بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فلا زال الحديث ايها الاخوان عن اثار الايمان باسماء الله الحسنى وذكرنا ستة امور والسابع هو تزكية النفوس - 00:00:01
وهذا الدين ايها الاحبة يهدف الى اصلاح الانسان وانما يكون صلاحه باقامة العباد على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرعه الله تبارك وتعالى وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من اراد ان يصلح قلبه وحاله - 00:00:28
ونفسه هو النظر في ايات الله عز وجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله واسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه الى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى وقد كان - 00:01:08
الاصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عز وجل وصفاته وفعله في الكون القرآن يتحدث مبينا عظمة الله وجلاله ويدعو الناس الى الاستجابة اليه والاخذ بما يأمرهم به - 00:01:37
ويشرعه لهم ومجانبة مجافاة ما يوقعهم في مساخطه واسباب غضبه وهكذا يبين لهم فعله باهل طاعته وفعله باهل معصيته في الدنيا وفي الاخرة وهذا الحديث هو الذي يحرك النفوس ويستثير الهمم - 00:02:06
ويجعل العبد مشمرا في طاعة الله عز وجل سالكا صراطه المستقيم وبذلك تزول الادناس والارجاس التي تعوقه عن فعل الخير والتعلقات في الامور الدنية التي تشغله عن التعلق بربه جل جلاله - 00:02:38
الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله فالعلم باسماء الله عز وجل وصفاته ايها الاحبة هو العاصم باذن الله عز وجل لهذه النفوس - 00:03:08
عن الخطل والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الامل فبذلك تعرف النفوس ان ربها غفور رحيم تواب يتوب على من تاب واناب كما انه يعينهم على الصبر - 00:03:33
كما سيأتي ايضاحه باذن الله تبارك وتعالى واذا تمكنت الاسماء والصفات من قلب العبد خلصت قلبه من كل شائبة شركية او بدعية وطهرت نفسه من كل دنس ان اسم الله تبارك وتعالى - 00:03:58
الله اذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة لان الله هو المألوه اي المعبود فلا تتوجه النفوس الى عبادة غيره وانما يكون تألهها وتعبدها له وحده لا شريك له - 00:04:24
وبهذا يكون العبد قريبا من ربه مطيعا له ممتثلا مستجيبا الثامن من هذه الثمرات تحقيق السعادة فالعلم بالاسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح من رغم السعادة ايها الاحبة وابتغاها - 00:04:52
فليأخذ نفسه باسماء الله وصفاته فبها الانس كله والامن كله وما راحة القلب وسعادته الا بها لانها تتعلق بمن طب القلوب بيديه وسعادتها بالوصول اليه وكمال انصباب القلب اليه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين أسماء - 00:05:29
من احصاها دخل الجنة وعرفنا ان اعلى منازل الاحصاء هو التعبد فهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله هو قطب السعادة ومدار النجاح والفلاح وكان يقرر رحمه الله ان من تعلق بصفة من صفاته اخذته بيده حتى تدخله عليه - 00:06:01
ومن سار اليه باسمائه الحسنى وصل اليه ومن احبه احب اسماءه وصفاته وكان اثر شيء لديه فحياة القلوب في معرفته ومحبته وكمال الجوارح في التقرب اليه بطاعته وكمال الالسنة بذكره والثناء عليه - 00:06:34
باوصاف مدحته. ماذا عسى ان تلهج به الالسنة افضل من لهجها بالثناء على الله عز وجل وبماذا يمكن ان تعمر القلوب ايها الاحبة اعظم من تعظيم الله عز وجل ومحبته والخوف منه - 00:06:59
ورجائه وما الى ذلك من الامور التي بها حياتها وراحتها وانسها فالقلب ايها الاحبة اذا لم يعرف ربه فانه يستوحش تغمره الوحشة ويظلم الصدر ويضيق ولو كانت الدنيا باسرها بيديه - 00:07:23
فانه لا انسى لهذه القلوب الا بان تعرف الرب المعبود معرفة صحيحة باسمائه وصفاته فالسير الى الله كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله من طريق الاسماء والصفات شأنه عجيب - 00:07:51
وفتحه عجب صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولا مشرد عن سكنه والتعرف على الله بالاسماء والصفات ايها الاحبة - 00:08:11
هو من اعظم السبل الموصلة للانس بالله والمحبة له والتعظيم لشأنه جل وعلا وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله من اراد السعادة الابدية - 00:08:31
فليلزم عتبة العبودية هذه القلوب ايها الاحبة لا يمكن ان تجد طعم الراحة وتذوق السعادة الا اذا عرفت المعبود معرفة صحيحة باسمائه وصفاته وتعبدته بمقتضى ذلك وعلى قدر هذه المعرفة والتعبد - 00:08:52
على قدر ما يحصل لنا من الانشراح واللذة والسرور ولو كان الانسان يعيش في مكان بعيد خاليا عن الناس منقطعا عنهم فان سعادته لا يمكن ان تقدر وراحة قلبه لا يمكن - 00:09:20
ان تنقطع بانقطاعه عن الناس ولهذا كان اهل المعرفة بالله عز وجل يستروحون بالخلوة به سبحانه وتعالى عند مناجاته في صلاة الليل او صلاة النهار او قراءة القرآن ولهذا كان بعضهم - 00:09:39
يقول اني لادخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه ارابي وكان الاخر يقول اهل الليل في ليلهم يعني اهل قيام الليل والمناجاة في ليلهم اعظم لذة من اهل الله و - 00:10:04
في لهوهم فاهل لهو تنقبض قلوبهم وتستوحش نفوسهم ويجدون عصرة والما بقدر ما في هذه القلوب من الانس بغير الله والاشتغال بحطام الدنيا ومن اراد ان يبتعد عن الافات التي عصفت بكثير من اهل الزمان - 00:10:28
من الاكتئاب والحزن والالام التي تقع في النفوس والوحشة والظلمة التي تقع في الصدور فعليه بالاقبال على الله عز وجل ان يعرفه ولهذا ينبغي على الانسان ان يدمن النظر في هذا الباب - 00:10:55
وان يلاحظ نفسه وحركات هذه النفس وعلى اي شيء تقبل وما الذي تميل اليه فيداويها بهذه الادوية النافعة حتى تستقيم على هذه الجادة التاسع من هذه الاثار وهو التلذذ بالعبادة - 00:11:14
والتلذذ بالعبادة ايها الاحبة من اعظم المنح الربانية كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها انما حظه منها السماع فحسب وقد رأينا ايها الاحبة في الحج - 00:11:42
اناسا كان بعضهم يقول كاني لم اسلم الا اليوم وسمعنا عددا منهم ونقل عن بعضهم انه يقول انه يعيش في لذة وسعادة وانشراح وفرحة غامرة لم يجدها طيلة حياته وكان بعضهم يقول - 00:12:06
ينتهي الحج ويملأ قلبي الحزن على فراق هذه الاعمال والمشاعر التي وجدت قلبي فيها وبعضهم كان يرسل برسائل بعد الحج ولعل بعضهم يحضر معنا الان يذكر مثل هذه المشاعر بعضهم يذكر حزنه بعد الحج - 00:12:37
وبعد فراق تلك الاعمال والمشاعر مع انه يعيش في خيمة وليس له من الارض الا ما يكون من العارية للمستعير على قدر ما ينام عليه ومع ذلك يجد هذه اللذة والفرحة فليست اللذة ايها الاحبة بالقصور - 00:13:04
وسعت الدور وليست اللذة بكثرة الطعام فهو يقف في طابور اذا اراد ان يأكل ولربما وقف في طابور اذا اراد اعزكم الله الخلاء وينام على مكان صغير لا يستطيع ان ينقلب يمنة ويسرة - 00:13:29
لان الناس لم يتركوا شبرا حوله من اجل ان يتقلب فيه لكن اين وجد هؤلاء اللذة في طاعة الله عز وجل وهؤلاء لربما لم يعرفوا ذلك قبل حجهم ولكن الكثيرين ايها الاحبة ممن عرفوا الله عز وجل - 00:13:50
يجدون ذلك في ليلهم ونهارهم طيلة العام بصلاتهم في صيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم استشعر ان الله عز وجل يراه وانه يراقبه وانه يرى عمله وانه يجازيه وان الله يحب عابديه - 00:14:17
ومن ينيب اليه ومن يقبل عليه يستشعر هذه الامور جميعا فالمقصود ايها الاحبة من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه وطرب قلبه فيكون لسان حاله ارحنا بالعبادة يا بلال - 00:14:41
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قم يا بلال فارحنا بالصلاة فتكون الصلاة لما فيها من القرب لله عز وجل والمناجاة له والتلذذ بكلامه والتذلل له والتعبد باسمائه - 00:15:13
قرة العين وسلوة الفؤاد ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم - 00:15:31
الذي لا يمكن التعبير عنه انما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والايمان به وانفتاح الحقائق الايمانية والمعارف الربانية معارف القرآنية كما قال بعض الشيوخ لقد كنت في حال اقول فيها ان كان اهل الجنة في هذه الحال - 00:15:51
انهم لفي عيش طيب وقال اخر انه لتمر على القلب اوقات يرقص فيها طربا وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الاخرة الا نعيم الايمان والمعرفة لذة غامرة انشراح هؤلاء قد تكون ابدانهم - 00:16:15
تعاني الامراض والاسقام واحوالهم تتقلب في الفقر والجوع ومع ذلك يجدون هذه الراحة والسرور واخرون يعيشون في بحبوحة من الدنيا ومع ذلك قلوبهم مظلمة لا يفتأ الواحد منهم يشتكي من ضيق الصدر والحزن - 00:16:41
وما قد ينتابه من نوبات البكاء التي قد لا يعرف لها سببا المقصود ايها الاحبة ان الانسان اذا حصل هذه اللذة لذة العبادة خفت عليه التكاليف وقد تزول عنه المشقات وهو يزاول العبادات - 00:17:09
الشاقة فتكون بردا وسلاما على قلبه انه يشتغل بشيء فيه رضا المحبوب سبحانه وتعالى فيقبلوا على ذلك بانشراح وفرح فينسيه ذلك التعب كله ومن اعظم ما يحصل به هذه اللذة - 00:17:31
هو النظر في اسماء الله وصفاته وان نتعبد الله عز وجل بها وان نستحضر ذلك في كل عمل نزاوله وفي كل عبادة نتعبد بها فاذا اعطى العبد القليل من الصدقة - 00:17:58
يتذكر ان ربه شكور يجزي الجزاء الكبير على العمل القليل وان الله لا يضيع عمله فيكون ذلك سببا لمزيد من الاقبال والتلذذ بهذه الصدقة والعمل الصالح الذي يعمله فيجد حلاوة في قلبه - 00:18:20
لا يمكن ان توصف وهكذا من صلى وتذكر حينما قام لله عز وجل قام بين يديه صافا قدميه تذكر قيوميته كما يقول الحافظ ابن القيم وان الله قائم بذاته وان عباده لا يقومون الا به تبارك وتعالى - 00:18:48
فاذا كبر ورفع يديه استشعر ان الله اكبر من كل شيء وشاهد كبرياء الله وعظمته وجلاله واذا قرأ دعاء الاستفتاح استشعر ما فيه من تنزيه المعبود عن كل نقص واذا استعاذ وبسمل التجأ بقلبه الى الركن الركين - 00:19:14
وتبرأ من كل حول واعتصم بالله من عدوه واستعان به لا بغيره ثم اذا قرأ الفاتحة استشعر في استشعر في اثناء ذلك ما فيها من استحقاق الله عز وجل لكل المحامد - 00:19:38
استشعر الوهيته وربوبيته ورحمته بخلقه وملكه لكل شيء. واستحضر انه يناجي ربه وان ربه يجيبه على مناجاته ثم تذكر عظمة الله وعلوه وتذكر خضوعه وتذلله بين يدي ربه بركوعه وسجوده وانكساره وتأمل ذلك - 00:19:56
وهو يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى واذا صنع ذلك في صلاته كيف لا يصلي صلاة مودع وكيف لا يتلذذ بصلاته وعبادته وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:20:25
يذكر قريبا من هذا المعنى وان العبد يستحضر انه مناج لله تعالى كأنه يراه فان المصلي اذا كان قائما فانما يناجي ربه والاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه - 00:20:45
يراك ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه اليها اوكد وهذا يكون بحسب قوة الايمان والاسباب المقوية للايمان كثيرة جدا وهي معلومة فهذا باب واسع ايها الاحبة فان ما في القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته واخلاص الدين - 00:21:04
له وخوفه ورجائه والتصديق باخباره وغير ذلك مما يتباين الناس فيه ويتفاضلون تفاضلا عظيما ويقوى ذلك كلما ازداد العبد تدبرا للقرآن وفهما ومعرفة باسماء الله وصفاته وعظمته وتفكره اليه في عبادته - 00:21:29
واشتغاله به بحيث يجد اضطراره الى ان يكون تعالى معبوده ومستغاثه اعظم من من اضطراره الى كل شيء سواه كالاكل والشرب كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه لا صلاح له الا بان يكون الله - 00:21:52
هو معبوده الذي يطمئن اليه ويأنس به ويلتذ بذكره ويستريح به ولا حصول لهذا الا باعانة الله عز وجل وما سبق ايها الاحبة من العبادة هو نماذج تدل على غيرها - 00:22:17
وكل عبادة من العبادات نقدم عليها مستشعرين هذه المعاني وقد امتلأ القلب بالحب للخالق العظيم سبحانه وتعالى فانه لا بد ان نجد لذتها وان نأنس بها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:22:36
ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره - 00:22:57
ان يقذف في النار فهذه ثلاثة امور توجد بها اللذة فكما ان الانسان يجد لذة حسية بذوق الطعام الذي يستلذه فكذلك ايضا يجد لذة اخرى اذا تعاطى اسبابها وكل من زاول شيئا - 00:23:15
واستعان بالله عز وجل فانه يحصله باذن الله تبارك وتعالى. ومن اكثر طرق الباب فان ذلك مؤذن بان يفتح له العاشر من هذه الثمرات هو ان العبد اذا عرف هذه الاسماء - 00:23:39
والصفات سعى الى الاتصاف والتحلي بها على ما يليق به ومن المعلوم ان المحب يحب ان يتصف بصفات محبوبه كما ان المحبوب يحب ان يتحلى محبه بصفاته فالله تبارك وتعالى له المثل الاعلى - 00:23:58
ربنا جل جلاله كريم يحب الكرماء رحيم يحب الرحماء رفيق يحب الرفق فاذا علم العبد ذلك سعى الى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله ان يتحلى بها العبد - 00:24:25
على ما يليق بذات العبد كما قدمنا وقد عرفنا من قبل ان الاتصاف بموجب اسماء الله تعالى مقيد بشرط وهو ان بعض اسماء الله تبارك وتعالى انما تكون كمالا في حقه فحسب - 00:24:47
كالمتكبر فان الكبر لا يكون ولا يصلح بحال من الاحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وانما ما يكون صالحا للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته فهذا القيد لابد من مراعاته - 00:25:08
الحادي عشر من الثمرات هو ما تثمره من الوان العبوديات والمقصود بالاثر ايها الاحبة وثمرة العبادة التي يجدها العبد عندما يقوم بموجبها من العلم والمعرفة كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:25:31
رحمه الله وذلك ان لكل صفة من صفات الله تعالى عبودية خاصة بها فمتى ما تعلمها العبد واتى بموجبها من العمل تحقق له مراده منها واثمرت له انواعا من العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه - 00:25:55
فالاسماء الحسنى ايها الاحبة والصفات العلى مقتضية لاثارها من العبودية والامر اقتضاؤها لاثارها من الخلق والتكوين كما نشاهد اسم الخالق وصفة الخلق اقتضت باثارها فوجد هذا الخلق فهكذا تقتضي ايضا هذه الاسماء - 00:26:20
والصفات اثارا من جهة العبودية لله تبارك وتعالى. فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها. وهذا مضطرد في جميع انواع العبودية. التي تقع على القلب واللسان والجوارح واليك بعض النماذج من هذه العبوديات - 00:26:47
فمن ذلك الدعاء. فمن تأمل شيئا من اسماء الله عز وجل وصفاته. فانها ولابد ستقوده الى ان يتضرع الى الله بالدعاء ويبتهل اليه بالرجاء من تأمل قربه تبارك وتعالى من عبده المؤمن - 00:27:10
وان الله تعالى هو القريب المجيب والبر الرحيم والمحسن الكريم فان ذلك سيفتح له باب الرجاء واحسان الظن بالله وسيدفعه الى الاجتهاد في الدعاء والتقرب الى الله به بل من تأمل وتعبد بالاسماء والصفات - 00:27:28
فانه لا يقتصر على مجرد الدعاء بل سيفيض عليه ذلك الامر حضور القلب. وجمعيته بكليته على الله تعالى. في رفع يديه ملحا على الله بالدعاء والسؤال والطلب والرجاء. وانما كان الدعاء من اجل ثمرات العلم بالاسماء والصفات وكان - 00:27:47
وسلاح المؤمن وميدان العارف ونجوى المحب وسلم الطالب وقرة عين المشتاق وملجأ المظلوم لما فيه من المعاني الالهية العظيمة ولهذا ذكر ابن عقيل الحنبلي رحمه الله من هذه المعاني في الدعاء - 00:28:11
لا شك ان الذي لا يؤمن بوجود الله عز وجل فانه لا يدعوه وكذلك ايضا الدعاء انما يلجأ اليه من يوقن بان الله هو الغني فالفقير لا يطلب وهكذا ايضا - 00:28:28
لا يمكن ان يدعو الا من يعتقد ان ربه سميع فان الذي لا يسمع لا يدعى وهكذا ايضا لا بد من ايقانه بان الله كريم فان البخيل لا يعطي ولا يطلب - 00:28:44
وهكذا ايضا يؤمن برحمته سبحانه وتعالى. ففي ضمن الدعاء لابد ان توجد مثل هذه الامور مجتمعة ان الله رحيم فهذه الرحمة لها اثارها فيرحم عباده بذلك فينزل عليهم الغيث ويرفع ما بهم من ضر - 00:29:02
ويدر عليهم الارزاق ويعطيهم سؤلهم وينجيهم من المخاوف والمكاره وهكذا ايضا القدرة فان العاجز لا يدعى ومن هذه العبوديات التي يؤثرها الايمان بالاسماء والصفات التوكل على الله تبارك وتعالى فيعتمد القلب على ربه جل جلاله ويفوض امره اليه - 00:29:23
وقد تكلمنا عن التوكل طويلا ايها الاحبة وبينا حقيقته وانه من اعظم العبادات تعلقا بالاسماء والصفات وذلك ان مبناه على اصلين الاول علم القلب وهو يقينه بعلم الله وكفايته وكمال قيامه بشأن خلقه. فهو القيوم سبحانه وتعالى الذي كفى عباده - 00:29:53
فبه يقومون وله يصمدون. والثاني عمل القلب وهو سكونه الى العظيم الفعال لما يريد وطمأنينته اليه وتفويض امره اليه ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله اذ كل شيء يمضي ويكون فبحكمه وحكمته وقدره وعلمه لا يند شيء في الارض ولا في السماء عن قدرته فله الحكم واليه يرجع الامر كله - 00:30:18
له فاذا عرف العبد هذا ركن الى الله عز وجل وفوض امره اليه وصار واثقا بتدبيره وتصرفه فهو عليم حكيم يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وهكذا يصير العبد - 00:30:50
مستسلما لله عز وجل راضيا باقداره واحكامه الى غير ذلك من المعاني ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله كلما كان بالله اعرف كان توكله عليه اقوى ويقول شيخه تقي الدين - 00:31:13
رحمه الله لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بانه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يستقيم ايضا من الجهمية النفات لصفات الرب جل جلاله - 00:31:34
ولا يستقيم التوكل الا من اهل الاثبات. الذي لا يؤمن اصلا بالصفات او لا يؤمن بالاسماء او يعتقد انها مجرد اعلام جامدة لا تدل على اوصاف الكمال كيف يتوكل عليه - 00:31:50
من لا يؤمن بان الله هو الغني والقدير والقوي وان الله فعال لما يريد وان الله عليم رزاق كيف يتوكل عليه المقصود ايها الاحبة ان العبد اذا علم بتفرد الرب تبارك وتعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق - 00:32:07
والاحياء والاماتة فان ذلك يثمر له عبادة التوكل على الله باطنا ويثمر له ذلك ايضا لوازم التوكل وثمراته ظاهرا واذا تجلى الله عز وجل بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد - 00:32:35
وشوق ارزاقهم اليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لاوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه رضا به كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله وقد ضرب في بعض كتبه - 00:32:57
لذلك مثالا يبين فيه الاثار المترتبة على عبودية الله تعالى باسمي الاول والاخر هو الاول والاخر يقول فعبوديته باسمه الاول تقتضي التجرد عن مطالعة الاسباب والوقوف او الالتفات اليها وتجريد النظر الى مجرد سبق فضله ورحمته - 00:33:17
فالله قبل الاسباب وانه هو المبتدئ بالاحسان من غير وسيلة من العبد اذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده واي وسيلة كانت هناك انما هو عدم المحض وقد اتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا - 00:33:48
فمنه سبحانه الاعداد ومنه الامداد وفضله سابق على الوسائل والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل اخرى الذي يعتمد على الدواء او يعتمد على سيارته او مركبه انه جيد وجديد وقوي ان يوصله الى - 00:34:09
مطلوبه او يعتمد على امواله وارصدته او يعتمد على حذقه وذكائه ومهارته كل هؤلاء انما يركنون الى اسباب خلقها الله عز وجل واوجدها فهو مصرف الامور وخالق الاسباب والمسببات فمن عرفه معرفة صحيحة ركن قلبه - 00:34:32
اليه. يقول من نزل اسمه الاول على هذا المعنى اوجب له فقرا خاصا وعبودية خاصة وذكر عبوديته باسمه الاخر وانها ايضا تقتضي عدم ركونه ووقوفه بالاسباب والوقوف معها فانها تنعدم لا محالة. الله هو الاخر - 00:35:00
كل شيء هالك الا وجهه سبحانه وتعالى فتنقضي بالاخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها فالتعلق بها تعلق بما ينعدم وينقضي ويتلاشى ويزول والتعلق بالاخر سبحانه تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول - 00:35:24
فالمتعلق به حقيق الا يزول ولا ينقطع بخلاف التعلق بغيره مما له اخر يفنى به وهكذا نظر العارف اليه بسبق الاولية حيث كان قبل الاسباب كلها. فاذا جمع العبد بين هذين - 00:35:47
الاسمين وتعبد الله عز وجل بمقتضاهما لم يتعلق بشيء هذا الانسان الذي قد يكون مسؤولا عنه في العمل لربما يركن اليه وان علاقته به وثيقة وما الى ذلك ثم ما يلبث هذا الانسان ان يموت - 00:36:03
او يزول او يفارق هذا المحل وانما يكون الركون الى الله جل جلاله وذلك يوجب لنا الاضطرار الى الله تبارك وتعالى ودوام الفقر اليه دون كل شيء سواه فالامر اليه يرجع الامر كله - 00:36:19
سنعامله بمقتضى ذلك فهو السابق بالاحسان والعطاء والفضل فنثق به دون ما سواه ولهذا يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله عند كلامه على هذا المعنى يقول من ذا الذي شفع لك في الازل - 00:36:41
حيث لم تكن شيئا مذكورا حتى سماك باسم الاسلام ووسمك بسمة الايمان وجعلك من اهل قبضة اليمين واقطعك في ذلك الغيب عمالات المؤمنين فعصمك عن العبادة للعبيد واعتقك من التزام الرق - 00:37:00
لمن له شكل ونديد ثم وجه وجهة قلبك اليه سبحانه دون ما سواه قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة اين كنا فالله عز وجل قد اعطى ومنح - 00:37:22
قبل ان توجد هذه الاسباب وقبل ان توجد هذه المتعلقات التي تتعلق بها الكثير من القلوب فينبغي ان تعاد الامور الى نصابها وان تربط القلوب بمعبودها وان نوجد هذه الثقة وان نحييها في النفوس - 00:37:41
فيكون الركون اليه دون ما سواه وهكذا ايضا من هذه الاثار التعبدية وهو الثالث التي تؤثرها هذه الاسماء الحسنى الرضا فهو من ثمرات المعرفة بالله وقد تكلمنا عليه بشيء من التفصيل في الاعمال القلبية - 00:38:01
فمن عرف الله بعدله وحلمه وحكمته ولطفه اثمر ذلك في قلبه الرضا بحكم الله وقدره في شرعه وكونه فلا يعترض على امره ونهيه ولا على قضائه وقدره ما تقول المرأة - 00:38:22
لماذا لنا نصف الميراث لماذا القوامة للرجل؟ اذا كانت تعلم ان الله عليم حكيم عدل ان الله عز وجل متصف بالعدل وانه لا يظلم الناس شيئا فانها ترضى بحكمه الشرعي - 00:38:39
وهكذا ايضا اذا اصاب العبد مكروه فانه لا يقول لماذا يا رب؟ انا ماذا عملت يا رب ومن الناس من يقول هذا نسأل الله العافية لو تذكرت لاخرجت لكم رسالة - 00:38:56
يذكر صاحبها كلاما في غاية السوء يقول محصلة هذه الرسالة الطويلة يقول دعوته ثم دعوته ثم دعوته ثم دعوته فلم يستجب لي يقول عن نفسه صار كالحمار المبعد ويذكر كلاما في غاية القبح - 00:39:13
عن الله عز وجل واظن ان هذا مبتلى لاني ان لم تخني الذاكرة انه ارسل رسائل متعددة قبلها يطلب الدعاء ثم بعد ذلك ذكر وهذا كان في ايام الحج لا اذكر في يوم عرفة - 00:39:37
او في يوم النحر رسالة في غاية القبح فاقول هؤلاء ايها الاحبة ما عرفوا الله عز وجل معرفة صحيحة لو عرفوه وانه حكم عدل عليم حكيم لا يقضي للمؤمن قضاء الا كان خيرا له - 00:39:53
فان من عرف ذلك رضي باحكامه الشرعية وباحكامه القدرية والله ساق له ذلك ليرفعه ويختبر صبره ويستخرج عبوديته فمن الناس من يصدر منه مثل هذه الاقوال والفعال القبيحة اذا ابتلاه ربه وهو الذي اعطاه - 00:40:12
هذه الابعاد والعافية فاذا سلب شيئا يسيرا منها حصل هذا التبرم والتسخط نسأل الله العافية وكثير من الناس يظن انه على مستوى من التحقق بهذه المعاني فاذا وقع له المكروه - 00:40:38
تلاشى وانكشف فنسأل الله عز وجل ايها الاحبة الا يفضحنا وقد كان من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم اسألك الرضا بعد القضاء فالعبد المؤمن الذي عرف الله باسمائه وصفاته - 00:41:00
يرضى لانه يعلم ان تدبير الله خير من تدبيره لنفسه وانه تعالى اعلم بمصلحته من نفسه وارحم به من نفسه وابر به من نفسه ولذا تراه يرضى ويسلم بل انه يرى ان هذه الاحكام القدرية والكونية او الشرعية - 00:41:20
انما هي رحمة وحكمة وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها بل لسان حاله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وهذا هو محض الايمان وامر الرابع - 00:41:41
من العبوديات التي تثمرها هذه الاسماء والصفات اليقين والسكينة والطمأنينة فاليقين ايها الاحبة كما عرفنا من الكلام عليه في الاعمال القلبية هو الوقوف على ما قام بالحق من اسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده - 00:42:03
وباليقين مع الصبر تنال الامامة في الدين واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون وهذه المنزلة العالية الرفيعة اليقين هي روح اعمال القلوب التي هي ارواح اعمال الجوارح كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه - 00:42:29
وهو حقيقة الصديقية ومتى وصل اليقين الى القلب امتلأ نورا واشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم وامتلأ محبة لله عز وجل وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابة اليه - 00:42:54
كما قال بعضهم اليقين ملاك القلب وبه كمال الايمان وباليقين عرف الله فاذا تيقن القلب ايها الاحبة نزلت السكينة وهي الطمأنينة والسكون الذي ينزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء - 00:43:16
فيزداد ذلك القلب ايمانا وثباتا ويكسو الجوارح خشوعا ووقارا ويضفي على اللسان حكمة وصوابا لماذا تنقشع هذه المعاني والاعمال القلبية عنا في اوقات الازمات لانها لم تصل الى مرتبة اليقين. نحفظ معلومات - 00:43:35
ونسمع في الخطب والمحاضرات اشياء عن الله عز وجل انه هو الحافظ هو الغني هو الرزاق هو الكريم لكن لم يصل ذلك الى حد اليقين في النفوس فاذا جاء الخوف - 00:43:55
صار الانسان يتلفت يمنة ويسرة ويتطلع الى المخلوقين عله يجد طبه في ايديهم او خلاصه عندهم فيكون رجاؤه ويصرف عبوديته اليهم يتوسل بهم ويتضرع اليهم ويصدر منه امور لا تليق - 00:44:12
نحو المخلوقين لربما يرى الانسان من هذا اشياء عجيبة من الوان الضراعة التي لا تصلح الا لله عز وجل تصرف لمخلوق هل هذا يفعله انسان عرف ربه تبارك وتعالى معرفة لائقة - 00:44:33
كثير من الناس يظن انه واثق بالله عز وجل متوكل عليه ولو انه فقد وظيفته فانه لربما يذهب كل معنى من معاني التوكل بنفسه ويكون فقره بين عينيه نسأل الله العافية - 00:44:49
وين الرزاق اين الايمان بهذه الاسماء؟ لم يصل الى درجة هو يعرف ان الله الرزاق لكن لم يصل الى مرتبة اليقين بهذا اذا مرض تعلق بالطبيب وبالدواء ولربما يظن انه لو مات هذا الطبيب - 00:45:07
لمات معه الطبيب يموت والمريض يبقى والله حي لا يموت اين الاطباء في القرون السابقة؟ اين هم؟ ذهب المرضى والاطباء لكن الانسان ينسى هذه المعاني ايها الاحبة اذا جاءت الشدائد - 00:45:24
وكثير منا لا يعرف نفسه الا في وقت الشدة ان كان له بصر صحيح. والا من الناس حتى في وقت الشدة يغفل عن نفسه ولا يلاحظ قلبه والى اين يتجه؟ كثير من الناس لا يلاحظ - 00:45:44
حتى في وقت الشدة لما تنقشع عنه هذه الاوهام التي يظن انه على ثقة بربه وانه يقف على ارض صلبة من العبودية التربية الصحيحة وما اشبه ذلك. فاذا زالت عنه هذه الامور وتبين ضعفه وظهر لكل احد - 00:46:01
لربما هو لم يتفطن لهذا. نسأل الله العافية ومن الناس من يعرف بانه يلاحظ قلبه ويدرك عجزه والخلل الذي مني به فسبب له مثل هذه التصرفات والاثار السيئة ولذلك اقول يمكن ان يجرب هذا حتى في الامور الحسية - 00:46:24
كثير من الناس يظن ان عنده قوة وانه يستطيع ان يمتنع من اشياء كثيرة ولكن اذا جاء الجد ربما يعرف انه اضعف ما يكون الناس من يظن لربما انه يستطيع ان - 00:46:46
يواجه الاعداء وان يقاتل وان يقتل الابطال وان يفعل ولربما لو انه خلع ضرسا او جرح جراح بسيطة لاصابه من الارتعاش والاضطراب ولم تحمله ركبه ما يستطيع يمشي خطوات هذا ترى موجود - 00:46:59
ولربما اغمي عليه وتحول لونه الى لون الصفرة والشحوب كلون العصفر او الكركم من شدة الخوف لماذا وهو يظن قبل ذلك انه يستطيع ان يفعل ويستطيع ويستطيع ويستطيع ربما يظن الانسان انه لا يخاف الا من الله عز وجل - 00:47:15
فاذا قدر له ان يمشي في مكان خال او نحو ذلك فقفز عليه دويبة لربما اضطرب غاية الاضطراب. اين القوة واين الشجاعة واين لا تظهر هو لا يعرف نفسه لكن قد تنكشف له هذه ببعض المواقف - 00:47:36
وكثير من الناس لا يوفق ايضا الى معرفة نفسه ولا يزال يكابر ويغفل وانه يمتلك من القدرات والصفات والكمالات الشيء الكثير والموفق من وفقه الله عز وجل ومن الجيد ايها الاحبة ان الانسان يلاحظ نفسه قبل وقوع - 00:47:52
المكروه فيعرف درجة التوكل يعرف الرضا عنده الى اي حد ولذلك كثير من الناس اذا وقعت لهم المصيبة لربما حصل منهم تصرفات غير لائقة اذا مات لهم احد بعد مدة يفيق - 00:48:13
ويقول انا لله وانا اليه راجعون لكن اثناء المصيبة تذكره تقول هذا او ان الصبر وهو في حالة لا يكاد يسمع حتى ان بعضهم لربما طلب بعد ايام قال ماذا قلت ذاك اليوم - 00:48:32
قال سفيان من لم يعد البلاء نعمة فليس بفقيه. احدهم سألني عنها بعد نحو خمسة ايام قال لا ادري ما قلت في وقت المصيبة يقول لم ادري ما تقول لكن تكلمت بشيء لم ادري ما هو - 00:48:45
فاعده علي بعد خمسة ايام لماذا بعض الناس يكون طالب علم يبتلى ببلية ولربما ينكسر ويحصل له من الانهيار واليأس ونوبات بكاء لربما لا يخبره عن الناس لكن يخبر الطبيب اقرب الناس اليه او من - 00:49:01
يطلب منهم ان يعينوه على معالجة هالقضية وهالمشكلة اللي نوبات شديدة من البكاء. لماذا وين الرضا هذا اوان الرضا تبكي بهذه الطريقة مثلا الطفل لماذا وهل هذا البكاء سيرد لك - 00:49:21
ما فقدته لا سيما الذين يبتلون عافانا الله واياكم بالحريق فهؤلاء اذا نظر الواحد منهم الى وجهه في المرآة بعد الحريق في كثير من الاحيان ان لم يكن على درجة عالية - 00:49:38
من الرضا عن الله عز وجل فانه يصيبه حالات من الانهيار وحالات من الاكتئاب وحالات من المشاعر السيئة والبكاء الذي ينتابه حينا بعد حين ومن هذه العبوديات التي يثمرها الامام الاسماء الحسنى الخشية - 00:49:51
كلما ازدادت المعرفة بالله عز وجل ازدادت هيبته وخشيته في القلوب انما يخشى الله من عباده العلماء ليس العلماء الصناعات والحرف وانما العلماء بالله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انا اعرفكم بالله واشدكم له - 00:50:11
خشية وقد فسر ابن عباس رضي الله عنه الاية قال انما يخافني من خلق من علم جبروتي وعزتي وسلطاني وفي كلام ابن كثير رحمه الله انما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به لانه كلما كانت المعرفة - 00:50:38
للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالاسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به اتم والعلم به اكمل كانت الخشية له اعظم واكثر وكيف لا يخشع القلب ويهاب اذا امتلأ بالحب والتعظيم والمعرفة - 00:50:59
بالخالق العظيم فان من عرف الله صفا له العيش وطابت له الحياة وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين كان خوفه من الله وحده لا شريك له ومن هذه الثمرات ايضا - 00:51:20
التي يثمرها معرفة الاسماء الحسنى الذل والتعظيم فمن تحقق بمعاني الاسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تعالى فافاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله جل جلاله والعبودية لا يمكن ان تحصل وان تتم الا بكمال الذل والتعظيم كما هو معلوم - 00:51:39
فالتعبد هو التذلل والطريق المعبد هو الطريق المذلل كما نعرف في معنى العبودية فاكمل الخلق عبودية اكملهم ذلا وافتقارا وخضوعا بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء وحينئذ يستكثر - 00:52:10
العبد القليل من الخير على نفسه كأنه لا يستحقه يفرح بعطاء الله عز وجل ويستكثر قليل معاصيه لعظمة الله تعالى في قلبه وهذا هو سجود القلب وقد سئل بعضهم ايسجد القلب؟ قال نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم اللقاء - 00:52:34
ومن سجد هذه السجدة سجدت معه جميع جوارحه وعن الوجه للحي القيوم ووضع خده على عتبة العبودية واذا تأمل العبد وشهد بقلبه الرب تبارك وتعالى مستويا على عرشه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:52:59
متكلما بامره ونهيه بصيرا بحركات العالم علويه وسفليه واشخاصه وذواته سميعا لاصواتهم رقيبا على ضمائرهم واسرارهم وامر الممالك تحت تدبيره نازل من عنده وصاعد اليه واملاكه بين يديه تنفذ اوامره في اقطار الممالك - 00:53:18
موصوفا بصفات الكمال منعوتا بنعوت الجلال. منزها عن العيوب والنقائص والمثال وهو كما وصف نفسه في كتابه وفوق ما يصفه به خلقه حي لا يموت قيوم لا ينام. عليم لا يخفى. عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. بصير يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة - 00:53:41
ما في الليلة الظلماء سميع يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات فاذا تأمل العبد ذلك فانه يدعوه لا محالة الى تعظيم الله جل جلاله فلا يستصغر في حقه معصية قط مهما صغرت - 00:54:03
ولا يستعظم في حقه طاعة قط مهما عظمت ولهذا اقول ايها الاحبة لان القرافي رحمه الله ذكر في سر تحريم العجب. لماذا يحرم؟ قال لانه سوء ادب مع الله عز وجل - 00:54:24
وذلك ان العبد لا ينبغي له ان يستعظم ما يتقرب به الى سيده بل يستصغره بالنسبة الى عظمة الله تبارك وتعالى ولهذا قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه حق تعظيمه - 00:54:41
فالذي يصيبه العجب هو يتعاظم بما يبذل وما يقدم. اذا صلى صلاة او صام يوما او نحو ذلك اصابه التعاظم والزهوء والغرور والعجب يستكثر ما يبذله في التعبد لله جل جلاله. فمثل هذا ما يليق - 00:54:58
الذل هو الا يستكثر تعبده بالنظر الى عظمة الله عز وجل وكماله وسعة افضاله فاذا حصل عند العبد مثل هذا العجب فان ذلك يدل على انه قد حصل له خلل عظيم في هذا الباب - 00:55:20
والمقصود ايها الاحبة ان العبد متى عرف ربه بجلاله وعظمته وعزته فان ذلك يثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة وتثمر له تلك الاحوال الباطنة انواعا من العبودية الظاهرة هي موجباتها كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله. واذا تجلى بصفات العز والكبرياء - 00:55:40
اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته ومن العبوديات التي - 00:56:06
تثمرها معرفة الاسماء الحسنى الرجاء وذلك بمعرفة العبد بغنى الله جل جلاله كرمه وجوده وبره واحسانه ورحمته فهذا يوجد عنده سعة الرجاء ويثمر له ذلك انواعا من العبوديات الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. الانسان اذا احتاج الى مخلوق وعرف ان هذا المخلوق - 00:56:30
كريم واسع العطاء غني الى غير ذلك من الاوصاف التي يحصل بها البذل فان رجاءه يكون اوسع فاذا ذهب الى مخلوق يعلم انه لا يملك شيئا فاين الرجاء اذا ذهب الى مخلوق يعلم انه لا يعطي شيئا اصلا - 00:57:00
فانه لا يرجوه لا يحصل عنده الرجاء فلا بد من معرفة بالله عز وجل صحيحة ان الله هو الغني الكريم الجواد المحسن البر الرؤوف الرحيم فيقبل العبد على الله عز وجل - 00:57:19
ويوجد عنده الرجاء وايضا من هذه العبوديات المراقبة والحياء وقد تكلمنا على المراقبة وتكلمنا على الحياة ايضا وذلك اذا علم العبد ان الله سميع بصير عليم شهيد محيط خبير لطيف - 00:57:36
حفيظ فكل هذه الاسماء التي يعلم بها العبد ان الله لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وانه يعلم السر واخفى ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فهذا يثمر له مراقبة الله عز وجل في حفظ لسانه فلا يغتاب الناس - 00:58:00
ويحفظ عينه فلا ينظر بعضهم يقول اتوب مرارا من النظر ثم اعود احدهم يقول لي سنة كاملة اجدد التوبة في النظر ولم افلح لماذا اذا وجدت المراقبة اذا عرف ان نظر الله اليه - 00:58:23
اسبق من نظره الى هذا الشيء فانه يخاف الانسان قد لا ينظر الى النسا او ينظر الى الحرام اذا كان بحضرة المخلوقين ولو ادنى المخلوقين من الذي يجترئ وينظر الى النساء هكذا؟ مكاشفة - 00:58:44
وبحضرته الناس ينظرون اليه يستحي منه ولربما يخاف فاذا كان يتأدب مع المخلوقين هذا التأدب فكيف بالله عز وجل والملائكة ينظرون اليه ويكتبون ذلك والله يعلم خائنة الاعين وما تخفي - 00:59:02
الصدور تحفظ هذه الجوارح ويحفظ القلب من ان يوجد فيه شيء لا يحبه الله عز وجل من الالتفات والركون الى غيره او التعلق بشيء من هذا الحطام والشهوات او امرأة تتعلق بمثلها او تتعلق برجل او رجل يتعلق بامرأة او نحو ذلك - 00:59:20
هذه الاوهام كلها تنقشع اذا علم ان الله يطلع على ما في قلبه ويرى افعاله ويسمع اقواله فلا يتكلم الا بما يليق واذا سمع الناس يغتابون نهاهم قال سبحوا كفوا عن هذا - 00:59:45
هذا لا يجديكم شيئا انه استشعر ان الله ينظر اليهم ويسمع كلامهم وما هو موقفه؟ وماذا سيقول لهم هذه المراقبة هي نحن احوج ما نكون اليها في هذه الايام اللي اصبحت فيها الرقابة - 01:00:02
مهما كانت هذه الرقابة سواء كانت رقابة الدولة او رقابة الاسرة رقابة الوالدين او رقابة المدرسة او غير ذلك ما يمكن ان تحول بين الانسان وبين ما يريد ان يصل اليه من معصية الله عز وجل - 01:00:20
ما يمكن الان يمكن عن طريق جهازي هو في وسط بيته يستطيع ان يشاهد اشياء كثيرة لا يحبها الله ولا يرضاها والناس لا يشعرون به اقرب الناس اليه لا يعلمون عن حاله شيئا - 01:00:36
اصبح عن طريق هاتفه الجوال عن طريق بالوسائل الكثيرة التي تعرفونها يمكن ان يحصل كثيرا من مطالبه فهذا يحتاج الى ان نغرس رقابة الله عز وجل في قلوبنا جميعا فاذا تهيأت اسباب المعصية - 01:00:53
وتوافرت تذكر الانسان ان الله يراه فخاف واستحى فيكف عن فعل ما لا يليق ومن هذه الثمرات التعبدية المحبة فمعرفة الاسماء والصفات هي طريق المحبة. الانسان لماذا يحب غيره لماذا يحب مخلوقه؟ الان لو سألنا احدا - 01:01:14
كلنا يوجد في قلبه محبة لمخلوقين. لماذا تحب فلان؟ قال احبه لما عنده من الكرم او الشجاعة الجود الاحسان او العلم او كمال الرأي وحسن النظر في الامور او اللطف - 01:01:40
او احبه لغناه او لاحسانه الي او لجمال وجهه او غير ذلك من الامور فهو تعلق بالكمالات. فيما يتوهمه الانسان الانسان لا يحب النقائص ولا يحب من استجمع النقائص يعني لو قيل لامرأة تتعلق برجل او بشاب لماذا - 01:01:59
محبين هل هو مثلا يتصف بجمال الوجه فاذا قالت لا هل يتصف بالغنى؟ قالت لا بالعلم لا بحسن الرأي والنظر في الامور لا بالنسب والحسب والشرف لا ولا صفة من الصفات - 01:02:21
بحسن هيئته وشكله لا هو قبيح طيب لماذا تحبينه لا يوجد مبرر لهذه المحبة. اليس كذلك؟ فكل من احب غيره فلا بد ان يكون هذه المحبة لكمال يتوهمه في هذا المحروم - 01:02:36
فاذا عرف العبد صفات الكمال والاسماء الحسنى وان كل صفات الكمال المطلق ان الله متصف بها فالله جميل لا يدانيه شيء في الحسن والجمال والله تبارك وتعالى غني وكريم وقوي - 01:02:51
ومحسن وبر ولطيف ورؤوف ورحيم ارحم بنا من الوالدة بولدها الى غير ذلك من اوصاف الكمالات فان القلب لابد تأسيره هذه الاوصاف اسرا فينجذب الى هذا المحبوب الى هذا المعبود الى هذا الموصوف بهذه الصفات الكاملة. فيحبه محبة لا تدانيها محبة - 01:03:13
اليس كذلك ايها الاحبة لكن لماذا تتلاشى هذه المحبة في قلوبنا؟ لان معرفته معرفة صحيحة باسمائه وصفاته غير متحققة على الوجه اللائق قد يعرف الانسان معرفة سطحية لكنه لا يستشعر هذا بقلبه معرفة لا تلامس القلب - 01:03:40
واذا كانت المعرفة لا تلامس القلب فان الانسان لا ينتفع بها ولهذا قيل العلم الخشية بمجرد حفظ المعلومات وحده لا يكفي انما هو وسيلة الى العمل بموجبها ومقتضاها وهذا العمل بموجبها ومقتضاها ما يتأتى لكل احد - 01:03:59
كثير من الناس يحفظ اشياء كثيرة جدا لكنه ابعد ما يكون عن الله عز وجل ولهذا يقول العز بن عبد السلام رحمه الله احب عباد الله تعالى اليه واكرمهم عليه العارفون بما يستحقه مولاهم من اوصاف الجلال ونعوت الكمال. فهم في رياض معرفته حاضرون والى كمال صفاتهم - 01:04:20
يناظرون ان نظروا الى جلاله هابوه وان نظروا الى جماله احبوه وان نظروا الى شدة نقمته خافوه وان نظروا الى سعة رحمته رجوه ولما ذكر ابن القيم رحمه الله مشهدي الحكمة - 01:04:41
والاسماء والصفات ذكر ان هذين المشهدين يطرحان العبد على باب المحبة ويفتحان له من المعارف والعلوم امورا لا يعبر عنها فمن عرف الله ايها الاحبة احبه ومن احب الله احبه الله - 01:04:58
وهذا هو الفوز الاكبر والغنم الاعظم والنعيم فالمحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون واليها شخص العاملون والى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون. وبروح نسيمها تروح العابدون. فهي قوت القلوب كما يقول الحافظ ابن القيم - 01:05:18
رحمه الله وغذاء الارواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الاموات. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلم ومات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والام - 01:05:41
وهي روح الايمان والاعمال والمقامات والاحوال والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ومحبة الله عز وجل ايها الاخوة فطرة فطر الله القلوب عليها كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله. فالقلب انما خلق لاجل حب الله تعالى - 01:06:03
وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده يقول فالله تعالى فطر عباده على محبته وعبادته وحده فاذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محبا له عابدا له وحده - 01:06:26
ومن لاحظ الاسماء والصفات كان حب الله عز وجل اعظم شيء لديه اذا نظر الانسان الى الاحسان والانعام والكمالات والجمال وما الى ذلك لم يتخلف قلبه عن محبة الله وانما يكون هذا التخلف كما قال ابن القيم لاردأ القلوب - 01:06:44
وارذلها واخبثها ويكون ذلك للقلوب البطالة على كل حال الكلام في هذا يطول كل محبوب سوى الله سرف وهموم وغموم واسف كل محبوب فمنه خلف ما خلى الرحمن ما منه - 01:07:04
الف فليس للقلوب ايها الاحبة سرور ولا لذة تامة الا في محبة الله والتقرب اليه بما يحبه ولا تمكن محبته الا بالاعراض عن كل محبوب سواه. وهذا حقيقة لا اله الا الله كما قال شيخ الاسلام - 01:07:27
ابن تيمية رحمه الله على كل حال لعلي اكتفي بهذا فيما يتعلق بالمحبة لان قد تكلمنا على ذلك كثيرا في الكلام عليها عند ذكر الاعمال القلبية والمقصود ان القلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل - 01:07:43
فالله عز وجل له الكمال المطلق نحتاج ان نعرف هذه الحقيقة معرفة تلامس القلوب فيثمر ذلك باذن الله عز وجل محبته والتعلق به والمقصود ايها الاحبة ان الانسان اذا شهد - 01:08:03
هذه الصفات فات الكمال عموما وعرفها او جاب له ذلك الوان العبوديات واقبل على الله عز وجل اقبالا صحيحا وصار ينشط للعبادة ولا يستكثر شيئا يبذله في سبيل الله عز وجل وسخر سمعه وبصره وماله وجوارحه - 01:08:27
ووقته في البذل والسعي في مرضات الله جل جلاله. فاسأل الله عز وجل ان يبارك لنا ايها الاحبة في ما نسمع وان يجعل ذلك حجة لنا لا حجة علينا وان يجعله سبيلا لصلاح قلوبنا واعمالنا واحوالنا - 01:08:52
وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يلطف بنا وان يرحمنا والا يشغلنا عن ذكره بذكر من سواه وعلى كل حال كان بقي خاتمة في هذا الموضوع فيما يتعلق بمراتب - 01:09:13
التعبد باسماء الله وصفاته خاتمة يسيرة ولكن الوقت لم يسعف اليها ومن احسن من تكلم على هذه القضية فيما وقفت عليه وقرأته الشيخ وليد الودعان في بحث اسمه التعبد بالاسماء والصفات لمحات علمية ايمانية - 01:09:33
ونقل كما نقل غيره تكلموا عن هذه القضية كثيرون نقلوا كلاما لشيخ الاسلام ولابن القيم ولغيرهما لكن هذه الكتابة مختصرة وابعد ما تكون عن التكلف ومرتبة وهي افضل ما قرأته في هذا الجانب ما يتعلق بالتعبد - 01:09:51
بالاسماء والصفات لا ادري هل هو كتاب مطبوع او لا لكنه موجود في الانترنت التعبد بالاسماء والصفات لمحات علمية ايمانية حتى اني لما قرأتها وكانت لربما اخر ما قرأته اه في هذه في هذا الجانب لم اجد بدا من - 01:10:12
كتابة شكر اليه اه لهذه الكتابة الجيدة الرصينة التي لا تجدوا فيها تكلفا البتة والا فالكتابات كثيرة جدا منها ما هو مطبوع ومنها ما هو في الانترنت وهي متفاوتة غاية التفاوت - 01:10:33
لكن هذا من افضل ما وقفت عليه بهذا الجانب وهي مثال جيد للكتابات الحسنة التي تتسم بالاختصار والجودة والتأصيل والبعد عن التكلف وهذا من اهم الاشياء. البعد عن التكلف من الناس من تقرأ صفحة واحدة له في كتاباته وترى التكلف ظاهر - 01:10:53
فيصرفك ذلك عن بقية الكتاب حتى اني تمنيت لو انه كتب في كل الاسماء الحسنى بهذه الطريقة اسأل الله عز وجل التوفيق والقبول للجميع صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 01:11:20
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فلا زال الحديث ايها الاخوان عن اثار الايمان باسماء الله الحسنى وذكرنا ستة امور والسابع هو تزكية النفوس - 00:00:01
وهذا الدين ايها الاحبة يهدف الى اصلاح الانسان وانما يكون صلاحه باقامة العباد على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرعه الله تبارك وتعالى وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من اراد ان يصلح قلبه وحاله - 00:00:28
ونفسه هو النظر في ايات الله عز وجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله واسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه الى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى وقد كان - 00:01:08
الاصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عز وجل وصفاته وفعله في الكون القرآن يتحدث مبينا عظمة الله وجلاله ويدعو الناس الى الاستجابة اليه والاخذ بما يأمرهم به - 00:01:37
ويشرعه لهم ومجانبة مجافاة ما يوقعهم في مساخطه واسباب غضبه وهكذا يبين لهم فعله باهل طاعته وفعله باهل معصيته في الدنيا وفي الاخرة وهذا الحديث هو الذي يحرك النفوس ويستثير الهمم - 00:02:06
ويجعل العبد مشمرا في طاعة الله عز وجل سالكا صراطه المستقيم وبذلك تزول الادناس والارجاس التي تعوقه عن فعل الخير والتعلقات في الامور الدنية التي تشغله عن التعلق بربه جل جلاله - 00:02:38
الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله فالعلم باسماء الله عز وجل وصفاته ايها الاحبة هو العاصم باذن الله عز وجل لهذه النفوس - 00:03:08
عن الخطل والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الامل فبذلك تعرف النفوس ان ربها غفور رحيم تواب يتوب على من تاب واناب كما انه يعينهم على الصبر - 00:03:33
كما سيأتي ايضاحه باذن الله تبارك وتعالى واذا تمكنت الاسماء والصفات من قلب العبد خلصت قلبه من كل شائبة شركية او بدعية وطهرت نفسه من كل دنس ان اسم الله تبارك وتعالى - 00:03:58
الله اذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة لان الله هو المألوه اي المعبود فلا تتوجه النفوس الى عبادة غيره وانما يكون تألهها وتعبدها له وحده لا شريك له - 00:04:24
وبهذا يكون العبد قريبا من ربه مطيعا له ممتثلا مستجيبا الثامن من هذه الثمرات تحقيق السعادة فالعلم بالاسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح من رغم السعادة ايها الاحبة وابتغاها - 00:04:52
فليأخذ نفسه باسماء الله وصفاته فبها الانس كله والامن كله وما راحة القلب وسعادته الا بها لانها تتعلق بمن طب القلوب بيديه وسعادتها بالوصول اليه وكمال انصباب القلب اليه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين أسماء - 00:05:29
من احصاها دخل الجنة وعرفنا ان اعلى منازل الاحصاء هو التعبد فهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله هو قطب السعادة ومدار النجاح والفلاح وكان يقرر رحمه الله ان من تعلق بصفة من صفاته اخذته بيده حتى تدخله عليه - 00:06:01
ومن سار اليه باسمائه الحسنى وصل اليه ومن احبه احب اسماءه وصفاته وكان اثر شيء لديه فحياة القلوب في معرفته ومحبته وكمال الجوارح في التقرب اليه بطاعته وكمال الالسنة بذكره والثناء عليه - 00:06:34
باوصاف مدحته. ماذا عسى ان تلهج به الالسنة افضل من لهجها بالثناء على الله عز وجل وبماذا يمكن ان تعمر القلوب ايها الاحبة اعظم من تعظيم الله عز وجل ومحبته والخوف منه - 00:06:59
ورجائه وما الى ذلك من الامور التي بها حياتها وراحتها وانسها فالقلب ايها الاحبة اذا لم يعرف ربه فانه يستوحش تغمره الوحشة ويظلم الصدر ويضيق ولو كانت الدنيا باسرها بيديه - 00:07:23
فانه لا انسى لهذه القلوب الا بان تعرف الرب المعبود معرفة صحيحة باسمائه وصفاته فالسير الى الله كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله من طريق الاسماء والصفات شأنه عجيب - 00:07:51
وفتحه عجب صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولا مشرد عن سكنه والتعرف على الله بالاسماء والصفات ايها الاحبة - 00:08:11
هو من اعظم السبل الموصلة للانس بالله والمحبة له والتعظيم لشأنه جل وعلا وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله من اراد السعادة الابدية - 00:08:31
فليلزم عتبة العبودية هذه القلوب ايها الاحبة لا يمكن ان تجد طعم الراحة وتذوق السعادة الا اذا عرفت المعبود معرفة صحيحة باسمائه وصفاته وتعبدته بمقتضى ذلك وعلى قدر هذه المعرفة والتعبد - 00:08:52
على قدر ما يحصل لنا من الانشراح واللذة والسرور ولو كان الانسان يعيش في مكان بعيد خاليا عن الناس منقطعا عنهم فان سعادته لا يمكن ان تقدر وراحة قلبه لا يمكن - 00:09:20
ان تنقطع بانقطاعه عن الناس ولهذا كان اهل المعرفة بالله عز وجل يستروحون بالخلوة به سبحانه وتعالى عند مناجاته في صلاة الليل او صلاة النهار او قراءة القرآن ولهذا كان بعضهم - 00:09:39
يقول اني لادخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه ارابي وكان الاخر يقول اهل الليل في ليلهم يعني اهل قيام الليل والمناجاة في ليلهم اعظم لذة من اهل الله و - 00:10:04
في لهوهم فاهل لهو تنقبض قلوبهم وتستوحش نفوسهم ويجدون عصرة والما بقدر ما في هذه القلوب من الانس بغير الله والاشتغال بحطام الدنيا ومن اراد ان يبتعد عن الافات التي عصفت بكثير من اهل الزمان - 00:10:28
من الاكتئاب والحزن والالام التي تقع في النفوس والوحشة والظلمة التي تقع في الصدور فعليه بالاقبال على الله عز وجل ان يعرفه ولهذا ينبغي على الانسان ان يدمن النظر في هذا الباب - 00:10:55
وان يلاحظ نفسه وحركات هذه النفس وعلى اي شيء تقبل وما الذي تميل اليه فيداويها بهذه الادوية النافعة حتى تستقيم على هذه الجادة التاسع من هذه الاثار وهو التلذذ بالعبادة - 00:11:14
والتلذذ بالعبادة ايها الاحبة من اعظم المنح الربانية كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها انما حظه منها السماع فحسب وقد رأينا ايها الاحبة في الحج - 00:11:42
اناسا كان بعضهم يقول كاني لم اسلم الا اليوم وسمعنا عددا منهم ونقل عن بعضهم انه يقول انه يعيش في لذة وسعادة وانشراح وفرحة غامرة لم يجدها طيلة حياته وكان بعضهم يقول - 00:12:06
ينتهي الحج ويملأ قلبي الحزن على فراق هذه الاعمال والمشاعر التي وجدت قلبي فيها وبعضهم كان يرسل برسائل بعد الحج ولعل بعضهم يحضر معنا الان يذكر مثل هذه المشاعر بعضهم يذكر حزنه بعد الحج - 00:12:37
وبعد فراق تلك الاعمال والمشاعر مع انه يعيش في خيمة وليس له من الارض الا ما يكون من العارية للمستعير على قدر ما ينام عليه ومع ذلك يجد هذه اللذة والفرحة فليست اللذة ايها الاحبة بالقصور - 00:13:04
وسعت الدور وليست اللذة بكثرة الطعام فهو يقف في طابور اذا اراد ان يأكل ولربما وقف في طابور اذا اراد اعزكم الله الخلاء وينام على مكان صغير لا يستطيع ان ينقلب يمنة ويسرة - 00:13:29
لان الناس لم يتركوا شبرا حوله من اجل ان يتقلب فيه لكن اين وجد هؤلاء اللذة في طاعة الله عز وجل وهؤلاء لربما لم يعرفوا ذلك قبل حجهم ولكن الكثيرين ايها الاحبة ممن عرفوا الله عز وجل - 00:13:50
يجدون ذلك في ليلهم ونهارهم طيلة العام بصلاتهم في صيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم استشعر ان الله عز وجل يراه وانه يراقبه وانه يرى عمله وانه يجازيه وان الله يحب عابديه - 00:14:17
ومن ينيب اليه ومن يقبل عليه يستشعر هذه الامور جميعا فالمقصود ايها الاحبة من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه وطرب قلبه فيكون لسان حاله ارحنا بالعبادة يا بلال - 00:14:41
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قم يا بلال فارحنا بالصلاة فتكون الصلاة لما فيها من القرب لله عز وجل والمناجاة له والتلذذ بكلامه والتذلل له والتعبد باسمائه - 00:15:13
قرة العين وسلوة الفؤاد ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم - 00:15:31
الذي لا يمكن التعبير عنه انما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والايمان به وانفتاح الحقائق الايمانية والمعارف الربانية معارف القرآنية كما قال بعض الشيوخ لقد كنت في حال اقول فيها ان كان اهل الجنة في هذه الحال - 00:15:51
انهم لفي عيش طيب وقال اخر انه لتمر على القلب اوقات يرقص فيها طربا وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الاخرة الا نعيم الايمان والمعرفة لذة غامرة انشراح هؤلاء قد تكون ابدانهم - 00:16:15
تعاني الامراض والاسقام واحوالهم تتقلب في الفقر والجوع ومع ذلك يجدون هذه الراحة والسرور واخرون يعيشون في بحبوحة من الدنيا ومع ذلك قلوبهم مظلمة لا يفتأ الواحد منهم يشتكي من ضيق الصدر والحزن - 00:16:41
وما قد ينتابه من نوبات البكاء التي قد لا يعرف لها سببا المقصود ايها الاحبة ان الانسان اذا حصل هذه اللذة لذة العبادة خفت عليه التكاليف وقد تزول عنه المشقات وهو يزاول العبادات - 00:17:09
الشاقة فتكون بردا وسلاما على قلبه انه يشتغل بشيء فيه رضا المحبوب سبحانه وتعالى فيقبلوا على ذلك بانشراح وفرح فينسيه ذلك التعب كله ومن اعظم ما يحصل به هذه اللذة - 00:17:31
هو النظر في اسماء الله وصفاته وان نتعبد الله عز وجل بها وان نستحضر ذلك في كل عمل نزاوله وفي كل عبادة نتعبد بها فاذا اعطى العبد القليل من الصدقة - 00:17:58
يتذكر ان ربه شكور يجزي الجزاء الكبير على العمل القليل وان الله لا يضيع عمله فيكون ذلك سببا لمزيد من الاقبال والتلذذ بهذه الصدقة والعمل الصالح الذي يعمله فيجد حلاوة في قلبه - 00:18:20
لا يمكن ان توصف وهكذا من صلى وتذكر حينما قام لله عز وجل قام بين يديه صافا قدميه تذكر قيوميته كما يقول الحافظ ابن القيم وان الله قائم بذاته وان عباده لا يقومون الا به تبارك وتعالى - 00:18:48
فاذا كبر ورفع يديه استشعر ان الله اكبر من كل شيء وشاهد كبرياء الله وعظمته وجلاله واذا قرأ دعاء الاستفتاح استشعر ما فيه من تنزيه المعبود عن كل نقص واذا استعاذ وبسمل التجأ بقلبه الى الركن الركين - 00:19:14
وتبرأ من كل حول واعتصم بالله من عدوه واستعان به لا بغيره ثم اذا قرأ الفاتحة استشعر في استشعر في اثناء ذلك ما فيها من استحقاق الله عز وجل لكل المحامد - 00:19:38
استشعر الوهيته وربوبيته ورحمته بخلقه وملكه لكل شيء. واستحضر انه يناجي ربه وان ربه يجيبه على مناجاته ثم تذكر عظمة الله وعلوه وتذكر خضوعه وتذلله بين يدي ربه بركوعه وسجوده وانكساره وتأمل ذلك - 00:19:56
وهو يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى واذا صنع ذلك في صلاته كيف لا يصلي صلاة مودع وكيف لا يتلذذ بصلاته وعبادته وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:20:25
يذكر قريبا من هذا المعنى وان العبد يستحضر انه مناج لله تعالى كأنه يراه فان المصلي اذا كان قائما فانما يناجي ربه والاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه - 00:20:45
يراك ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه اليها اوكد وهذا يكون بحسب قوة الايمان والاسباب المقوية للايمان كثيرة جدا وهي معلومة فهذا باب واسع ايها الاحبة فان ما في القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته واخلاص الدين - 00:21:04
له وخوفه ورجائه والتصديق باخباره وغير ذلك مما يتباين الناس فيه ويتفاضلون تفاضلا عظيما ويقوى ذلك كلما ازداد العبد تدبرا للقرآن وفهما ومعرفة باسماء الله وصفاته وعظمته وتفكره اليه في عبادته - 00:21:29
واشتغاله به بحيث يجد اضطراره الى ان يكون تعالى معبوده ومستغاثه اعظم من من اضطراره الى كل شيء سواه كالاكل والشرب كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه لا صلاح له الا بان يكون الله - 00:21:52
هو معبوده الذي يطمئن اليه ويأنس به ويلتذ بذكره ويستريح به ولا حصول لهذا الا باعانة الله عز وجل وما سبق ايها الاحبة من العبادة هو نماذج تدل على غيرها - 00:22:17
وكل عبادة من العبادات نقدم عليها مستشعرين هذه المعاني وقد امتلأ القلب بالحب للخالق العظيم سبحانه وتعالى فانه لا بد ان نجد لذتها وان نأنس بها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:22:36
ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره - 00:22:57
ان يقذف في النار فهذه ثلاثة امور توجد بها اللذة فكما ان الانسان يجد لذة حسية بذوق الطعام الذي يستلذه فكذلك ايضا يجد لذة اخرى اذا تعاطى اسبابها وكل من زاول شيئا - 00:23:15
واستعان بالله عز وجل فانه يحصله باذن الله تبارك وتعالى. ومن اكثر طرق الباب فان ذلك مؤذن بان يفتح له العاشر من هذه الثمرات هو ان العبد اذا عرف هذه الاسماء - 00:23:39
والصفات سعى الى الاتصاف والتحلي بها على ما يليق به ومن المعلوم ان المحب يحب ان يتصف بصفات محبوبه كما ان المحبوب يحب ان يتحلى محبه بصفاته فالله تبارك وتعالى له المثل الاعلى - 00:23:58
ربنا جل جلاله كريم يحب الكرماء رحيم يحب الرحماء رفيق يحب الرفق فاذا علم العبد ذلك سعى الى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله ان يتحلى بها العبد - 00:24:25
على ما يليق بذات العبد كما قدمنا وقد عرفنا من قبل ان الاتصاف بموجب اسماء الله تعالى مقيد بشرط وهو ان بعض اسماء الله تبارك وتعالى انما تكون كمالا في حقه فحسب - 00:24:47
كالمتكبر فان الكبر لا يكون ولا يصلح بحال من الاحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وانما ما يكون صالحا للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته فهذا القيد لابد من مراعاته - 00:25:08
الحادي عشر من الثمرات هو ما تثمره من الوان العبوديات والمقصود بالاثر ايها الاحبة وثمرة العبادة التي يجدها العبد عندما يقوم بموجبها من العلم والمعرفة كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:25:31
رحمه الله وذلك ان لكل صفة من صفات الله تعالى عبودية خاصة بها فمتى ما تعلمها العبد واتى بموجبها من العمل تحقق له مراده منها واثمرت له انواعا من العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه - 00:25:55
فالاسماء الحسنى ايها الاحبة والصفات العلى مقتضية لاثارها من العبودية والامر اقتضاؤها لاثارها من الخلق والتكوين كما نشاهد اسم الخالق وصفة الخلق اقتضت باثارها فوجد هذا الخلق فهكذا تقتضي ايضا هذه الاسماء - 00:26:20
والصفات اثارا من جهة العبودية لله تبارك وتعالى. فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها. وهذا مضطرد في جميع انواع العبودية. التي تقع على القلب واللسان والجوارح واليك بعض النماذج من هذه العبوديات - 00:26:47
فمن ذلك الدعاء. فمن تأمل شيئا من اسماء الله عز وجل وصفاته. فانها ولابد ستقوده الى ان يتضرع الى الله بالدعاء ويبتهل اليه بالرجاء من تأمل قربه تبارك وتعالى من عبده المؤمن - 00:27:10
وان الله تعالى هو القريب المجيب والبر الرحيم والمحسن الكريم فان ذلك سيفتح له باب الرجاء واحسان الظن بالله وسيدفعه الى الاجتهاد في الدعاء والتقرب الى الله به بل من تأمل وتعبد بالاسماء والصفات - 00:27:28
فانه لا يقتصر على مجرد الدعاء بل سيفيض عليه ذلك الامر حضور القلب. وجمعيته بكليته على الله تعالى. في رفع يديه ملحا على الله بالدعاء والسؤال والطلب والرجاء. وانما كان الدعاء من اجل ثمرات العلم بالاسماء والصفات وكان - 00:27:47
وسلاح المؤمن وميدان العارف ونجوى المحب وسلم الطالب وقرة عين المشتاق وملجأ المظلوم لما فيه من المعاني الالهية العظيمة ولهذا ذكر ابن عقيل الحنبلي رحمه الله من هذه المعاني في الدعاء - 00:28:11
لا شك ان الذي لا يؤمن بوجود الله عز وجل فانه لا يدعوه وكذلك ايضا الدعاء انما يلجأ اليه من يوقن بان الله هو الغني فالفقير لا يطلب وهكذا ايضا - 00:28:28
لا يمكن ان يدعو الا من يعتقد ان ربه سميع فان الذي لا يسمع لا يدعى وهكذا ايضا لا بد من ايقانه بان الله كريم فان البخيل لا يعطي ولا يطلب - 00:28:44
وهكذا ايضا يؤمن برحمته سبحانه وتعالى. ففي ضمن الدعاء لابد ان توجد مثل هذه الامور مجتمعة ان الله رحيم فهذه الرحمة لها اثارها فيرحم عباده بذلك فينزل عليهم الغيث ويرفع ما بهم من ضر - 00:29:02
ويدر عليهم الارزاق ويعطيهم سؤلهم وينجيهم من المخاوف والمكاره وهكذا ايضا القدرة فان العاجز لا يدعى ومن هذه العبوديات التي يؤثرها الايمان بالاسماء والصفات التوكل على الله تبارك وتعالى فيعتمد القلب على ربه جل جلاله ويفوض امره اليه - 00:29:23
وقد تكلمنا عن التوكل طويلا ايها الاحبة وبينا حقيقته وانه من اعظم العبادات تعلقا بالاسماء والصفات وذلك ان مبناه على اصلين الاول علم القلب وهو يقينه بعلم الله وكفايته وكمال قيامه بشأن خلقه. فهو القيوم سبحانه وتعالى الذي كفى عباده - 00:29:53
فبه يقومون وله يصمدون. والثاني عمل القلب وهو سكونه الى العظيم الفعال لما يريد وطمأنينته اليه وتفويض امره اليه ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله اذ كل شيء يمضي ويكون فبحكمه وحكمته وقدره وعلمه لا يند شيء في الارض ولا في السماء عن قدرته فله الحكم واليه يرجع الامر كله - 00:30:18
له فاذا عرف العبد هذا ركن الى الله عز وجل وفوض امره اليه وصار واثقا بتدبيره وتصرفه فهو عليم حكيم يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وهكذا يصير العبد - 00:30:50
مستسلما لله عز وجل راضيا باقداره واحكامه الى غير ذلك من المعاني ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله كلما كان بالله اعرف كان توكله عليه اقوى ويقول شيخه تقي الدين - 00:31:13
رحمه الله لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بانه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يستقيم ايضا من الجهمية النفات لصفات الرب جل جلاله - 00:31:34
ولا يستقيم التوكل الا من اهل الاثبات. الذي لا يؤمن اصلا بالصفات او لا يؤمن بالاسماء او يعتقد انها مجرد اعلام جامدة لا تدل على اوصاف الكمال كيف يتوكل عليه - 00:31:50
من لا يؤمن بان الله هو الغني والقدير والقوي وان الله فعال لما يريد وان الله عليم رزاق كيف يتوكل عليه المقصود ايها الاحبة ان العبد اذا علم بتفرد الرب تبارك وتعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق - 00:32:07
والاحياء والاماتة فان ذلك يثمر له عبادة التوكل على الله باطنا ويثمر له ذلك ايضا لوازم التوكل وثمراته ظاهرا واذا تجلى الله عز وجل بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد - 00:32:35
وشوق ارزاقهم اليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لاوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه رضا به كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله وقد ضرب في بعض كتبه - 00:32:57
لذلك مثالا يبين فيه الاثار المترتبة على عبودية الله تعالى باسمي الاول والاخر هو الاول والاخر يقول فعبوديته باسمه الاول تقتضي التجرد عن مطالعة الاسباب والوقوف او الالتفات اليها وتجريد النظر الى مجرد سبق فضله ورحمته - 00:33:17
فالله قبل الاسباب وانه هو المبتدئ بالاحسان من غير وسيلة من العبد اذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده واي وسيلة كانت هناك انما هو عدم المحض وقد اتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا - 00:33:48
فمنه سبحانه الاعداد ومنه الامداد وفضله سابق على الوسائل والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل اخرى الذي يعتمد على الدواء او يعتمد على سيارته او مركبه انه جيد وجديد وقوي ان يوصله الى - 00:34:09
مطلوبه او يعتمد على امواله وارصدته او يعتمد على حذقه وذكائه ومهارته كل هؤلاء انما يركنون الى اسباب خلقها الله عز وجل واوجدها فهو مصرف الامور وخالق الاسباب والمسببات فمن عرفه معرفة صحيحة ركن قلبه - 00:34:32
اليه. يقول من نزل اسمه الاول على هذا المعنى اوجب له فقرا خاصا وعبودية خاصة وذكر عبوديته باسمه الاخر وانها ايضا تقتضي عدم ركونه ووقوفه بالاسباب والوقوف معها فانها تنعدم لا محالة. الله هو الاخر - 00:35:00
كل شيء هالك الا وجهه سبحانه وتعالى فتنقضي بالاخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها فالتعلق بها تعلق بما ينعدم وينقضي ويتلاشى ويزول والتعلق بالاخر سبحانه تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول - 00:35:24
فالمتعلق به حقيق الا يزول ولا ينقطع بخلاف التعلق بغيره مما له اخر يفنى به وهكذا نظر العارف اليه بسبق الاولية حيث كان قبل الاسباب كلها. فاذا جمع العبد بين هذين - 00:35:47
الاسمين وتعبد الله عز وجل بمقتضاهما لم يتعلق بشيء هذا الانسان الذي قد يكون مسؤولا عنه في العمل لربما يركن اليه وان علاقته به وثيقة وما الى ذلك ثم ما يلبث هذا الانسان ان يموت - 00:36:03
او يزول او يفارق هذا المحل وانما يكون الركون الى الله جل جلاله وذلك يوجب لنا الاضطرار الى الله تبارك وتعالى ودوام الفقر اليه دون كل شيء سواه فالامر اليه يرجع الامر كله - 00:36:19
سنعامله بمقتضى ذلك فهو السابق بالاحسان والعطاء والفضل فنثق به دون ما سواه ولهذا يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله عند كلامه على هذا المعنى يقول من ذا الذي شفع لك في الازل - 00:36:41
حيث لم تكن شيئا مذكورا حتى سماك باسم الاسلام ووسمك بسمة الايمان وجعلك من اهل قبضة اليمين واقطعك في ذلك الغيب عمالات المؤمنين فعصمك عن العبادة للعبيد واعتقك من التزام الرق - 00:37:00
لمن له شكل ونديد ثم وجه وجهة قلبك اليه سبحانه دون ما سواه قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة اين كنا فالله عز وجل قد اعطى ومنح - 00:37:22
قبل ان توجد هذه الاسباب وقبل ان توجد هذه المتعلقات التي تتعلق بها الكثير من القلوب فينبغي ان تعاد الامور الى نصابها وان تربط القلوب بمعبودها وان نوجد هذه الثقة وان نحييها في النفوس - 00:37:41
فيكون الركون اليه دون ما سواه وهكذا ايضا من هذه الاثار التعبدية وهو الثالث التي تؤثرها هذه الاسماء الحسنى الرضا فهو من ثمرات المعرفة بالله وقد تكلمنا عليه بشيء من التفصيل في الاعمال القلبية - 00:38:01
فمن عرف الله بعدله وحلمه وحكمته ولطفه اثمر ذلك في قلبه الرضا بحكم الله وقدره في شرعه وكونه فلا يعترض على امره ونهيه ولا على قضائه وقدره ما تقول المرأة - 00:38:22
لماذا لنا نصف الميراث لماذا القوامة للرجل؟ اذا كانت تعلم ان الله عليم حكيم عدل ان الله عز وجل متصف بالعدل وانه لا يظلم الناس شيئا فانها ترضى بحكمه الشرعي - 00:38:39
وهكذا ايضا اذا اصاب العبد مكروه فانه لا يقول لماذا يا رب؟ انا ماذا عملت يا رب ومن الناس من يقول هذا نسأل الله العافية لو تذكرت لاخرجت لكم رسالة - 00:38:56
يذكر صاحبها كلاما في غاية السوء يقول محصلة هذه الرسالة الطويلة يقول دعوته ثم دعوته ثم دعوته ثم دعوته فلم يستجب لي يقول عن نفسه صار كالحمار المبعد ويذكر كلاما في غاية القبح - 00:39:13
عن الله عز وجل واظن ان هذا مبتلى لاني ان لم تخني الذاكرة انه ارسل رسائل متعددة قبلها يطلب الدعاء ثم بعد ذلك ذكر وهذا كان في ايام الحج لا اذكر في يوم عرفة - 00:39:37
او في يوم النحر رسالة في غاية القبح فاقول هؤلاء ايها الاحبة ما عرفوا الله عز وجل معرفة صحيحة لو عرفوه وانه حكم عدل عليم حكيم لا يقضي للمؤمن قضاء الا كان خيرا له - 00:39:53
فان من عرف ذلك رضي باحكامه الشرعية وباحكامه القدرية والله ساق له ذلك ليرفعه ويختبر صبره ويستخرج عبوديته فمن الناس من يصدر منه مثل هذه الاقوال والفعال القبيحة اذا ابتلاه ربه وهو الذي اعطاه - 00:40:12
هذه الابعاد والعافية فاذا سلب شيئا يسيرا منها حصل هذا التبرم والتسخط نسأل الله العافية وكثير من الناس يظن انه على مستوى من التحقق بهذه المعاني فاذا وقع له المكروه - 00:40:38
تلاشى وانكشف فنسأل الله عز وجل ايها الاحبة الا يفضحنا وقد كان من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم اسألك الرضا بعد القضاء فالعبد المؤمن الذي عرف الله باسمائه وصفاته - 00:41:00
يرضى لانه يعلم ان تدبير الله خير من تدبيره لنفسه وانه تعالى اعلم بمصلحته من نفسه وارحم به من نفسه وابر به من نفسه ولذا تراه يرضى ويسلم بل انه يرى ان هذه الاحكام القدرية والكونية او الشرعية - 00:41:20
انما هي رحمة وحكمة وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها بل لسان حاله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وهذا هو محض الايمان وامر الرابع - 00:41:41
من العبوديات التي تثمرها هذه الاسماء والصفات اليقين والسكينة والطمأنينة فاليقين ايها الاحبة كما عرفنا من الكلام عليه في الاعمال القلبية هو الوقوف على ما قام بالحق من اسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده - 00:42:03
وباليقين مع الصبر تنال الامامة في الدين واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون وهذه المنزلة العالية الرفيعة اليقين هي روح اعمال القلوب التي هي ارواح اعمال الجوارح كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه - 00:42:29
وهو حقيقة الصديقية ومتى وصل اليقين الى القلب امتلأ نورا واشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم وامتلأ محبة لله عز وجل وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابة اليه - 00:42:54
كما قال بعضهم اليقين ملاك القلب وبه كمال الايمان وباليقين عرف الله فاذا تيقن القلب ايها الاحبة نزلت السكينة وهي الطمأنينة والسكون الذي ينزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء - 00:43:16
فيزداد ذلك القلب ايمانا وثباتا ويكسو الجوارح خشوعا ووقارا ويضفي على اللسان حكمة وصوابا لماذا تنقشع هذه المعاني والاعمال القلبية عنا في اوقات الازمات لانها لم تصل الى مرتبة اليقين. نحفظ معلومات - 00:43:35
ونسمع في الخطب والمحاضرات اشياء عن الله عز وجل انه هو الحافظ هو الغني هو الرزاق هو الكريم لكن لم يصل ذلك الى حد اليقين في النفوس فاذا جاء الخوف - 00:43:55
صار الانسان يتلفت يمنة ويسرة ويتطلع الى المخلوقين عله يجد طبه في ايديهم او خلاصه عندهم فيكون رجاؤه ويصرف عبوديته اليهم يتوسل بهم ويتضرع اليهم ويصدر منه امور لا تليق - 00:44:12
نحو المخلوقين لربما يرى الانسان من هذا اشياء عجيبة من الوان الضراعة التي لا تصلح الا لله عز وجل تصرف لمخلوق هل هذا يفعله انسان عرف ربه تبارك وتعالى معرفة لائقة - 00:44:33
كثير من الناس يظن انه واثق بالله عز وجل متوكل عليه ولو انه فقد وظيفته فانه لربما يذهب كل معنى من معاني التوكل بنفسه ويكون فقره بين عينيه نسأل الله العافية - 00:44:49
وين الرزاق اين الايمان بهذه الاسماء؟ لم يصل الى درجة هو يعرف ان الله الرزاق لكن لم يصل الى مرتبة اليقين بهذا اذا مرض تعلق بالطبيب وبالدواء ولربما يظن انه لو مات هذا الطبيب - 00:45:07
لمات معه الطبيب يموت والمريض يبقى والله حي لا يموت اين الاطباء في القرون السابقة؟ اين هم؟ ذهب المرضى والاطباء لكن الانسان ينسى هذه المعاني ايها الاحبة اذا جاءت الشدائد - 00:45:24
وكثير منا لا يعرف نفسه الا في وقت الشدة ان كان له بصر صحيح. والا من الناس حتى في وقت الشدة يغفل عن نفسه ولا يلاحظ قلبه والى اين يتجه؟ كثير من الناس لا يلاحظ - 00:45:44
حتى في وقت الشدة لما تنقشع عنه هذه الاوهام التي يظن انه على ثقة بربه وانه يقف على ارض صلبة من العبودية التربية الصحيحة وما اشبه ذلك. فاذا زالت عنه هذه الامور وتبين ضعفه وظهر لكل احد - 00:46:01
لربما هو لم يتفطن لهذا. نسأل الله العافية ومن الناس من يعرف بانه يلاحظ قلبه ويدرك عجزه والخلل الذي مني به فسبب له مثل هذه التصرفات والاثار السيئة ولذلك اقول يمكن ان يجرب هذا حتى في الامور الحسية - 00:46:24
كثير من الناس يظن ان عنده قوة وانه يستطيع ان يمتنع من اشياء كثيرة ولكن اذا جاء الجد ربما يعرف انه اضعف ما يكون الناس من يظن لربما انه يستطيع ان - 00:46:46
يواجه الاعداء وان يقاتل وان يقتل الابطال وان يفعل ولربما لو انه خلع ضرسا او جرح جراح بسيطة لاصابه من الارتعاش والاضطراب ولم تحمله ركبه ما يستطيع يمشي خطوات هذا ترى موجود - 00:46:59
ولربما اغمي عليه وتحول لونه الى لون الصفرة والشحوب كلون العصفر او الكركم من شدة الخوف لماذا وهو يظن قبل ذلك انه يستطيع ان يفعل ويستطيع ويستطيع ويستطيع ربما يظن الانسان انه لا يخاف الا من الله عز وجل - 00:47:15
فاذا قدر له ان يمشي في مكان خال او نحو ذلك فقفز عليه دويبة لربما اضطرب غاية الاضطراب. اين القوة واين الشجاعة واين لا تظهر هو لا يعرف نفسه لكن قد تنكشف له هذه ببعض المواقف - 00:47:36
وكثير من الناس لا يوفق ايضا الى معرفة نفسه ولا يزال يكابر ويغفل وانه يمتلك من القدرات والصفات والكمالات الشيء الكثير والموفق من وفقه الله عز وجل ومن الجيد ايها الاحبة ان الانسان يلاحظ نفسه قبل وقوع - 00:47:52
المكروه فيعرف درجة التوكل يعرف الرضا عنده الى اي حد ولذلك كثير من الناس اذا وقعت لهم المصيبة لربما حصل منهم تصرفات غير لائقة اذا مات لهم احد بعد مدة يفيق - 00:48:13
ويقول انا لله وانا اليه راجعون لكن اثناء المصيبة تذكره تقول هذا او ان الصبر وهو في حالة لا يكاد يسمع حتى ان بعضهم لربما طلب بعد ايام قال ماذا قلت ذاك اليوم - 00:48:32
قال سفيان من لم يعد البلاء نعمة فليس بفقيه. احدهم سألني عنها بعد نحو خمسة ايام قال لا ادري ما قلت في وقت المصيبة يقول لم ادري ما تقول لكن تكلمت بشيء لم ادري ما هو - 00:48:45
فاعده علي بعد خمسة ايام لماذا بعض الناس يكون طالب علم يبتلى ببلية ولربما ينكسر ويحصل له من الانهيار واليأس ونوبات بكاء لربما لا يخبره عن الناس لكن يخبر الطبيب اقرب الناس اليه او من - 00:49:01
يطلب منهم ان يعينوه على معالجة هالقضية وهالمشكلة اللي نوبات شديدة من البكاء. لماذا وين الرضا هذا اوان الرضا تبكي بهذه الطريقة مثلا الطفل لماذا وهل هذا البكاء سيرد لك - 00:49:21
ما فقدته لا سيما الذين يبتلون عافانا الله واياكم بالحريق فهؤلاء اذا نظر الواحد منهم الى وجهه في المرآة بعد الحريق في كثير من الاحيان ان لم يكن على درجة عالية - 00:49:38
من الرضا عن الله عز وجل فانه يصيبه حالات من الانهيار وحالات من الاكتئاب وحالات من المشاعر السيئة والبكاء الذي ينتابه حينا بعد حين ومن هذه العبوديات التي يثمرها الامام الاسماء الحسنى الخشية - 00:49:51
كلما ازدادت المعرفة بالله عز وجل ازدادت هيبته وخشيته في القلوب انما يخشى الله من عباده العلماء ليس العلماء الصناعات والحرف وانما العلماء بالله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انا اعرفكم بالله واشدكم له - 00:50:11
خشية وقد فسر ابن عباس رضي الله عنه الاية قال انما يخافني من خلق من علم جبروتي وعزتي وسلطاني وفي كلام ابن كثير رحمه الله انما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به لانه كلما كانت المعرفة - 00:50:38
للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالاسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به اتم والعلم به اكمل كانت الخشية له اعظم واكثر وكيف لا يخشع القلب ويهاب اذا امتلأ بالحب والتعظيم والمعرفة - 00:50:59
بالخالق العظيم فان من عرف الله صفا له العيش وطابت له الحياة وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين كان خوفه من الله وحده لا شريك له ومن هذه الثمرات ايضا - 00:51:20
التي يثمرها معرفة الاسماء الحسنى الذل والتعظيم فمن تحقق بمعاني الاسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تعالى فافاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله جل جلاله والعبودية لا يمكن ان تحصل وان تتم الا بكمال الذل والتعظيم كما هو معلوم - 00:51:39
فالتعبد هو التذلل والطريق المعبد هو الطريق المذلل كما نعرف في معنى العبودية فاكمل الخلق عبودية اكملهم ذلا وافتقارا وخضوعا بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء وحينئذ يستكثر - 00:52:10
العبد القليل من الخير على نفسه كأنه لا يستحقه يفرح بعطاء الله عز وجل ويستكثر قليل معاصيه لعظمة الله تعالى في قلبه وهذا هو سجود القلب وقد سئل بعضهم ايسجد القلب؟ قال نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم اللقاء - 00:52:34
ومن سجد هذه السجدة سجدت معه جميع جوارحه وعن الوجه للحي القيوم ووضع خده على عتبة العبودية واذا تأمل العبد وشهد بقلبه الرب تبارك وتعالى مستويا على عرشه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:52:59
متكلما بامره ونهيه بصيرا بحركات العالم علويه وسفليه واشخاصه وذواته سميعا لاصواتهم رقيبا على ضمائرهم واسرارهم وامر الممالك تحت تدبيره نازل من عنده وصاعد اليه واملاكه بين يديه تنفذ اوامره في اقطار الممالك - 00:53:18
موصوفا بصفات الكمال منعوتا بنعوت الجلال. منزها عن العيوب والنقائص والمثال وهو كما وصف نفسه في كتابه وفوق ما يصفه به خلقه حي لا يموت قيوم لا ينام. عليم لا يخفى. عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. بصير يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة - 00:53:41
ما في الليلة الظلماء سميع يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات فاذا تأمل العبد ذلك فانه يدعوه لا محالة الى تعظيم الله جل جلاله فلا يستصغر في حقه معصية قط مهما صغرت - 00:54:03
ولا يستعظم في حقه طاعة قط مهما عظمت ولهذا اقول ايها الاحبة لان القرافي رحمه الله ذكر في سر تحريم العجب. لماذا يحرم؟ قال لانه سوء ادب مع الله عز وجل - 00:54:24
وذلك ان العبد لا ينبغي له ان يستعظم ما يتقرب به الى سيده بل يستصغره بالنسبة الى عظمة الله تبارك وتعالى ولهذا قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه حق تعظيمه - 00:54:41
فالذي يصيبه العجب هو يتعاظم بما يبذل وما يقدم. اذا صلى صلاة او صام يوما او نحو ذلك اصابه التعاظم والزهوء والغرور والعجب يستكثر ما يبذله في التعبد لله جل جلاله. فمثل هذا ما يليق - 00:54:58
الذل هو الا يستكثر تعبده بالنظر الى عظمة الله عز وجل وكماله وسعة افضاله فاذا حصل عند العبد مثل هذا العجب فان ذلك يدل على انه قد حصل له خلل عظيم في هذا الباب - 00:55:20
والمقصود ايها الاحبة ان العبد متى عرف ربه بجلاله وعظمته وعزته فان ذلك يثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة وتثمر له تلك الاحوال الباطنة انواعا من العبودية الظاهرة هي موجباتها كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله. واذا تجلى بصفات العز والكبرياء - 00:55:40
اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته ومن العبوديات التي - 00:56:06
تثمرها معرفة الاسماء الحسنى الرجاء وذلك بمعرفة العبد بغنى الله جل جلاله كرمه وجوده وبره واحسانه ورحمته فهذا يوجد عنده سعة الرجاء ويثمر له ذلك انواعا من العبوديات الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. الانسان اذا احتاج الى مخلوق وعرف ان هذا المخلوق - 00:56:30
كريم واسع العطاء غني الى غير ذلك من الاوصاف التي يحصل بها البذل فان رجاءه يكون اوسع فاذا ذهب الى مخلوق يعلم انه لا يملك شيئا فاين الرجاء اذا ذهب الى مخلوق يعلم انه لا يعطي شيئا اصلا - 00:57:00
فانه لا يرجوه لا يحصل عنده الرجاء فلا بد من معرفة بالله عز وجل صحيحة ان الله هو الغني الكريم الجواد المحسن البر الرؤوف الرحيم فيقبل العبد على الله عز وجل - 00:57:19
ويوجد عنده الرجاء وايضا من هذه العبوديات المراقبة والحياء وقد تكلمنا على المراقبة وتكلمنا على الحياة ايضا وذلك اذا علم العبد ان الله سميع بصير عليم شهيد محيط خبير لطيف - 00:57:36
حفيظ فكل هذه الاسماء التي يعلم بها العبد ان الله لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وانه يعلم السر واخفى ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فهذا يثمر له مراقبة الله عز وجل في حفظ لسانه فلا يغتاب الناس - 00:58:00
ويحفظ عينه فلا ينظر بعضهم يقول اتوب مرارا من النظر ثم اعود احدهم يقول لي سنة كاملة اجدد التوبة في النظر ولم افلح لماذا اذا وجدت المراقبة اذا عرف ان نظر الله اليه - 00:58:23
اسبق من نظره الى هذا الشيء فانه يخاف الانسان قد لا ينظر الى النسا او ينظر الى الحرام اذا كان بحضرة المخلوقين ولو ادنى المخلوقين من الذي يجترئ وينظر الى النساء هكذا؟ مكاشفة - 00:58:44
وبحضرته الناس ينظرون اليه يستحي منه ولربما يخاف فاذا كان يتأدب مع المخلوقين هذا التأدب فكيف بالله عز وجل والملائكة ينظرون اليه ويكتبون ذلك والله يعلم خائنة الاعين وما تخفي - 00:59:02
الصدور تحفظ هذه الجوارح ويحفظ القلب من ان يوجد فيه شيء لا يحبه الله عز وجل من الالتفات والركون الى غيره او التعلق بشيء من هذا الحطام والشهوات او امرأة تتعلق بمثلها او تتعلق برجل او رجل يتعلق بامرأة او نحو ذلك - 00:59:20
هذه الاوهام كلها تنقشع اذا علم ان الله يطلع على ما في قلبه ويرى افعاله ويسمع اقواله فلا يتكلم الا بما يليق واذا سمع الناس يغتابون نهاهم قال سبحوا كفوا عن هذا - 00:59:45
هذا لا يجديكم شيئا انه استشعر ان الله ينظر اليهم ويسمع كلامهم وما هو موقفه؟ وماذا سيقول لهم هذه المراقبة هي نحن احوج ما نكون اليها في هذه الايام اللي اصبحت فيها الرقابة - 01:00:02
مهما كانت هذه الرقابة سواء كانت رقابة الدولة او رقابة الاسرة رقابة الوالدين او رقابة المدرسة او غير ذلك ما يمكن ان تحول بين الانسان وبين ما يريد ان يصل اليه من معصية الله عز وجل - 01:00:20
ما يمكن الان يمكن عن طريق جهازي هو في وسط بيته يستطيع ان يشاهد اشياء كثيرة لا يحبها الله ولا يرضاها والناس لا يشعرون به اقرب الناس اليه لا يعلمون عن حاله شيئا - 01:00:36
اصبح عن طريق هاتفه الجوال عن طريق بالوسائل الكثيرة التي تعرفونها يمكن ان يحصل كثيرا من مطالبه فهذا يحتاج الى ان نغرس رقابة الله عز وجل في قلوبنا جميعا فاذا تهيأت اسباب المعصية - 01:00:53
وتوافرت تذكر الانسان ان الله يراه فخاف واستحى فيكف عن فعل ما لا يليق ومن هذه الثمرات التعبدية المحبة فمعرفة الاسماء والصفات هي طريق المحبة. الانسان لماذا يحب غيره لماذا يحب مخلوقه؟ الان لو سألنا احدا - 01:01:14
كلنا يوجد في قلبه محبة لمخلوقين. لماذا تحب فلان؟ قال احبه لما عنده من الكرم او الشجاعة الجود الاحسان او العلم او كمال الرأي وحسن النظر في الامور او اللطف - 01:01:40
او احبه لغناه او لاحسانه الي او لجمال وجهه او غير ذلك من الامور فهو تعلق بالكمالات. فيما يتوهمه الانسان الانسان لا يحب النقائص ولا يحب من استجمع النقائص يعني لو قيل لامرأة تتعلق برجل او بشاب لماذا - 01:01:59
محبين هل هو مثلا يتصف بجمال الوجه فاذا قالت لا هل يتصف بالغنى؟ قالت لا بالعلم لا بحسن الرأي والنظر في الامور لا بالنسب والحسب والشرف لا ولا صفة من الصفات - 01:02:21
بحسن هيئته وشكله لا هو قبيح طيب لماذا تحبينه لا يوجد مبرر لهذه المحبة. اليس كذلك؟ فكل من احب غيره فلا بد ان يكون هذه المحبة لكمال يتوهمه في هذا المحروم - 01:02:36
فاذا عرف العبد صفات الكمال والاسماء الحسنى وان كل صفات الكمال المطلق ان الله متصف بها فالله جميل لا يدانيه شيء في الحسن والجمال والله تبارك وتعالى غني وكريم وقوي - 01:02:51
ومحسن وبر ولطيف ورؤوف ورحيم ارحم بنا من الوالدة بولدها الى غير ذلك من اوصاف الكمالات فان القلب لابد تأسيره هذه الاوصاف اسرا فينجذب الى هذا المحبوب الى هذا المعبود الى هذا الموصوف بهذه الصفات الكاملة. فيحبه محبة لا تدانيها محبة - 01:03:13
اليس كذلك ايها الاحبة لكن لماذا تتلاشى هذه المحبة في قلوبنا؟ لان معرفته معرفة صحيحة باسمائه وصفاته غير متحققة على الوجه اللائق قد يعرف الانسان معرفة سطحية لكنه لا يستشعر هذا بقلبه معرفة لا تلامس القلب - 01:03:40
واذا كانت المعرفة لا تلامس القلب فان الانسان لا ينتفع بها ولهذا قيل العلم الخشية بمجرد حفظ المعلومات وحده لا يكفي انما هو وسيلة الى العمل بموجبها ومقتضاها وهذا العمل بموجبها ومقتضاها ما يتأتى لكل احد - 01:03:59
كثير من الناس يحفظ اشياء كثيرة جدا لكنه ابعد ما يكون عن الله عز وجل ولهذا يقول العز بن عبد السلام رحمه الله احب عباد الله تعالى اليه واكرمهم عليه العارفون بما يستحقه مولاهم من اوصاف الجلال ونعوت الكمال. فهم في رياض معرفته حاضرون والى كمال صفاتهم - 01:04:20
يناظرون ان نظروا الى جلاله هابوه وان نظروا الى جماله احبوه وان نظروا الى شدة نقمته خافوه وان نظروا الى سعة رحمته رجوه ولما ذكر ابن القيم رحمه الله مشهدي الحكمة - 01:04:41
والاسماء والصفات ذكر ان هذين المشهدين يطرحان العبد على باب المحبة ويفتحان له من المعارف والعلوم امورا لا يعبر عنها فمن عرف الله ايها الاحبة احبه ومن احب الله احبه الله - 01:04:58
وهذا هو الفوز الاكبر والغنم الاعظم والنعيم فالمحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون واليها شخص العاملون والى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون. وبروح نسيمها تروح العابدون. فهي قوت القلوب كما يقول الحافظ ابن القيم - 01:05:18
رحمه الله وغذاء الارواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الاموات. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلم ومات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والام - 01:05:41
وهي روح الايمان والاعمال والمقامات والاحوال والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ومحبة الله عز وجل ايها الاخوة فطرة فطر الله القلوب عليها كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله. فالقلب انما خلق لاجل حب الله تعالى - 01:06:03
وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده يقول فالله تعالى فطر عباده على محبته وعبادته وحده فاذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محبا له عابدا له وحده - 01:06:26
ومن لاحظ الاسماء والصفات كان حب الله عز وجل اعظم شيء لديه اذا نظر الانسان الى الاحسان والانعام والكمالات والجمال وما الى ذلك لم يتخلف قلبه عن محبة الله وانما يكون هذا التخلف كما قال ابن القيم لاردأ القلوب - 01:06:44
وارذلها واخبثها ويكون ذلك للقلوب البطالة على كل حال الكلام في هذا يطول كل محبوب سوى الله سرف وهموم وغموم واسف كل محبوب فمنه خلف ما خلى الرحمن ما منه - 01:07:04
الف فليس للقلوب ايها الاحبة سرور ولا لذة تامة الا في محبة الله والتقرب اليه بما يحبه ولا تمكن محبته الا بالاعراض عن كل محبوب سواه. وهذا حقيقة لا اله الا الله كما قال شيخ الاسلام - 01:07:27
ابن تيمية رحمه الله على كل حال لعلي اكتفي بهذا فيما يتعلق بالمحبة لان قد تكلمنا على ذلك كثيرا في الكلام عليها عند ذكر الاعمال القلبية والمقصود ان القلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل - 01:07:43
فالله عز وجل له الكمال المطلق نحتاج ان نعرف هذه الحقيقة معرفة تلامس القلوب فيثمر ذلك باذن الله عز وجل محبته والتعلق به والمقصود ايها الاحبة ان الانسان اذا شهد - 01:08:03
هذه الصفات فات الكمال عموما وعرفها او جاب له ذلك الوان العبوديات واقبل على الله عز وجل اقبالا صحيحا وصار ينشط للعبادة ولا يستكثر شيئا يبذله في سبيل الله عز وجل وسخر سمعه وبصره وماله وجوارحه - 01:08:27
ووقته في البذل والسعي في مرضات الله جل جلاله. فاسأل الله عز وجل ان يبارك لنا ايها الاحبة في ما نسمع وان يجعل ذلك حجة لنا لا حجة علينا وان يجعله سبيلا لصلاح قلوبنا واعمالنا واحوالنا - 01:08:52
وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يلطف بنا وان يرحمنا والا يشغلنا عن ذكره بذكر من سواه وعلى كل حال كان بقي خاتمة في هذا الموضوع فيما يتعلق بمراتب - 01:09:13
التعبد باسماء الله وصفاته خاتمة يسيرة ولكن الوقت لم يسعف اليها ومن احسن من تكلم على هذه القضية فيما وقفت عليه وقرأته الشيخ وليد الودعان في بحث اسمه التعبد بالاسماء والصفات لمحات علمية ايمانية - 01:09:33
ونقل كما نقل غيره تكلموا عن هذه القضية كثيرون نقلوا كلاما لشيخ الاسلام ولابن القيم ولغيرهما لكن هذه الكتابة مختصرة وابعد ما تكون عن التكلف ومرتبة وهي افضل ما قرأته في هذا الجانب ما يتعلق بالتعبد - 01:09:51
بالاسماء والصفات لا ادري هل هو كتاب مطبوع او لا لكنه موجود في الانترنت التعبد بالاسماء والصفات لمحات علمية ايمانية حتى اني لما قرأتها وكانت لربما اخر ما قرأته اه في هذه في هذا الجانب لم اجد بدا من - 01:10:12
كتابة شكر اليه اه لهذه الكتابة الجيدة الرصينة التي لا تجدوا فيها تكلفا البتة والا فالكتابات كثيرة جدا منها ما هو مطبوع ومنها ما هو في الانترنت وهي متفاوتة غاية التفاوت - 01:10:33
لكن هذا من افضل ما وقفت عليه بهذا الجانب وهي مثال جيد للكتابات الحسنة التي تتسم بالاختصار والجودة والتأصيل والبعد عن التكلف وهذا من اهم الاشياء. البعد عن التكلف من الناس من تقرأ صفحة واحدة له في كتاباته وترى التكلف ظاهر - 01:10:53
فيصرفك ذلك عن بقية الكتاب حتى اني تمنيت لو انه كتب في كل الاسماء الحسنى بهذه الطريقة اسأل الله عز وجل التوفيق والقبول للجميع صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 01:11:20