التفريغ
يخرج ابن تيمية من سجنه من جديد في السنة التاسعة بعد السبعمائة للهجرة بعد تولي الناصر ابن قلاوون الحكم فينصفه ويحكمه في خصومه الذين اذوه لكن عدل ورحمة وقلب شيخ الاسلام - 00:00:00ضَ
يأبى الا ان يعفو عنه كان قد عفا عنهم في سجنه الاول الذي قضى فيه سنتين من الزمن حينما غادر من السجن دعا اخوه شرف الدين على خصومه وقال ابن تيمية - 00:00:48ضَ
بل قل اللهم قبلهم نورا يهتدون به الى الحق هكذا كان ابن تيمية حلم وعفو لم تعرف الاحقاد والاضغان طريقا الى قلبه عفا عمن ظلمه وتجاوز عنهم حتى قال كبيرهم - 00:01:09ضَ
خصمه والذي قضى في قضيته ابن مخلوف قال ما رأينا ابن تيمية لم نترك سبيلا في السعي للايقاع به الا وصنعناه ولما تمكن منا عفا عنا نعم يا ابن مخلوف - 00:01:42ضَ
من امتلأ قلبه بتعظيم الكتاب والسنة وبمنهج السلف هكذا سيتعامل مع خصومه لا يعرف الاقصاء لا يعرف الحقد لا يعرف الظلم لكن ابن تيمية عاد الى الشام بعد خروجه من سجنه الثاني - 00:02:08ضَ
وكان على موعد مع محنة اخرى كان ابن تيمية من اشد الناس تعظيما بجناب النبي صلوات ربي وسلامه عليه الشام في اواخر حياته رحمه الله امتحن في قضية تتعلق بالنبي صلوات ربي وسلامه عليه - 00:02:34ضَ
فزعم خصومه انه يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يحرم زيارة قبر نبي صلوات ربي وسلامه عليه وهو الذي قل طيلة حياته يدعو الى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:03ضَ
ابن تيمية لم يحرم زيارة القبر بل حرم شد الرحال الى قبر النبي صلوات ربي فتوى قديمة استغلها خصومه تألبوا عليه حكام الشام في هذه المرة حتى انتهى الامر به الى السجن - 00:03:25ضَ
فدخل ابن تيمية القلعة الشامي بدمشق في اخر حياته رحمه الله ومكث في سجنه هذا عامين من الزمان دخل شيخ الاسلام السجن في دمشق في السادس من شهر شعبان عام ست وعشرين - 00:03:52ضَ
وسبعمئة للهجرة ولم يخرج من سجنه الى وفاته رحمه الله تعالى سحر الاثنين العشرين من شهر ذي القعدة عام وعشرين وسبعمئة الهجرة عكف ابن تيمية رحمه الله على كتاب الله - 00:04:19ضَ
يتلوه اناء الليل واطراف النهار يحدث اخوه رفيقه في سجنه انه ختم القرآن الكريم في سجن القلعة بدمشق ثمانين مرة وفي الختمة الحادية والثمانين يصل ابن تيمية الى قوله جل في علاه - 00:04:46ضَ
ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر عجبك لا يكاد ينتهي من رحالة يدخل دمشق في التاسع عشر من رمضان سنة ست وعشرين وابن تيمية اذ ذاك في السجن - 00:05:10ضَ
ثم يفتري على ابن تيمية فرية قبيحة درية كان ابن تيمية رحمه الله من اكثر الذين تكلموا عنها فقد صنف فيها كتابا كاملا يفتري عليه الرحالة ابن بطوطة اذ زعم انه دخل دمشق - 00:05:40ضَ
فوجد ابن تيمية يعظ الناس على المنبر وابن تيمية اذ ذاك في سجنه ثم يقول ابن بطوطة ان ابن تيمية كان يعظ الناس على المنبر ويتحدث ويشرح لهم حديث النزول ثم - 00:06:03ضَ
شبه نزول الخالق جل في علاه وتعالى وتقدس في عالي سماه بنزوله ونزل ابن تيمية عن درجات ما اعظم الكذب وما اقبحه ايكذب على رجل في السجن ابن تيمية لم يكن يعظ على المنابر - 00:06:22ضَ
هذه الفرية روجها نصر المنبجي من اشد خصومي شيخ الاسلام التتار يا كرام كان من اهدافهم اسقاط رموز اهل السنة وهذه هي اهداف اعداء الاسلام في كل زمان ومكان يلقون - 00:06:47ضَ
عليهم الشبه يقومون بالتشويش على العوام لصدهم وصرفهم عن هؤلاء الاعلامي الكرام رحمهم الله تعالى رحمة واسعة لم يكن ابن تيمية في حياته مشبها ولا ممثلا بل كان من اشد الناس - 00:07:12ضَ
حرصا وصونا وحفظا لصفات الله جل وعلا عن التشبيه والمماثلة. فرحمه الله تعالى رحمة ابن تيمية في سجنه يؤلف ويكتب ولكن ذلك الامر لم يرق لخصومه حتى صودرت اقلامه وكتبه واوراقه ورسائله - 00:07:36ضَ
يسطر بالفحم يبث العلم وينشره باي طريقة واي سبيل يتاح اليه ثم لما منع من ممارسة العلم تماما عكف على القرآن وعكف على الزهد وعكف على العبادة جنته في صدره - 00:08:04ضَ
سجنه خلوة وعبادة فماذا يصنع به خصومه طلابه تضيق بهم الارض ترعى فيذهبون اليه يجدون عبدا حامدا شاكرا سعادة انطوى عليها قلبه واتسع بها صدره قال ابن تيمية على هذه الحال - 00:08:29ضَ
حتى وافته المنية رحمه الله تعالى صابرا محتسبا داعيا الى التوحيد معظما للنبي صلوات ربي وسلامه عليه فارق ابن تيمية الحياة في سجنه هذا لكن علمه لا يزال حيا علمه - 00:08:55ضَ
لا يزال حيا لان مات ابن تيمية فان دعوته ومنهجه لم تمت فلله دره لم يتركه ولدا صالحا يدعو له لكنه ترك امة تدعو له ابن تيمية علامة على السنة - 00:09:27ضَ
ابن تيمية شعار للتوحيد وشعار لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ابن تيمية رمز الشجاعة والجهاد والاقدام رمز للحلم والحكمة والعلم مثال على تعظيم منهج السلف الصالح رحمه الله خصومه لا يزالون الى اليوم - 00:09:52ضَ
يمارسون الارهاب الفكري على اعدائه ستارة يتهمونهم بالتجسيم وتارة بالتشبيه وتارة بالتكفير والتطرف والارهاب وهم وشيخهم رحمه الله من مورس عليهم ابشع صور الارهاب والتطرف. وكيف لا يكون ذلك وقد لقي ربه - 00:10:25ضَ
في سجنه في دفاعه عن دينه في فتاوى ابى الله جل في علاه الا ان يحكم العالم الاسلامي اليوم رحمه الله تعالى رحمة واسعة والحقنا به في الصالحين انه ولي ذلك - 00:10:54ضَ
مات ابن تيمية رحمه الله تعالى فتخرج دمشق كلها والشام الجريح في جنازة مهيبة جنازة يذكرنا بقول القائل بيننا وبينكم الجنائز اعداد والوف مؤلفة من الرجال والنساء خرجت في جنازة لم يشهد العالم الاسلامي - 00:11:20ضَ
جنازة مثلها الا جنازة امام اهل السنة والجماعة احمد ابن حنبل رحمه الله ودعته دمشق بدموعها ودعه طلابه ودعه كتابه ودعه قيام الليل ودعه التوحيد الذي نذر نفسه للدعوة اليه - 00:11:55ضَ
ودعته السنة التي زاد عن حياضها ودعه منهج السلف الصالح الذي ظل حياته كلها يدعو اليه ويعيد الناس الى السير عليه فرحمه الله تعالى رحمة واسعة - 00:12:23ضَ