ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد - 00:00:00
ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد وفي هذه الليلة نتحدث عن المثل الرابع من الامثال التي ضربها الله تبارك وتعالى في سورة البقرة في باب النفقات - 00:00:20
وهو قوله تبارك وتعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء. فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين - 00:00:43
الله لكم الايات لعلكم تتفكرون فالله تبارك وتعالى في المثل الاول وهو قوله تبارك وتعالى في مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله قال كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. فذاك في التضعيف - 00:01:03
في النفقات التي ينفقها اصحابها في سبيل الله تبارك وتعالى والمسل الثاني وهو في اصحاب المقاصد السيئة الذين يراؤون بنفقاتهم او يتبعون تلك النفقات ما يفسدها ويبطلها من المن والاذى. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا - 00:01:26
صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا. الاية والمثل الثالث وهو عكس هذا في اولئك الذين ينفقون اموالهم طيبة بها نفوسهم - 00:01:54
يبتغون بها ما عند الله تبارك وتعالى. فمثل ذلك كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين. فان لم يصبها وابل فقل يكفيه وهذا هو المثل الرابع يصور الله تبارك وتعالى به حالا بائسة. ونهاية تعيسة - 00:02:24
وذلك كما ترون في هذه الاية صور الجنة بانها من نخيل واعناب وثمار اخرى متنوعة له فيها من كل الثمرات لكنه ذكر النخيل والاعناد على وجه الخصوص لمزيتها فهي انفع وانفس الثمار - 00:02:51
لانها فاكهة وقوت ودواء وحلوى وشراب ولها صورة جميلة تستهوي الناظرين حينما تكون تلك الثمار على الاشجار متراكمة اعني ثمار النخيل والاعناب وصور حال صاحبها رجل كبير السن لا قدرة له على الكسب غير تلك الجنة. ولا يخفى ان كبر السن مظنة الحرص - 00:03:15
وهو ايضا مع ذلك ذو عيال. وذرية ضعفاء وقصر فيكون احنى ما يكون عليه. وهم كل عليه لا ينفعونه بشيء ولا يغنون عنه في عمل يقومون به فيكفونه المؤنة في - 00:03:50
الكسب والتجارة فهو محتاج عاجز تلك الحال يكون صاحبها بحاجة الى تلك الجنة بحيث تكون حاجته اعظم من حاجة غيره من اصحاب الضيعات الى ضيعاتهم فحاله حال شدة ومحنة ويتعلق به هؤلاء من المحتاجين. والعاجزين فيكون ذلك - 00:04:13
مضاعفا لمحنته. فاذا حل بها ما حل فهلكت صار الى حسرة على فواتها مع حاجته وحاجة عياله كما صور الله تبارك وتعالى ما اصاب ووقع لتلك الجنة اصابها اعصار والاعصار عبارات المفسرين فيه غير متفقة. فكثير منهم يقول الاعصار هو ريح شديدة - 00:04:44
الاشجار والنبات كما يقول ابن كثير وصاحب التحرير والتنوير وغير هؤلاء. وبعضهم يقول هي العاصف التي يرتفع الى السماء كأنها عمود وتستدير وتلتف وهو ما يعرف بالزوبعة وهي معروفة. نعرفها جميعا - 00:05:15
وهذا الذي ذهب اليه الزجاج والبغوي وصاحب التفسير الكبير القرطبي وان ضعفه بعضهم. لكن هذا هو الواقع. اعصار. قيل لها ذلك بعضهم يقول لانها تكون مثل الثوب اللي يعصر تلتف - 00:05:35
كما يقول القرطبي من المعاصرين الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله فيه نار بعضهم يقول النار المقصود بها هنا شدة الحرارة وهي المسماة بريح السموم. وبعضهم يقول الاعصار هي ريح عاصف وسموم شديدة كما يقول ابن عباس وابن زيد والسدي - 00:05:56
حارة والذي يبدو والله تعالى اعلم ان كلامهم في هذا انهم لم يتصوروا اعصارا فيه نار على الحقيقة فقالوا اعصار فيه نار يعني سموم. ريح حارة ثم اورد بعضهم على نفسه - 00:06:20
ان هذه هذا الاعصار يكون ايضا في الشتاء في المناطق الباردة. فقالوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول اشد ما تجدون من الحر فهو من فوح جهنم واشد ما تجدون من البرد فهو من زمهرير جهنم. قالوا هذا معنى كونه من نار اما شدة برد - 00:06:42
واما شدة حر وهذا بعيد جدا والواقع انه على ظاهره اعصار فيه نار. ولهذا قال الله عز وجل فاحترقت في هذه الايام ثار اعصار في جنوب ولاية ساو باولو البرازيلية. له لسان من اللهب يصل ارتفاعه - 00:07:06
ببعض الاحيان الى مئات الامتار علوا في الهواء وتسبب في حرائق تلتهم بسرعة مدمرة كل ما في طريقها. يمشي ويحرق كل ما في طريقه وهناك اعصارات مشابهة كان اخر اعصار فيما يذكرون فيه نار تسبب بمصرع ثمان وثلاثين الف شخص في ربع ساعة في اليابان عام الف - 00:07:29
تسع مئة وثلاثة وعشرين بتاريخهم ثمان وثلاثين الف شخص في ربع ساعة صار فيه نار هنا انه ان نرى الاعصار الجديد اللي وقع هذه الايام وهذا من وجوه الترجيح في التفسير يعني احيانا المفسرون - 00:07:52
قد يختلفون في معنى لفظة او نحو ذلك فيمكن ان يرجح بمثل هذا. يعني بعضهم لا يتصور مثلا اعصار فيه نار وهذا غير ما يسمى بالتفسير العلمي هذا شيء اخر - 00:08:12
هذا لا يحتاج الى نظريات ولا يحتاج الى القضية اللي ثابتة او لا تحتملها الاية او لا تحتملها اعصار معروف فيه نار هل يوجد اعصار فيه نار او لا يوجد اعصار فيه نار؟ الذين ما تصوروا هذا قالوا سموم - 00:08:25
حرارة وفي وقت البرد زمهرير. كل ذلك نفس لجهنم هذا معنى فيه نار نقول لا هو فيه نار على الحقيقة كما قال الله تبارك وتعالى ووجه الشبه بين حال هذا الانسان اللي عنده هذه الجنة فيها من كل الثمرات ونخيل الى اخره - 00:08:41
واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار وجه الشبه هو حصول الخيبة واليأس بوقت تمام الرجاء واشراف الانتاج. هذا الانسان يعمل اعمال طيبة صالحة ثم لما كان احوج ما يكون الى ثوابها وحسناتها ذهبت - 00:09:02
وتلاشت واضمحلت فهذا مثل ذلك الانسان الذي وصفه الله تبارك وتعالى صاحب تلك الجنة بعد ذلك انتقل الى ما ضرب له المثل. ما ضرب له المثل. هذا المثل مضروب لمن؟ هذا يصور حال من؟ من العاملين - 00:09:23
في باب النفقات وفي غيرها من الاعمال الصالحات بعض اهل العلم يقول هذا يصور صاحب الرياء في النفقة والعمل ينقطع عنه نفعها احوج ما يكون اليها وهذا الذي ذهب اليه كبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله وبه قال قبله السدي وهو اختيار صاحب التحرير - 00:09:47
والتنوير واليه ذهب البغوي فجعله مثلا لعمل المنافق او المرائي. يبطل فاذا جاء يوم القيامة لم يجد شيئا من هذه الاعمال التي كان يرائي فيها فالعمل في ظاهره وصورته في الحسن مثل تلك الجنة التي فيها من كل الثمرات - 00:10:18
نفقات بذل حسنات واعمال طيبة في الظاهر ولكن لما كانت المقاصد فاسدة ابطلت تلك الاعمال فكان ذلك كالاعصار الذي احرق تلك الجنة فهو لا ينتفع بحسناته او باعماله الصالحة فالظاهر كما لا ينتفع صاحب تلك الجنة التي - 00:10:43
اصابها الاعصار الذي فيه فيه النار نسأل الله تبارك وتعالى العافية تفضلوا شوفوا هذا الاعصار على كل حال يكفي من القلادة ما احاط بالعنق دمتم رأيتم هذا الاعصار الناري يسير ويحرق - 00:11:10
كل ما اتى عليه فاذا من اهل العلم من جعل ذلك مثلا للمراءين والمنافقين في نفقاتهم واعمالهم التي لا يراد بها وجه الله تبارك وتعالى بهذا يعبر ابن جرير رحمه الله يقول انما جعل جل ثناؤه البستان من النخيل والاعناب - 00:11:35
الذي قال جل ثناؤه لعباده المؤمنين ايود احدكم ان تكون له الاية مثلا لنفقة المنافق التي ينفقها رياء الناس لا ابتغاء مرضات الله فالناس بما يظهر لهم من صدقته واعطائه لما يعطي وعمله الظاهر يثنون عليه ويحمدونه بعمله - 00:12:02
ذلك ايام حياته في حسنه هذا العمل كحسن البستان وهي الجنة التي ضربها الله عز وجل لعمله مثلا من نخيل واعناب له فيها من كل الثمرات لان عمله ذلك الذي يعمله في الظاهر في الدنيا له فيه من كل خير من عاجل الدنيا يدفع - 00:12:25
به عن نفسه ودمه وماله وذريته ويكتسب به المحمدة وحسن الثناء عند الناس. ويأخذ به سهمه من المغنم معاشه اشياء كثيرة يكثر احصاؤها فله في ذلك من كل خير في الدنيا - 00:12:48
اذا هذا القول الاول انه في عمل المرائي المنافق وبعضهم يقول هذا المثل مضروب للمفرطين في طاعة الله تبارك وتعالى. المضيعين الله تبارك وتعالى اعطى كل واحد رأس مال وهو هذه الانفاس التي تخرج ولا تعود. وقالت تجر اشتغل - 00:13:05
استغل اللحظات والدقائق والثواني والايام الى ان يوافيك الاجل. اشتغل بطاعة الله فجعل الناس كل الناس يغدوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فمعتق نفسه او موبقها فجاءوا يوم القيامة هذا يفتح صناديق فاضية - 00:13:34
واخر جد واجتهد في المعصية وبذل اوقاته فيها. واخر بذل جهده وذكاءه وعقله وطاقاته وامكاناته في اظلال الناس واخر جد واجتهد في طاعة الله تبارك وتعالى فتفتح صناديق الاعمال وعندئذ - 00:13:54
يجد المفرط غب تفريطه ويندم حيث لا ينفعه الندم. فهو يحصل على الحسرة في الاخرة كما يقول مجاهد. يقول هذا مثل للمفرطين وبعضهم يقول هو مثل للذي يختم عمله بفساد - 00:14:18
كان على هدى وطريق مستقيم واعمال صالحة واعمال طيبة واقبال على الله. ثم بعدين انحرف. نسأل الله العافية كان داعية ثم نسأل الله العافية انتكس اي نوع من انواع الانتكاس - 00:14:38
انتكاس لا يعني فقط انه يتحول الى انسان منهمك باللذات المحرمة والشهوات احيانا في انتكاسات اخطر من هذا اخطر بعد ما كان يعلم الناس السنة والحق ويدلهم على الصراط المستقيم صار يضل الناس. ويفسد عليهم دينهم - 00:14:56
ويصور لهم حقائق الشرع على غير ما هي عليه. تحت اي شعار من الشعارات نسأل الله العافية ايا كانت مرتبته في هذا الانحراف والضلال. بعضهم وصل به الى حال انه حتى الاسلام ما يعترف فيه - 00:15:16
ما عنده فرق بين الاديان كل الاديان وبعضهم حتى الاديان ما عاد صار يؤمن بها يؤمن بالانسانية فقط يصرح بهذا ما يؤمن الا بالانسانية ما يعترف بالاسلام ولا بيهودية ولا نصرانية ولا غير ذلك. الانسانية. دينه الانسانية. نسأل الله العافية - 00:15:35
بعد ما كان بظاهر الامر متدين وبعضهم من بلغ به الامر الى انه ينكر الحدود الشرعية يعتبر نفسه داعية ينكر الحدود ويتكلم بكلام اسوء من كلام الليبراليين والعلمانيين. ويعتبر نفسه داعية - 00:15:54
وهذا الذي عليه اكثر اهل العلم. وبه قال ابن عباس اختاره ابن القيم والحافظ ابن كثير. وقد جاء في الصحيح عن عمر رضي الله عنه لما سأل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المثل. وفيه ان ابن - 00:16:13
عباس رضي الله عنهما قال في نفسي منها شيء يا امير المؤمنين. فقال عمر يا ابن اخي قل ولا تحقر نفسك فقال ضربت مثلا بعمل. قال عمر اي عمل؟ قال لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان - 00:16:28
فعمل بالمعاصي حتى اغرق اعماله يعني كانت النهاية سيئة بان يعمل بالطاعة ثم تحول واشتغل بغيرها وابن كثير رحمه الله علق على هذا الحديث او الاثر اثر ابن عباس مع عمر رضي الله عنهما - 00:16:47
يقول هذا الاثر فيه كفاية لتفسير هذه الاية وتبيين ما فيها من المثل بعمل من احسن العمل اولا ثم بعد ذلك انعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات عياذا بالله فابطل بعمله الثاني ما اسلفه فيما تقدم من الصالح - 00:17:09
واحتاج الى شيء من الاول في اضيق الاحوال فلم يحصل منه شيء وخانه احوج ما يكون اليه. نسأل الله العافية كما يقول ابن القيم رحمه الله لو فكر العاقل في هذا المثل وجعله قبلة قلبه لكفاه - 00:17:29
وشفاه يقول فهكذا العبد اذا عمل بطاعة الله ثم اتبعها بما يبطلها ويفرقها من معاصي الله كانت كالاعصار ذي النار المحرمة للجنة التي غرسها بطاعته وعمله الصالح يقول فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا العمل او هذا المعنى حق تصوره وتأمله كما ينبغي - 00:17:48
لما سولت له نفسه والله احراق اعماله الصالحة واضاعتها ولكن لابد ان يغيب عنه علمه عند المعصية ولهذا استحق اسم الجهل فكان كل من عصى الله فهو جاهل يقول وتأمل كيف ضرب سبحانه المثل للمنفق المرائي الذي لم يصدر انفاقه عن الايمان بالصفوان الذي عليه التراب - 00:18:14
فانه لم ينبت شيء لم ينبت شيئا اصلا بل ذهب بذره ضائعا لعدم ايمانه واخلاصه. ثم ضرب المثل لمن عمل طاعة الله مخلصا بنيته لله ثم عرض له ما ابطل ثوابه بالجنة التي هي من احسن الجنان واطيبها وازهرها ثم سلط - 00:18:39
عليها الاعصار الناري فاحرقها. فان هذا نبت له شيء واثمر له عمل ثم احترق. والاول لم يحصل له شيء يدركه الحريق في الصفوان ما ظهر له نبت اصلا. ذهبت البذور لانها على صفوان. هذا لا ظهر نبت ظهرت جنة. ثم بعدين - 00:18:59
حرقها ففيه تنبيه على قبح الاعمال السيئة التي تحبط ثواب الحسنات فشبهها بهذا شيخ كبير له ذرية ضعفاء يخشى عليهم الضيعة وعلى نفسه له بستان هو مادة عيشه ما في مؤنة كثيرة تجري من تحته الانهار ما يحتاج سقي - 00:19:19
ولا حفر ابار ولا دواب لاستخراج الماء وانما تجري من تحت اشجاره الانهار قضى العمر في غرس اشجاره وتنميته ثم بعد ذلك لما صار في حالة من الكمال والرجل في حالة من الضعف ذهب - 00:19:39
ابت زهرة شبابه وصار الى العجز والشيبة نسأل الله العافية اصابه هذا الاعصار الشديد فيه نار فاحرقه فهكذا تغرق المعاصي الطاعات وتقضي عليها ابن القيم رحمه الله يرى ان ذلك في هذا المعنى الذي قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وبعض اهل العلم وهو قول الرابع - 00:19:59
ان ذلك في حق من يتبع انفاقه بالمن والاذى وذهب الى هذا جماعة منهم ابن زيد وابن عطية وصاحب التفسير الكبير ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع وهكذا قال ابن الجوزي في زاد المسير وربطها بما قبلها. لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئة - 00:20:27
فنبههم على الحال ايود احدكم ان تكون له جنة الى اخره فالنفقة التي تكون لله كالجنة. ثم بعد ذلك اذا جاء المن ابطلها. من اهل العلم من وسع المعنى وقال هذا - 00:20:53
يشمل كل ما يحبط الاعمال. ويبطلها فيدخل فيه الرياء. ويدخل فيه المن والاذى وكذلك ايضا من اعقب اعماله الطيبة بالمعاصي. ولهذا هذا المعنى ذهب اليه الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله - 00:21:09
او يقول انه مثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة او غيرها ثم عمل اعمالا تفسده وتكلم على هذا المعنى بكلام حسن جيد يصور فيه حقيقة الحال وما ال اليه امر هذا العامل. يقول وتلك - 00:21:30
التي تفسد الاعمال بمنزلة الاعصار الذي فيه نار. والعبد احوج ما يكون لعمله اذا مات. وكان بحالة لا يقدر معها على العمل فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا. ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. يقول فلو علم - 00:21:53
الانسان وتصور هذه الحال وكان له ادنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الايمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه الى هذه الحال التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك - 00:22:13
عظيما وخطره جسيما. ولهذا حث الله عز وجل على التفكر والاعتبار بهذا المثل. وعلى كل حال الذين حملوا هذه الاية على كل المبطلات هذا القول له وجه وذهب اليه غير الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله جماعة من اهل العلم عزاه بعضهم لابن عطية وبه قال مجاهد قبله وقتادة - 00:22:33
والربيع اعمال يراد بها وجه الله ثم جاء ما يبطلها. ما نقول هذا من البداية للمرائي؟ لا. وانما لما يحصل فيمكن ان يحصل التسميع بعد ذلك يعني عمل عمل طيب ثم بعد ذلك سمع به فابطله - 00:23:00
او حصل المن او انسان كان يعمل بطاعة الله عز وجل ثم حصل له انتكاسة وصار يشتغل بمعصيته يقول الحسن البصري رحمه الله هذا مثل قل والله من يعقله من الناس - 00:23:18
شيخ كبر ضعف جسمه وكثر صبيانه افقر ما كان الى جنته وان احدكم والله افقر الى عمله اذا انقطعت عنه الدنيا هذا الكلام على المثل وهنا كلام للحافظ ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين يتكلم على الامثال السابقة ويربطها بهذا - 00:23:34
المثل بكلام متحد. اختم به. يقول شبه سبحانه نفقة المنفق في سبيله سواء كان المراد بها الجهاد او جميع سبل الخير من كل بر بمن بذر بذرا فانبت. كل حبة منه سبع سنابل. اشتملت كل سنبل - 00:23:56
قنبلة على مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء فوق ذلك. بحسب حال المنفق وايمانه واخلاصه واحسانه ونفع نفقته وقدرها وقوعها موقعها فان ثواب الاعمال يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الايمان والاخلاص والتثبيت عند النفقة وهو اخراج المال بقلب - 00:24:16
قد انشرح صدره باخراجه وسمحت به نفسه وخرج من قلبه قبل خروجه من يده فهو ثابت القلب عند اخراجه غير جزع ولا هلع ولا متبعه نفسه ترجف يده وفؤاده ويتفاوت ايضا بحسب نفع - 00:24:36
افاق ومصارفه بمواقعه وبحسب طيب المنفق وزكاته. يقول وتحت هذا المثل من الفقه انه سبحانه شبه الانفاق فالمنفق ما له الطيب لله لا لغيره باذر ما له في ارض زكية. فمغله بحسب بذره وطيب ارضه - 00:24:56
وتعاهد البذر بالسقي واذا نفى عنه الدغل النبات الغريب عنه فاذا اجتمعت هذه الامور ولم تحرق الزرع نار ولا لحقته جائحة. جاء امثال الجبال. وكان مثله كمثل جنة بربوة. وهي المكان المرتفع الذي - 00:25:16
تكون الجنة فيه امام الشمس والرياح فتتربى الاشجار هناك اتم تربية فينزل عليها من السماء مطر عظيم قدر متتابع فيرويها وينميها فاتت اكلها ضعفي ما يؤتيه غيرها بسبب ذلك الوابل - 00:25:36
فان لم يصبها وابل فطل يعني مطر صغير القطر يكفيها. لكرم منبتها. يزكو على الطل. وينمى عليه مع ان في ذكري نوعي الوابل والطل اشارة الى نوعي الانفاق الكثير والقليل. فمن الناس من يكون انفاقه واملا ومنهم من يكون انفاقا - 00:25:55
طلا والله لا يضيع مثقال ذرة. فان عرض لهذا العامل ما يفرق اعماله ويبطل حسناته كان بمنزلة رجل له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات. واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها - 00:26:15
نار فيه نار فاحترقت فاذا كان يوم استيفاء الاعمال واحراز الاجور وجد هذا العامل عمله قد اصابه ما اصاب صاحب هذه الجنة فحسرته حينئذ اشد من حسرة هذا على جنته. فهذا مثل ضربه الله تعالى في الحسرة لسلب - 00:26:35
نعمة عند شدة الحاجة اليها. هذا الكلام يصور لك هذه الامثال المضروبة. ويربط بينها بما سمعتم. والله تبارك وتعالى اسأل ان يجعلنا واياكم من عتقائه من النار. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:26:55
صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:27:20
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد - 00:00:00
ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد وفي هذه الليلة نتحدث عن المثل الرابع من الامثال التي ضربها الله تبارك وتعالى في سورة البقرة في باب النفقات - 00:00:20
وهو قوله تبارك وتعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء. فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين - 00:00:43
الله لكم الايات لعلكم تتفكرون فالله تبارك وتعالى في المثل الاول وهو قوله تبارك وتعالى في مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله قال كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. فذاك في التضعيف - 00:01:03
في النفقات التي ينفقها اصحابها في سبيل الله تبارك وتعالى والمسل الثاني وهو في اصحاب المقاصد السيئة الذين يراؤون بنفقاتهم او يتبعون تلك النفقات ما يفسدها ويبطلها من المن والاذى. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا - 00:01:26
صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا. الاية والمثل الثالث وهو عكس هذا في اولئك الذين ينفقون اموالهم طيبة بها نفوسهم - 00:01:54
يبتغون بها ما عند الله تبارك وتعالى. فمثل ذلك كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين. فان لم يصبها وابل فقل يكفيه وهذا هو المثل الرابع يصور الله تبارك وتعالى به حالا بائسة. ونهاية تعيسة - 00:02:24
وذلك كما ترون في هذه الاية صور الجنة بانها من نخيل واعناب وثمار اخرى متنوعة له فيها من كل الثمرات لكنه ذكر النخيل والاعناد على وجه الخصوص لمزيتها فهي انفع وانفس الثمار - 00:02:51
لانها فاكهة وقوت ودواء وحلوى وشراب ولها صورة جميلة تستهوي الناظرين حينما تكون تلك الثمار على الاشجار متراكمة اعني ثمار النخيل والاعناب وصور حال صاحبها رجل كبير السن لا قدرة له على الكسب غير تلك الجنة. ولا يخفى ان كبر السن مظنة الحرص - 00:03:15
وهو ايضا مع ذلك ذو عيال. وذرية ضعفاء وقصر فيكون احنى ما يكون عليه. وهم كل عليه لا ينفعونه بشيء ولا يغنون عنه في عمل يقومون به فيكفونه المؤنة في - 00:03:50
الكسب والتجارة فهو محتاج عاجز تلك الحال يكون صاحبها بحاجة الى تلك الجنة بحيث تكون حاجته اعظم من حاجة غيره من اصحاب الضيعات الى ضيعاتهم فحاله حال شدة ومحنة ويتعلق به هؤلاء من المحتاجين. والعاجزين فيكون ذلك - 00:04:13
مضاعفا لمحنته. فاذا حل بها ما حل فهلكت صار الى حسرة على فواتها مع حاجته وحاجة عياله كما صور الله تبارك وتعالى ما اصاب ووقع لتلك الجنة اصابها اعصار والاعصار عبارات المفسرين فيه غير متفقة. فكثير منهم يقول الاعصار هو ريح شديدة - 00:04:44
الاشجار والنبات كما يقول ابن كثير وصاحب التحرير والتنوير وغير هؤلاء. وبعضهم يقول هي العاصف التي يرتفع الى السماء كأنها عمود وتستدير وتلتف وهو ما يعرف بالزوبعة وهي معروفة. نعرفها جميعا - 00:05:15
وهذا الذي ذهب اليه الزجاج والبغوي وصاحب التفسير الكبير القرطبي وان ضعفه بعضهم. لكن هذا هو الواقع. اعصار. قيل لها ذلك بعضهم يقول لانها تكون مثل الثوب اللي يعصر تلتف - 00:05:35
كما يقول القرطبي من المعاصرين الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله فيه نار بعضهم يقول النار المقصود بها هنا شدة الحرارة وهي المسماة بريح السموم. وبعضهم يقول الاعصار هي ريح عاصف وسموم شديدة كما يقول ابن عباس وابن زيد والسدي - 00:05:56
حارة والذي يبدو والله تعالى اعلم ان كلامهم في هذا انهم لم يتصوروا اعصارا فيه نار على الحقيقة فقالوا اعصار فيه نار يعني سموم. ريح حارة ثم اورد بعضهم على نفسه - 00:06:20
ان هذه هذا الاعصار يكون ايضا في الشتاء في المناطق الباردة. فقالوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول اشد ما تجدون من الحر فهو من فوح جهنم واشد ما تجدون من البرد فهو من زمهرير جهنم. قالوا هذا معنى كونه من نار اما شدة برد - 00:06:42
واما شدة حر وهذا بعيد جدا والواقع انه على ظاهره اعصار فيه نار. ولهذا قال الله عز وجل فاحترقت في هذه الايام ثار اعصار في جنوب ولاية ساو باولو البرازيلية. له لسان من اللهب يصل ارتفاعه - 00:07:06
ببعض الاحيان الى مئات الامتار علوا في الهواء وتسبب في حرائق تلتهم بسرعة مدمرة كل ما في طريقها. يمشي ويحرق كل ما في طريقه وهناك اعصارات مشابهة كان اخر اعصار فيما يذكرون فيه نار تسبب بمصرع ثمان وثلاثين الف شخص في ربع ساعة في اليابان عام الف - 00:07:29
تسع مئة وثلاثة وعشرين بتاريخهم ثمان وثلاثين الف شخص في ربع ساعة صار فيه نار هنا انه ان نرى الاعصار الجديد اللي وقع هذه الايام وهذا من وجوه الترجيح في التفسير يعني احيانا المفسرون - 00:07:52
قد يختلفون في معنى لفظة او نحو ذلك فيمكن ان يرجح بمثل هذا. يعني بعضهم لا يتصور مثلا اعصار فيه نار وهذا غير ما يسمى بالتفسير العلمي هذا شيء اخر - 00:08:12
هذا لا يحتاج الى نظريات ولا يحتاج الى القضية اللي ثابتة او لا تحتملها الاية او لا تحتملها اعصار معروف فيه نار هل يوجد اعصار فيه نار او لا يوجد اعصار فيه نار؟ الذين ما تصوروا هذا قالوا سموم - 00:08:25
حرارة وفي وقت البرد زمهرير. كل ذلك نفس لجهنم هذا معنى فيه نار نقول لا هو فيه نار على الحقيقة كما قال الله تبارك وتعالى ووجه الشبه بين حال هذا الانسان اللي عنده هذه الجنة فيها من كل الثمرات ونخيل الى اخره - 00:08:41
واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار وجه الشبه هو حصول الخيبة واليأس بوقت تمام الرجاء واشراف الانتاج. هذا الانسان يعمل اعمال طيبة صالحة ثم لما كان احوج ما يكون الى ثوابها وحسناتها ذهبت - 00:09:02
وتلاشت واضمحلت فهذا مثل ذلك الانسان الذي وصفه الله تبارك وتعالى صاحب تلك الجنة بعد ذلك انتقل الى ما ضرب له المثل. ما ضرب له المثل. هذا المثل مضروب لمن؟ هذا يصور حال من؟ من العاملين - 00:09:23
في باب النفقات وفي غيرها من الاعمال الصالحات بعض اهل العلم يقول هذا يصور صاحب الرياء في النفقة والعمل ينقطع عنه نفعها احوج ما يكون اليها وهذا الذي ذهب اليه كبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله وبه قال قبله السدي وهو اختيار صاحب التحرير - 00:09:47
والتنوير واليه ذهب البغوي فجعله مثلا لعمل المنافق او المرائي. يبطل فاذا جاء يوم القيامة لم يجد شيئا من هذه الاعمال التي كان يرائي فيها فالعمل في ظاهره وصورته في الحسن مثل تلك الجنة التي فيها من كل الثمرات - 00:10:18
نفقات بذل حسنات واعمال طيبة في الظاهر ولكن لما كانت المقاصد فاسدة ابطلت تلك الاعمال فكان ذلك كالاعصار الذي احرق تلك الجنة فهو لا ينتفع بحسناته او باعماله الصالحة فالظاهر كما لا ينتفع صاحب تلك الجنة التي - 00:10:43
اصابها الاعصار الذي فيه فيه النار نسأل الله تبارك وتعالى العافية تفضلوا شوفوا هذا الاعصار على كل حال يكفي من القلادة ما احاط بالعنق دمتم رأيتم هذا الاعصار الناري يسير ويحرق - 00:11:10
كل ما اتى عليه فاذا من اهل العلم من جعل ذلك مثلا للمراءين والمنافقين في نفقاتهم واعمالهم التي لا يراد بها وجه الله تبارك وتعالى بهذا يعبر ابن جرير رحمه الله يقول انما جعل جل ثناؤه البستان من النخيل والاعناب - 00:11:35
الذي قال جل ثناؤه لعباده المؤمنين ايود احدكم ان تكون له الاية مثلا لنفقة المنافق التي ينفقها رياء الناس لا ابتغاء مرضات الله فالناس بما يظهر لهم من صدقته واعطائه لما يعطي وعمله الظاهر يثنون عليه ويحمدونه بعمله - 00:12:02
ذلك ايام حياته في حسنه هذا العمل كحسن البستان وهي الجنة التي ضربها الله عز وجل لعمله مثلا من نخيل واعناب له فيها من كل الثمرات لان عمله ذلك الذي يعمله في الظاهر في الدنيا له فيه من كل خير من عاجل الدنيا يدفع - 00:12:25
به عن نفسه ودمه وماله وذريته ويكتسب به المحمدة وحسن الثناء عند الناس. ويأخذ به سهمه من المغنم معاشه اشياء كثيرة يكثر احصاؤها فله في ذلك من كل خير في الدنيا - 00:12:48
اذا هذا القول الاول انه في عمل المرائي المنافق وبعضهم يقول هذا المثل مضروب للمفرطين في طاعة الله تبارك وتعالى. المضيعين الله تبارك وتعالى اعطى كل واحد رأس مال وهو هذه الانفاس التي تخرج ولا تعود. وقالت تجر اشتغل - 00:13:05
استغل اللحظات والدقائق والثواني والايام الى ان يوافيك الاجل. اشتغل بطاعة الله فجعل الناس كل الناس يغدوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فمعتق نفسه او موبقها فجاءوا يوم القيامة هذا يفتح صناديق فاضية - 00:13:34
واخر جد واجتهد في المعصية وبذل اوقاته فيها. واخر بذل جهده وذكاءه وعقله وطاقاته وامكاناته في اظلال الناس واخر جد واجتهد في طاعة الله تبارك وتعالى فتفتح صناديق الاعمال وعندئذ - 00:13:54
يجد المفرط غب تفريطه ويندم حيث لا ينفعه الندم. فهو يحصل على الحسرة في الاخرة كما يقول مجاهد. يقول هذا مثل للمفرطين وبعضهم يقول هو مثل للذي يختم عمله بفساد - 00:14:18
كان على هدى وطريق مستقيم واعمال صالحة واعمال طيبة واقبال على الله. ثم بعدين انحرف. نسأل الله العافية كان داعية ثم نسأل الله العافية انتكس اي نوع من انواع الانتكاس - 00:14:38
انتكاس لا يعني فقط انه يتحول الى انسان منهمك باللذات المحرمة والشهوات احيانا في انتكاسات اخطر من هذا اخطر بعد ما كان يعلم الناس السنة والحق ويدلهم على الصراط المستقيم صار يضل الناس. ويفسد عليهم دينهم - 00:14:56
ويصور لهم حقائق الشرع على غير ما هي عليه. تحت اي شعار من الشعارات نسأل الله العافية ايا كانت مرتبته في هذا الانحراف والضلال. بعضهم وصل به الى حال انه حتى الاسلام ما يعترف فيه - 00:15:16
ما عنده فرق بين الاديان كل الاديان وبعضهم حتى الاديان ما عاد صار يؤمن بها يؤمن بالانسانية فقط يصرح بهذا ما يؤمن الا بالانسانية ما يعترف بالاسلام ولا بيهودية ولا نصرانية ولا غير ذلك. الانسانية. دينه الانسانية. نسأل الله العافية - 00:15:35
بعد ما كان بظاهر الامر متدين وبعضهم من بلغ به الامر الى انه ينكر الحدود الشرعية يعتبر نفسه داعية ينكر الحدود ويتكلم بكلام اسوء من كلام الليبراليين والعلمانيين. ويعتبر نفسه داعية - 00:15:54
وهذا الذي عليه اكثر اهل العلم. وبه قال ابن عباس اختاره ابن القيم والحافظ ابن كثير. وقد جاء في الصحيح عن عمر رضي الله عنه لما سأل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المثل. وفيه ان ابن - 00:16:13
عباس رضي الله عنهما قال في نفسي منها شيء يا امير المؤمنين. فقال عمر يا ابن اخي قل ولا تحقر نفسك فقال ضربت مثلا بعمل. قال عمر اي عمل؟ قال لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان - 00:16:28
فعمل بالمعاصي حتى اغرق اعماله يعني كانت النهاية سيئة بان يعمل بالطاعة ثم تحول واشتغل بغيرها وابن كثير رحمه الله علق على هذا الحديث او الاثر اثر ابن عباس مع عمر رضي الله عنهما - 00:16:47
يقول هذا الاثر فيه كفاية لتفسير هذه الاية وتبيين ما فيها من المثل بعمل من احسن العمل اولا ثم بعد ذلك انعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات عياذا بالله فابطل بعمله الثاني ما اسلفه فيما تقدم من الصالح - 00:17:09
واحتاج الى شيء من الاول في اضيق الاحوال فلم يحصل منه شيء وخانه احوج ما يكون اليه. نسأل الله العافية كما يقول ابن القيم رحمه الله لو فكر العاقل في هذا المثل وجعله قبلة قلبه لكفاه - 00:17:29
وشفاه يقول فهكذا العبد اذا عمل بطاعة الله ثم اتبعها بما يبطلها ويفرقها من معاصي الله كانت كالاعصار ذي النار المحرمة للجنة التي غرسها بطاعته وعمله الصالح يقول فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا العمل او هذا المعنى حق تصوره وتأمله كما ينبغي - 00:17:48
لما سولت له نفسه والله احراق اعماله الصالحة واضاعتها ولكن لابد ان يغيب عنه علمه عند المعصية ولهذا استحق اسم الجهل فكان كل من عصى الله فهو جاهل يقول وتأمل كيف ضرب سبحانه المثل للمنفق المرائي الذي لم يصدر انفاقه عن الايمان بالصفوان الذي عليه التراب - 00:18:14
فانه لم ينبت شيء لم ينبت شيئا اصلا بل ذهب بذره ضائعا لعدم ايمانه واخلاصه. ثم ضرب المثل لمن عمل طاعة الله مخلصا بنيته لله ثم عرض له ما ابطل ثوابه بالجنة التي هي من احسن الجنان واطيبها وازهرها ثم سلط - 00:18:39
عليها الاعصار الناري فاحرقها. فان هذا نبت له شيء واثمر له عمل ثم احترق. والاول لم يحصل له شيء يدركه الحريق في الصفوان ما ظهر له نبت اصلا. ذهبت البذور لانها على صفوان. هذا لا ظهر نبت ظهرت جنة. ثم بعدين - 00:18:59
حرقها ففيه تنبيه على قبح الاعمال السيئة التي تحبط ثواب الحسنات فشبهها بهذا شيخ كبير له ذرية ضعفاء يخشى عليهم الضيعة وعلى نفسه له بستان هو مادة عيشه ما في مؤنة كثيرة تجري من تحته الانهار ما يحتاج سقي - 00:19:19
ولا حفر ابار ولا دواب لاستخراج الماء وانما تجري من تحت اشجاره الانهار قضى العمر في غرس اشجاره وتنميته ثم بعد ذلك لما صار في حالة من الكمال والرجل في حالة من الضعف ذهب - 00:19:39
ابت زهرة شبابه وصار الى العجز والشيبة نسأل الله العافية اصابه هذا الاعصار الشديد فيه نار فاحرقه فهكذا تغرق المعاصي الطاعات وتقضي عليها ابن القيم رحمه الله يرى ان ذلك في هذا المعنى الذي قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وبعض اهل العلم وهو قول الرابع - 00:19:59
ان ذلك في حق من يتبع انفاقه بالمن والاذى وذهب الى هذا جماعة منهم ابن زيد وابن عطية وصاحب التفسير الكبير ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع وهكذا قال ابن الجوزي في زاد المسير وربطها بما قبلها. لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئة - 00:20:27
فنبههم على الحال ايود احدكم ان تكون له جنة الى اخره فالنفقة التي تكون لله كالجنة. ثم بعد ذلك اذا جاء المن ابطلها. من اهل العلم من وسع المعنى وقال هذا - 00:20:53
يشمل كل ما يحبط الاعمال. ويبطلها فيدخل فيه الرياء. ويدخل فيه المن والاذى وكذلك ايضا من اعقب اعماله الطيبة بالمعاصي. ولهذا هذا المعنى ذهب اليه الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله - 00:21:09
او يقول انه مثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة او غيرها ثم عمل اعمالا تفسده وتكلم على هذا المعنى بكلام حسن جيد يصور فيه حقيقة الحال وما ال اليه امر هذا العامل. يقول وتلك - 00:21:30
التي تفسد الاعمال بمنزلة الاعصار الذي فيه نار. والعبد احوج ما يكون لعمله اذا مات. وكان بحالة لا يقدر معها على العمل فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا. ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. يقول فلو علم - 00:21:53
الانسان وتصور هذه الحال وكان له ادنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الايمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه الى هذه الحال التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك - 00:22:13
عظيما وخطره جسيما. ولهذا حث الله عز وجل على التفكر والاعتبار بهذا المثل. وعلى كل حال الذين حملوا هذه الاية على كل المبطلات هذا القول له وجه وذهب اليه غير الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله جماعة من اهل العلم عزاه بعضهم لابن عطية وبه قال مجاهد قبله وقتادة - 00:22:33
والربيع اعمال يراد بها وجه الله ثم جاء ما يبطلها. ما نقول هذا من البداية للمرائي؟ لا. وانما لما يحصل فيمكن ان يحصل التسميع بعد ذلك يعني عمل عمل طيب ثم بعد ذلك سمع به فابطله - 00:23:00
او حصل المن او انسان كان يعمل بطاعة الله عز وجل ثم حصل له انتكاسة وصار يشتغل بمعصيته يقول الحسن البصري رحمه الله هذا مثل قل والله من يعقله من الناس - 00:23:18
شيخ كبر ضعف جسمه وكثر صبيانه افقر ما كان الى جنته وان احدكم والله افقر الى عمله اذا انقطعت عنه الدنيا هذا الكلام على المثل وهنا كلام للحافظ ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين يتكلم على الامثال السابقة ويربطها بهذا - 00:23:34
المثل بكلام متحد. اختم به. يقول شبه سبحانه نفقة المنفق في سبيله سواء كان المراد بها الجهاد او جميع سبل الخير من كل بر بمن بذر بذرا فانبت. كل حبة منه سبع سنابل. اشتملت كل سنبل - 00:23:56
قنبلة على مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء فوق ذلك. بحسب حال المنفق وايمانه واخلاصه واحسانه ونفع نفقته وقدرها وقوعها موقعها فان ثواب الاعمال يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الايمان والاخلاص والتثبيت عند النفقة وهو اخراج المال بقلب - 00:24:16
قد انشرح صدره باخراجه وسمحت به نفسه وخرج من قلبه قبل خروجه من يده فهو ثابت القلب عند اخراجه غير جزع ولا هلع ولا متبعه نفسه ترجف يده وفؤاده ويتفاوت ايضا بحسب نفع - 00:24:36
افاق ومصارفه بمواقعه وبحسب طيب المنفق وزكاته. يقول وتحت هذا المثل من الفقه انه سبحانه شبه الانفاق فالمنفق ما له الطيب لله لا لغيره باذر ما له في ارض زكية. فمغله بحسب بذره وطيب ارضه - 00:24:56
وتعاهد البذر بالسقي واذا نفى عنه الدغل النبات الغريب عنه فاذا اجتمعت هذه الامور ولم تحرق الزرع نار ولا لحقته جائحة. جاء امثال الجبال. وكان مثله كمثل جنة بربوة. وهي المكان المرتفع الذي - 00:25:16
تكون الجنة فيه امام الشمس والرياح فتتربى الاشجار هناك اتم تربية فينزل عليها من السماء مطر عظيم قدر متتابع فيرويها وينميها فاتت اكلها ضعفي ما يؤتيه غيرها بسبب ذلك الوابل - 00:25:36
فان لم يصبها وابل فطل يعني مطر صغير القطر يكفيها. لكرم منبتها. يزكو على الطل. وينمى عليه مع ان في ذكري نوعي الوابل والطل اشارة الى نوعي الانفاق الكثير والقليل. فمن الناس من يكون انفاقه واملا ومنهم من يكون انفاقا - 00:25:55
طلا والله لا يضيع مثقال ذرة. فان عرض لهذا العامل ما يفرق اعماله ويبطل حسناته كان بمنزلة رجل له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات. واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها - 00:26:15
نار فيه نار فاحترقت فاذا كان يوم استيفاء الاعمال واحراز الاجور وجد هذا العامل عمله قد اصابه ما اصاب صاحب هذه الجنة فحسرته حينئذ اشد من حسرة هذا على جنته. فهذا مثل ضربه الله تعالى في الحسرة لسلب - 00:26:35
نعمة عند شدة الحاجة اليها. هذا الكلام يصور لك هذه الامثال المضروبة. ويربط بينها بما سمعتم. والله تبارك وتعالى اسأل ان يجعلنا واياكم من عتقائه من النار. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:26:55
صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:27:20