الخطب المنبرية | عبدالمحسن القاسم
استقبال رمضان واغتنامه | ٢ رمضان ١٤٣٩ ھ | للشيخ عبدالمحسن القاسم
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد - 00:00:00ضَ
وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما وبعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى. واستمسكوا من الاسلام بالعروة الوثقى ايها المسلمون تذهب الليالي وتذهب الايام وتذهب الايام والليالي سراعا. والعام يطوي - 00:00:20ضَ
في شهوره تباعا والعباد في ذلك الى الله سائرون وعما قريب لاعمالهم ملاقون. ومن لله وكرمه ان اختار لهم من الازمان مواسم للطاعات. واصطفى اياما وليالي وساعات لتعظم فيها الرغبة ويزداد التشمير ويتنافس المتنافسون. وكلما لاح هلال رمضان اعاد - 00:00:49ضَ
الينا نفحات مباركات. فيستقبله المسلمون وله في نفوسهم بهجة. ولقلوب قلوبهم تمتنع به فرحة. فرب ساعة قبول فيه ادركت عبدا فبلغ بها درجات الرضا والسعادة. وقد حل بنا اشرف الشهور وازكاها. موسم عظيم خصه الله بالتشريف والتكريم. فبعث فيه رسول - 00:01:19ضَ
صلى الله عليه وسلم وانزل فيه كتابه وفرض صيامه ساعاته مباركة ولحظاته بالخير معمورة. تتوالى فيه الخيرات وتعم فيه البركات موسم الاحسان والصدقات وزمن المغفرة وتكفير السيئات. نهاره صيام وليله فيه - 00:01:49ضَ
ايام عامر بالصلاة والقرآن تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق فيه ابواب النيران تصفد فيه الشياطين وفيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فهو المحروم. رمضان ميدان فسيح للتسابق في الطاعات ومنحة لتزكية النفوس من الدرن والافات. شهر - 00:02:16ضَ
تضاعف فيه الاعمال وتكفر فيه الخطايا والاوزار قال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم. فيه ود المسلمون ركنا من اركان الاسلام. وهو - 00:02:46ضَ
ومظهر عملي لعظمة هذا الدين وجمعه لكلمة المسلمين. وفيه يتجلى قوله تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون. واغتنام مواسم الخيرات فتح من الله لمن احب من عباده في رمضان يجتمع للمسلمين اصول العبادات واكبرها - 00:03:13ضَ
فالصلاة صلة بين العبد وربه. ولا تفارق المسلم في جميع حياته. وصلاة الرجل في الجماعة فرض وهي تعدل صلاته في بيته وسوقه سبعا وعشرين درجة. وحري بالمسلم ان يستعين بصومه على صلاته. وان يكون له في الليل اكبر الحظ من الصلاة - 00:03:43ضَ
فمن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. ومن قام مع امام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. رواه الترمذي. والزكاة والصدقة طهرة لطهر للمال ونماء وغنى للنفس وزكاء. فاثرها ظاهر على النفس والمال والولد. دافعة - 00:04:12ضَ
للبلاء جالبة للرخاء. ومن جاد على عباد الله جاد الله عليه. قال عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل يا ابن ادم انفق انفق عليك متفق عليه. وكل امرئ في ظل صدقة - 00:04:42ضَ
يوم القيامة فتصدق ولو بالقليل. وطب بها نفسا وواسي بها محروما. ومن فطر لمن كان له مثل اجره وكان من هديه عليه الصلاة والسلام النفقة والجود. يعطي عطاء من لا يخشى - 00:05:02ضَ
يخشى الفقر ان انفق اجزل وان منح اغدق لا يرد سائلا وما سئل شيئا الا اعطاه. وكان عليه الصلاة والسلام اجود ما يكون في رمضان. فله وفيه اجود من الريح المرسلة - 00:05:22ضَ
والصيام اعظم شعيرة في هذا الشهر الفضيل. يتزود المسلمون فيه من التقوى. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ثوابه لا عد ولا حصر. قال الله في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا - 00:05:41ضَ
اجزي به متفق عليه. ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه والصوم يحول بين اهله وبين الشرور والاثام. قال عليه الصلاة والسلام الصوم قوموا جنة. رواه الترمذي - 00:06:11ضَ
ومن الاعمال الصالحة التي تغتنم العمرة. قال صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة متفق عليه. والقرآن كلام الله تعالى وحجته على خلقه. وهو ينبوع الحكمة واية الرسالة لا طريق الى الله سواه. ولا نجاة لنا بغيره. نور البصائر والابصار - 00:06:35ضَ
من قرب منه شرف ومن اخذ به عز. تلاوته اجر وهداية. ومدارسته علم وثبات والعمل به حصن وامان. وتعليمه والدعوة اليه تاج على رؤوس الابرار. وفي في رمضان نزل القرآن فيتأكد الاكثار منه قراءة وتدبرا وتعلما وتعليما وعملا - 00:07:05ضَ
وامتثالا. قال عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وكان جبريل عليه السلام يدارس نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن فيه مرة في كل عام. وفي العام - 00:07:35ضَ
الذي مات فيه عليه الصلاة والسلام دارسه مرتين. والدعاء عبادة وقربة. مغنم بلا وربح ليس فيه شقاء وهو جالب للرخاء وعدو لكل بلاء. ولن يهلك مع دعائي احد به يصل العبد لمناه ويدرك مطلوبه. فكم قرب من بعيد؟ وكم يسر من عسير - 00:07:58ضَ
وكم فرج من كرب واجوب الدعاء ما كان في جوف الليل الاخر. واذا انكسر العبد بين يدي ربه به اجاب الله سؤله. واذا جاعت النفس رق القلب وصفى. والصائم لا ترد دعوته. قال - 00:08:28ضَ
ابن رجب رحمه الله الصائم في ليله ونهاره في عبادة. ويستجاب دعاؤه في صيامه عند فطره فهو في نهاره صائم صابر وفي ليله طاعم شاكر. فالموفق من اكثر باب السماء وجعل لنفسه من هذه الايام والليالي مدخرا - 00:08:48ضَ
وذكر الله عبادة عظيمة ميسورة. ومن ذكر الله ذكره. والعبد ان لم يشتغل لسانه ذكر شغله بفضول الكلام ومعاصيه. والدين المعاملة واولى الخلق باحسانك من قرن الله الله حقهم بحقه. فالوالدان جنتك ونارك. وهم احوهما احق الناس بحسن صحبتك. قال - 00:09:16ضَ
عليه الصلاة والسلام رغم انف ثم رغم انف ثم رغم انفه قيل من يا رسول الله؟ قال من ادرك ابويه عند الكبر احدهما او كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم. والرحم معلقة - 00:09:46ضَ
بالعرش تقول من وصلني وصله الله. ومن قطعني قطعه الله. ومن سره ان يبسط له في في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. متفق عليه. ومن كمال الطاعة حفظها منكم - 00:10:06ضَ
كل ما ينقصها او ينقضها. والصائم اشد ما يكون حرصا على حفظ عبادته وحفظ صيامه من خوارقه ومفسداته. قال عليه الصلاة والسلام اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه احد او قاتله فليقل اني - 00:10:26ضَ
امرؤ صائم متفق عليه. وكان من هدي السلف رحمهم الله اذا صاموا جلسوا في المساجد قالوا نحفظ صيامنا ولا نغتاب احدا. قال الامام احمد رحمه الله ينبغي للصائم ان يتعاهد - 00:10:52ضَ
فصومه من لسانه ولا يماري. وبعد ايها المسلمون فالبر لا يكون على تمامه ولا قوموا على سوقه ومكانه الا بمحبة تحدو بصاحبها الى الاخلاص. وبصدق يبعث على للمتابعة والعمل لا يكون قربة حتى يكون الباعث عليه الايمان لا العادة والهوى - 00:11:12ضَ
طلب السمعة والرياء. وحتى يكون غايته ثواب الله وابتغاء مرضاته. واذا اجتمع والاحتساب في عمل تحقق القبول والغفران. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. بارك الله لي ولكم في - 00:11:42ضَ
القرآن العظيم ونفعني الله واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه. والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيم - 00:12:12ضَ
لشأنه واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما مزيدا. ايها المسلمون ستنقضي الدنيا بافراحها واحزانها وتنتهي الاعمار بطولها وقصرها. ويلقى الجميع ربهم وحينها لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. فاستقبلوا شهركم بتوبة - 00:12:47ضَ
صادقة واعقدوا العزم على اغتنامه وعمارة اوقاته بالطاعة. فما الحياة الا انفاس معدودة واجال محدودة واغتنموا شريف الاوقات والمغبون من ادرك رمضان ولم يغفر له قال عليه الصلاة والسلام رغم انف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل ان يغفر له - 00:13:21ضَ
رواه الترمذي ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه متفق عليه. ومن اعظم ما يصلح القلب ذكر الله وملازمة القرآن العظيم وقيام الليل - 00:13:51ضَ
ومجالسة الصالحين. ثم اعلموا ان الله امركم بالصلاة والسلام على نبيه. فقال في محكم التنزيل ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد. وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون - 00:14:11ضَ
ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وعن سائر الصحابة اجمعين. وعنا معهم بجودك وكرمك يا اكرم الاكرمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. واجعل اللهم هذا البلد امنا مطمئنا - 00:14:39ضَ
ان الرخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا. اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:14:59ضَ
اللهم وفق امامنا لهداك واجعل عمله في رضاك. ووفق جميع ولاة امور المسلمين للعمل بكتابك يا ذا الجلال والاكرام عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم - 00:15:19ضَ
تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على الائه ونعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم اعلموا ما تصنعون - 00:15:39ضَ