الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات. واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس مباركا ونافعا. وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:00:00
في هذه المجالس ايها الاحبة التي نتذاكر فيها هذه العلوم الشريفة مما يتصل باسماء الله عز وجل وصفاته. نتحدث في هذه الليلة عن اسم الله القيوم. وهو مرتبط ارتباطا وثيقا باسم الله الحي - 00:00:18
وسيكون الحديث باذن الله جل جلاله عن اربع قضايا كما هي العادة نتحدث اولا عن معنى هذا الاسم من الناحية اللغوية ومن جهة ايضا ما يكون له من المعنى بالنظر الى اضافته لله جل جلاله - 00:00:39
والجانب الثاني اذكر بعض ما ورد في الكتاب والسنة في ذكر هذا الاسم الكريم. واما الثالث فاذكر فيه ما يدل عليه هذا الاسم. واما الرابع فالكلام على الاثار. اثار هذا الاسم الكريم واثار الايمان - 00:00:59
به على العبد. اما معنى هذا الاسم فان هذه المادة القاف والواو والميم في كلام العرب ارجعها ابن فارس الى معنيين اثنين الاول الانتصاب والعزم. والمعنى الثاني جماعة الناس قوم - 00:01:18
بصرف النظر عما يطلق عليه هل يطلق على جماعة الرجال خاصة ويدخل فيه النساء بحكم التبع؟ المقصود ان القوم هم الجماعة من الناس وليس الشأن في هذا ليس الحديث هنا عن هذا الاطلاق وانما حديثنا سيكون - 00:01:39
عن المعنى الاخر وعامة اهل العلم يذكرون في المعنى اكثر مما ذكره ابن فارس يعني اذا كان ابن فارس يقول انه يطلق على جماعة الناس والاطلاق الاخر هو العزم والانتصاب - 00:01:57
فان اكثر اهل العلم يذكرون معاني اخرى قد يرجع بعضها الى شيء من هذا الى العزم ولكنها تدل على معان زائدة في الواقع اكثر مما ذكره ابن فارس على تفاوت بين اهل العلم في هذه المعاني التي يذكرونها - 00:02:14
ولا شك انه يمكن اختصارها لتداخل بعضها في بعض الا ان ذلك لا يقف والله اعلم على هذين المعنيين الانتصاب والعزم. فيما يخصنا. دعك من الاطلاق الاخر الذي هو بمعنى جماعة الناس فهذا لا تعلق له بموضوع - 00:02:33
وعن على كل حال القيام في لغة العرب. حي القيوم القيام في لغة العرب يقال للتكفل بالامر. فلان قام بهذه المهمة يعني تكفل بها. فلان يقوم على العمل الفلاني فلان يقوم على الارامل. يقوم على الايتام بمعنى انه متكفل - 00:02:50
بهم ومن هذا المعنى ما يذكره بعضهم يقول قام بالامر اذا وليه. تقول فلان هو الذي يقوم على هذه المؤسسة ولكن ليس هناك كبير فرق بين هذا وبين ما قبله - 00:03:15
من اطلاق ذلك على النهوض بالشيء وتوله. فلان يقوم على المؤسسة فلان يقوم على الشركة. فلان يقوم على الايتام فلان يقوم على اه اولاده واهله ولهذا يقولون قيام الامر صلاحه واستواؤه - 00:03:31
وقيام البناء اكتماله وتناهيه والقيام بالامر الجد فيه دون فتور والقيام خلاف القعود كل هذا تجدونه في بعض كتب اللغة كلسان العرب وغيره ولكن كما قلت هذه المعاني منها ما يرجع الى بعض. فالانتصاب يدخل فيه معنى ما ذكر من قيام البناء - 00:03:50
قام فلان اذا انتصب وهذا يقابل القعود وقام البناء كذلك ايضا ارتفع ولكن ما يتعلق بالالفاظ الاخرى والمعاني الاخرى التي ذكرت كالتكفل بالامر والقيام به اذا وليه وصلاحه واستوائه فيه دون فتور هذه يمكن ان ترجع الى معنى واحد - 00:04:13
ولهذا بعضهم يعبر يقول القيام بمعنى المحافظة والاصلاح ومنه قوله تعالى الرجال قوامون على النساء وهكذا في قوله الا ما دمت عليه قائما اي ملازما فمثل هذا يمكن ان يكون بمعنى الرعاية للشيء - 00:04:36
وتوليه والمحافظة عليه ولهذا يقال الرجل قيم على المرأة وقوام فهو قيمها. الرجال قوامون على النساء بمعنى انهم يقومون على بالولاية والرعاية والحفظ والاحتياط لهن ويحفظ المرأة من كل ما يمكن - 00:04:54
ان يؤثر عليها تأثيرا سلبيا او من كل ما يمكن ان يدنس شرفها او عرضها او يخل بمكانتها ومرتبتها كرامتها رجل قيم على المرأة وسيدها الذي يسوسها ويحوطها ويتولى شؤونها ويدبر امورها. هذا معنى القيم - 00:05:16
فهذه القوامة فهو السيد الذي يسوس الامور ويدبرها والله تبارك وتعالى هو القيوم. فاذا نظرنا الى هذه المعاني فاننا يمكن ان نفسر هذا الاسم الكريم فيما يتصل باضافته الى الله جل جلاله فنقول هو القائم بنفسه المقيم لغيره - 00:05:43
على سبيل الاختصار وعبارات اهل العلم ترجع في مجملها وغالبها الى هذا المعنى. فاذا نظرت الى عبارات بعضهم على سبيل المثال كبير المفسرين ابن جرير الطبري يقول هو القائم بامر كل شيء - 00:06:07
في رزقه والدفع عنه وتدبيره وتصرفه في قدرته وهكذا ما يعبر عنه الخطابي بانه هو القيم على كل شيء بالرعاية له ويعبر القرطبي يقول من قام بتدبير ما خلق وابن القيم يقول الذي قام بنفسه فلم يحتج الى احد. قام بنفسه - 00:06:23
وقام كل شيء به قام كل شيء به يعني انه هو الذي اقامه فكل ما سواه محتاج اليه بالذات. والله تبارك وتعالى هو القيوم الجامع لصفات الافعال هذا الاسم الكريم - 00:06:47
او هذا الوصف الذي تضمنه هذا الاسم يجمع صفات الافعال التدبير والرزق فهو قائم على كل شيء وقائم على كل نفس وهذا من معاني الربوبية كما سبق فان الرب والسيد - 00:07:03
والمتصرف بخلقه والمربي لهم بالنعم الحسية والمعنوية الظاهرة والباطنة فهذه الاسماء كما ترون تتصل ببعضها اتصالا وثيقا والله عز وجل هو الذي يرزق هذا من معاني القيوم وهو من معاني الرب - 00:07:19
هو الذي يحفظ كل شيء ويتصرف فيه كما اراد زيادة ونقص وتبديل وتغيير والمقصود ان القيوم يدل على المبالغة من القيام فان الله عز وجل يقول افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ قائم - 00:07:39
يقوم عليها بما كسبت فيحصي ذلك ويحاسبها على ما اقترفت وجنت كما انه تبارك وتعالى يجازي كل عامل بعمله. افمن هو قائم والمبالغة صيغة المبالغة القيوم فهو تبارك وتعالى يقيم امر اهل السماوات - 00:07:59
والارض بل يقيم السماوات والارض وما فيها ويدبرها ويرزق اهلهما فالحي الذي سبق الكلام عليه يجمع صفات الذات والقيوم يجمع صفات الافعال فان من كمال حياته ان يكون سميعا بصيرا الى غير ذلك من صفات الذات - 00:08:21
واما صفات الافعال من الرزق والاحياء والاماتة وما الى ذلك فهذا يرجع الى معاني القيوم وبهذا الاعتبار يكون القيوم متضمنا لصفتي فعل او صفة ذاتية بالاعتبار السابق يكون متضمنا لصفة فعل. صفة فعلية يدبر ويرزق يحفظ ويتصرف - 00:08:42
صرف امور الخلائق فهذه صفة فعلية ومن فسره قال القيوم هو القائم بلا زوال الدائم جعله بمعنى الباقي. فجعله صفة صفة ذات وبهذا قال البيهقي والخطابي والاحسن والله تعالى اعلم ان يقال انه صفة ذات - 00:09:07
باعتبار بعض معانيه وما يدل عليه فهو القائم بنفسه وهو صفة فعل باعتبار انه مقيم لغيره يدبر شؤونه يرزقه ويكلأه ويحفظه فوصفة فعل بهذا كبار وكما سبق في بعض اسماء الله تبارك وتعالى التي سبقت فانها - 00:09:30
قد تتضمن صفة ذات باعتبار وصفة فعل باعتبار كما سبق في الكلام على اسم الرب وتجدون بعض من يتكلم على هذا الاسم يذكرون انه صفة فعل. وبعض هؤلاء يقول انه صفة ذات - 00:09:54
ولعل الاقرب والله اعلم وما ذكرته صفة ذات باعتبار وصفة فعل باعتبار قد جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني بنونيته يقول هذا ومن اوصافه القيوم والقيوم في اوصافه امران - 00:10:07
احداهما القيوم قام بنفسه هذا المعنى الاول قائم بنفسه والكون قام به هما الامران هذا المعنى الثاني انه مقيم لغيره الكون قام به فالاول استغناؤه عن غيره. قائم بنفسه يعني انه لا يحتاج لا يفتقر الى غيره في اقامته. الخلق الان لو تخلى الله عنهم طرفة عين - 00:10:26
يحصل هل يكون لهم بقاء؟ ابدا. فبقاء الخلق حتى اهل الجنة في خلودهم. انما هو باقامة الله عز وجل لهم فهم مفتقرون اليه كل الافتقار اما الله عز وجل فهل هو بحاجة الى احد من خلقه؟ ابدا - 00:10:49
فهو مستغن عنهم. يقول والفقر من كل اليه الثاني. يعني المعنى الثاني انه مقيم لغيره انهم مفتقرون اليه كل الافتقار يقول والوصف بالقيوم ذو شأن عظيم هكذا موصوفه ايضا عظيم الشأن. والحي يتلوه فاوصاف الكمال هما - 00:11:05
لافق سمائها قطباني يعني يقول ان اوصاف الكمال ترجع الى الحي والقيوم الحي والقيوم لن تتخلف الاوصاف اصلا عنهما ببيان. هذا خلاصة الكلام الذي ذكرته سابقا يقول ان كل اوصاف الكمال ترجع الى الحي والقيوم. الحي ترجع اليه اوصاف الذات - 00:11:27
والقيوم ترجع اليه اوصاف الافعال ننتقل الى الجانب الاخر وهو ما يتعلق بالنصوص الواردة في الكتاب والسنة في تقرير هذا الاسم الكريم. القيوم ورد في كتاب الله عز وجل في ثلاثة - 00:11:49
مواضع في سورة البقرة في اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم وفي سورة ال عمران الله لا اله الا هو الحي القيوم. وفي سورة طه وعنت الوجوه - 00:12:04
للحي القيوم اما في السنة فجاء في قوله صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم برحمتك استغيث وجاء مضافا الى السماوات كما في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك الحمد انت قيوم السماوات والارض - 00:12:20
ومن فيهن وفي رواية عند مسلم قيام السماوات ثالثا ما يدل عليه هذا الاسم يدل هذا الاسم بدلالة المطابقة على الذات وصفة القيومية. ذات الله المسماة بهذا الاسم وعلى الصفة - 00:12:37
كما عرفنا ان اسماء الله مشتقة تدل على اوصاف الكمال. ويدل بالدلالة التضمن ذلك اذا اطلقت اللفظ على بعض معناه يقال لها دلالة التضمن فهذا يدل بدلالة التضمن على احدهما - 00:12:58
فقد يراد به الذات فقط فهذه دلالة تظمن. وقد يطلق ويراد به الصفة فهذه دلالة تظمن كما انه ايضا يدل بدلالة اللزوم والاقتضاء على جملة من المعاني والاوصاف الكاملة فكما سبق ان صفات الافعال ترجع الى هذا الاسم الكريم فهو متظمن لها او مستلزم لها فهو - 00:13:16
انه هو المدبر لامر العالم العلوي والسفلي. وهو القائم بمصالحه وحفظه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتاب التبيان وكثيرا ما تجد الارتباط كما في الايات السابقة بين الحي والقيوم - 00:13:43
وذلك لما سبق من تضامنهما لجميع اوصاف الكمال ففيهما اثبات الكمال الذاتي في الحي والسلطان في القيوم ولهذا يقال بان الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال لانه اذا تخلف شيء من صفات الكمال فذلك نقص في الحياة - 00:14:02
والقيوم متضمن لكمال غناه ولكمال قدرته الذي يدبر ويرزق ويعطي هل يمكن ان يكون ضعيفا؟ لا ليس له قدرة يكون عاجزا او يكون فقيرا لا يمكن هذا مع انه قائم بنفسه - 00:14:27
مستغن عن خلقه والحاصل ان هذا الاسم يدل على صفات كثيرة يمكن ان تفهم مما سبق. ولهذا فان من كمال حياته وقيوميته انه لا تأخذه سنة ولا نوم الله لا اله الا هو الحي القيوم - 00:14:43
لا تأخذه سنة ولا نوم فان السنة والنوم نقص في الحياة. كما انها نقص ايضا في القيومية الذي ينام هل يمكن ان يدبر احوال العالم انه لا يمكن ان يدبر احوال نفسه - 00:15:04
اذا اذا كان نائما فانه لا يدفع عن نفسه قليلا ولا كثيرا الله تبارك وتعالى لا ينام ولا يغفل ولا تعرض له الافات كما هو الشأن بالنسبة للمخلوقين الضعفاء كما انه من كمال ملكه وسلطانه وعظمته انه لا يشفع عنده احد - 00:15:20
الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وهذا ايضا يدل على كمال قيوميته فان المخلوقين يشفع الناس عندهم من غير اذنهم وقد يقبلون هذه الشفاعة بسبب ضعفهم فانه يخاف - 00:15:43
غوائل ذلك الشافع ان لم يقبل شفاعته لانه قد لا يقوم سلطانه الا به بان يكون من اركان سلطته او مملكته يعتمد عليه فيخاف غوائله او انه يرجو نفعه فيضطر الى قبول شفاعته. اما الله عز وجل - 00:16:03
فمن ذا الذي يشفع عنده الا الا باذنه ليس بحاجة لاحد فان قبل الشفاعة من احد فانما ذلك يكون على سبيل التفضل منه جل جلاله فحياته كاملة وقيوميته كاملة وملكه وسلطانه كامل - 00:16:22
ولهذا قال بعض اهل العلم بان الاسم الاعظم هو الحي القيوم وقد سبق هذا وهو اختيار جماعة من اهل العلم يا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم - 00:16:43
وقد اشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى المعنيين الذين ذكرتهما في الكلام على معنى القيوم من انه يدل على الوصف الذاتي والوصف الفعلي المتعدي فهو يذكر انه قيوم بمعنى انه لا يزول ولا يحصل له نقص بعد كماله - 00:16:59
فهو الباقي الدائم الموصوف بصفات الكمال من غير ان يطرأ عليه نقص بحال من الاحوال. لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل والذين قالوا بان هذا الاسم مع الحي هو - 00:17:20
الاسم الاعظم قالوا لان مرجع جميع الاسماء او الصفات انها ترجع اليه يقولون صفة الحياة مصححة لجميع الصفات وصفة القيومية متضمنة لجميع الافعال هذا من جهة النظر ومن جهة النقل يعني الدليل النقلي يحتجون بالاحاديث التي سبقت - 00:17:36
لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو اللهم اني اسألك بانك انت الله الذي لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم - 00:18:01
والاخر ليقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال للاول لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. وقال للاخر سل تعطى - 00:18:13
فذكر الاسم الاعظم في الدعاء الاول الذي ذكر فيه الحي القيوم وفي الحديث الاخر ما اصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض - 00:18:34
في حكمك الى اخره. والحافظ ابن القيم يقول في النونية وله الحياة كمالها فلاجل ذا مال الممات عليه من سلطان وكذلك القيوم من اوصافه ما للمنام لديه من غشيان وكذلك اوصاف الكمال جميعها ثبتت له ومدارها الوصفاني - 00:18:53
ومصحح الاوصاف والافعال والاسماء حقا ذلك الوصفاني. هذا المعاني التي ذكرتها انفا يقول ولاجل ذا جاء الحديث بانه في اية الكرسي وذي عمران اسم الاله الاعظم اشتمل على اسم الحي - 00:19:15
القيوم مقترنان اسم الاله الاعظم اشتمل على اسم الحي والقيوم مقترنان. فالكل مرجعها الى الاسمين يدري ذاك ذو بصر بهذا الشأن اني رابعا في الكلام على الاثار وهذه الاثار ايها الاحبة يمكن ان يقسم الكلام فيها على قسمين - 00:19:33
فيقال اثار هذا الاسم في الخلق وكذلك الاثار التي تحصل للمؤمن حينما يعرف هذا الاسم ويؤمن به ويعتقده ويدرك ما تضمنه من المعاني ولكن ادمجت هذا في هذا وربطت الكلام بعضه ببعض على سبيل الاختصار - 00:19:57
فاقول اول ما يؤثره ذلك فينا ان ندعوه تبارك وتعالى بذلك دعاء مسألة ودعاء عبادة. فالله تبارك وتعالى يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وفي حديث انس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يا حي - 00:20:21
يا قيوم وفي رواية كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اي حي اي قيوم. وهكذا في حديث انس رضي الله عنه حديث اخر قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به. ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قيوم - 00:20:42
برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. وهكذا في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه - 00:21:03
بثلاثا غفرت ذنوبه وان كان فارا من الزحف والفرار من الزحف من السبع الموبقات قد فهم منه بعض اهل العلم ان من الاعمال الصالحة ما يكفر الكبائر. من غير التوبة. وانه لا يشترط في ذلك التوبة. ولكن هذا فيه نظر - 00:21:25
لان هذا الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى قال من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو قد سبق في الكلام على التوبة ان الاستغفار تارة يذكر ويراد به - 00:21:45
التوبة لا الاستغفار المجرد باللسان من غير حضور قلب ومن غير ان يكون مستوفيا لما تتطلبه التوبة من شروط لكن الانسان قد يتجاوز الله تبارك وتعالى عنه بعفوه او بشفاعة - 00:21:58
او بمصائب مكفرة او بحسنات عظيمة ماحية ولو كان ذلك من الكبائر كما هو معلوم على كل حال لا شك ان الدعاء بهذا الاسم لا سيما حينما يقرن مع الحي ان ذلك مظنة - 00:22:17
لان يكون ذلك الدعاء من قبيل السؤال بالاسم الاعظم. لهذا ذكرت من قبل في ان الانسان اذا اراد ان يدعو يقول يا الله يا حي يا قيوم يا واحد يا احد يا حنان يا منان. الاقوال التي قيلت الاقوال المشهورة - 00:22:36
في الاسم الاعظم يذكرها في دعائه وفي حديث انس ان رجلا دعا فقال اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم - 00:22:54
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فالانسان يدعو ربه دعاء مسألة يقول يا قيوم يا حي يا قيوم - 00:23:07
اما دعاء العبادة فانه ينتظم الامور التي ساذكرها بعده بان العبادة كما هو معلوم تكون بالقلب واللسان والجوارح ولهذا فان الثاني من هذه الاثار وان يتبرأ الانسان وهذا من اجل العبادات. العبادات القلبية اعظم جنس العبادات القلبية اعظم من جنس عبادات - 00:23:23
الجوارح اذا عرف الانسان ان ربه هو القيوم القائم على امور خلقه بارزاقهم واعمالهم واجالهم وما يتصل بدنياهم وفي كل شأن من شؤونهم وفي اخرتهم فانه يخرج من حوله وطوله وقوته - 00:23:46
ولا يركن الى نفسه طرفة عين ويفتقر الى ربه تبارك وتعالى افتقارا تاما كاملا وينزل به جميع حوائجه فيستعين به وبه يستغيث ويعتصم بحوله وطوله وقوته تبارك وتعالى كما انه يقطع التعلق - 00:24:08
بالمخلوقين ان يعطوه او ان يرزقوه او يتعلق بهم من اجل ان ينكف شرهم عنه فيقدم لهم الوان العبوديات ويمتد نظره ونظر قلبه الى هؤلاء المخلوقين لعلهم يرضون عنه لعلهم يعطونه - 00:24:31
لعله يحصل منهم على شيء من النوال من دنياهم او غير ذلك وهؤلاء مربوبون لله جل جلاله هم مفتقرون اليه وفقرهم ذاتي وغناه تبارك وتعالى هو الغنى الذاتي ولهذا الانسان يستغيث يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث - 00:24:52
فهذا الكون يصرفه الله تبارك وتعالى على اتساعه الذي لا نتصوره ولا نتخيله قد عرضت في احد الايام بعد صلاة العشاء صورة فضائية حقيقية للكون ولبعض المخلوقات الهائلة فيه ونسبة الارض اليها ثم قربنا الارض حتى وصلنا الى مسجدنا - 00:25:12
ترى الارظ كانها حبة رمل تسبح في هذا الفضاء كأن حبة رمل بما فيها من البحار والقفار والجبال والغابات وبما فيها من ناطحات وجيوش جرارة ودول ممكنة مثل حبة الرمل تسبح في هذا الفضاء. فقربناها شيئا فشيئا - 00:25:33
حتى وصلت الى مسجدنا وكنت اقول حينها بان الانسان قد يتعاظم الشيء الصغير في نظره اذا صوب نظره وقلبه الى بيهي مثل هذه الان القطعة الصغيرة السوداء انتم تنظرون اليها من بعيد تأخذ حجمها الطبيعي وكلما ابتعدت وجعلت - 00:25:55
في الافق كلما كان ذلك ادعى لصغرها وتظائلها. وكلما قربتها امام عينك فانها تحجب عنك الاشياء هكذا المخلوق الضعيف المسكين اذا امتد اليه نظر القلب عظمه فتعاظم هذا المخلوق فحجب عنه كل شيء - 00:26:15
وصار لا يرى الا هذا المخلوق ايا كان هذا المخلوق سواء كان هذا المخلوق من ذوي السلطان او كان مالا او غير ذلك مما تتعلق به نفوس المخلوقين ويتعاظم اعظم - 00:26:35
مما ينبغي له فيكون اعظم في نظره واحب اليه او يخافه اكثر مما يخاف من الله جل جلاله وقل مثل ذلك في امور كثيرة حتى المشكلات انا مشكلة يسيرة استغرق الفكر فيها يفكر الانسان فيها ولا ينظر الا اليها ويركز فتتضخم هذه المشكلة عنده وتصير تغطي - 00:26:50
الحياة هالة من السواد فتظلم الدنيا في عينه. لكن لو اعطاها حجمها الطبيعي لما كان الامر كذلك الافق واسع حياته فيها الحلوة والمرة فاقول ايها الاحبة الله تبارك وتعالى يصرف هذه الكائنات - 00:27:13
والخلائق ويملك ازمة الامور وبيده النفع والضر والخلق والرزق والاحياء والاماتة فينبغي ان يتخذه العبد وكيلا وان يكون هو حسبنا ومولانا وكافينا. اما هذه المخلوقات فاذا نظر الانسان اليها فان صاحب النظر الصحيح الذي عرف الله معرفة صحيحة باسمائه وصفاته انما تدله هذه المخلوقات على خالقها لا ان تتعاظم فتزاحم - 00:27:33
عظمة الخالق بنفسه فهذا من عكس الامور وقلب الاشياء فهو نظر فاسد الصحيح ان ينظر اليها باعتبار انها تدل على هذا الخالق العظيم وتدل على كمالاته ونعوت جلاله فلا ينبغي ان يحجبنا هذا الخلق عن الخالق بل كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله يناديه كل - 00:28:04
شيء من هذه المخلوقات بلسان الحال فيقول اسمع شهادتي لمن احسن كل شيء خلقه انا صنع الله الذي اتقن كل شيء فاذا رأى الجمال المروج ورأى ذلك في بلاد تغمرها الخضرة وتسرح فيها الانهار وما الى ذلك فان هذا لا يجعل قلبه يتعلق به وانما يتوجه - 00:28:30
الى تعظيم الخالق فهذا شيء يسير من خلقه سبحانه وتعالى لا سيما اذا اعطينا الاشياء حجمها الحقيقي. فتذكر ما ذكرت من ان هذه الارض بنظرنا حينما نجعلها في صورتها الحقيقية من - 00:28:59
كأنها حبة رمل فما الذي يوجد فيها من هذه الزينة والبهرج وما الى ذلك هو شيء يسير من خلق الله عز وجل فنتوجه الى تعظيم الله تبارك وتعالى دون ان تتعلق قلوبنا بهذه - 00:29:15
المخلوقات. هذه الاموال التي بايدي الناس كم تمثل بالنسبة لما عند الله عز وجل في خزائنه اي لا يذكر ومع ذلك يتحول بعض الخلق الى عبادة جزء حقير بالنسبة الى ما في ايدي الناس ايضا. لانه كم سيحصل بالنسبة - 00:29:31
المال الذي وضعه الله عز وجل في ايدي الخلق ومع ذلك تتحول عبوديته له فهذا من فساد النظر والخلل التفكير هذه الاكوان العظيمة والافلاك من الذي يمسكها من الذي يمسك السماوات - 00:29:50
والارض ان تزول من الذي يدبر هذه الكواكب والنجوم؟ الشمس تخرج من هنا وتغيب من هنا من الذي يدبرها هذا التدبير الدقيق ويصرفها هذا التصريف لو تعطل شيء من هذا لو صارت الشمس عندها خلل وبطء في الحركة ما الذي سيحصل؟ ومن يا ترى هم المهندسون - 00:30:09
الذين سيستطيعون اصلاح هذا الخلل اللي حصل. احد يستطيع احد يستطيع لو ان القمر ابتعد او لو ان بعض النجوم اقتربت او حصل سرعة في حركة بعض الافلاك والنجوم ما الذي سيحصل - 00:30:30
لو ازدادت البرودة قليلا وهذا يدل على ضعفنا وعجزنا اذا زادت البرودة في المكيف جمد الناس ورأيتهم اشفقت عليهم. واذا صار فيه شيء من الحرارة اثر ذلك فيهم غاية التأثير. طيب لو ان البرودة الشمس ارتفعت اكثر او - 00:30:46
اكثر بقدر يسير ما الذي سيحصل من الذي يقيم هذه الاشياء جميعا؟ ويدبرها هذا التدبير الدقيق بهذه الازمان المتطاولة ما حصل خلل في يوم واحد. ولهذا احيانا الانسان يتعجب ما يقرأ احيانا بعض علماء الفلك يتحدثون - 00:31:03
ان نجما او كوكبا ينطلق باتجاه الارض وانه قد يصطدم بها هذا لن يكون الا في نهاية العالم لن يكون خراب هذا العالم والتبدل والتغير الذي يحصل فيه الا في يوم القيامة. اما في الدنيا فكل شيء يسير في المسار الذي رسمه الله عز وجل له تماما من غير ان - 00:31:21
يضطرب ولا يختل لن يصطدم بالارض ولن يحصل شيء. الى يوم الوقت المعلوم ولو توقفت الشمس وصار الناس في ليل او صاروا في نهار دائم كيف ستكون حياتهم؟ وهكذا ايها الاحبة - 00:31:45
هذا الخلق العجيب بما فيه ما سخر الله فيه من الدواب والنبات الى غير ذلك من امور قد لا ندرك اكثرها. جسم الانسان هذا الذي تجري فيه اشياء عجيبة ولو اصابه شيء من مرض او تعطل عصب او - 00:32:01
عرق ونظر فيه الانسان وجد اشياء هائلة صار عنده ثقافة واسعة بهذا العرق او العصب وما دوره؟ ما اثاره؟ وما الاشياء التي تؤثر عليه؟ وما هي طرق العلاج الموجودة في العالم؟ وما هي اثار هذا؟ وما هي اثار هذا؟ الى اخره. وقبل ذلك ما كان يعرف - 00:32:16
اسم هذا او انه موجود به وجميع الناس فيهم هذه الاشياء هذه العروق والاعصاب الدقيقة وكيف وصلت ببعضها وكيف الجهاز العصبي والجهاز وهكذا كل هذه اشياء في كل الناس ما الذي يدبرها؟ لو الانسان كلف فقط - 00:32:32
نفخ رئته فقط كيف سينام وكيف سيأكل وكيف تصور يأكل وينفخ فالله يدبر ذلك جميعا. لو حصل عنده تسارع في نبضات القلب نفسها تكون حالة يذهب الى الاطباء ويحمل معه جهازا - 00:32:49
فالله يدبر ذلك جميعا. هذه الكائنات الدقيقة. حشرة صغيرة جدا لا تكاد ترى. صغيرة جدا سأل عنها بعض الناس تأذوا منها فاعطيتها لبعض الاساتذة في قسم الاحياء تصوروا لبعض من بعض الكتب واروني صورتها وهي كبيرة فاتيت بصورتها وهي كبيرة لهؤلاء واعطيتهم اياها - 00:33:03
الشاهد هذه الدابة الصغيرة الدويبة الصغيرة التي لا نتفطن لها وقد تكون موجودة في كل بيت قال هؤلاء انه يوجد في العالم منها من هذه فقط ما يقرب من خمسين مليون صنف - 00:33:23
من دويبة واحدة دويبة واحدة صغيرة لو اذكرها قد لا يعرفها يمكن جميع الاخوان مع انها موجودة لكن لصغرها لا ينتبهون اليها. هذي دويبة صغيرة توجد في البيوت وتوجد في الفرش وتوجد في - 00:33:40
فكيف بخلق الله عز وجل هذا الهائل الممتد بما فيه من العجائب والغرائب من الذي يديره؟ ومن الذي يدبره؟ من الذي يرزق هذه الاشياء؟ والناس في هذه الايام في قلق متسارع - 00:33:55
حينما رأوا بوادر هذه المشكلة المالية وكأن الناس هم الذين يديرون هذا العالم. وكأن الناس هم الذين يقومون على ارزاقهم وشؤونهم الله عز وجل هو الذي يدبر جميعا وكل شيء وفق حكمته سبحانه وتعالى - 00:34:08
المقصود ايها الاحبة اذا عرف الانسان معنى هذا الاسم الكريم وامن به واستيقن ان الله عز وجل هو الذي يقوم بتدبير امور العباد وارزاقهم وجميع احوالهم فيتوكل عليه حق وقل - 00:34:28
يتوجه قلبه اليه وعلى الله فتوكلوا اتتوكل على المخلوق المخلوق ما عنده شيء نفحة من عذاب الله غير كل شيء عقوبة يسيرة هلال في الاقتصاد في جزئية من الجزئيات انظر الى العالم من شرقه الى غربه. بلاد ذات اقتصاد قوي جدا. بلاد صناعية - 00:34:44
والعظمى تشاهدون ويشاهد العالم في كل يوم انهيارات فيها نفحة ما نزلت صاعقة من السماء وما نزلت صيحة وما وقع زلزال نفحة فبقيت ابصار الخلق مشدوهة يعلنون ضعفهم وعجزهم امام قوة الله عز وجل - 00:35:07
واذا اراد الله عز وجل امرا فان ما يحاوله الانسان اذا كان الله لا يريد لهذا الخرق رتقا فانه يكون فعل هذا الانسان في اصلاحه انما هو وبال وخراب رجاؤنا ايها الاحبة يكون بالله وتوكلنا على الله - 00:35:26
اما المخلوق فالاستغناء الكامل التاني عنهم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. لا تتعلق بالطبيب ولا بالدواء ولا بالمستشفى انما يكون التعلق بالله وحده دون احد سواه - 00:35:46
وبهذا يرتاح القلب من كثير من العناء والشقاء والحسرات التي تذهب بها نفوس من لا ايمان له ولا معرفة بربه وخالقه جل جلاله فيكون المؤمن مطمئنا تستقر نفسه لا تنتابه مشاعر القلق - 00:36:04
والكآبة والضيق والخوف من المستقبل لان ذلك جميعا بيد الله عز وجل يديره انما علينا ان نعمل كما امرنا الله ان نعبده وان نسعى في طلب الرزق واقامة الحياة بصورة ترضي الله عز وجل من غير مقارفة للحرام نعمر هذه الدنيا - 00:36:24
نتعاطى الاسباب الصحيحة لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب. هذا من اجمع الكلام. اتقوا الله لا تأخذ ذلك من غير حله ما كتب لك سيأتيك - 00:36:46
واجملوا في الطلب يعني لا تتهافت عليها وتدنس الشرف والعرض وتنسفل وتهبط من اجل حطامها. لا لا ارتفع طوبى باسبابها الصحيحة وبالقدر اللائق دون تهافت يذهب بالدين والمروءة لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. انظروا الى الصور والاوضاع المسفة اللي كنا نخجل حينما كنا نشاهدها على صفحات الجرايد والصحف - 00:37:01
حينما تهافت الناس على او كثير من الناس على الاسهم طور مخجلة طوابير طويلة ثم بعد ذلك هل اخذوا رزقا لم يكتبه الله عز وجل لهم؟ ابدا ماذا حصل؟ هو طرب قليل وفرحة يسيرة ثم اعقبها بعد الوان من - 00:37:28
هي للحصول على اكبر قدر من هذه المطامع تحول ذلك الى الى خسائر فادحة الذين يتهافتون الصباح يأخذ من الحرام وصار يقترض من البنوك فصارت النتيجة وبالا وصارت ديون لا زالوا يعانونها - 00:37:42
اتقوا الله واجملوا في الطلب. لربما كان يظن بعض الناس ان الذي لا يتهافت ذلك التهافت ولا يقبل ذلك الاقبال انه فيه عجز او غفلة كيف يفوت هذه الفرص ويلام غاية الملامة؟ والان فهذا القلق - 00:38:00
هذا الانزعاج ايها الاحبة لا محل له فيطمئن القلب الى ربه جل جلاله ويركن اليه ويلجأ لحماه ويلوذ بجنابه ويطرق بابه دون ان يكون ركوننا الى اد من المخلوقين. وتوكل على الحي الذي لا يموت - 00:38:17
لا يموت المخلوق يموت وينتهي وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فمن توكل عليه كفاه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه. ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء - 00:38:37
قدرا هذه النصوص ناطقة بمعان عظيمة لو تدبرها الخلق لاراحتهم من كثير من التخبط الذي هم فيه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا - 00:38:59
اقول لو وكل ايها الاحبة تدبير امر هذا الكون للبشر اولا هم لن يستطيعوا لكن ما الذي سيحصل؟ لو وكل اليهم تدبير ما يتعلق بالمعائش ما الذي سيحصل فقط هذا الجانب ما الذي سيحصل - 00:39:19
انظر كيف توجد هذه المعاش؟ كيف توجد الارزاق؟ المطر ينزل من السماء يحمي الله عز وجل به الارض بعد موتها. ترعاه الدواب ما الذي يوجد من هذه الدواب؟ ما الذي يوجد من النباتات - 00:39:34
كيف تنشق الارض عن مسمار النبات كيف ينمو كيف تظهر الثمار ما الذي يحصل من هذه الاشياء جميعا مما يجنيه الناس انظر مثلا كثرة ما يستهلكه العالم في شرقه وغربه في اليوم الواحد كم تقدر من اللحوم - 00:39:47
بانواعها لم يقدر هذا ومع ذلك لم تفنى البهائم مع ان الانسان بنظره القاصر لو نظر قضية بهذا الاستهلاك الهائل ان هذا يكفي لافنائها. الضأن تلد في الغالب ولدا واحدا. والماعز تلد ولدين - 00:40:04
ولكن لما كان استهلاك الناس في الضأن كانت البركة فيها اكثر فهي اكثر من المعز وسيأتي اشياء من هذا القبيل في الكلام على اسماء الله العليم والخبير والحكيم وما الى ذلك - 00:40:21
استهلاك الناس من الفواكه والثمار تم ومع ذلك هي متوفرة لو نظر الانسان لاهل منى فقط نظرت اليهم من فوق جبل من يستطيع ان يطعم هؤلاء ويتولى شؤونهم هل يستطيع - 00:40:36
ما احد يستطيع ومع ذلك كل احد الله عز وجل يهيئ له رزقه فما يموت احد من الجوع اليس كذلك بل قد يأكلون هناك اضعاف ما يأكلونه في بيوتهم. اليس كذلك؟ فالله عز وجل هو الذي - 00:40:52
يدبر شؤون المخلوقين. حينما يقوم الناس وينطلقون الى اعمالهم في الصباح ويطلبون لقمة العيش الى اخره هذه الوحوش اللي في الغابات والدواب اللي في قعر البحار من الذي يرزقها كل يوم يعطيها الفطور والغداء والعشاء؟ من - 00:41:07
الله تبارك وتعالى وسيأتي الكلام على اسم الله الرزاق واشياء عجيبة في هذا الباب كيف يرزق الله عز وجل طائر الاعمى والحي العمياء وامور كانت سببا توبة اقوام ورجوعهم عما كانوا فيه. كم يستهلك العالم من الحديد - 00:41:21
هم يستهلكون من الذهب على مدى هذه القرون والعصور المتطاولة ومع ذلك لم يفنى شيء من هذا ما فنيت الله عز وجل ينزل الارزاق قدر ما يحتاج اليه ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا - 00:41:42
لبغوا في الارض مخلوق لا يستطيع ان يدبر شؤونه مسكين قد يأكل عشبة او نحو ذلك يتداوى بها فيكون فيها عطبه وهلاكه قبل اشهر بعض الخبراء من الامريكان في الاقتصاد. كتبوا بعض الكتابات وبعض هذه الكتب انتشر انتشار الشمس - 00:41:59
لمكانة هؤلاء ولحذقهم ومعرفتهم بشؤون الاقتصاد ماذا كان يقول احد هؤلاء؟ قبل اشهر يقول كل شيء ستحتاج اليه يجب ان تشتريه من الان لماذا؟ لان الاسعار في ارتفاع مستمر تاج اثاث لا تؤجل تقول بعد سنتين. تحتاج مواد بناء لا تؤجل. تحتاج - 00:42:19
لباس تحتاج مواد غذائية لا تؤجل ينبغي ان تبادر وبناء على هذا بادر كثير من الناس تروا اراضي يحتاجون اليها او سيتجرون بها لانها سترتفع اكثر. وبعض من يبني بادر واشترى كل ما يحتاج اليه من الحديد - 00:42:40
كان طن من الحديد يصل الى خمس الاف وثمان مئة ريال. وذهب بعض التجار وفي السوق السوداء اشتروا كميات من الحديد من الصين ومن غيرها وخزنوا سلعة اذا طال عليها الزمن اصابها الصدأ - 00:42:58
تروها باسعار غالية وبعض هذه السلع لم تصل الى الان اشتريت ولكن في فترة وجيزة واذا بكل المقررات السابقة تتغير واصبحت الاسعار تنزل فمن خمس الاف وثمان مئة يصل الطن الى كم - 00:43:13
الف وتسع مئة هو المتوقع انه ينزل اكثر من هذا في فترة فترة بسيطة هؤلاء خبراء يقولون اشتر كل شيء تحتاج اليه لا تنتظر لان الارتفاع مستمر. لا تؤجل. الانتظار لا معنى له - 00:43:28
ثم تتحول المعادلة ويصبح الناس الان ينتظرون بانهم ينتظرون مزيدا من الهبوط حتى في شراء السيارات وحتى في شراء امور اخرى مما يحتاجون اليه يتوقعون انها ستنزل اكثر من هذا - 00:43:41
رأيتم تدبير المخلوق ولذلك انظر الى التخبط الموجود اين يذهب الانسان الدولار ينزل. الين ينزل. الذهب ينزل. اين يضع الانسان امواله؟ بعضهم يقول في ذهب طيب والذهب ينزل سيخسر الانسان الذي اشتراه - 00:43:54
فاقول هذا تدبير المخلوقين. والله هو الحي القيوم بيده ازمة الامور واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه لن تموت هذه الامة بسنة عامة دعا ربه بهذا بفقر ومجاعة عامة ما يمكن - 00:44:10
وان الله اعطاه ذلك اجابه اذا هذه يفترض ان تكون قاعدة عندنا في الاقتصاد. بعض الناس يقول نريد ان نقطع النسل. من اجل الاوضاع الاقتصادية. بعض الناس يسألون الان عن هذا - 00:44:25
يقول لك يكفي ما عندنا ثلاثة الاوضاع الاقتصادية صعبة نحن المستقبل لا ندري كيف يكون اريد ان اتوقف عن الانجاب يجوز ولا ما يجوز فالله عز وجل حينما قال في سورة الاسراء ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق - 00:44:38
خوف فقر متوقع في المستقبل قال نحن نرزقهم. قدم رزق الاولاد واياكم بسورة الانعام قال ولا تقتلوا اولادكم من املاق يعني من فقر واقع. قال نحن نرزقكم واياهم. قدم رزق الاباء الفقراء - 00:44:52
اطمئنوا اولاد ما ينقصون من رزقكم شيء كل واحد يأتي رزقه معه الستم ترزقون انفسكم حتى ترزقوا غيركم فما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها نحن نطمئن بهذا - 00:45:08
وينبغي ان تكون عقائد راسخة عند اهل الايمان. لكن اولئك الذين لا يعرفون الله ولا يعرفون الحي القيوم كيف تكون حالهم في هذه الاوضاع يعني انا اتصور انهم يحتاجون الى - 00:45:27
المصحات النفسية والمستشفيات الامراظ العقلية اللي عندهم اكثر من الف ضعف من الموجود هناك في هذه الفترة القادمة ينهارون ماذا عندهم؟ هي الدنيا هي غاية المطلوب ليس عندهم الا الدنيا. فاذا ذهبت الدنيا ما الذي يبقى؟ خلاص - 00:45:39
حتى البيت اللي هو ساكن فيه قالوا لو سمحت البيت مرهون شل اغراضك ومع السلامة ولا حتى اخذنا اغراظك عليك بناء على التأخير اللي يحصل اجار نحسبه عليك فنسأل الله - 00:45:56
لنا ولكم ولجميع المسلمين العفو والعافية اقول لو تخلى الله عز وجل عن هذا الخلق طرفة عين لهلكوا ثالثا معرفة ان الله هو القيوم يبعث على مخافته خاف من الله عز وجل - 00:46:08
اذا كان الله عز وجل من معاني القيوم هو القائم على كل نفس القائم على الناس باعمالهم واجالهم وارزاقهم وحسابهم وجزائهم والدنيا والاخرة كلها بيده التصريف بيده العبد يحرم الرزق - 00:46:22
بالذنب يصيبه فيعاقبه الله عز وجل بخسارة بنقص في الاموال والانفس والثمرات لان التدبير بيده ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين يعني قحط ونقسم من الثمرات فالله يعاقب الخلق فيذهب بعض ما في ايديهم ويرسل اليهم الافات - 00:46:40
والعلل والاوصاب والامراض جزاء وفاقا يخاف الانسان اذا خالف امره ولم يستقم على الصراط المستقيم ان الله يعاقبه ويجازيه في الدنيا وفي الاخرة فهو قائم على خلقه باعمالهم وارزاقهم واجالهم - 00:47:02
جزائهم يحفظ عليهم اعمالهم لا يضيع من ذلك شيء وامر رابع من هذه الاثار هو محبته سبحانه وتعالى فاذا كان الله عز وجل يدبر امر الخلائق البر والفاجر المؤمن والكافر ويسوق اليهم الارزاق ويعطيهم ويرسل اليهم الرسل - 00:47:20
ورحمته وسعت كل شيء. ولهذا لما ذكر الربوبية الحمد لله رب العالمين ذكر بعده الرحمة. الرحمن الرحيم. ليعرف ان هذه الربوبية مبنية على الرحمة الله لطيف بعباده فاذا كان هذا اللطف بالبر والفاجر والمؤمن والكافر - 00:47:44
فكيف بالمؤمن؟ فاثار القيومية كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله تظهر وتثمر على المؤمن حينما يدرك ان الله يدبر اهل الايمان ويصرفهم الى ما فيه صلاحهم. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات - 00:48:05
الى النور يصلي عليكم وصلاته على العبد ما ظنكم باثارها وثمراتها من الوان الهدايات وفتح مغاليق القلوب ويتلطف بهم غاية التلطف وما كان الله ليضيع ايمانكم. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من - 00:48:27
بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم فيوفقهم وينقلهم من هداية الى هداية فاذا لامست هذه المعاني القلوب الصادقة العارفة بربها وخالقها جل جلاله فان ذلك يورث - 00:48:49
محبته لانه تبارك وتعالى يلطف بهم ويحفظهم ويرعاهم يقول لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام انني معكما اسمع وارى. ويقول ان رحمة الله قريب من المحسنين فهو مع المؤمنين بنصره وتأييده ورعايته وكفايته فيحبونه محبة تامة وتتعلق قلوبهم به ولكن - 00:49:10
قلوب اذا اقفرت من هذا تعلقت بالمخلوق ولذلك تجد احيانا الرجل يحب امرأة او احيانا المرأة تحب صاحبتها او شاب يحب صاحبه محبة يقول ليتني احب الله مثل ما احبك - 00:49:36
وبعض الناس يسأل عن التعلقات امرأة متعلقة باخرى وتقول كيف الخلاص؟ مشغولة بهذا المخلوق هؤلاء لو عرفوا الله معرفة صحيحة لعمل الخلق بما يليق بهم من المصانعة والاحسان دون ان يمتد القلب ويتعلق - 00:49:50
باحد منهم لكن احيانا القلب تكثر هذه المعاني فيه فيتعلق بهذا المخلوق تعلقا شديدا فيحبه محبة اعظم مما يحب الله. ويخاف من الاخر مخافة اعظم من مخافته من الله ويأتي هذا ويشتكي وهذا يشتكي هذا يعاني من محبة زائدة لفلان وهذا وهذي تعاني من محبة زائدة لفلانة الى غير ذلك - 00:50:08
وامر خامس والاخير ان من علم ان الله سبحانه هو القيوم فانه يثق به ويطمئن الى تدبيره وحفظه ويدعوه ويسأله ان ان يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته. ويتوجه اليه في طلب حاجاته - 00:50:32
اسأل الله عز وجل ان يعاملنا بلطفه وان يغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اللهم دبرنا فانا لا نحسن التدبير - 00:50:52
وخذ بنواصينا اليك ودلنا بك عليك يا خير مسؤول وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:51:09
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات. واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس مباركا ونافعا. وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:00:00
في هذه المجالس ايها الاحبة التي نتذاكر فيها هذه العلوم الشريفة مما يتصل باسماء الله عز وجل وصفاته. نتحدث في هذه الليلة عن اسم الله القيوم. وهو مرتبط ارتباطا وثيقا باسم الله الحي - 00:00:18
وسيكون الحديث باذن الله جل جلاله عن اربع قضايا كما هي العادة نتحدث اولا عن معنى هذا الاسم من الناحية اللغوية ومن جهة ايضا ما يكون له من المعنى بالنظر الى اضافته لله جل جلاله - 00:00:39
والجانب الثاني اذكر بعض ما ورد في الكتاب والسنة في ذكر هذا الاسم الكريم. واما الثالث فاذكر فيه ما يدل عليه هذا الاسم. واما الرابع فالكلام على الاثار. اثار هذا الاسم الكريم واثار الايمان - 00:00:59
به على العبد. اما معنى هذا الاسم فان هذه المادة القاف والواو والميم في كلام العرب ارجعها ابن فارس الى معنيين اثنين الاول الانتصاب والعزم. والمعنى الثاني جماعة الناس قوم - 00:01:18
بصرف النظر عما يطلق عليه هل يطلق على جماعة الرجال خاصة ويدخل فيه النساء بحكم التبع؟ المقصود ان القوم هم الجماعة من الناس وليس الشأن في هذا ليس الحديث هنا عن هذا الاطلاق وانما حديثنا سيكون - 00:01:39
عن المعنى الاخر وعامة اهل العلم يذكرون في المعنى اكثر مما ذكره ابن فارس يعني اذا كان ابن فارس يقول انه يطلق على جماعة الناس والاطلاق الاخر هو العزم والانتصاب - 00:01:57
فان اكثر اهل العلم يذكرون معاني اخرى قد يرجع بعضها الى شيء من هذا الى العزم ولكنها تدل على معان زائدة في الواقع اكثر مما ذكره ابن فارس على تفاوت بين اهل العلم في هذه المعاني التي يذكرونها - 00:02:14
ولا شك انه يمكن اختصارها لتداخل بعضها في بعض الا ان ذلك لا يقف والله اعلم على هذين المعنيين الانتصاب والعزم. فيما يخصنا. دعك من الاطلاق الاخر الذي هو بمعنى جماعة الناس فهذا لا تعلق له بموضوع - 00:02:33
وعن على كل حال القيام في لغة العرب. حي القيوم القيام في لغة العرب يقال للتكفل بالامر. فلان قام بهذه المهمة يعني تكفل بها. فلان يقوم على العمل الفلاني فلان يقوم على الارامل. يقوم على الايتام بمعنى انه متكفل - 00:02:50
بهم ومن هذا المعنى ما يذكره بعضهم يقول قام بالامر اذا وليه. تقول فلان هو الذي يقوم على هذه المؤسسة ولكن ليس هناك كبير فرق بين هذا وبين ما قبله - 00:03:15
من اطلاق ذلك على النهوض بالشيء وتوله. فلان يقوم على المؤسسة فلان يقوم على الشركة. فلان يقوم على الايتام فلان يقوم على اه اولاده واهله ولهذا يقولون قيام الامر صلاحه واستواؤه - 00:03:31
وقيام البناء اكتماله وتناهيه والقيام بالامر الجد فيه دون فتور والقيام خلاف القعود كل هذا تجدونه في بعض كتب اللغة كلسان العرب وغيره ولكن كما قلت هذه المعاني منها ما يرجع الى بعض. فالانتصاب يدخل فيه معنى ما ذكر من قيام البناء - 00:03:50
قام فلان اذا انتصب وهذا يقابل القعود وقام البناء كذلك ايضا ارتفع ولكن ما يتعلق بالالفاظ الاخرى والمعاني الاخرى التي ذكرت كالتكفل بالامر والقيام به اذا وليه وصلاحه واستوائه فيه دون فتور هذه يمكن ان ترجع الى معنى واحد - 00:04:13
ولهذا بعضهم يعبر يقول القيام بمعنى المحافظة والاصلاح ومنه قوله تعالى الرجال قوامون على النساء وهكذا في قوله الا ما دمت عليه قائما اي ملازما فمثل هذا يمكن ان يكون بمعنى الرعاية للشيء - 00:04:36
وتوليه والمحافظة عليه ولهذا يقال الرجل قيم على المرأة وقوام فهو قيمها. الرجال قوامون على النساء بمعنى انهم يقومون على بالولاية والرعاية والحفظ والاحتياط لهن ويحفظ المرأة من كل ما يمكن - 00:04:54
ان يؤثر عليها تأثيرا سلبيا او من كل ما يمكن ان يدنس شرفها او عرضها او يخل بمكانتها ومرتبتها كرامتها رجل قيم على المرأة وسيدها الذي يسوسها ويحوطها ويتولى شؤونها ويدبر امورها. هذا معنى القيم - 00:05:16
فهذه القوامة فهو السيد الذي يسوس الامور ويدبرها والله تبارك وتعالى هو القيوم. فاذا نظرنا الى هذه المعاني فاننا يمكن ان نفسر هذا الاسم الكريم فيما يتصل باضافته الى الله جل جلاله فنقول هو القائم بنفسه المقيم لغيره - 00:05:43
على سبيل الاختصار وعبارات اهل العلم ترجع في مجملها وغالبها الى هذا المعنى. فاذا نظرت الى عبارات بعضهم على سبيل المثال كبير المفسرين ابن جرير الطبري يقول هو القائم بامر كل شيء - 00:06:07
في رزقه والدفع عنه وتدبيره وتصرفه في قدرته وهكذا ما يعبر عنه الخطابي بانه هو القيم على كل شيء بالرعاية له ويعبر القرطبي يقول من قام بتدبير ما خلق وابن القيم يقول الذي قام بنفسه فلم يحتج الى احد. قام بنفسه - 00:06:23
وقام كل شيء به قام كل شيء به يعني انه هو الذي اقامه فكل ما سواه محتاج اليه بالذات. والله تبارك وتعالى هو القيوم الجامع لصفات الافعال هذا الاسم الكريم - 00:06:47
او هذا الوصف الذي تضمنه هذا الاسم يجمع صفات الافعال التدبير والرزق فهو قائم على كل شيء وقائم على كل نفس وهذا من معاني الربوبية كما سبق فان الرب والسيد - 00:07:03
والمتصرف بخلقه والمربي لهم بالنعم الحسية والمعنوية الظاهرة والباطنة فهذه الاسماء كما ترون تتصل ببعضها اتصالا وثيقا والله عز وجل هو الذي يرزق هذا من معاني القيوم وهو من معاني الرب - 00:07:19
هو الذي يحفظ كل شيء ويتصرف فيه كما اراد زيادة ونقص وتبديل وتغيير والمقصود ان القيوم يدل على المبالغة من القيام فان الله عز وجل يقول افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ قائم - 00:07:39
يقوم عليها بما كسبت فيحصي ذلك ويحاسبها على ما اقترفت وجنت كما انه تبارك وتعالى يجازي كل عامل بعمله. افمن هو قائم والمبالغة صيغة المبالغة القيوم فهو تبارك وتعالى يقيم امر اهل السماوات - 00:07:59
والارض بل يقيم السماوات والارض وما فيها ويدبرها ويرزق اهلهما فالحي الذي سبق الكلام عليه يجمع صفات الذات والقيوم يجمع صفات الافعال فان من كمال حياته ان يكون سميعا بصيرا الى غير ذلك من صفات الذات - 00:08:21
واما صفات الافعال من الرزق والاحياء والاماتة وما الى ذلك فهذا يرجع الى معاني القيوم وبهذا الاعتبار يكون القيوم متضمنا لصفتي فعل او صفة ذاتية بالاعتبار السابق يكون متضمنا لصفة فعل. صفة فعلية يدبر ويرزق يحفظ ويتصرف - 00:08:42
صرف امور الخلائق فهذه صفة فعلية ومن فسره قال القيوم هو القائم بلا زوال الدائم جعله بمعنى الباقي. فجعله صفة صفة ذات وبهذا قال البيهقي والخطابي والاحسن والله تعالى اعلم ان يقال انه صفة ذات - 00:09:07
باعتبار بعض معانيه وما يدل عليه فهو القائم بنفسه وهو صفة فعل باعتبار انه مقيم لغيره يدبر شؤونه يرزقه ويكلأه ويحفظه فوصفة فعل بهذا كبار وكما سبق في بعض اسماء الله تبارك وتعالى التي سبقت فانها - 00:09:30
قد تتضمن صفة ذات باعتبار وصفة فعل باعتبار كما سبق في الكلام على اسم الرب وتجدون بعض من يتكلم على هذا الاسم يذكرون انه صفة فعل. وبعض هؤلاء يقول انه صفة ذات - 00:09:54
ولعل الاقرب والله اعلم وما ذكرته صفة ذات باعتبار وصفة فعل باعتبار قد جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني بنونيته يقول هذا ومن اوصافه القيوم والقيوم في اوصافه امران - 00:10:07
احداهما القيوم قام بنفسه هذا المعنى الاول قائم بنفسه والكون قام به هما الامران هذا المعنى الثاني انه مقيم لغيره الكون قام به فالاول استغناؤه عن غيره. قائم بنفسه يعني انه لا يحتاج لا يفتقر الى غيره في اقامته. الخلق الان لو تخلى الله عنهم طرفة عين - 00:10:26
يحصل هل يكون لهم بقاء؟ ابدا. فبقاء الخلق حتى اهل الجنة في خلودهم. انما هو باقامة الله عز وجل لهم فهم مفتقرون اليه كل الافتقار اما الله عز وجل فهل هو بحاجة الى احد من خلقه؟ ابدا - 00:10:49
فهو مستغن عنهم. يقول والفقر من كل اليه الثاني. يعني المعنى الثاني انه مقيم لغيره انهم مفتقرون اليه كل الافتقار يقول والوصف بالقيوم ذو شأن عظيم هكذا موصوفه ايضا عظيم الشأن. والحي يتلوه فاوصاف الكمال هما - 00:11:05
لافق سمائها قطباني يعني يقول ان اوصاف الكمال ترجع الى الحي والقيوم الحي والقيوم لن تتخلف الاوصاف اصلا عنهما ببيان. هذا خلاصة الكلام الذي ذكرته سابقا يقول ان كل اوصاف الكمال ترجع الى الحي والقيوم. الحي ترجع اليه اوصاف الذات - 00:11:27
والقيوم ترجع اليه اوصاف الافعال ننتقل الى الجانب الاخر وهو ما يتعلق بالنصوص الواردة في الكتاب والسنة في تقرير هذا الاسم الكريم. القيوم ورد في كتاب الله عز وجل في ثلاثة - 00:11:49
مواضع في سورة البقرة في اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم وفي سورة ال عمران الله لا اله الا هو الحي القيوم. وفي سورة طه وعنت الوجوه - 00:12:04
للحي القيوم اما في السنة فجاء في قوله صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم برحمتك استغيث وجاء مضافا الى السماوات كما في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك الحمد انت قيوم السماوات والارض - 00:12:20
ومن فيهن وفي رواية عند مسلم قيام السماوات ثالثا ما يدل عليه هذا الاسم يدل هذا الاسم بدلالة المطابقة على الذات وصفة القيومية. ذات الله المسماة بهذا الاسم وعلى الصفة - 00:12:37
كما عرفنا ان اسماء الله مشتقة تدل على اوصاف الكمال. ويدل بالدلالة التضمن ذلك اذا اطلقت اللفظ على بعض معناه يقال لها دلالة التضمن فهذا يدل بدلالة التضمن على احدهما - 00:12:58
فقد يراد به الذات فقط فهذه دلالة تظمن. وقد يطلق ويراد به الصفة فهذه دلالة تظمن كما انه ايضا يدل بدلالة اللزوم والاقتضاء على جملة من المعاني والاوصاف الكاملة فكما سبق ان صفات الافعال ترجع الى هذا الاسم الكريم فهو متظمن لها او مستلزم لها فهو - 00:13:16
انه هو المدبر لامر العالم العلوي والسفلي. وهو القائم بمصالحه وحفظه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتاب التبيان وكثيرا ما تجد الارتباط كما في الايات السابقة بين الحي والقيوم - 00:13:43
وذلك لما سبق من تضامنهما لجميع اوصاف الكمال ففيهما اثبات الكمال الذاتي في الحي والسلطان في القيوم ولهذا يقال بان الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال لانه اذا تخلف شيء من صفات الكمال فذلك نقص في الحياة - 00:14:02
والقيوم متضمن لكمال غناه ولكمال قدرته الذي يدبر ويرزق ويعطي هل يمكن ان يكون ضعيفا؟ لا ليس له قدرة يكون عاجزا او يكون فقيرا لا يمكن هذا مع انه قائم بنفسه - 00:14:27
مستغن عن خلقه والحاصل ان هذا الاسم يدل على صفات كثيرة يمكن ان تفهم مما سبق. ولهذا فان من كمال حياته وقيوميته انه لا تأخذه سنة ولا نوم الله لا اله الا هو الحي القيوم - 00:14:43
لا تأخذه سنة ولا نوم فان السنة والنوم نقص في الحياة. كما انها نقص ايضا في القيومية الذي ينام هل يمكن ان يدبر احوال العالم انه لا يمكن ان يدبر احوال نفسه - 00:15:04
اذا اذا كان نائما فانه لا يدفع عن نفسه قليلا ولا كثيرا الله تبارك وتعالى لا ينام ولا يغفل ولا تعرض له الافات كما هو الشأن بالنسبة للمخلوقين الضعفاء كما انه من كمال ملكه وسلطانه وعظمته انه لا يشفع عنده احد - 00:15:20
الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وهذا ايضا يدل على كمال قيوميته فان المخلوقين يشفع الناس عندهم من غير اذنهم وقد يقبلون هذه الشفاعة بسبب ضعفهم فانه يخاف - 00:15:43
غوائل ذلك الشافع ان لم يقبل شفاعته لانه قد لا يقوم سلطانه الا به بان يكون من اركان سلطته او مملكته يعتمد عليه فيخاف غوائله او انه يرجو نفعه فيضطر الى قبول شفاعته. اما الله عز وجل - 00:16:03
فمن ذا الذي يشفع عنده الا الا باذنه ليس بحاجة لاحد فان قبل الشفاعة من احد فانما ذلك يكون على سبيل التفضل منه جل جلاله فحياته كاملة وقيوميته كاملة وملكه وسلطانه كامل - 00:16:22
ولهذا قال بعض اهل العلم بان الاسم الاعظم هو الحي القيوم وقد سبق هذا وهو اختيار جماعة من اهل العلم يا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم - 00:16:43
وقد اشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى المعنيين الذين ذكرتهما في الكلام على معنى القيوم من انه يدل على الوصف الذاتي والوصف الفعلي المتعدي فهو يذكر انه قيوم بمعنى انه لا يزول ولا يحصل له نقص بعد كماله - 00:16:59
فهو الباقي الدائم الموصوف بصفات الكمال من غير ان يطرأ عليه نقص بحال من الاحوال. لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل والذين قالوا بان هذا الاسم مع الحي هو - 00:17:20
الاسم الاعظم قالوا لان مرجع جميع الاسماء او الصفات انها ترجع اليه يقولون صفة الحياة مصححة لجميع الصفات وصفة القيومية متضمنة لجميع الافعال هذا من جهة النظر ومن جهة النقل يعني الدليل النقلي يحتجون بالاحاديث التي سبقت - 00:17:36
لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو اللهم اني اسألك بانك انت الله الذي لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم - 00:18:01
والاخر ليقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال للاول لقد سألت الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. وقال للاخر سل تعطى - 00:18:13
فذكر الاسم الاعظم في الدعاء الاول الذي ذكر فيه الحي القيوم وفي الحديث الاخر ما اصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض - 00:18:34
في حكمك الى اخره. والحافظ ابن القيم يقول في النونية وله الحياة كمالها فلاجل ذا مال الممات عليه من سلطان وكذلك القيوم من اوصافه ما للمنام لديه من غشيان وكذلك اوصاف الكمال جميعها ثبتت له ومدارها الوصفاني - 00:18:53
ومصحح الاوصاف والافعال والاسماء حقا ذلك الوصفاني. هذا المعاني التي ذكرتها انفا يقول ولاجل ذا جاء الحديث بانه في اية الكرسي وذي عمران اسم الاله الاعظم اشتمل على اسم الحي - 00:19:15
القيوم مقترنان اسم الاله الاعظم اشتمل على اسم الحي والقيوم مقترنان. فالكل مرجعها الى الاسمين يدري ذاك ذو بصر بهذا الشأن اني رابعا في الكلام على الاثار وهذه الاثار ايها الاحبة يمكن ان يقسم الكلام فيها على قسمين - 00:19:33
فيقال اثار هذا الاسم في الخلق وكذلك الاثار التي تحصل للمؤمن حينما يعرف هذا الاسم ويؤمن به ويعتقده ويدرك ما تضمنه من المعاني ولكن ادمجت هذا في هذا وربطت الكلام بعضه ببعض على سبيل الاختصار - 00:19:57
فاقول اول ما يؤثره ذلك فينا ان ندعوه تبارك وتعالى بذلك دعاء مسألة ودعاء عبادة. فالله تبارك وتعالى يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وفي حديث انس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يا حي - 00:20:21
يا قيوم وفي رواية كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اي حي اي قيوم. وهكذا في حديث انس رضي الله عنه حديث اخر قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك ان تسمعي ما اوصيك به. ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قيوم - 00:20:42
برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. وهكذا في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه - 00:21:03
بثلاثا غفرت ذنوبه وان كان فارا من الزحف والفرار من الزحف من السبع الموبقات قد فهم منه بعض اهل العلم ان من الاعمال الصالحة ما يكفر الكبائر. من غير التوبة. وانه لا يشترط في ذلك التوبة. ولكن هذا فيه نظر - 00:21:25
لان هذا الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى قال من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو قد سبق في الكلام على التوبة ان الاستغفار تارة يذكر ويراد به - 00:21:45
التوبة لا الاستغفار المجرد باللسان من غير حضور قلب ومن غير ان يكون مستوفيا لما تتطلبه التوبة من شروط لكن الانسان قد يتجاوز الله تبارك وتعالى عنه بعفوه او بشفاعة - 00:21:58
او بمصائب مكفرة او بحسنات عظيمة ماحية ولو كان ذلك من الكبائر كما هو معلوم على كل حال لا شك ان الدعاء بهذا الاسم لا سيما حينما يقرن مع الحي ان ذلك مظنة - 00:22:17
لان يكون ذلك الدعاء من قبيل السؤال بالاسم الاعظم. لهذا ذكرت من قبل في ان الانسان اذا اراد ان يدعو يقول يا الله يا حي يا قيوم يا واحد يا احد يا حنان يا منان. الاقوال التي قيلت الاقوال المشهورة - 00:22:36
في الاسم الاعظم يذكرها في دعائه وفي حديث انس ان رجلا دعا فقال اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم - 00:22:54
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فالانسان يدعو ربه دعاء مسألة يقول يا قيوم يا حي يا قيوم - 00:23:07
اما دعاء العبادة فانه ينتظم الامور التي ساذكرها بعده بان العبادة كما هو معلوم تكون بالقلب واللسان والجوارح ولهذا فان الثاني من هذه الاثار وان يتبرأ الانسان وهذا من اجل العبادات. العبادات القلبية اعظم جنس العبادات القلبية اعظم من جنس عبادات - 00:23:23
الجوارح اذا عرف الانسان ان ربه هو القيوم القائم على امور خلقه بارزاقهم واعمالهم واجالهم وما يتصل بدنياهم وفي كل شأن من شؤونهم وفي اخرتهم فانه يخرج من حوله وطوله وقوته - 00:23:46
ولا يركن الى نفسه طرفة عين ويفتقر الى ربه تبارك وتعالى افتقارا تاما كاملا وينزل به جميع حوائجه فيستعين به وبه يستغيث ويعتصم بحوله وطوله وقوته تبارك وتعالى كما انه يقطع التعلق - 00:24:08
بالمخلوقين ان يعطوه او ان يرزقوه او يتعلق بهم من اجل ان ينكف شرهم عنه فيقدم لهم الوان العبوديات ويمتد نظره ونظر قلبه الى هؤلاء المخلوقين لعلهم يرضون عنه لعلهم يعطونه - 00:24:31
لعله يحصل منهم على شيء من النوال من دنياهم او غير ذلك وهؤلاء مربوبون لله جل جلاله هم مفتقرون اليه وفقرهم ذاتي وغناه تبارك وتعالى هو الغنى الذاتي ولهذا الانسان يستغيث يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث - 00:24:52
فهذا الكون يصرفه الله تبارك وتعالى على اتساعه الذي لا نتصوره ولا نتخيله قد عرضت في احد الايام بعد صلاة العشاء صورة فضائية حقيقية للكون ولبعض المخلوقات الهائلة فيه ونسبة الارض اليها ثم قربنا الارض حتى وصلنا الى مسجدنا - 00:25:12
ترى الارظ كانها حبة رمل تسبح في هذا الفضاء كأن حبة رمل بما فيها من البحار والقفار والجبال والغابات وبما فيها من ناطحات وجيوش جرارة ودول ممكنة مثل حبة الرمل تسبح في هذا الفضاء. فقربناها شيئا فشيئا - 00:25:33
حتى وصلت الى مسجدنا وكنت اقول حينها بان الانسان قد يتعاظم الشيء الصغير في نظره اذا صوب نظره وقلبه الى بيهي مثل هذه الان القطعة الصغيرة السوداء انتم تنظرون اليها من بعيد تأخذ حجمها الطبيعي وكلما ابتعدت وجعلت - 00:25:55
في الافق كلما كان ذلك ادعى لصغرها وتظائلها. وكلما قربتها امام عينك فانها تحجب عنك الاشياء هكذا المخلوق الضعيف المسكين اذا امتد اليه نظر القلب عظمه فتعاظم هذا المخلوق فحجب عنه كل شيء - 00:26:15
وصار لا يرى الا هذا المخلوق ايا كان هذا المخلوق سواء كان هذا المخلوق من ذوي السلطان او كان مالا او غير ذلك مما تتعلق به نفوس المخلوقين ويتعاظم اعظم - 00:26:35
مما ينبغي له فيكون اعظم في نظره واحب اليه او يخافه اكثر مما يخاف من الله جل جلاله وقل مثل ذلك في امور كثيرة حتى المشكلات انا مشكلة يسيرة استغرق الفكر فيها يفكر الانسان فيها ولا ينظر الا اليها ويركز فتتضخم هذه المشكلة عنده وتصير تغطي - 00:26:50
الحياة هالة من السواد فتظلم الدنيا في عينه. لكن لو اعطاها حجمها الطبيعي لما كان الامر كذلك الافق واسع حياته فيها الحلوة والمرة فاقول ايها الاحبة الله تبارك وتعالى يصرف هذه الكائنات - 00:27:13
والخلائق ويملك ازمة الامور وبيده النفع والضر والخلق والرزق والاحياء والاماتة فينبغي ان يتخذه العبد وكيلا وان يكون هو حسبنا ومولانا وكافينا. اما هذه المخلوقات فاذا نظر الانسان اليها فان صاحب النظر الصحيح الذي عرف الله معرفة صحيحة باسمائه وصفاته انما تدله هذه المخلوقات على خالقها لا ان تتعاظم فتزاحم - 00:27:33
عظمة الخالق بنفسه فهذا من عكس الامور وقلب الاشياء فهو نظر فاسد الصحيح ان ينظر اليها باعتبار انها تدل على هذا الخالق العظيم وتدل على كمالاته ونعوت جلاله فلا ينبغي ان يحجبنا هذا الخلق عن الخالق بل كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله يناديه كل - 00:28:04
شيء من هذه المخلوقات بلسان الحال فيقول اسمع شهادتي لمن احسن كل شيء خلقه انا صنع الله الذي اتقن كل شيء فاذا رأى الجمال المروج ورأى ذلك في بلاد تغمرها الخضرة وتسرح فيها الانهار وما الى ذلك فان هذا لا يجعل قلبه يتعلق به وانما يتوجه - 00:28:30
الى تعظيم الخالق فهذا شيء يسير من خلقه سبحانه وتعالى لا سيما اذا اعطينا الاشياء حجمها الحقيقي. فتذكر ما ذكرت من ان هذه الارض بنظرنا حينما نجعلها في صورتها الحقيقية من - 00:28:59
كأنها حبة رمل فما الذي يوجد فيها من هذه الزينة والبهرج وما الى ذلك هو شيء يسير من خلق الله عز وجل فنتوجه الى تعظيم الله تبارك وتعالى دون ان تتعلق قلوبنا بهذه - 00:29:15
المخلوقات. هذه الاموال التي بايدي الناس كم تمثل بالنسبة لما عند الله عز وجل في خزائنه اي لا يذكر ومع ذلك يتحول بعض الخلق الى عبادة جزء حقير بالنسبة الى ما في ايدي الناس ايضا. لانه كم سيحصل بالنسبة - 00:29:31
المال الذي وضعه الله عز وجل في ايدي الخلق ومع ذلك تتحول عبوديته له فهذا من فساد النظر والخلل التفكير هذه الاكوان العظيمة والافلاك من الذي يمسكها من الذي يمسك السماوات - 00:29:50
والارض ان تزول من الذي يدبر هذه الكواكب والنجوم؟ الشمس تخرج من هنا وتغيب من هنا من الذي يدبرها هذا التدبير الدقيق ويصرفها هذا التصريف لو تعطل شيء من هذا لو صارت الشمس عندها خلل وبطء في الحركة ما الذي سيحصل؟ ومن يا ترى هم المهندسون - 00:30:09
الذين سيستطيعون اصلاح هذا الخلل اللي حصل. احد يستطيع احد يستطيع لو ان القمر ابتعد او لو ان بعض النجوم اقتربت او حصل سرعة في حركة بعض الافلاك والنجوم ما الذي سيحصل - 00:30:30
لو ازدادت البرودة قليلا وهذا يدل على ضعفنا وعجزنا اذا زادت البرودة في المكيف جمد الناس ورأيتهم اشفقت عليهم. واذا صار فيه شيء من الحرارة اثر ذلك فيهم غاية التأثير. طيب لو ان البرودة الشمس ارتفعت اكثر او - 00:30:46
اكثر بقدر يسير ما الذي سيحصل من الذي يقيم هذه الاشياء جميعا؟ ويدبرها هذا التدبير الدقيق بهذه الازمان المتطاولة ما حصل خلل في يوم واحد. ولهذا احيانا الانسان يتعجب ما يقرأ احيانا بعض علماء الفلك يتحدثون - 00:31:03
ان نجما او كوكبا ينطلق باتجاه الارض وانه قد يصطدم بها هذا لن يكون الا في نهاية العالم لن يكون خراب هذا العالم والتبدل والتغير الذي يحصل فيه الا في يوم القيامة. اما في الدنيا فكل شيء يسير في المسار الذي رسمه الله عز وجل له تماما من غير ان - 00:31:21
يضطرب ولا يختل لن يصطدم بالارض ولن يحصل شيء. الى يوم الوقت المعلوم ولو توقفت الشمس وصار الناس في ليل او صاروا في نهار دائم كيف ستكون حياتهم؟ وهكذا ايها الاحبة - 00:31:45
هذا الخلق العجيب بما فيه ما سخر الله فيه من الدواب والنبات الى غير ذلك من امور قد لا ندرك اكثرها. جسم الانسان هذا الذي تجري فيه اشياء عجيبة ولو اصابه شيء من مرض او تعطل عصب او - 00:32:01
عرق ونظر فيه الانسان وجد اشياء هائلة صار عنده ثقافة واسعة بهذا العرق او العصب وما دوره؟ ما اثاره؟ وما الاشياء التي تؤثر عليه؟ وما هي طرق العلاج الموجودة في العالم؟ وما هي اثار هذا؟ وما هي اثار هذا؟ الى اخره. وقبل ذلك ما كان يعرف - 00:32:16
اسم هذا او انه موجود به وجميع الناس فيهم هذه الاشياء هذه العروق والاعصاب الدقيقة وكيف وصلت ببعضها وكيف الجهاز العصبي والجهاز وهكذا كل هذه اشياء في كل الناس ما الذي يدبرها؟ لو الانسان كلف فقط - 00:32:32
نفخ رئته فقط كيف سينام وكيف سيأكل وكيف تصور يأكل وينفخ فالله يدبر ذلك جميعا. لو حصل عنده تسارع في نبضات القلب نفسها تكون حالة يذهب الى الاطباء ويحمل معه جهازا - 00:32:49
فالله يدبر ذلك جميعا. هذه الكائنات الدقيقة. حشرة صغيرة جدا لا تكاد ترى. صغيرة جدا سأل عنها بعض الناس تأذوا منها فاعطيتها لبعض الاساتذة في قسم الاحياء تصوروا لبعض من بعض الكتب واروني صورتها وهي كبيرة فاتيت بصورتها وهي كبيرة لهؤلاء واعطيتهم اياها - 00:33:03
الشاهد هذه الدابة الصغيرة الدويبة الصغيرة التي لا نتفطن لها وقد تكون موجودة في كل بيت قال هؤلاء انه يوجد في العالم منها من هذه فقط ما يقرب من خمسين مليون صنف - 00:33:23
من دويبة واحدة دويبة واحدة صغيرة لو اذكرها قد لا يعرفها يمكن جميع الاخوان مع انها موجودة لكن لصغرها لا ينتبهون اليها. هذي دويبة صغيرة توجد في البيوت وتوجد في الفرش وتوجد في - 00:33:40
فكيف بخلق الله عز وجل هذا الهائل الممتد بما فيه من العجائب والغرائب من الذي يديره؟ ومن الذي يدبره؟ من الذي يرزق هذه الاشياء؟ والناس في هذه الايام في قلق متسارع - 00:33:55
حينما رأوا بوادر هذه المشكلة المالية وكأن الناس هم الذين يديرون هذا العالم. وكأن الناس هم الذين يقومون على ارزاقهم وشؤونهم الله عز وجل هو الذي يدبر جميعا وكل شيء وفق حكمته سبحانه وتعالى - 00:34:08
المقصود ايها الاحبة اذا عرف الانسان معنى هذا الاسم الكريم وامن به واستيقن ان الله عز وجل هو الذي يقوم بتدبير امور العباد وارزاقهم وجميع احوالهم فيتوكل عليه حق وقل - 00:34:28
يتوجه قلبه اليه وعلى الله فتوكلوا اتتوكل على المخلوق المخلوق ما عنده شيء نفحة من عذاب الله غير كل شيء عقوبة يسيرة هلال في الاقتصاد في جزئية من الجزئيات انظر الى العالم من شرقه الى غربه. بلاد ذات اقتصاد قوي جدا. بلاد صناعية - 00:34:44
والعظمى تشاهدون ويشاهد العالم في كل يوم انهيارات فيها نفحة ما نزلت صاعقة من السماء وما نزلت صيحة وما وقع زلزال نفحة فبقيت ابصار الخلق مشدوهة يعلنون ضعفهم وعجزهم امام قوة الله عز وجل - 00:35:07
واذا اراد الله عز وجل امرا فان ما يحاوله الانسان اذا كان الله لا يريد لهذا الخرق رتقا فانه يكون فعل هذا الانسان في اصلاحه انما هو وبال وخراب رجاؤنا ايها الاحبة يكون بالله وتوكلنا على الله - 00:35:26
اما المخلوق فالاستغناء الكامل التاني عنهم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. لا تتعلق بالطبيب ولا بالدواء ولا بالمستشفى انما يكون التعلق بالله وحده دون احد سواه - 00:35:46
وبهذا يرتاح القلب من كثير من العناء والشقاء والحسرات التي تذهب بها نفوس من لا ايمان له ولا معرفة بربه وخالقه جل جلاله فيكون المؤمن مطمئنا تستقر نفسه لا تنتابه مشاعر القلق - 00:36:04
والكآبة والضيق والخوف من المستقبل لان ذلك جميعا بيد الله عز وجل يديره انما علينا ان نعمل كما امرنا الله ان نعبده وان نسعى في طلب الرزق واقامة الحياة بصورة ترضي الله عز وجل من غير مقارفة للحرام نعمر هذه الدنيا - 00:36:24
نتعاطى الاسباب الصحيحة لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب. هذا من اجمع الكلام. اتقوا الله لا تأخذ ذلك من غير حله ما كتب لك سيأتيك - 00:36:46
واجملوا في الطلب يعني لا تتهافت عليها وتدنس الشرف والعرض وتنسفل وتهبط من اجل حطامها. لا لا ارتفع طوبى باسبابها الصحيحة وبالقدر اللائق دون تهافت يذهب بالدين والمروءة لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. انظروا الى الصور والاوضاع المسفة اللي كنا نخجل حينما كنا نشاهدها على صفحات الجرايد والصحف - 00:37:01
حينما تهافت الناس على او كثير من الناس على الاسهم طور مخجلة طوابير طويلة ثم بعد ذلك هل اخذوا رزقا لم يكتبه الله عز وجل لهم؟ ابدا ماذا حصل؟ هو طرب قليل وفرحة يسيرة ثم اعقبها بعد الوان من - 00:37:28
هي للحصول على اكبر قدر من هذه المطامع تحول ذلك الى الى خسائر فادحة الذين يتهافتون الصباح يأخذ من الحرام وصار يقترض من البنوك فصارت النتيجة وبالا وصارت ديون لا زالوا يعانونها - 00:37:42
اتقوا الله واجملوا في الطلب. لربما كان يظن بعض الناس ان الذي لا يتهافت ذلك التهافت ولا يقبل ذلك الاقبال انه فيه عجز او غفلة كيف يفوت هذه الفرص ويلام غاية الملامة؟ والان فهذا القلق - 00:38:00
هذا الانزعاج ايها الاحبة لا محل له فيطمئن القلب الى ربه جل جلاله ويركن اليه ويلجأ لحماه ويلوذ بجنابه ويطرق بابه دون ان يكون ركوننا الى اد من المخلوقين. وتوكل على الحي الذي لا يموت - 00:38:17
لا يموت المخلوق يموت وينتهي وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فمن توكل عليه كفاه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه. ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء - 00:38:37
قدرا هذه النصوص ناطقة بمعان عظيمة لو تدبرها الخلق لاراحتهم من كثير من التخبط الذي هم فيه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا - 00:38:59
اقول لو وكل ايها الاحبة تدبير امر هذا الكون للبشر اولا هم لن يستطيعوا لكن ما الذي سيحصل؟ لو وكل اليهم تدبير ما يتعلق بالمعائش ما الذي سيحصل فقط هذا الجانب ما الذي سيحصل - 00:39:19
انظر كيف توجد هذه المعاش؟ كيف توجد الارزاق؟ المطر ينزل من السماء يحمي الله عز وجل به الارض بعد موتها. ترعاه الدواب ما الذي يوجد من هذه الدواب؟ ما الذي يوجد من النباتات - 00:39:34
كيف تنشق الارض عن مسمار النبات كيف ينمو كيف تظهر الثمار ما الذي يحصل من هذه الاشياء جميعا مما يجنيه الناس انظر مثلا كثرة ما يستهلكه العالم في شرقه وغربه في اليوم الواحد كم تقدر من اللحوم - 00:39:47
بانواعها لم يقدر هذا ومع ذلك لم تفنى البهائم مع ان الانسان بنظره القاصر لو نظر قضية بهذا الاستهلاك الهائل ان هذا يكفي لافنائها. الضأن تلد في الغالب ولدا واحدا. والماعز تلد ولدين - 00:40:04
ولكن لما كان استهلاك الناس في الضأن كانت البركة فيها اكثر فهي اكثر من المعز وسيأتي اشياء من هذا القبيل في الكلام على اسماء الله العليم والخبير والحكيم وما الى ذلك - 00:40:21
استهلاك الناس من الفواكه والثمار تم ومع ذلك هي متوفرة لو نظر الانسان لاهل منى فقط نظرت اليهم من فوق جبل من يستطيع ان يطعم هؤلاء ويتولى شؤونهم هل يستطيع - 00:40:36
ما احد يستطيع ومع ذلك كل احد الله عز وجل يهيئ له رزقه فما يموت احد من الجوع اليس كذلك بل قد يأكلون هناك اضعاف ما يأكلونه في بيوتهم. اليس كذلك؟ فالله عز وجل هو الذي - 00:40:52
يدبر شؤون المخلوقين. حينما يقوم الناس وينطلقون الى اعمالهم في الصباح ويطلبون لقمة العيش الى اخره هذه الوحوش اللي في الغابات والدواب اللي في قعر البحار من الذي يرزقها كل يوم يعطيها الفطور والغداء والعشاء؟ من - 00:41:07
الله تبارك وتعالى وسيأتي الكلام على اسم الله الرزاق واشياء عجيبة في هذا الباب كيف يرزق الله عز وجل طائر الاعمى والحي العمياء وامور كانت سببا توبة اقوام ورجوعهم عما كانوا فيه. كم يستهلك العالم من الحديد - 00:41:21
هم يستهلكون من الذهب على مدى هذه القرون والعصور المتطاولة ومع ذلك لم يفنى شيء من هذا ما فنيت الله عز وجل ينزل الارزاق قدر ما يحتاج اليه ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا - 00:41:42
لبغوا في الارض مخلوق لا يستطيع ان يدبر شؤونه مسكين قد يأكل عشبة او نحو ذلك يتداوى بها فيكون فيها عطبه وهلاكه قبل اشهر بعض الخبراء من الامريكان في الاقتصاد. كتبوا بعض الكتابات وبعض هذه الكتب انتشر انتشار الشمس - 00:41:59
لمكانة هؤلاء ولحذقهم ومعرفتهم بشؤون الاقتصاد ماذا كان يقول احد هؤلاء؟ قبل اشهر يقول كل شيء ستحتاج اليه يجب ان تشتريه من الان لماذا؟ لان الاسعار في ارتفاع مستمر تاج اثاث لا تؤجل تقول بعد سنتين. تحتاج مواد بناء لا تؤجل. تحتاج - 00:42:19
لباس تحتاج مواد غذائية لا تؤجل ينبغي ان تبادر وبناء على هذا بادر كثير من الناس تروا اراضي يحتاجون اليها او سيتجرون بها لانها سترتفع اكثر. وبعض من يبني بادر واشترى كل ما يحتاج اليه من الحديد - 00:42:40
كان طن من الحديد يصل الى خمس الاف وثمان مئة ريال. وذهب بعض التجار وفي السوق السوداء اشتروا كميات من الحديد من الصين ومن غيرها وخزنوا سلعة اذا طال عليها الزمن اصابها الصدأ - 00:42:58
تروها باسعار غالية وبعض هذه السلع لم تصل الى الان اشتريت ولكن في فترة وجيزة واذا بكل المقررات السابقة تتغير واصبحت الاسعار تنزل فمن خمس الاف وثمان مئة يصل الطن الى كم - 00:43:13
الف وتسع مئة هو المتوقع انه ينزل اكثر من هذا في فترة فترة بسيطة هؤلاء خبراء يقولون اشتر كل شيء تحتاج اليه لا تنتظر لان الارتفاع مستمر. لا تؤجل. الانتظار لا معنى له - 00:43:28
ثم تتحول المعادلة ويصبح الناس الان ينتظرون بانهم ينتظرون مزيدا من الهبوط حتى في شراء السيارات وحتى في شراء امور اخرى مما يحتاجون اليه يتوقعون انها ستنزل اكثر من هذا - 00:43:41
رأيتم تدبير المخلوق ولذلك انظر الى التخبط الموجود اين يذهب الانسان الدولار ينزل. الين ينزل. الذهب ينزل. اين يضع الانسان امواله؟ بعضهم يقول في ذهب طيب والذهب ينزل سيخسر الانسان الذي اشتراه - 00:43:54
فاقول هذا تدبير المخلوقين. والله هو الحي القيوم بيده ازمة الامور واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه لن تموت هذه الامة بسنة عامة دعا ربه بهذا بفقر ومجاعة عامة ما يمكن - 00:44:10
وان الله اعطاه ذلك اجابه اذا هذه يفترض ان تكون قاعدة عندنا في الاقتصاد. بعض الناس يقول نريد ان نقطع النسل. من اجل الاوضاع الاقتصادية. بعض الناس يسألون الان عن هذا - 00:44:25
يقول لك يكفي ما عندنا ثلاثة الاوضاع الاقتصادية صعبة نحن المستقبل لا ندري كيف يكون اريد ان اتوقف عن الانجاب يجوز ولا ما يجوز فالله عز وجل حينما قال في سورة الاسراء ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق - 00:44:38
خوف فقر متوقع في المستقبل قال نحن نرزقهم. قدم رزق الاولاد واياكم بسورة الانعام قال ولا تقتلوا اولادكم من املاق يعني من فقر واقع. قال نحن نرزقكم واياهم. قدم رزق الاباء الفقراء - 00:44:52
اطمئنوا اولاد ما ينقصون من رزقكم شيء كل واحد يأتي رزقه معه الستم ترزقون انفسكم حتى ترزقوا غيركم فما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها نحن نطمئن بهذا - 00:45:08
وينبغي ان تكون عقائد راسخة عند اهل الايمان. لكن اولئك الذين لا يعرفون الله ولا يعرفون الحي القيوم كيف تكون حالهم في هذه الاوضاع يعني انا اتصور انهم يحتاجون الى - 00:45:27
المصحات النفسية والمستشفيات الامراظ العقلية اللي عندهم اكثر من الف ضعف من الموجود هناك في هذه الفترة القادمة ينهارون ماذا عندهم؟ هي الدنيا هي غاية المطلوب ليس عندهم الا الدنيا. فاذا ذهبت الدنيا ما الذي يبقى؟ خلاص - 00:45:39
حتى البيت اللي هو ساكن فيه قالوا لو سمحت البيت مرهون شل اغراضك ومع السلامة ولا حتى اخذنا اغراظك عليك بناء على التأخير اللي يحصل اجار نحسبه عليك فنسأل الله - 00:45:56
لنا ولكم ولجميع المسلمين العفو والعافية اقول لو تخلى الله عز وجل عن هذا الخلق طرفة عين لهلكوا ثالثا معرفة ان الله هو القيوم يبعث على مخافته خاف من الله عز وجل - 00:46:08
اذا كان الله عز وجل من معاني القيوم هو القائم على كل نفس القائم على الناس باعمالهم واجالهم وارزاقهم وحسابهم وجزائهم والدنيا والاخرة كلها بيده التصريف بيده العبد يحرم الرزق - 00:46:22
بالذنب يصيبه فيعاقبه الله عز وجل بخسارة بنقص في الاموال والانفس والثمرات لان التدبير بيده ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين يعني قحط ونقسم من الثمرات فالله يعاقب الخلق فيذهب بعض ما في ايديهم ويرسل اليهم الافات - 00:46:40
والعلل والاوصاب والامراض جزاء وفاقا يخاف الانسان اذا خالف امره ولم يستقم على الصراط المستقيم ان الله يعاقبه ويجازيه في الدنيا وفي الاخرة فهو قائم على خلقه باعمالهم وارزاقهم واجالهم - 00:47:02
جزائهم يحفظ عليهم اعمالهم لا يضيع من ذلك شيء وامر رابع من هذه الاثار هو محبته سبحانه وتعالى فاذا كان الله عز وجل يدبر امر الخلائق البر والفاجر المؤمن والكافر ويسوق اليهم الارزاق ويعطيهم ويرسل اليهم الرسل - 00:47:20
ورحمته وسعت كل شيء. ولهذا لما ذكر الربوبية الحمد لله رب العالمين ذكر بعده الرحمة. الرحمن الرحيم. ليعرف ان هذه الربوبية مبنية على الرحمة الله لطيف بعباده فاذا كان هذا اللطف بالبر والفاجر والمؤمن والكافر - 00:47:44
فكيف بالمؤمن؟ فاثار القيومية كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله تظهر وتثمر على المؤمن حينما يدرك ان الله يدبر اهل الايمان ويصرفهم الى ما فيه صلاحهم. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات - 00:48:05
الى النور يصلي عليكم وصلاته على العبد ما ظنكم باثارها وثمراتها من الوان الهدايات وفتح مغاليق القلوب ويتلطف بهم غاية التلطف وما كان الله ليضيع ايمانكم. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من - 00:48:27
بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم فيوفقهم وينقلهم من هداية الى هداية فاذا لامست هذه المعاني القلوب الصادقة العارفة بربها وخالقها جل جلاله فان ذلك يورث - 00:48:49
محبته لانه تبارك وتعالى يلطف بهم ويحفظهم ويرعاهم يقول لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام انني معكما اسمع وارى. ويقول ان رحمة الله قريب من المحسنين فهو مع المؤمنين بنصره وتأييده ورعايته وكفايته فيحبونه محبة تامة وتتعلق قلوبهم به ولكن - 00:49:10
قلوب اذا اقفرت من هذا تعلقت بالمخلوق ولذلك تجد احيانا الرجل يحب امرأة او احيانا المرأة تحب صاحبتها او شاب يحب صاحبه محبة يقول ليتني احب الله مثل ما احبك - 00:49:36
وبعض الناس يسأل عن التعلقات امرأة متعلقة باخرى وتقول كيف الخلاص؟ مشغولة بهذا المخلوق هؤلاء لو عرفوا الله معرفة صحيحة لعمل الخلق بما يليق بهم من المصانعة والاحسان دون ان يمتد القلب ويتعلق - 00:49:50
باحد منهم لكن احيانا القلب تكثر هذه المعاني فيه فيتعلق بهذا المخلوق تعلقا شديدا فيحبه محبة اعظم مما يحب الله. ويخاف من الاخر مخافة اعظم من مخافته من الله ويأتي هذا ويشتكي وهذا يشتكي هذا يعاني من محبة زائدة لفلان وهذا وهذي تعاني من محبة زائدة لفلانة الى غير ذلك - 00:50:08
وامر خامس والاخير ان من علم ان الله سبحانه هو القيوم فانه يثق به ويطمئن الى تدبيره وحفظه ويدعوه ويسأله ان ان يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته. ويتوجه اليه في طلب حاجاته - 00:50:32
اسأل الله عز وجل ان يعاملنا بلطفه وان يغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا اللهم دبرنا فانا لا نحسن التدبير - 00:50:52
وخذ بنواصينا اليك ودلنا بك عليك يا خير مسؤول وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:51:09