نبدأ ان شاء الله في مدارسته - 00:49:13ضَ
وهو كتاب الكبائر الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب وطريقة الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب انه جمع الاحاديث وبوبها فليس له فيها كبير عناء الكلام وانما بالجمع والتبويب كعامة كتبه - 00:49:32ضَ
ومنها كتاب الذي درسناه الاجازة السابقة في احاديث الفتن والحوادث وهذا منهج بديع في التصنيف درج عليه الشيخ المجدد على ما درج عليه السلف الاوائل البخاري وكمسلم واهل السنن والجوامع - 00:50:06ضَ
فانهم في ايرادهم الاحاديث باسانيدهم وتبويباتهم المسلمين اعظم خدمة الشيخ في هذا الكتاب منهجه فيه كمنهجه في كتاب التوحيد وكما في اكثر مؤلفاته الحديثية يورد الاحاديث تحت الابواب وتكون الابواب هي الدالة على تراجمه - 00:50:30ضَ
على فوائده واستنباطاته ونبدأ ان شاء الله بمدارستها بدءا من درس يوم غد بعد صلاة العصر ان شاء الله في هذا المكان لاننا اليوم اطلنا عليكم بهذه المقدمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:50:59ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:51:21ضَ