بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى - 00:00:00
ان يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم ومقربا الى مرضاته وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح كان حديثنا ايها الاحبة اخر ما تحدثنا عنه هو ما يتصل باركان الايمان بالاسماء الحسنى - 00:00:23
وقلنا انه يجب على المسلم ان يؤمن بكل اسم سمى الله به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ان نؤمن بالاسم والامر الثاني ان نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة لله تبارك وتعالى - 00:00:47
والركن الثالث هو الذي سنتحدث عنه هذه الليلة باذن الله عز وجل وهو ما يتعلق الاثار التي تتعلق بالاسماء الحسنى وهذا الركن له تعلق بما قبله فالانسان اذا امن بالاسم - 00:01:13
لابد ان يؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة ولا يمكن ان يؤمن بالاثر المترتب على ذلك الا اذا امن بالصفة وامن قبل ذلك بالاسم فلا بد من فهم معاني الاسماء - 00:01:41
ان نعرف معانيها وما دلت عليه فاسماء الله تبارك وتعالى لها اثار اثار في هذا الخلق الذي نشاهده ولها اثار ايضا فيما يتصل بامر الله عز وجل وحكمه الشرعي وما شرعه لعباده - 00:02:03
فمن نظر في هذا وهذا رأى اثار الاسماء الحسنى ظاهرة جلية لا خفاء فيها. وحديثنا انما هو عن الاسماء التي لها اثر الاسماء المتعدية. تعلمون ان من اسماء الله عز وجل - 00:02:29
ما ليس بمتعد فاسم الله تبارك وتعالى الحي مثلا العظيم هذه من اسمائه غير المتعدية فهذا نؤمن بالاسم ونؤمن بما تضمنه من الصفة. وقلنا كل اسم يتضمن صفة وهناك اسماء - 00:02:50
متعدية يعني لها اثار متعدية فلا بد من الايمان بتلك الاثار مع الايمان بالاسم والايمان بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم ولذلك ايها الاحبة نقول بان هذه الاثار التي يجب ان نؤمن بها - 00:03:12
يجب على كل مسلم ان يؤمن بها اجمالا واما ما يتعلق بالتفصيل فان ذلك لا يجب على كل احد ولكن الناس يتفاضلون في هذا ويتفاوتون تفاوتا كبيرا وهذا فضل الله عز وجل - 00:03:37
يؤتيه من يشاء فكل بحسبه والله عز وجل لا يكلف نفسا الا وسعها ايها الاحبة اذا تأملت اسماء الله تبارك وتعالى التي تكون متعدية وجدت ان اثارها تترتب عليها ترتبا - 00:03:56
الملزوم على لازمه والمقتضى على مقتضيه وكترتب المرزوق والرزق على الرازق وكترتب المرئيات والمسموعات على السميع والبصير وهكذا فلا بد من ترتب الاثار على هذه الاسماء المتعدية ولهذا فان الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:04:22
اعتبر العلم بالاسماء الحسنى انه اصل للعلم بكل معلوم ووجه ذلك ان كل المعلومات لا تخرج عن امرين اما ان تكون هذه الاشياء التي نعلمها هي من قبيل خلق الله عز وجل - 00:04:53
فيدخل في هذا جميع انواع العلوم التجريبية العلوم المادية واما ان يكون ذلك من قبيل العلم بامره جل جلاله فيدخل في هذا العلم بالله عز وجل واسمائه وصفاته واحكامه كل ذلك داخل - 00:05:19
فيه فهذه العلوم اما علم بما كونه الله عز وجل وخلقه او علم بما شرعه فمصدر الخلق انما هو عن اسمائه تبارك وتعالى وهكذا ايضا مصدر الحكم والشرع اسماؤه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:05:48
دلت على اوصافه مشتقة منها اشتقاق معاني وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران والحكم نسبتها الى متعلقات تقتضي اثارها ببيان فانت لو تصورت الان في هذا العالم هذا الخلق الذي تشاهده - 00:06:17
لو كان الحيوان بجملته معدوما فالله يرزق من الحيوان يقصدون به الاشياء الحية التي فيها روح فيدخلون في جملته الانسان فالله عز وجل يقيمها ويرزقها فاقواتها وقيامها انما هو باقامة الله عز وجل لها. فهو الذي يرزق - 00:06:42
الحيتان في البحر والديدان تحت الارض وهو الذي يرزق سائر المخلوقات بجميع انواعها فلو تصور انها معدومة فالله يرزق من واذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم ان الناس في عصمة من المعاصي - 00:07:06
فالمغفرة تكون لمن عمن يعفو الله تبارك وتعالى وعلى من يتوب وهكذا ايضا لو فرض ان الناس جميعا اغنياء انهم مستغنون عن رازق يرزقهم فاين السؤال والتضرع والافتقار الى الله عز وجل والانطراح بين يديه واينما يترتب على ذلك من اجابة سؤال - 00:07:28
السائلين ودعاء الداعين وجبر كسر الضعيف اصحاب القلوب المنكسرة وهكذا ايضا ظهور افضاله وانعامه على عبيده الله تبارك وتعالى من اسمائه العفو الغفور الرحيم الرازق كل هذه اسماء لله عز وجل. فلو ان الناس قد استغنوا عن العطاء والرزق - 00:08:00
او كلهم لا يعصون الله عز وجل فلمن تكون المغفرة ولمن تكون الرحمة ولمن تكون التوبة فمن اسمائه تبارك وتعالى التواب فلا تظهر اثار الاسماء الحسنى وانما اقتضت حكمته تبارك وتعالى - 00:08:29
ان يوجد ذلك جميعا في الخليقة من اجل ان تظهر اثار اسمائه وكمالاته جل جلاله ما اسمه الخالق يقتضي مخلوقا والبارئ يقتضي مبروءا والمصور يقتضي مصورا فلابد من ذلك اصلا - 00:08:50
فهذه كلها من الاسماء المتعدية التي تقتضي اثرا ينتج عنها لذلك يقال ايها الاحبة ان اسماءه الغفار والتواب يقتضي مغفورا له ومن يتاب عليه وهكذا ايضا لابد من امور يتوب العبد منها وهكذا ايضا - 00:09:14
من تأمل ارتباط الخلق والامر بهذه الاسماء الثلاثة كما يمثل الحافظ ابن القيم على الاسماء الاولى التي وردت في اول سورة الفاتحة الحمد لله ربي العالمين. الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين - 00:09:39
فهو يقول الله والرب والرحمن يقول هذه الاسماء الثلاثة نشأ عنها الخلق والامر والثواب والعقاب وهي التي جمعت الخلق وفرقتهم فلها الجمع والفرق؟ يقول اسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات. هل يخرج احد من ربوبية الله عز وجل - 00:10:00
الجواب لا فهو رب للجميع للمؤمن والكافر وهو رب للجماد والحيوان والنبات لا يخرج احد عن ربوبيته تبارك وتعالى اجتمع الخلق بهذا الاعتبار تحت صفة الربوبية واما صفة الالهية فقد افترقوا فيها - 00:10:28
الى مؤمنين وكفار فلها الفرق الربوبية لها الجمع والالهية لها الفرق فصار الناس الى طائفتين الى فريقين سعداء واشقياء انقسموا الى مؤمنين وكفار بالدين والشرع والامر والنهي مظهره وقيامه من صفة الالهية - 00:11:02
والخلق والايجاد والتدبير صفة من صفات الربوبية والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك فالله تبارك وتعالى امرهم بالاهيته واعانهم ووفقهم وهداهم واضلهم بربوبيته وعاقبهم بملكه وعدله واما الرحمة - 00:11:28
فهي التعلق والسبب الواصل بين الله عز وجل وبين العباد لا ينفكون عن رحمته بحال من الاحوال. لو تخلى عنهم فهلكوا جميعا فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم والرحمة هي السبب الواصل بين الخالق - 00:11:57
والمخلوق بها ارسل اليهم الرسل وانزل عليهم الكتب ووفق من شاء الى الهدى وبها اسكنهم دار الكرامة الجنة وبها رزقهم وعافاهم واعطاهم وانعم عليهم وهكذا فهذه الاثار وهذه الاسباب التي خلقها الله عز وجل هي من لوازم كماله وملكه وقدرته وحكمته - 00:12:20
فظهور تأثيرها واحكامها في عالم الشهادة هو تحقيق لهذا الكمال ولابد كيف نعرف انه تبارك وتعالى القادر العزيز القوي المتين يهلك اقواما من العتات من المكذبين من الضالين من المحاجين له ولرسله عليهم الصلاة والسلام - 00:12:50
في ظهر من ذلك اثار هذه الاسماء اذا اجدب الخلق تضرعوا اليه فاغاثهم واعطاهم فتظهر اثار جملة من الاسماء الرازق الرحمن الرحيم وهكذا اذا ظهور اثار هذه الاسماء الحسنى هو من جملة كماله المقدس - 00:13:14
ولا يمكن ان نثبت لله عز وجل او ان يثبت لله تبارك وتعالى او ان يثبت العبد الكمالات لله الا اذا اثبت هذه الاثار في الخلق والامر في قضاء الله عز وجل - 00:13:45
وقدره في وعده ووعيده ومنعه واعطائه واكرامه واهانته وعدله وفضله. كل هذه الاشياء تظهر وتعرفنا بالمعبود جل جلاله وهي ناشئة وناتجة بل هي من مقتضيات اسمائه الحسنى في ظهر نتيجة لذلك انه العفو - 00:14:02
المنعم ويظهر ساعة حلمه ويظهر ايضا شدة بطشه وهكذا اقتضى كماله انه في كل يوم له شأن فمن جملة شؤونه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويشفي مريضا ويفك عاليا وينصر مظلوما ويغيث ملهوفا - 00:14:29
ويجير مستجيرا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويجيب دعوة ويقيل عثرة ويعز ذليلا ويذل متكبرا ويقسم جبارا ويميت ويحيي ويضحك ويبكي يضحك اقواما ويبكي اخرين ويخفض ويرفع ويعطي ويمنع فاذا عطل العبد - 00:14:51
الرب تبارك وتعالى عن اسمائه الحسنى وصفاته العليا فانه بذلك يكون معطلا لالهيته وربوبيته ورحمته وملكه قد عطله عنك مالاته المقدسة وبهذا تعرفون شؤم مذاهب المعطلة الذين نفوا الاسماء والصفات - 00:15:19
او الذين اثبتوا الاسماء وقالوا انها لا تدل على اوصاف لله تبارك وتعالى فهذا تعطيل للربوبية والالهية والملك والعزة والحكمة والرحمة كل هذه تتعطل وتنتفي. ولهذا انكر الله عز وجل - 00:15:44
على اولئك الذين قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قال وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء فان حكمته ورحمته تقتضي ان يرسل للعباد رسلا - 00:16:05
يبينون لهم ما يحتاجون اليه من الحلال والحرام ويعرفونهم بالمعبود جل جلاله ويعرفونهم ويشرحون لهم الطريق التي توصلهم الى ربهم وباريهم وخالقهم تبارك وتعالى فهذا كله من مقتضيات اسمائه والله تبارك وتعالى ايضا قال في حق اولئك الذين انكروا - 00:16:27
المعاد والبعث والعقاب وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. لانهم اعتقدوا ان هذا الخلق هذا الانسان اذا تحول الى تراب انه لا يستطيع احد ان يعيده - 00:16:57
مرة اخرى الى هذا الخلق الذي نشاهده فاذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة - 00:17:20
فلتكونوا اقوم يمكن ان يتصوره العقل البشري حجارة صلبة او حديد الله قادر على ان يعيدكم مرة اخرى فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره اولئك الذين قالوا انه لا يقدر على اعادة الانسان - 00:17:44
بعد ان صارت عظامه رميما وتحول الى تراب وانكر ايضا على اولئك الذين جوزوا عليه التسوية بين المختلفين بين اهل الايمان واهل الكفر بين الابرار والفجار بين المجرمين والاخيار ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:18:03
سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فان مقتضى الاسماء الحسنى يأبى ذلك واخبر ان هذا حكم سيء لا يليق بالله عز وجل افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون - 00:18:30
فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش العظيم. نزه نفسه عن هذا الحكم والظن السيء والحسبان الذي تأباه اسماؤه الحسنى وصفاته العلى جل جلاله وهذا نظائره في القرآن كثيرة - 00:18:53
انظر الى اسمائه تبارك وتعالى الحميد المجيد فان هذه الاسماء تأبى ان يترك الانسان مهملا معطلا سدى لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب وهكذا ايضا اسمه الحكيم كما ان اسمه الملك - 00:19:17
يقتضي مملكة وتصرفا وتدبيرا واعطاءا ومنعا واحسانا وعدلا. وثوابا وعقابا وهكذا اسمه البر المحسن المعطي المنان كل هذه تقتضي اثارها وموجباتها فتصور اولئك الذين فسدت عقائدهم فلا يؤمنون اصلا باسماء الله عز وجل وصفاته - 00:19:40
او اولئك الذين يثبتونها ويقولون هي مجرد اعلام جامدة لا تدل على صفات الكمال كيف هؤلاء يكون نظرهم واعتقادهم بربهم جل جلاله كيف تقبل عليه قلوبهم وكيف تتوق نفوسهم الى الطافه ورحماته وعطائه وبره وكرمه وجوده - 00:20:05
اذا اصابت الواحد الفاقة او المرض او وقع في بلية فان قلبه كيف يتحرك الى مولاه ليخلصه ويرفعه ويعافيه وبهذا تعرفون ايها الاحبة اثر فساد الاعتقاد على سلوك الانسان وعمله وعبادته - 00:20:35
وتفكيره ونظره في الامور كلها والمقصود ان الخلق مرتبط بقدرته تبارك وتعالى تمام الارتباط وهذا يقتضي الا يخرج شيء موجود عن قدرته كما انه مرتبط بعلمه فعلمه يقتضي انه تبارك وتعالى قد احاط بكل شيء علما - 00:21:00
وهو ايضا مرتبط بحكمته وذلك يقتضي ان يقع على احسن الوجوه واكملها كل ما يقع في هذا الكون فانه وقع على وفق حكمة الله عز وجل وليس ذلك يقع اتفاقا - 00:21:34
او يقع لمجرد مشيئة قد رجحت مثلا على مثل بلا رجحان كما يقوله بعض القدرية الذين لم يقدروا الله عز وجل حق قدره وما عرفوه حقا معرفته تأمل في هذا العالم واجزائه - 00:21:57
كيف صار منتظما هذا الانتظام فان ذلك يدل على كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى. وكمال علمه وكمال حكمته وكمال لطفه الحافظ ابن القيم رحمه الله يمثل هذا العالم هذه الدنيا - 00:22:22
بالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج اليه ساكنه فيه مصالحه والاته فالسماء سقفه المرفوع والارض مهاد وبساط وفراش ومستقر لهؤلاء الساكنين والشمس والقمر سراجان يضيئان والنجوم مصابيح وزينة والجواهر والمعادن مخزونة فيه كالذخائر - 00:22:43
ودروب النبات مهيأ لمآربه وصنوف الحيوان مصروفة لمصالحه فمنها الركوب ومنها الحلوب ومنها الغذاء ومنها اللباس والامتعة والالات ومنها الحرس الذي يحرسه كيف ركبه الله عز وجل وكونه واوجده بهذه الطريقة وبهذا الانتظام وتتحقق بذلك مصالح العباد - 00:23:18
ويكون محلا صالحا لاقامة العبودية لله تبارك وتعالى وعمارة الارض هذا كله لا شك مرتبط بقدرته وحكمته وعلمه ومشيئته واسمائه وصفاته الركن الرابع الذي لا بد منه حتى يكون العبد محققا للايمان باسماء الله الحسنى - 00:23:51
هو ان يدعو ربه بها والدعاء هنا يشمل النوعين دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء العبادة يقتضي ان يتعبد العبد لربه تبارك وتعالى بمقتضى هذه الاسماء فتؤثر معرفة هذه الاسماء في عبوديتنا الظاهرة - 00:24:24
والباطنة هناك اسماء لله عز وجل ايها الاحبة يحب من عباده ان يتصفوا بموجبها فهو تبارك وتعالى عفو يحب العفو واهله جواد يحب الجود واهله جميل يحب الجمال رحيم يحب من عباده الرحماء - 00:24:53
وتر يحب الوتر رفيق يحب الرفق حكيم كريم ماجد محسن ودود صبور شكور يطاع فيشكر ويعصى فيغفر والله محسن يحب المحسنين طيب يحب كل طيب عليم يحب العلماء من عباده. كريم يحب الكرماء - 00:25:17
قوي والمؤمن القوي احب اليه من المؤمن الضعيف بر يحب الابرار عدل يحب اهل العدل حيي ستير يحب اهل الحياء والستر غفور عفو يحب من يعفو عن عباده ويغفر لهم ويتجاوز عن زلاتهم واخطائهم - 00:25:47
واساءاتهم وهو صادق يحب الصادقين ولمحبته تبارك وتعالى لمقتضيات اسمائه جل جلاله امر عباده بموجبها ومقتضاها فامرهم بالعدل والاحسان والبر والعفو والجود والصبر والمغفرة والرحمة والصدق والعلم والشكر والحلم والاناة والتثبت وما الى ذلك - 00:26:09
وهذا كله يرجع الى الاسماء التي يليق بالعبد ان يعمل بمقتضاها او كما يعبر بعضهم ان يتعبد الله عز وجل بها فالكبر مثلا الله من اسمائه المتكبر فلا يليق بالعبد ان يقول اريد ان احقق هذه الصفة لان الله عفو يحب العافين عن الناس - 00:26:38
كريم يحب الكرماء فهو المتكبر يحب المتكبرين. لا الكبر لا يصلح الا للخالق جل جلاله وهكذا ما كان من الصفات التي لا تليق بالمخلوق ان يتصف بها والمقصود ايها الاحبة ان اكمل الناس عبودية لله عز وجل هو المتعبد بجميع الاسماء والصفات التي يطلع عليها البشر - 00:27:07
مما يصلح لمثلهم ان يتصفوا به فلا تحجبه عبودية اسم من هذه الاسماء عن عبودية اسم اخر كمن يحجبه مثلا التعبد لله عز وجل باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم - 00:27:35
الرحيم او التعبد باسماء التودد والبر واللطف والاحسان عن اسماء العدل والجبروت والعظمة ونحو ذلك هذا بالنسبة للتعبد باسمائه تبارك وتعالى النوع الثاني مما يتصل بالتعبد بها ايضا وهو السؤال - 00:27:52
فيسأل العبد ربه والله يحب الداعين والسائلين وقال ربكم ادعوني استجب لكم فيسأل ربه تبارك وتعالى بهذه الاسماء الحسنى في كل مقام بما يناسبه ويليق به فالله تبارك وتعالى يحب من عبده ان يفعل ذلك - 00:28:17
فيقول الداعي اللهم اغفر لي وارحمني انك انت الغفور الرحيم كما جاء في الادعية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا - 00:28:43
انك انت التواب الرحيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وسليمان عليه الصلاة والسلام قال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب - 00:28:59
والخليل واسماعيل عليهما الصلاة والسلام كان من دعائهما وتب علينا انك انت التواب الرحيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور - 00:29:21
ولما سألته عائشة رضي الله عنها عما تدعو به في ليلة القدر علمها ان تقول اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني فما يقول اللهم انك انت القوي العزيز الجبار - 00:29:38
فاغفر لي وانما يقول يا غفور اغفر لي ويا رحيم ارحمني ويا رزاق ارزقني ويا جبار اجبرني وهكذا في كل مقام بحسبه. واذا تأملت الدعاء والثناء على الله تبارك وتعالى في القرآن - 00:29:59
وجدت ان الثناء غالبا يأتي مضافا لاسماء الله عز وجل الحسنى الظاهرة دون الضمائر تقول الحمد هذا ثناء اضافة المحامد الى الله عز وجل وتكريره ثانيا هو الثناء وذكره ثالثا هو التمجيد كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:30:21
الحمد لله اضافه الى اسمه تبارك وتعالى الظاهر هنا يعني ما اضاف الى الضمير ما قال الحمد له قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. فاضاف الحمد لاسمائه الظاهرة سر ذلك والله تعالى اعلم كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:30:47
بان تعليق الثناء باسمائه الحسنى لما تضمنته معانيها من صفات الكمال ونعوت الجلال فيأتي بالاسم الظاهر ولا يأتي بالضمير. لماذا؟ لان الاسم الظاهر له دلالات لا يؤديها الضمير لو تقول الحمد له - 00:31:13
فان الضمير هنا لا يدل على صفة لكن حينما تقول الحمد لله فالله تبارك وتعالى هذا الاسم الكريم متضمن للصفة الالهية وصفة الالهية تتضمن كثيرا من الصفات فانه لا يكون الها - 00:31:34
الا من كان ربا الا من كان قادرا عليما حكيما مدبرا لهذا الكون يفعل ما يشاء لا معقب بحكمه ولا رادا لقضائه. هذا هو الاله فلهذا تقول الحمد لله الحمد لربي - 00:31:51
الحمد لخالقنا الحمد للكريم الحمد للعزيز الجبار المتكبر فانت تضيف الحمد او الثناء للاسماء الظاهرة من اسماء الله الحسنى ولا تضيفه للضمائر وذلك لان هذه الاسماء تدل على اوصاف الكمال التي استحق الرب جل جلاله. الحمد - 00:32:10
من اجلها واما الدعاء فانه يأتي غالبا متعلقا باسم الرب تبارك وتعالى. لماذا اكثر دعاء الانبياء كما قال الشاطبي وقال ذلك ايضا الحافظ ابن القيم يأتي مع اسم الرب اذا تأملت ربنا ظلمنا انفسنا - 00:32:40
ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ربياني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي وسر ذلك والله تعالى اعلم ان العطاء - 00:33:02
والتدبير والمنع والتصريف كل ذلك من معاني الربوبية فاذا قال العبد رب اغفر لي فانما يصدر من الرب تبارك وتعالى من غفر او رزق او احياء او اماتة او اهلاك او غير ذلك كل هذا من معاني ربوبيته. فاذا دعا العبد قال ربي - 00:33:21
ارزقني ربي انصرني ربي اغفر لي وهكذا والله تعالى اعلم. فنحن نثني على الله تبارك وتعالى بالهيته المتضمنة لاثبات جميع ما يجب له من الصفات العلا والاسماء الحسنى ونسأله تبارك وتعالى - 00:33:46
بربوبيته تأمل ما في القرآن سبحان الله سبحان ربك رب العزة عما يصفون سبح لله ما في السماوات والارض تبارك الله رب العالمين وما شابه ذلك هذه اربعة اركان لا بد منها - 00:34:09
للعبد حتى يؤمن باسماء الله تبارك وتعالى وقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله في نونيته معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب قال واشهد عليهم انهم قد اثبتوا الاسماء والاوصاف للديان - 00:34:31
وكذلك الاحكام احكام الصفات وهذه الاركان للايمان قالوا عليم وهو ذو علم ويعلم غاية الاصرار والاعلان الى ان قال والوصف معنى قائم بالذات والاسماء اعلام له بوزان اسماؤه دلت على اوصافه مشتقة منها اشتقاق معاني وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران - 00:34:48
والحكم نسبتها الى متعلقات تقتضي اثارها ببيانه هذه امور اربعة رابعا وهو ما يتعلق باحصاء الاسماء الحسنى الحديث الذي ذكرناه في اول هذه الدروس ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة - 00:35:18
ما معنى هذا الاحصاء هذه اللفظة في كلام العرب تأتي بمعنى العد تقول مثلا حصيت الحصى اذا عددته ومن ذلك قول الاعشى فلست بالاكثر منهم حصى وانما العزة للكافر ويقولون للعد يقول له احصاء - 00:35:46
هذا معنى ومن المعاني التي تأتي لها هذه اللفظة يقال الحصاة العقل ومنه قول الشاعر وان لسان المرء ما لم تكن له حصاة على عوراته لدليل يقول الانسان اذا ما في عقل يحجز هذا اللسان من الانفلات والانطلاق - 00:36:12
سيتكلم الانسان في كل شيء ويهرف بما لا يعرف فانه بذلك يدل على عوراته وان لسان المرء ما لم تكن له حصاة عقل يحجزه ويمنعه على عوراته لدليل وهناك معنى ثالث ايضا - 00:36:36
وهو الاطاقة علم ان لن تحصوه يعني تطيقوه فيما يتعلق بقيام الليل. فتاب عليكم اذا كانت هذه معاني الاحصاء في كلام العرب فما المراد بقوله النبي صلى الله عليه وسلم من احصاها - 00:37:00
دخل الجنة هل المراد به العد او المراد عقل معانيها قلنا يأتي بمعنى العقل او المراد بذلك معنى اخر من اهل العلم من قال المراد به العد من احصاها يعني استطاع ان يعدها - 00:37:21
يعني جمعها حفظها احاط بها والمقصود بالاحاطة عند هؤلاء يعني انه استطاع ان يستقرأ هذه الاسماء وان يجمعها يعني ان يعرف الفاظها فهذا معنى ذهب اليه كثير من اهل العلم في تفسير الحديث واحتجوا برواية للحديث عند البخاري - 00:37:41
في الصحيح وهي قوله صلى الله عليه وسلم من حفظها دخل الجنة قالوا ان كلمة احصاها تحتمل عدة معاني وهذه الرواية تبين الاجمال الذي وقع فيها. من احصاها اي حفظها. وهذا ذهب اليه الامام البخاري - 00:38:07
رحمه الله وقال به جماعة كالخطاب والنووي وعزاه النووي لاكثر اهل العلم وهو اختيار ابن الجوزي بعض العلماء الذين قالوا بهذا القول قال ان الناس يتفاوتون بذلك وهذا المعنى التفاوت قد صرح به القرطبي رحمه الله. يقول ان مقتضى رحمة الله عز وجل - 00:38:29
ان يحصل هذا الافضال والعطاء دخل الجنة على اقل ما يصدق عليه هذا اللفظ. من احصاها وهو مجرد حفظ الالفاظ يقول فضل الله عز وجل عظيم والله كريم لماذا نعقد - 00:38:53
هذه القضية ونقول الاحصاء اصعب مما تتخيلون وامره ليس بالسهل وهو شديد ولا يقع الا للواحد بعد الواحد لا فنقول يصدق على اقل ما يمكن ان يراد بهذه اللفظة فمن عدها فقد احصاها - 00:39:14
ثم الكمال على درجات يأتي فوقه من عرف معانيها ويأتي فوقه من تعبد الله عز وجل بهذه الاسماء تعبده بالدعاء وتعبده ايضا بما ذكرنا من الوان العبوديات التي تقتضيها هذه الاسماء - 00:39:36
الحسنى. وهذا القول له وجه ومن اهل العلم من قال ان الاحصاء المراد به الاطاقة قالوا قوله من احصاها مفسر بقول الله عز وجل علم ان لم تحصوه اي ان لن تطيقوه - 00:40:00
والنبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا يعني لن تقدر ولن تطيقوا ان تأتوا بالاستقامة على الوجه الكامل. لكن سددوا وقاربوا قالوا المراد هنا ان العبد يطيق الاسماء الحسنى بمعنى انه يحسن المراعاة لها بعد ان يعرف الفاظها هذه الاسماء المحصورة - 00:40:14
التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان لله تسعة وتسعين اسما فاذا استطاع العبد ان يستقرأها عرف الفاظها احسن المراعاة لها وعمل بمقتضاها فاذا قال الله سميع بصير يعلم ان الله يسمعه ويراه وانه لا تخفى عليه خافية - 00:40:39
فيخاف من الله عز وجل في سره وعلانيته قالوا هذا هو المراد بالاحصاء وذهبت طائفة اخرى من اهل العلم الى ان المراد بالاحصاء هو المعرفة وعقل المعاني فيكون المراد من احصاها اي عرفها وعقل معانيها وامن بها - 00:41:02
دخل الجنة وهذا قال به ابو نعيم وقال به المفسر ابن عطية ومن اهل العلم من حمله على اكمل معانيه وهو الذي ذهب اليه الحافظ ابن القيم رحمه الله قال ان الاحصاء لا يكون الا بمعرفة الاسماء بان يجمعها العبد - 00:41:22
ويعرف الفاظها وان يعرف معانيها وان يتعبد لله عز وجل بمقتضاها. لابد من هذه الامور الثلاثة ومن اهل العلم من قال بان المقصود بالاحصاء هو ان يقرأ القرآن كاملا وهذا يمكن ان يوجه كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله انهم قصدوا بذلك ان هذه الاسماء موجودة في القرآن - 00:41:41
فاذا قرأ العبد كتاب الله فانه يكون بذلك قد مر على الاسماء الحسنى يعني انه يتتبع ذلك من القرآن وعلى كل حال لا شك ان من تمام المعرفة باسماء الله وصفاته - 00:42:06
التي يستحق بها ما ذكر في الحديث دخل الجنة هو ان يعرف العبد الالفاظ وان يعرف مدلولات هذه الالفاظ واذا كان ذلك لا يؤثر فيه عملا ولا ايمانا فان هذا العلم - 00:42:24
من العلم الذي لا ينتفع به فيحتاج العبد الى ان تظهر اثارها عليه بقلبه ولسانه وجوارحه وهذا الذي ذكره كثير من اهل العلم كالطلمنكي من اهل السنة وطائفة ومثل القرطبي رحمه الله قال هذه مراتب - 00:42:41
ثلاث لاهل الايمان كما يقال مثلا بان هناك مرتبة للسابقين ومرتبة للصديقين ومرتبة لاصحاب اليمين. فمن عرف الفاظها فقط فهذا من اهل اليمين ومن عرف المعاني فهو من الصديقين ومن عمل بمقتضاها فهو - 00:43:05
من السابقين وعلى كل حال هذا المعنى ذكره جماعة ولا حاجة للتطويل فيه اكثر من هذا خامسا هل اسماء الله عز وجل محصورة بعدد معين الحديث يقول ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة - 00:43:28
ما المقصود هل المقصود ان اسماء الله محصورة بتسعة وتسعين او ان المقصود ان هذه الاسماء التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم لها مزية معينة وهي ان من احصاها دخل الجنة - 00:43:52
العلماء رحمهم الله مختلفون في عدد اسماء الله الحسنى فعامة اهل العلم الذي عليه الجمهور يقولون بان اسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد يمكن ان يصل اليه - 00:44:08
الخلق اسماء الله اكثر من ان نحيط بها هذا الذي عليه عامة اهل العلم وهو القول الذي لا ينبغي العدول عنه وهو مذهب سلف هذه الامة بل ان من اهل العلم كالنووي رحمه الله من قال انه محل اجماع - 00:44:27
والصحيح ان الاجماع لا يثبت في هذا لانه يوجد من خالف كابن حزم والسهيل والرازي قالوا انها محصورة والذين قالوا انها محصورة اختلفوا في العدد فبعضهم قال انها محصورة بثلاث مئة اسم - 00:44:45
وهذا لا دليل عليه. ومنهم من قال الف ومنهم من قال الف وواحد ومنهم من قال اربعة الاف ومنهم من يقول مائة الف واربعة وعشرون الفا عدد الانبياء. وهذا لا دليل عليه - 00:45:01
ومنهم من يقول بان اسماء الله هي تسعة وتسعون اسما فقط هكذا فهموا من الحديث ومجموع ما ذكره العادون مما يصلح ان يكون اسما لله عز وجل او لا يكون يعني الذين حاولوا جمع الاسماء كثير - 00:45:17
قلق من العلماء بعضهم الف في ذلك مصنفا مستقلا وبعضهم ذكرها ضمن كتاب من كتبه فلو استقرأنا حاولنا ان نستقرأ كل ما ذكروه مما يصلح ان يكون اسما لله وما لا يصلح - 00:45:34
فان ذلك يزيد على مئتين وثمانين اسما هذا جملة ما عده العادون على كل حال مما يدل على ان اسماء الله عز وجل لا تحصر بعدد ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اعوذ برضاك من سخطك - 00:45:49
وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وجه الاستدلال انه لو كان يحصي جميع الاسماء الحسنى لاحصى الثناء على الله تبارك وتعالى هكذا استدل به - 00:46:12
اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض وغيره. وكذلك حديث الشفاعة الطويل وفيه ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي - 00:46:30
وكذلك ايضا حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصاب عبدا هم ولا حزن. فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك الى ان قال اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك - 00:46:47
وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. وهذا اوضح الادلة على ان من اسماء الله عز وجل ما لم يطلع عليه احدا من الخلق - 00:47:08
لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الاسماء على هذه الاقسام الثلاثة قسم انزله في كتابه وقسم علمه احدا من خلقه وقسم استأثر به في علم الغيب - 00:47:22
عنده وبهذا نعرف ان الواجب علينا ازاء اسماء الله عز وجل وصفاته التي استأثر بها في علم الغيب عنده ان نقر بالعجز والوقوف عندما اذن لنا فيه من ذلك نؤمن بالاسماء التي اخبرنا عنها - 00:47:41
ونكل علم ما لم نعلم الى عالمه واما الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة فان قوله صلى الله عليه وسلم من احصاها دخل الجنة هذه صفة - 00:48:03
وليست بخبر يعني ان لله تسعة وتسعين اسما لها شأن خاص فهمتم هذا ان لله تسعة وتسعين اسما من بين اسمائه لها مزية خاصة كما تقول مثلا لفلان خمسة دور قد اعدها للضيوف - 00:48:19
وكما تقول لفلان الف ريال قد اعدها للصدقة هل تفهم من هذا ان كل الدور التي عنده هي خمسة فقط؟ لا وانما هذه الالف من شأنها كذا فالله تبارك وتعالى له تسعة وتسعون أسماء - 00:48:39
لها مزية وشأن خاص وهو ان من احصاها دخل الجنة وهذا لا ينفي عنه ان يكون له اسماء اخرى غير هذه الاسماء. هكذا قال المحققون كشيخ الاسلام ابن تيمية والخطابي والحافظ ابن حجر والقرطبي صاحب المفهم. و - 00:48:56
البيهقي بل نقل الامام النووي رحمه الله ان هذا الحديث المذكور ليس للحصر قال ان هذا باتفاق العلماء هو الذي قال به الحافظ ابن كثير رحم الله الجميع. نحن لا زلنا في هذه المقدمات ولما ندخل بعد في الكلام على كل اسم على حدة. لكن ارى ان هذه المقدمات في غاية الاهمية - 00:49:15
وهي توطئة لما سيذكر في الكلام على الاسماء فنحن سنتكلم على معنى كل اسم وسنتكلم على ما يتعلق به من حكم وسنتحدث عن اثاره الايمانية وما اشبه هذا. فاذا عرفنا هذه القضايا التي نذكرها الان بعد ذلك - 00:49:40
يمكن للانسان ان يدرك ما يقال ويربط بين هذه القضايا ويعلم ان هذا كله من يدخل تحت الايمان بهذه الاسماء الكريمة فاسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب - 00:49:58
ويرضى وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:50:15
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى - 00:00:00
ان يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم ومقربا الى مرضاته وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح كان حديثنا ايها الاحبة اخر ما تحدثنا عنه هو ما يتصل باركان الايمان بالاسماء الحسنى - 00:00:23
وقلنا انه يجب على المسلم ان يؤمن بكل اسم سمى الله به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ان نؤمن بالاسم والامر الثاني ان نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة لله تبارك وتعالى - 00:00:47
والركن الثالث هو الذي سنتحدث عنه هذه الليلة باذن الله عز وجل وهو ما يتعلق الاثار التي تتعلق بالاسماء الحسنى وهذا الركن له تعلق بما قبله فالانسان اذا امن بالاسم - 00:01:13
لابد ان يؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة ولا يمكن ان يؤمن بالاثر المترتب على ذلك الا اذا امن بالصفة وامن قبل ذلك بالاسم فلا بد من فهم معاني الاسماء - 00:01:41
ان نعرف معانيها وما دلت عليه فاسماء الله تبارك وتعالى لها اثار اثار في هذا الخلق الذي نشاهده ولها اثار ايضا فيما يتصل بامر الله عز وجل وحكمه الشرعي وما شرعه لعباده - 00:02:03
فمن نظر في هذا وهذا رأى اثار الاسماء الحسنى ظاهرة جلية لا خفاء فيها. وحديثنا انما هو عن الاسماء التي لها اثر الاسماء المتعدية. تعلمون ان من اسماء الله عز وجل - 00:02:29
ما ليس بمتعد فاسم الله تبارك وتعالى الحي مثلا العظيم هذه من اسمائه غير المتعدية فهذا نؤمن بالاسم ونؤمن بما تضمنه من الصفة. وقلنا كل اسم يتضمن صفة وهناك اسماء - 00:02:50
متعدية يعني لها اثار متعدية فلا بد من الايمان بتلك الاثار مع الايمان بالاسم والايمان بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم ولذلك ايها الاحبة نقول بان هذه الاثار التي يجب ان نؤمن بها - 00:03:12
يجب على كل مسلم ان يؤمن بها اجمالا واما ما يتعلق بالتفصيل فان ذلك لا يجب على كل احد ولكن الناس يتفاضلون في هذا ويتفاوتون تفاوتا كبيرا وهذا فضل الله عز وجل - 00:03:37
يؤتيه من يشاء فكل بحسبه والله عز وجل لا يكلف نفسا الا وسعها ايها الاحبة اذا تأملت اسماء الله تبارك وتعالى التي تكون متعدية وجدت ان اثارها تترتب عليها ترتبا - 00:03:56
الملزوم على لازمه والمقتضى على مقتضيه وكترتب المرزوق والرزق على الرازق وكترتب المرئيات والمسموعات على السميع والبصير وهكذا فلا بد من ترتب الاثار على هذه الاسماء المتعدية ولهذا فان الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:04:22
اعتبر العلم بالاسماء الحسنى انه اصل للعلم بكل معلوم ووجه ذلك ان كل المعلومات لا تخرج عن امرين اما ان تكون هذه الاشياء التي نعلمها هي من قبيل خلق الله عز وجل - 00:04:53
فيدخل في هذا جميع انواع العلوم التجريبية العلوم المادية واما ان يكون ذلك من قبيل العلم بامره جل جلاله فيدخل في هذا العلم بالله عز وجل واسمائه وصفاته واحكامه كل ذلك داخل - 00:05:19
فيه فهذه العلوم اما علم بما كونه الله عز وجل وخلقه او علم بما شرعه فمصدر الخلق انما هو عن اسمائه تبارك وتعالى وهكذا ايضا مصدر الحكم والشرع اسماؤه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:05:48
دلت على اوصافه مشتقة منها اشتقاق معاني وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران والحكم نسبتها الى متعلقات تقتضي اثارها ببيان فانت لو تصورت الان في هذا العالم هذا الخلق الذي تشاهده - 00:06:17
لو كان الحيوان بجملته معدوما فالله يرزق من الحيوان يقصدون به الاشياء الحية التي فيها روح فيدخلون في جملته الانسان فالله عز وجل يقيمها ويرزقها فاقواتها وقيامها انما هو باقامة الله عز وجل لها. فهو الذي يرزق - 00:06:42
الحيتان في البحر والديدان تحت الارض وهو الذي يرزق سائر المخلوقات بجميع انواعها فلو تصور انها معدومة فالله يرزق من واذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم ان الناس في عصمة من المعاصي - 00:07:06
فالمغفرة تكون لمن عمن يعفو الله تبارك وتعالى وعلى من يتوب وهكذا ايضا لو فرض ان الناس جميعا اغنياء انهم مستغنون عن رازق يرزقهم فاين السؤال والتضرع والافتقار الى الله عز وجل والانطراح بين يديه واينما يترتب على ذلك من اجابة سؤال - 00:07:28
السائلين ودعاء الداعين وجبر كسر الضعيف اصحاب القلوب المنكسرة وهكذا ايضا ظهور افضاله وانعامه على عبيده الله تبارك وتعالى من اسمائه العفو الغفور الرحيم الرازق كل هذه اسماء لله عز وجل. فلو ان الناس قد استغنوا عن العطاء والرزق - 00:08:00
او كلهم لا يعصون الله عز وجل فلمن تكون المغفرة ولمن تكون الرحمة ولمن تكون التوبة فمن اسمائه تبارك وتعالى التواب فلا تظهر اثار الاسماء الحسنى وانما اقتضت حكمته تبارك وتعالى - 00:08:29
ان يوجد ذلك جميعا في الخليقة من اجل ان تظهر اثار اسمائه وكمالاته جل جلاله ما اسمه الخالق يقتضي مخلوقا والبارئ يقتضي مبروءا والمصور يقتضي مصورا فلابد من ذلك اصلا - 00:08:50
فهذه كلها من الاسماء المتعدية التي تقتضي اثرا ينتج عنها لذلك يقال ايها الاحبة ان اسماءه الغفار والتواب يقتضي مغفورا له ومن يتاب عليه وهكذا ايضا لابد من امور يتوب العبد منها وهكذا ايضا - 00:09:14
من تأمل ارتباط الخلق والامر بهذه الاسماء الثلاثة كما يمثل الحافظ ابن القيم على الاسماء الاولى التي وردت في اول سورة الفاتحة الحمد لله ربي العالمين. الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين - 00:09:39
فهو يقول الله والرب والرحمن يقول هذه الاسماء الثلاثة نشأ عنها الخلق والامر والثواب والعقاب وهي التي جمعت الخلق وفرقتهم فلها الجمع والفرق؟ يقول اسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات. هل يخرج احد من ربوبية الله عز وجل - 00:10:00
الجواب لا فهو رب للجميع للمؤمن والكافر وهو رب للجماد والحيوان والنبات لا يخرج احد عن ربوبيته تبارك وتعالى اجتمع الخلق بهذا الاعتبار تحت صفة الربوبية واما صفة الالهية فقد افترقوا فيها - 00:10:28
الى مؤمنين وكفار فلها الفرق الربوبية لها الجمع والالهية لها الفرق فصار الناس الى طائفتين الى فريقين سعداء واشقياء انقسموا الى مؤمنين وكفار بالدين والشرع والامر والنهي مظهره وقيامه من صفة الالهية - 00:11:02
والخلق والايجاد والتدبير صفة من صفات الربوبية والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك فالله تبارك وتعالى امرهم بالاهيته واعانهم ووفقهم وهداهم واضلهم بربوبيته وعاقبهم بملكه وعدله واما الرحمة - 00:11:28
فهي التعلق والسبب الواصل بين الله عز وجل وبين العباد لا ينفكون عن رحمته بحال من الاحوال. لو تخلى عنهم فهلكوا جميعا فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم والرحمة هي السبب الواصل بين الخالق - 00:11:57
والمخلوق بها ارسل اليهم الرسل وانزل عليهم الكتب ووفق من شاء الى الهدى وبها اسكنهم دار الكرامة الجنة وبها رزقهم وعافاهم واعطاهم وانعم عليهم وهكذا فهذه الاثار وهذه الاسباب التي خلقها الله عز وجل هي من لوازم كماله وملكه وقدرته وحكمته - 00:12:20
فظهور تأثيرها واحكامها في عالم الشهادة هو تحقيق لهذا الكمال ولابد كيف نعرف انه تبارك وتعالى القادر العزيز القوي المتين يهلك اقواما من العتات من المكذبين من الضالين من المحاجين له ولرسله عليهم الصلاة والسلام - 00:12:50
في ظهر من ذلك اثار هذه الاسماء اذا اجدب الخلق تضرعوا اليه فاغاثهم واعطاهم فتظهر اثار جملة من الاسماء الرازق الرحمن الرحيم وهكذا اذا ظهور اثار هذه الاسماء الحسنى هو من جملة كماله المقدس - 00:13:14
ولا يمكن ان نثبت لله عز وجل او ان يثبت لله تبارك وتعالى او ان يثبت العبد الكمالات لله الا اذا اثبت هذه الاثار في الخلق والامر في قضاء الله عز وجل - 00:13:45
وقدره في وعده ووعيده ومنعه واعطائه واكرامه واهانته وعدله وفضله. كل هذه الاشياء تظهر وتعرفنا بالمعبود جل جلاله وهي ناشئة وناتجة بل هي من مقتضيات اسمائه الحسنى في ظهر نتيجة لذلك انه العفو - 00:14:02
المنعم ويظهر ساعة حلمه ويظهر ايضا شدة بطشه وهكذا اقتضى كماله انه في كل يوم له شأن فمن جملة شؤونه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويشفي مريضا ويفك عاليا وينصر مظلوما ويغيث ملهوفا - 00:14:29
ويجير مستجيرا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويجيب دعوة ويقيل عثرة ويعز ذليلا ويذل متكبرا ويقسم جبارا ويميت ويحيي ويضحك ويبكي يضحك اقواما ويبكي اخرين ويخفض ويرفع ويعطي ويمنع فاذا عطل العبد - 00:14:51
الرب تبارك وتعالى عن اسمائه الحسنى وصفاته العليا فانه بذلك يكون معطلا لالهيته وربوبيته ورحمته وملكه قد عطله عنك مالاته المقدسة وبهذا تعرفون شؤم مذاهب المعطلة الذين نفوا الاسماء والصفات - 00:15:19
او الذين اثبتوا الاسماء وقالوا انها لا تدل على اوصاف لله تبارك وتعالى فهذا تعطيل للربوبية والالهية والملك والعزة والحكمة والرحمة كل هذه تتعطل وتنتفي. ولهذا انكر الله عز وجل - 00:15:44
على اولئك الذين قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قال وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء فان حكمته ورحمته تقتضي ان يرسل للعباد رسلا - 00:16:05
يبينون لهم ما يحتاجون اليه من الحلال والحرام ويعرفونهم بالمعبود جل جلاله ويعرفونهم ويشرحون لهم الطريق التي توصلهم الى ربهم وباريهم وخالقهم تبارك وتعالى فهذا كله من مقتضيات اسمائه والله تبارك وتعالى ايضا قال في حق اولئك الذين انكروا - 00:16:27
المعاد والبعث والعقاب وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. لانهم اعتقدوا ان هذا الخلق هذا الانسان اذا تحول الى تراب انه لا يستطيع احد ان يعيده - 00:16:57
مرة اخرى الى هذا الخلق الذي نشاهده فاذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة - 00:17:20
فلتكونوا اقوم يمكن ان يتصوره العقل البشري حجارة صلبة او حديد الله قادر على ان يعيدكم مرة اخرى فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره اولئك الذين قالوا انه لا يقدر على اعادة الانسان - 00:17:44
بعد ان صارت عظامه رميما وتحول الى تراب وانكر ايضا على اولئك الذين جوزوا عليه التسوية بين المختلفين بين اهل الايمان واهل الكفر بين الابرار والفجار بين المجرمين والاخيار ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:18:03
سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فان مقتضى الاسماء الحسنى يأبى ذلك واخبر ان هذا حكم سيء لا يليق بالله عز وجل افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون - 00:18:30
فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش العظيم. نزه نفسه عن هذا الحكم والظن السيء والحسبان الذي تأباه اسماؤه الحسنى وصفاته العلى جل جلاله وهذا نظائره في القرآن كثيرة - 00:18:53
انظر الى اسمائه تبارك وتعالى الحميد المجيد فان هذه الاسماء تأبى ان يترك الانسان مهملا معطلا سدى لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب وهكذا ايضا اسمه الحكيم كما ان اسمه الملك - 00:19:17
يقتضي مملكة وتصرفا وتدبيرا واعطاءا ومنعا واحسانا وعدلا. وثوابا وعقابا وهكذا اسمه البر المحسن المعطي المنان كل هذه تقتضي اثارها وموجباتها فتصور اولئك الذين فسدت عقائدهم فلا يؤمنون اصلا باسماء الله عز وجل وصفاته - 00:19:40
او اولئك الذين يثبتونها ويقولون هي مجرد اعلام جامدة لا تدل على صفات الكمال كيف هؤلاء يكون نظرهم واعتقادهم بربهم جل جلاله كيف تقبل عليه قلوبهم وكيف تتوق نفوسهم الى الطافه ورحماته وعطائه وبره وكرمه وجوده - 00:20:05
اذا اصابت الواحد الفاقة او المرض او وقع في بلية فان قلبه كيف يتحرك الى مولاه ليخلصه ويرفعه ويعافيه وبهذا تعرفون ايها الاحبة اثر فساد الاعتقاد على سلوك الانسان وعمله وعبادته - 00:20:35
وتفكيره ونظره في الامور كلها والمقصود ان الخلق مرتبط بقدرته تبارك وتعالى تمام الارتباط وهذا يقتضي الا يخرج شيء موجود عن قدرته كما انه مرتبط بعلمه فعلمه يقتضي انه تبارك وتعالى قد احاط بكل شيء علما - 00:21:00
وهو ايضا مرتبط بحكمته وذلك يقتضي ان يقع على احسن الوجوه واكملها كل ما يقع في هذا الكون فانه وقع على وفق حكمة الله عز وجل وليس ذلك يقع اتفاقا - 00:21:34
او يقع لمجرد مشيئة قد رجحت مثلا على مثل بلا رجحان كما يقوله بعض القدرية الذين لم يقدروا الله عز وجل حق قدره وما عرفوه حقا معرفته تأمل في هذا العالم واجزائه - 00:21:57
كيف صار منتظما هذا الانتظام فان ذلك يدل على كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى. وكمال علمه وكمال حكمته وكمال لطفه الحافظ ابن القيم رحمه الله يمثل هذا العالم هذه الدنيا - 00:22:22
بالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج اليه ساكنه فيه مصالحه والاته فالسماء سقفه المرفوع والارض مهاد وبساط وفراش ومستقر لهؤلاء الساكنين والشمس والقمر سراجان يضيئان والنجوم مصابيح وزينة والجواهر والمعادن مخزونة فيه كالذخائر - 00:22:43
ودروب النبات مهيأ لمآربه وصنوف الحيوان مصروفة لمصالحه فمنها الركوب ومنها الحلوب ومنها الغذاء ومنها اللباس والامتعة والالات ومنها الحرس الذي يحرسه كيف ركبه الله عز وجل وكونه واوجده بهذه الطريقة وبهذا الانتظام وتتحقق بذلك مصالح العباد - 00:23:18
ويكون محلا صالحا لاقامة العبودية لله تبارك وتعالى وعمارة الارض هذا كله لا شك مرتبط بقدرته وحكمته وعلمه ومشيئته واسمائه وصفاته الركن الرابع الذي لا بد منه حتى يكون العبد محققا للايمان باسماء الله الحسنى - 00:23:51
هو ان يدعو ربه بها والدعاء هنا يشمل النوعين دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء العبادة يقتضي ان يتعبد العبد لربه تبارك وتعالى بمقتضى هذه الاسماء فتؤثر معرفة هذه الاسماء في عبوديتنا الظاهرة - 00:24:24
والباطنة هناك اسماء لله عز وجل ايها الاحبة يحب من عباده ان يتصفوا بموجبها فهو تبارك وتعالى عفو يحب العفو واهله جواد يحب الجود واهله جميل يحب الجمال رحيم يحب من عباده الرحماء - 00:24:53
وتر يحب الوتر رفيق يحب الرفق حكيم كريم ماجد محسن ودود صبور شكور يطاع فيشكر ويعصى فيغفر والله محسن يحب المحسنين طيب يحب كل طيب عليم يحب العلماء من عباده. كريم يحب الكرماء - 00:25:17
قوي والمؤمن القوي احب اليه من المؤمن الضعيف بر يحب الابرار عدل يحب اهل العدل حيي ستير يحب اهل الحياء والستر غفور عفو يحب من يعفو عن عباده ويغفر لهم ويتجاوز عن زلاتهم واخطائهم - 00:25:47
واساءاتهم وهو صادق يحب الصادقين ولمحبته تبارك وتعالى لمقتضيات اسمائه جل جلاله امر عباده بموجبها ومقتضاها فامرهم بالعدل والاحسان والبر والعفو والجود والصبر والمغفرة والرحمة والصدق والعلم والشكر والحلم والاناة والتثبت وما الى ذلك - 00:26:09
وهذا كله يرجع الى الاسماء التي يليق بالعبد ان يعمل بمقتضاها او كما يعبر بعضهم ان يتعبد الله عز وجل بها فالكبر مثلا الله من اسمائه المتكبر فلا يليق بالعبد ان يقول اريد ان احقق هذه الصفة لان الله عفو يحب العافين عن الناس - 00:26:38
كريم يحب الكرماء فهو المتكبر يحب المتكبرين. لا الكبر لا يصلح الا للخالق جل جلاله وهكذا ما كان من الصفات التي لا تليق بالمخلوق ان يتصف بها والمقصود ايها الاحبة ان اكمل الناس عبودية لله عز وجل هو المتعبد بجميع الاسماء والصفات التي يطلع عليها البشر - 00:27:07
مما يصلح لمثلهم ان يتصفوا به فلا تحجبه عبودية اسم من هذه الاسماء عن عبودية اسم اخر كمن يحجبه مثلا التعبد لله عز وجل باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم - 00:27:35
الرحيم او التعبد باسماء التودد والبر واللطف والاحسان عن اسماء العدل والجبروت والعظمة ونحو ذلك هذا بالنسبة للتعبد باسمائه تبارك وتعالى النوع الثاني مما يتصل بالتعبد بها ايضا وهو السؤال - 00:27:52
فيسأل العبد ربه والله يحب الداعين والسائلين وقال ربكم ادعوني استجب لكم فيسأل ربه تبارك وتعالى بهذه الاسماء الحسنى في كل مقام بما يناسبه ويليق به فالله تبارك وتعالى يحب من عبده ان يفعل ذلك - 00:28:17
فيقول الداعي اللهم اغفر لي وارحمني انك انت الغفور الرحيم كما جاء في الادعية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا - 00:28:43
انك انت التواب الرحيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وسليمان عليه الصلاة والسلام قال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب - 00:28:59
والخليل واسماعيل عليهما الصلاة والسلام كان من دعائهما وتب علينا انك انت التواب الرحيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور - 00:29:21
ولما سألته عائشة رضي الله عنها عما تدعو به في ليلة القدر علمها ان تقول اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني فما يقول اللهم انك انت القوي العزيز الجبار - 00:29:38
فاغفر لي وانما يقول يا غفور اغفر لي ويا رحيم ارحمني ويا رزاق ارزقني ويا جبار اجبرني وهكذا في كل مقام بحسبه. واذا تأملت الدعاء والثناء على الله تبارك وتعالى في القرآن - 00:29:59
وجدت ان الثناء غالبا يأتي مضافا لاسماء الله عز وجل الحسنى الظاهرة دون الضمائر تقول الحمد هذا ثناء اضافة المحامد الى الله عز وجل وتكريره ثانيا هو الثناء وذكره ثالثا هو التمجيد كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:30:21
الحمد لله اضافه الى اسمه تبارك وتعالى الظاهر هنا يعني ما اضاف الى الضمير ما قال الحمد له قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. فاضاف الحمد لاسمائه الظاهرة سر ذلك والله تعالى اعلم كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:30:47
بان تعليق الثناء باسمائه الحسنى لما تضمنته معانيها من صفات الكمال ونعوت الجلال فيأتي بالاسم الظاهر ولا يأتي بالضمير. لماذا؟ لان الاسم الظاهر له دلالات لا يؤديها الضمير لو تقول الحمد له - 00:31:13
فان الضمير هنا لا يدل على صفة لكن حينما تقول الحمد لله فالله تبارك وتعالى هذا الاسم الكريم متضمن للصفة الالهية وصفة الالهية تتضمن كثيرا من الصفات فانه لا يكون الها - 00:31:34
الا من كان ربا الا من كان قادرا عليما حكيما مدبرا لهذا الكون يفعل ما يشاء لا معقب بحكمه ولا رادا لقضائه. هذا هو الاله فلهذا تقول الحمد لله الحمد لربي - 00:31:51
الحمد لخالقنا الحمد للكريم الحمد للعزيز الجبار المتكبر فانت تضيف الحمد او الثناء للاسماء الظاهرة من اسماء الله الحسنى ولا تضيفه للضمائر وذلك لان هذه الاسماء تدل على اوصاف الكمال التي استحق الرب جل جلاله. الحمد - 00:32:10
من اجلها واما الدعاء فانه يأتي غالبا متعلقا باسم الرب تبارك وتعالى. لماذا اكثر دعاء الانبياء كما قال الشاطبي وقال ذلك ايضا الحافظ ابن القيم يأتي مع اسم الرب اذا تأملت ربنا ظلمنا انفسنا - 00:32:40
ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ربياني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي وسر ذلك والله تعالى اعلم ان العطاء - 00:33:02
والتدبير والمنع والتصريف كل ذلك من معاني الربوبية فاذا قال العبد رب اغفر لي فانما يصدر من الرب تبارك وتعالى من غفر او رزق او احياء او اماتة او اهلاك او غير ذلك كل هذا من معاني ربوبيته. فاذا دعا العبد قال ربي - 00:33:21
ارزقني ربي انصرني ربي اغفر لي وهكذا والله تعالى اعلم. فنحن نثني على الله تبارك وتعالى بالهيته المتضمنة لاثبات جميع ما يجب له من الصفات العلا والاسماء الحسنى ونسأله تبارك وتعالى - 00:33:46
بربوبيته تأمل ما في القرآن سبحان الله سبحان ربك رب العزة عما يصفون سبح لله ما في السماوات والارض تبارك الله رب العالمين وما شابه ذلك هذه اربعة اركان لا بد منها - 00:34:09
للعبد حتى يؤمن باسماء الله تبارك وتعالى وقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله في نونيته معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب قال واشهد عليهم انهم قد اثبتوا الاسماء والاوصاف للديان - 00:34:31
وكذلك الاحكام احكام الصفات وهذه الاركان للايمان قالوا عليم وهو ذو علم ويعلم غاية الاصرار والاعلان الى ان قال والوصف معنى قائم بالذات والاسماء اعلام له بوزان اسماؤه دلت على اوصافه مشتقة منها اشتقاق معاني وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران - 00:34:48
والحكم نسبتها الى متعلقات تقتضي اثارها ببيانه هذه امور اربعة رابعا وهو ما يتعلق باحصاء الاسماء الحسنى الحديث الذي ذكرناه في اول هذه الدروس ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة - 00:35:18
ما معنى هذا الاحصاء هذه اللفظة في كلام العرب تأتي بمعنى العد تقول مثلا حصيت الحصى اذا عددته ومن ذلك قول الاعشى فلست بالاكثر منهم حصى وانما العزة للكافر ويقولون للعد يقول له احصاء - 00:35:46
هذا معنى ومن المعاني التي تأتي لها هذه اللفظة يقال الحصاة العقل ومنه قول الشاعر وان لسان المرء ما لم تكن له حصاة على عوراته لدليل يقول الانسان اذا ما في عقل يحجز هذا اللسان من الانفلات والانطلاق - 00:36:12
سيتكلم الانسان في كل شيء ويهرف بما لا يعرف فانه بذلك يدل على عوراته وان لسان المرء ما لم تكن له حصاة عقل يحجزه ويمنعه على عوراته لدليل وهناك معنى ثالث ايضا - 00:36:36
وهو الاطاقة علم ان لن تحصوه يعني تطيقوه فيما يتعلق بقيام الليل. فتاب عليكم اذا كانت هذه معاني الاحصاء في كلام العرب فما المراد بقوله النبي صلى الله عليه وسلم من احصاها - 00:37:00
دخل الجنة هل المراد به العد او المراد عقل معانيها قلنا يأتي بمعنى العقل او المراد بذلك معنى اخر من اهل العلم من قال المراد به العد من احصاها يعني استطاع ان يعدها - 00:37:21
يعني جمعها حفظها احاط بها والمقصود بالاحاطة عند هؤلاء يعني انه استطاع ان يستقرأ هذه الاسماء وان يجمعها يعني ان يعرف الفاظها فهذا معنى ذهب اليه كثير من اهل العلم في تفسير الحديث واحتجوا برواية للحديث عند البخاري - 00:37:41
في الصحيح وهي قوله صلى الله عليه وسلم من حفظها دخل الجنة قالوا ان كلمة احصاها تحتمل عدة معاني وهذه الرواية تبين الاجمال الذي وقع فيها. من احصاها اي حفظها. وهذا ذهب اليه الامام البخاري - 00:38:07
رحمه الله وقال به جماعة كالخطاب والنووي وعزاه النووي لاكثر اهل العلم وهو اختيار ابن الجوزي بعض العلماء الذين قالوا بهذا القول قال ان الناس يتفاوتون بذلك وهذا المعنى التفاوت قد صرح به القرطبي رحمه الله. يقول ان مقتضى رحمة الله عز وجل - 00:38:29
ان يحصل هذا الافضال والعطاء دخل الجنة على اقل ما يصدق عليه هذا اللفظ. من احصاها وهو مجرد حفظ الالفاظ يقول فضل الله عز وجل عظيم والله كريم لماذا نعقد - 00:38:53
هذه القضية ونقول الاحصاء اصعب مما تتخيلون وامره ليس بالسهل وهو شديد ولا يقع الا للواحد بعد الواحد لا فنقول يصدق على اقل ما يمكن ان يراد بهذه اللفظة فمن عدها فقد احصاها - 00:39:14
ثم الكمال على درجات يأتي فوقه من عرف معانيها ويأتي فوقه من تعبد الله عز وجل بهذه الاسماء تعبده بالدعاء وتعبده ايضا بما ذكرنا من الوان العبوديات التي تقتضيها هذه الاسماء - 00:39:36
الحسنى. وهذا القول له وجه ومن اهل العلم من قال ان الاحصاء المراد به الاطاقة قالوا قوله من احصاها مفسر بقول الله عز وجل علم ان لم تحصوه اي ان لن تطيقوه - 00:40:00
والنبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا يعني لن تقدر ولن تطيقوا ان تأتوا بالاستقامة على الوجه الكامل. لكن سددوا وقاربوا قالوا المراد هنا ان العبد يطيق الاسماء الحسنى بمعنى انه يحسن المراعاة لها بعد ان يعرف الفاظها هذه الاسماء المحصورة - 00:40:14
التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان لله تسعة وتسعين اسما فاذا استطاع العبد ان يستقرأها عرف الفاظها احسن المراعاة لها وعمل بمقتضاها فاذا قال الله سميع بصير يعلم ان الله يسمعه ويراه وانه لا تخفى عليه خافية - 00:40:39
فيخاف من الله عز وجل في سره وعلانيته قالوا هذا هو المراد بالاحصاء وذهبت طائفة اخرى من اهل العلم الى ان المراد بالاحصاء هو المعرفة وعقل المعاني فيكون المراد من احصاها اي عرفها وعقل معانيها وامن بها - 00:41:02
دخل الجنة وهذا قال به ابو نعيم وقال به المفسر ابن عطية ومن اهل العلم من حمله على اكمل معانيه وهو الذي ذهب اليه الحافظ ابن القيم رحمه الله قال ان الاحصاء لا يكون الا بمعرفة الاسماء بان يجمعها العبد - 00:41:22
ويعرف الفاظها وان يعرف معانيها وان يتعبد لله عز وجل بمقتضاها. لابد من هذه الامور الثلاثة ومن اهل العلم من قال بان المقصود بالاحصاء هو ان يقرأ القرآن كاملا وهذا يمكن ان يوجه كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله انهم قصدوا بذلك ان هذه الاسماء موجودة في القرآن - 00:41:41
فاذا قرأ العبد كتاب الله فانه يكون بذلك قد مر على الاسماء الحسنى يعني انه يتتبع ذلك من القرآن وعلى كل حال لا شك ان من تمام المعرفة باسماء الله وصفاته - 00:42:06
التي يستحق بها ما ذكر في الحديث دخل الجنة هو ان يعرف العبد الالفاظ وان يعرف مدلولات هذه الالفاظ واذا كان ذلك لا يؤثر فيه عملا ولا ايمانا فان هذا العلم - 00:42:24
من العلم الذي لا ينتفع به فيحتاج العبد الى ان تظهر اثارها عليه بقلبه ولسانه وجوارحه وهذا الذي ذكره كثير من اهل العلم كالطلمنكي من اهل السنة وطائفة ومثل القرطبي رحمه الله قال هذه مراتب - 00:42:41
ثلاث لاهل الايمان كما يقال مثلا بان هناك مرتبة للسابقين ومرتبة للصديقين ومرتبة لاصحاب اليمين. فمن عرف الفاظها فقط فهذا من اهل اليمين ومن عرف المعاني فهو من الصديقين ومن عمل بمقتضاها فهو - 00:43:05
من السابقين وعلى كل حال هذا المعنى ذكره جماعة ولا حاجة للتطويل فيه اكثر من هذا خامسا هل اسماء الله عز وجل محصورة بعدد معين الحديث يقول ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة - 00:43:28
ما المقصود هل المقصود ان اسماء الله محصورة بتسعة وتسعين او ان المقصود ان هذه الاسماء التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم لها مزية معينة وهي ان من احصاها دخل الجنة - 00:43:52
العلماء رحمهم الله مختلفون في عدد اسماء الله الحسنى فعامة اهل العلم الذي عليه الجمهور يقولون بان اسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد يمكن ان يصل اليه - 00:44:08
الخلق اسماء الله اكثر من ان نحيط بها هذا الذي عليه عامة اهل العلم وهو القول الذي لا ينبغي العدول عنه وهو مذهب سلف هذه الامة بل ان من اهل العلم كالنووي رحمه الله من قال انه محل اجماع - 00:44:27
والصحيح ان الاجماع لا يثبت في هذا لانه يوجد من خالف كابن حزم والسهيل والرازي قالوا انها محصورة والذين قالوا انها محصورة اختلفوا في العدد فبعضهم قال انها محصورة بثلاث مئة اسم - 00:44:45
وهذا لا دليل عليه. ومنهم من قال الف ومنهم من قال الف وواحد ومنهم من قال اربعة الاف ومنهم من يقول مائة الف واربعة وعشرون الفا عدد الانبياء. وهذا لا دليل عليه - 00:45:01
ومنهم من يقول بان اسماء الله هي تسعة وتسعون اسما فقط هكذا فهموا من الحديث ومجموع ما ذكره العادون مما يصلح ان يكون اسما لله عز وجل او لا يكون يعني الذين حاولوا جمع الاسماء كثير - 00:45:17
قلق من العلماء بعضهم الف في ذلك مصنفا مستقلا وبعضهم ذكرها ضمن كتاب من كتبه فلو استقرأنا حاولنا ان نستقرأ كل ما ذكروه مما يصلح ان يكون اسما لله وما لا يصلح - 00:45:34
فان ذلك يزيد على مئتين وثمانين اسما هذا جملة ما عده العادون على كل حال مما يدل على ان اسماء الله عز وجل لا تحصر بعدد ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اعوذ برضاك من سخطك - 00:45:49
وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وجه الاستدلال انه لو كان يحصي جميع الاسماء الحسنى لاحصى الثناء على الله تبارك وتعالى هكذا استدل به - 00:46:12
اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض وغيره. وكذلك حديث الشفاعة الطويل وفيه ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي - 00:46:30
وكذلك ايضا حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصاب عبدا هم ولا حزن. فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك الى ان قال اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك - 00:46:47
وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. وهذا اوضح الادلة على ان من اسماء الله عز وجل ما لم يطلع عليه احدا من الخلق - 00:47:08
لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الاسماء على هذه الاقسام الثلاثة قسم انزله في كتابه وقسم علمه احدا من خلقه وقسم استأثر به في علم الغيب - 00:47:22
عنده وبهذا نعرف ان الواجب علينا ازاء اسماء الله عز وجل وصفاته التي استأثر بها في علم الغيب عنده ان نقر بالعجز والوقوف عندما اذن لنا فيه من ذلك نؤمن بالاسماء التي اخبرنا عنها - 00:47:41
ونكل علم ما لم نعلم الى عالمه واما الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة فان قوله صلى الله عليه وسلم من احصاها دخل الجنة هذه صفة - 00:48:03
وليست بخبر يعني ان لله تسعة وتسعين اسما لها شأن خاص فهمتم هذا ان لله تسعة وتسعين اسما من بين اسمائه لها مزية خاصة كما تقول مثلا لفلان خمسة دور قد اعدها للضيوف - 00:48:19
وكما تقول لفلان الف ريال قد اعدها للصدقة هل تفهم من هذا ان كل الدور التي عنده هي خمسة فقط؟ لا وانما هذه الالف من شأنها كذا فالله تبارك وتعالى له تسعة وتسعون أسماء - 00:48:39
لها مزية وشأن خاص وهو ان من احصاها دخل الجنة وهذا لا ينفي عنه ان يكون له اسماء اخرى غير هذه الاسماء. هكذا قال المحققون كشيخ الاسلام ابن تيمية والخطابي والحافظ ابن حجر والقرطبي صاحب المفهم. و - 00:48:56
البيهقي بل نقل الامام النووي رحمه الله ان هذا الحديث المذكور ليس للحصر قال ان هذا باتفاق العلماء هو الذي قال به الحافظ ابن كثير رحم الله الجميع. نحن لا زلنا في هذه المقدمات ولما ندخل بعد في الكلام على كل اسم على حدة. لكن ارى ان هذه المقدمات في غاية الاهمية - 00:49:15
وهي توطئة لما سيذكر في الكلام على الاسماء فنحن سنتكلم على معنى كل اسم وسنتكلم على ما يتعلق به من حكم وسنتحدث عن اثاره الايمانية وما اشبه هذا. فاذا عرفنا هذه القضايا التي نذكرها الان بعد ذلك - 00:49:40
يمكن للانسان ان يدرك ما يقال ويربط بين هذه القضايا ويعلم ان هذا كله من يدخل تحت الايمان بهذه الاسماء الكريمة فاسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب - 00:49:58
ويرضى وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:50:15