برنامج التفسير

إلى الذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُذُوا في سبيل الله | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين. وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم - 00:00:00ضَ

منك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه ومدده على موعد مع اللقاء الثاني والتسعين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء السابع والاربعين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:00:20ضَ

ولا زلنا مع اولي الالباب مع اولئك المخلصين الصادقين من اصحاب الذكر والفكر والتبتل والتضرع الذين راحوا يعبرون عن ايمانهم بربهم جل وعلا وعن استجابتهم لهذا المنادي الكريم الذي راح ينادي عليهم ان يحققوا الايمان بربهم سبحانه وتعالى - 00:00:45ضَ

قالوا في دعائهم وتبتلهم وتضرعهم ربنا ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا فمن هو المنادي؟ الراجح كما قال عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما - 00:01:14ضَ

ان المنادي عليهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي نادى عليهم ان يحققوا التوحيد وان يحققوا الايمان بالله جل وعلا وقيل بل المنادي هو نداء القرآن الكريم. النداء هو نداء القرآن الكريم. فلقد امرهم الله - 00:01:37ضَ

جل وعلا في القرآن الذي انزله على قلب رسوله وتلاه عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحققوا الايمان بالله جل وعلا والتنوين في قوله تعالى ربنا اننا سمعنا مناديا مناديا ينادي. التنوين في المنادي - 00:02:00ضَ

للتفخيم والتعظيم لشأن المنادي والمنادى له من الايمان ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فآمنا ولذا كانت استجابة اولي الالباب وقبولهم لهذا النداء وتحقيقهم لما نادى به هذا المنادي الكريم من تحقيق الايمان بالله كانت اجابتهم واستجابتهم سريعة جدا - 00:02:23ضَ

من غير تمهل ولا توقف ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا كيف امنا بربنا جل وعلا لما دعينا الى ذلك ثم جعل اولئك الفضلاء اصحاب القلوب النيرة - 00:03:00ضَ

والعقول الخيرة جعلوا ايمانهم بالله جل وعلا وسيلة لسؤاله المغفرة لذنوبهم والتكفير لسيئاتهم وان يموتوا على ما مات عليه الابرار. تدبروا مني هذه الجملة مرة ثانية جعل اولئك الفضلاء اصحاب الذكر والفكر من اولي الالباب جعلوا تحقيقهم للايمان بربهم جل وعلا وسيلة يتوسل - 00:03:26ضَ

بتحقيق الايمان به اليه سبحانه ان يغفر ذنوبهم وان يكفر سيئاتهم وان يتوفاهم على ما مات عليه الابرار تتضرع للعزيز الغفار بهذا الدعاء الجميل قالوا ربنا اننا امنا سمعوا النداء - 00:03:59ضَ

ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا طيب بعد تحقيق الايمان تضرعوا اليه بهذا الايمان الذي جعلوه وسيلة يتقربون بها الى الله سبحانه وبابا لقبول الدعاء. قالوا - 00:04:26ضَ

ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. التوسل الى الله بالاعمال الصالحة وعلى رأس هذه الاعمال الايمان بالله - 00:04:49ضَ

توسل مشروع. تدبروا معي هذه اللطيفة العقدية الجميلة التوسل الى الله ان تقول مثلا اللهم اني اتوسل اليك بتحقيقي لتوحيدك وللايمان بك ان تغفر لي اللهم اني اتوسل اليك ببري لوالدي - 00:05:12ضَ

اللهم اني اتوسل اليك باحساني للفقراء والمساكين. اللهم اني اتوسل اليك بذكري الى غير ذلك من الاعمال الصالحة التوسل الى الله جل وعلا بالاعمال الصالحة وعلى رأس هذه الاعمال الايمان بالكبير المتعال توسل مشروع وانتم - 00:05:33ضَ

تذكرون حديث الثلاثة الذين سقطت الصخرة من فوق الجبل فسدت عليهم باب الغار فتوسل كل واحد منهم الى الله جل وعلا بما يرجو من اخلص اعماله التي عملها ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى - 00:05:59ضَ

فتوسل احدهم ببره بوالديه وتوسل احدهم بتعففه عن الزنا وتوسل الاخر باستثماره لما لهذا هذا الاجير واعطاه اياه كاملا موفورا دون ان يأخذ منه شيئا ففرج الله كربهم ونجاهم ربهم سبحانه وتعالى - 00:06:18ضَ

وخرجوا بفضله ثم بفضل توسلهم اليه جل جلاله بصالح اعمالهم. فالتوسل الى الله بالعمل الصالح. وعلى رأس هذا العمل صالح الايمان بالله اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه الى غير ذلك توسل مشروع - 00:06:44ضَ

فاولو الالباب تدبروا معي هذه اللطيفة الجميلة اولوا الالباب الذين نتحدث عنهم في ايات سورة ال عمران الايات الجميلة والاخيرة من هذه السورة الكريمة مع ما هم عليه من ذكر - 00:07:04ضَ

وفكر وتبتل وتضرع تراهم مع كل ذلك يسألون ربهم جل وعلا ان يغفر لهم ذنوبهم هم اصحاب الذكر قياما وقعودا وعلى جنوبهم لا يغفلون عن ربهم سبحانه ومع ذلك لم يغتروا بكثرة الطاعات والقربات - 00:07:23ضَ

المؤمن كلما كثرت طاعاته يخشى ان يشوبها شيء من الرياء او التقصير. هذا هو المؤمن نعم المؤمن يخاف مع عمله والمنافق متبجح يرجو النجاة مع نفاقه وتقصيره فما خاف الرياء - 00:07:50ضَ

الا مؤمن وما خاف النفاق الا مؤمن وما امن الرياء والنفاق الا مراء ومنافق المؤمن كلما كثرت طاعاته وازدادت قرباته عرفة قدر ربه وجلال ربه وامتلأ قلبه بعظمته وهيبته وجماله وجلاله وكماله سبحانه وتعالى - 00:08:13ضَ

يخاف ان يشوب عمله شيء من الرياء او النفاق او التقصير ولذا كرر اولو الالباب النداء والدعاء بقولهم ربنا ولقد كرروا الدعاء بهذا الاسم المبارك الجليل خمس مرات كرروا النداء والدعاء - 00:08:43ضَ

بقولهم ربنا ليه ليه كل مرة ربنا ربنا ربنا كانت تكفي مرة واحدة لا التكرار والنداء على رب الارض والسماء بهذا الدعاء وبهذا الاسم الجميل الجليل ربنا لاظهار مزيد من التضرع والتذلل والخضوع والتبتل واظهار الفقر والعبودية ربنا انت ربنا وانت الذي - 00:09:08ضَ

غذاء بعد ان خلقتنا ابتداء وانت الذي تغفر لنا انتهاء ربنا الرب هو الخالق ابتداء والمربي غذاء والغافر انتهاء وهم يقولون ربنا ربنا ربنا ربنا لاظهار مزيد من التبتل والتضرع والخضوع والخشية واظهار العبودية لرب - 00:09:38ضَ

سبحانه وتعالى لكن اولي الالباب من الذكاء والفطنة بمكان فلقد سألوا الله جل وعلا في هذا الدعاء المختصر في هذه المرة سألوه ثلاثة اشياء عظيمة كبيرة جليلة اولها ربنا فاغفر لنا ذنوبنا - 00:10:05ضَ

مغفرة الذنوب الله الله. وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ما هي المغفرة؟ المغفرة مصدر من غفر وقد يأتي المصدر على وزن غفران ومعنى المغفرة الستر والمسامحة على الذنوب واسقاط العقوبة - 00:10:32ضَ

طيب الطلب الثاني لاولي الالباب وكفر عنا سيئاتنا. تكفير السيئات ما معناه التكفير هو التغطية يقال رجل مكفر بالسلاح اي مغطى به ولذا فالتكفير والمغفرة بحسب اللغة معناهما واحد معناهما واحد - 00:11:04ضَ

واختلف اهل العلم في الفرق بين الذنوب والسيئات ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ما هو الفرق بين الذنوب والسيئات السادة من اهل الفضل والعلم على اقوال منها ان المراد بالذنوب - 00:11:37ضَ

الكبائر والمراد بالسيئات الصغائر كما في قوله تعالى حكاية عن نبي الله موسى في قوله ولهم علي ذنب فاخاف ان يقتلون الذنب هنا كبيرة نعم الذنب في هذه الاية وفي هذا الموضع كبيرة - 00:12:00ضَ

الا وهو قتل النفس التي قتلها نبي الله موسى منهم ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه. فاستغاثه الذي من شيعته - 00:12:26ضَ

على الذي من عدوه فهو كزاه موسى فقضى عليه. قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ثم توجه الى الله جل جلاله بهذا الدعاء الجميل قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي - 00:12:43ضَ

فغفر له اي هذا الذنب العظيم الا وهو القتل والقتل باتفاق كبيرة من الكبائر قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين الى اخر الايات الجميلة في سورة القصص - 00:13:00ضَ

وقال جل وعلا في السيئات ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما يبقى هنا السيئات يربح الصغائر في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:13:18ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر هذا هو القول الاول المراد بالذنوب الكبائر والمراد بالسيئات الصغائر. وقد يكون الذنب صغيرا ايضا - 00:13:43ضَ

وقد يكون الذنب صغيرا ومنها اي من هذه الاقوال التي ذكرها سادتنا من اهل الفضل والعلم للتفرقة بين الذنوب والسيئات؟ قالوا الذنوب هي المعاصي التي تكون بين العبد وبين ربه جل وعلا - 00:14:11ضَ

تفرقة رقيقة جدا وانا ارى ان السيئات كذلك ما هي الا معاصي بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى. لكن ربما يكون الظاهر فيها الاساءة اوضح الى عباد الله والى خلق الله - 00:14:30ضَ

يبقى منها ان الذنوب هي المعاصي التي تكون بين العبد وبين ربه جل وعلا. اما السيئات ما يقع من العبد من اساءة لخلق الله عباد الله في مخالفة صريحة لمنهج الله ومنهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:47ضَ

ومنها ايضا ان الذنوب والسيئات معناهما واحد ويأتي التكرار للمبالغة وللتأكيد ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وبالتأمل والتدبر لايات القرآن الكريم نجد ان المغفرة تأتي مع الذنوب ونجد ان التكفير يأتي مع السيئات. كما في الايات التي نحن بصدد تفسيرها - 00:15:08ضَ

ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ولم يقل سيئاتنا وكفر عنا سيئاتنا ولم يقل ذنوبنا ولفظ المغفرة فاغفر اشمل واعم واكمل من لفظ التكفير. من لفظ وكفر عنا سيئاتنا ولذا كان لفظ المغفرة مع الكبائر - 00:15:51ضَ

وكان لفظ التكفير مع الصغائر قال شيخ ابن القيم لله درة ان لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ولفظ التكفير يتضمن الستر او الستر والازالة وعند الافراد تدبر هذه الجملة الرائعة - 00:16:20ضَ

من هذا العالم المحقق قال وعند الافراد يعني ان افردت لفظ المغفرة وافردت لفظ التكفير وكفر يدخل كل منهما في الاخر. فقوله تعالى كفر عنهم سيئاتهم يتناول الصغائر والكبائر. الله الله - 00:16:48ضَ

يتناول الصغائر والكبائر ومحوها ووقاية متشرحة وكذلك لفظ التكفير ان افرد فهو يتناول اسوأ الاعمال اسوأ الاعمال والمغفرة هي محض فضل الله على العبد تدبروا معي هذه التفرقة الدقيقة المغفرة - 00:17:10ضَ

هي محض فضل الله على العبد اما التكفير يحتاج الى عمل صالح يكفر السيئات المغفرة هي محض فضل الله على العبد اما التكفير فيحتاج الى عمل صالح يكفر هذه السيئات - 00:17:41ضَ

فالمراد بالغفران في قول ودعاء اولي الالباب ربنا اغفر لنا ذنوبنا المراد بالغفران ما يزول بالتوبة الصحيحة والمراد بالكفران ما تكفره الطاعات العظيمة اما الامر الثالث الذي طلبه اولوا الالباب من ربهم جل جلاله - 00:18:05ضَ

هو قولهم وتوفنا مع الابرار ما شاء الله لا قوة الا بالله وتوفنا مع الابرار اوليسوا من الابرار مع ذكرهم وتفكرهم وتضرعهم وتدبرهم ودوامهم على ذكر الله في كل احوالهم وعلى جميع احيانهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ومع ذلك - 00:18:28ضَ

هم لا يرون انفسهم يا اخي لا ترى نفسك وانا على اي شيء ارى نفسي على ماذا فكلما انت فيه من فضل انما هو محض فضل الله عليك لا املك لنفسي ولا تملك لنفسك اي شيء. اذ لا حول ولا قوة الا بالله - 00:18:55ضَ

فاولوا الالباب مع ذكرهم وفكرهم وتضرعهم وتدبرهم وتبتلهم يسألون ربهم جل وعلا ان يتوفاهم مع الابرار. فقالوا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. من هم الابرار؟ الابرار - 00:19:20ضَ

جمع بر او جمع ضار بالمد وهم يسألون ربهم ان يموتوا على عمل الابرار ليكونوا مع الابرار في درجاتهم يوم القيامة وهذا يا اخواني واخواتي من تواضعهم وادبهم مع ربهم - 00:19:43ضَ

وهضمهم لانفسهم هم لا يرون انفسهم قط فمن عرف ربه عرف نفسه من عرف ربه عرف نفسه من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالذل التام - 00:20:10ضَ

وتوفرنا مع الابرار اجعلنا معهم في درجاتهم يوم القيامة من تواضع اولي الالباب ومن ادبهم مع الملك الوهاب ومن هضمهم لانفسهم قم مع ذكرهم وتفكرهم وتضرعهم لا يرون انفسهم ابدا من الابرار الصادقين الذين يفعلون البر ويتوسعون في الطاعات - 00:20:36ضَ

فلجأوا الى رب الارض والسماوات بهذا الدعاء العظيم ان يسلكهم مع الابرار. وان يجعلهم منهم او من اتباعهم او من جملتهم وان يحشرهم معهم يوم القيامة ما شاء الله ولا قوة الا بالله - 00:21:06ضَ

اللهم ارزقنا العزة بالذل اليك وارزقنا الغنى بالافتقار اليك فلا زال اولو الالباب يتضرعون الى الله جل وعلا وها هو دعاء اخر من ادعية اولي الالباب دعاء جليل مهيب ورب الكعبة مهيب - 00:21:25ضَ

فبعد ان قالوا ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار قالوا ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد - 00:21:53ضَ

الاية رقم مية اربعة وتسعين من ايات سورة ال عمران دعاء جميل. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد. فمع يقيني اولي الالباب - 00:22:15ضَ

ان وعد الله جل وعلا لا يتأخر ولا يتخلف وانه سبحانه منجز وعده لا محالة الا انهم يتضرعون اليه سبحانه بهذا الدعاء اظهارا لذلهم وعبوديتهم وتبتلهم وخضوعهم اليه جل جلاله وحاجتهم لفضله سبحانه - 00:22:34ضَ

ان يجعلهم ممن اتاهم ربهم سبحانه وتعالى ما وعدهم به من الفضل والكرامة على السنة انبيائه ورسله من نصر على الاعداء واعلاء لكلمة الحق والتوحيد وتوفيق للطاعة وعصمة من المعاصي والذنوب - 00:23:01ضَ

الى غير ذلك من الخزي والذل والهوان حتى لا يتعرضوا للخزي يوم القيامة بين يديه جل جلاله على رؤوس الاشهاد من اهانة وفضيحة وهلاك وهم بعد ذكرهم وفكرهم تضرعهم بالدعاء لربهم - 00:23:31ضَ

بهذه الدعوات الجميلة يأتي الفضل من صاحب الفضل الذي لا حد لفضله ولا منتهى لجوده وعطائه وكرمه يأتي الجواب مباشرة بفاء الترتيب والتعقيب فيقول سبحانه وتعالى فاستجاب لهم ربهم آآ اعظمها ورب الكعبة من استجابة - 00:23:54ضَ

ما اروعه من فضل ما اعمه من كرم وجود ممن لا تنقضي فضائله ولا تنقطع رحماته وبركاته فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. بعضكم من بعض - 00:24:22ضَ

الذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله. والله عنده حسن الثواب. ما هذا الجمال - 00:24:49ضَ

ما هذا الجلال ما هذا الكمال! انه كلام الكبير المتعال اية في غاية الرقة والجمال الاية رقم مية خمسة وتسعين من ايات سورة ال عمران وبعد ان دعوا اولوا الالباب ربهم - 00:25:18ضَ

ومالكهم وسيدهم ومدبر امورهم والقائم بشؤونهم بعد ان دعوا قيوم السماوات والارض وقيوم الدنيا والاخرة دعوه خمس مرات باسم جليل من اسمائه بسم الرب ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار - 00:25:40ضَ

ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك - 00:26:16ضَ

ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد يأتي الجواب فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض الذين هاجروا اخرج من ديارهم - 00:26:38ضَ

رغما عنهم هاجروا من مكة الى المدينة كما سافصل واخرج من ديارهم رغما عنهم مع تعلق باوطانهم وديارهم واوذوا في سبيلي تعرضوا للفتنة في دينهم وقاتلوا في سبيل الله وقتلوا في سبيل الله. هؤلاء - 00:27:01ضَ

يقول جل وعلا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب هذا فضل الله تبارك وتعالى عليهم وارجو ان تلاحظوا معي - 00:27:22ضَ

هذه الملاحظة الجميلة بعد ان دعوا ربه سبحانه وتعالى خمس مرات لقوله ربنا ربنا ربنا ياتي الجواب فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل ولم يقل دعوة داع ولم يقل دعوة داع - 00:27:43ضَ

كان السياق هم يدعون ربنا ربنا ربنا فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع دعوة داع كان السياق يقتضي هذا لكن يأتي الجواب فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم عامل منكم. من ذكر او انثى - 00:28:11ضَ

الامر يقتضي العمل الامر يقتضي العمل لم يقل اني لا اطيعوا دعوة داع. العبرة في النجاة بالعمل العبرة النجاة من العذاب والفوز بالجنة وحسن الثواب في الدنيا والاخرة بالعمل باحسانه واخلاصه واتقانه - 00:28:40ضَ

وموافقتي لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. مع ان الدعاء هو العبادة ولكن ارجى لقبول الدعاء ان يقوم العبد بين يدي هذا الدعاء بعمل عظيم بنية خالصة. موافق لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:29:10ضَ

ليكون ارجى لقبول دعائه ولقد اخرج ابن مبارك وعبد ابن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. قال العمل الصالح - 00:29:28ضَ

يرفع الكلام الطيب الى الله ويعرض القول على العمل ويعرض القول على العمل فان وافقه اي فان وافق القول العمل رفع رفع العمل ورفع القول والا رد القول ورد العمل - 00:29:47ضَ

وقال القاسم ابن عبيد قلت لانس ابن مالك يا ابا حمزة ادعوا الله لنا وقال انس الدعاء يرفعه العمل الصالح الدعاء يرفعه العمل الصالح فالافضل والاكمل للداعي ان يقدم بين يدي دعائه - 00:30:16ضَ

عملا صالحا خالصا لوجه الله تبارك وتعالى موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم بين الحق جل وعلا ان رجل والمرأة متساويان في الجزاء متى تساويا في العمل والتكليف - 00:30:33ضَ

حتى لا توهم الرجل انه اقرب الى الله من المرأة وحتى لا تسيء المرأة الظن بربها او بدينها او بنفسها وتظن ان الرجل افضل منها عند ربها. كلا كلا. فلا تفاضل - 00:30:48ضَ

الا بالتقوى والعمل الصالح. وفي الحديث الذي رواه ابو داوود وغيره بسند صحيح من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما النساء شقائق الرجال. اي ان النساء نظائر وامثال الرجال في الاحكام المشتركة بينهم - 00:31:03ضَ

لانهن مع الرجال من اصل واحد كما قال الخالق العظيم سبحانه وتعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض. تعالوا بنا - 00:31:21ضَ

لنتوقف عند هذا الموضع الشريف عند قوله تعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منك من ذكر او انثى. بعضكم من بعض لنكمل السير في هذا البستان اليانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا - 00:31:37ضَ

محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته جالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلت - 00:32:07ضَ

هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور - 00:32:43ضَ