البرنامج الإذاعي العقيدة الميسرة
الإيمان بالقدر | برنامج العقيدة الميسرة || أ.د. أحمد القاضي || حلقة (17) ||
التفريغ
اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. تقدم العقيدة العقيدة الميسرة. ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. العقيدة الميسرة - 00:00:01ضَ
العقيدة الميسرة من اعداد وتقديم الشيخ الدكتور احمد ابن عبد الرحمن القاضي البرنامج من تنفيذ عبدالله ابن محمد السلمان العقيدة الميسرة ايها المستمعون الكرام ايتها المستمعات الكريمات طابت اوقاتكم وصحت نياتكم وبورك لكم في اعمالكم - 00:00:41ضَ
اما بعد نتناول في هذه الحلقة اصلا عظيما من اصول الايمان لا يتم الا به ولا تصفو الحياة الا بحسن قادم انه الايمان بالقدر والحق ان الايمان بالقدر فرع عن الايمان بالله ذاته - 00:01:08ضَ
لان القدر علمه وكتابته ومشيئته وخلقه ولهذا اعان النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ذكر العامل حين سأله عن الايمان فعدد عليه الاصول الخمسة ثم قال وتؤمن بالقدر خيره وشره. تأكيدا عليه وتوفيقا لعقدته - 00:01:29ضَ
الايمان بالقدر معشر المستمعين والمستمعات هو الاعتقاد الجازم ان الله تعالى قدر مقادير الخلائق الازلي وكتبها في اللوح المحفوظ واجراها بمشيئته واوجدها بقدرته قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر - 00:01:54ضَ
وقال وخلق كل شيء فقدره تقديرا ولا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان بمراتبه الاربع. فاولها الايمان بعلم الله الازلي الابدي المحيط كل شيء جملة وتفصيلا كليا وجزئيا مما يتعلق بافعاله من الاجهل والارزاق او افعال عباده من الطاعات والمعاصي - 00:02:17ضَ
قال الله تعالى وهو بكل شيء عليم وقال ذلك تقدير العزيز العليم فقد علم سبحانه من سيطيعه ومن سيعصيه كما علم ما يعمر من معمر وما ينقص من عمره المرتبة الثانية الايمان بكتابة الله للمقادير في اللوح المحفوظ - 00:02:45ضَ
قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وقال ايضا عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا - 00:03:08ضَ
في كتاب مبين وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلاء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال وعرشه على الماء. رواه مسلم - 00:03:30ضَ
وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب - 00:03:52ضَ
قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة رواه ابو داوود وقد جمع الله العلم والكتابة في قوله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير - 00:04:06ضَ
المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله النافذة. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى ولا يكون في ملكه ما لا يريد - 00:04:26ضَ
يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله ولا معقب لحكمه قال تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر. ولو شاء الله ما اقتتلوا. ولكن الله يفعل ما يريد - 00:04:44ضَ
وقال سبحانه لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين المرتبة الرابعة الايمان بخلق الله لجميع الكائنات وايجابه لها فالله الخالق وما سواه مخلوق وجميع الاشياء - 00:05:08ضَ
وصفاتها وحركاتها مخلوقة محدثة. والله خالقها وموجدها قال تعالى الله خالق كل شيء وقال والله خلقكم وما تعملون افعال العباد خلق لله وكسب لهم قال تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت - 00:05:30ضَ
معشر المستمعين والمستمعات ومما لا يتم الايمان بالقدر الا به الايمان انه لا تلازم بين المشيئة محبة فقد يشاء ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء. لحكمة بالغة وغاية محكمة - 00:05:55ضَ
قال الله تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وقال سبحانه ان تكفروا فان الله غني عنكم. ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم - 00:06:13ضَ
كما انه لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان انه لا تعارض بين الشرع والقدر. قال الله تعالى ان سعيكم لشتى اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى سنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى - 00:06:36ضَ
وذلك ان الشرع كتاب مفتوح. والقدر غيب مكنون. فقد قدر الله مقادير العباد واخفى ذلك عن وامرهم ونهاهم واعدهم وامدهم بما يؤهلهم لامتثال امره واجتناب نهيه وعذرهم عرض لهم مانع من موانع التكليف - 00:07:02ضَ
فلا حجة لاحد على فعل المعصية وترك الطاعة بالقدر السابق قال الله تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا - 00:07:26ضَ
ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرسون. قل فلله الحجة البالغة. فلو شاء لهداكم اجمعين فاكذب دعواهم اولا واذاقهم بأسه ثانيا. ولو كان لهم في القدر حجة ما اذاقهم بأسه - 00:07:51ضَ
وكشف زيت دعواهم ثالثا وهم لم يطلعوا على كتابهم فيستروا عن علم فيكونوا حجة لهم. بل هي مبنية على ظن وتخرص ليس الا وصارت الحجة البالغة لله معشر المستمعين والمستمعات قد ضل في باب القدر طائفتان - 00:08:10ضَ
احداهما القدرية النفاة الذين انكروا القدر وهم على درجتين وهم اوائلهم الذين انكروا العلم والكتابة وزعموا ان الامر انف الدرجة الثانية مقتصدون وهم المعتزلة الذين اقروا بالعلم والكتابة وانكروا المشيئة والخلق - 00:08:34ضَ
ان العبد يخلق فعله واما الطائفة الثانية فهم الجبرية الذين قالوا العبد مجبور على فعله وسلبوه الارادة والفعل والاختيار وجعلوا حركاته اضطرارية كحركات المرتعش ونفوا عن افعال الله الحكمة والتعليم - 00:08:59ضَ
وكلا الطائفتين محجوج بالشرع والواقع ومنكر القدر بمراتبه الاربع ترد عليهم النصوص الصريحة باثباتها ويدل الواقع على ان المرء يعمد لفعل شيء من الاشياء في حال بينه وبينه واما الجبرية الغلاة في اثبات القدر فترد عليهم النصوص الدالة على اثبات الارادة والفعل والمشيئة للعبد - 00:09:22ضَ
كما يدل الواقع على ان كل انسان يفرق بين افعاله الاختيارية وما يقع عليه من امور اضطرارية كما ان النصوص الشرعية متوافرة في اثبات الحكمة والتعليل في افعال الله عز وجل - 00:09:51ضَ
الواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يطيب نفسا وان يقر عينا بقضاء الله وقدره وان يحسن الظن بربه وان خافه ويرجوه وان يسأله حسن العاقبة وان ينأى بنفسه عن الخطرات الفاسدة والتساؤلات الباطلة - 00:10:09ضَ
والبحث فيما لا طائل من ورائه وان يجعل همه في اتباع شرعه ويكل الامر الى مولاه في قدره. فحينئذ يعيش سعيدا ويموت حميدا. ويدخل الجنة جعلنا الله واياكم من ورثتها بمنه وكرمه. والحمد لله رب العالمين - 00:10:30ضَ
العقيدة الميسرة. العقيدة الميسرة. كان معكم الشيخ دكتور احمد ابن عبد الرحمن القاضي. البرنامج من تنفيذ عبدالله ابن محمد السلمان. العقيدة الميسرة - 00:10:52ضَ