التعليق على تفسير السعدي(مستمر)
التعليق على تفسير السعدي | سورة آل عمران (٢٨-٣٢) | يوم ١٤٤٣/٦/٢٦ | الشيخ أ.د يوسف الشبل
التفريغ
بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين - 00:00:01ضَ
اه ايها الاخوة الكرام تفسير بين ايدينا وتفسير فضيلة الشيخ العلامة الشيخ علام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى. هذا اليوم هو يوم الاحد الموافق للسادس والعشرين من شهر جمادى الاخرة - 00:00:17ضَ
عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من الهجرة السورة التي بين ايدينا هي سورة ال عمران قرأنا فيها في مواضع متعددة نواصل الان ما توقفنا عند تفضل اقرأ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالديه ومشايخي وللمسلمين - 00:00:34ضَ
قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقى ويحذركم الله نفسه والى الله المصير. هذا نهي من الله وتحذير للمؤمنين ان يتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين - 00:01:03ضَ
فان المؤمنين بعضهم اولياء بعض والله وليهم. ومن يفعل ذلك التولي فليس من الله في شيء. اي فهو بريء من الله والله بريء منه كقوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم. وقوله الا ان تتقوا منهم تقاة اي الا ان تخافوا - 00:01:23ضَ
على انفسكم في ابداء العداوة للكافرين فلكم في هذه الحال الرخصة في المسالمة والمهادنة ولا في التولي الذي هو محبة القلب الذي تتبعه النصرة. ويحذركم الله نفسه اي فخافوه واخشوه وقدموا خشيته على خشية الناس. فانه هو الذي - 00:01:43ضَ
يتولى شؤون العباد وقد اخذ بنواصيهم واليه يرجعون. وسيصيرون اليه فيجازي من قدم خوفه ورجاءه على غيره بالثواب الجزيل ويعاقب الكافرين ومن تولاهم بالعذاب الوبيل طيب بسم الله يعني هذه الاية - 00:02:03ضَ
يعني لما تتأملها وفيها النهي عن اتخاذ المؤمنين الكافرين اولياء من دون الله او من دون المؤمنين لما تتأمل هذه الاية كأن هذه الاية يعني فيها اشارة لما تقدم من اليهود والنصارى والكافرين لما تحدث الله سبحانه وتعالى عن اهل الكتاب فيما تقدم - 00:02:22ضَ
وعن الكافرين لما تحدثوا ابينا عقائدهم وبين انهم على الباطل في الايات السابقة الذي يعني قال الله سبحانه وتعالى ان الذين يكفرون بايات الله او يقتلون النبيين وغيرها. وقرر هذا هذا الامر وهذا المبدأ - 00:02:43ضَ
حذر المؤمنين ان يتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين تحذير من دون المؤمنين. لان المؤمنين كما قال شيخنا يقول بعظهم اولياء بعظ. والكفار بعظهم بعظهم اولياء بعظ او بعظهم من بعظ - 00:03:00ضَ
اه كيف يتخذ كان المؤمن الكافر بطانة او وليا من دون المؤمنين ويفضي اليه يفضي اليه اسرار المؤمنين هذا بلا شك انه كما صرحت الايات كثيرة هناك في قوله تعالى يا ايها الذين - 00:03:18ضَ
لا تتخذ اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. وقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء - 00:03:34ضَ
تلقون اليهم بالمودة كل في هذا كل هذا واضح حتى ان الله سبحانه وتعالى هنا يعني يعني شدد في الامر وحذر غاية التحذير لما قال ومن يفعل ذلك وهو التولي - 00:03:47ضَ
محبة والميل والتعاون معهم فليس من الله في شيء. فان الله بريء منه والرسول بريء منه ومن يتوله منكم فانه منهم الا استثنى الله سبحانه وتعالى حالة واحدة ان تتقوا منهم تقاة يعني اذا اذا خاف الانسان على نفسه - 00:04:02ضَ
اذا خاف الانسان على دينه وعلى نفسه فانه لا لا فانه لا مانع من ان يظهر امامهم يعني المسالمة لا هبة القلب لا يمكن لان محبة القلب داخلية انت تظهر بلسانك المسالمة لهم والمهادنة - 00:04:24ضَ
اه يعني وليس وهذا ليس من التولي. ليس من التولي لان التولي شيء في القلب داخل فانت تبغضهم لكن قد قد يكون هناك بعض الاعمال التي لا تجوز مثل مثل يعني بعض الهدايا اللي تهدى في مناسبات معينة ونحو ذلك. لكن لكن الكفار الكفار - 00:04:43ضَ
اذا كانوا كفار مسالمين فلا مانع من الاحسان اليهم والبر اليهم كما قال سبحانه وتعالى قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوا في الدين ولم يخرجكم دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم - 00:05:05ضَ
ثم قال انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرج الحرب المقاتل للعدو هذا الذي لا يجوز ان ان تبره او تحسن اليه اما سالم فيجوز لكونك تكسبه في دخول الاسلام - 00:05:20ضَ
طيب عموما الرخصة هنا في حال الضعف وفي الرخصة للمسالمة معهم في حالة ضعف. واما في حال القوة فليس هناك رخصة يجب ان ان نتخذهم اعداء طيب في قوله تعالى ويحذركم الله نفسه - 00:05:36ضَ
هذا ايضا اسلوب من اساليب التهديد والتخويف انك لا تتولى من يبغضه الله ويكرهه كما قال لا تتخذوا عدو عدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة طيب قالوا ويحذركم الله نفسه والى الله المصير. هذا ايضا تحذير اخر - 00:05:53ضَ
لان الله يحذرك بان الله سيجازيك يوم القيامة ويحاسبك وانك سترجع اليه. وستجد ما ما فعلته في الدنيا طيب نواصل تفضل احسن الله اليك. قال تعالى قل ان تخف ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله. ويعلم ما في السماوات وما - 00:06:14ضَ
ففي الارض والله على كل شيء قدير. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تودل ان بينها بينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد - 00:06:39ضَ
يخبر تعالى باحاطة علمه بما في الصدور سواء اخفاه العباد او ابدوه. كما ان علمه محيط بكل شيء في السماء والارض فلا اتخفى علي خافية ومع احاطة علمه فهو العظيم القدير على كل شيء. القدير على كل شيء الذي لا يمتنع عن ارادته - 00:06:56ضَ
موجود ولما ذكر لهم ولما ذكر لهم من عظمته وسعة اوصافه ما يوجب للعباد ان يراقبوه في كل احوالهم. ذكر لهم ايضا داعيا اخر الى مراقبته وتقواه وهو انهم وهو انهم كلهم سائرون اليه واعمالهم حينئذ من خير وشر محضر - 00:07:16ضَ
فحينئذ يغتب اهل الخير بما قدموا لانفسهم فهو يتحسر فحينئذ يغتبط اهل الخير بما قدموه لانفسهم ويتحسر اهل الشر اذا وجدوا ما عملوه محضرا. ويودون ان بينهم وبينه امدا بعيدا. فاذا عرف العبد انه ساع الى ربه وكادح في هذه الحياة وانه لابد ان يلاقي ربه ويلاقي سعيه - 00:07:36ضَ
اوجب له اخذ الحذر والتوقي من الاعمال التي توجب الفضيحة. التي توجب الفضيحة والعقوبة والاستعداد بالاعمال الصالحة التي توجب السعادة والمثوبة ولهذا قال تعالى ويحذركم الله نفسه وذلك بما يبدي لكم من اوصاف عظمته وكمال عدله نكاله - 00:08:05ضَ
ومع شدة عقابه فانه رؤوف رحيم ومن رأفته ورحمته انه خوف العباد وزجرهم وزجرهم عن الغي والفساد كما قال تعالى لما ذكر العقوبات ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوا فرأفته ورحمته سهلت لهم الطرق التي ينالون به الخيرات ورأفته ورحمته حذرتهم من الطرق - 00:08:27ضَ
من الطرق التي تفضي بهم الى المكروهات فنسأله تعالى ان يتمم علينا احسانه بسلوك الصراط المستقيم والسلامة من الطرق التي تفضي بسانكها الى الجحيم طيب يعني لما حذر الله او نهى الله سبحانه وتعالى عن اتخاذ - 00:08:55ضَ
اعدائه عن اتخاذ اعدائه الكافرين اولياء من دور المؤمنين وشدد في هذا الامر بين سبحانه وتعالى ان الله مطلع وعالم باحوال الناس وذكر شيئا مما يدل على سعة سعة علمه سبحانه سبحانه وتعالى واطلاعه فيما في صدور الناس - 00:09:15ضَ
وقدرته على ذلك قدرتي على ذلك وايضا تبع ذلك ايضا التحذير ما يعني سيكون يوم القيامة تذكيرهم بيوم القيامة الذي سيجدون اعمالهم امامهم حاضرة هذا معنى كلام الشيخ لما لما قال في قوله تعالى قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات - 00:09:38ضَ
وما في الارض وهذا من باب عطف العام على الخاص والله على كل شيء قدير ولاحظ ان الاية ختمت بالقدرة مع ان الحديث عن العلم عن العلم يقول يعني اه يعني ان ان تخفوا اي شخص يخفي في نفسه او يبديه فالله مطلع عليه الخفاء - 00:10:04ضَ
ابداء الشيء او اخفاءه عند الله سواء عند الله قال يعلمه الله ثم عطف على ما هو اعظم من ذلك فقال ويعلم ما في السماوات كلها وما في الارض والله على كل شيء قدير. يعني ليش ليش قال؟ والله على كل شيء قدير. يعني كان في في في الذهن ان يقول الله عز - 00:10:24ضَ
والله بكل شيء عليم. لانه لما يعلم ويعلم الله بكل شيء عليم. قال لا والله على كل شيء قدير. لان الاية فيها تهديد تهديد وتخويف يا خوي من من اتخاذ من اتخاذ اولياءه اتخاذ اعداء الله اولياء فقال الله مطلع وعالم وقادر على وقادر على - 00:10:44ضَ
على ان ان ان يجازي هذا الشخص بما يفعل. ولذلك رتب على قوله والله على كل شيء قدير وهو قدرته سبحانه انا على الجزاء يوم القيامة متى؟ قال يوم تجد كل نفس مطلقا من خير او شر ستجده محضرا - 00:11:06ضَ
ستجده الخير والشر محضر. والشر اشد لماذا؟ قال لانه يتمنى الانسان ان بينه وبينه امدا لا يريد ان ينظر في سيئاته. سيئاته. طيب في خاتمة الاية لما قال ويحذركم الله نفسه مع انها تقدمت - 00:11:27ضَ
نقول هذه تختلف عن الاولى. الاولى لما قال ويحذركم الله نفسه والى الله المصير. هذا فيه تهديد شديد. لانه صريح في اي شيء صريح في في معصية الله باتخاذ الكافرين اولياء من دون الله - 00:11:45ضَ
ولذلك حذرهم بهذا السلوب الشديد. هنا قال ويحذركم الله نفسه بان الله مطلع وسيجازي الفريقين من خير او شر. ولذلك قال والله رؤوف رؤوف بالعباد اي رؤوف بعباده الذين الذين يطيعونه سبحانه وتعالى يعني - 00:12:02ضَ
يعني رأفته بعباده بان بان يتجاوز عنهم وان يعفو عنهم وان يرحمهم وان يدلهم على طرق الخير ولذلك قال الشيخ قال فرأفته ورحمته يعني لما يخوف عباده رحمة من الله - 00:12:23ضَ
يسهل بطريق النجاة يسهل طريق السلامة. فرحمته اه تخويفه رحمة. ورأفة بعباده هذا المقصود حتى نعرف بين الفرق بين بين الايتين طيب نواصل تفضل اقرأ احسن الله اليك. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم - 00:12:40ضَ
والله غفور رحيم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين هذه الاية هي الميزان هذه الاية هي الميزان التي يعرف بها من احب الله حقيقة ومن ادعى ذلك دعوة مجردة - 00:13:06ضَ
فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل متابعته الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو اليه طريقا الى محبته ورضوانه فلا تنال محبة الله ورضوانه هو ثوابه الا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة. وامتثال امرهما واجتناب نهيهما فمن فعل ذلك احبه الله وجازاه جزاء المحب - 00:13:23ضَ
قيل وغفر له ذنوبه وستر عليه عيوبه فكأنه قيل ومع ذلك فما حقيقة اتباع الرسول وصفتها فاجاب بقوله قل اطيعوا الله والرسول بامتثال الامر واجتناب النهي وتصديق الخبر فان تولوا عن ذلك فهذا هو الكفر. والله - 00:13:53ضَ
فيحب الكافرين طيب شف يعني لو لو سألت ما ما ذكر الله سبحانه وتعالى المحبة هنا واتبعوني يعني ان كنتم تحبون الله فنقول هذا تعقيب على اتخاذ او من يتخذ من يتخذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين - 00:14:12ضَ
هذا ليس من الله في شيء وليس من الدين في شيء الدين حقيقته اتباع اتباع شرع شرع الله وان من ثمرة اتباع شرع الله عز وجل وسلوك طريق الله والبعد عن طريق هؤلاء هو ان من ثمرته محبة الله للعبد - 00:14:36ضَ
وقال يحببكم الله. وكما قال بعض اهل العلم قال ليست يعني ليس الامر في في انك انت تحب الله ولكن الامر الحقيقي هو محبة الله لك اما انك تدعي او او تقول اني احب الله كل الناس يحبون الله - 00:14:58ضَ
لكن ان الله يحبك هذا كله يتمناه فما فما اسباب محبة محبة الله؟ ما اسباب؟ محبة الله عز وجل للعبد واذا احبك الله ووقعت المحبة من الله عليك ثمرتها ان يغفر لك ذنوبك - 00:15:16ضَ
ما اسبابها؟ قال ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال المؤلف المؤلف قال هنا قال الميزان بين حقيقة محبة الله ومحبة غيره او محبة الله الحقيقية او ودعوة المحبة الذي يقول نحن نحب الله - 00:15:36ضَ
وهم وهم يقولون نحن نحب الله ونحب الرسول وهم يخالفون اوامر الله اوامر الرسول هذه دعوة دعوة مجردة فقط دعوة ليست لها حقيقة. ولذلك قال محبة الله وعلامة محبة الله اتباع الرسول. ان تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم. فاذا - 00:15:59ضَ
فديت به وسلكت طريقه اصبحت متبعا يعني حققت محبة الله. واثمر ذلك ان الله احبك وغفر لك ذنبك ومن اقوى اقوى مثل ما ذكر الشيخ هنا قال قال اقوى اسباب محبة الله والرسول اتباع قل اطيعوا الله والرسول - 00:16:19ضَ
واذا اطعت الله واطعت الرسول حصلت لك المحبة وحصلت لك المحبة من الله سبحانه وتعالى التي يتمناها كل انسان. والعكس بالعكس ومعصية الرسول ومعصية الله آآ قد تكون سببا في كره الله عز وجل لانه قال فان تولوا فان الله لا يحب - 00:16:42ضَ
الكافرين. وشف لاحظ انه قال الكافرين ما قال فان الله لا يحبهم هذا يسميه الاظهار في موظع الاذمار. طيب ما ما السر في ذلك؟ قال لانه نزلهم منزلة الكفار. لان من لم يطع - 00:17:04ضَ
لاها ومن لم يطع الرسول فان فانه قد تولى ومن تولى صار في حكم الكافرين والله لا يحب الكافرين. طيب يا شيخ عندنا الايات الان الى حديث جديد وهو اي نعم حديث طويل جدا ومتعلق بقصة ام ام مريم - 00:17:21ضَ
ومريم وزكريا والوقت ايضا يعني قد ضاق بنا وانت يعني حصل لك تأخر لكن ان شاء الله في اللقاء القادم سيكون ان شاء الله نصيب اكبر باذن الله. اه نقف عند هذا القدر وان شاء الله نواصل باذن الله جزاك الله خير وبارك الله فيك - 00:17:45ضَ
- 00:18:05ضَ