بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما الصحيفة الثانية بعد الثلاث مئة الاية الخامسة والسبعون - 00:00:00
قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال الخضر لموسى اني كنت قلت لك انك يا موسى لن تستطيع الصبر على ما اقوم به من امرك اذا الخضر عليه السلام قد نبه موسى - 00:00:26
على الامر قبل هذا المسير الاية السادسة والسبعون قال ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنك قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ان سألت عن شيء بعد هذه المرة ففارقني - 00:00:53
فقد وصلت الى الغاية التي تعذر فيها. على ترك مصاحبتي لكوني خالفت امرك مرتين وهذا من حسن اتفاق موسى الاية السابع والسبعون فانطلقا حتى اذا اتيا اهل قرية استطعما اهلها فابوا ان يضيفوهما - 00:01:23
فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقطع فاقامه. قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا فسارا حتى اذا جاء اهل قرية طلبا من اهلها طعاما فامتنع اهل القرية من اطعامهما - 00:02:00
وتأدية حق الضيافة اليهما فوجد في القرية حائطا مائلا قارب ان يسقط وينهدم فسواه الخضر حتى استقام فقال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام للخضر لو شئت اتخاذ اجر على اصلاحه لاتخذته - 00:02:28
لحاجتنا اليه بعد امتناعهم من ضيافتنا الاية الثامنة والسبعون قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا قال الخضر لموسى هذا الاعتراض على عدم اخذ اجرا على اقامة الحائط هو محل الفراق بيني وبينك - 00:02:53
ساخبرك بتفسير ما لم تستطع ان تصبر عليه مما شاهدت لي قمت به الاية التاسعة والسبعون اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان يأخذ كل سفينة غصبا - 00:03:26
اما السفينة التي انكرت علي خرقها فكانت الضعفاء يعملون عليها في البحر لا يستطيعون الدفع عنها فاردت ان تصير معيبة بما احدثته فيها حتى لا يستولي عليها ملك كان امامهم - 00:03:58
يأخذ كل سفينة صالحة كرها من اصحابها ويترك كل سفينة معيبة وتأمل ان القدر حينما يصيب الانسان ففيه مصلحة الانسان. ولكن الانسان لا يعلم فتأمل هذا الذي حصل لهؤلاء من خرق السفينة - 00:04:21
في صالحهم فالانسان يصبر في الاقدار المؤلمة ويحتسب الاجر وربنا يعلم الاية الثمانون واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهق طغيان وكفرا واما الغلام الذي انكرت علي قتله فكان ابواه مؤمنين - 00:04:42
وكان هو في علم الله كافرا فخفنا ان بلغ ان يحملهما على الكفر بالله والطغيان من فرض محبتهما له او من فرض حاجتهما اليه فعلى الانسان ان يصبر فيما يصاب به وعليه ان يحسن الظن بالله تعالى - 00:05:16
فهذه الاقدار فيها خيرة للانسان وخيبة الله للانسان خير من خيرة الانسان لنفسه والله يعلم وانتم لا تعلمون الاية الحادية والثمانون فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة اقرب رحما - 00:05:38
فاردنا ان يعوضهم الله ولدا خيرا منه دينا وصلاحا وطهارة من الذنوب واقرب رحمة بوالديه منه وتأمل هذه الرحمة التي تكون من الوالدين للولد ومن الولد للوالدين طه من رحمة الله تعالى - 00:06:05
والسعيد هو الذي يزيد من رحماته في والديه وفي ابنائه وفي الاخرين بما يحبه الله تعالى الاية الثانية والثمانون واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما وكان ابوهما صالحا. وكان ابوهما صالحا فاراد ربك - 00:06:28
ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن امري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا واما الحائط الذي اصلحته وانكرت علي اصلاحه فكان لصغيرين في المدينة التي جئنا التي جئناها قد مات - 00:07:02
ابو همام وكان تحت الحائط مال مدفون لهما وكان ابو هذين الصغيرين صالحا وتأمل ان صلاح الاباء له اثر في التضييع فيا ايها الاباء اصلحوا احوالكم وانفسكم واعمالكم حتى يظهر هذا الاثر تجد الزوجة والذرية - 00:07:35
فاراد ربك يا موسى ان يبلغ سن الرشد ويكبر ويخرج مالهما المدفون من تحته اذ لو سقط الحائط الان لانكشف مالهما وتعرض للضياع وكان هذا التدبير رحمة من ربك بهما - 00:08:01
وما فعلته من اجتهاد ذلك تفسير ما لم تستطع الصبر عليه. اذا لم يفعله الخضر اجتهادا منه بل هو وحي من عند الله تعالى وهذا يدل على نبوته ولما ذكر الله قصة الخضر ذكر قصة ذي القرنين لما بينهما من ترابط اذ ان - 00:08:21
كلا منهما سعى لحماية الضعفاء فتأمل هذا المعنى فكن على ذلك فقال الاية الثالثة والثمانون ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ويسألك ايها الرسول المشركون واليهود ممتحنين عن خبر صاحب القرنين - 00:08:43
قل ساتلو عليكم من خبره جزءا تعتبرون به وتتذكرون وتأمل ما نستفيده من القصص ما يكون فيه العبرة ولاجل ان نستذكر امر الله تعالى من فوائد الايات وجوب التأني والتثبت وعدم المبادرة الى الحكم على الشيء - 00:09:15
فالانسان لا يتعجل حتى يتبين له الامر ان الامور تجري احكامه على ظهرها وتعلق بها الاحكام الدنيوية في الاموال والدماء وغيرها. فنحن مأمورون ان نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر يدفع الشر الكبير من كتاب الشرط الصغير - 00:09:37
ويراعى اكبر المصلحتين بتفويت ادناهما ينبغي للصاحب ان لا يفارق صاحبه ويترك صحبته حتى يكتبه ويعذر منه فالانسان يبتعد عن القطيعة ما استطاع لذلك سبيلا. لان الله امر بالصلة استعمال الادب مع الله تعالى في الالفاظ بنسبة الخير اليه وعدم نسبة الشر اليه. فالادب مع الله اعظم الادب - 00:09:57
ان العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته فنسأل الله ان يحفظنا واياكم واهلينا من كل شر هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:29
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما الصحيفة الثانية بعد الثلاث مئة الاية الخامسة والسبعون - 00:00:00
قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال الخضر لموسى اني كنت قلت لك انك يا موسى لن تستطيع الصبر على ما اقوم به من امرك اذا الخضر عليه السلام قد نبه موسى - 00:00:26
على الامر قبل هذا المسير الاية السادسة والسبعون قال ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنك قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ان سألت عن شيء بعد هذه المرة ففارقني - 00:00:53
فقد وصلت الى الغاية التي تعذر فيها. على ترك مصاحبتي لكوني خالفت امرك مرتين وهذا من حسن اتفاق موسى الاية السابع والسبعون فانطلقا حتى اذا اتيا اهل قرية استطعما اهلها فابوا ان يضيفوهما - 00:01:23
فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقطع فاقامه. قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا فسارا حتى اذا جاء اهل قرية طلبا من اهلها طعاما فامتنع اهل القرية من اطعامهما - 00:02:00
وتأدية حق الضيافة اليهما فوجد في القرية حائطا مائلا قارب ان يسقط وينهدم فسواه الخضر حتى استقام فقال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام للخضر لو شئت اتخاذ اجر على اصلاحه لاتخذته - 00:02:28
لحاجتنا اليه بعد امتناعهم من ضيافتنا الاية الثامنة والسبعون قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا قال الخضر لموسى هذا الاعتراض على عدم اخذ اجرا على اقامة الحائط هو محل الفراق بيني وبينك - 00:02:53
ساخبرك بتفسير ما لم تستطع ان تصبر عليه مما شاهدت لي قمت به الاية التاسعة والسبعون اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان يأخذ كل سفينة غصبا - 00:03:26
اما السفينة التي انكرت علي خرقها فكانت الضعفاء يعملون عليها في البحر لا يستطيعون الدفع عنها فاردت ان تصير معيبة بما احدثته فيها حتى لا يستولي عليها ملك كان امامهم - 00:03:58
يأخذ كل سفينة صالحة كرها من اصحابها ويترك كل سفينة معيبة وتأمل ان القدر حينما يصيب الانسان ففيه مصلحة الانسان. ولكن الانسان لا يعلم فتأمل هذا الذي حصل لهؤلاء من خرق السفينة - 00:04:21
في صالحهم فالانسان يصبر في الاقدار المؤلمة ويحتسب الاجر وربنا يعلم الاية الثمانون واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهق طغيان وكفرا واما الغلام الذي انكرت علي قتله فكان ابواه مؤمنين - 00:04:42
وكان هو في علم الله كافرا فخفنا ان بلغ ان يحملهما على الكفر بالله والطغيان من فرض محبتهما له او من فرض حاجتهما اليه فعلى الانسان ان يصبر فيما يصاب به وعليه ان يحسن الظن بالله تعالى - 00:05:16
فهذه الاقدار فيها خيرة للانسان وخيبة الله للانسان خير من خيرة الانسان لنفسه والله يعلم وانتم لا تعلمون الاية الحادية والثمانون فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة اقرب رحما - 00:05:38
فاردنا ان يعوضهم الله ولدا خيرا منه دينا وصلاحا وطهارة من الذنوب واقرب رحمة بوالديه منه وتأمل هذه الرحمة التي تكون من الوالدين للولد ومن الولد للوالدين طه من رحمة الله تعالى - 00:06:05
والسعيد هو الذي يزيد من رحماته في والديه وفي ابنائه وفي الاخرين بما يحبه الله تعالى الاية الثانية والثمانون واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما وكان ابوهما صالحا. وكان ابوهما صالحا فاراد ربك - 00:06:28
ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن امري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا واما الحائط الذي اصلحته وانكرت علي اصلاحه فكان لصغيرين في المدينة التي جئنا التي جئناها قد مات - 00:07:02
ابو همام وكان تحت الحائط مال مدفون لهما وكان ابو هذين الصغيرين صالحا وتأمل ان صلاح الاباء له اثر في التضييع فيا ايها الاباء اصلحوا احوالكم وانفسكم واعمالكم حتى يظهر هذا الاثر تجد الزوجة والذرية - 00:07:35
فاراد ربك يا موسى ان يبلغ سن الرشد ويكبر ويخرج مالهما المدفون من تحته اذ لو سقط الحائط الان لانكشف مالهما وتعرض للضياع وكان هذا التدبير رحمة من ربك بهما - 00:08:01
وما فعلته من اجتهاد ذلك تفسير ما لم تستطع الصبر عليه. اذا لم يفعله الخضر اجتهادا منه بل هو وحي من عند الله تعالى وهذا يدل على نبوته ولما ذكر الله قصة الخضر ذكر قصة ذي القرنين لما بينهما من ترابط اذ ان - 00:08:21
كلا منهما سعى لحماية الضعفاء فتأمل هذا المعنى فكن على ذلك فقال الاية الثالثة والثمانون ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ويسألك ايها الرسول المشركون واليهود ممتحنين عن خبر صاحب القرنين - 00:08:43
قل ساتلو عليكم من خبره جزءا تعتبرون به وتتذكرون وتأمل ما نستفيده من القصص ما يكون فيه العبرة ولاجل ان نستذكر امر الله تعالى من فوائد الايات وجوب التأني والتثبت وعدم المبادرة الى الحكم على الشيء - 00:09:15
فالانسان لا يتعجل حتى يتبين له الامر ان الامور تجري احكامه على ظهرها وتعلق بها الاحكام الدنيوية في الاموال والدماء وغيرها. فنحن مأمورون ان نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر يدفع الشر الكبير من كتاب الشرط الصغير - 00:09:37
ويراعى اكبر المصلحتين بتفويت ادناهما ينبغي للصاحب ان لا يفارق صاحبه ويترك صحبته حتى يكتبه ويعذر منه فالانسان يبتعد عن القطيعة ما استطاع لذلك سبيلا. لان الله امر بالصلة استعمال الادب مع الله تعالى في الالفاظ بنسبة الخير اليه وعدم نسبة الشر اليه. فالادب مع الله اعظم الادب - 00:09:57
ان العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته فنسأل الله ان يحفظنا واياكم واهلينا من كل شر هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:29