فوائد من محاضرة (مقتل الحسين رضي الله عنه والحقائق الغائبة)
استنكار ما يحدث اليوم في العاشر من المحرم | الشيخ عبد الله العنقري
التفريغ
اما ما يقع يوم العاشر من محرم من اظهار الجزع لمقتل الحسين بضرب الاجساد وشق الثياب والجهل بالصراخ والبكاء فكل هذا مضاد لما الله به من الصبر في الاية التي ذكرنا. واعلم ان اول من انكر هذا ونهى عنه هو الحسين نفسه رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:00:00ضَ
فان اخته كما قدمنا. لما اظهرت الجزع عليه قبل قتله قال لها لا يذهبن حلمك الشيطان. وامرها بالصبر ونبهها الى ان سبيله من ماتوا قبله من اهله ابيه وامه واخيه. وبين ان الاسوة له ولهم ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم حرج الحسين - 00:00:19ضَ
على اخته ان تفعل شيئا كهذا عند موته فاذا كان هذا ما امر به الحسين اخته ومصابها به اعظم من مصاب غيرها. فكيف يصنع ذلك في يوم موته رضي الله عنه؟ بدعوى حبه والحزن عليه - 00:00:39ضَ
ولما قتل علي رضي الله عنه شهيدا مظلوما على يد الغادر ابن ملجم. لم يصنع الحسن ولا الحسين ولا احد من خيار ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيئا مما يظهره هؤلاء في يوم العاشر من محرم. مع ان عليا افضل من الحسين رضي الله عنهما جميعا - 00:00:53ضَ
بل لقد مات من هو افضل منهما ومن جميع الناس وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يتخذ المسلمون يوم موته مأتما. مع ان المصاب وبموت رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم من كل مصاب - 00:01:10ضَ
وانما بدأ احداث هذا العويل والبكاء في دولة بني بويه وهم من الفرس. في حدود الاربعمائة فكانت النساء تخرج في الاسواق. حافيات حاسرات عن وجوههن مع لطم الوجوه والصدور فاما خيار ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم فحاشاهم ثم حاشاهم ان يصنعوا مثل هذا - 00:01:24ضَ
وهكذا مما ينبغي ان يستنكر ما يدعى من ان السماء لما قتل الحسين احمرت. وامطرت دما احمر. وان الكواكب ضرب بعضها بعضا. ولم فحجر يومئذ الا وجد تحته دم عبيط. فكل هذا من الاكاذيب. التي يستجلب ناشروها بها سخرية اعداء الاسلام باهله - 00:01:44ضَ
من اليهود والنصارى والملاحدة. فان هذه صارت وامثالها محطة سخرية بالمسلمين. وقد مات اشرف بني ادم صلى الله عليه وسلم على الاطلاق ولم يقع شيء من هذا وكما يستنكر اهل السنة هذه المبالغة في اظهار الحزن. وترك لزوم ما اوجب الله من الصبر فان اهل السنة يستنكرون على النواصب الاراذل - 00:02:04ضَ
الذين لا يستحون يستنكرون عليهم بدعتهم المقابلة. بجعلهم يوم العاشر من محرم يوم عيد. يصنعون فيه انواع الاطعمة ويتطيبون ويلبسون احسن الثياب ويظهرون السرور والفرح. فهذا عند اهل السنة من اقبح البدع وفاعله يستحق عليه النكال البليغ - 00:02:26ضَ
لما اخترعه من البدع المضلة واذا كان الراضي بقتل الحسين. رضي الله عنه له نصيب من هذه الجريمة فكيف بمن يظهر الفرح بذلك ويعلنه على الملأ؟ ويجعل ذلك اليوم عيدا - 00:02:46ضَ
مع انه ليس في الاسلام الا عيدان لا ثالث لهما. فالناصبي حري والله بالعقاب الموجع الذي يردعه ويردع كل سفيه عن صنع السفهاء. فهذا اللون من التعصب على الحسين يقابل به الزائغون من النواصب مظاهر الحزن التي سلف ذكرها من الشيعة - 00:02:58ضَ
واهل السنة يبرؤون الى الله من بدعة الفريقين معا وينكرون على من خالف الحق سواء ممن غلا في الحسين او ممن جفا وهل اضر بهذه الامة الا اهل الافراط والتفريط؟ بمعانداتهم ومناكداتهم التي جانبوا بها الحق المبين وفرقوا بها هذه الامة - 00:03:18ضَ
اوهنوا جماعتها وضللوا فئما كثيرا من رجالها ونسائها. فاللهم ابرم لهذه الامة امرا رشدا تسلك فيه مسلك سلفها الصالح من صحابة نبيهم وال بيته الكرام البررة رضي الله تعالى عنهم اجمعين. وجمعنا الله تعالى بهم في دار كرامته وسلك بنا على هديهم. والله - 00:03:38ضَ
الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:03:58ضَ