التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه اما بعد فبعد غزوة حنين والتي كانت في اخر السنة الثانية من الهجرة - 00:00:03ضَ
اخر شوال واغفر الله رسوله على المشركين في سقيف وهوازن ومن معهم غنم النبي صلى الله عليه وسلم منهم غنائم عظيمة وسادة منهم سبيا كثيرا وقسم الغنائم في الجعرانة ذي القعدة - 00:00:31ضَ
واما السبي فاحتاج الى جمعه الى وقت كثير. وكان السبي نحوا من ستة الاف رجع صلى الله عليه وسلم المدينة فتبعه السبي فلما اقبلوا على المدينة خرج النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في هذا السبي - 00:01:00ضَ
وكان نحوا من ستة الاف من هوازن وثقيف. ومن لف لفهما فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في السبي ومعه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم - 00:01:23ضَ
اذ رأى صلى الله عليه وسلم امرأة هلعة اصابها هلع وفزع عظيمين وهي تركض في هلعها وفزعها في هذا السدي حتى اذا وجدت جنينا لها اخذته والصقته بثديها وارضعته والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر الى هذا الصنيع - 00:01:44ضَ
ثم التفت الى اصحابه قال اترون اي اتظنون ان هذه قاذفة ولدها في النار تقدر على الا تفعل ذلك يعني مخيرة القته في النار او ان شاءت لم تنقه قالوا لا يا رسول الله - 00:02:13ضَ
الجواب من واقع الحال لما كان فيها من الفزع العظيم والهلع الشديد لما فقدت جنينها فلما رأته من كمال حنانها اخذته فالصقته بثديها. ترضعه قال صلى الله عليه وسلم عندئذ - 00:02:35ضَ
وهذا من باب تقريب المثل في الذهن ليعمر اثره في القلب قال صلى الله عليه وسلم وانتبهوا يا ايها الاخوة لما قال قال والله لا الله ارحم بعباده من هذه بولدها - 00:02:55ضَ
يحلف عليه الصلاة والسلام قائلا والله والله وفق القسم بالله من مؤكدة لله ارحم اي اشد رحمة بعباده من هذه المرأة بولدها وهذا فيه بشرى لكم اهل الايمان واهل الاسلام - 00:03:17ضَ
لان اهل الايمان هم عبيد الله حقا. وهم اولياءه صدقا الذين حققوا لله العبودية ولم يلتفتوا ويقصدوا غيره والله لا الله ارحم بعباده من هذه بولدها اقتضى ذلك عظيم رحمة الله بنا - 00:03:45ضَ
الله ارحم بنا حتى من امهاتنا. اللاتي ولدن. ومن ابائنا ومن احبابنا اذا كان كذلك توجه المؤمن الى الله برحمته التي هي صفة من صفاته ذاته من اسمائه الحسنى ومن افعاله يرجو هذه الرحمة وينشدها ويطلبها - 00:04:09ضَ
ان يحصلها ولن يحصلها الا المؤمن الذي امن بالله ربا معبودا له ولم يكن غير الله عز وجل معبودا له قصده بالدعاء في السراء وفي الظراء وفي الرغبة وفي الرهبة اذا ضاقت الامور على المؤمن ليس الا - 00:04:34ضَ
الذي يكشف ضره ويرفع كربه يحقق له امنيته ويرحمه ويغفر له والله لله ارحم بعباده من هذه بولدها اذا مات احبابنا من امهاتنا وابائنا وابنائنا واقاربنا فانا نوقن انهم الى رب ارحم بهم منا ومن امهاتهم اللاتي انجبنهم - 00:04:56ضَ
هذه العقيدة اذا استقرت في قلب المؤمن الله بها وظن بالله عز وجل بسببها خيرا عظيما وقد سبق ان قلت لكم ما قاله الرجل لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما وهو يدرس في الحرم يعمم وهو اعرابي - 00:05:28ضَ
قال يا ابن عم رسول الله من الذي يحاسب الناس يوم القيامة قال الله قال فزنا ورب الكعبة قال وما ذاك؟ قال لان الله كريم. والكريم لا يدقق في تفاصيل الامور - 00:05:50ضَ
احسن بالله ظنه وعظم بالله رجاءه فكانت هذه العقيدة ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول وهو الصادق المصدوق. والله لله ارحم بعباده من هذه بولدها اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء. اللهم رحماك اللهم عفوك واحسانك. الذي لا يحوجنا الى احد سواه - 00:06:08ضَ
تعم بها اولنا واخرنا وانسنا وجننا ومؤمننا وصالحنا وحينا وميتنا. اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء ورضوانك الذي لا سخط معه لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا. ولجميع المسلمين والمسلمات. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا - 00:06:34ضَ
محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:07:03ضَ