الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذه الليلة تتحدث عن مثل جديد من الامثال القرآنية وهو المذكور في قوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:00:00
كمثل حبة انبتت سبع سنابل بكل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم وقبل الشروع في بيان المراد بهذا المثل ابين بعض المعاني لبعض الجمل في هذه الاية - 00:00:24
فقوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة هل التمثيل هنا للمنفقين مثلهم بالحبة؟ الاذه المراد او ان في الاية تقديرا كأن يقال مثلا مثل نفقة الذين - 00:00:49
ينفقون في سبيل الله كمثل حبة او مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل بادر حبة وهناك فرق فعلى الاول يكون المثل مضروب المنفق او للنفقة. وعلى الثاني يكون المثل قد ضرب للمنفق او في المنفق - 00:01:15
وعلى الثاني مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل بادر حبة هذا اكثر مطابقة لللفظ القرآني فهنا في هذا المثل اربعة امور منفق ونفقة وباذر وبذر فذكر هنا من كل شق الاهم - 00:01:43
انظر مثلا ذكر من شق الممثل المنفق مثل الذين ينفقون لانه المقصود انهاض عزيمته تحريك نفسه للجود والبذل. وسكت عن ذكر النفقة لان اللفظ يدل عليها مثل الذين ينفقون اموالهم. هناك نفقة - 00:02:09
فمثل ذكر المنفقين ولم يذكروا النفقة لانه لا يكون منفقا الا بوجود البذل النفقة وذكر من شق الممثل به البذر ولم يذكر الباذل وذلك ان البذر هو المحل الذي حصلت فيه المضاعفة - 00:02:35
وهذا هو المقصود فهذا فيه ايجاز مع ان كل واحد من هذين المذكورين في شقي هذا المثل يدل على الاخر على كل حال هذا المعنى ذكره جماعة كصاحب الكشاف والحافظ - 00:02:58
ابن القيم رحمه الله بطريق الهجرتين وذكره اخرون غير هؤلاء كابن الجوزي في زاد المسير وقوله تبارك وتعالى في سبيل الله ما المراد به؟ مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله. من اهل العلم من وضع قاعدة مما يسمى بالكليات - 00:03:21
في القرآن قل كذا في القرآن فهو كذا. فقال بعضهم كل ما يذكر من سبيل الله في القرآن فهو الجهاد. ولهذا في الزكاة انما الصدقات للفقراء والمساكين الى ان قال وفي سبيل الله. وهو الجهاد - 00:03:48
وهذا المعنى هو الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير رحمه الله فيرى ان هذا المثل انما ضرب للنفقة في الجهاد في سبيل الله. سواء كان انفقها على نفسه او غير ذلك - 00:04:09
مما يكون جهادا لاعداء الله جل جلاله ومن اهل العلم من قال ان ذلك في الجهاد والحج وبه قال ابن عباس وكذا قال به مكحول. فابن عباس ومكحول يقولان بان الجهاد والحج - 00:04:28
يضعف الدرهم فيهما الى سبعمائة ضعف ولماذا الحج؟ الحج باعتبار ان من اهل العلم من يقول انه داخل في عموم قوله وفي سبيل الله ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النساء فيما يتصل بالجهاد - 00:04:55
افلا نجاهد اخبر ان عليهن جهادا لا قتال فيه قال الحج والعمرة ومن هنا اخذ بعض اهل العلم انه يجوز دفع الزكاة من اجل تحجيج الناس وان ذلك داخل في قوله وفي سبيل الله - 00:05:16
المقصود هذا توجيه لهذا القول من قال بانه الجهاد والحج ومن اهل العلم من قال ان ذلك اعم من الجهاد والحج فكل بذل في طاعة الله تبارك وتعالى فهو داخل - 00:05:43
بقوله مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ولهذا قال الشعبي رحمه الله نفقة الرجل على نفسه واهل بيته تضاعف سبعمائة ضعف لاحظ على نفسه واهل بيته الحافظ ابن كثير رحمه الله - 00:06:02
قال وفي سبيل الله يعني في طاعة الله تبارك وتعالى. والشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله ذكر هذا المعنى انه في طاعة الله قال واولاها الانفاق بالجهاد في سبيل الله - 00:06:24
تبارك وتعالى طبعا المعنى يختلف تماما يعني حينما يقال بان النفقة التي تضاعف الى سبع مئة ضعف هي المختصة بالجهاد معنى ذلك ان بقية النفقات انها تضاعف عشرة عشرة اضعاف - 00:06:41
من جاء بالحسنة فله عشر امثالها كما ان السيئة بواحدة الا من شاء ان يضاعف ربنا تبارك وتعالى له الى اكثر من هذا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:07:00
سبيله اذا قلنا ما كان في طاعته فعل هذا يقال سبيله ايضا شرعه ودينه واضيف الى الله تبارك وتعالى في سبيل الله لانه هو الذي خطه ورسمه. ولهذا قال وان هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه - 00:07:18
فهو الذي شرعه وامر الناس بسلوكه ايضا لانه يوصل اليه كما انه يضاف ايضا احيانا الى السالكين يقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين - 00:07:40
فاضيف اليهم لماذا؟ لانهم السالكون. لهذا السبيل صراط والطريق الموصل اليه تبارك وتعالى كما ان قوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله يشير الى الاخلاص والمتابعة في سبيل الله. يعني لا ينفق ذلك في سبيل الرياء - 00:08:03
السمعة المقاصد السيئة لا ينفق ذلك في سبيل الباطل في سبيل المنكر في سبيل الله و في سبيل الشهوات لا ينفق ذلك في سبيل البدع والمحدثات فسبيل الله تبارك وتعالى - 00:08:35
ما اريد به وجهه وكذلك ايضا ان يكون على الطريق التي رسمها الله تبارك وتعالى وشرعها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد الذين ينفقون اموالهم في طباعة كتب البدع مثلا - 00:08:58
او الشرك او المجون او في بناء المعابد الشركية والاضرحة وما شابه هذا هذا ليس في سبيل الله ولا يمكن ان يحصلوا من هذا الانفاق خيرا حسنة وانما يرجعون منه - 00:09:18
بالوزر كمثل حبة انبتت سبع سنابل. هنا سؤال وهو هل يوجد حبة واحدة تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة يعني من الناحية الواقعية هل يوجد هذا او لا يوجد - 00:09:42
فان كان لا يوجد فكيف ضرب المثل بشيء غير موجود كيف ضرب بشيء غير موجود من اهل العلم كالبغوي من يقول بان ذلك متصور ويكفي في ضرب المثل وصحته ان يضرب في شيء متصور يعني غير مستحيل - 00:10:05
يتصور ان توجد ان تخرج الحبة الواحدة سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. فيكفي هذا للترغيب وحث النفوس على الانفاق والبذل وصاحب الكشاف يقول هذا موجود في الدخن والذرة وبعض الحبوب - 00:10:27
فهو يقول ربما فرخت ساقوا البرة في الاراضي القوية المغلة فيبلغ حبها هذا المبلغ يقول ولو لم يوجد لكان صحيحا على سبيل الفرض والتقدير وبنحو هذا ايضا قال كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله - 00:10:48
قل هذا لا اشكال فيه ان كان موجودا فذاك وان لم يكن موجودا فيمكن ان يكون المعنى كمثل سنبلة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة جعل الله ذلك فيها - 00:11:12
يقول ويحتمل ان يكون المعنى في كل سنبلة مئة حبة يعني انها اذا بذرت انبتت مئة حبة يعني بمعنى مجموع ما يحصل منها يعني انبتت سبع سنابل في كل سنبلة - 00:11:28
مئة فلو بذرت هذه التي في السنابل فانه ينتج منها اضعاف عدد ما في هذه السنبلة او السنابل فيضاف ذلك اليها لانه كان عنها وبهذا قال الضحاك بعد ذلك انتقل الى - 00:11:45
بيان المراد بالمثل ما المراد به كمثل حبة انبتت سبعا سنابل هذا المثل ضربه الله عز وجل لبيان تضعيف الثواب لمن انفق في سبيله وابتغاء مرضاته وان الحسنة تضاعف بعشر امثالها الى سبع مئة - 00:12:10
ضعف مثل مضروب بهذا وايهما ابلغ ان يقول كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة ولا ان يقول كمثل حبة انبتت سبع مئة هبة الاول ابلغ لانه ادل على ان الاعمال الصالحة - 00:12:36
ينميها الله تبارك وتعالى لاصحابها كما ينمى الزرع لبادره بالارض الطيبة والسنة دلت على التضعيف تضعيف الاعمال والحسنات فمن ذلك حديث عياض ابن غطيف رضي الله تعالى عنه قال دخلنا على ابي عبيدة - 00:13:03
رضي الله عنه نعوده من شكوى اصابته بجنبه وامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه قلنا كيف بات ابو عبيدة قالت والله لقد بات باجر قال ابو عبيدة رضي الله عنه والله او قال ما بت باجر. وكان مقبلا بوجهه على الحائط - 00:13:31
فاقبل على القوم بوجهه وقال الا تسألوني عما قلت قالوا ما اعجبنا ما قلت فنسألك عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من انفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة - 00:14:00
لان هذا الحديث يدل على ماذا يدل على ان النفقة المراد بها هنا السبعمائة انها النفقة في الجهاد يقول من انفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبع مئة. ومن انفق على نفسه واهله او عاد مريضا او اماط اذى فالحسنة - 00:14:17
بعشر امثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله عز وجل ببلاء في جسده فهو له حطة. يعني تحط عنه الخطايا لا يؤجر عليه طبعا هذا الموضع يرد عليه - 00:14:39
وهناك احاديث اخرى قد ذكرت شيئا من هذا في الكلام على موضوع الصبر في الاعمال القلبية وان الانسان يؤجر على البلاء الذي يصيبه وليس فقط تكفير السيئات على كل حال هذا الحديث اخرجه احمد - 00:14:56
وغيره حسن اسناده الشيخ شعيب الارنقوط رحمه الله الشيخ احمد شاكر وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم اسناده فيه نظر على كل حال لو صح فانه يؤيد قول من قال بان النفقة - 00:15:17
المراد في سبيل الله هي ما كان الجهاد هي اللي تضاعف الى سبعمائة ضعف وفي حديث ابي مسعود رضي الله تعالى عنه ان رجلا تصدق بناقة مختومة في سبيل الله - 00:15:44
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مختومة وهذا عند احمد وعند مسلم ايضا بلفظ جاء رجل بناقة مختومة فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله - 00:16:01
فقال لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة كلها مختومة وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل حسنة ابن ادم الى عشر امثالها الى سبع مئة ضعف - 00:16:18
لاحظ حسنة ابن ادم وهذا عام لا يختص بالجهاد الا الصوم. والصوم لي وانا اجزي به وللصائم فرحتان. فرحة عند افطاره وفرحة يوم القيامة فرحة وليست دعوة لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بان للصائم دعوة مستجابة عند فطره - 00:16:37
ما يصح بهذا الشيء انما للصائم دعوة مستجابة في اي وقت وهو صائم قال ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك هذا الحديث عند احمد وغيره وقال الشيخ شعيب الارنعوط رحمه الله صحيح لغيره - 00:17:00
مع انه ضعف اسناده هذا الحديث له شواهد لضعف عمرو احد رواته وضعف اسناده ايضا الشيخ احمد شاكر في تعليقه على المسند وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة - 00:17:24
ضعف الى ما شاء الله لاحظ كل عمل ابن ادم يقول الله الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يدع طعامه وشرابه من اجلي. وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء - 00:17:48
ربه الى اخر الحديث كذلك ايضا عند احمد واصله في صحيح مسلم لكن من غير موضع الشاهد وقال الشيخ شعيب اسناده صحيح على شرط الشيخين يعني بموضع الشاهد عند الامام - 00:18:04
في مسند الامام احمد فهذا يدل على العموم كل النفقات الى سبع مئة ضعف الى ما شاء الله تبارك وتعالى وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما لما نزلت هذه الاية مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:18:28
قال النبي صلى الله عليه وسلم رب زد امتي قال فانزل الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ قال ربي زد امتي قال فانزل الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:18:45
هذا الحديث على كل حال قال المنذري اسناده صحيح او حسن او ما قاربهما وصححه الشيخ احمد شاكر وضعفه الشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع على كل حال هذه الاحاديث منها ما يدل على ان النفقة - 00:18:59
تضاعف الى سبعمائة ضعف وان ذلك لا يختص بالجهاد ويفهم من بعضها ان صح اختصاص ذلك بالجهاد على كل حال هذه الاية كانها تفسير وبيان لمقدار الاضعاف التي تعطى المنفق - 00:19:18
فمثل الله تبارك وتعالى بهذا المثل احضارا لصورة التضعيف في الاذهان بهذه الحبة يعني كان بالامكان ان يقال بان الحسنة تضاعف الى سبع مئة ضعف لكن مثل ذلك بهذه الحبة التي اذا غيبت في الارض انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة حتى كأن القلب ينظر الى - 00:19:47
هذا التضعيف ببصيرته كما تنظر العين الى هذه السنابل التي من الحبة الواحدة فينضاف الشاهد العياني الى الشاهد الايماني القرآني. فيقوى ايمان ثقوا وتسخو نفسه بالانفاق كما ذكر هذا الحافظ ابن القيم رحمه الله والشيخ عبد الرحمن ابن السعدي - 00:20:12
ثم في هذا المثل جمع السنبلة في هذه الاية على سنابل انبتت سبعة سنابل وسنابل من جموع الكثرة بينما في الرؤيا التي رآها الملك في قصة يوسف صلى الله عليه وسلم - 00:20:38
قال سنبلات وهذا من جموع القلة ففي هذا المثل هنا المقصود التكفير وهناك لا معنى للكثرة وعلى كل حال هذا المثل فيه تشبيه لي جزاء المنفقين وما يحصل من البركة - 00:20:56
وقوله مثل الذين ينفقون فشبه حال اعطاء النفقة وحال مصادفتها لموقعها وما اعطي من الثواب لهم بحال تلك الحبة كما وصفنا زرعت في ارض نقية وتراب طيب واصابها الغيث فانبتت سبعا سنابل - 00:21:19
لكنه حذف هذه التفاصيل بهذه الطريقة انها وضعت في ارض طيبة ونزل الغيث الى اخره ايجازا لظهور ان الحبة لا تنبت اصلا بهذه الطريقة الا اذا نزل عليها المطر او سقيت ووضعت في التراب - 00:21:45
فهذه امور معلومة لدى السامع فهذا على كل حال فيه تشبيه للمعقول بالمحسوس فيه دلالة على ان حينما يشبه بالحبة ان التضعيف من ذاتها يعني ليست باشياء اخرى تضاف اليه انما نفس الحبة يحصل لها هذا النماء - 00:22:03
فيتضاعف ذلك لا بشيء يزاد عليها وشاع في الامثال وفي كلام العرب تشبيه المعروف بالزرع بل وتشبيه العمل ايضا بالزرع وتشبيه الساعي بالزارع كما يقولون في المثل رب ساع لقاعد - 00:22:29
وزارع غير حاصد قد يسعى ولكنه لا يجني ثمرة هذا السعي وانما يكون لغيره ميراثا مثلا او نحو هذا رب ساع لقاعد زارع غير حاصد وكما يقولون من جد وجد ومن زرع حصد - 00:22:52
يكفي هذا هذه الليلة وفي الليلة الاتية ان شاء الله تعالى اكمل الكلام على هذا المثل اسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما - 00:23:20
سيناء وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:23:40
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذه الليلة تتحدث عن مثل جديد من الامثال القرآنية وهو المذكور في قوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:00:00
كمثل حبة انبتت سبع سنابل بكل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم وقبل الشروع في بيان المراد بهذا المثل ابين بعض المعاني لبعض الجمل في هذه الاية - 00:00:24
فقوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة هل التمثيل هنا للمنفقين مثلهم بالحبة؟ الاذه المراد او ان في الاية تقديرا كأن يقال مثلا مثل نفقة الذين - 00:00:49
ينفقون في سبيل الله كمثل حبة او مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل بادر حبة وهناك فرق فعلى الاول يكون المثل مضروب المنفق او للنفقة. وعلى الثاني يكون المثل قد ضرب للمنفق او في المنفق - 00:01:15
وعلى الثاني مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل بادر حبة هذا اكثر مطابقة لللفظ القرآني فهنا في هذا المثل اربعة امور منفق ونفقة وباذر وبذر فذكر هنا من كل شق الاهم - 00:01:43
انظر مثلا ذكر من شق الممثل المنفق مثل الذين ينفقون لانه المقصود انهاض عزيمته تحريك نفسه للجود والبذل. وسكت عن ذكر النفقة لان اللفظ يدل عليها مثل الذين ينفقون اموالهم. هناك نفقة - 00:02:09
فمثل ذكر المنفقين ولم يذكروا النفقة لانه لا يكون منفقا الا بوجود البذل النفقة وذكر من شق الممثل به البذر ولم يذكر الباذل وذلك ان البذر هو المحل الذي حصلت فيه المضاعفة - 00:02:35
وهذا هو المقصود فهذا فيه ايجاز مع ان كل واحد من هذين المذكورين في شقي هذا المثل يدل على الاخر على كل حال هذا المعنى ذكره جماعة كصاحب الكشاف والحافظ - 00:02:58
ابن القيم رحمه الله بطريق الهجرتين وذكره اخرون غير هؤلاء كابن الجوزي في زاد المسير وقوله تبارك وتعالى في سبيل الله ما المراد به؟ مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله. من اهل العلم من وضع قاعدة مما يسمى بالكليات - 00:03:21
في القرآن قل كذا في القرآن فهو كذا. فقال بعضهم كل ما يذكر من سبيل الله في القرآن فهو الجهاد. ولهذا في الزكاة انما الصدقات للفقراء والمساكين الى ان قال وفي سبيل الله. وهو الجهاد - 00:03:48
وهذا المعنى هو الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير رحمه الله فيرى ان هذا المثل انما ضرب للنفقة في الجهاد في سبيل الله. سواء كان انفقها على نفسه او غير ذلك - 00:04:09
مما يكون جهادا لاعداء الله جل جلاله ومن اهل العلم من قال ان ذلك في الجهاد والحج وبه قال ابن عباس وكذا قال به مكحول. فابن عباس ومكحول يقولان بان الجهاد والحج - 00:04:28
يضعف الدرهم فيهما الى سبعمائة ضعف ولماذا الحج؟ الحج باعتبار ان من اهل العلم من يقول انه داخل في عموم قوله وفي سبيل الله ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النساء فيما يتصل بالجهاد - 00:04:55
افلا نجاهد اخبر ان عليهن جهادا لا قتال فيه قال الحج والعمرة ومن هنا اخذ بعض اهل العلم انه يجوز دفع الزكاة من اجل تحجيج الناس وان ذلك داخل في قوله وفي سبيل الله - 00:05:16
المقصود هذا توجيه لهذا القول من قال بانه الجهاد والحج ومن اهل العلم من قال ان ذلك اعم من الجهاد والحج فكل بذل في طاعة الله تبارك وتعالى فهو داخل - 00:05:43
بقوله مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ولهذا قال الشعبي رحمه الله نفقة الرجل على نفسه واهل بيته تضاعف سبعمائة ضعف لاحظ على نفسه واهل بيته الحافظ ابن كثير رحمه الله - 00:06:02
قال وفي سبيل الله يعني في طاعة الله تبارك وتعالى. والشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله ذكر هذا المعنى انه في طاعة الله قال واولاها الانفاق بالجهاد في سبيل الله - 00:06:24
تبارك وتعالى طبعا المعنى يختلف تماما يعني حينما يقال بان النفقة التي تضاعف الى سبع مئة ضعف هي المختصة بالجهاد معنى ذلك ان بقية النفقات انها تضاعف عشرة عشرة اضعاف - 00:06:41
من جاء بالحسنة فله عشر امثالها كما ان السيئة بواحدة الا من شاء ان يضاعف ربنا تبارك وتعالى له الى اكثر من هذا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:07:00
سبيله اذا قلنا ما كان في طاعته فعل هذا يقال سبيله ايضا شرعه ودينه واضيف الى الله تبارك وتعالى في سبيل الله لانه هو الذي خطه ورسمه. ولهذا قال وان هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه - 00:07:18
فهو الذي شرعه وامر الناس بسلوكه ايضا لانه يوصل اليه كما انه يضاف ايضا احيانا الى السالكين يقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين - 00:07:40
فاضيف اليهم لماذا؟ لانهم السالكون. لهذا السبيل صراط والطريق الموصل اليه تبارك وتعالى كما ان قوله تبارك وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله يشير الى الاخلاص والمتابعة في سبيل الله. يعني لا ينفق ذلك في سبيل الرياء - 00:08:03
السمعة المقاصد السيئة لا ينفق ذلك في سبيل الباطل في سبيل المنكر في سبيل الله و في سبيل الشهوات لا ينفق ذلك في سبيل البدع والمحدثات فسبيل الله تبارك وتعالى - 00:08:35
ما اريد به وجهه وكذلك ايضا ان يكون على الطريق التي رسمها الله تبارك وتعالى وشرعها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد الذين ينفقون اموالهم في طباعة كتب البدع مثلا - 00:08:58
او الشرك او المجون او في بناء المعابد الشركية والاضرحة وما شابه هذا هذا ليس في سبيل الله ولا يمكن ان يحصلوا من هذا الانفاق خيرا حسنة وانما يرجعون منه - 00:09:18
بالوزر كمثل حبة انبتت سبع سنابل. هنا سؤال وهو هل يوجد حبة واحدة تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة يعني من الناحية الواقعية هل يوجد هذا او لا يوجد - 00:09:42
فان كان لا يوجد فكيف ضرب المثل بشيء غير موجود كيف ضرب بشيء غير موجود من اهل العلم كالبغوي من يقول بان ذلك متصور ويكفي في ضرب المثل وصحته ان يضرب في شيء متصور يعني غير مستحيل - 00:10:05
يتصور ان توجد ان تخرج الحبة الواحدة سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. فيكفي هذا للترغيب وحث النفوس على الانفاق والبذل وصاحب الكشاف يقول هذا موجود في الدخن والذرة وبعض الحبوب - 00:10:27
فهو يقول ربما فرخت ساقوا البرة في الاراضي القوية المغلة فيبلغ حبها هذا المبلغ يقول ولو لم يوجد لكان صحيحا على سبيل الفرض والتقدير وبنحو هذا ايضا قال كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله - 00:10:48
قل هذا لا اشكال فيه ان كان موجودا فذاك وان لم يكن موجودا فيمكن ان يكون المعنى كمثل سنبلة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة جعل الله ذلك فيها - 00:11:12
يقول ويحتمل ان يكون المعنى في كل سنبلة مئة حبة يعني انها اذا بذرت انبتت مئة حبة يعني بمعنى مجموع ما يحصل منها يعني انبتت سبع سنابل في كل سنبلة - 00:11:28
مئة فلو بذرت هذه التي في السنابل فانه ينتج منها اضعاف عدد ما في هذه السنبلة او السنابل فيضاف ذلك اليها لانه كان عنها وبهذا قال الضحاك بعد ذلك انتقل الى - 00:11:45
بيان المراد بالمثل ما المراد به كمثل حبة انبتت سبعا سنابل هذا المثل ضربه الله عز وجل لبيان تضعيف الثواب لمن انفق في سبيله وابتغاء مرضاته وان الحسنة تضاعف بعشر امثالها الى سبع مئة - 00:12:10
ضعف مثل مضروب بهذا وايهما ابلغ ان يقول كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة ولا ان يقول كمثل حبة انبتت سبع مئة هبة الاول ابلغ لانه ادل على ان الاعمال الصالحة - 00:12:36
ينميها الله تبارك وتعالى لاصحابها كما ينمى الزرع لبادره بالارض الطيبة والسنة دلت على التضعيف تضعيف الاعمال والحسنات فمن ذلك حديث عياض ابن غطيف رضي الله تعالى عنه قال دخلنا على ابي عبيدة - 00:13:03
رضي الله عنه نعوده من شكوى اصابته بجنبه وامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه قلنا كيف بات ابو عبيدة قالت والله لقد بات باجر قال ابو عبيدة رضي الله عنه والله او قال ما بت باجر. وكان مقبلا بوجهه على الحائط - 00:13:31
فاقبل على القوم بوجهه وقال الا تسألوني عما قلت قالوا ما اعجبنا ما قلت فنسألك عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من انفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة - 00:14:00
لان هذا الحديث يدل على ماذا يدل على ان النفقة المراد بها هنا السبعمائة انها النفقة في الجهاد يقول من انفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبع مئة. ومن انفق على نفسه واهله او عاد مريضا او اماط اذى فالحسنة - 00:14:17
بعشر امثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله عز وجل ببلاء في جسده فهو له حطة. يعني تحط عنه الخطايا لا يؤجر عليه طبعا هذا الموضع يرد عليه - 00:14:39
وهناك احاديث اخرى قد ذكرت شيئا من هذا في الكلام على موضوع الصبر في الاعمال القلبية وان الانسان يؤجر على البلاء الذي يصيبه وليس فقط تكفير السيئات على كل حال هذا الحديث اخرجه احمد - 00:14:56
وغيره حسن اسناده الشيخ شعيب الارنقوط رحمه الله الشيخ احمد شاكر وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم اسناده فيه نظر على كل حال لو صح فانه يؤيد قول من قال بان النفقة - 00:15:17
المراد في سبيل الله هي ما كان الجهاد هي اللي تضاعف الى سبعمائة ضعف وفي حديث ابي مسعود رضي الله تعالى عنه ان رجلا تصدق بناقة مختومة في سبيل الله - 00:15:44
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مختومة وهذا عند احمد وعند مسلم ايضا بلفظ جاء رجل بناقة مختومة فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله - 00:16:01
فقال لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة كلها مختومة وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل حسنة ابن ادم الى عشر امثالها الى سبع مئة ضعف - 00:16:18
لاحظ حسنة ابن ادم وهذا عام لا يختص بالجهاد الا الصوم. والصوم لي وانا اجزي به وللصائم فرحتان. فرحة عند افطاره وفرحة يوم القيامة فرحة وليست دعوة لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بان للصائم دعوة مستجابة عند فطره - 00:16:37
ما يصح بهذا الشيء انما للصائم دعوة مستجابة في اي وقت وهو صائم قال ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك هذا الحديث عند احمد وغيره وقال الشيخ شعيب الارنعوط رحمه الله صحيح لغيره - 00:17:00
مع انه ضعف اسناده هذا الحديث له شواهد لضعف عمرو احد رواته وضعف اسناده ايضا الشيخ احمد شاكر في تعليقه على المسند وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة - 00:17:24
ضعف الى ما شاء الله لاحظ كل عمل ابن ادم يقول الله الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يدع طعامه وشرابه من اجلي. وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء - 00:17:48
ربه الى اخر الحديث كذلك ايضا عند احمد واصله في صحيح مسلم لكن من غير موضع الشاهد وقال الشيخ شعيب اسناده صحيح على شرط الشيخين يعني بموضع الشاهد عند الامام - 00:18:04
في مسند الامام احمد فهذا يدل على العموم كل النفقات الى سبع مئة ضعف الى ما شاء الله تبارك وتعالى وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما لما نزلت هذه الاية مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:18:28
قال النبي صلى الله عليه وسلم رب زد امتي قال فانزل الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ قال ربي زد امتي قال فانزل الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:18:45
هذا الحديث على كل حال قال المنذري اسناده صحيح او حسن او ما قاربهما وصححه الشيخ احمد شاكر وضعفه الشيخ ناصر الدين الالباني رحم الله الجميع على كل حال هذه الاحاديث منها ما يدل على ان النفقة - 00:18:59
تضاعف الى سبعمائة ضعف وان ذلك لا يختص بالجهاد ويفهم من بعضها ان صح اختصاص ذلك بالجهاد على كل حال هذه الاية كانها تفسير وبيان لمقدار الاضعاف التي تعطى المنفق - 00:19:18
فمثل الله تبارك وتعالى بهذا المثل احضارا لصورة التضعيف في الاذهان بهذه الحبة يعني كان بالامكان ان يقال بان الحسنة تضاعف الى سبع مئة ضعف لكن مثل ذلك بهذه الحبة التي اذا غيبت في الارض انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة حتى كأن القلب ينظر الى - 00:19:47
هذا التضعيف ببصيرته كما تنظر العين الى هذه السنابل التي من الحبة الواحدة فينضاف الشاهد العياني الى الشاهد الايماني القرآني. فيقوى ايمان ثقوا وتسخو نفسه بالانفاق كما ذكر هذا الحافظ ابن القيم رحمه الله والشيخ عبد الرحمن ابن السعدي - 00:20:12
ثم في هذا المثل جمع السنبلة في هذه الاية على سنابل انبتت سبعة سنابل وسنابل من جموع الكثرة بينما في الرؤيا التي رآها الملك في قصة يوسف صلى الله عليه وسلم - 00:20:38
قال سنبلات وهذا من جموع القلة ففي هذا المثل هنا المقصود التكفير وهناك لا معنى للكثرة وعلى كل حال هذا المثل فيه تشبيه لي جزاء المنفقين وما يحصل من البركة - 00:20:56
وقوله مثل الذين ينفقون فشبه حال اعطاء النفقة وحال مصادفتها لموقعها وما اعطي من الثواب لهم بحال تلك الحبة كما وصفنا زرعت في ارض نقية وتراب طيب واصابها الغيث فانبتت سبعا سنابل - 00:21:19
لكنه حذف هذه التفاصيل بهذه الطريقة انها وضعت في ارض طيبة ونزل الغيث الى اخره ايجازا لظهور ان الحبة لا تنبت اصلا بهذه الطريقة الا اذا نزل عليها المطر او سقيت ووضعت في التراب - 00:21:45
فهذه امور معلومة لدى السامع فهذا على كل حال فيه تشبيه للمعقول بالمحسوس فيه دلالة على ان حينما يشبه بالحبة ان التضعيف من ذاتها يعني ليست باشياء اخرى تضاف اليه انما نفس الحبة يحصل لها هذا النماء - 00:22:03
فيتضاعف ذلك لا بشيء يزاد عليها وشاع في الامثال وفي كلام العرب تشبيه المعروف بالزرع بل وتشبيه العمل ايضا بالزرع وتشبيه الساعي بالزارع كما يقولون في المثل رب ساع لقاعد - 00:22:29
وزارع غير حاصد قد يسعى ولكنه لا يجني ثمرة هذا السعي وانما يكون لغيره ميراثا مثلا او نحو هذا رب ساع لقاعد زارع غير حاصد وكما يقولون من جد وجد ومن زرع حصد - 00:22:52
يكفي هذا هذه الليلة وفي الليلة الاتية ان شاء الله تعالى اكمل الكلام على هذا المثل اسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما - 00:23:20
سيناء وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:23:40