برنامج التفسير

إلى عشاق التفسير استمتع بهذه المقدمة❗️| فضيلة الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

ونحن الليلة بتوفيق الله وحوله ومدده على موعد مع اللقاء الثاني والثمانين بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير ومع اللقاء الاول من لقاءات تفسيرنا باذن الله جل وعلا لصورة الماء ايه ده - 00:00:00ضَ

وتعالوا بنا في هذا اللقاء لنعرف تعريفا سريعا عاما كعادتنا بصورة المائدة فسورة المائدة هي السورة الخامسة في القرآن الكريم بترتيب المصحف العثماني واياتها مائة وعشرون اية بعد الكوفيين وهي صورة مدنية - 00:00:21ضَ

على اعتبار ان كل ما نزل من القرآن بعد الهجرة فهو مدني. وان نزل بمكة وان ما نزل من القرآن قبل الهجرة فهو مكي وهذا هو المشهور عند سادتنا من اهل العلم وائمة التفسير - 00:00:49ضَ

ومن اهل العلم من يرى ان القرآن المكي هو ما نزل بمكة وان القرآن المدني هو ما نزل بالمدينة ومنهم من يرى في قول ثالث ان القرآن المكي هو ما كان خطابا من الله جل وعلا لاهل مكة - 00:01:12ضَ

وان القرآن المدني هو ما وقع خطابا لاهل المدينة فسورة المائدة صورة مدنية على المشهور وقد نزل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:01:33ضَ

عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع كما هو ثابت في الصحيحين وسورة المائدة من اخر ما نزل من القرآن الكريم وهي من السبع الطوال وقد نزلت بعد سورة الفتح - 00:01:58ضَ

وسميت سورة المائدة بهذا الاسم نسبة الى هذه المعجزة الكبيرة التي ايد الله جل وعلا بها عبده ورسوله عيسى على نبينا عليه الصلاة والسلام حينما طلب منه الحواريون ان ينزل عليهم مائدة من السماء - 00:02:19ضَ

لتكون دليلا على صدق نبوته ورسالته وليأكلوا منها ولتطمئن قلوبهم وليكون نزول هذه المائدة دليلا على صدق عيسى وصدق نبوته. وليكونوا شاهدين لربهم جل وعلا بالوحدانية والقدرة على كل شيء - 00:02:40ضَ

ان رأوا هذه المعجزة باعينهم قال تعالى اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين قالوا نريد ان نأكل منها - 00:03:04ضَ

وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك ارزقنا وانت خير الرازقين - 00:03:26ضَ

قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين ولنا وقفة مفصلة باذن الله جل وعلا مع هذه الاية الكريمة في موضعها - 00:03:48ضَ

من التفسير لهذه الصورة العظيمة من خصائص سورة المائدة انها من اجمع سور القرآن الكريم لفروع الشرائع وقد ذكر فيها من التحليل والتحريم والايجابي والفرائض ما لم يذكر في غيرها من سور القرآن الكريم - 00:04:07ضَ

حتى قال ابو ميسرة عمرو بن شرحبيل انزل الله جل وعلا في هذه السورة ثمانية عشر حكما لم ينزلها في غيرها من الصور قوله تعالى والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم - 00:04:37ضَ

وما ذبح على النصب وانت استقسم بالازلام وقوله تعالى وما علمتم من الجوارح مكلبين. تعلمونهن مما علمكم الله. فكلوا مما امسكنا عليكم اذكروا اسم الله عليه وسنقف التفصيل مع هذه الايات ان شاء الله جل وعلا - 00:05:05ضَ

وقوله تعالى وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وذكر فيها ايضا تمام الطهور في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة - 00:05:29ضَ

فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا - 00:05:58ضَ

تمسح بوجوهكم وايديكم منه وقوله تعالى والسارق السارقة فاقطعوا ايديهما جزاء مما كسبا نكالا من الله الله عزيز حكيم وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم - 00:06:21ضَ

وقوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حامية وقوله تعالى شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان الاية اما التناسب بين سورة المائدة - 00:06:43ضَ

وبين سورة النساء التي سبقتها في الترتيب فتناسب واضح جلي جدا وقد بينا في لقاءات تفسيرنا لسورة النساء ان سورة النساء قد اشتملت على كثير من العقود عقود الانكحة وعقد الحلف - 00:07:10ضَ

وعقد المعاهدة والامان وعقد الوصية والوديعة والوكالة والاجارة وغير ذلك من العقود بل وذكرت فيها عقود ضمنية كثيرة ايضا تدخل في قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها - 00:07:36ضَ

فكان من لطائف التناسب بين السورتين ان تبدأ سورة المائدة بهذا الامر الرباني العظيم الحاسم القاطع. يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود سنقف مع هذا النداء ان شاء الله جل وعلا في اللقاء المقبل. ان قدر البقاء واللقاء - 00:08:09ضَ

اوفوا بالعقود التي مرت وفرغ من ذكرها مما امركم الله عز وجل به في سورة النساء وبما يأمركم به جل وعلا في سورة المائدة انها متممة ومكملة لما قبلها وكل ما ورد - 00:08:38ضَ

من احكام تشريعية وعملية الايمان او العبادات او الحلال والحرام في الصورتين بل في القرآن الكريم كله انما هي احكام من عند اللطيف الحكيم الخبير سبحانه الذي يعلم من خلق - 00:09:03ضَ

فسورة المائدة يا اخواني واخواتي تؤكد تأكيدا واضحا على حفظ العهود والوفاء بالعقود وتنظم سورة المائدة العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين بل وتحدد الضوابط الكلية للحياة حياة الانسان مع نفسه - 00:09:27ضَ

بحياة الانسان مع غيره من الخلق من الاقربين او الابعدين من الاصدقاء او الاعداء بل وبكل ما يحيط بالانسان في هذه الحياة فضلا عن حياته مع ربه وسيده ومولاه التي هي اساس كل حياة - 00:09:58ضَ

ومن ابرز واهم الموضوعات التي تناولتها سورة المائدة ايضا قضية العقيدة قضية العقيدة الصحيحة واولها عقد الايمان بالله جل وعلا وافراد الله سبحانه وتعالى بالالوهية والعبودية هذا والاصل الاول الذي - 00:10:26ضَ

تنبثق منه وتقوم عليه كل العقود والعهود فكل اصول الدين الاخرى وكل فروع الدين الاخرى مكملة ومتممة لهذا الاصل الاول بل ومبنية عليه بل وما شرعت الا من اجله فانا دائما اردد - 00:10:58ضَ

منذ سنوات طويلة واقول الاسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شئون الحياة ولا يقبل الله من قوم شريعتهم الا اذا صحت عقيدتهم من اعظم واشرف واجل ما تقرره سورة المائدة - 00:11:29ضَ

ان الالوهية والعبودية لله جل وعلا وحده بلا منازع ولا شريك ثم اؤصل وتقرر وتؤكد الصورة الكريمة على عقيدة الولاء والبراء وعلى ان الحكم لله جل وعلا وحده وانه لا حكم احسن من حكم الله تبارك وتعالى - 00:12:00ضَ

كما في قوله جل وعلا في السورة الكريمة وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم - 00:12:33ضَ

وان كثيرا من الناس لفاسقون. افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ايات عظيمة سنقف عندها ان شاء ربنا جل وعلا قال الامام الطبري في تعليق سريع على هذه الايات العظيمة - 00:12:53ضَ

اي حكم احسن من حكم الله جل وعلا ان كنتم موقنين ان لكم ربا وكنتم اهل توحيد واقرار به سبحانه وتعالى بالتوحيد والالوهية والعبودية والربوبية له جل جلاله وقال الحافظ ابن كثير رحم الله الجميع - 00:13:14ضَ

ومن اعدله من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه وامن به وايقن وعلم ان الله احكم الحاكمين وانه ارحم بخلقه من الوالدة بولدها انه تعالى والعالم جل وعلا بكل شيء - 00:13:38ضَ

القادر على كل شيء العادل في كل شيء وقد حذر الحق سبحانه في سورة المائدة اشد التحذير من رد حكمه سبحانه جحوده وانكاره والاستكبار عليه وقال في ثلاث ايات تخلع القلوب - 00:14:00ضَ

ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون وسوف نقف مع هذه الايات الكريمة - 00:14:23ضَ

الحق فيها الذي عليه اهل السنة بلا افراط او تفريط كما اكدت سورة المائدة على عقيدة الولاء والبراء وعلى التشديد القاطع على تولي المؤمنين والتحذير البالغ من تولي اهل الكفر - 00:14:43ضَ

وبينت الصورة ان الذين في قلوبهم مرض هم الذين يسارعون في تولية اهل الكفر رغبة فيهم ورضا بدينهم وطمعا فيما عندهم وقام لينصرهم بجنانه ولسانه واركانه وهو منهم ومن يتولهم منكم فانه منهم - 00:15:14ضَ

ان الله لا يهدي القوم الظالمين سنقف مع هذه الاية باذن رب العالمين مع بيان الضوابط هذه المسألة الجليلة ولهذا الاصل الكبير اصل الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الشرك والمشركين - 00:15:51ضَ

بلا افراط او تفريط مع بيان الاستثناءات التي لا تنقض هذا الاصل الخطير كذلك بينت سورة المائدة كثيرا جدا ان الاحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات كاحكام الطهارة الصلاة والتيمم واحكام العقود - 00:16:18ضَ

والذبائح الصيد واحكام نكاح الكتابيات واحكام الطهارة وبينت حد السرقة وحد الحرابة وحرمت الخمر تحريما قاطعا بعدما مهد بعدما مهد لتحريم الخمر في سورة النساء وجاء التحريم القاطع في سورة المائدة كما سنبين ان شاء الله جل وعلا - 00:17:04ضَ

وبينت احكام الميسر وبينت احكام كفارة اليمين بينت احكاما كثيرة من احكام الحلال والحرام ومن اعظم واشرف ما بينته سورة المائدة بوضوح ان الله سبحانه قد ارتضى الاسلام دينا لامة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:40ضَ

ما اكمل لهم الدين واتم عليهم النعمة وانزل الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الاية العظيمة هو في حجة الوداع وهو يقف على عرفة في اخر اليوم العظيم المهيب المبارك بعدما خطب في وسط النهار خطبته العصماء - 00:18:12ضَ

نزل عليه في اخر النهار قوله جل جلاله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا يا للروعة يا للفخار ان يختار الله جل وعلا لهذه الامة الميمونة - 00:18:36ضَ

هذا الدين العظيم الذي ارتضاه لاهل السماوات واهل الارض بل وجعله دين جميع الانبياء والمرسلين الاسلام يا اخواني واخواتي والمنة الكبرى والنعمة العظمى فماذا فقد من هدي للاسلام وماذا وجد من حرم من نعمة الاسلام - 00:18:58ضَ

ابشر الاسلام دين جميع الرسل والانبياء دينه نوح قال تعالى حكاية عنه. وامرت ان اكون من المسلمين والاسلام دين ابراهيم قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من شفي نفسه - 00:19:25ضَ

ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت رب العالمين وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى عليكم الدين. فلا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:19:46ضَ

الاسلام دين موسى قال الله تعالى حكاية عنه يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين والاسلام دين دين عيسى قال الله تعالى حكاية عنه فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله - 00:20:06ضَ

قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بان مسلمون والاسلام دين يوسف قال تعالى حكاية عنه ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة. توفني مسلما والحقني بالصالحين. والاسلام دين - 00:20:27ضَ

قالت ملكة سبأ حين ارسل اليها سليمان كتابه قالت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. الا تعلوا علي واتوني مسلمين. والاسلام دين الجن المؤمن قال تعالى حكاية عن الجن وان منا المسلمون ومنا القاسطون. فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا. واما القاسطون - 00:20:52ضَ

كانوا لجهنم حطبا والاسلام دين لبنة التمام ومسك الختام المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي انزل الله الله عليه هذه الاية العظيمة التي ذكرت اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:21:19ضَ

لذا قال جل وعلا له ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين وقال جل وعلا له ان الدين عند الله الاسلام فاي شرف ان يكون دينك الذي انت عليه - 00:21:39ضَ

هو دين جميع النبيين والمرسلين كما اشتملت سورة المائدة ايضا على هذا الميثاق الكبير الذي امر الله عز وجل به الامة المسلمة الا وهو تحقيق العدل الذي لا يتأثر بحب او بغض - 00:22:00ضَ

ولا يتأثر بقرابة او بعد ولا بمصلحة او هوى سيأتي هذا النداء العظيم يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى - 00:22:21ضَ

واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون اي ملتقى هذا واي سمو ان ينتشل هذا الدين اهله من سفح الجاهلية وظلمني الظلم الى قمة العدل وسنته الواقية وجنته الدائمة الباقية - 00:22:42ضَ

وامور الناس تستقيم في الدنيا بالعدل ولا تستقيموا ابدا بالظلم فاذا اقيم امر الدنيا بالعدل قامت وان لم يكن لصاحبها في الاخرة من خلاق وان لم يقم امر الدنيا بالعدل - 00:23:05ضَ

لم تقم وان كان لصاحبها من الايمان ما يجزى به في الاخرة. فان الله جل وعلا يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة هذا بتصرف يسير - 00:23:22ضَ

من درر شيخ الاسلام ابن تيمية طيب الله ثراه فاي دين هذا الذي يكفل العدل المطلق لا لافراد المنتسبين اليه فحسب بل حتى للاعداء المشنوقين المكروهين ولم تكن هذه العظمة يا اخواني في تحقيق العدل في حياته صلى الله عليه وسلم - 00:23:41ضَ

وفي حياة القرون الخيرية الاولى لم تكن هذه العظمة مثلا حالمة او ثقافة باهتة او باردة او وصايا فارغة بل كانت منهج حياة لم تشهد البشرية مثله من قبل ولا من بعد - 00:24:03ضَ

فليس المهم من يهتف بالعدل والحرية لكن الاهم من يحول هذه القيم حياة للحياة كما بينت سورة المائدة بوضوح تام العقيدة الصافية الصحيحة عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام - 00:24:23ضَ

وفندت كل الاقوال الباطلة وكل العقائد الفاسدة عيسى وامه في سورة المائدة انما هي تتمة لما بينته سورة النساء في شأن عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام كما بينت سورة المائدة ايضا - 00:24:47ضَ

واشتملت على قصة بني اسرائيل مع موسى عليه الصلاة والسلام ونقديم للميثاق الذي اخذه الله جل وعلا عليهم وقتلهم للانبياء بغير حق ونقوصهم على اعقابهم في كل تجربة وتكليف يكلفون به على طول الطريق - 00:25:12ضَ

مع كليم الله على نبينا عليه الصلاة والسلام الذي خاطبهم هذا الخطاب المشرق المذكر لهم بنعمة الله عليهم واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم ان جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا - 00:25:32ضَ

واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. فان يخرجوا منها فانا داخلون. الى قوله تعالى - 00:25:53ضَ

قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها. فاذهب انت وربك فقاتلا. انا ها هنا قاعدون تجربة بني اسرائيل مع نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام تجربة طويلة مريرة - 00:26:14ضَ

طائفنة بالمزالق والعواقب والتقلبات والانحرافات. فبعد ان فرق الله عز وجل وفلق لهم البحر واغرق امام من عيون فرعون وجنده بعدها مروا على قوم يعكفون على اصنام لهو وقالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم اله - 00:26:30ضَ

قال بل انتم قوم تجهلون انكم قوم تجهلون انكم قوم تقولون وتهرفون بما لا تعرفون وبمجرد ان تركه نبي الله موسى لميقات ربه جل وعلا حتى اتخذ له مستعمري عجلا ذهبيا له خوار - 00:26:50ضَ

فعبدوه من دون الله العزيز الغفار الواحد القهار. وقالوا هذا الهكم واله موسى وبعد ان من الله عز وجل عليهم وفجر لهم بضربة من عصا موسى فجر لهم الحجر اثنتا عشرة عينا - 00:27:11ضَ

وقد علموا كل اناس منهم مشربهم وانزل عليهم المن والسلوى الا انهم قالوا لنبي الله موسى لن نصبر على طعام واحد ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها. قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير - 00:27:29ضَ

وفي قصة البقرة التي امرهم نبي الله موسى بذبحها واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قال وتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان نكون من الجاهلين. فتلكأوا في السمع والطاعة وشددوا على انفسهم - 00:27:54ضَ

فشدد الله عليهم كما قال جل وعلا فذبحوها وما كادوا يفعلون وبعد ان عاد نبي الله موسى من ميقات ربي جل وعلا ومعه الالواح وفيها ميثاق وعهد الله جل وعلا - 00:28:11ضَ

الذي اخذه عليهم ابوا ورفضوا وتكبروا ان يعطوا الميثاق وان يعاهدوا ربهم جل وعلا رفع الله الجمل فوقهم كانه ظله حتى ظنوا انه واقع بهم عقوبة لهم على عنادهم كما اشتملت سورة المائدة ايضا على قصة ابني ادم - 00:28:27ضَ

التي تقدمه نموذجا للشر والقتل والعدوان بالباطل ونموذجا خيرا متسامحا وديعا يعرف حرمة الدماء وحقيقة الحياة واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قرب قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر. قال لاقتلنك. قال انما يتقبل الله من المتقين الى اخر هذه القصة التي - 00:28:50ضَ

سنقف معا باذن رب العالمين كما تشتمل الصورة ايضا على قصة المائدة التي نزلها الله من السماء معجزة دالة على قدرته وعظمته وتأييدا لنبيه ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام ودليلا على صدق نبوته ورسالته كما اشرت سابقا. ولنا مع الايات وقفة متأنية باذن الله - 00:29:15ضَ

الى ان تنتهي السورة الكريمة بهذا الختام الذي يملأ القلب بالهيبة والعظمة لذي الملك والجلال والاكرام. فيقول سبحانه وتعالى لله ملك السماوات والارض وما فيهن. وهو على كل كل شيء قدير - 00:29:39ضَ

اكتفي بهذا القدر الليلة التعريف العام الشامل لسورة المائدة لنشرع باذن الله جل وعلا من اللقاء المقبل في تفسير هذه السورة العظيمة. واسأل الله سبحانه ان يمدنا بمدد من عنده. وان يرزقنا في تفسيرها الصواب والسداد والتوفيق - 00:30:01ضَ

وان يستخرج منا ما يرضيه عنا سبحانه وتعالى واشهده جل وعلا اني متبرأ من حولي وطولي وقوتي وفهم ولاجئ اليه سبحانه وتعالى ان يمدني بحوله وطوله ومدده وان يعلمنا وان يفهمنا وان يبصرنا بالحق - 00:30:22ضَ

انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:30:43ضَ