بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم بالدين اما بعد قال الله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما - 00:00:00
فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا قالق السماوات وخالق الارض ومالكهما ومدبر امرهما وخالق ما بينهما ومالكه ومدبره فاعبده وحده فهو المستحق للعبادة واثبت على عبادته فليس له مثيل ولا نظير يشاركه في العبادة - 00:00:27
نتأمل هذه الاية مع ما قبلها وما كان ربك نسيا يعني ما كان ربك نسيا لشيء من الاشياء وهو رب السماوات والارض وما بينهما ومالك ذلك كله ونحن نتأمل كيف ان هذا الكون يسير بنظام دقيق - 00:01:00
وخذ على سبيل المثال الخسوف والكسوف كيف ان الناس صاروا يعرفونه لانهم يعلمون ان هذه الكواكب تسير سيرا دقيقا رب السماوات والارض وما بينهما. اي خالق السماوات والارض ومالكهما وما بينهما من الخلق - 00:01:25
ومدبر ذلك كله فلو كان نسيا لم يستقم الوجود ولا اضطرب نظام الحياة وهلكت المخلوقات فاعبده واصطبر لعبادته اي فاعبد ربك وحده مخلصا له واصبر صبرا عظيما بغاية جهدك على العمل بطاعته - 00:01:50
وفي قوله واستمر لعبادته وتأمل كيف عدي باللام. واصطبر لعبادته لماذا؟ لتضمينه معنى الثبات. اي اثبت للعبادة لان العبادة مراتب كثيرة من مجاهدة النفس وقد يغلب بعضها بعض النفوس فتستطيع الصبر على بعض العبادات دون بعض. فالانسان مطالب بالصبر ومطالب بالمجاهلة - 00:02:14
ومطالب ان يحمل نفسه على الطاعة هل تعلم له سم يا اي امرناك بعبادة الله والاصطبار عليها بانه لا مثيل له ولا شبيه له في صفاته واسمائه فيستحق ان يعبد مثل الله - 00:02:48
لا يوجد من بهذه الصفات فيستحق ان يعبد؟ الذي يستحق العبادة وحده هو الله وحده اذا هل تعلم له سمية اي امرناك بعبادة الله والاصطبار عليها لانه لا مثيل له ولا شبيه له في صفاته - 00:03:10
فيستحق ان يعبد مثل الله وان يسمى بما يختص الله به من الاسماء هل تعلم له سميا تمي اي مثيلا وشبيها ونظيرا فالسمي المسامي اي المماثل في السمو والرفعة والشرف - 00:03:28
ولذلك لما نمدح انسان نقول هذا لا يساميه احد فربنا جل جلاله لا سمي له ولا مثيل له فهو الخالق ولكل مخلوق وهو الخالق. الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار - 00:03:49
وفي قوله واصطبر لعبادته دليل على ان العبادة لا تخلو من مشقة احنا دائما نتكلم عن التيسير ولدينا مجالس في اصول الفقه نحرص ان تكون في كل جمعة واحيانا نغلب عليها بسبب كثرة - 00:04:07
الدروس الاخرى لكن في اصول فقه ندرس على ان المشقة تجلب التيسير وان الشريعة سمحاء لكن مع هذا لا بد ان يكون فيها مشقة وكلفاء فقال واصطبر لعبادته دليل على ان العبادة لا تخلو من مشقة - 00:04:24
والمؤمن مأمور بالصبر عليها اذ اسم الصبر لا يكون الا مقرونا بالكراهة والصعوبة وتأمل هنا جملة هل تعلم له سميا؟ بعد الامر بالعبادة والصبر والمصابرة يمنة هل تعلم ما له سميا؟ جاءت بعد ذلك وهي واقعة موقع التعليل للامر بالعبادة - 00:04:42
وواقع موقع التعليل للامر بالصبر والاصطبار هل تعلم له سميا؟ الاستفهام من جاري اي لا مسامية لله تعالى اي ليس من يساميه ولا من يضاهيه ليس من يساميه او يضاهيه موجودا - 00:05:09
وانتفاء تسمية غيره من الموجودات المعظمة باسمه كناية عن اعتراف الناس بانه لا مماثل له في صفة الخالقية حتى المشركين لم يجترئوا على ان يدعوا ان الهتهم هي الخالقة وبذلك يتم كون الجملة تعليلا للامر بافراده بالعبادة على هذا الوجه. ولذلك ربنا جل جلاله حينما قال اقرأ باسم ربك الذي - 00:05:28
اللي خلق فربنا جل جلاله عرف العباد بالخالقية الخالقية معراج العبودية اذا المراد في قوله هل تعلم له سميا؟ المراد بانكار العلم ونفيه انكار المعلوم ونفيه على ابلغ وجه واكد - 00:05:55
فهذه الجملة تقرير لما افاد له الفاء من علية ربوبيته العامة لوجوب عبادته بل لوجوب تخصيصها به تعالى ببيان استقلاله عز وجل بهذا الاسم وانتفاء اطلاقه على الغير بالكلية حقا او باطلا - 00:06:15
ثم قال الله تعالى ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا ويقول الكافر المنكر للبعث استهزاء فاذا مت فاني سوف اخرج من قبري حيا حياة ثانية ان هذا لبعيد - 00:06:38
وهذا الانكار نسمعه حتى في هذا الزمن ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا هذه الاية لها تعلق بما قبلها فلما تضمن قوله تعالى فاعبده واصطبر لعبادته لما تضمن ابطال عقيدة الاشراك به. ناسب الانتقال الى ابطال اثر من اثار الشرك وهو نفي المشركين - 00:07:01
وقوع البعث بعد الموت حتى يتم انتقاض اصلي الكفر فربنا يقول ويقول الانسان اذا ما مت لسوف اخرج حيا اي ما يقول الانسان الكافر منكرا البعث بعد الموت هل ساخرج بعد موتي وفنائي حيا من قبري؟ وهذا نسمعه عياذا بالله تعالى - 00:07:30
ولو نظر الانسان الى خلقه لعلم ان الذي خلقه ابتداء من غير شيء فيعيده ثانيا وان هذا من العدل حتى ينال كل انسان جزاءه اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا - 00:07:54
اولا يذكر هذا المنكر للبعث انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا فليستدل بالخلق الاول على الخلق الثاني مع ان الخلق الثاني اسهل وايسر اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا - 00:08:13
اي اولا يتنبه الكافر المنكر قدرة الله على بعثه ان الله قد خلقه من قبل ولم يكن شيئا مذكورا وسورة الانسان هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا تبين تأريخ الانسان انه ما كان - 00:08:35
موجود بل ولم يكن مذكورا. ثم ذكره الله تعالى بقوله واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ثم خلقه سبحانه وتعالى فربنا جل جلاله يقول اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا - 00:08:55
اي اولا يتنبه الكافر المنكر قدرة الله على بعثه ان الله قد خلقه من قبل ولم يكن شيئا مذكورا فان الله سبحانه وتعالى القادر على ايجاده من العدم قادر على احياءه بعد موته - 00:09:15
لان كل احد يعلم انه لم يكن حيا في الدنيا ثم صار حيا. فهذه دلالة على عظم هذه الاية الكريمة فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا فوربك ايها الرسول - 00:09:34
لنخرجنهم من قبورهم الى المحشر مصحوبين بشياطينهم الذين اضلوهم ثم لنسوقنهم الى ابواب جهنم اذلاء باركين على ركبهم فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جفيا فوربك لنحشرنهم الشياطين اي فاقسم بربك يا محمد - 00:09:55
لنجمعن المنكرين للبعث يوم القيامة مع شياطينهم الذين اضلوهم وفي قوله فوربك لنحشرنهم الشياطين اقسم الله تعالى باسمه سبحانه مضافا الى نبيه تحقيقا للامر بالاشعار بعليته وتفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:27
ورفع منزلته. فواء القسم لتحقيق الوعيد والقسم بالرب مضافا الى ظمير المخاطب وهو النبي صلى الله عليه وسلم ادماج لتشريف قدره صلى الله عليه وسلم اذا قال فوربك لنحشرنهم وهذي فيها اثبات للبعث - 00:10:49
بالطريق البرهاني على ابلغ وجه واكده كانه امر واضح غني عن التصريح به وانما المحتاج الى البيان ما بعد ذلك من الاهوال اذا ربنا يقسم لنبيه قائلا فوربك لنحشرنهم والشياطين - 00:11:14
وهنا تأمل عطف الشياطين على بني الانسان عطف الشياطين على ظمير المشركين لنحشرنهم لقصد تحقيرهم بانهم يحشرون مع احقر جنس وافسده والاشارة الى ان الشياطين هم سبب ظلالهم الموجب لهم - 00:11:36
هذه الحالة فحشرهم مع الشياطين انذار لهم بان مصيرهم هو مصير الشياطين وهو محقق عند الناس كلهم فلذلك عطف عليه جملة ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا والضمير للجميع. وهنا قف عند هذه ثم لنحذرنهم حول جهنم جفيا - 00:11:59
تفسيرها اي ثم لنحضرنهم حول جهنم حال كونهم اذلاء باركين على ركبهم من شدة الاهوال وفظاعة الاحوال وتأمل في القرآن الكريم سورة اللي هي سورة الجاثية فالانسان يجثو على ركبتيه لشدة الهول - 00:12:27
ويجثون على ركبهم اذلالا لهم وهنا جفية اي بروك على ركبهم لا يستطيعون القيام مما هم فيه وجيتي يا جمع جاثا ثم لنحظرن انهم حول جهنم جثيا اية عظيمة يتدبرها الانسان في قراءته في استماعه في حفظه - 00:12:49
وهذا اعداد اخر للتقريب من العذاب فهو انذار على انذار وتدرج في القاء الرعب في قلوبهم وحرف ثم للترتيب الرتبي لا للمهلة اذ ليست المهلة مقصودة وانما المقصود انهم ينقلون من حالة عذاب - 00:13:13
الى حالة عذاب اشد فعلى الانسان ان يعتبر الايات ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا ثم لنجلبن لشدة وعنف من كل طائفة من طوائف الضلال اشدهم اشدهم عصيانا وهم قادتهم - 00:13:31
ربنا يقول ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. وتأمل هذا التدرج في العذاب وزيادته اي ثم لنأخذن بشدة وعنف من كل جماعة وفرقة من طوائف الكفر والضلال اشدهم تمردا على الرحمن - 00:13:58
واعظمهم فسادا وكفرا وظلما فنبدأ بتعذيبهم وادخالهم النار اذا في قوله تعالى ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا اشارة الى ان العذاب يتوجه الى السادات اولا - 00:14:20
ثم يكون الاتباع تبعا لهم فيه كما كانوا تبعا لهم في الدنيا فيعذب الرؤساء القادة في الكفر قبل غيرهم ويشدد عليهم العذاب لظلالهم واظلالهم لا تتنبه في هذه الاية الكريمة الى صفة الرحمن - 00:14:39
فيليك شو صفة الرحمن هنا في قوله اشد ايهم اشد على الرحمن عتيا لتفظيع عتوهم لان شديد الرحمة بالخلق حقيق بالشكر له والاحسان لا بالكفر والطغيان ولذلك نحن في كل شيء نقول بسم الله الرحمن الرحيم ونقول بسم الله - 00:15:01
ويمر معنا اسم الرحمن لتزداد محبتنا للرحمن الذي يردنا بالنعم وينعم علينا فالرحمن يشكر لا يكفر امك شيعة فالشيعة الفرقة التي شايع بعضها بعضا اي تابعه والشيعة من يتقوى بهم الانسان وينتشرون عنه - 00:15:21
وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة واصله يدل على معارضة ومساعدة قال ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا اي ثم لا نحن اعلم بالذين هم احق بدخول النار ومقاساة حرها ومعاناتها - 00:15:43
وتأمل هذه الايات وكيف ان فيها الترهيب ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صبيا. اي ثم لنحن اعلم بمن هم احق بشدة العذاب في النار من غيرهم طلية اي دخولا ومقاساة لحرها - 00:16:10
واصل الصلي هنا الايقاد بالنار عياذا بالله تعالى ثم قال الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وما منكم ايها الناس احد الا سيعبر فوق الصراط المضروب على متن جهنم - 00:16:31
كان هذا العبور قضاء مبرما قضاه الله فلا راد لقضائه وان منكم الا واردها اي وما منكم احد ايها الناس الا سيرد النار كان على ربك حتما مقضيا. اي كان ورودكم النار امرا واجبا لازما - 00:16:59
قال الله تعالى انه لابد من وقوعه لا محالة وحتمه سبحانه وتعالى على نفسه ولكن من كان اسرع الى طاعة الله فهو يعبر اسرع ومن كان متلكئا غايصا في المعاصي فهو اسقط الناس عياذا بالله تعالى - 00:17:21
لما ذكر هذا هؤلاء قال ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ثم بعد هذا العبور على الصراط نسلم الذين اتقوا ربهم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ونترك الظالمين باركين على ركبهم لا يستطيعون الفرار منها - 00:17:43
ثم ننجي الذين اتقوا اي ثم نخلص الذين اتقوا الله بامتثال ما امر واجتناب ما نهى وصبروا على المقدورات المؤلمة ورضوا بقدر الله تعالى نخلص الذين اتقوا الذين امتثلوا اوامر الله واجتنبوا النواهي بعد برود الناس اياها - 00:18:11
اما الظالمون اما المجرمون قال ونذر الظالمين فيها جثيا. اي ونترك الذين ظلموا انفسهم بالكفر والشرك والمعاصي في النار بروكا على ركبهم اذا بيان نعمة الله على المتقين انهم مع الورود والعبور عليها وسقوط غيرهم فيها نجوا منها فهذا من رحمة الله - 00:18:38
ان الله ينجي عباده المؤمنين ولذلك نحن الان نستمع الى ايات القرآن لاجل ان نتعظ. فقال تعالى مبينا الفرق بين المؤمنين وغيرهم واذا تتلى عليهم اياتنا بينات هذا الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما - 00:19:06
واحسن نديا واذا تقرأ على الناس اياتنا للكفار واذا تقرأ على الناس اياتنا المنزلة على رسولنا واضحات قال الكفار للمؤمنين اي فريقين خير اقامة ومسجدا. واحسن مجلسا ومجتمعا. فريقنا ام فريقكم - 00:19:31
ولذلك عياذا بالله تجد اهل الدنيا يتباهون بالدنيا ويفتخرون بالدنيا. وربنا يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب يعطيها امتحانا واختبارا فقال واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما - 00:19:59
واحسن نديا وهذا صنف اخر من غرور اهل الدنيا بالدنيا فقد اناطوا الدلالة على السعادة باحوال طيب العيش في الدنيا ويرون انفسهم اسعد من المؤمنين فقال الله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقام - 00:20:21
اه واحسن نبيا اي واذا تتلى على الناس ايات القرآن والحال انها دلالات واضحات لا مرية فيها. فالاية سميت اية لانها دالة على صدق الرسول ودالة على توحيد الله تعالى ودالة على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:50
قال الكافرون للمؤمنين محتجين على بطلانها وكونهم على الحق مفتخرين عليهم ومتعززين بالدنيا قالوا اي الفريقين خير منزلا وافضل مسجنا وعيشا ومتاعا واحسن مجلسا ومجمعا واعمر واكثر غشيانا ورودا نحن بما لنا من الاتساع ام انتم بما لكم من خشونة العيش - 00:21:11
والله ثلاثة حال فكيف نكون على الباطل وانتم على الحق ونحن افضل منكم في ذلك؟ فهذا كثير جدا والعياذ بالله يفتخر اهل الدنيا بالدنيا وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا - 00:21:39
وما اكثر الامم التي اهلكناها قبل هؤلاء الكفار المفتخرين بما هم فيه من تفوق مادي. هي احسن منهم قال واحسن منظرا لنفاسة ثيابهم وتنعم ابدانهم وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسنوا اثاثا ورئيا. اي واهلكنا قبل كفار قريش كثيرا من كفار الامم الماضية - 00:22:03
وكانوا احسن منهم في امتعة مساكنهم. واجمل في منظرهم وصورهم ومع ذلك اهلكهم الله بسبب كفرهم فليخف هؤلاء المشركون نقمة الله بالاهلاك كسنة من قبلهم من الكفار. ولذلك على الانسان ان يتعرف على - 00:22:32
سنن الله تعالى حتى يحذر الانسان سطوة الله قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا - 00:22:53
قل ايها الرسول من كان يتخبط في ضلاله فسيمهله الرحمن حتى يزداد ضلالا حتى اذا عاينوا ما كانوا يوعدون به من العذاب المعجل في الدنيا او المؤجل يوم القيامة فسيعلمون حينئذ من هو شر منزلا واقل ناصرا - 00:23:14
اهو فريقهم ام فريق المؤمنين كل من كان في الضلالة فليمد الله الرحمن مدا حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر ما كان واظعف جندا - 00:23:36
لما ذكر الله تعالى دليل هذا الصنف الباطل الدال على شدة عنادهم وقوة ظلالهم. اخبر هنا ان من كان في الضلالة بان رظيها لنفسه وسعى فيها فان الله يمده منها ويزيده فيها - 00:23:55
يعني حتى يزداد حبه لها وهي عقوبة من الله سبحانه وتعالى على هذا. فقال الله تعالى قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد. اي قل يا محمد المشركين من كان منغمسا في الظلال - 00:24:17
منا ومنكم فليمهله الله في ضلاله ويزده من من النعم والعمر ليطول اغتراره ويزداد ضلاله ليكون ذلك اشد في عقوبته قال حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة - 00:24:32
اي من كان في الضلالة فليمد له الرحمن في ضلالته الى ان يرى الضالون ما وعد الله ان يأتيهم به اما العذاب العاجل واما بقيام الساعة. فسوف يصيرون الى النار حينذاك ويندمون يوم لا ينفع الندم وهذه هي - 00:24:50
اسرى التي مرت قال فسيعلمون من هو شر المكانة واضعف جندا اي فسيعلم الكفار حين يرون ذلك من هو شر مسكنا ومن هو اضعف ناصرا هم ام المؤمنون وسيتبين لهم خلاف ما كانوا يظنون - 00:25:08
وبطلان ما كانوا يدعون قال الله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ومقابل الامهال لاولئك حتى يزدادوا حتى يزدادوا ضلالا يزيد الله الذين اهتدوا ايمانا وطاعة - 00:25:29
والاعمال الصالحات المؤدية الى السعادة الابدية انفع عند ربك ايها الرسول. جزاء وخير عاقبة وتأمل هذه البشارة في تصبير المؤمنين ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا - 00:25:57
وتأمل فلما ذكر الله تعالى امداد الضال في ضلالته وارتباكه في الافتخار بنعم الدنيا عقب ذلك بزيادة هدى المهتدي وعقب ذلك بذكر الباقيات التي تبقى وهي الاعمال الصالحة بذكر الباقيات التي هي بدل من تنعمهم في الدنيا الذي يطمحن ولا يثبت. فذكر الله الباقيات الصالحات التي يبقى نفعها - 00:26:23
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى اي ويزيد الله المهتدين يقينا وايمانا. ولذلك الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية واصحاب الهداية كلما عملوا ازدادوا هدى ايوة يزيد الله المهتدين يقينا وايمانا وعلما نافعا وتوفيقا للعمل الصالح وثباتا على الحق - 00:26:55
ولذلك فمن الطرق التي تعين على حفظ العلم وضبطه ان يهتدي الانسان بعلمه وان يقرأ الانسان ويعمل. فربنا قال ويزيد الله الذين اهتدى هدى فكلما عمل الانسان بعلمه زاده الله حفظا لهذا العلم وفهما له - 00:27:20
وزاده الله تعالى قربا ومحبة وتأمل الى الترغيب في الصبر على الطاعة والعمل الصالح قال والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا بمعنى اعمال الخير الصالحة التي لا زوال لثوابها من اقوال وافعال افضل جزاء عند الله لاهل طاعته - 00:27:41
وهي خير مرجع وعاقبة لصاحبها في الاخرة مما يفتخر به الكفار على المؤمنين من زينة الحياة الدنيا الفانية اذا عنوان السعادة ومنشور الفلاح هو العمل بما يحبه الله ويرضاه وان يكون للانسان - 00:28:07
مشروع بل مشاريع في حفظ الحديث في حفظ القرآن في التفقه في الدين في تعليم الاخرين هكذا يجاهد الانسان نفسه من فوائد الايات على المؤمنين الاشتغال بما امروا به. والاستمرار عليه في حدود المستطاع - 00:28:28
يعني هكذا يصبر ويزداد الانسان مجاهدة لنفسه ورود جميع الخلائق على النار اي المرور على الصراط لا الدخول في النار امر واقع لا محالة طبعا هي فيها قولان وفي الدروس التي رفعتها سوف تجدون القولين لكن نحن دائما نختار الرأي المختار في تفسير الاية - 00:28:46
فهنا قال ورود جميع الخلائق على النار اي المرور على الصراط لا الدخول في النار. امر واقع لا محالة ان معايير الدين ومفاهيمه الصحيحة تختلف عن تصورات الجهل والعوام. اذا على الانسان ان يتعلم الدين لان الله علم الناس هذا الدين لاجل ان - 00:29:12
كونوا على ما يريده الله تعالى فلا يصلح لعبد الله في ارض الله الا شرع الله من كان غارقا في الضلالة متأصلا في الكفر يتركه الله في طغيان جهله وكفره. بمعنى ان الله يستدرجه بهذه النعم - 00:29:31
حتى يطول اغتراره ليكون ذلك اشد لعقابه اذا الله يمده في هذا ليزداد عذابه يثبت الله المؤمنين على الهدى ويزيدهم توفيقا ونصرا وينزل من الايات ما يكون سببا لزيادة اليقين مجازاة له. ولذلك هذه الايات يقرأها الانسان فيزداد بها خشوعا ويزداد بها - 00:29:49
علما ويزداد بها قربا الى الله تعالى اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظنا واياكم وان يحفظ امة الاسلام اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:30:15
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم بالدين اما بعد قال الله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما - 00:00:00
فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا قالق السماوات وخالق الارض ومالكهما ومدبر امرهما وخالق ما بينهما ومالكه ومدبره فاعبده وحده فهو المستحق للعبادة واثبت على عبادته فليس له مثيل ولا نظير يشاركه في العبادة - 00:00:27
نتأمل هذه الاية مع ما قبلها وما كان ربك نسيا يعني ما كان ربك نسيا لشيء من الاشياء وهو رب السماوات والارض وما بينهما ومالك ذلك كله ونحن نتأمل كيف ان هذا الكون يسير بنظام دقيق - 00:01:00
وخذ على سبيل المثال الخسوف والكسوف كيف ان الناس صاروا يعرفونه لانهم يعلمون ان هذه الكواكب تسير سيرا دقيقا رب السماوات والارض وما بينهما. اي خالق السماوات والارض ومالكهما وما بينهما من الخلق - 00:01:25
ومدبر ذلك كله فلو كان نسيا لم يستقم الوجود ولا اضطرب نظام الحياة وهلكت المخلوقات فاعبده واصطبر لعبادته اي فاعبد ربك وحده مخلصا له واصبر صبرا عظيما بغاية جهدك على العمل بطاعته - 00:01:50
وفي قوله واستمر لعبادته وتأمل كيف عدي باللام. واصطبر لعبادته لماذا؟ لتضمينه معنى الثبات. اي اثبت للعبادة لان العبادة مراتب كثيرة من مجاهدة النفس وقد يغلب بعضها بعض النفوس فتستطيع الصبر على بعض العبادات دون بعض. فالانسان مطالب بالصبر ومطالب بالمجاهلة - 00:02:14
ومطالب ان يحمل نفسه على الطاعة هل تعلم له سم يا اي امرناك بعبادة الله والاصطبار عليها بانه لا مثيل له ولا شبيه له في صفاته واسمائه فيستحق ان يعبد مثل الله - 00:02:48
لا يوجد من بهذه الصفات فيستحق ان يعبد؟ الذي يستحق العبادة وحده هو الله وحده اذا هل تعلم له سمية اي امرناك بعبادة الله والاصطبار عليها لانه لا مثيل له ولا شبيه له في صفاته - 00:03:10
فيستحق ان يعبد مثل الله وان يسمى بما يختص الله به من الاسماء هل تعلم له سميا تمي اي مثيلا وشبيها ونظيرا فالسمي المسامي اي المماثل في السمو والرفعة والشرف - 00:03:28
ولذلك لما نمدح انسان نقول هذا لا يساميه احد فربنا جل جلاله لا سمي له ولا مثيل له فهو الخالق ولكل مخلوق وهو الخالق. الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار - 00:03:49
وفي قوله واصطبر لعبادته دليل على ان العبادة لا تخلو من مشقة احنا دائما نتكلم عن التيسير ولدينا مجالس في اصول الفقه نحرص ان تكون في كل جمعة واحيانا نغلب عليها بسبب كثرة - 00:04:07
الدروس الاخرى لكن في اصول فقه ندرس على ان المشقة تجلب التيسير وان الشريعة سمحاء لكن مع هذا لا بد ان يكون فيها مشقة وكلفاء فقال واصطبر لعبادته دليل على ان العبادة لا تخلو من مشقة - 00:04:24
والمؤمن مأمور بالصبر عليها اذ اسم الصبر لا يكون الا مقرونا بالكراهة والصعوبة وتأمل هنا جملة هل تعلم له سميا؟ بعد الامر بالعبادة والصبر والمصابرة يمنة هل تعلم ما له سميا؟ جاءت بعد ذلك وهي واقعة موقع التعليل للامر بالعبادة - 00:04:42
وواقع موقع التعليل للامر بالصبر والاصطبار هل تعلم له سميا؟ الاستفهام من جاري اي لا مسامية لله تعالى اي ليس من يساميه ولا من يضاهيه ليس من يساميه او يضاهيه موجودا - 00:05:09
وانتفاء تسمية غيره من الموجودات المعظمة باسمه كناية عن اعتراف الناس بانه لا مماثل له في صفة الخالقية حتى المشركين لم يجترئوا على ان يدعوا ان الهتهم هي الخالقة وبذلك يتم كون الجملة تعليلا للامر بافراده بالعبادة على هذا الوجه. ولذلك ربنا جل جلاله حينما قال اقرأ باسم ربك الذي - 00:05:28
اللي خلق فربنا جل جلاله عرف العباد بالخالقية الخالقية معراج العبودية اذا المراد في قوله هل تعلم له سميا؟ المراد بانكار العلم ونفيه انكار المعلوم ونفيه على ابلغ وجه واكد - 00:05:55
فهذه الجملة تقرير لما افاد له الفاء من علية ربوبيته العامة لوجوب عبادته بل لوجوب تخصيصها به تعالى ببيان استقلاله عز وجل بهذا الاسم وانتفاء اطلاقه على الغير بالكلية حقا او باطلا - 00:06:15
ثم قال الله تعالى ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا ويقول الكافر المنكر للبعث استهزاء فاذا مت فاني سوف اخرج من قبري حيا حياة ثانية ان هذا لبعيد - 00:06:38
وهذا الانكار نسمعه حتى في هذا الزمن ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا هذه الاية لها تعلق بما قبلها فلما تضمن قوله تعالى فاعبده واصطبر لعبادته لما تضمن ابطال عقيدة الاشراك به. ناسب الانتقال الى ابطال اثر من اثار الشرك وهو نفي المشركين - 00:07:01
وقوع البعث بعد الموت حتى يتم انتقاض اصلي الكفر فربنا يقول ويقول الانسان اذا ما مت لسوف اخرج حيا اي ما يقول الانسان الكافر منكرا البعث بعد الموت هل ساخرج بعد موتي وفنائي حيا من قبري؟ وهذا نسمعه عياذا بالله تعالى - 00:07:30
ولو نظر الانسان الى خلقه لعلم ان الذي خلقه ابتداء من غير شيء فيعيده ثانيا وان هذا من العدل حتى ينال كل انسان جزاءه اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا - 00:07:54
اولا يذكر هذا المنكر للبعث انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا فليستدل بالخلق الاول على الخلق الثاني مع ان الخلق الثاني اسهل وايسر اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا - 00:08:13
اي اولا يتنبه الكافر المنكر قدرة الله على بعثه ان الله قد خلقه من قبل ولم يكن شيئا مذكورا وسورة الانسان هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا تبين تأريخ الانسان انه ما كان - 00:08:35
موجود بل ولم يكن مذكورا. ثم ذكره الله تعالى بقوله واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ثم خلقه سبحانه وتعالى فربنا جل جلاله يقول اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا - 00:08:55
اي اولا يتنبه الكافر المنكر قدرة الله على بعثه ان الله قد خلقه من قبل ولم يكن شيئا مذكورا فان الله سبحانه وتعالى القادر على ايجاده من العدم قادر على احياءه بعد موته - 00:09:15
لان كل احد يعلم انه لم يكن حيا في الدنيا ثم صار حيا. فهذه دلالة على عظم هذه الاية الكريمة فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا فوربك ايها الرسول - 00:09:34
لنخرجنهم من قبورهم الى المحشر مصحوبين بشياطينهم الذين اضلوهم ثم لنسوقنهم الى ابواب جهنم اذلاء باركين على ركبهم فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جفيا فوربك لنحشرنهم الشياطين اي فاقسم بربك يا محمد - 00:09:55
لنجمعن المنكرين للبعث يوم القيامة مع شياطينهم الذين اضلوهم وفي قوله فوربك لنحشرنهم الشياطين اقسم الله تعالى باسمه سبحانه مضافا الى نبيه تحقيقا للامر بالاشعار بعليته وتفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:27
ورفع منزلته. فواء القسم لتحقيق الوعيد والقسم بالرب مضافا الى ظمير المخاطب وهو النبي صلى الله عليه وسلم ادماج لتشريف قدره صلى الله عليه وسلم اذا قال فوربك لنحشرنهم وهذي فيها اثبات للبعث - 00:10:49
بالطريق البرهاني على ابلغ وجه واكده كانه امر واضح غني عن التصريح به وانما المحتاج الى البيان ما بعد ذلك من الاهوال اذا ربنا يقسم لنبيه قائلا فوربك لنحشرنهم والشياطين - 00:11:14
وهنا تأمل عطف الشياطين على بني الانسان عطف الشياطين على ظمير المشركين لنحشرنهم لقصد تحقيرهم بانهم يحشرون مع احقر جنس وافسده والاشارة الى ان الشياطين هم سبب ظلالهم الموجب لهم - 00:11:36
هذه الحالة فحشرهم مع الشياطين انذار لهم بان مصيرهم هو مصير الشياطين وهو محقق عند الناس كلهم فلذلك عطف عليه جملة ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا والضمير للجميع. وهنا قف عند هذه ثم لنحذرنهم حول جهنم جفيا - 00:11:59
تفسيرها اي ثم لنحضرنهم حول جهنم حال كونهم اذلاء باركين على ركبهم من شدة الاهوال وفظاعة الاحوال وتأمل في القرآن الكريم سورة اللي هي سورة الجاثية فالانسان يجثو على ركبتيه لشدة الهول - 00:12:27
ويجثون على ركبهم اذلالا لهم وهنا جفية اي بروك على ركبهم لا يستطيعون القيام مما هم فيه وجيتي يا جمع جاثا ثم لنحظرن انهم حول جهنم جثيا اية عظيمة يتدبرها الانسان في قراءته في استماعه في حفظه - 00:12:49
وهذا اعداد اخر للتقريب من العذاب فهو انذار على انذار وتدرج في القاء الرعب في قلوبهم وحرف ثم للترتيب الرتبي لا للمهلة اذ ليست المهلة مقصودة وانما المقصود انهم ينقلون من حالة عذاب - 00:13:13
الى حالة عذاب اشد فعلى الانسان ان يعتبر الايات ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا ثم لنجلبن لشدة وعنف من كل طائفة من طوائف الضلال اشدهم اشدهم عصيانا وهم قادتهم - 00:13:31
ربنا يقول ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. وتأمل هذا التدرج في العذاب وزيادته اي ثم لنأخذن بشدة وعنف من كل جماعة وفرقة من طوائف الكفر والضلال اشدهم تمردا على الرحمن - 00:13:58
واعظمهم فسادا وكفرا وظلما فنبدأ بتعذيبهم وادخالهم النار اذا في قوله تعالى ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا اشارة الى ان العذاب يتوجه الى السادات اولا - 00:14:20
ثم يكون الاتباع تبعا لهم فيه كما كانوا تبعا لهم في الدنيا فيعذب الرؤساء القادة في الكفر قبل غيرهم ويشدد عليهم العذاب لظلالهم واظلالهم لا تتنبه في هذه الاية الكريمة الى صفة الرحمن - 00:14:39
فيليك شو صفة الرحمن هنا في قوله اشد ايهم اشد على الرحمن عتيا لتفظيع عتوهم لان شديد الرحمة بالخلق حقيق بالشكر له والاحسان لا بالكفر والطغيان ولذلك نحن في كل شيء نقول بسم الله الرحمن الرحيم ونقول بسم الله - 00:15:01
ويمر معنا اسم الرحمن لتزداد محبتنا للرحمن الذي يردنا بالنعم وينعم علينا فالرحمن يشكر لا يكفر امك شيعة فالشيعة الفرقة التي شايع بعضها بعضا اي تابعه والشيعة من يتقوى بهم الانسان وينتشرون عنه - 00:15:21
وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة واصله يدل على معارضة ومساعدة قال ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا اي ثم لا نحن اعلم بالذين هم احق بدخول النار ومقاساة حرها ومعاناتها - 00:15:43
وتأمل هذه الايات وكيف ان فيها الترهيب ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صبيا. اي ثم لنحن اعلم بمن هم احق بشدة العذاب في النار من غيرهم طلية اي دخولا ومقاساة لحرها - 00:16:10
واصل الصلي هنا الايقاد بالنار عياذا بالله تعالى ثم قال الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وما منكم ايها الناس احد الا سيعبر فوق الصراط المضروب على متن جهنم - 00:16:31
كان هذا العبور قضاء مبرما قضاه الله فلا راد لقضائه وان منكم الا واردها اي وما منكم احد ايها الناس الا سيرد النار كان على ربك حتما مقضيا. اي كان ورودكم النار امرا واجبا لازما - 00:16:59
قال الله تعالى انه لابد من وقوعه لا محالة وحتمه سبحانه وتعالى على نفسه ولكن من كان اسرع الى طاعة الله فهو يعبر اسرع ومن كان متلكئا غايصا في المعاصي فهو اسقط الناس عياذا بالله تعالى - 00:17:21
لما ذكر هذا هؤلاء قال ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ثم بعد هذا العبور على الصراط نسلم الذين اتقوا ربهم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ونترك الظالمين باركين على ركبهم لا يستطيعون الفرار منها - 00:17:43
ثم ننجي الذين اتقوا اي ثم نخلص الذين اتقوا الله بامتثال ما امر واجتناب ما نهى وصبروا على المقدورات المؤلمة ورضوا بقدر الله تعالى نخلص الذين اتقوا الذين امتثلوا اوامر الله واجتنبوا النواهي بعد برود الناس اياها - 00:18:11
اما الظالمون اما المجرمون قال ونذر الظالمين فيها جثيا. اي ونترك الذين ظلموا انفسهم بالكفر والشرك والمعاصي في النار بروكا على ركبهم اذا بيان نعمة الله على المتقين انهم مع الورود والعبور عليها وسقوط غيرهم فيها نجوا منها فهذا من رحمة الله - 00:18:38
ان الله ينجي عباده المؤمنين ولذلك نحن الان نستمع الى ايات القرآن لاجل ان نتعظ. فقال تعالى مبينا الفرق بين المؤمنين وغيرهم واذا تتلى عليهم اياتنا بينات هذا الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما - 00:19:06
واحسن نديا واذا تقرأ على الناس اياتنا للكفار واذا تقرأ على الناس اياتنا المنزلة على رسولنا واضحات قال الكفار للمؤمنين اي فريقين خير اقامة ومسجدا. واحسن مجلسا ومجتمعا. فريقنا ام فريقكم - 00:19:31
ولذلك عياذا بالله تجد اهل الدنيا يتباهون بالدنيا ويفتخرون بالدنيا. وربنا يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب يعطيها امتحانا واختبارا فقال واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما - 00:19:59
واحسن نديا وهذا صنف اخر من غرور اهل الدنيا بالدنيا فقد اناطوا الدلالة على السعادة باحوال طيب العيش في الدنيا ويرون انفسهم اسعد من المؤمنين فقال الله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقام - 00:20:21
اه واحسن نبيا اي واذا تتلى على الناس ايات القرآن والحال انها دلالات واضحات لا مرية فيها. فالاية سميت اية لانها دالة على صدق الرسول ودالة على توحيد الله تعالى ودالة على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:50
قال الكافرون للمؤمنين محتجين على بطلانها وكونهم على الحق مفتخرين عليهم ومتعززين بالدنيا قالوا اي الفريقين خير منزلا وافضل مسجنا وعيشا ومتاعا واحسن مجلسا ومجمعا واعمر واكثر غشيانا ورودا نحن بما لنا من الاتساع ام انتم بما لكم من خشونة العيش - 00:21:11
والله ثلاثة حال فكيف نكون على الباطل وانتم على الحق ونحن افضل منكم في ذلك؟ فهذا كثير جدا والعياذ بالله يفتخر اهل الدنيا بالدنيا وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا - 00:21:39
وما اكثر الامم التي اهلكناها قبل هؤلاء الكفار المفتخرين بما هم فيه من تفوق مادي. هي احسن منهم قال واحسن منظرا لنفاسة ثيابهم وتنعم ابدانهم وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسنوا اثاثا ورئيا. اي واهلكنا قبل كفار قريش كثيرا من كفار الامم الماضية - 00:22:03
وكانوا احسن منهم في امتعة مساكنهم. واجمل في منظرهم وصورهم ومع ذلك اهلكهم الله بسبب كفرهم فليخف هؤلاء المشركون نقمة الله بالاهلاك كسنة من قبلهم من الكفار. ولذلك على الانسان ان يتعرف على - 00:22:32
سنن الله تعالى حتى يحذر الانسان سطوة الله قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا - 00:22:53
قل ايها الرسول من كان يتخبط في ضلاله فسيمهله الرحمن حتى يزداد ضلالا حتى اذا عاينوا ما كانوا يوعدون به من العذاب المعجل في الدنيا او المؤجل يوم القيامة فسيعلمون حينئذ من هو شر منزلا واقل ناصرا - 00:23:14
اهو فريقهم ام فريق المؤمنين كل من كان في الضلالة فليمد الله الرحمن مدا حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر ما كان واظعف جندا - 00:23:36
لما ذكر الله تعالى دليل هذا الصنف الباطل الدال على شدة عنادهم وقوة ظلالهم. اخبر هنا ان من كان في الضلالة بان رظيها لنفسه وسعى فيها فان الله يمده منها ويزيده فيها - 00:23:55
يعني حتى يزداد حبه لها وهي عقوبة من الله سبحانه وتعالى على هذا. فقال الله تعالى قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد. اي قل يا محمد المشركين من كان منغمسا في الظلال - 00:24:17
منا ومنكم فليمهله الله في ضلاله ويزده من من النعم والعمر ليطول اغتراره ويزداد ضلاله ليكون ذلك اشد في عقوبته قال حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة - 00:24:32
اي من كان في الضلالة فليمد له الرحمن في ضلالته الى ان يرى الضالون ما وعد الله ان يأتيهم به اما العذاب العاجل واما بقيام الساعة. فسوف يصيرون الى النار حينذاك ويندمون يوم لا ينفع الندم وهذه هي - 00:24:50
اسرى التي مرت قال فسيعلمون من هو شر المكانة واضعف جندا اي فسيعلم الكفار حين يرون ذلك من هو شر مسكنا ومن هو اضعف ناصرا هم ام المؤمنون وسيتبين لهم خلاف ما كانوا يظنون - 00:25:08
وبطلان ما كانوا يدعون قال الله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ومقابل الامهال لاولئك حتى يزدادوا حتى يزدادوا ضلالا يزيد الله الذين اهتدوا ايمانا وطاعة - 00:25:29
والاعمال الصالحات المؤدية الى السعادة الابدية انفع عند ربك ايها الرسول. جزاء وخير عاقبة وتأمل هذه البشارة في تصبير المؤمنين ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا - 00:25:57
وتأمل فلما ذكر الله تعالى امداد الضال في ضلالته وارتباكه في الافتخار بنعم الدنيا عقب ذلك بزيادة هدى المهتدي وعقب ذلك بذكر الباقيات التي تبقى وهي الاعمال الصالحة بذكر الباقيات التي هي بدل من تنعمهم في الدنيا الذي يطمحن ولا يثبت. فذكر الله الباقيات الصالحات التي يبقى نفعها - 00:26:23
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى اي ويزيد الله المهتدين يقينا وايمانا. ولذلك الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية واصحاب الهداية كلما عملوا ازدادوا هدى ايوة يزيد الله المهتدين يقينا وايمانا وعلما نافعا وتوفيقا للعمل الصالح وثباتا على الحق - 00:26:55
ولذلك فمن الطرق التي تعين على حفظ العلم وضبطه ان يهتدي الانسان بعلمه وان يقرأ الانسان ويعمل. فربنا قال ويزيد الله الذين اهتدى هدى فكلما عمل الانسان بعلمه زاده الله حفظا لهذا العلم وفهما له - 00:27:20
وزاده الله تعالى قربا ومحبة وتأمل الى الترغيب في الصبر على الطاعة والعمل الصالح قال والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا بمعنى اعمال الخير الصالحة التي لا زوال لثوابها من اقوال وافعال افضل جزاء عند الله لاهل طاعته - 00:27:41
وهي خير مرجع وعاقبة لصاحبها في الاخرة مما يفتخر به الكفار على المؤمنين من زينة الحياة الدنيا الفانية اذا عنوان السعادة ومنشور الفلاح هو العمل بما يحبه الله ويرضاه وان يكون للانسان - 00:28:07
مشروع بل مشاريع في حفظ الحديث في حفظ القرآن في التفقه في الدين في تعليم الاخرين هكذا يجاهد الانسان نفسه من فوائد الايات على المؤمنين الاشتغال بما امروا به. والاستمرار عليه في حدود المستطاع - 00:28:28
يعني هكذا يصبر ويزداد الانسان مجاهدة لنفسه ورود جميع الخلائق على النار اي المرور على الصراط لا الدخول في النار امر واقع لا محالة طبعا هي فيها قولان وفي الدروس التي رفعتها سوف تجدون القولين لكن نحن دائما نختار الرأي المختار في تفسير الاية - 00:28:46
فهنا قال ورود جميع الخلائق على النار اي المرور على الصراط لا الدخول في النار. امر واقع لا محالة ان معايير الدين ومفاهيمه الصحيحة تختلف عن تصورات الجهل والعوام. اذا على الانسان ان يتعلم الدين لان الله علم الناس هذا الدين لاجل ان - 00:29:12
كونوا على ما يريده الله تعالى فلا يصلح لعبد الله في ارض الله الا شرع الله من كان غارقا في الضلالة متأصلا في الكفر يتركه الله في طغيان جهله وكفره. بمعنى ان الله يستدرجه بهذه النعم - 00:29:31
حتى يطول اغتراره ليكون ذلك اشد لعقابه اذا الله يمده في هذا ليزداد عذابه يثبت الله المؤمنين على الهدى ويزيدهم توفيقا ونصرا وينزل من الايات ما يكون سببا لزيادة اليقين مجازاة له. ولذلك هذه الايات يقرأها الانسان فيزداد بها خشوعا ويزداد بها - 00:29:49
علما ويزداد بها قربا الى الله تعالى اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظنا واياكم وان يحفظ امة الاسلام اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:30:15