علي الشبل | برنامج رياض السعداء
أ.د علي بن عبدالعزيز الشبل | برنامج رياض السعداء (7) | روضة المحسنين
التفريغ
وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية نقدم يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه - 00:00:00ضَ
هذا البرنامج الذي نتواصل فيه معكم الى اسباب السعادة كيف نحصلها؟ كيف نطلبها؟ كيف نحققها في انفسنا كيف نبديها لغيرنا ما هي السعادة وما هي وسائلها؟ وما هي ثمارها؟ وما هي نتائجها - 00:00:39ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الاولين والاخرين واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله الذي بعثه الله رحمة للعالمين - 00:01:10ضَ
بشيرا ونذيرا وداع الى الله باذنه وسراجا منيرا الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها المسلمون في كل مكان ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته - 00:01:31ضَ
وحياكم الله الى هذا اللقاء المتجدد في برنامجكم السعداء نسأل الله ان نكون واياكم ممن حازوا قصب السعادة تحققوها لله في الدنيا بتوحيده وفي الاخرة برظوانه علينا رظاء لا يسخط علينا معه ابدا - 00:01:50ضَ
ايها الافاضل هذه الروضة في سلسلة هذه الحلقات حول روضة المحسنين من المحسنون؟ كيف نكون من المحسنين لماذا احقق الاحسان في عملي وقبل ذلك ما هو الاحسان ما الاحسان الذي نصبوا اليه - 00:02:10ضَ
ونرجوه ونقصده لنكون من عباد الله المحسنين ومن عباد الله المؤمنين ومن عباد الله المخلصين ان الاحسان معناه الاتقان فمن اتقن شيئا يعني احسنه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:33ضَ
ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه يعني ان يحسنه ومعنى يحسنه يجعله لله خالصا الاحسان في ديننا هو حرموا العبادات القاعدة الاولى الاسلام اعلى منها الايمان. رأس الهرم في عبادة الله عز وجل الاحسان - 00:02:52ضَ
ولهذا ما منزلة الاحسان من دين الله الاحسان منزلته انه اعلى مراتب الدين وعلى مقاماته لهذا لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم يقول عمر رضي الله عنه بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:16ضَ
اذ اطلع علينا رجل جديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد جلس الى النبي عليه الصلاة والسلام ركبتيه الى ركبتيه وجعل يديه على فخذيه. قال يا محمد اخبرني عن الاسلام - 00:03:37ضَ
هذا الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه - 00:03:58ضَ
قال فاخبرني عن الايمان. قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان. اذا بدأ بالاسلام ثم الايمان ثم اعلى الهرم الاحسان - 00:04:13ضَ
هذا الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يرى ان الاحسان يا ايها الاخوة ويا ايتها الاخوات الاحسان في العبادة الاحسان في الايمان الاحسان في العمل هو اتقانه غاية الاتقان لئلا يكون في قلب هذا المحسن - 00:04:30ضَ
الا الله لمن يرجوه بعمله او يخافه بترك عمله لمن يخافه بفعل سيئته او يرجوه بمثوبة ترك السيئة قال الله جل وعلا مبينا الاحسان نبيه صلى الله عليه وسلم في اخر سورة الشعراء - 00:04:53ضَ
وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين المصلين اذا علم المؤمن علم اليقين ان الله مطلع عليه وان الله يراه حال صلاته على صيامه على زكاته حال حجه. حال بره حال احسانه - 00:05:13ضَ
كان خلوته بربه ان كان في طاعة او في معصية في طاعة ان يتقنها في معصية ان يكون تركها وودعها من جراء الله جل وعلا هذي الاحساء ولهذا الاحسان يا ايها الاخوة له عند الله جل وعلا اعظم الجزاء في الدنيا - 00:05:36ضَ
فان الله مع المحسنين معية خاصة وهي معية الله لاولياءه وعباده المؤمنين المتقين المحسنين ما معنى المعية الخاصة ان الله يؤيدهم ان الله يحفظهم ان الله ينصرهم. ان الله يثبتهم - 00:05:58ضَ
وهذي المعية الخاصة هي التي قال الله جل وعلا فيها في اخر سورة النحل ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون اي معية خاصة تقتضي نصرهم وتأييدهم - 00:06:14ضَ
ان الله يثبتهم ويحفظهم ينصرهم يقيل عثرتهم يكبت عدوه والمعية العامة الله لجميع خلقه وهو معكم اينما كنتم. اي معكم بعلمه واطلاعه لا يخفى عليكم منه خافية الاحسان يا ايها الاخوة له مقامان - 00:06:32ضَ
المقام الاول ان تعبد الله كأنك تراه كان الله بارز على عرشه امام عينيك المقام الثاني ان لم تصل الى هذه فثمة مقام اقل منه كلاهما من مقامات الاحسان اعلى ان تعبد الله كأنك تراه - 00:06:58ضَ
انزل منه ان تعبد الله كأنه يراك جاء في الحديث وفيه مقال عند اهل الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل احد اصحابه وهو حارثة ابن زيد قال كيف اصبحت يا حارثة - 00:07:15ضَ
قال اصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله واراد نبينا عليه الصلاة والسلام ان يختبره ان يمتحن ان يعرف حقيقة ما يقول لئلا يكون قوله مجرد دعوة يدعيها قال اصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله - 00:07:32ضَ
قال صلى الله عليه وسلم يا حارثة ان لكل قول حقيقة فانظر حقيقة ما تقول لما قال اني اصبحت مؤمنا حقا لئلا يكون مجرد قوله ادعاء وزعما لا حقيقة له - 00:07:50ضَ
قال ان لكل قول حقيقة فانظر حقيقة ما تقول قال يا رسول الله خزئت الدنيا في عيني احتقرتها وعظمة الاخرة في قلبي اي عظمتها وتعظيم الاخرة من تعظيم الله بها - 00:08:08ضَ
كأني انظر اي اثناء العبادة الى عرش ربي بارزا امام عيني وكأني انظر الى اهل الجنة يتزاورون فيها والى اهل النار يتعاونون فيها يصطلحون يبكون من شدة العذاب والسعير والالم - 00:08:24ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم يا حادثة عرفت فالزم وضرب النبي على صدره وقال عبد نور الله صدره بالايمان هذا مقام الاحسان مقام الاحسان ان تتقن عبادتك اذا وحدت الله اتقنت التوحيد فاخليته من الشرك - 00:08:45ضَ
اصغره واكبره من الرياء من الشرك الخفي من شرك اصغر من شرك اكبر يتقن هذا التوحيد لله عبادة اذا صليت لا يكون في صلاتك انك تنظر ثناء الناس او تصلي خوفا من والديك - 00:09:07ضَ
او خوفا من رجال الحسبة او خوفا من السلطان انما تصلي يقينا بفرض الله عليك واتقانا للصلاة لان الله كلفك بها اذا زكيت ما لك لا تزكيها خوفا من مصلحة الزكاة والدخل خوفا من بيت المال خوفا من متابعة السلطات. انما تزكيها اداء للواجب الذي اوجبه الله عليك - 00:09:25ضَ
في مالك تجاه الفقراء مع ان نسبة الزكاة في المال نسبة ضعيفة اثنين ونصف بالمئة في عروض التجارة وفي كذلك بهيمة الانعام يبقى في التجارة في الخارج من الارض اما العشر لما يسقى بماء المطر - 00:09:51ضَ
او بالعيون والانهار الجارية او نصف العشر فيما يسقى بالمؤونة والتعب واخراج الماء من جوف الارض هي مقدار يسير تخرجها طيبة بهذا نفسك وراجيا بها ثواب الله ولهذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ من اموالهم - 00:10:10ضَ
صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم خذ من اموالهم صدقة وهي الزكاة الواجبة طهرهم في هذه الزكاة ولهذا سميت الزكاة زكاة لانها تطهر المال وتطهر نفس المزكي - 00:10:30ضَ
طهرهم وتزكيهم بها تزكيهم تنمي مالهم ما نقصت صدقة من مال بل تزده بل تزده يقول عليه الصلاة والسلام ثم قال وصل عليهم. اي ادعو لهم ان صلاتك سكن لهم - 00:10:51ضَ
في صيامك كيف تكون في الصيام محسنا تكونوا يا ايها المؤمن في صيامك محسنا اذا كان صيامك لثواب الله الذي قال في حديث النبي القدسي يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي. يعني من جراء - 00:11:06ضَ
لا يتركها خوفا من الناس او عادة من العادات او حمية او لاجل فضيلة يرجوها من الناس انما تركها من جرائي انت في صيامك في مكانك الخالي لا يراك احد اذا اكلته - 00:11:28ضَ
او اذا شربت تمتنع من الاكل والشرب والجماع ودواعيه لان الله تكلفك بذلك فتتقن هذا العمل لله في صيامك لا تخاصموا المخاصمين لا تشتم من شتمك لا تضار من ضارك - 00:11:45ضَ
اللهم اني صائم. اي ان صيامي ينزهني ويطهرني ويسمو بي ويرفعني عن ان انزل الى مستواك في السوء او في الفحش او في المخاصمة والمقاتلة هذا من اتقان الصيام وكذلك اذا حج واعتمر - 00:12:04ضَ
وذلك اذا بر والديه كذلك اذا عامل جيرانه كذلك اذا اخذ واعطى اذا باع واشترى يتقن عمله لله لان الله افترض ذلك اذا كلفت بعمل بوظيفة بتدريس في عمل امني بغير ذلك من الاعمال تتقنها. لماذا؟ لانك تأخذ في مقابلها راتبا فتؤدي الامانة كما اؤتمنت عليها - 00:12:21ضَ
ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل. ان الله نعم ما يعظكم به هذه الامانة في ادائها واتقانها من الاحسان يا هذا يكون الاحسان بابا من ابواب السعادة - 00:12:47ضَ
كيف ذلك يستشعره المحسنون المتقنون لاعمالهم يرى انه اذا ادى العمل عبادة او عملا من اعمال الدنيا انه في راحة نفس في طمأنينة في انشراح لانه اداها متقنا لهذا العمل. محسنا له وما عند الله ثوابا في الاخرة اعظم من ذلك - 00:13:07ضَ
اذا بالاحسان تدخل الى باب السعادة بالاحسان والاتقان تحصل مقاماتك العالية في العبادة بالاحسان تنيل منك رضا الله جل وعلا فيحفظك ويؤيدك وينصرك ويكون معك على اعدائك. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون - 00:13:29ضَ
الصديق رضي الله عنه هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل هو واياه غارة جبل ثور وجاء المشركون حتى انهما لينظران الى اقدامهم قال ابو بكر والله لو نظر احدهم الى موضع قدميه لرآنا - 00:13:51ضَ
قال الله جل وعلا اذ يقول ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن اي لا تقلق لا تظطرب لا تخاف لا تحزن ان الله معنا كان الله مع هذين المحسنين نبيه صلى الله عليه وسلم وابي بكر لانهما اتقنه - 00:14:08ضَ
اتقنه فحفظهم الله اتقن الايمان واكملاه فايدهما الله اتقن عملهما حفظهم الله من عدوهم وايدهم ونصرهم ان الله معي التقوى والذين هم محسنون. نسأل الله ان نكون واياكم من المحسنين وان - 00:14:28ضَ
بالاحسان السعادتين في الدنيا وفي الاخرة لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا والمسلمين والى لقاء اخر في روضة جديدة من رياض السعداء نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:47ضَ
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه - 00:15:06ضَ