الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذه الليلة اتحدث عن الجزء الثالث مما وعدت بالحديث عنه بما يتعلق بالمثل الاول في كتاب الله تبارك وتعالى وهذا الجزء - 00:00:00
يتصل كما اسلفت ببعض اللطائف والملح التي ينتفع بها السامع باذن الله جل جلاله فاول ذلك وقد اشرت اليها في ثنايا الكلام تأمل قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا قلنا ان السين والتاء للطلب. استوقد - 00:00:21
فهذه النار مستعارة وهكذا ذلك الايمان المدعى كان مستعارا. لم يكن ذلك النور نابعا من دواخلهم من داخل نفوسهم وانما كان مستعارا كان زيفا مكذوبا الوقفة الثانية تأمل قوله تبارك وتعالى - 00:00:48
فلما اضاءت ما حوله فجعل هذا الضوء خارجا عنه اضاءت ما حوله منفصلا عنه ولهذا ذهب لم يكن في داخله لم تستطأ نفسه بذلك النور والضياء فتشرق نفسه اضاءت ما حوله - 00:01:14
فهذا الضوء كان مجاورا له لا ملابسا وكان عارضا واما الظلمة فكانت اصلية عرض هذا الضوء ثم بعد ذلك انطفأ فرجع الى ظلمته التي كان فيها فرجع الضوء الى معدنه ورجعت الظلمة وبقيت الظلمة في معدنها - 00:01:43
فرجع كل منهما الى اصله اللائق به الوقفة الثالثة تأمل كيف قال الله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم. وما قال ذهب الله بضوئهم فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم - 00:02:12
ما قال بضوئهم الضوء قدر زائد قد يذهب ضوئهم ويبقى شيء من النور فقال ذهب الله بنورهم. النور كله ذهب. فاذا ذهب كل نور لم يبق شيء من الضوء فزال عنهم النور بالكلية. وهذا ابلغ في النفي ان يقول ذهب الله بنورهم - 00:02:34
ابلغ من ان يقال ذهب الله بضوئهم فهؤلاء اهل ظلمات لا نور لهم اصلا نسأل الله العافية فقدوا النور ثم ايضا الله تبارك وتعالى سمى كتابه نورا ومن اسمائه عند بعض اهل العلم النور. على خلاف في هذا - 00:03:03
وكذا ايضا الصلاة نور الوحي نور الهداية نور فاذا ذهب النور لم يبق لهم شيء من ذلك. ذهب الله بنورهم. فبقوا في الظلمات ظلمة الكفر والجهل والضلال. نسأل الله العافية - 00:03:25
فتظلم النفس فيبقى الانسان في جهالة وعماية لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه الوقفة الرابعة تأمل قوله ايضا ذهب الله بنورهم وما قال ذهب الله بنارهم - 00:03:48
النار فيها شيئان الاضاءة والاحراق فذهب بالنور وهو احد الشيئين. فما الذي بقي لهم لما ذهب النور بقي الاحراق بقي حرها واحراقها وحرارتها فذهب بما فيها من الاضاءة والاشراق وابقى عليه ما فيه الاذى والاحراق - 00:04:12
يخانها وحرها وشدتها وهكذا حال المنافق ذهب عنه نور الايمان بالنفاق وبقي في قلبه حرارة الكفر والشك ولهذا يسمي الله ذلك ريبا وذلك ان الريب شك مقلق الانسان الذي يكون فيه ريب - 00:04:38
بريبهم يترددون يكون في قلق فرق بين الشك والريب ان الريب شك مع قلق وهذه حال المنافق فقلوب المنافقين تصطلي بحر النفاق والريب. ثم بعد ذلك تصلى النار الكبرى في القيامة - 00:05:03
جزاء وفاقا. النار المؤصدة التي تطلع على الافئدة نسأل الله العافية الوقفة الخامسة تأمل قوله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم. ما قال ذهب نورهم. فلما اضاءت ما حوله ذهب نوره - 00:05:28
قال ذهب الله بنورهم. فهذا يعطي معنى زائدا فلم يذهب النور فقط بل ذهبت عنهم ايضا معية الله عز وجل الذي ذهب بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون فالله تبارك وتعالى - 00:05:50
له معية تختص باوليائه واصفيائه النصر والتأييد والحراسة حفظ والاعانة والتسديد والهداية هو الذي يصلي عليهم وملائكته ليخرجهم من الظلمات الى النور لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى هنا ذهب الله - 00:06:11
بنورهم فالله مع المؤمنين مع الصادقين مع المحسنين مع الصابرين فذهاب الله بذلك النور ذهاب والله بذلك النور عنهم يعني انقطاع المعية فهم حزب الشيطان واولياؤه وجنده فليس للمنافقين حظ من هذه المعية الالهية - 00:06:41
ليس لهم حظ من لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى. كلا ان معي ربي سيهدين ومن تخلى الله عز وجل عنه طرفة عين فلابد انه هالك ومخذول فيكون تدبيره وبالا عليه - 00:07:12
ويسعى فيما يكون فيه شقاؤه وتعاسته من حيث يظن انه يحقق لنفسه فلاحا ونجاحا وصلاحا. نسأل الله العفو والعافية الوقفة السادسة تأمل قوله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم فوحدهم ثم قال وتركهم في ظلمات لا يبصرون - 00:07:37
فالنور واحد والظلمات كثير تركهم في ظلمات كما قال الله تبارك وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه صراط واحد تراضي الله ان الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. جمع - 00:08:04
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما. وقال هذا صراط الله وخط خطوطا صغارا عن يمينه وشماله. قال وهذه السبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم قرأ الاية - 00:08:32
فطريق الحق واحد ايها الاحبة وطرق الباطل كثيرة جدا واما قوله تبارك وتعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام فهذا لا يعارض ما ذكرت فان صراط الله الواحد يتضمن في داخله وثناياه شرائع الايمان - 00:08:53
والجنة ابواب باب للصدقة باب للصائمين ابواب فقد يدخل الانسان الجنة بحسن الخلق تميز بهذا واخر قد يدخل الجنة بسلامة الصدر والثالث قد يدخل الجنة كفالة الارملة واليتيم واعانة المحتاج حنو على الضعفاء في المجتمع - 00:09:17
واخر قد يدخل الجنة من طريق القرآن والاشتغال به تعلما وتعليما وفر زمانه للاشتغال بكتاب الله عز وجل واخر قد يدخل من باب البر والصلة الى غير ذلك الجنة ابواب - 00:09:42
وطرق الشر كثيرة جدا سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه والناس تتخطفهم هذه السبل وهذه الشياطين كل بحسبه اذا كان فيه ميل للعبادة فالشيطان بالرصد من هذا الباب جالس - 00:10:02
واذا كان فيه ميل للشدة ففيه شيطان جالس من هذا الطريق اذا كان فيه ميل للشهوات اي نوع من الشهوات الشيطان حاضر نساء المال المظاهر زهرة الحياة الدنيا الشيطان جالس - 00:10:26
على الطريق لاقعدن لهم صراطك المستقيم. فهذه قضية وهي ان الله تبارك وتعالى وحد النور وجمع الظلمات الوقفة السابعة تأملوا المطابقة في هذا المثل مع ما ذكر قبله في قوله عنهم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى - 00:10:47
فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين في عملية اشتراء بيع اشتروا الضلالة بالهدى هنا كلام للمفسرين ذكرته في اول تفسير سورة البقرة في الدرس الذي كان قبل سنوات بعد المغرب يوم الجمعة - 00:11:16
اشتروا هل كانوا يملكون الهداية اصلا حتى نقول باعوا الهداية واشتروا مكانها لا هي عملية الاستعاظة تقال لها شراء. اشتروا الضلالة بالهدى. فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. هذه تجارة خاسرة - 00:11:36
ارتضوا الضلالة ورفضوا الهداية وهكذا ايضا حصلت لهم هذه الظلمات بمقابل النور الذي رفضوه وكما انهم اشتروا الضلالة بالهدى كذلك ايضا استعاضوا عن النور بالظلام ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون - 00:11:56
كما قيل بدلت بالجمة رأسا ازعرا وبالثنايا الواضحات الدردرة كما اشترى المسلم اذ تنصر هذا استبدال واستعاضة خاسرة محققة من كل وجه. نسأل الله العافية ان يقبل بالظلام بدلا من النور - 00:12:26
ولكن اذا عمي القلب اشتغل العبد بما يضره الوقفة الثامنة ان المستضيء بالنار انسان يستضيء بنار. هو مستضيء بنور خارج عنه. نور من غيره من النار وليس ذلك بنابع من نفسه من داخله - 00:12:48
فاذا ذهبت تلك النار انطفأت بقي في ظلمة. هكذا المنافق. اقر بلسانه من غير اعتقاد فاضاءت له تلك النار التي لم تكن في داخله. اضاءت له نورا لم ينبع من نفسه - 00:13:10
فنفسه مظلمة فسرعان ما ذهب ذلك وبقي في ظلام لان النور من خارجه ليس في نفسه الوقفة التاسعة ان ضياء النار من اجل ان يدوم ويستمر يحتاج الى مادة تمده - 00:13:28
كما ان البدن من اجل ان يقوم يحتاج الى غذاء السراج من اجل ان يتوهج ويتوقد يحتاج الى زيت باستمرار فكذلك نور الايمان يحتاج الى مادة من العلم النافع والعمل الصالح - 00:13:52
يقوم بها ويدوم بدوامها. فاذا لم توجد مادة مادة الايمان فانه ينطفئ كما تنطفئ النار اذا فقدت ما يمدها. ولهذا الايمان يزيد وينقص فيتلاشى ويضعف احيانا فيبدأ هذا السراج له وميظ خفيف يسير ضعيف يكاد ينطفئ - 00:14:09
اذا وجدت مادة وقويت فان ذلك يزيد هذا السراج توهجا واضاءة فنحن بحاجة ايها الاحبة الى العلم الصحيح والعمل والموعظة وما الى ذلك مما ينمي الايمان كالكلام عن الله عز وجل - 00:14:34
واسمائه وصفاته وعظمته وما شابه ذلك مما يقوى به الايمان من الكلام على دلائل النبوة هي من اعظم ما يحتاج اليه تثبت اليقين بالنبوة والوحي كما ان الانسان بحاجة الى - 00:14:55
ما يحفزه على العمل مما يذكره بالجزاء جنة النار اليوم الاخر كذا فيرق قلبه ويقبل على العبادة وتطمئن نفسه وتزداد محبته لربه تبارك وتعالى وخوفه منه هذا الايمان ما هو الايمان - 00:15:13
قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فلابد من ان ننتبه لهذا والا فتجد الانسان حين يتلاشى يضعف يضعف يضعف فاذا ابتعد ازداد ضعفه فاذا انقطع من مجالس الذكر حصل له شيء من الجفاف - 00:15:32
فتخشبت نفسه يحصل عند التصحر تموت الفسائل التي غرسها والاشجار فالشقي دائم ما زعا ملاها بالغراس ثم بعد ذلك اهملها من السقي ما الذي يحصل لها تبدأ تصفر تصفر تصفر ان ادركها بقيت باذن الله عز وجل - 00:15:51
واستعادة حياتها فاذا تركها واهملها ماتت تلاشت الوقفة العاشرة ان الظلمة نوعان وقد اشرت الى هذا في ثنايا الكلام على المذهب هناك ظلمة اصلية وهذه يمكن ان نقول بانها بمنزلة ظلمة الكفر. الكافر في الظلام الاصلي - 00:16:14
وهناك ظلمة بعد النور. وهذه ظلمة النفاق وهذه اشد من الظلمة الاصلية ولهذا كان المنافق في الدرك الاسفل من النار ولهذا الان لو انطفأ هذا النور في المسجد لا شك ان حالنا لن تكون كحال من دخل المسجد قبل ان - 00:16:43
يضام فرق ان تجد هذا اذا كنت في غرفة في مكتبتك في مكان واطفأت النور تبدأ تتلمس لكن حينما تدخل لتضيء النور فانت تبصر بعض الاشياء فالكافر لم يخرج من الظلمات اصلا - 00:17:05
واما المنافق فقد استوقد نارا اضاءت له ما حوله ثم ذلك رجع الى ظلمة فكان ذلك في حقه اشد الوقفة الحادية عشرة هذا المثل يشير الى حالهم ايضا في الاخرة - 00:17:22
ومعلوم ان الجزاء من جنس العمل ولهذا فانهم في الاخرة يعطون نورا ظاهرا كما كان نورهم في الدنيا ظاهرا ثم يطفأ ذلك احوج ما يكونون اليه لا توجد مادة تحمله - 00:17:40
اهل الايمان يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم واما هؤلاء نسأل الله العافية ما عندهم اصلا المادة التي يحصل منها الاضاءة والنور قلوب مظلمة ونفوس مظلمة ووجوه مظلمة. اذا كان الانسان بالمعصية يظلم وجهه احيانا - 00:18:01
على تفاوت في المعاصي وانواعها وكثرتها فكيف بالنفاق قضية ما تتعلق بالوان الناس في ابشارهم قد تجد البشرة سوداء لكن الوجه في غاية الاشراق وبمجرد ما تراه تحبه تطمئن اليه - 00:18:20
ترى الايمان في وجهه قد تكون البشرة في غاية البياض لان الوجه مظلم لا تطيق النظر اليه وهذا مشاهد فالحاصل ان هؤلاء ينطفئ نورهم نسأل الله العافية ويبقون في الظلمة عند - 00:18:42
الجسر لا يستطيعون العبور هذا دقيق جدا الجسر المنصوب على متن جهنم في غاية الدقة كيف يعبره الانسان في ظلام وليس عنده نور ينطفئ نوره بعد ان كان الظلم زادت - 00:19:00
انسان ايها الاحبة حينما يمشي في بيته وهو النور انطفأ يبدأ يخشى ان يسقط ويقع فكيف اذا كان يمشي على الصراط ينطفئ ذلك النور ثم بعد ذلك يريد ان يعبر الجسر - 00:19:21
لا يمكن هذا ذلك النور لم يكن له مادة من العمل الصالح والايمان والعلم النافع فعندئذ نسأل الله العافية يبقون في حال لا يحسدون عليها تأمل الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه - 00:19:36
بذكر الورود على النار يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم نجيء نحن يوم القيامة لك صفة هذا المجيء على كذا وكذا تل فوق الناس قال فتدعى الامم باوثانها وما كانت تعبد الاول فالاول - 00:19:55
ثم يأتينا ربنا تبارك وتعالى بعد ذلك فيقول من تنتظرون؟ فيقولون ننتظر ربنا فيقول انا ربكم فيقولون حتى ننظر اليك توثق تثبت حتى في الاخرة فيتجلى لهم يضحك قال فينطلق بهم فيتبعونه - 00:20:14
لاحظ العبارة ينطلق بهم فيتبعونه ويعطى كل انسان منهم منافق او مؤمن نورا. ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك شوك قاسي طلب تأخذ من شاء الله تعالى ثم يطفأ نور المنافقين - 00:20:36
الان يتبعون ربهم ثم ينجو المؤمنون فتنجو اول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر. نسأل الله من فضله سبعون الفا لا يحاسبون الحديث الشاهد ايها الاحبة لاحظ يعطونه نمرة فيتبعونه يتبعون ربهم - 00:20:56
الله يقول ذهب الله بنورهم فيبقون على جسر في ظلام ثم يتساقطون في النار ففي مطابقة بين حالهم في الدنيا وهذا المثل الذي ضربه لهم وبين الحال التي يكونون عليها في الاخرة. نور وظلام نور وظلام - 00:21:16
دعوة كاذبة استفادوا منها مؤقتا ثم صاروا الى حال سيئة الاخرة المخادعة التي كانت في الدنيا من هذا القبيل يحصل لهم عكس ذلك. فالله يستهزئ بهم فيعطيهم هذا النور ثم بعد ذلك اذا كانوا على الجسر - 00:21:36
حصل لهم الظلام وانطفأ ذلك النور وهنا هذه الاضاءة وهذا النور ذهب الله بنورهم بناء على الاقوال السابقة التي ذكرناها كلام اهل العلم في تفسير المثل واختلافهم فيه. تلاحظون ان بعض الاقوال اقبالهم على اهل الايمان اقبالهم على الكافرين. اذا تكلموا بكلمة الايمان اذا شكوا. يعني معناها انه - 00:21:56
في الدنيا وقد نرى فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم. ذلك في الدنيا على بعض الاقوال وعلى القول الذي رجحناه ان ذلك في ظاهره يكون بعد مفارقة الدنيا الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:22:21
يقول وهذا من ما تميز به بنظراته الدقيقة في التفسير يقول هذا حاصل في الدور الثلاثة في الدنيا ذهب الله بنورها فهم في ظلمة الجهل والكفر والعماية والهوى وفي البرزخ فانه لا نور له - 00:22:38
ولا تضاء قبورهم وفي الاخرة بعد البعث كذلك ايضا جاءت الاحاديث تبين حالهم فهذا شأنهم في الدور الثلاثة جزاء وفاقا والله يقول ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى - 00:23:02
بعضهم يقول اعمى يعني اشد عمى ان اعمى افعل تفضيل وبعضهم يقول في الدنيا اعمى عن الحق هو في الاخرة ايضا اعمى كذلك لا يبصر نسأل الله العافية سبيلا الى النجاة - 00:23:23
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وله كلام جميل يقول في مضامينه ومن كان مستوحشا مع الله بمعصيته اياه في هذه الدار فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد اعظم واشد في قلب وحشة الان - 00:23:39
بسبب البعد عن الله تزيد وحشته في الاخرة ومن قرت عينه به في هذه الحياة الدنيا قرت عينه به يوم القيامة. وعند الموت ويوم البعث. لهذا ذكرت لكم قول شيخ الاسلام ان في الدنيا جنة - 00:23:58
من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة يقول ابن القيم فيموت العبد على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه ويعود عليه عمله بعينه فينعم ظاهرا وباطنا فيورثه من الفرح والسرور واللذة والبهجة وقرة العين والنعيم وقوة القلب واستبشاره وحياته وانشراح ما هو - 00:24:13
من افضل النعيم واجله واطيبه والذين وهل النعيم الا طيب النفس وفرح القلب وسروره وانشراحه واستبشاره ثم يذكر ان هذا ينشأ او له به من اعماله ما تشتهيه نفسه. اذا كانت اعماله الخيرية متنوعة في قيام الليل وصيام النهار وقراءة القرآن واعانة - 00:24:37
وما شابه ذلك يحصل له لذات في الاخرة متنوعة بحسب الاعمال. كما ان الكافر كلما ازداد ايغالا في الشر كلما ذلك في عذابه وبعث في المه ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين الى اخره. فالنار دركات. كما ان الجنة - 00:25:02
درجات ولذلك يتفاوت اهل الجنة في لذاتهم ونعيمهم بحسب اعمالهم وايمانهم فكل الاعمال المحبوبة او المسخوطة تؤثر بالدنيا وفي الاخرة المحبوبة تؤثر الوان اللذات والسرور والانشراح في الدنيا والوان النعيم في الاخرة - 00:25:24
وهكذا الاعمال المسخوطة فتتنوع الام اهل النار وعقوباتهم فليست لذة كل من ضرب في كل مرضاة لله بالسهم واخذ منها بنصيب كلذة من انما سهمه ونصيبه في نوع واحد منها - 00:25:56
هذا كلام ابن القيم ولا الم من ضرب في كل مساخط الله بنصيب كالم من ضرب بسهم واحد في مساخطه ثم تستشهد الحديث الذي رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم قنو من حشب في المسجد. صدق رجل وضع قمم من حشف تعرفون حشف - 00:26:18
البصر الذي لم يصلح. بشر اذا ما او ما قبل ذلك يخرج بصورة لا تأكله الا البهائم فجاء هذا الرجل ووضع هذا الحشب في المسجد فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان صاحب هذا يأكل الحشف يوم القيامة - 00:26:38
هذا تصدق الان فلي ما يتصدق مثلا بالاشياء التالفة والبالية في البيت كيف تكون لذته في الاخرة؟ والله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فجوزي هذا بصدقة الحشف باكل الحشف - 00:26:58
في الاخرة فكيف بالذي يعمل المعاصي والذنوب والجرائم والكبائر وما شابه ذلك فنسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. وصلى الله على نبينا محمد واله - 00:27:15
التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذه الليلة اتحدث عن الجزء الثالث مما وعدت بالحديث عنه بما يتعلق بالمثل الاول في كتاب الله تبارك وتعالى وهذا الجزء - 00:00:00
يتصل كما اسلفت ببعض اللطائف والملح التي ينتفع بها السامع باذن الله جل جلاله فاول ذلك وقد اشرت اليها في ثنايا الكلام تأمل قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا قلنا ان السين والتاء للطلب. استوقد - 00:00:21
فهذه النار مستعارة وهكذا ذلك الايمان المدعى كان مستعارا. لم يكن ذلك النور نابعا من دواخلهم من داخل نفوسهم وانما كان مستعارا كان زيفا مكذوبا الوقفة الثانية تأمل قوله تبارك وتعالى - 00:00:48
فلما اضاءت ما حوله فجعل هذا الضوء خارجا عنه اضاءت ما حوله منفصلا عنه ولهذا ذهب لم يكن في داخله لم تستطأ نفسه بذلك النور والضياء فتشرق نفسه اضاءت ما حوله - 00:01:14
فهذا الضوء كان مجاورا له لا ملابسا وكان عارضا واما الظلمة فكانت اصلية عرض هذا الضوء ثم بعد ذلك انطفأ فرجع الى ظلمته التي كان فيها فرجع الضوء الى معدنه ورجعت الظلمة وبقيت الظلمة في معدنها - 00:01:43
فرجع كل منهما الى اصله اللائق به الوقفة الثالثة تأمل كيف قال الله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم. وما قال ذهب الله بضوئهم فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم - 00:02:12
ما قال بضوئهم الضوء قدر زائد قد يذهب ضوئهم ويبقى شيء من النور فقال ذهب الله بنورهم. النور كله ذهب. فاذا ذهب كل نور لم يبق شيء من الضوء فزال عنهم النور بالكلية. وهذا ابلغ في النفي ان يقول ذهب الله بنورهم - 00:02:34
ابلغ من ان يقال ذهب الله بضوئهم فهؤلاء اهل ظلمات لا نور لهم اصلا نسأل الله العافية فقدوا النور ثم ايضا الله تبارك وتعالى سمى كتابه نورا ومن اسمائه عند بعض اهل العلم النور. على خلاف في هذا - 00:03:03
وكذا ايضا الصلاة نور الوحي نور الهداية نور فاذا ذهب النور لم يبق لهم شيء من ذلك. ذهب الله بنورهم. فبقوا في الظلمات ظلمة الكفر والجهل والضلال. نسأل الله العافية - 00:03:25
فتظلم النفس فيبقى الانسان في جهالة وعماية لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه الوقفة الرابعة تأمل قوله ايضا ذهب الله بنورهم وما قال ذهب الله بنارهم - 00:03:48
النار فيها شيئان الاضاءة والاحراق فذهب بالنور وهو احد الشيئين. فما الذي بقي لهم لما ذهب النور بقي الاحراق بقي حرها واحراقها وحرارتها فذهب بما فيها من الاضاءة والاشراق وابقى عليه ما فيه الاذى والاحراق - 00:04:12
يخانها وحرها وشدتها وهكذا حال المنافق ذهب عنه نور الايمان بالنفاق وبقي في قلبه حرارة الكفر والشك ولهذا يسمي الله ذلك ريبا وذلك ان الريب شك مقلق الانسان الذي يكون فيه ريب - 00:04:38
بريبهم يترددون يكون في قلق فرق بين الشك والريب ان الريب شك مع قلق وهذه حال المنافق فقلوب المنافقين تصطلي بحر النفاق والريب. ثم بعد ذلك تصلى النار الكبرى في القيامة - 00:05:03
جزاء وفاقا. النار المؤصدة التي تطلع على الافئدة نسأل الله العافية الوقفة الخامسة تأمل قوله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم. ما قال ذهب نورهم. فلما اضاءت ما حوله ذهب نوره - 00:05:28
قال ذهب الله بنورهم. فهذا يعطي معنى زائدا فلم يذهب النور فقط بل ذهبت عنهم ايضا معية الله عز وجل الذي ذهب بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون فالله تبارك وتعالى - 00:05:50
له معية تختص باوليائه واصفيائه النصر والتأييد والحراسة حفظ والاعانة والتسديد والهداية هو الذي يصلي عليهم وملائكته ليخرجهم من الظلمات الى النور لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى هنا ذهب الله - 00:06:11
بنورهم فالله مع المؤمنين مع الصادقين مع المحسنين مع الصابرين فذهاب الله بذلك النور ذهاب والله بذلك النور عنهم يعني انقطاع المعية فهم حزب الشيطان واولياؤه وجنده فليس للمنافقين حظ من هذه المعية الالهية - 00:06:41
ليس لهم حظ من لا تحزن ان الله معنا انني معكما اسمع وارى. كلا ان معي ربي سيهدين ومن تخلى الله عز وجل عنه طرفة عين فلابد انه هالك ومخذول فيكون تدبيره وبالا عليه - 00:07:12
ويسعى فيما يكون فيه شقاؤه وتعاسته من حيث يظن انه يحقق لنفسه فلاحا ونجاحا وصلاحا. نسأل الله العفو والعافية الوقفة السادسة تأمل قوله تبارك وتعالى ذهب الله بنورهم فوحدهم ثم قال وتركهم في ظلمات لا يبصرون - 00:07:37
فالنور واحد والظلمات كثير تركهم في ظلمات كما قال الله تبارك وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه صراط واحد تراضي الله ان الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. جمع - 00:08:04
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما. وقال هذا صراط الله وخط خطوطا صغارا عن يمينه وشماله. قال وهذه السبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم قرأ الاية - 00:08:32
فطريق الحق واحد ايها الاحبة وطرق الباطل كثيرة جدا واما قوله تبارك وتعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام فهذا لا يعارض ما ذكرت فان صراط الله الواحد يتضمن في داخله وثناياه شرائع الايمان - 00:08:53
والجنة ابواب باب للصدقة باب للصائمين ابواب فقد يدخل الانسان الجنة بحسن الخلق تميز بهذا واخر قد يدخل الجنة بسلامة الصدر والثالث قد يدخل الجنة كفالة الارملة واليتيم واعانة المحتاج حنو على الضعفاء في المجتمع - 00:09:17
واخر قد يدخل الجنة من طريق القرآن والاشتغال به تعلما وتعليما وفر زمانه للاشتغال بكتاب الله عز وجل واخر قد يدخل من باب البر والصلة الى غير ذلك الجنة ابواب - 00:09:42
وطرق الشر كثيرة جدا سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه والناس تتخطفهم هذه السبل وهذه الشياطين كل بحسبه اذا كان فيه ميل للعبادة فالشيطان بالرصد من هذا الباب جالس - 00:10:02
واذا كان فيه ميل للشدة ففيه شيطان جالس من هذا الطريق اذا كان فيه ميل للشهوات اي نوع من الشهوات الشيطان حاضر نساء المال المظاهر زهرة الحياة الدنيا الشيطان جالس - 00:10:26
على الطريق لاقعدن لهم صراطك المستقيم. فهذه قضية وهي ان الله تبارك وتعالى وحد النور وجمع الظلمات الوقفة السابعة تأملوا المطابقة في هذا المثل مع ما ذكر قبله في قوله عنهم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى - 00:10:47
فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين في عملية اشتراء بيع اشتروا الضلالة بالهدى هنا كلام للمفسرين ذكرته في اول تفسير سورة البقرة في الدرس الذي كان قبل سنوات بعد المغرب يوم الجمعة - 00:11:16
اشتروا هل كانوا يملكون الهداية اصلا حتى نقول باعوا الهداية واشتروا مكانها لا هي عملية الاستعاظة تقال لها شراء. اشتروا الضلالة بالهدى. فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. هذه تجارة خاسرة - 00:11:36
ارتضوا الضلالة ورفضوا الهداية وهكذا ايضا حصلت لهم هذه الظلمات بمقابل النور الذي رفضوه وكما انهم اشتروا الضلالة بالهدى كذلك ايضا استعاضوا عن النور بالظلام ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون - 00:11:56
كما قيل بدلت بالجمة رأسا ازعرا وبالثنايا الواضحات الدردرة كما اشترى المسلم اذ تنصر هذا استبدال واستعاضة خاسرة محققة من كل وجه. نسأل الله العافية ان يقبل بالظلام بدلا من النور - 00:12:26
ولكن اذا عمي القلب اشتغل العبد بما يضره الوقفة الثامنة ان المستضيء بالنار انسان يستضيء بنار. هو مستضيء بنور خارج عنه. نور من غيره من النار وليس ذلك بنابع من نفسه من داخله - 00:12:48
فاذا ذهبت تلك النار انطفأت بقي في ظلمة. هكذا المنافق. اقر بلسانه من غير اعتقاد فاضاءت له تلك النار التي لم تكن في داخله. اضاءت له نورا لم ينبع من نفسه - 00:13:10
فنفسه مظلمة فسرعان ما ذهب ذلك وبقي في ظلام لان النور من خارجه ليس في نفسه الوقفة التاسعة ان ضياء النار من اجل ان يدوم ويستمر يحتاج الى مادة تمده - 00:13:28
كما ان البدن من اجل ان يقوم يحتاج الى غذاء السراج من اجل ان يتوهج ويتوقد يحتاج الى زيت باستمرار فكذلك نور الايمان يحتاج الى مادة من العلم النافع والعمل الصالح - 00:13:52
يقوم بها ويدوم بدوامها. فاذا لم توجد مادة مادة الايمان فانه ينطفئ كما تنطفئ النار اذا فقدت ما يمدها. ولهذا الايمان يزيد وينقص فيتلاشى ويضعف احيانا فيبدأ هذا السراج له وميظ خفيف يسير ضعيف يكاد ينطفئ - 00:14:09
اذا وجدت مادة وقويت فان ذلك يزيد هذا السراج توهجا واضاءة فنحن بحاجة ايها الاحبة الى العلم الصحيح والعمل والموعظة وما الى ذلك مما ينمي الايمان كالكلام عن الله عز وجل - 00:14:34
واسمائه وصفاته وعظمته وما شابه ذلك مما يقوى به الايمان من الكلام على دلائل النبوة هي من اعظم ما يحتاج اليه تثبت اليقين بالنبوة والوحي كما ان الانسان بحاجة الى - 00:14:55
ما يحفزه على العمل مما يذكره بالجزاء جنة النار اليوم الاخر كذا فيرق قلبه ويقبل على العبادة وتطمئن نفسه وتزداد محبته لربه تبارك وتعالى وخوفه منه هذا الايمان ما هو الايمان - 00:15:13
قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فلابد من ان ننتبه لهذا والا فتجد الانسان حين يتلاشى يضعف يضعف يضعف فاذا ابتعد ازداد ضعفه فاذا انقطع من مجالس الذكر حصل له شيء من الجفاف - 00:15:32
فتخشبت نفسه يحصل عند التصحر تموت الفسائل التي غرسها والاشجار فالشقي دائم ما زعا ملاها بالغراس ثم بعد ذلك اهملها من السقي ما الذي يحصل لها تبدأ تصفر تصفر تصفر ان ادركها بقيت باذن الله عز وجل - 00:15:51
واستعادة حياتها فاذا تركها واهملها ماتت تلاشت الوقفة العاشرة ان الظلمة نوعان وقد اشرت الى هذا في ثنايا الكلام على المذهب هناك ظلمة اصلية وهذه يمكن ان نقول بانها بمنزلة ظلمة الكفر. الكافر في الظلام الاصلي - 00:16:14
وهناك ظلمة بعد النور. وهذه ظلمة النفاق وهذه اشد من الظلمة الاصلية ولهذا كان المنافق في الدرك الاسفل من النار ولهذا الان لو انطفأ هذا النور في المسجد لا شك ان حالنا لن تكون كحال من دخل المسجد قبل ان - 00:16:43
يضام فرق ان تجد هذا اذا كنت في غرفة في مكتبتك في مكان واطفأت النور تبدأ تتلمس لكن حينما تدخل لتضيء النور فانت تبصر بعض الاشياء فالكافر لم يخرج من الظلمات اصلا - 00:17:05
واما المنافق فقد استوقد نارا اضاءت له ما حوله ثم ذلك رجع الى ظلمة فكان ذلك في حقه اشد الوقفة الحادية عشرة هذا المثل يشير الى حالهم ايضا في الاخرة - 00:17:22
ومعلوم ان الجزاء من جنس العمل ولهذا فانهم في الاخرة يعطون نورا ظاهرا كما كان نورهم في الدنيا ظاهرا ثم يطفأ ذلك احوج ما يكونون اليه لا توجد مادة تحمله - 00:17:40
اهل الايمان يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم واما هؤلاء نسأل الله العافية ما عندهم اصلا المادة التي يحصل منها الاضاءة والنور قلوب مظلمة ونفوس مظلمة ووجوه مظلمة. اذا كان الانسان بالمعصية يظلم وجهه احيانا - 00:18:01
على تفاوت في المعاصي وانواعها وكثرتها فكيف بالنفاق قضية ما تتعلق بالوان الناس في ابشارهم قد تجد البشرة سوداء لكن الوجه في غاية الاشراق وبمجرد ما تراه تحبه تطمئن اليه - 00:18:20
ترى الايمان في وجهه قد تكون البشرة في غاية البياض لان الوجه مظلم لا تطيق النظر اليه وهذا مشاهد فالحاصل ان هؤلاء ينطفئ نورهم نسأل الله العافية ويبقون في الظلمة عند - 00:18:42
الجسر لا يستطيعون العبور هذا دقيق جدا الجسر المنصوب على متن جهنم في غاية الدقة كيف يعبره الانسان في ظلام وليس عنده نور ينطفئ نوره بعد ان كان الظلم زادت - 00:19:00
انسان ايها الاحبة حينما يمشي في بيته وهو النور انطفأ يبدأ يخشى ان يسقط ويقع فكيف اذا كان يمشي على الصراط ينطفئ ذلك النور ثم بعد ذلك يريد ان يعبر الجسر - 00:19:21
لا يمكن هذا ذلك النور لم يكن له مادة من العمل الصالح والايمان والعلم النافع فعندئذ نسأل الله العافية يبقون في حال لا يحسدون عليها تأمل الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه - 00:19:36
بذكر الورود على النار يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم نجيء نحن يوم القيامة لك صفة هذا المجيء على كذا وكذا تل فوق الناس قال فتدعى الامم باوثانها وما كانت تعبد الاول فالاول - 00:19:55
ثم يأتينا ربنا تبارك وتعالى بعد ذلك فيقول من تنتظرون؟ فيقولون ننتظر ربنا فيقول انا ربكم فيقولون حتى ننظر اليك توثق تثبت حتى في الاخرة فيتجلى لهم يضحك قال فينطلق بهم فيتبعونه - 00:20:14
لاحظ العبارة ينطلق بهم فيتبعونه ويعطى كل انسان منهم منافق او مؤمن نورا. ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك شوك قاسي طلب تأخذ من شاء الله تعالى ثم يطفأ نور المنافقين - 00:20:36
الان يتبعون ربهم ثم ينجو المؤمنون فتنجو اول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر. نسأل الله من فضله سبعون الفا لا يحاسبون الحديث الشاهد ايها الاحبة لاحظ يعطونه نمرة فيتبعونه يتبعون ربهم - 00:20:56
الله يقول ذهب الله بنورهم فيبقون على جسر في ظلام ثم يتساقطون في النار ففي مطابقة بين حالهم في الدنيا وهذا المثل الذي ضربه لهم وبين الحال التي يكونون عليها في الاخرة. نور وظلام نور وظلام - 00:21:16
دعوة كاذبة استفادوا منها مؤقتا ثم صاروا الى حال سيئة الاخرة المخادعة التي كانت في الدنيا من هذا القبيل يحصل لهم عكس ذلك. فالله يستهزئ بهم فيعطيهم هذا النور ثم بعد ذلك اذا كانوا على الجسر - 00:21:36
حصل لهم الظلام وانطفأ ذلك النور وهنا هذه الاضاءة وهذا النور ذهب الله بنورهم بناء على الاقوال السابقة التي ذكرناها كلام اهل العلم في تفسير المثل واختلافهم فيه. تلاحظون ان بعض الاقوال اقبالهم على اهل الايمان اقبالهم على الكافرين. اذا تكلموا بكلمة الايمان اذا شكوا. يعني معناها انه - 00:21:56
في الدنيا وقد نرى فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم. ذلك في الدنيا على بعض الاقوال وعلى القول الذي رجحناه ان ذلك في ظاهره يكون بعد مفارقة الدنيا الحافظ ابن القيم رحمه الله - 00:22:21
يقول وهذا من ما تميز به بنظراته الدقيقة في التفسير يقول هذا حاصل في الدور الثلاثة في الدنيا ذهب الله بنورها فهم في ظلمة الجهل والكفر والعماية والهوى وفي البرزخ فانه لا نور له - 00:22:38
ولا تضاء قبورهم وفي الاخرة بعد البعث كذلك ايضا جاءت الاحاديث تبين حالهم فهذا شأنهم في الدور الثلاثة جزاء وفاقا والله يقول ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى - 00:23:02
بعضهم يقول اعمى يعني اشد عمى ان اعمى افعل تفضيل وبعضهم يقول في الدنيا اعمى عن الحق هو في الاخرة ايضا اعمى كذلك لا يبصر نسأل الله العافية سبيلا الى النجاة - 00:23:23
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وله كلام جميل يقول في مضامينه ومن كان مستوحشا مع الله بمعصيته اياه في هذه الدار فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد اعظم واشد في قلب وحشة الان - 00:23:39
بسبب البعد عن الله تزيد وحشته في الاخرة ومن قرت عينه به في هذه الحياة الدنيا قرت عينه به يوم القيامة. وعند الموت ويوم البعث. لهذا ذكرت لكم قول شيخ الاسلام ان في الدنيا جنة - 00:23:58
من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة يقول ابن القيم فيموت العبد على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه ويعود عليه عمله بعينه فينعم ظاهرا وباطنا فيورثه من الفرح والسرور واللذة والبهجة وقرة العين والنعيم وقوة القلب واستبشاره وحياته وانشراح ما هو - 00:24:13
من افضل النعيم واجله واطيبه والذين وهل النعيم الا طيب النفس وفرح القلب وسروره وانشراحه واستبشاره ثم يذكر ان هذا ينشأ او له به من اعماله ما تشتهيه نفسه. اذا كانت اعماله الخيرية متنوعة في قيام الليل وصيام النهار وقراءة القرآن واعانة - 00:24:37
وما شابه ذلك يحصل له لذات في الاخرة متنوعة بحسب الاعمال. كما ان الكافر كلما ازداد ايغالا في الشر كلما ذلك في عذابه وبعث في المه ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين الى اخره. فالنار دركات. كما ان الجنة - 00:25:02
درجات ولذلك يتفاوت اهل الجنة في لذاتهم ونعيمهم بحسب اعمالهم وايمانهم فكل الاعمال المحبوبة او المسخوطة تؤثر بالدنيا وفي الاخرة المحبوبة تؤثر الوان اللذات والسرور والانشراح في الدنيا والوان النعيم في الاخرة - 00:25:24
وهكذا الاعمال المسخوطة فتتنوع الام اهل النار وعقوباتهم فليست لذة كل من ضرب في كل مرضاة لله بالسهم واخذ منها بنصيب كلذة من انما سهمه ونصيبه في نوع واحد منها - 00:25:56
هذا كلام ابن القيم ولا الم من ضرب في كل مساخط الله بنصيب كالم من ضرب بسهم واحد في مساخطه ثم تستشهد الحديث الذي رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم قنو من حشب في المسجد. صدق رجل وضع قمم من حشف تعرفون حشف - 00:26:18
البصر الذي لم يصلح. بشر اذا ما او ما قبل ذلك يخرج بصورة لا تأكله الا البهائم فجاء هذا الرجل ووضع هذا الحشب في المسجد فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان صاحب هذا يأكل الحشف يوم القيامة - 00:26:38
هذا تصدق الان فلي ما يتصدق مثلا بالاشياء التالفة والبالية في البيت كيف تكون لذته في الاخرة؟ والله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فجوزي هذا بصدقة الحشف باكل الحشف - 00:26:58
في الاخرة فكيف بالذي يعمل المعاصي والذنوب والجرائم والكبائر وما شابه ذلك فنسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. وصلى الله على نبينا محمد واله - 00:27:15