الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. ولا اله الا الله اله الاولين اخرين وقيوم السماوات والاراضين الذي لا عز الا في طاعته ولا فوز الا في التذلل - 00:00:00
ضمته ولا غنى الا في الافتقار اليه ولا هدى الا في قربه ولا صلاح للقلب ولا فلاح الا في الاخلاص له وتوحيده الذي اذا اطيع شكر واذا عصي تاب وغفر. واذا دعي اجاب وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة - 00:00:20
عرشه ومداد كلماته وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بركاته ايها الاحبة لا زال حديثنا عن اسم الله الحكيم - 00:00:42
وكنا نتحدث عن وجه الاقتران بين هذا الاسم الكريم وبين غيره من الاسماء الحسنى في كتاب الله جل جلاله واواصل الحديث عن هذه الجزئية ببداية هذا المجلس ثم بعد ذلك اتحدث عن قضايا اخرى باذن الله تبارك وتعالى. فاقول ما وجه الاقتران - 00:01:00
بين هذا الاسم وبين اسم الله الخبير. وذلك في اربعة مواضع في كتاب الله تبارك وتعالى لقوله جل جلاله وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله توجيها - 00:01:22
لذلك الخصه واقربه بمحاصله ان الحكمة هي غاية الارادة وكمالها الارادة اذا تعلقت بالمراد على الوجه الذي يحسن ويجمل فذلك الحكمة والخبرة هي منتهى العلم. فالعلم اوسع واشمل كما ان الارادة اوسع واشمل. فالارادة قد تكون كاملة وقد لا تكون - 00:01:42
كاملة فمنتهى الكمال في الارادة ان تتعلق بما يحسن تعلقها به. والعلم انما يكمل اذا كان معه احاطة او معرفة او اطلاع على خفايا الامور وبواطن الاشياء. فالخبير هو الذي - 00:02:09
بواطن الامور. يعلم الخفايا كما سيأتي الحديث عنه ان شاء الله تعالى مفردا. هذا هو الخبير. فاذا اقترن الحكيم مع الخبير فهذا كمال الارادة مع كمال العلم. ومن ثم يطمئن العبد كل - 00:02:29
اطمئنان الى احكام الله عز وجل الكونية والقدرية والشرعية ويسلم ويذعن سواء ادرك وجه الحكمة على سبيل بالتفصيل او لم يدرك فالله تبارك وتعالى انما تتعلق ارادته بما يحسن ويجمل - 00:02:48
وكل ذلك عن علم تام محيط بخفايا الامور ودقائقها وبواطن الاشياء ليس علمه جل جلاله بالعلم الظاهر فحسب بل يعلم الظواهر والخفايا والبواطن. بخلاف علم المخلوق الضعيف الذي قد يعلم معه او به - 00:03:06
كثيرا من الظواهر ولكنه يعجز عن معرفة ما وراء ذلك وقد تتعلق ايراداته والارادة كمال من الكمالات في الاصل بامور ولكنها قد لا تكون كمالا في حقه تتعلق بامور تكون نقصا بل قد تعود عليه بالضرر والهلاك - 00:03:31
وفي هذه الاية التي ذكرتها وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. ذكر القاهر مع الحكيم الخبير فينضاف الى ذلك وصف ثالث وذلك والله تعالى اعلم ان القاهر يدل على كمال القوة والغلبة. والتي لا يمكن للمخلوق ازاءها دفعا - 00:03:51
ولا صرفا وهذا قد يحمل على لون من التسلط غير محمود بالنسبة للمخلوقين. فيحصل الظلم والمصادرة حقوق الناس والاستحواذ على اموالهم او الاعتداء على اعراضهم او غير ذلك فاذا وجد معه ما ذكر من انه حكيم خبير فان قهره يكون في موضعه. لانه يضع الامور في مواضعها - 00:04:15
ويوقعها في مواقعها وهذا هو الحكيم ويكون ذلك عن معرفة ببواطن وخفايا الامور وهذا هو الخبير فاذا قهر من يستحق القهر فان ذلك عن علم وخبرة وحكمة اما المخلوق فان قهره قد لا يكون بهذه المثابة. فيكون ذلك من قبيل النقص - 00:04:43
فيه فاذا رأى العبد الوانا من قهر الله عز وجل فانه يذكر هذا المعنى. قد يدرك الانسان وجه ذلك في بعض المواضع والمحال ولكنه قد يخفى عليه بعضها. فاذا خفي عليه رجع الى هذا الاصل الكبير - 00:05:04
ان الله حكيم خبير فيطمئن الانسان كل الاطمئنان وهكذا جاء الاقتران بين هذا الاسم الحكيم وبين العلي في قوله تبارك وتعالى في اية الشورى وما كان لبشر ان يكلمه الله - 00:05:22
الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. ثم عقب ذلك بهذين الاسمين انه علي حكيم. وقد ذكر الطاهر بن عاشور رحمه الله وجه الارتباط ووجه التعقيب في هذا الموضع. وكنت ذكرت لكم فيما سبق ان - 00:05:39
مثل هذه الامور حتى يتبينها طالب العلم. يحتاج ان ينظر في كل موضع بحسبه. فتتجلى له وجوه من ارتباط بهذه الاسماء بحسب المناسبة فهنا في مقام الوحي كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب الى اخره. حاصل ما ذكره الطاهر ابن عاشور رحمه الله ان - 00:05:59
جل جلاله اعظم واجل واكبر من ان يكون خطابه وكلامه ووحيه مباشرا الى المخلوقين في هذه الحياة الدنيا. فانهم لم يحصل لهم التهذيب ولم يحصل لهم التكميل الذي تمكنون فيه من رؤيته سبحانه وتعالى مباشرة او من ان يخاطب الواحد منهم مباشرة بلا واسطة الرسل عليهم الصلاة والسلام - 00:06:23
وانما كان ذلك عن طريق الملك وان وجدت حالات خارجة عن هذا الاصل لكنها قليلة. او نادرة كما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام كلمه ربه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج لكن لم تكن هذه هي سنته سبحانه وتعالى مع الادميين في هذه الحياة الدنيا. انما جرى - 00:06:53
سنته ان يبعث اليهم الرسل من الملائكة وهؤلاء الرسل يتصلون برسل من البشر يبلغون سائر الناس. اما الكفار الجهلاء فكانوا يعترضون على هذا ويقولون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية فهذا خارج عن سنته الجارية - 00:07:16
جل جلاله وتقدست اسماؤه هذه خلاصة ما في التحرير والتنوير. واما الاقتران بين الحكيم والتواب فقد جاء في قوله تبارك وتعالى في سورة النور ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم - 00:07:37
فهذه الاية جاءت بعد ذكر حد الزنا ود القذف قذف المحصنات كان من ملاعنة فختم بذلك ختمت هذه الاية بهذين الاسمين. ربنا تبارك وتعالى تواب على من تاب ولو واقع هذه القاذورات. وسيأتي في الكلام على التواب انه الذي يتوب على العبد بان يوفقه للتوبة - 00:07:56
ثم تاب عليهم ليتوبوا فهو تواب بمعنى انه يوفق العبد الى التوبة وهو تواب باعتبار انه يقبل التوبة عن التائبين فهذان معنيان للتواب قد دل عليهما القرآن. فهؤلاء الذين يعافسون ما يعافسون من هذه المدنسات - 00:08:22
ذكر الله عز وجل فضله على عباده بعد ما ذكر هذه الامور وذكر انه تواب حكيم. حيث انه سبحانه وتعالى يضع الشدة والعقوبة والحد في موضعه ويضع الرحمة في موضعها - 00:08:44
وفي هذا ايضا اشارة الى ان توبته سبحانه وتعالى على عباده فيها استصلاح لهم فهو حكيم يوفق بعض العباد للتوبة ويقبل توبة من تاب واذا وقع العبد في المعصية فليس ذلك هو نهاية المطاف - 00:09:00
فيتوب الله عز وجل على من شاء منهم ويرفعه ويبدل السيئات حسنات فحينما شرع هذه الشرائع المتعلقة بتطهير الفرش والاعراض ثم فتح باب التوبة بعد ان شرع العقوبات والحدود دل ذلك على ان الجميع صادر عن حكمة تامة وعن هذا الاسم الكريم انه تواب. يتوب - 00:09:19
من تاب اليه ويوفق عن علم من شاء من عباده الى التوبة والاستقامة والرجوع الى حال افضل بعد مقارفة الفواحش او ما يقارب ذلك او يوصل اليه من القذف ونحو هذا. انظر الى حال كثير من الناس تجد ان وقوع العبد في شيء من مثل هذا النوع من الذنوب والمعاصي يعني - 00:09:48
الالغاء وان هذا الانسان لا يصلح لا لعمل دنيا ولا لعمل اخرة. بينما الله عز وجل يذكر العقوبة ويذكر الحد ويفتح باب التوبة ويدعوهم الى هذا ويذكر فضله عليهم وانه تواب حكيم. يذكر ما يردع ويفتح الباب من الجهة الاخرى لمن اقبل وتاب - 00:10:15
ورجع فالله ارحم منا والطف بعبادة واجلس مع نفسك وانظر كيف تنظر الى من وقع في شيء من هذه المدنسات ولو لم يصل الامر الى الفاحشة انتهى لا يقبل منه صرف ولا عدل - 00:10:35
اليس هذا حال كثير من المنتسبين الى علم او دعوة او نحو ذلك كيف ينظرون الى من وقع في شيء من هذه الامور وانظر الى تشريع الله عز وجل في هذه السورة مع ما فيه مما قد يبدو لبعض الناس انه شدة فيما يتعلق بالحدود كحد الرجم - 00:10:51
لكن كل ذلك عن حكمة. لهذا قال اهل العلم بحكمة رجم الزاني مثلا بعضهم يقول بان هذا الذي فتح له باب نظيف يستطيع ان يقضي فيه وتره وان يستفرغ شهوته ثم عدل - 00:11:11
عنه الى باب مدنس مقذر للفرش تختلط معه الانساب تذهب معه المروءة فاختار هذا على هذا فكان بحاجة الى عقوبة رادعة تتناسب مع جرمه لان عنده ما يستفرغ به شهوته فعدل عنه وذهب الى ما حرمه الله عز وجل عليه - 00:11:27
ومن اهل العلم من يقول وكل هذا لا منافاة بينه. منهم من يقول ان هذا الذي يواقع الفواحش وهو محصن قد هذا المحصن الذي اعتاد على النساء لا يصبر عنهن بحال من الاحوال. ولهذا كان لابد له من عقوبة راجعة توقفه - 00:11:51
عند حد حدود الله عز وجل يقولون من اعتاد النساء فانه لا يصبر عنهن المحصن بخلاف من لم يكن كذلك لم يسبق له نكاح صحيح فلابد من عقوبة زاجرة رادعة توقفه - 00:12:10
وبعضهم يقول هذا الذي وقع من هذا الاستمتاع قد تلذذ كل جزء من جسده. فكانت العقوبة لكل جزء من بدنه بالرمي بالحجارة حتى يموت الشاهد ايا كان فالله عز وجل تواب حكيم. مع تشريع هذه العقوبات - 00:12:26
فهو يفتح باب التوبة وقد وضع هذه العقوبات موضعها. ولهذا قال ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين فهذا اشد وقعا على نفس المحدود كما انه يكون زاجرا لاولي - 00:12:45
اولئك الذين يحضرون ويشهدون هذه العقوبة واذا نظرت الى كل العقوبات بما فيها عقوبة القذف الزنا تجد انها تدور حول امر محدد متحد وهو حفظ الضرورات الخمس من جانب العدم - 00:13:05
يعني الضرورات الخمس التي هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال هذه خمس كل الرسل جاءوا لحفظها تحفظ من جانب وجودها بما يقيم دعائمها ويقوي اركانها فما يتعلق بالاعراض حث الشارع على - 00:13:25
تزوجوا الودود الولود وامر بالعفاف ورخص لمن لا يستطيع التزوج من الحرة ان يتزوج الامة حال الاضطرار ليعف نفسه وقال وانكحوا الايامى الى اخر النصوص الواردة في هذا المعنى التي تكثر العفاف. ومن جانب العدم وضع العقوبات الرادعة لكل ما يخل بهذه الضرورات الخمس. حد - 00:13:41
الردة لمن بدل دينه وحد المسكر لمن تعاطى ما يذهب العقول وحد القطع لمن تعدى على الاموال القذف على من تطاول بلسانه على الاعراض وحد الجلد او الرجم على من وقع بالزنا - 00:14:05
جميعا جاءت للحفظ فالله تواب حكيم. وهكذا اقترن اسمه تبارك وتعالى الحكيم باسمه الحميد في قوله تنزيل من حكيم حميد حكيم يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وهو محمود على حكمته وتنزيله واختياره - 00:14:24
للانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام واختيار الامة التي نزل القرآن بلغتها او تكون حاملة الرسالة وهو محمود على فما له من صفات الكمال ونعوت الجلال جل جلاله وتقدست اسماؤه وكما ان هذا الاسم الحكيم يتعلق كما قلنا يدل على كمال الارادة فهو محمود - 00:14:46
سبحانه وتعالى على ذلك فلا تجد حكما له سواء كان من الاحكام الكونية او الاحكام الشرعية او القدرية قد تعلق بما لا يحسن ويجمل البشر مهما اوتي من خبرة وعلم قدرات تجربة في الحياة حسن نظر في الامور قد يصدر قرارا ينتقده عليه الاخرون - 00:15:11
يتصرف تصرفا يعاب عليه. اما الله سبحانه وتعالى فهو حكيم حميد وهكذا ايضا اقترن اسمه الحكيم بالواسع كما في قوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. وكان الله واسعا - 00:15:34
حكيما. الواسع يتضمن جملة من المعاني منها سعة العطاء والافضال. العطاء في باب الهداية والصلاح وفي باب الاجر والثواب وفي باب الرزق من الاموال او الاولاد كل ذلك داخل في معنى هذا الاسم الكريم واسع العطاء. ولكنه قد يحرم بعض عباده مع سعته سبحانه وتعالى. وذلك - 00:15:51
لحكمة ارادها جل جلاله فان من العباد من لا يصلحه الا الفقر. ولو انه اغناه لافسده واطغاه ومن العباد من لا يصلح له الا الغنى. فلو افقره لافسده. ولهذا فانه حينما يفطم بعض عباده من الدنيا مع انه واسع - 00:16:19
العطاء فليس ذلك عن بخل او انه نسيه غفل عنه وهو من اوليائه واصفيائه ولكن ذلك عن حكمة فهو يعطي ويمنع مع سعته سبحانه وتعالى عن حكمة بالغة الا يتسخط العبد ولا يتذمر ولا ينظر الى الاخرين من اعطاهم الله عز وجل المليارات ويركبون السيارات الفارهات ويسكنون - 00:16:38
الواسعة ويقول انا لا اكاد اجد ما اشبع به جوعة هؤلاء الاولاد الذين يتضاغون جوعا قال الله عز وجل واسع واسع وهو حكيم فاذا منعك فليس ذلك لهوانك عليه وهؤلاء الذين اعطاهم ليس ذلك لمنزلتهم عنده وانما كل ذلك عن حكمة. يبتلي عباده يبتلي هذا - 00:17:05
فقر ويبتلي هذا بالغنى. فاذا ادرك الانسان هذا المعنى رضي تراح ولا يبقى قلبه مشغولا لماذا لا اكاد اجد ما يكفيني واناس بصفقة واحدة يحصلون ما اجمعه ويجمعه ابائي واجدادي وكل قرابتي العمر باكمله. وهذا صفقة واحدة بالهاتف - 00:17:34
او عن طريق الاسهم او نحو ذلك يحصلون ما لا الله عز وجل قسم بين العباد. نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرية ورحمة ربك خير مما يجمعون. ولولا ان يكون الناس امة واحدة يعني على الكفر مثلا بالا يفتن - 00:17:55
اؤمن الان هذا مع اللطف بالمؤمن لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج درج يعني عليها يظهرون ولبيوت ابوابا وسرورا عليها يتكئون وزخرفا يعني الذهب ان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا. هذا كله جزء من جناح البعوضة. كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى منها كافرا. وانظر الى - 00:18:17
كثير من المسلمين حينما يذهبون الى بلاد الكفار كيف يفتنون بما اعطوا من جودة الهواء وكثرة الامطار وجمال الطبيعة والقوة الاقتصادية والعسكرية والتمكين ظاهرا في الارض من عرف هذا المعنى استراح قلبه - 00:18:42
ولم يذهب على هذه الدنيا حسرات. اما ورود هذا الاسم الكريم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما جاء في حديث سعد رضي الله تعالى عنه جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال علمني كلاما اقوله. قال قل لا اله الا الله وحده - 00:19:03
لا شريك له الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم فقال فهؤلاء لربي فما لي؟ قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني. رواه مسلم - 00:19:21
ننتقل بعد ذلك الى الامر الثالث وهو ما يدل عليه هذا الاسم الكريم. كالعادة يدل بالمطابقة وهي دلالة اللفظ على كمال معناه يدل على الذات الالهية التي سميت بهذا الاسم ويدل على صفة الحكمة - 00:19:40
كما انه يدل بالتضمن على احدهما اذا اطلق واريد به احد هذين فانه يكون ذلك من قبيل دلالة التظمن. اما باللزوم فان الحكيم لابد ان يكون حيا ان يكون قادرا قلنا يدل على كمال القدرة ان يكون عليما خبيرا لطيفا ايضا له مشيئة - 00:19:59
كاملة وعزة وعظمة من اجل ان تقوم الحكمة والحكمة تتضمن تدل دلالة التضمن على كمال العدل والرحمة والاحسان والجود والبر وهكذا ارسال الرسل اثبات الثواب والعقاب نحن حينما نريد ان نثبت البعث مثلا من الناحية العقلية ماذا نقول؟ من الاشياء التي تقال يقال في الدنيا ظالم ومظلوم هذا ذهب حقه واكل ماله - 00:20:19
وضرب ظهره وهذا قتل ذهب دمه ولم يستوفي في هذه الحياة الدنيا. فلابد من دار اخرى. يقتص فيها المظلوم من ظالمه. هذه من جملة الادلة التي تذكر. الادلة العقلية على اثبات المعاد والبعث - 00:20:48
على كل حال انتقل الى الامر الرابع وهو انواع الحكمة. الحكمة تكون في خلق الله تبارك وتعالى حيث خلقهم بالحق قلقا مشتملا على الحق لم يخلقهم عبثا ولن يتركهم سدى انما خلقهم لغاية. فجعل هذه الحياة الدنيا طورا - 00:21:07
ومزدرعا يعملون فيه ويكتسبون الاعمال الصالحة والثواب ثم بعد ذلك ينتقلون الى مرحلة اخرى هي برز تخن بين هذه الدار المؤقتة القصيرة وبين الدار النهائية. ليتكامل توافدهم على دار البرزخ - 00:21:29
وتتعاقب الاجيال ثم بعد ذلك تقوم الساعة وينتقلون الى دار الخلود فيجازيهم الله عز وجل على اعمالهم ويحاسبهم عليها. والمقصود ان الله جل جلاله لم يخلقهم عبثا الخلق كله لحكمة ولا يوجد في هذه المخلوقات جميعا - 00:21:50
صغيرها وكبيرها شيء خارج عن الحكمة. لا تستطيع قد تخفى عليك وسيأتي في النماذج لهذه الحكمة في المخلوقات ما يدل على ذلك قد يخفى عليك حكمة خلق النمل مثلا او الذباب او الجراد او نحو هذا ولكن كل ما في هذا الكون - 00:22:11
فهو لحكمة قلق التراب وخلق الغبار خلق المطر خلق السحاب خلق الانسان خلق العناكب خلق الوحوش كل هذه وغيرها اوجدها الله عز وجل لحكمة بالغة لكن قد يخفى علينا هذا قد تدخل مصنعا ويخفى عليك بعض ما يوجد فيه من الاجهزة ولكن من وضعه ولم يضع شيئا انت تعلم - 00:22:32
انه اذا كنت تعلم انه حكيم فانه لم يضع شيئا في هذا المصنع سواء كان صغيرا ام كبيرا الا بمعنى فهذا الانبوب وان خفي عليك امره لكنه لمعنى لو كسر لوقع الخلل. الى غير ذلك من تفاصيل لربما معقدة نشاهدها - 00:22:56
لكن لا ندرك مراميها في صنع الادمي. فكيف بصنع الله جل جلاله؟ حينما ينظر الانسان الى صورة مكشوفة الاعصاب او صورة مكشوفة للاوردة والشرايين والشعيرات الدموية وما الى ذلك. صورة لربما تكون مرعبة. لو بدا الانسان هكذا امام الاخرين - 00:23:16
كل هذه الشعيرات وكل هذه الاعصاب وكل هذه السلامة كل واحد لحكمة بالغة. ولهذا اذا اختل واحد من هذه الجزيئات الصغيرة لربما يشقى الانسان في حياته ثم بعد ذلك يتعرف على هذا الجزء الذي لم يسمع به من قبل ولم يدري انه بداخله ولربما صار له ثقافة واسعة - 00:23:36
في عمل هذا العصب او هذا المفصل او هذا العرق وما هي الاثار الناجمة عن اختلاله و تعثر وظيفته هذا شيء مشاهد اجزاء يسيرة يقوم الانسان ويشعر بالدوار ويتعب ولربما تذهب به افكاره مذاهب شتى في علة ذلك ثم يكتشف انه التهاب في اذنه الوسطى - 00:24:00
اختل كيان الجسم بكامله يقوم ويقع اجزاء لربما لا نعرفها ولم نسمع بها. فالله جل جلاله حكيم في هذا الخلق. كما انه ايضا حكيم في شرعه التشريعات التي شرعها حينما يأمر المرأة بالقرار في البيت. يأمرها الا تخالط الرجال. يأمرها بان تحتجب من الاجانب وان - 00:24:27
وجهها وان تستتر ويأمر ويجعل القوامة للرجل ويشرع التشريعات فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات والجنايات كل هذه الاشياء انما هي حكمة بالغة تنضبط بها حياة الناس وانا اتعجب غاية التعجب حينما استمع الى كثرة ما يتردد في اجتماع من الاجتماعات - 00:24:50
التي تسمع فيها لربما عشر مرات او اكثر في المجلس الواحد ان اللائحة تدل على كذا اللائحة تقول كذا واللائحة يمنع من كذا واللائحة تقول كذا يردد هذا الكلام كثيرا واحتكام وانضباط مع اللوائح. وهذا امر لا اشكال فيه اذا لم يعد على اصله - 00:25:16
الابطال هذا لا بأس به لكن انا اتفكر حينما استمع لمثل هذا يتردد ولربما كان انفق هؤلاء في هذا مجلس بضاعة واكثرهم اثراء من كان ابصر باللوائح الان لو كنا نحتكم الى شرع الله عز وجل وننضبط معه. تقول اللائحة كذا. اللائحة هي القرآن والسنة. اللائحة تقول بان الرجل - 00:25:36
يجوز له ان يحلق لحيته. رار في اللائحة. اللائحة تقول لا يجوز للرجل ولا المرأة لهذا الانسان ان يكذب. لا يجوز له ان يغتاب لا يجوز له ان يغش لا يجوز له ان يسبل ثوبه. اللائحة تنص بالمادة الفلانية على انه لا يجوز للرجال ان يختلطوا بالنساء. نص - 00:26:03
لائحة تقول هذا ولائحة وحي ما هي لائحة تتغير من اجتهادات البشر صادرة عن علم وعن حكمة مبالغ تامة فتفاصيل التشريعات اذا نظرت اليها بجميع الابواب بالعبادات والمعاملات والجنايات في غاية الدقة والاحكام - 00:26:23
كتب عليكم القصاص ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. حياة فتحفض الدماء والنفوس المعصومة ويرتدع الناس عن العدوان بالقتل فما دونه على النفوس اذا عرف انه سيقف في مكان يجازى فيه على عمله هذا سواء بسواء. كسر السن تكسر سنه جرحه يجرح - 00:26:43
فقأ عينه تفقأ عينه قتله يقتل به فيرتدع ويحاسب ويعلم ان فقأه لعين اخيه انما هو فقر لعين هو بعين نفسه فيحصل الناس يرتدعون وكذلك ايضا الاحكام القدرية ما يقدره الله عز وجل ويقضيه على عباده فقد تكون امور مؤلمة. امور لربما يبكي منها الانسان. يتألم يتحسر - 00:27:07
ولكن ذلك صادر عن علم تام وحكمة. وكل الخلق والامر والشرع والقدر صادر عن هذين الاسمين. العليم والحكيم. وفي كثير من الامور التي نشاهدها ايها الاحبة كنا نكره بعض الاشياء. ثم ينكشف الغيب بعد حين - 00:27:37
ده مدة ينكشف عن ماذا؟ ينكشف عن امر يدرك معه العبد. ويتيقن ان ما حصل مما كان يكرهه انه عين الحكمة كم من امرأة حصل لها الجزع وبكت واغلقت على نفسها الباب - 00:27:56
حينما تراجع الخاطب عن خطبتها بعدما رآها ثم تمضي الايام وتكتشف بعد مدة لربما كانت بعد سنين ان هذا كان عين المصلحة بالنسبة اليها لكنها ما كانت ما كانت تعلم كم من انسان سخط وضاق ذرعا حينما غادرت الطائرة ولم يدرك - 00:28:14
ثم يدرك بعد مدة ان هذا كان عين المصلحة بالنسبة اليه ولهذا يقول الله تبارك وتعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وبماذا عقبها؟ بقوله والله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:28:36
فالانسان قد يضيق عطنه عن ادراك بعض هذه الامور. ولكن الله عز وجل حكيم. فاذا عرف العبد مثل هذه الاشياء ينشرح قدره ويتسع فيقبل شرع الله تبارك وتعالى ويسلم ويرضى - 00:28:53
باقداره المؤلمة ويوقن ان كل ما اوجده في هذا الكون ان ذلك يرجع لحكمة بالغة. فلا اعتراظ لا على الاحكام الشرعية ولا على الاحكام الكونية والقدرية. لا اعتراض التسليم الكامل والاذعان. وهذا معنى الاسلام الحقيقي والايمان. اما الذي يعترض - 00:29:08
ذلك نقص في ايمانه وتسليمه يعترظ الانسان حينما يعتقد ان هذا القرار غير صحيح انه في غير محله. قد يكون القرار صحيح لكنه ليس في وقته. فيعترض لكن بالنسبة لله عز وجل لا يمكن ان يقع الخطأ. ولا يمكن ان - 00:29:28
اصدر هذا التشريع في غير اوانه. ولا يمكن ان يتعلق فيمن ليس باهل لذلك. لا يمكن. اذا ليس امامنا ايها الاحبة الا التسليم والحافظ ابن القيم رحمه الله ذكر في النونية هذا الاسم الكريم والتنوع الحكمة قال والحكمة العليا على نوعين ايضا حصلت - 00:29:46
بقواطع البرهان احداهما في خلقه سبحانه نوعان ايضا ليس يفترقان. احكام هذا الخلق اذ ايجاده في غاية الاحكام والاتقان. هذا مما ذكرته وقلت سنفرده ان شاء الله تعالى في مجلس خاص اللي هو الحكم فان من معاني الحكيم الذي احكم صنع الاشياء ولم - 00:30:06
نتحدث عن هذا الجانب لئلا يتشعب بنا الحديث قال وصدوره من اجل غايات له وله عليها حمد كل لساني. الذي نتحدث عنه الاول والثاني اللي هو صدوره من اجل غايات له - 00:30:26
وله عليها حمد كل لسان والحكمة الاخرى فحكمة شرعه ايضا وفيها ذلك الوصفاني. غاياتها اللائي حمدن وكونها في غاية الاتقان والاحسان. يعني معنى اتقان من الاحكام وايضا انها لغايات حميدة - 00:30:41
ومن اهل العلم ان يقول الحكمة ايضا حكمتان اقسمها باعتبار اخر ولا مانع من انقسام الشيء باكثر من اعتبار. يقول حكمة علمية وهي الاطلاع على بواطن الاشياء ومعرفة ارتباط الاسباب - 00:30:58
بالمسببات والوسائل بالغايات والحكمة الثانية وهي الحكمة العملية بوضع الشيء في موضعه وايقاعه في موقعه يقولون هذه حكمة علمية وهذه حكمة عملية. الحكمة العلمية تقتضي الاصابة في الحكم والقول والتدبير - 00:31:12
والحكمة العملية تقتضي وقوع ذلك في مواقعه. التي يحسن ويجمل ان يقع فيها ننتقل الى الامر الخامس وهو موقف المؤمن اذا خفيت عليه الحكمة وارى ان هذه الاشياء بحاجة الى شيء من هذا التفصيل - 00:31:33
لاننا للاسف صرنا في هذه السنوات نواجه كثيرا سؤالات بسبب ما فشى في الناس من اثار سيئة للقنوات الفضائية ولمن يلبس على الناس دينهم فصار كثير من الناس يريد ان يسأل عن كل شيء ويريد ان يعرف كل شيء. فيما يدركه عقله وما لا يدركه عقله. لماذا؟ وبكل بساطة يمكن ان يقول انا غير مقتنع اريد ان - 00:31:53
اقتنع واما قاعدة التسليم والاستسلام لله رب العالمين فكثير من النفوس لم تتربى على هذا اصلا وقل التعظيم للنصوص عند كثير من الناس كما انه ايضا قل اجلال السلف الصالح رظي الله عنهم من الصحابة - 00:32:21
والتابعين فاذا اتيته بكلام لاحد الصحابة او بكلام لاحد التابعين او نحو ذلك فهو لا يعرف هؤلاء اصلا. ومثل هؤلاء لا يقيم لهم وزنا فلربما تطاول عليهم وقدس عقله القاصر الناقص - 00:32:39
فيحتاج عند الكلام على هذا الاسم الكريم الحكيم الى بيان بعض الجوانب بشيء من البسط الذي لا يطول باذن الله تبارك وتعالى على نقول ايها الاحبة بان الفطر والعقول تشهد بان لهذا العالم - 00:32:55
ربا قادرا عليما رحيما كاملا في ذاته وصفاته وان عقولهم قد ركبت على استحسان الحسن واستقباح القبيح وجبلت طباعهم على ايثار النافع ودفع الضار وهذه الشريعة ايضا شهدت لله تبارك وتعالى بانه احكم الحاكمين. وارحم الراحمين وانه المحيط بكل شيء علما - 00:33:12
لعرف هذا هذا القدر اجمالا فقال بعد ذلك ليس من الحكمة حتى في مجاري العادات بين المخلوقين فيما يفعله قادتهم وملوكهم في بيان الحكمة والعلة في كل ما يأتون ويذرون - 00:33:39
في بيته مع زوجته واولاده كل ما يتصرف وكل ما يزاول من اعمال وقرارات وتدابير في البيت وما يمنعهم من اشياء وما يأمرهم به ويحثهم عليه هل يحتاج ان يجرح للصغير والكبير والزوجة والولد؟ يقول انا امرتك بكذا لعلة كذا ونهيتك عن كذا لعلة كذا وحينما سافرت لعلة كذا - 00:33:59
وحينما اتيت وحينما اخترت هذا الحي لعلة كذا وحينما انتقلت من ذلك الحي لعلة كذا ما يحتاج ان يبين مثل هذه الامور وهكذا الملك في رعيته هل يحتاج في كل مزاولاته وفي كل قراراته وفي كل تدابيره وفي كل مرسوم - 00:34:19
ان يشرح للصغير والكبير ويقول اخترنا هذا لاجل كذا ونهينا عن كذا لاجل كذا وحاربنا كذا من اجل كذا ومنعنا كذا من اجل كذا ويذكر لهم التفاصيل والامور التي وقف عليها والمبررات وعذره في ذلك كله من اجل ان يقنعهم ويبين لهم ما - 00:34:39
في عليهم مما قد يتساءلون عنه ويبحثون عن غاياته. بل ذلك ليس من الحكمة. وان لم تدرك عقول بعضهم هذه الاشياء. وليس ذلك كمن تدبير الملك في شيء فان الناس اذا كانوا يثقون بحسن تدبيره ورأيه ونظره فانهم يحسنون الظن بكل ما يصدر عنه - 00:34:59
ويقولون هو ابصر ويطلع على ما لا نطلع عليه ولم نعهد عليه الا حسن التدبير وحسن النظر وحسن الاختيار والبحث عن الاصلح للناس لكن انهم ان وجدوا شيئا يخالف ذلك وعلموه وتيقنوه فذلك خلل في علمه وخلل في حكمته وتدبيره. وهذا لا يمكن ان - 00:35:19
يوجد بالنسبة لله تبارك وتعالى لا يمكن ان يوجد خلل. يقول الناس هذا خلل هذا خطأ. هذا قرار مو بصحيح. لا يمكن. اقول اذا كان هذا بالنسبة لاهل الدنيا ممن له ادارة وتصرف من ملك - 00:35:39
ان ذلك لا يحسن وليس من الحكمة ان يذكر لهم التفاصيل والمبررات والغايات لكل ما يصدر عنه حتى في الامور اليسيرة والامور الدقيقة والقضايا العادية والامور المتكررة في كل يوم. فكيف بالله عز وجل العظيم الاعظم؟ ولهذا طويت عنا الحكمة في - 00:35:53
من الاشياء وليس ذلك بعيب ولا نقص ليس بالضرورة ان الله عز وجل كل ما يأمرنا بشيء يقول امرتكم به لاجل كذا وهذا نهيتكم عنه لاجل كذا وامرتكم به لا ما يمكن هناك - 00:36:11
امتحان للقلوب بالتسليم والاذعان. هناك شيء اسمه الايمان بالغيب. هناك شيء اسمه اليقين بل هناك الايمان بالله تبارك وتعالى ربا ومعاني الرب انه يدبر ويصرف ويأمر وينهى فان من معانيه الملك والتصرف - 00:36:26
ومنه من معانيه التربية انه يربي خلقه ينقلهم من حال الى حال ومن كمال الى كمال فتحصل لهم تربية الاجسام وتحصل لهم تربية العقول وتحصل لهم تربية النفوس والارواح كل هذا يحصل لهم فليس بالضرورة - 00:36:43
ان يبين لهم تفاصيل الحكم في كل جزئية من الجزئيات هذا اذا كان هذا لا يحسن في ملوك الدنيا فكيف بالله عز وجل الذي له الحكمة البالغة والعلم الكامل المحيط - 00:37:02
ومن ثم فان العبد يبقى على قاعدة الثقة والتسليم والاذعان لله تبارك وتعالى. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما - 00:37:14
الاعتراظ ولا تردد ولا شكوك ولا ريب هذا هو الايمان الصحيح. الايمان الذي يجب ان تربى عليه النفوس هذه هي الاستقامة الحقيقية. اما الذي في كل قضية حضرته يبغى يبين له ليه الله امره بكذا وليه نهى عن كذا؟ وليه الطواف سبع بالكعبة - 00:37:31
السعي سبعة اشواط وليه اقف على الصفا وليه اقف على المروة؟ وليه اروح منى واجلس فيها اليوم الثامن واذهب اليوم التاسع لعرفة واليوم النحر ارجع الى منى ولماذا طواف الافاضة يكون بعد رجوعي من عرفة ومزدلفة ولماذا - 00:37:51
ماذا ولماذا؟ الله عز وجل اعلم منك واحكم وابصر فان لمحنا شيئا من الحكم ذكرناه وهو يسير مما خفي وان لم نلمح. ذلك نعلم ان هذا لحكمة بالغة الان المخلوق ايها الاحبة حينما تخفى عليه بعض الامور في قرار مخلوق. ولربما يمضي سنوات وهو يتساءل في نفسه عن هذا وعن علته. ثم يتبين له بعد - 00:38:11
ذلك انه عين الحكمة. يفتح فمه ويحملق بعينيه فيقول اه الان عرفت وباقي الاشياء التي لم تعرفها. لازم كل شيء الان عرفت؟ ليس ذلك بالضرورة، هذا في امور الدنيا ايها الاحبة. بين المخلوقين. تصور لو ان الولد مع والده في كل - 00:38:34
القضية يقف في حلقة لماذا؟ بين لي فهذا خلاف الادب في تجاوز في اساءة يدل على عدم ثقة عدم اطمئنان والله المستعان اذا ايها الاحبة فيما يتصل بخفاء الحكمة على العبد قلنا على العبد ان يدرك ان الله حكيم. وقد دل على ذلك - 00:38:52
الفطرة والعقل والنقل. كما انه لا يحسن وليس من الحكمة ان تذكر التفاصيل والغايات في كل امر او نهي وفي كل حكم من الاحكام. وان ذلك لا يحسن باهل الدنيا. والله عز وجل اعظم واجل. ثم ايضا الله - 00:39:13
تبارك وتعالى يحب ان يظهر لعباده مقتضى هذه الاسماء الحسنى والصفات العلى. كيف يظهر لهم حلمه وصبره وكرمه وجوده ورحمته. ولهذا اقتضت حكمته ان يخلق من يشرك به ومن تقع منه المعصية من يحاجه - 00:39:33
ويحاربه ويحارب اولياءه وهو مع ذلك يسوق اليه الطيبات ويمهله ويدعوه الى التوبة تفيض عليه من احسانه وفضله وعطائه مع كفره واساءته. كما انه تبارك وتعالى يسوق الى اوليائه الوان - 00:39:53
الطيبات مما يتصل بالهدايات والعطايا التي تكمل بها نفوسهم واعمالهم فترتقي منازلهم ومراتبهم في درجات العبودية ويحصل لهم من الاجر والثواب ما يضاعفه الله عز وجل لهم حتى يلقونه فيجدون ذلك اوفر ما يكون. في ظهر بهذا فضله احسانه - 00:40:13
صبره كما في الصحيح شتمني ابن ادم. وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك الحديث ومع ذلك يسوق لهذا الشاتم المكذب ما يلتذ به ويمهله سبحانه وتعالى. ويدعوه الى التوبة والايمان ويرغبه - 00:40:38
بذلك بالوان المراقبات انظروا قوله تبارك وتعالى افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه باسلوب العرظ اللطيف والذين احرقوا اهل الايمان في الاخدود. ان الذين فتنوا يعني احرقوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا. فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق - 00:40:58
ثم لم يتوبوا تنظر الى لطفه سبحانه وتعالى. لو ترك هذا الامر الينا ناس احرقوا اهل الايمان. المثل هؤلاء يمكن ان نقبل منهم صرفا او بل لو كان الامر بيدنا ان هلاكهم بيدنا ماذا نفعل بهم؟ ولا لحظة ونبحث عن اعظم طريقة يمكن ان نهلكهم بها يكون الواحد منهم - 00:41:17
عبرة ليس لمن يعتبر لمن لا يعتبر وانظر كيف ندعو عليهم بالتفصيل احيانا؟ دعاء ربما السامع منا يخاف احيانا منه. وانظر الى حلم الله جل جلاله. والله اغير على دينه منا - 00:41:38
ثم ان الله تبارك وتعالى ايها الاحبة يحب اسماءه وصفاته. فمن محبته لها تبارك وتعالى انه يخلق خلقا تظهر فيهم اثارها. ولمحبته للعفو خلق من يحسن العفو عنه ولمحبته للمغفرة خلق من يغفر له ولمحبته للعدل - 00:41:52
خلق من يظهر فيهم عدله وحكمته بمحبته للجود والاحسان والبر خلق من يعامله بالاساءة والعصيان فلولا ان الله خلق هؤلاء فكيف تظهر معاني هذه الاسماء والصفات في الخلق؟ فكانت له الحكمة البالغة تجد - 00:42:14
هذا يظهر في التشريعات ويظهر في الاقدار المؤلمة. والاقدار السارة المحبوبة. وعلى كل حال الله تبارك وتعالى يقول وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وكما في الاية السابقة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم - 00:42:32
وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. فالمؤمن يلتزم امر الله تبارك وتعالى وان كان شاقا على النفوس ويصبر على قضائه وان كان مؤلما. يقول الحسن البصري رحمه الله لا تكرهوا النقم الواقعة. والبلايا الحادثة فلرب - 00:42:51
بامر تكرهه فيه نجاتك ولرب امر تؤثره فيه عطبك. ولهذا شرع الله تبارك وتعالى لنا الاستخارة. هذا مخرج في المطالب التي يطلبها الانسان حنا انسان يطلب اشياء ولربما بالتحديد والتفصيل. لكن قد يكون هذا الامر ليس في مصلحته. يندفع الانسان تجاه بعظ الامور ويتحمس - 00:43:11
لها ولكن هي عين الضرر عليه. فاذا كان العبد تعلقت نفسه بشيء من هذه الامور وارادته فانه يستخير قبل ان يقدم فيقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان - 00:43:34
انت تعلم الى اخر الدعاء المعروف فاذا قال هذا يكون قد فوض لله تبارك وتعالى. فما عليه الا ان يرضى بعد ذلك. كثير من الناس يسخط ويغضب اذا ما وقع مقتضى - 00:43:55
استخارة تقول له الم تستخر؟ هذه الاستخارة ظهرت الان هذا شخص تقدم لفتاة ووافقوا ودفع المهر ثم بعد ذلك اتصلوا عليه وقالوا نحن نأسف ونعتذر تراجعنا عن قرارنا السابق فيتضايق ويغتم ويحزن نقول له بكل بساطة هذه استخارتك استخرت نعم اذا هذه الاستخارة ظهرت الان لماذا - 00:44:09
تسخط لماذا تتضايق؟ لكننا نغفل عن مثل هذه المعاني. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله احذر كل الحذر ان تسأله تعالى شيئا معينا خيرته وعاقبته مغيبة عنك وان لم تجد من سؤاله بدا فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة - 00:44:34
استخر فقدم بين يدي هذا السؤال الاستخارة ولا تكون هذه الاستخارة مجرد استخارة باللسان كما يقال تحلة قسم استخرنا لا وانما يقف الانسان عندها ويقصدها ويرضى بالنتائج فتكون استخارة من لا علم له بمصالحه. ولا قدرة له عليها ولا اهتداء له الى تفاصيلها. ولا يملك لنفسه - 00:44:53
طعن ولا ضرا استخارة انسان مفتقر الى ربه جل جلاله. فاذا اعطاه تبارك وتعالى شيئا من غير سؤال هذا اذا اراد ان يسأل فاذا اعطاه من غير سؤال سأل ربه ان يجعله عونا على طاعته. والا يكون ذلك استدراجا وان يكون بلاغا يسأل ربه ان يكون بلاغا الى مرضاته - 00:45:17
لا يكون قاطعا عن الله عز وجل. احيانا بعض الشباب الصغار يصلي وقريب من المسجد وقريب من الخير وقريب. تشترى له سيارة. تطول خطاه وصل بها الى ما كان يعجز عن التوصل اليه. فيتغير ويبتعد عن المسجد ويغيب. وتتحول احواله الى شيء اخر. هذا يحصل. قد - 00:45:39
تزوج الانسان امرأة ثم تكون حاله بعد الزواج اسوأ من حاله قبله. والمرأة كذلك العكس تتزوج رجلا كانت تدعو ربها ان يرزقها رجلا نحو ذلك زوجا ثم بعد ذلك ترزق بزوج ويكون ذلك نقصا في دينها. فالانسان لا يدري لربما يحصل له مال تجد هذا الانسان طالب - 00:45:59
علم ومقبل على العلم واشتغال بالعلم وحفظ المتون وحافظ ويستشرح ولا يفقد من مجالس العلم. يحصل له ملايين من صفقة او من ميراث او غير ذلك تغير تماما تغير في لباسه وتغير في تصرفاته وتغير في نظره للامور وقياسه لها - 00:46:19
تغير تفكيره وصار ينشغل بالدنيا وحطامها الفاني وهي التي الميزان الذي عنده يزن به الناس وهو الذي على تفكيره ودائما بدل ما كان التفكير في العلم وقضايا العلم صار التفكير الان بالارض الفلانية والعقار الفلاني والبلوك - 00:46:39
فلاني والمساهمة الفلانية والحراج الفلاني مشغول دائما يصبح يمسي على هذه القضايا ليه؟ لانه صار عنده كم مليون لم تكن بلاغا الى مرضاة الله تبارك وتعالى يحتاج العبد الى ان يدرك هذه المعاني فان ليس كل من اعطاه الله عز وجل يكون ذلك عن رضا ومحبة واكرام لا قد يكون استدراج - 00:46:59
لهوان العبد عليه فيشتغل بذلك عنه ويلهو به حتى يوافي ربه مفلسا. والاخرة دار لا تصلح تاليس وهكذا اذا اجاب الله دعاءه ليس ذلك بكرامة عليه. كما يذكر هذا الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى. قد يجيب دعاءه ويعطيه. يعطيه اولاد سأل الاولاد - 00:47:25
اعطاه اولاد صاروا هؤلاء الاولاد وبالا عليه. قد يسأل مالا فيعطى المال. فيكون هذا المال شغلا له عن طاعة مولاه فحينما يعترض الانسان او يتحسر او في نفسه يوجد شيء من الاعتراض دعوته ثم دعوته ثم دعوته فلم يستجب لي اعطى فلان واعطى فلان - 00:47:46
المستجاب لفلان وانا ادعو دائما الله يرزقني الولد او ان يرزقني المال وما يدريك؟ الله ارحم بك من نفسك والطف بك من نفسك ولم ينسك وعليم حكيم منعك من هذا لان الخير لك في المنع. خير لك فثق بالله تبارك وتعالى. فالذي يعطيه ليس ذلك بمحبته له. والذي يمنعه ليس - 00:48:05
لانه يكرهه ويشنأ لكن للاسف كثير من الناس يسيء الظن بربه تبارك وتعالى والانسان كما قال الله عز وجل بل الانسان على نفسه بصيرا فهو يعلم ما يجول في خاطره - 00:48:27
وهناك بعض التفاصيل التي ترجع الى ما ذكرته من الجمل السابقة. ذكرت امور مجملة هناك تفاصيل يعني كأمثلة تدل على حكمة الله عز وجل. لماذا مثلا؟ خلق الله عز وجل الشيطان. لماذا وجد الاشراك - 00:48:43
لماذا وجدت المعاصي لماذا وجد كذا؟ مما قد يتساءل عنه الانسان اذكرها في مجلس اخر ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:49:00
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. ولا اله الا الله اله الاولين اخرين وقيوم السماوات والاراضين الذي لا عز الا في طاعته ولا فوز الا في التذلل - 00:00:00
ضمته ولا غنى الا في الافتقار اليه ولا هدى الا في قربه ولا صلاح للقلب ولا فلاح الا في الاخلاص له وتوحيده الذي اذا اطيع شكر واذا عصي تاب وغفر. واذا دعي اجاب وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة - 00:00:20
عرشه ومداد كلماته وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بركاته ايها الاحبة لا زال حديثنا عن اسم الله الحكيم - 00:00:42
وكنا نتحدث عن وجه الاقتران بين هذا الاسم الكريم وبين غيره من الاسماء الحسنى في كتاب الله جل جلاله واواصل الحديث عن هذه الجزئية ببداية هذا المجلس ثم بعد ذلك اتحدث عن قضايا اخرى باذن الله تبارك وتعالى. فاقول ما وجه الاقتران - 00:01:00
بين هذا الاسم وبين اسم الله الخبير. وذلك في اربعة مواضع في كتاب الله تبارك وتعالى لقوله جل جلاله وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله توجيها - 00:01:22
لذلك الخصه واقربه بمحاصله ان الحكمة هي غاية الارادة وكمالها الارادة اذا تعلقت بالمراد على الوجه الذي يحسن ويجمل فذلك الحكمة والخبرة هي منتهى العلم. فالعلم اوسع واشمل كما ان الارادة اوسع واشمل. فالارادة قد تكون كاملة وقد لا تكون - 00:01:42
كاملة فمنتهى الكمال في الارادة ان تتعلق بما يحسن تعلقها به. والعلم انما يكمل اذا كان معه احاطة او معرفة او اطلاع على خفايا الامور وبواطن الاشياء. فالخبير هو الذي - 00:02:09
بواطن الامور. يعلم الخفايا كما سيأتي الحديث عنه ان شاء الله تعالى مفردا. هذا هو الخبير. فاذا اقترن الحكيم مع الخبير فهذا كمال الارادة مع كمال العلم. ومن ثم يطمئن العبد كل - 00:02:29
اطمئنان الى احكام الله عز وجل الكونية والقدرية والشرعية ويسلم ويذعن سواء ادرك وجه الحكمة على سبيل بالتفصيل او لم يدرك فالله تبارك وتعالى انما تتعلق ارادته بما يحسن ويجمل - 00:02:48
وكل ذلك عن علم تام محيط بخفايا الامور ودقائقها وبواطن الاشياء ليس علمه جل جلاله بالعلم الظاهر فحسب بل يعلم الظواهر والخفايا والبواطن. بخلاف علم المخلوق الضعيف الذي قد يعلم معه او به - 00:03:06
كثيرا من الظواهر ولكنه يعجز عن معرفة ما وراء ذلك وقد تتعلق ايراداته والارادة كمال من الكمالات في الاصل بامور ولكنها قد لا تكون كمالا في حقه تتعلق بامور تكون نقصا بل قد تعود عليه بالضرر والهلاك - 00:03:31
وفي هذه الاية التي ذكرتها وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. ذكر القاهر مع الحكيم الخبير فينضاف الى ذلك وصف ثالث وذلك والله تعالى اعلم ان القاهر يدل على كمال القوة والغلبة. والتي لا يمكن للمخلوق ازاءها دفعا - 00:03:51
ولا صرفا وهذا قد يحمل على لون من التسلط غير محمود بالنسبة للمخلوقين. فيحصل الظلم والمصادرة حقوق الناس والاستحواذ على اموالهم او الاعتداء على اعراضهم او غير ذلك فاذا وجد معه ما ذكر من انه حكيم خبير فان قهره يكون في موضعه. لانه يضع الامور في مواضعها - 00:04:15
ويوقعها في مواقعها وهذا هو الحكيم ويكون ذلك عن معرفة ببواطن وخفايا الامور وهذا هو الخبير فاذا قهر من يستحق القهر فان ذلك عن علم وخبرة وحكمة اما المخلوق فان قهره قد لا يكون بهذه المثابة. فيكون ذلك من قبيل النقص - 00:04:43
فيه فاذا رأى العبد الوانا من قهر الله عز وجل فانه يذكر هذا المعنى. قد يدرك الانسان وجه ذلك في بعض المواضع والمحال ولكنه قد يخفى عليه بعضها. فاذا خفي عليه رجع الى هذا الاصل الكبير - 00:05:04
ان الله حكيم خبير فيطمئن الانسان كل الاطمئنان وهكذا جاء الاقتران بين هذا الاسم الحكيم وبين العلي في قوله تبارك وتعالى في اية الشورى وما كان لبشر ان يكلمه الله - 00:05:22
الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. ثم عقب ذلك بهذين الاسمين انه علي حكيم. وقد ذكر الطاهر بن عاشور رحمه الله وجه الارتباط ووجه التعقيب في هذا الموضع. وكنت ذكرت لكم فيما سبق ان - 00:05:39
مثل هذه الامور حتى يتبينها طالب العلم. يحتاج ان ينظر في كل موضع بحسبه. فتتجلى له وجوه من ارتباط بهذه الاسماء بحسب المناسبة فهنا في مقام الوحي كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب الى اخره. حاصل ما ذكره الطاهر ابن عاشور رحمه الله ان - 00:05:59
جل جلاله اعظم واجل واكبر من ان يكون خطابه وكلامه ووحيه مباشرا الى المخلوقين في هذه الحياة الدنيا. فانهم لم يحصل لهم التهذيب ولم يحصل لهم التكميل الذي تمكنون فيه من رؤيته سبحانه وتعالى مباشرة او من ان يخاطب الواحد منهم مباشرة بلا واسطة الرسل عليهم الصلاة والسلام - 00:06:23
وانما كان ذلك عن طريق الملك وان وجدت حالات خارجة عن هذا الاصل لكنها قليلة. او نادرة كما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام كلمه ربه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج لكن لم تكن هذه هي سنته سبحانه وتعالى مع الادميين في هذه الحياة الدنيا. انما جرى - 00:06:53
سنته ان يبعث اليهم الرسل من الملائكة وهؤلاء الرسل يتصلون برسل من البشر يبلغون سائر الناس. اما الكفار الجهلاء فكانوا يعترضون على هذا ويقولون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية فهذا خارج عن سنته الجارية - 00:07:16
جل جلاله وتقدست اسماؤه هذه خلاصة ما في التحرير والتنوير. واما الاقتران بين الحكيم والتواب فقد جاء في قوله تبارك وتعالى في سورة النور ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم - 00:07:37
فهذه الاية جاءت بعد ذكر حد الزنا ود القذف قذف المحصنات كان من ملاعنة فختم بذلك ختمت هذه الاية بهذين الاسمين. ربنا تبارك وتعالى تواب على من تاب ولو واقع هذه القاذورات. وسيأتي في الكلام على التواب انه الذي يتوب على العبد بان يوفقه للتوبة - 00:07:56
ثم تاب عليهم ليتوبوا فهو تواب بمعنى انه يوفق العبد الى التوبة وهو تواب باعتبار انه يقبل التوبة عن التائبين فهذان معنيان للتواب قد دل عليهما القرآن. فهؤلاء الذين يعافسون ما يعافسون من هذه المدنسات - 00:08:22
ذكر الله عز وجل فضله على عباده بعد ما ذكر هذه الامور وذكر انه تواب حكيم. حيث انه سبحانه وتعالى يضع الشدة والعقوبة والحد في موضعه ويضع الرحمة في موضعها - 00:08:44
وفي هذا ايضا اشارة الى ان توبته سبحانه وتعالى على عباده فيها استصلاح لهم فهو حكيم يوفق بعض العباد للتوبة ويقبل توبة من تاب واذا وقع العبد في المعصية فليس ذلك هو نهاية المطاف - 00:09:00
فيتوب الله عز وجل على من شاء منهم ويرفعه ويبدل السيئات حسنات فحينما شرع هذه الشرائع المتعلقة بتطهير الفرش والاعراض ثم فتح باب التوبة بعد ان شرع العقوبات والحدود دل ذلك على ان الجميع صادر عن حكمة تامة وعن هذا الاسم الكريم انه تواب. يتوب - 00:09:19
من تاب اليه ويوفق عن علم من شاء من عباده الى التوبة والاستقامة والرجوع الى حال افضل بعد مقارفة الفواحش او ما يقارب ذلك او يوصل اليه من القذف ونحو هذا. انظر الى حال كثير من الناس تجد ان وقوع العبد في شيء من مثل هذا النوع من الذنوب والمعاصي يعني - 00:09:48
الالغاء وان هذا الانسان لا يصلح لا لعمل دنيا ولا لعمل اخرة. بينما الله عز وجل يذكر العقوبة ويذكر الحد ويفتح باب التوبة ويدعوهم الى هذا ويذكر فضله عليهم وانه تواب حكيم. يذكر ما يردع ويفتح الباب من الجهة الاخرى لمن اقبل وتاب - 00:10:15
ورجع فالله ارحم منا والطف بعبادة واجلس مع نفسك وانظر كيف تنظر الى من وقع في شيء من هذه المدنسات ولو لم يصل الامر الى الفاحشة انتهى لا يقبل منه صرف ولا عدل - 00:10:35
اليس هذا حال كثير من المنتسبين الى علم او دعوة او نحو ذلك كيف ينظرون الى من وقع في شيء من هذه الامور وانظر الى تشريع الله عز وجل في هذه السورة مع ما فيه مما قد يبدو لبعض الناس انه شدة فيما يتعلق بالحدود كحد الرجم - 00:10:51
لكن كل ذلك عن حكمة. لهذا قال اهل العلم بحكمة رجم الزاني مثلا بعضهم يقول بان هذا الذي فتح له باب نظيف يستطيع ان يقضي فيه وتره وان يستفرغ شهوته ثم عدل - 00:11:11
عنه الى باب مدنس مقذر للفرش تختلط معه الانساب تذهب معه المروءة فاختار هذا على هذا فكان بحاجة الى عقوبة رادعة تتناسب مع جرمه لان عنده ما يستفرغ به شهوته فعدل عنه وذهب الى ما حرمه الله عز وجل عليه - 00:11:27
ومن اهل العلم من يقول وكل هذا لا منافاة بينه. منهم من يقول ان هذا الذي يواقع الفواحش وهو محصن قد هذا المحصن الذي اعتاد على النساء لا يصبر عنهن بحال من الاحوال. ولهذا كان لابد له من عقوبة راجعة توقفه - 00:11:51
عند حد حدود الله عز وجل يقولون من اعتاد النساء فانه لا يصبر عنهن المحصن بخلاف من لم يكن كذلك لم يسبق له نكاح صحيح فلابد من عقوبة زاجرة رادعة توقفه - 00:12:10
وبعضهم يقول هذا الذي وقع من هذا الاستمتاع قد تلذذ كل جزء من جسده. فكانت العقوبة لكل جزء من بدنه بالرمي بالحجارة حتى يموت الشاهد ايا كان فالله عز وجل تواب حكيم. مع تشريع هذه العقوبات - 00:12:26
فهو يفتح باب التوبة وقد وضع هذه العقوبات موضعها. ولهذا قال ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين فهذا اشد وقعا على نفس المحدود كما انه يكون زاجرا لاولي - 00:12:45
اولئك الذين يحضرون ويشهدون هذه العقوبة واذا نظرت الى كل العقوبات بما فيها عقوبة القذف الزنا تجد انها تدور حول امر محدد متحد وهو حفظ الضرورات الخمس من جانب العدم - 00:13:05
يعني الضرورات الخمس التي هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال هذه خمس كل الرسل جاءوا لحفظها تحفظ من جانب وجودها بما يقيم دعائمها ويقوي اركانها فما يتعلق بالاعراض حث الشارع على - 00:13:25
تزوجوا الودود الولود وامر بالعفاف ورخص لمن لا يستطيع التزوج من الحرة ان يتزوج الامة حال الاضطرار ليعف نفسه وقال وانكحوا الايامى الى اخر النصوص الواردة في هذا المعنى التي تكثر العفاف. ومن جانب العدم وضع العقوبات الرادعة لكل ما يخل بهذه الضرورات الخمس. حد - 00:13:41
الردة لمن بدل دينه وحد المسكر لمن تعاطى ما يذهب العقول وحد القطع لمن تعدى على الاموال القذف على من تطاول بلسانه على الاعراض وحد الجلد او الرجم على من وقع بالزنا - 00:14:05
جميعا جاءت للحفظ فالله تواب حكيم. وهكذا اقترن اسمه تبارك وتعالى الحكيم باسمه الحميد في قوله تنزيل من حكيم حميد حكيم يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وهو محمود على حكمته وتنزيله واختياره - 00:14:24
للانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام واختيار الامة التي نزل القرآن بلغتها او تكون حاملة الرسالة وهو محمود على فما له من صفات الكمال ونعوت الجلال جل جلاله وتقدست اسماؤه وكما ان هذا الاسم الحكيم يتعلق كما قلنا يدل على كمال الارادة فهو محمود - 00:14:46
سبحانه وتعالى على ذلك فلا تجد حكما له سواء كان من الاحكام الكونية او الاحكام الشرعية او القدرية قد تعلق بما لا يحسن ويجمل البشر مهما اوتي من خبرة وعلم قدرات تجربة في الحياة حسن نظر في الامور قد يصدر قرارا ينتقده عليه الاخرون - 00:15:11
يتصرف تصرفا يعاب عليه. اما الله سبحانه وتعالى فهو حكيم حميد وهكذا ايضا اقترن اسمه الحكيم بالواسع كما في قوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. وكان الله واسعا - 00:15:34
حكيما. الواسع يتضمن جملة من المعاني منها سعة العطاء والافضال. العطاء في باب الهداية والصلاح وفي باب الاجر والثواب وفي باب الرزق من الاموال او الاولاد كل ذلك داخل في معنى هذا الاسم الكريم واسع العطاء. ولكنه قد يحرم بعض عباده مع سعته سبحانه وتعالى. وذلك - 00:15:51
لحكمة ارادها جل جلاله فان من العباد من لا يصلحه الا الفقر. ولو انه اغناه لافسده واطغاه ومن العباد من لا يصلح له الا الغنى. فلو افقره لافسده. ولهذا فانه حينما يفطم بعض عباده من الدنيا مع انه واسع - 00:16:19
العطاء فليس ذلك عن بخل او انه نسيه غفل عنه وهو من اوليائه واصفيائه ولكن ذلك عن حكمة فهو يعطي ويمنع مع سعته سبحانه وتعالى عن حكمة بالغة الا يتسخط العبد ولا يتذمر ولا ينظر الى الاخرين من اعطاهم الله عز وجل المليارات ويركبون السيارات الفارهات ويسكنون - 00:16:38
الواسعة ويقول انا لا اكاد اجد ما اشبع به جوعة هؤلاء الاولاد الذين يتضاغون جوعا قال الله عز وجل واسع واسع وهو حكيم فاذا منعك فليس ذلك لهوانك عليه وهؤلاء الذين اعطاهم ليس ذلك لمنزلتهم عنده وانما كل ذلك عن حكمة. يبتلي عباده يبتلي هذا - 00:17:05
فقر ويبتلي هذا بالغنى. فاذا ادرك الانسان هذا المعنى رضي تراح ولا يبقى قلبه مشغولا لماذا لا اكاد اجد ما يكفيني واناس بصفقة واحدة يحصلون ما اجمعه ويجمعه ابائي واجدادي وكل قرابتي العمر باكمله. وهذا صفقة واحدة بالهاتف - 00:17:34
او عن طريق الاسهم او نحو ذلك يحصلون ما لا الله عز وجل قسم بين العباد. نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرية ورحمة ربك خير مما يجمعون. ولولا ان يكون الناس امة واحدة يعني على الكفر مثلا بالا يفتن - 00:17:55
اؤمن الان هذا مع اللطف بالمؤمن لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج درج يعني عليها يظهرون ولبيوت ابوابا وسرورا عليها يتكئون وزخرفا يعني الذهب ان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا. هذا كله جزء من جناح البعوضة. كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى منها كافرا. وانظر الى - 00:18:17
كثير من المسلمين حينما يذهبون الى بلاد الكفار كيف يفتنون بما اعطوا من جودة الهواء وكثرة الامطار وجمال الطبيعة والقوة الاقتصادية والعسكرية والتمكين ظاهرا في الارض من عرف هذا المعنى استراح قلبه - 00:18:42
ولم يذهب على هذه الدنيا حسرات. اما ورود هذا الاسم الكريم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما جاء في حديث سعد رضي الله تعالى عنه جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال علمني كلاما اقوله. قال قل لا اله الا الله وحده - 00:19:03
لا شريك له الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم فقال فهؤلاء لربي فما لي؟ قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني. رواه مسلم - 00:19:21
ننتقل بعد ذلك الى الامر الثالث وهو ما يدل عليه هذا الاسم الكريم. كالعادة يدل بالمطابقة وهي دلالة اللفظ على كمال معناه يدل على الذات الالهية التي سميت بهذا الاسم ويدل على صفة الحكمة - 00:19:40
كما انه يدل بالتضمن على احدهما اذا اطلق واريد به احد هذين فانه يكون ذلك من قبيل دلالة التظمن. اما باللزوم فان الحكيم لابد ان يكون حيا ان يكون قادرا قلنا يدل على كمال القدرة ان يكون عليما خبيرا لطيفا ايضا له مشيئة - 00:19:59
كاملة وعزة وعظمة من اجل ان تقوم الحكمة والحكمة تتضمن تدل دلالة التضمن على كمال العدل والرحمة والاحسان والجود والبر وهكذا ارسال الرسل اثبات الثواب والعقاب نحن حينما نريد ان نثبت البعث مثلا من الناحية العقلية ماذا نقول؟ من الاشياء التي تقال يقال في الدنيا ظالم ومظلوم هذا ذهب حقه واكل ماله - 00:20:19
وضرب ظهره وهذا قتل ذهب دمه ولم يستوفي في هذه الحياة الدنيا. فلابد من دار اخرى. يقتص فيها المظلوم من ظالمه. هذه من جملة الادلة التي تذكر. الادلة العقلية على اثبات المعاد والبعث - 00:20:48
على كل حال انتقل الى الامر الرابع وهو انواع الحكمة. الحكمة تكون في خلق الله تبارك وتعالى حيث خلقهم بالحق قلقا مشتملا على الحق لم يخلقهم عبثا ولن يتركهم سدى انما خلقهم لغاية. فجعل هذه الحياة الدنيا طورا - 00:21:07
ومزدرعا يعملون فيه ويكتسبون الاعمال الصالحة والثواب ثم بعد ذلك ينتقلون الى مرحلة اخرى هي برز تخن بين هذه الدار المؤقتة القصيرة وبين الدار النهائية. ليتكامل توافدهم على دار البرزخ - 00:21:29
وتتعاقب الاجيال ثم بعد ذلك تقوم الساعة وينتقلون الى دار الخلود فيجازيهم الله عز وجل على اعمالهم ويحاسبهم عليها. والمقصود ان الله جل جلاله لم يخلقهم عبثا الخلق كله لحكمة ولا يوجد في هذه المخلوقات جميعا - 00:21:50
صغيرها وكبيرها شيء خارج عن الحكمة. لا تستطيع قد تخفى عليك وسيأتي في النماذج لهذه الحكمة في المخلوقات ما يدل على ذلك قد يخفى عليك حكمة خلق النمل مثلا او الذباب او الجراد او نحو هذا ولكن كل ما في هذا الكون - 00:22:11
فهو لحكمة قلق التراب وخلق الغبار خلق المطر خلق السحاب خلق الانسان خلق العناكب خلق الوحوش كل هذه وغيرها اوجدها الله عز وجل لحكمة بالغة لكن قد يخفى علينا هذا قد تدخل مصنعا ويخفى عليك بعض ما يوجد فيه من الاجهزة ولكن من وضعه ولم يضع شيئا انت تعلم - 00:22:32
انه اذا كنت تعلم انه حكيم فانه لم يضع شيئا في هذا المصنع سواء كان صغيرا ام كبيرا الا بمعنى فهذا الانبوب وان خفي عليك امره لكنه لمعنى لو كسر لوقع الخلل. الى غير ذلك من تفاصيل لربما معقدة نشاهدها - 00:22:56
لكن لا ندرك مراميها في صنع الادمي. فكيف بصنع الله جل جلاله؟ حينما ينظر الانسان الى صورة مكشوفة الاعصاب او صورة مكشوفة للاوردة والشرايين والشعيرات الدموية وما الى ذلك. صورة لربما تكون مرعبة. لو بدا الانسان هكذا امام الاخرين - 00:23:16
كل هذه الشعيرات وكل هذه الاعصاب وكل هذه السلامة كل واحد لحكمة بالغة. ولهذا اذا اختل واحد من هذه الجزيئات الصغيرة لربما يشقى الانسان في حياته ثم بعد ذلك يتعرف على هذا الجزء الذي لم يسمع به من قبل ولم يدري انه بداخله ولربما صار له ثقافة واسعة - 00:23:36
في عمل هذا العصب او هذا المفصل او هذا العرق وما هي الاثار الناجمة عن اختلاله و تعثر وظيفته هذا شيء مشاهد اجزاء يسيرة يقوم الانسان ويشعر بالدوار ويتعب ولربما تذهب به افكاره مذاهب شتى في علة ذلك ثم يكتشف انه التهاب في اذنه الوسطى - 00:24:00
اختل كيان الجسم بكامله يقوم ويقع اجزاء لربما لا نعرفها ولم نسمع بها. فالله جل جلاله حكيم في هذا الخلق. كما انه ايضا حكيم في شرعه التشريعات التي شرعها حينما يأمر المرأة بالقرار في البيت. يأمرها الا تخالط الرجال. يأمرها بان تحتجب من الاجانب وان - 00:24:27
وجهها وان تستتر ويأمر ويجعل القوامة للرجل ويشرع التشريعات فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات والجنايات كل هذه الاشياء انما هي حكمة بالغة تنضبط بها حياة الناس وانا اتعجب غاية التعجب حينما استمع الى كثرة ما يتردد في اجتماع من الاجتماعات - 00:24:50
التي تسمع فيها لربما عشر مرات او اكثر في المجلس الواحد ان اللائحة تدل على كذا اللائحة تقول كذا واللائحة يمنع من كذا واللائحة تقول كذا يردد هذا الكلام كثيرا واحتكام وانضباط مع اللوائح. وهذا امر لا اشكال فيه اذا لم يعد على اصله - 00:25:16
الابطال هذا لا بأس به لكن انا اتفكر حينما استمع لمثل هذا يتردد ولربما كان انفق هؤلاء في هذا مجلس بضاعة واكثرهم اثراء من كان ابصر باللوائح الان لو كنا نحتكم الى شرع الله عز وجل وننضبط معه. تقول اللائحة كذا. اللائحة هي القرآن والسنة. اللائحة تقول بان الرجل - 00:25:36
يجوز له ان يحلق لحيته. رار في اللائحة. اللائحة تقول لا يجوز للرجل ولا المرأة لهذا الانسان ان يكذب. لا يجوز له ان يغتاب لا يجوز له ان يغش لا يجوز له ان يسبل ثوبه. اللائحة تنص بالمادة الفلانية على انه لا يجوز للرجال ان يختلطوا بالنساء. نص - 00:26:03
لائحة تقول هذا ولائحة وحي ما هي لائحة تتغير من اجتهادات البشر صادرة عن علم وعن حكمة مبالغ تامة فتفاصيل التشريعات اذا نظرت اليها بجميع الابواب بالعبادات والمعاملات والجنايات في غاية الدقة والاحكام - 00:26:23
كتب عليكم القصاص ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. حياة فتحفض الدماء والنفوس المعصومة ويرتدع الناس عن العدوان بالقتل فما دونه على النفوس اذا عرف انه سيقف في مكان يجازى فيه على عمله هذا سواء بسواء. كسر السن تكسر سنه جرحه يجرح - 00:26:43
فقأ عينه تفقأ عينه قتله يقتل به فيرتدع ويحاسب ويعلم ان فقأه لعين اخيه انما هو فقر لعين هو بعين نفسه فيحصل الناس يرتدعون وكذلك ايضا الاحكام القدرية ما يقدره الله عز وجل ويقضيه على عباده فقد تكون امور مؤلمة. امور لربما يبكي منها الانسان. يتألم يتحسر - 00:27:07
ولكن ذلك صادر عن علم تام وحكمة. وكل الخلق والامر والشرع والقدر صادر عن هذين الاسمين. العليم والحكيم. وفي كثير من الامور التي نشاهدها ايها الاحبة كنا نكره بعض الاشياء. ثم ينكشف الغيب بعد حين - 00:27:37
ده مدة ينكشف عن ماذا؟ ينكشف عن امر يدرك معه العبد. ويتيقن ان ما حصل مما كان يكرهه انه عين الحكمة كم من امرأة حصل لها الجزع وبكت واغلقت على نفسها الباب - 00:27:56
حينما تراجع الخاطب عن خطبتها بعدما رآها ثم تمضي الايام وتكتشف بعد مدة لربما كانت بعد سنين ان هذا كان عين المصلحة بالنسبة اليها لكنها ما كانت ما كانت تعلم كم من انسان سخط وضاق ذرعا حينما غادرت الطائرة ولم يدرك - 00:28:14
ثم يدرك بعد مدة ان هذا كان عين المصلحة بالنسبة اليه ولهذا يقول الله تبارك وتعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وبماذا عقبها؟ بقوله والله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:28:36
فالانسان قد يضيق عطنه عن ادراك بعض هذه الامور. ولكن الله عز وجل حكيم. فاذا عرف العبد مثل هذه الاشياء ينشرح قدره ويتسع فيقبل شرع الله تبارك وتعالى ويسلم ويرضى - 00:28:53
باقداره المؤلمة ويوقن ان كل ما اوجده في هذا الكون ان ذلك يرجع لحكمة بالغة. فلا اعتراظ لا على الاحكام الشرعية ولا على الاحكام الكونية والقدرية. لا اعتراض التسليم الكامل والاذعان. وهذا معنى الاسلام الحقيقي والايمان. اما الذي يعترض - 00:29:08
ذلك نقص في ايمانه وتسليمه يعترظ الانسان حينما يعتقد ان هذا القرار غير صحيح انه في غير محله. قد يكون القرار صحيح لكنه ليس في وقته. فيعترض لكن بالنسبة لله عز وجل لا يمكن ان يقع الخطأ. ولا يمكن ان - 00:29:28
اصدر هذا التشريع في غير اوانه. ولا يمكن ان يتعلق فيمن ليس باهل لذلك. لا يمكن. اذا ليس امامنا ايها الاحبة الا التسليم والحافظ ابن القيم رحمه الله ذكر في النونية هذا الاسم الكريم والتنوع الحكمة قال والحكمة العليا على نوعين ايضا حصلت - 00:29:46
بقواطع البرهان احداهما في خلقه سبحانه نوعان ايضا ليس يفترقان. احكام هذا الخلق اذ ايجاده في غاية الاحكام والاتقان. هذا مما ذكرته وقلت سنفرده ان شاء الله تعالى في مجلس خاص اللي هو الحكم فان من معاني الحكيم الذي احكم صنع الاشياء ولم - 00:30:06
نتحدث عن هذا الجانب لئلا يتشعب بنا الحديث قال وصدوره من اجل غايات له وله عليها حمد كل لساني. الذي نتحدث عنه الاول والثاني اللي هو صدوره من اجل غايات له - 00:30:26
وله عليها حمد كل لسان والحكمة الاخرى فحكمة شرعه ايضا وفيها ذلك الوصفاني. غاياتها اللائي حمدن وكونها في غاية الاتقان والاحسان. يعني معنى اتقان من الاحكام وايضا انها لغايات حميدة - 00:30:41
ومن اهل العلم ان يقول الحكمة ايضا حكمتان اقسمها باعتبار اخر ولا مانع من انقسام الشيء باكثر من اعتبار. يقول حكمة علمية وهي الاطلاع على بواطن الاشياء ومعرفة ارتباط الاسباب - 00:30:58
بالمسببات والوسائل بالغايات والحكمة الثانية وهي الحكمة العملية بوضع الشيء في موضعه وايقاعه في موقعه يقولون هذه حكمة علمية وهذه حكمة عملية. الحكمة العلمية تقتضي الاصابة في الحكم والقول والتدبير - 00:31:12
والحكمة العملية تقتضي وقوع ذلك في مواقعه. التي يحسن ويجمل ان يقع فيها ننتقل الى الامر الخامس وهو موقف المؤمن اذا خفيت عليه الحكمة وارى ان هذه الاشياء بحاجة الى شيء من هذا التفصيل - 00:31:33
لاننا للاسف صرنا في هذه السنوات نواجه كثيرا سؤالات بسبب ما فشى في الناس من اثار سيئة للقنوات الفضائية ولمن يلبس على الناس دينهم فصار كثير من الناس يريد ان يسأل عن كل شيء ويريد ان يعرف كل شيء. فيما يدركه عقله وما لا يدركه عقله. لماذا؟ وبكل بساطة يمكن ان يقول انا غير مقتنع اريد ان - 00:31:53
اقتنع واما قاعدة التسليم والاستسلام لله رب العالمين فكثير من النفوس لم تتربى على هذا اصلا وقل التعظيم للنصوص عند كثير من الناس كما انه ايضا قل اجلال السلف الصالح رظي الله عنهم من الصحابة - 00:32:21
والتابعين فاذا اتيته بكلام لاحد الصحابة او بكلام لاحد التابعين او نحو ذلك فهو لا يعرف هؤلاء اصلا. ومثل هؤلاء لا يقيم لهم وزنا فلربما تطاول عليهم وقدس عقله القاصر الناقص - 00:32:39
فيحتاج عند الكلام على هذا الاسم الكريم الحكيم الى بيان بعض الجوانب بشيء من البسط الذي لا يطول باذن الله تبارك وتعالى على نقول ايها الاحبة بان الفطر والعقول تشهد بان لهذا العالم - 00:32:55
ربا قادرا عليما رحيما كاملا في ذاته وصفاته وان عقولهم قد ركبت على استحسان الحسن واستقباح القبيح وجبلت طباعهم على ايثار النافع ودفع الضار وهذه الشريعة ايضا شهدت لله تبارك وتعالى بانه احكم الحاكمين. وارحم الراحمين وانه المحيط بكل شيء علما - 00:33:12
لعرف هذا هذا القدر اجمالا فقال بعد ذلك ليس من الحكمة حتى في مجاري العادات بين المخلوقين فيما يفعله قادتهم وملوكهم في بيان الحكمة والعلة في كل ما يأتون ويذرون - 00:33:39
في بيته مع زوجته واولاده كل ما يتصرف وكل ما يزاول من اعمال وقرارات وتدابير في البيت وما يمنعهم من اشياء وما يأمرهم به ويحثهم عليه هل يحتاج ان يجرح للصغير والكبير والزوجة والولد؟ يقول انا امرتك بكذا لعلة كذا ونهيتك عن كذا لعلة كذا وحينما سافرت لعلة كذا - 00:33:59
وحينما اتيت وحينما اخترت هذا الحي لعلة كذا وحينما انتقلت من ذلك الحي لعلة كذا ما يحتاج ان يبين مثل هذه الامور وهكذا الملك في رعيته هل يحتاج في كل مزاولاته وفي كل قراراته وفي كل تدابيره وفي كل مرسوم - 00:34:19
ان يشرح للصغير والكبير ويقول اخترنا هذا لاجل كذا ونهينا عن كذا لاجل كذا وحاربنا كذا من اجل كذا ومنعنا كذا من اجل كذا ويذكر لهم التفاصيل والامور التي وقف عليها والمبررات وعذره في ذلك كله من اجل ان يقنعهم ويبين لهم ما - 00:34:39
في عليهم مما قد يتساءلون عنه ويبحثون عن غاياته. بل ذلك ليس من الحكمة. وان لم تدرك عقول بعضهم هذه الاشياء. وليس ذلك كمن تدبير الملك في شيء فان الناس اذا كانوا يثقون بحسن تدبيره ورأيه ونظره فانهم يحسنون الظن بكل ما يصدر عنه - 00:34:59
ويقولون هو ابصر ويطلع على ما لا نطلع عليه ولم نعهد عليه الا حسن التدبير وحسن النظر وحسن الاختيار والبحث عن الاصلح للناس لكن انهم ان وجدوا شيئا يخالف ذلك وعلموه وتيقنوه فذلك خلل في علمه وخلل في حكمته وتدبيره. وهذا لا يمكن ان - 00:35:19
يوجد بالنسبة لله تبارك وتعالى لا يمكن ان يوجد خلل. يقول الناس هذا خلل هذا خطأ. هذا قرار مو بصحيح. لا يمكن. اقول اذا كان هذا بالنسبة لاهل الدنيا ممن له ادارة وتصرف من ملك - 00:35:39
ان ذلك لا يحسن وليس من الحكمة ان يذكر لهم التفاصيل والمبررات والغايات لكل ما يصدر عنه حتى في الامور اليسيرة والامور الدقيقة والقضايا العادية والامور المتكررة في كل يوم. فكيف بالله عز وجل العظيم الاعظم؟ ولهذا طويت عنا الحكمة في - 00:35:53
من الاشياء وليس ذلك بعيب ولا نقص ليس بالضرورة ان الله عز وجل كل ما يأمرنا بشيء يقول امرتكم به لاجل كذا وهذا نهيتكم عنه لاجل كذا وامرتكم به لا ما يمكن هناك - 00:36:11
امتحان للقلوب بالتسليم والاذعان. هناك شيء اسمه الايمان بالغيب. هناك شيء اسمه اليقين بل هناك الايمان بالله تبارك وتعالى ربا ومعاني الرب انه يدبر ويصرف ويأمر وينهى فان من معانيه الملك والتصرف - 00:36:26
ومنه من معانيه التربية انه يربي خلقه ينقلهم من حال الى حال ومن كمال الى كمال فتحصل لهم تربية الاجسام وتحصل لهم تربية العقول وتحصل لهم تربية النفوس والارواح كل هذا يحصل لهم فليس بالضرورة - 00:36:43
ان يبين لهم تفاصيل الحكم في كل جزئية من الجزئيات هذا اذا كان هذا لا يحسن في ملوك الدنيا فكيف بالله عز وجل الذي له الحكمة البالغة والعلم الكامل المحيط - 00:37:02
ومن ثم فان العبد يبقى على قاعدة الثقة والتسليم والاذعان لله تبارك وتعالى. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما - 00:37:14
الاعتراظ ولا تردد ولا شكوك ولا ريب هذا هو الايمان الصحيح. الايمان الذي يجب ان تربى عليه النفوس هذه هي الاستقامة الحقيقية. اما الذي في كل قضية حضرته يبغى يبين له ليه الله امره بكذا وليه نهى عن كذا؟ وليه الطواف سبع بالكعبة - 00:37:31
السعي سبعة اشواط وليه اقف على الصفا وليه اقف على المروة؟ وليه اروح منى واجلس فيها اليوم الثامن واذهب اليوم التاسع لعرفة واليوم النحر ارجع الى منى ولماذا طواف الافاضة يكون بعد رجوعي من عرفة ومزدلفة ولماذا - 00:37:51
ماذا ولماذا؟ الله عز وجل اعلم منك واحكم وابصر فان لمحنا شيئا من الحكم ذكرناه وهو يسير مما خفي وان لم نلمح. ذلك نعلم ان هذا لحكمة بالغة الان المخلوق ايها الاحبة حينما تخفى عليه بعض الامور في قرار مخلوق. ولربما يمضي سنوات وهو يتساءل في نفسه عن هذا وعن علته. ثم يتبين له بعد - 00:38:11
ذلك انه عين الحكمة. يفتح فمه ويحملق بعينيه فيقول اه الان عرفت وباقي الاشياء التي لم تعرفها. لازم كل شيء الان عرفت؟ ليس ذلك بالضرورة، هذا في امور الدنيا ايها الاحبة. بين المخلوقين. تصور لو ان الولد مع والده في كل - 00:38:34
القضية يقف في حلقة لماذا؟ بين لي فهذا خلاف الادب في تجاوز في اساءة يدل على عدم ثقة عدم اطمئنان والله المستعان اذا ايها الاحبة فيما يتصل بخفاء الحكمة على العبد قلنا على العبد ان يدرك ان الله حكيم. وقد دل على ذلك - 00:38:52
الفطرة والعقل والنقل. كما انه لا يحسن وليس من الحكمة ان تذكر التفاصيل والغايات في كل امر او نهي وفي كل حكم من الاحكام. وان ذلك لا يحسن باهل الدنيا. والله عز وجل اعظم واجل. ثم ايضا الله - 00:39:13
تبارك وتعالى يحب ان يظهر لعباده مقتضى هذه الاسماء الحسنى والصفات العلى. كيف يظهر لهم حلمه وصبره وكرمه وجوده ورحمته. ولهذا اقتضت حكمته ان يخلق من يشرك به ومن تقع منه المعصية من يحاجه - 00:39:33
ويحاربه ويحارب اولياءه وهو مع ذلك يسوق اليه الطيبات ويمهله ويدعوه الى التوبة تفيض عليه من احسانه وفضله وعطائه مع كفره واساءته. كما انه تبارك وتعالى يسوق الى اوليائه الوان - 00:39:53
الطيبات مما يتصل بالهدايات والعطايا التي تكمل بها نفوسهم واعمالهم فترتقي منازلهم ومراتبهم في درجات العبودية ويحصل لهم من الاجر والثواب ما يضاعفه الله عز وجل لهم حتى يلقونه فيجدون ذلك اوفر ما يكون. في ظهر بهذا فضله احسانه - 00:40:13
صبره كما في الصحيح شتمني ابن ادم. وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك الحديث ومع ذلك يسوق لهذا الشاتم المكذب ما يلتذ به ويمهله سبحانه وتعالى. ويدعوه الى التوبة والايمان ويرغبه - 00:40:38
بذلك بالوان المراقبات انظروا قوله تبارك وتعالى افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه باسلوب العرظ اللطيف والذين احرقوا اهل الايمان في الاخدود. ان الذين فتنوا يعني احرقوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا. فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق - 00:40:58
ثم لم يتوبوا تنظر الى لطفه سبحانه وتعالى. لو ترك هذا الامر الينا ناس احرقوا اهل الايمان. المثل هؤلاء يمكن ان نقبل منهم صرفا او بل لو كان الامر بيدنا ان هلاكهم بيدنا ماذا نفعل بهم؟ ولا لحظة ونبحث عن اعظم طريقة يمكن ان نهلكهم بها يكون الواحد منهم - 00:41:17
عبرة ليس لمن يعتبر لمن لا يعتبر وانظر كيف ندعو عليهم بالتفصيل احيانا؟ دعاء ربما السامع منا يخاف احيانا منه. وانظر الى حلم الله جل جلاله. والله اغير على دينه منا - 00:41:38
ثم ان الله تبارك وتعالى ايها الاحبة يحب اسماءه وصفاته. فمن محبته لها تبارك وتعالى انه يخلق خلقا تظهر فيهم اثارها. ولمحبته للعفو خلق من يحسن العفو عنه ولمحبته للمغفرة خلق من يغفر له ولمحبته للعدل - 00:41:52
خلق من يظهر فيهم عدله وحكمته بمحبته للجود والاحسان والبر خلق من يعامله بالاساءة والعصيان فلولا ان الله خلق هؤلاء فكيف تظهر معاني هذه الاسماء والصفات في الخلق؟ فكانت له الحكمة البالغة تجد - 00:42:14
هذا يظهر في التشريعات ويظهر في الاقدار المؤلمة. والاقدار السارة المحبوبة. وعلى كل حال الله تبارك وتعالى يقول وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وكما في الاية السابقة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم - 00:42:32
وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. فالمؤمن يلتزم امر الله تبارك وتعالى وان كان شاقا على النفوس ويصبر على قضائه وان كان مؤلما. يقول الحسن البصري رحمه الله لا تكرهوا النقم الواقعة. والبلايا الحادثة فلرب - 00:42:51
بامر تكرهه فيه نجاتك ولرب امر تؤثره فيه عطبك. ولهذا شرع الله تبارك وتعالى لنا الاستخارة. هذا مخرج في المطالب التي يطلبها الانسان حنا انسان يطلب اشياء ولربما بالتحديد والتفصيل. لكن قد يكون هذا الامر ليس في مصلحته. يندفع الانسان تجاه بعظ الامور ويتحمس - 00:43:11
لها ولكن هي عين الضرر عليه. فاذا كان العبد تعلقت نفسه بشيء من هذه الامور وارادته فانه يستخير قبل ان يقدم فيقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان - 00:43:34
انت تعلم الى اخر الدعاء المعروف فاذا قال هذا يكون قد فوض لله تبارك وتعالى. فما عليه الا ان يرضى بعد ذلك. كثير من الناس يسخط ويغضب اذا ما وقع مقتضى - 00:43:55
استخارة تقول له الم تستخر؟ هذه الاستخارة ظهرت الان هذا شخص تقدم لفتاة ووافقوا ودفع المهر ثم بعد ذلك اتصلوا عليه وقالوا نحن نأسف ونعتذر تراجعنا عن قرارنا السابق فيتضايق ويغتم ويحزن نقول له بكل بساطة هذه استخارتك استخرت نعم اذا هذه الاستخارة ظهرت الان لماذا - 00:44:09
تسخط لماذا تتضايق؟ لكننا نغفل عن مثل هذه المعاني. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله احذر كل الحذر ان تسأله تعالى شيئا معينا خيرته وعاقبته مغيبة عنك وان لم تجد من سؤاله بدا فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة - 00:44:34
استخر فقدم بين يدي هذا السؤال الاستخارة ولا تكون هذه الاستخارة مجرد استخارة باللسان كما يقال تحلة قسم استخرنا لا وانما يقف الانسان عندها ويقصدها ويرضى بالنتائج فتكون استخارة من لا علم له بمصالحه. ولا قدرة له عليها ولا اهتداء له الى تفاصيلها. ولا يملك لنفسه - 00:44:53
طعن ولا ضرا استخارة انسان مفتقر الى ربه جل جلاله. فاذا اعطاه تبارك وتعالى شيئا من غير سؤال هذا اذا اراد ان يسأل فاذا اعطاه من غير سؤال سأل ربه ان يجعله عونا على طاعته. والا يكون ذلك استدراجا وان يكون بلاغا يسأل ربه ان يكون بلاغا الى مرضاته - 00:45:17
لا يكون قاطعا عن الله عز وجل. احيانا بعض الشباب الصغار يصلي وقريب من المسجد وقريب من الخير وقريب. تشترى له سيارة. تطول خطاه وصل بها الى ما كان يعجز عن التوصل اليه. فيتغير ويبتعد عن المسجد ويغيب. وتتحول احواله الى شيء اخر. هذا يحصل. قد - 00:45:39
تزوج الانسان امرأة ثم تكون حاله بعد الزواج اسوأ من حاله قبله. والمرأة كذلك العكس تتزوج رجلا كانت تدعو ربها ان يرزقها رجلا نحو ذلك زوجا ثم بعد ذلك ترزق بزوج ويكون ذلك نقصا في دينها. فالانسان لا يدري لربما يحصل له مال تجد هذا الانسان طالب - 00:45:59
علم ومقبل على العلم واشتغال بالعلم وحفظ المتون وحافظ ويستشرح ولا يفقد من مجالس العلم. يحصل له ملايين من صفقة او من ميراث او غير ذلك تغير تماما تغير في لباسه وتغير في تصرفاته وتغير في نظره للامور وقياسه لها - 00:46:19
تغير تفكيره وصار ينشغل بالدنيا وحطامها الفاني وهي التي الميزان الذي عنده يزن به الناس وهو الذي على تفكيره ودائما بدل ما كان التفكير في العلم وقضايا العلم صار التفكير الان بالارض الفلانية والعقار الفلاني والبلوك - 00:46:39
فلاني والمساهمة الفلانية والحراج الفلاني مشغول دائما يصبح يمسي على هذه القضايا ليه؟ لانه صار عنده كم مليون لم تكن بلاغا الى مرضاة الله تبارك وتعالى يحتاج العبد الى ان يدرك هذه المعاني فان ليس كل من اعطاه الله عز وجل يكون ذلك عن رضا ومحبة واكرام لا قد يكون استدراج - 00:46:59
لهوان العبد عليه فيشتغل بذلك عنه ويلهو به حتى يوافي ربه مفلسا. والاخرة دار لا تصلح تاليس وهكذا اذا اجاب الله دعاءه ليس ذلك بكرامة عليه. كما يذكر هذا الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى. قد يجيب دعاءه ويعطيه. يعطيه اولاد سأل الاولاد - 00:47:25
اعطاه اولاد صاروا هؤلاء الاولاد وبالا عليه. قد يسأل مالا فيعطى المال. فيكون هذا المال شغلا له عن طاعة مولاه فحينما يعترض الانسان او يتحسر او في نفسه يوجد شيء من الاعتراض دعوته ثم دعوته ثم دعوته فلم يستجب لي اعطى فلان واعطى فلان - 00:47:46
المستجاب لفلان وانا ادعو دائما الله يرزقني الولد او ان يرزقني المال وما يدريك؟ الله ارحم بك من نفسك والطف بك من نفسك ولم ينسك وعليم حكيم منعك من هذا لان الخير لك في المنع. خير لك فثق بالله تبارك وتعالى. فالذي يعطيه ليس ذلك بمحبته له. والذي يمنعه ليس - 00:48:05
لانه يكرهه ويشنأ لكن للاسف كثير من الناس يسيء الظن بربه تبارك وتعالى والانسان كما قال الله عز وجل بل الانسان على نفسه بصيرا فهو يعلم ما يجول في خاطره - 00:48:27
وهناك بعض التفاصيل التي ترجع الى ما ذكرته من الجمل السابقة. ذكرت امور مجملة هناك تفاصيل يعني كأمثلة تدل على حكمة الله عز وجل. لماذا مثلا؟ خلق الله عز وجل الشيطان. لماذا وجد الاشراك - 00:48:43
لماذا وجدت المعاصي لماذا وجد كذا؟ مما قد يتساءل عنه الانسان اذكرها في مجلس اخر ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:49:00