التفريغ
انتقل الى معنى ثالث من معاني الحج وهو ارتباط الحج في جانب من جوانب فضله بما احاط به من شرف الزمان مكان اما المكان فحسبكم انه بلد الله الحرام هذا البلد الذي احبه الله - 00:00:00ضَ
واحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله عليكم الا يحق لمسلم ان يحب بلدا احبه الله الا يحق لمسلم ان يحب بلدا احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:20ضَ
ودلالة ذلك الحديث الصحيح. لما خرج نبينا عليه الصلاة والسلام مهاجرا من مكة الى المدينة وهو خارج وقف على مشارف مكة فالتفت اليها ونظر وهو يقول والله انك لاحب البلاد الى الله - 00:00:37ضَ
ولولا ان قومك اخرجوني منك ما سكنت غيرك. خرج عليه الصلاة والسلام ليس رغبة عن مكة وفيها ولد وفيها نشأ وفيها بعث عليه الصلاة والسلام. لكنها امكانية الدعوة وتبليغ دين الله سبحانه وتعالى - 00:00:57ضَ
فهذا شرف المكان بلد الله الحرام. ولكل مسلم يا احبة ان يحب البلد الذي ولد فيه. وهذا من الفطرة التي لا ينازع فيها انسان. ولكل منا ان يحب البلد التي نشأ فيها. وعاش على ارضها وتربى فوق ثراها. وهذا حق - 00:01:17ضَ
حق لكل انسان لا ينازعه فيه الا جاهل. لكننا مع ذلك نحب مكة ولو لم يكن لاحد منا بها صلة نحب مكة ولو لم تكن مولدا لاحدنا. ولا مكانا لتنشئتنا. نحب مكة ولو لم نقم فيها الا اياما معدودة - 00:01:38ضَ
وها انتم تعيشون وتدركون وسترون بام اعينكم بل ستعيشون بنبض قلوبكم وخفق افئدتكم هذا الشعور ما انت حين ساعة الوداع ويطوف الحجاج بعد اتمام حج بيت الله الحرام. الا وعاصفة من الشوق الحزين تعصف بقلوبهم حزنا على فراق - 00:01:59ضَ
الله الحرام. والله وكأن احدهم مكث بها سنين عددا. وكأن احدهم سيفارق اهله ووطنه واسرته واولاده في حين انه حقيقة راجع الى اسرته. والى موطنه والى ازواجه والى اولاده. لكنه هذا - 00:02:23ضَ
الهوا لبيت الله الحرام. الذي دعا به الخليل عليه السلام لما قال فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم والله عز وجل يقول حكاية عن هذه النعمة واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. تدري ما معنى مثابة - 00:02:43ضَ
يعني يتوبون اليه ولا يغادر احد منهم مكة الا ويتمنى العودة اليها مرة بعد مرة. ابدا والله لا يشبع مسلم من بيت الله الحرام ولا يزال قلبه يمتلئ شوقا وعاطفة يحب هذا البلد لانه بيت الله. يحب هذا البلد وليس له فيه مسكن ولا زوج - 00:03:03ضَ
ولا ولد ولا تجارة ولا مصلحة. يحب هذا البلد وليس من بلدان السياحة ولا الاجواء الممطرة ولا الشلالات ولا الاودية الخضرة ولا الانهار يحب هذا البلد فقط لان به بيت الله الحرام - 00:03:26ضَ
هذا نوع من الفضل الذي احاط بحج بيت الله الحرام. ارتباطه بفضل هذا المكان. والحديث ها هنا يطول لو استطردنا في فضائل مكة وشرفها ولعل لنا فيها مجلسا مستقلا ان شاء الله. هذه مكة وليست وحدها يؤدى على ارضها المناسك - 00:03:42ضَ
بل اننا ننتقل الى عرفة ومزدلفة ومنى وكل تلك مشاعر عظام. كل تلك مواضع عظمها الله فهي من شعائر الله ميرنا معشر المسلمين ان نعظم ما عظم الله وان نحب ما احب الله. ذلك ومن يعظم شعائر الله - 00:04:02ضَ
فانها من تقوى القلوب. هذا بلد احبه المصطفى عليه الصلاة والسلام. وتعلق به قلبه وفؤاده. كيف لا وهو بلد فيه ونشأ عليه وعاش فوق ارضه طفولته وصباه عليه الصلاة والسلام. هذا بلد ادرك فيه شرف النبوة - 00:04:22ضَ
فاشرقت شمس الرسالة في مكة. هذا بلد تنزل فيه الوحي والقرآن لاول مرة في صدر الاسلام. هذا بلد كم مرة تنزل نزل من سمائها جبريل عليه السلام بالوحي. كم تشعر ان بين جنبات هذا البلد وفي هوائه عبق الوحي الذي ترددت - 00:04:42ضَ
بين جبال مكة وفي طرقاتها. هذا بلد عاش فيه ساداتنا الكرام من الصحب الاوائل ابو بكر وعمر وعثمان وعلي عبدالرحمن بن عوف وسعد والزبير وابو عبيدة. هذا بلد يعيش فيه المسلم اصله في الدين. وانتسابه لهذه - 00:05:02ضَ
العريقة هذا بلد مهما تفرقت بنا البلدان ها نحن نجتمع في اصل بلد الاسلام مكة بيت الله الحرام. هذا مهما تنوعت جنسياتنا واختلفت لغاتنا وتباعدت اقطارنا يجمعنا بيت الله الحرام. ليس يجمعنا فقط في الحج لاننا - 00:05:22ضَ
فاتينا الان لا يجمعنا ونحن في شرق الارض وغربها. السنا جميعا نستقبل هذه الكعبة في صلواتنا؟ اما شعرتم اننا تباعد الديار واختلاف البلدان بل وتباعد القارات التي نسكنها تجمعنا هذه القبلة كل يوم خمس مرات شيء - 00:05:42ضَ
عجيب هذا يا اخوة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. والشهر الحرام والهدي والقلائد. هذا البيت الحرام قوام للدين وبقاؤه بقاء للملة. ولن يأذن الله عز وجل للدنيا هذه بالفناء والزوال الا بعد ان يرفع البيت العتيق - 00:06:02ضَ
لا تقوم الساعة حتى تزول الكعبة. لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في الارض من يقول الله الله. ابدا طالما بقيت هذه الكعبة بقيت وطالما بقي الدين بقيت الحياة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ارتبط الحج يا كرام بالقدوم الى بلد الله الحرام. فيشبع - 00:06:23ضَ
قلب المؤمن وفؤاده برؤية البيت العتيق بالطواف باستلام الحجر بالصلاة خلف المقام بالشرب من زمزم بالسعي بين الصفا والمروة بالاستمتاع بهذا البيت العتيق كما اشار النبي عليه الصلاة والسلام - 00:06:43ضَ