التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على تفسير سورة الناس |ليلة الاثنين 1-7-1436هـ| د.عمر المقبل |
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد ففي هذه الليلة باذن الله تعالى نبتدأ التعليق الموجز على قصار المفصل بعد ان انتهينا من التعليق على سورة الفاتحة في المجالس الاربعة الماضية - 00:00:00
او الثلاثة الماضية. السورة التي معنا الان هي سورة الناس. وسورة الناس هي احدى المعوذتين وسميت المعوذتان بهذا الاسم لافتتاحهما بطلب الاستعاذة من الله عز وجل. ومعنى الاستعاذة هي طلب اللجا والاعتصام بالله عز وجل من كل مرهوب من كل - 00:00:26
مرهوب وهذا يتضح بحسب السياق وبحسب ما استعاذ به الانسان وبحسب بحسب ما استعاذ منه الانسان والاستعاذة ضرب من دروب العبادة ولهذا او عرفنا هذا من ان الله عز وجل امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يستعيذ بربه سبحانه - 00:00:56
تعالى وبألوهيته وبملكه عز وجل من شرور بعض خلقه سورة الناس من السور المدنية. وهذا لا اشكال فيه. فانها نزلت بعد الهجرة. كما روى ذلك الامام مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وارضاه - 00:01:21
وهو صحابي اسلم في المدينة. فانه كما جاء في سنن النسائي من حديث عقبة نفسه رضي الله عنه او من حديث ابي رضي الله عنه وجاء ايضا عند الترمذي وصححه كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الجان ومن - 00:01:47
الانسان فلما نزلت قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس اخذ بهما وترك ما سواهما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث عقبة رضي الله عنه عن هاتين السورتين العظيمتين المعوذتين قال ما - 00:02:07
تعوذ بمثلهما. ما تعوذ بمثلهما. ولذلك لو حلف حالف او سأل سائل ما اعظم سورتين او ما اعظم ما يتعوذ به الانسان في كتاب الله عز وجل قلنا اعظم شيء في ذلك هو هاتين السورتين او هاتان السورتان - 00:02:27
فهما في الاستعاذة اعظم من ان تستعيذ بسورة البقرة واعظم من ان تستعيذ بسورة الفاتحة. اما كونهما رقية ويستشفى بهما فهذا بحث اخر ولهذا من فضائلهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان ينام جمع كفيه صلى الله عليه وسلم - 00:02:47
وقرأ فيهما بقل هو الله احد وبالمعوذتين ثم مسح بهما ما استطاع من جسده الشريف صلوات الله وسلامه عليه تقول امنا عائشة رضي الله عنها فلما ثقل المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم كنت اقرأ - 00:03:14
وانفث في يديه لانهما خير من يدي او قالت اكثر بركة من يدي. صلوات الله وسلامه عليه. فكان وتمسح بيدي نفسه صلوات الله وسلامه عليه. وما ذاك الا لما جعل الله فيهما من عظيم البركة - 00:03:34
وعظيم الوقاية. فانه من تأمل في سورة الناس وجد انها صدرت بثلاثة انواع من الاستعاذة او عفوا بثلاث صفات من صفات الله عز وجل. فاعظم فاول ما بدأ به صفة الربوبية. ثم صفة الملك - 00:03:53
ثم صفة الالوهية. وهذا سنتي عليه ان شاء الله تعالى بعد قليل. وكل هذه المستعادات الالتجاء والتوسلات جاءت من اجل هذه الثلاثة من اجل الاستعاذة من شر شيء واحد. وهو الشيطان - 00:04:13
الرجيم بينما في سورة الفلق تأملوا هذا المعنى جيدا. بينما في سورة الفلق استعاذ الانسان بربوبية الله عز وجل من شر اربعة اشياء مما يدل على خطورة الشيطان وانه رأس الشر وان الانسان اذا وقي شره فقد - 00:04:33
شرا عظيما وهذه نوع مقارنة بين السورتين الكريمتين. سورة الناس وسورة الفلق. فلنبتدأ بسورة الفلق الناس هنا ابتدأت هذه السورة بامر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بان يستعيذ بربه بربوته - 00:04:58
للناس ثم بملكه للناس ثم بالوهيته من شر الوسواس الخناس. وهنا سؤال ما السر في الاستعاذة بهذه الصفات الثلاث لماذا؟ مثلا او ما الحكمة من هذا التكرار؟ الم يكن يكفي ان يقال قل اعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس مثلا هذا - 00:05:21
والجواب عن ذلك ايها الاخوة والعلم عند الله تعالى انه لما كان شر الشيطان عظيما وكان ان من اعظم مقاصده ان يصد الناس عنه. اه يصد الناس عن طاعة ربهم عز وجل كما اقسم قديما بعد - 00:05:47
عندما طرد بان يغوي الخلق واقسم قسما عظيما ناسب ان يقابل هذا القسم العظيم استعاذات متكررة. ويعاد السؤال مرة الاخرى ما السر في الاستعاذة بالربوبية والملك والالوهية فيقال ان الربوبية مقتضاها القهر. مقتضاها القهر - 00:06:07
وتمام القدرة على الخلق والشيطان مخلوق بلا شك من المخلوقين. ومربوب لله عز وجل ربوبية قهر وذل فهو لا يخرج عن ملك الله ولا يخرج عن ربوبية الله عز وجل. فهو عبد لكنه عبد فاجر - 00:06:32
وعبد فاسق وعبد خارج عن طاعة الله عز وجل. فكان كانت الاستعاذة بربوبية الله مناسبة لهذا المعنى. فالرب عز وجل من كمال قدرته وربوبيته وقهره عز وجل واستعلائه يقهر هذا المخلوق الصغير الحقير - 00:06:51
هو الشيطان الرجيم ان كيد الشيطان كان ضعيفا. وذكر الملك ايضا تابع لمعاني الربوبية فانه ما من شيء يحدث في الكون الا وهو داخل تحت ملك الله عز وجل. فالشيطان يدعي او - 00:07:15
الشيطان يستعين بجنود كثيرين. وهذا نوع من من الملك. قدره الله سبحانه وتعالى عليه فاشارت هذه الاية الى كمال ملك الله عز وجل وان الشيطان مهما بلغ بالاستعانة بهؤلاء الشياطين والاعوان من - 00:07:34
الجن والانس فانهم مملوكون مقهورون مربوبون لله تعالى بقي الجواب عن الاستعاذة بالالوهية. ما الحكمة منها؟ فالجواب عن ذلك ان من اعظم مقاصد الشيطان صرف الناس ها عن توحيد الالوهية. عن توحيد الالوهية. وعن ان يوحدوا الله عز وجل. وان يقوموا بمقتضيات هذا - 00:07:53
توحيد من جميع الواجبات الشرعية وترك المحرمات كلها الصلاة والزكاة والصيام والحج بر الوالدين. وغيرها من الواجبات في المقابل ترك الزنا الربا الى اخره من المحرمات كلها تطبيقها هو نوع هو تطبيقها هو ثمرة من ثمار التوحيد الذي يدين العبد به لله عز وجل. والتوحيد - 00:08:19
هو تحقيق لالوهية لالوهيته سبحانه وتعالى. والا فالربوبية كل الناس يشتركون فيها. افالله تعالى رب الكفار ورب للمسلمين وهو كذلك عز وجل ربهم وخالقهم ورازقهم وهم عبيده اما قهرا واما اختيارا - 00:08:47
لكن التوحيد هذا لا يتحقق الا لمن امن بالله عز وجل وافرده بالعبودية. فالخلق تحت مسمى الربوبية يدخل فيهم فرعون ابليس الانبياء الرسل الملائكة. لكن تحت مظلة الالوهية او تحت معنى الالوهية. لا يدخل فيه الا - 00:09:10
من امن واسلم قال الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاعصاب. وقال الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا - 00:09:30
اما الالوهية اما العبودية الخاصة فهي العبودية التي تتضمن القيام بتحقيق الالوهية. افراده سبحانه وتعالى بالعبادة. والقيام بما اوجب من وزكوات وحج وصيام وغير ذلك. وترك ما حرم الله تعالى. ولهذا الشيطان لا يكتفي لا - 00:09:50
نكتفي بان يجعل الناس مشركين فقط لا. حتى من هم داخل دائرة الاسلام يسعى لان يضلوا باكبر قدر ممكن من يسعى لان يترك الانسان الصلاة ولو لم يكن مشركا. ويسعى الانسان ان يترك الزكاة. يسعى لان يترك الصيام. الحج يقطع والديه والعياذ - 00:10:14
بالله يقطع الرحم الى اخره. يحرص الشيطان ولو لم يعني يفلح في اخراج الانسان من دائرة الاسلام من الكفر. يحرص على ان يوقعه في الربا في الزنا في غير ذلك من المحرمات. اذا هذا من اسرار الاستعاذة بالوهيته عز وجل. اله الناس لان الله يريد - 00:10:34
ان نكون مخلصين له الدين. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. ومقتضى العبودية ان تأتي ما امرك به سيدك. وتنتهي عما نهاك عنه سيدك. سواء كان في التوحيد او - 00:10:54
فيما دونه من الاوامر. وسواء كان في الشرك او فيما دونه من النواهي. كل هذه الاستعاذات الثلاث اتت على معنى واحد او على شيء واحد وهو هذا الشيطان الرجيم. والعياذ بالله اعاذنا الله منه ومن شره. من شر الوسواس الخناس - 00:11:14
الوسوسة هي قرب الشيطان من صدر العبد وتسويله له فعل المنكر او ترك الواجب والخناس هو الذي يبتعد عن عن الانسان. ولذلك تقول خنس اي ابتعد فكيف يوصف هذا المخلوق ها بهذين الوصفين المتناقضين - 00:11:34
هل هو يوسوس او يخنس الجواب ان الشيطان يوسوس حينما يغفل العبد عن ذكر الله عز وجل. يتسلط عليه. ومن يعش عن ذكر نقيض له شيطانا فهو له قرين. فالانسان يحضره الشيطان في اشياء كثيرة - 00:11:57
ما اقسم بعزة الله ثم لاتينه من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجدوا اكثرهم شاكرين. يحضر الانسان عند اكله عند دخوله للبيت حتى عند اتيانه لاهله. ولذلك شرع لنا ان نسمي الله عز وجل. ونذكره عند الاكل نذكره عند دخول البيت - 00:12:20
اذكره عند اتيان الاهل لو ان احدكم اذا اتى اهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب ابني الشيطان ما رزقتنا فان يقدر بينهما وولد لم يضره الشيطان ذلك. لم يضره الشيطان بعد ذلك او كما قال عليه الصلاة والسلام. اذا نحن - 00:12:40
بالذكر ليخنس الشيطان ويبتعد. فان نحن غفلنا وسوس الشيطان في صدورنا. ولاحظوا ايها الاخوة التعبير القرآن عجيب جدا. لم يقل يوسوس في القلوب لان الشيطان يطوف بهذا القلب. يدخل في الصدر. الصدر معلوم. هذا هو الذي مجمع العظام - 00:13:00
المحيطة بالقلب. فلم يقل يوسوس في قلوب الناس انما قال يوسوس في صدورهم. لان الشيطان ايها الاخوة يتحين الفرص هو عدو يريد ان يدخل هذا القفص وهذا القلب تماما هو يعرف ان هذا القلب قلب المؤمن مهما كان تقصيره فانه يعترف - 00:13:21
ان اي ذرة من ايمان هي عبارة عن كنز يريد ان يقتنصه ويسرقه. فكأنه يراقب هذا القصر فاذا غفل حراسه دخل غفلة الحراس هي غفلة عن ذكر الله عز وجل. ولهذا جاء في حديث الترمذي عن ابي ما لك الاشعري وحسنه - 00:13:43
قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى امر يحيى ابن يحيى ابن زكريا بخمس كلمات. ومنها قال قال وامركم بذكر الله فان مثل من ذكر الله كمثل قوم طلبوا طلبوا رجلا معه كنز. فلجأ الى حصن فاغلق دونه ايش؟ هذا الحصن - 00:14:04
فلا يقدرون عليه. هذا الذي يذكر الله. اذا لم تذكر الله فكأنما مكنت عدوك من ان يأخذ ما معك من المال والكنوز لذا ايها الاخوة جاءت الشريعة بمشروعية الذكر في كل وقت. وخصوصا عند الصباح وعند النوم - 00:14:29
مبتدأ اليوم وانتهاء اليوم. ليكون الانسان قد حصن نفسه طرفي النهار. وعند النوم تلك وعند النوم لانه في تلك الحال يسلم روحه ولهذا يقول الانسان عند الدعاء اللهم اني وضعت جنبي وبك ارفعه. فان امسكت نفسي فارحمها. وان ارسلتها فاحفظها بما - 00:14:49
به عبادك الصالحين. فروحه حينما ينام ليست بيده. الله يتوفى الانفس حين موتها. والتي لم تمت في منامها تمسك التي قضى عليها الموت هي ارواح تتحرك. فما قدر اجلك وانتهى فان روحه تذهب ولا تعود. فيمسك التي قضاها - 00:15:13
عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى حتى يحين الاجل. فاذا ايها الاخوة لا سبيل لطرد هذا الشيطان او اعظم سبيل لطرده هو كثرة الذكر لله عز وجل. فانه حينئذ يخنس - 00:15:33
حينئذ يخنس ويبتعد فاذا غفل العبد تسلط عليه ولذلك كل انسان منا يلحظ هذا من نفسه. اذا اقترب واكثر من الذكر شعر بطمأنينة وراحة وشعر بنوع من اليسر في اداء العبادات - 00:15:49
وسهولتها على قلبه ونفسه. العكس من ذلك اذا غفل تجد ان الطاعات والعبادات تثقل عليه لماذا؟ لان الشيطان يتسلط عليه. ويثبطه وكانه يريد ان يجعله مرتبطا بالارض لا يريد ان لهذا العبد ان يقوم. ولا ان ولا ان يتحرك - 00:16:09
ولا ان يتحرك وقوة المؤمن ايها الاخوة في قلبه لا في بدنه. لا في بدنه. لذلك تجده شديد الحرص على الوسوسة في هذا الصدر متى وجد فجوة نص ودخل منها ومتى وجد الابواب مغلقة خنس وابتعد - 00:16:35
ولا تغلق ابواب القلب عليه بمثل ذكر الله تبارك وتعالى. ولذلك شرع لنا ان نذكر الله تعالى قبيل طلوع طلوع الشمس واذ شرع لنا ان نذكر الله تعالى قبيل غروب الشمس - 00:16:54
وشرع لنا ان نذكر الله بعد كل صلاة. وان نذكر الله عند النوم وعند الاكل وعند الدخول وعند دخول المنزل وعند الخروج منه وعند سفر وعند آآ حتى عند اتيان الاهل هذه الحالة التي قد ينسى الانسان فيها آآ تحرك الشهوة ونحو ذلك وامر الانسان ان يذكر الله - 00:17:09
تعالى لان الشيطان يحضر ابن ادم في كل شيء قدره الله هكذا ولكن لرحمة الله من رحمة الله بنا ان لم يدعه دون علاج ودون مدافعة ابدا. هذا عدو جعل الله لنا من الاسلحة ما ندفعه بها. واعظمها ذكره - 00:17:29
ذكره سبحانه وتعالى. اذا ايها الاخوة هنا قال من شر الوسواس الخناس. ما شأن هذا الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ثم بين من هم هؤلاء الناس فقال من الجنة والناس - 00:17:49
عجيب كيف من الناس يوسوس في صدور الناس؟ ثم يقول من الجنة والناس. هنا يقول العلماء انه ذكر الناس هنا من باب التغليب. من باب التغليب لشرف جنس الانس على جنس الجن. وبعضهم يقول انه يصح لغة - 00:18:08
وهذا معروف كما قال ابن جرير وغيره. ان يطلق لفظ الجنة على الانس عفوا لفظ الناس على الجن والانس. فالمقصود ان قوله من هذه من بيانية اي تبين من هم الذين يوسوس الشيطان في صدورهم من هم الذين يوسوسوا الشيطان في صدورهم - 00:18:28
فيا ايها الاخوة هذه سورة علينا ونحن ان نقرأها في اذكارنا ان نستحضر ولو شيئا من هذه المعاني لانه وهذا شيء معروف. كلما كان الانسان اكثر استحضارا لمعالي ما يقرأ كان اثر ذلك على قلبه - 00:18:48
اعظم وليس من ذكر الله بقلب حاضر كمن ذكر الله بقلب غافل الله لا شك لا يستوون امر اخر يغفل عنه بعض المستعيذين. وهو انه حينما يستعيذ بالله من الشيطان تجري الاستعانة - 00:19:08
هذا على لسانه دون استحضار لمعاني الاستعاذة. فمثلا روى البخاري ومسلم في من حديث سليمان ابن ابن سرد رضي الله عنه. قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم. فغضب احدهم - 00:19:28
وما حتى احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بعض الناس حينما يغضب يقال له قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا بس عطف لسانه كأنه نوع من التربية لمن؟ للقائل. لا يا اخي. قلها وانت تعتقد - 00:19:48
لان هذا علاج لهذا الغضب لانه من الشيطان. وما معنى الرجيم؟ اي المرجوم فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى مقتول والمرجوم هو البعيد هو البعيد وانا اقول المعنى الذي نغفل عنه كثيرا حينما نستعيذ هو ان هذا الشيطان مخلوق ومربوب لله - 00:20:10
وانه تحت سطوة الله وتحت قدرة الله وان الله تعالى ربه وقادر عليه وقاهر فوقه سبحانه وتعالى. فانت تستعيذ بالقوي القاهر العظيم الكبير سبحانه وتعالى بهذا العدو الحقير اللعين المرجوه. فلو انك استحضرت هذا والله لرأيت - 00:20:34
فكأن الشيطان انما هو ذرة في الارض تحت قدميك. لكن استعظام الشيطان هو الذي يجعل ماذا؟ يجعل الاوامر ثقيلة ويجعل التكاليف صعبة على الانسان. ويجعل النشاط الى العمل وان كان غير شاق شاقا - 00:21:02
انظروا ماذا قال الله تعالى في التعقيب على غزوة احد؟ لما قيل للصحابة رضي الله عنهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا ايش؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. لاحظ قال الله فانقلبوا بنعمة من الله - 00:21:22
فضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. قال الله بعدها انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه قال اهل العلم اي يخوفكم باوليائه العدو ضخم العدو العدو كبير وانتم ضعاف وانتم وانتم وانتم فهو يخوفكم باوليائه - 00:21:43
والله يقول ان كيد الشيطان كان ضعيفا. لكن لا يستشعر الانسان ضعف الشيطان الا من عظم في قلبه تذكر هذا المعنى. وهو تذكر عظمة الرحمن عز وجل. عظمة القوي عظمة القهار. عظمة الكبير عز وجل المتعال - 00:22:07
على خلقه سبحانه وتعالى. اما ان يستعيذ الانسان وفي قلبه ترددا وخوف هذا لا يليق ابدا بالمؤمن الموحد. شأن المؤمن ان يستعيذ وقلبه مملوء بالتعظيم لله جل وعلا. والاحتقار الشيطان الرجيم - 00:22:27
ولهذا هذا المعنى وانا اقوله يقينا لو استحضرناه عندما يؤزنا الشيطان او يأمرنا او يحركنا الى معصية من المعصية فاستعذنا بالله استعاذة الطالب الهارب من الشيطان اللاجئ الى رب العالمين والله لا يخيبك الله. لا يخيبك الله - 00:22:44
اهرب منه اهرب من عدوك والجأ الى من يكفيك ويؤويك ويحميك سبحانه وبحمده. هذه ايها الاخوة المعاني هي من اعظم ثمار تدبر هذه السورة. من اعظم ثمار تدبر هذه السورة. اما ان تتلى هكذا على طرف النساء - 00:23:06
وكأنها يعني تجري على كما يجري يعني المعذرة على هذا تنبيه موافقة الساعة او كأنها مسجلة على السنتنا دون حضور قلوبنا فهذا في الواقع تقصير شديد منا. علينا ان نجاهد انفسنا على استحضار هذا المعنى العظيم. فان - 00:23:26
توكل على الله كفاه. ومن اتقاه وقاه ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله بالغ ان الله بالغ امره. وكذلك من استعاذ بالله عز وجل اعاذه. ومن لجأ اليه - 00:23:46
الله سبحانه وتعالى. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذنا واياكم جميعا من الشيطان الرجيم ومن همزه ونفثه ونفخه. ونعوذ به تعالى من ان يضل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا صدق التوكل عليه وصدق اللجأ اليه انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم - 00:24:01
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:21
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد ففي هذه الليلة باذن الله تعالى نبتدأ التعليق الموجز على قصار المفصل بعد ان انتهينا من التعليق على سورة الفاتحة في المجالس الاربعة الماضية - 00:00:00
او الثلاثة الماضية. السورة التي معنا الان هي سورة الناس. وسورة الناس هي احدى المعوذتين وسميت المعوذتان بهذا الاسم لافتتاحهما بطلب الاستعاذة من الله عز وجل. ومعنى الاستعاذة هي طلب اللجا والاعتصام بالله عز وجل من كل مرهوب من كل - 00:00:26
مرهوب وهذا يتضح بحسب السياق وبحسب ما استعاذ به الانسان وبحسب بحسب ما استعاذ منه الانسان والاستعاذة ضرب من دروب العبادة ولهذا او عرفنا هذا من ان الله عز وجل امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يستعيذ بربه سبحانه - 00:00:56
تعالى وبألوهيته وبملكه عز وجل من شرور بعض خلقه سورة الناس من السور المدنية. وهذا لا اشكال فيه. فانها نزلت بعد الهجرة. كما روى ذلك الامام مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وارضاه - 00:01:21
وهو صحابي اسلم في المدينة. فانه كما جاء في سنن النسائي من حديث عقبة نفسه رضي الله عنه او من حديث ابي رضي الله عنه وجاء ايضا عند الترمذي وصححه كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الجان ومن - 00:01:47
الانسان فلما نزلت قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس اخذ بهما وترك ما سواهما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث عقبة رضي الله عنه عن هاتين السورتين العظيمتين المعوذتين قال ما - 00:02:07
تعوذ بمثلهما. ما تعوذ بمثلهما. ولذلك لو حلف حالف او سأل سائل ما اعظم سورتين او ما اعظم ما يتعوذ به الانسان في كتاب الله عز وجل قلنا اعظم شيء في ذلك هو هاتين السورتين او هاتان السورتان - 00:02:27
فهما في الاستعاذة اعظم من ان تستعيذ بسورة البقرة واعظم من ان تستعيذ بسورة الفاتحة. اما كونهما رقية ويستشفى بهما فهذا بحث اخر ولهذا من فضائلهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان ينام جمع كفيه صلى الله عليه وسلم - 00:02:47
وقرأ فيهما بقل هو الله احد وبالمعوذتين ثم مسح بهما ما استطاع من جسده الشريف صلوات الله وسلامه عليه تقول امنا عائشة رضي الله عنها فلما ثقل المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم كنت اقرأ - 00:03:14
وانفث في يديه لانهما خير من يدي او قالت اكثر بركة من يدي. صلوات الله وسلامه عليه. فكان وتمسح بيدي نفسه صلوات الله وسلامه عليه. وما ذاك الا لما جعل الله فيهما من عظيم البركة - 00:03:34
وعظيم الوقاية. فانه من تأمل في سورة الناس وجد انها صدرت بثلاثة انواع من الاستعاذة او عفوا بثلاث صفات من صفات الله عز وجل. فاعظم فاول ما بدأ به صفة الربوبية. ثم صفة الملك - 00:03:53
ثم صفة الالوهية. وهذا سنتي عليه ان شاء الله تعالى بعد قليل. وكل هذه المستعادات الالتجاء والتوسلات جاءت من اجل هذه الثلاثة من اجل الاستعاذة من شر شيء واحد. وهو الشيطان - 00:04:13
الرجيم بينما في سورة الفلق تأملوا هذا المعنى جيدا. بينما في سورة الفلق استعاذ الانسان بربوبية الله عز وجل من شر اربعة اشياء مما يدل على خطورة الشيطان وانه رأس الشر وان الانسان اذا وقي شره فقد - 00:04:33
شرا عظيما وهذه نوع مقارنة بين السورتين الكريمتين. سورة الناس وسورة الفلق. فلنبتدأ بسورة الفلق الناس هنا ابتدأت هذه السورة بامر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بان يستعيذ بربه بربوته - 00:04:58
للناس ثم بملكه للناس ثم بالوهيته من شر الوسواس الخناس. وهنا سؤال ما السر في الاستعاذة بهذه الصفات الثلاث لماذا؟ مثلا او ما الحكمة من هذا التكرار؟ الم يكن يكفي ان يقال قل اعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس مثلا هذا - 00:05:21
والجواب عن ذلك ايها الاخوة والعلم عند الله تعالى انه لما كان شر الشيطان عظيما وكان ان من اعظم مقاصده ان يصد الناس عنه. اه يصد الناس عن طاعة ربهم عز وجل كما اقسم قديما بعد - 00:05:47
عندما طرد بان يغوي الخلق واقسم قسما عظيما ناسب ان يقابل هذا القسم العظيم استعاذات متكررة. ويعاد السؤال مرة الاخرى ما السر في الاستعاذة بالربوبية والملك والالوهية فيقال ان الربوبية مقتضاها القهر. مقتضاها القهر - 00:06:07
وتمام القدرة على الخلق والشيطان مخلوق بلا شك من المخلوقين. ومربوب لله عز وجل ربوبية قهر وذل فهو لا يخرج عن ملك الله ولا يخرج عن ربوبية الله عز وجل. فهو عبد لكنه عبد فاجر - 00:06:32
وعبد فاسق وعبد خارج عن طاعة الله عز وجل. فكان كانت الاستعاذة بربوبية الله مناسبة لهذا المعنى. فالرب عز وجل من كمال قدرته وربوبيته وقهره عز وجل واستعلائه يقهر هذا المخلوق الصغير الحقير - 00:06:51
هو الشيطان الرجيم ان كيد الشيطان كان ضعيفا. وذكر الملك ايضا تابع لمعاني الربوبية فانه ما من شيء يحدث في الكون الا وهو داخل تحت ملك الله عز وجل. فالشيطان يدعي او - 00:07:15
الشيطان يستعين بجنود كثيرين. وهذا نوع من من الملك. قدره الله سبحانه وتعالى عليه فاشارت هذه الاية الى كمال ملك الله عز وجل وان الشيطان مهما بلغ بالاستعانة بهؤلاء الشياطين والاعوان من - 00:07:34
الجن والانس فانهم مملوكون مقهورون مربوبون لله تعالى بقي الجواب عن الاستعاذة بالالوهية. ما الحكمة منها؟ فالجواب عن ذلك ان من اعظم مقاصد الشيطان صرف الناس ها عن توحيد الالوهية. عن توحيد الالوهية. وعن ان يوحدوا الله عز وجل. وان يقوموا بمقتضيات هذا - 00:07:53
توحيد من جميع الواجبات الشرعية وترك المحرمات كلها الصلاة والزكاة والصيام والحج بر الوالدين. وغيرها من الواجبات في المقابل ترك الزنا الربا الى اخره من المحرمات كلها تطبيقها هو نوع هو تطبيقها هو ثمرة من ثمار التوحيد الذي يدين العبد به لله عز وجل. والتوحيد - 00:08:19
هو تحقيق لالوهية لالوهيته سبحانه وتعالى. والا فالربوبية كل الناس يشتركون فيها. افالله تعالى رب الكفار ورب للمسلمين وهو كذلك عز وجل ربهم وخالقهم ورازقهم وهم عبيده اما قهرا واما اختيارا - 00:08:47
لكن التوحيد هذا لا يتحقق الا لمن امن بالله عز وجل وافرده بالعبودية. فالخلق تحت مسمى الربوبية يدخل فيهم فرعون ابليس الانبياء الرسل الملائكة. لكن تحت مظلة الالوهية او تحت معنى الالوهية. لا يدخل فيه الا - 00:09:10
من امن واسلم قال الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاعصاب. وقال الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا - 00:09:30
اما الالوهية اما العبودية الخاصة فهي العبودية التي تتضمن القيام بتحقيق الالوهية. افراده سبحانه وتعالى بالعبادة. والقيام بما اوجب من وزكوات وحج وصيام وغير ذلك. وترك ما حرم الله تعالى. ولهذا الشيطان لا يكتفي لا - 00:09:50
نكتفي بان يجعل الناس مشركين فقط لا. حتى من هم داخل دائرة الاسلام يسعى لان يضلوا باكبر قدر ممكن من يسعى لان يترك الانسان الصلاة ولو لم يكن مشركا. ويسعى الانسان ان يترك الزكاة. يسعى لان يترك الصيام. الحج يقطع والديه والعياذ - 00:10:14
بالله يقطع الرحم الى اخره. يحرص الشيطان ولو لم يعني يفلح في اخراج الانسان من دائرة الاسلام من الكفر. يحرص على ان يوقعه في الربا في الزنا في غير ذلك من المحرمات. اذا هذا من اسرار الاستعاذة بالوهيته عز وجل. اله الناس لان الله يريد - 00:10:34
ان نكون مخلصين له الدين. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. ومقتضى العبودية ان تأتي ما امرك به سيدك. وتنتهي عما نهاك عنه سيدك. سواء كان في التوحيد او - 00:10:54
فيما دونه من الاوامر. وسواء كان في الشرك او فيما دونه من النواهي. كل هذه الاستعاذات الثلاث اتت على معنى واحد او على شيء واحد وهو هذا الشيطان الرجيم. والعياذ بالله اعاذنا الله منه ومن شره. من شر الوسواس الخناس - 00:11:14
الوسوسة هي قرب الشيطان من صدر العبد وتسويله له فعل المنكر او ترك الواجب والخناس هو الذي يبتعد عن عن الانسان. ولذلك تقول خنس اي ابتعد فكيف يوصف هذا المخلوق ها بهذين الوصفين المتناقضين - 00:11:34
هل هو يوسوس او يخنس الجواب ان الشيطان يوسوس حينما يغفل العبد عن ذكر الله عز وجل. يتسلط عليه. ومن يعش عن ذكر نقيض له شيطانا فهو له قرين. فالانسان يحضره الشيطان في اشياء كثيرة - 00:11:57
ما اقسم بعزة الله ثم لاتينه من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجدوا اكثرهم شاكرين. يحضر الانسان عند اكله عند دخوله للبيت حتى عند اتيانه لاهله. ولذلك شرع لنا ان نسمي الله عز وجل. ونذكره عند الاكل نذكره عند دخول البيت - 00:12:20
اذكره عند اتيان الاهل لو ان احدكم اذا اتى اهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب ابني الشيطان ما رزقتنا فان يقدر بينهما وولد لم يضره الشيطان ذلك. لم يضره الشيطان بعد ذلك او كما قال عليه الصلاة والسلام. اذا نحن - 00:12:40
بالذكر ليخنس الشيطان ويبتعد. فان نحن غفلنا وسوس الشيطان في صدورنا. ولاحظوا ايها الاخوة التعبير القرآن عجيب جدا. لم يقل يوسوس في القلوب لان الشيطان يطوف بهذا القلب. يدخل في الصدر. الصدر معلوم. هذا هو الذي مجمع العظام - 00:13:00
المحيطة بالقلب. فلم يقل يوسوس في قلوب الناس انما قال يوسوس في صدورهم. لان الشيطان ايها الاخوة يتحين الفرص هو عدو يريد ان يدخل هذا القفص وهذا القلب تماما هو يعرف ان هذا القلب قلب المؤمن مهما كان تقصيره فانه يعترف - 00:13:21
ان اي ذرة من ايمان هي عبارة عن كنز يريد ان يقتنصه ويسرقه. فكأنه يراقب هذا القصر فاذا غفل حراسه دخل غفلة الحراس هي غفلة عن ذكر الله عز وجل. ولهذا جاء في حديث الترمذي عن ابي ما لك الاشعري وحسنه - 00:13:43
قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى امر يحيى ابن يحيى ابن زكريا بخمس كلمات. ومنها قال قال وامركم بذكر الله فان مثل من ذكر الله كمثل قوم طلبوا طلبوا رجلا معه كنز. فلجأ الى حصن فاغلق دونه ايش؟ هذا الحصن - 00:14:04
فلا يقدرون عليه. هذا الذي يذكر الله. اذا لم تذكر الله فكأنما مكنت عدوك من ان يأخذ ما معك من المال والكنوز لذا ايها الاخوة جاءت الشريعة بمشروعية الذكر في كل وقت. وخصوصا عند الصباح وعند النوم - 00:14:29
مبتدأ اليوم وانتهاء اليوم. ليكون الانسان قد حصن نفسه طرفي النهار. وعند النوم تلك وعند النوم لانه في تلك الحال يسلم روحه ولهذا يقول الانسان عند الدعاء اللهم اني وضعت جنبي وبك ارفعه. فان امسكت نفسي فارحمها. وان ارسلتها فاحفظها بما - 00:14:49
به عبادك الصالحين. فروحه حينما ينام ليست بيده. الله يتوفى الانفس حين موتها. والتي لم تمت في منامها تمسك التي قضى عليها الموت هي ارواح تتحرك. فما قدر اجلك وانتهى فان روحه تذهب ولا تعود. فيمسك التي قضاها - 00:15:13
عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى حتى يحين الاجل. فاذا ايها الاخوة لا سبيل لطرد هذا الشيطان او اعظم سبيل لطرده هو كثرة الذكر لله عز وجل. فانه حينئذ يخنس - 00:15:33
حينئذ يخنس ويبتعد فاذا غفل العبد تسلط عليه ولذلك كل انسان منا يلحظ هذا من نفسه. اذا اقترب واكثر من الذكر شعر بطمأنينة وراحة وشعر بنوع من اليسر في اداء العبادات - 00:15:49
وسهولتها على قلبه ونفسه. العكس من ذلك اذا غفل تجد ان الطاعات والعبادات تثقل عليه لماذا؟ لان الشيطان يتسلط عليه. ويثبطه وكانه يريد ان يجعله مرتبطا بالارض لا يريد ان لهذا العبد ان يقوم. ولا ان ولا ان يتحرك - 00:16:09
ولا ان يتحرك وقوة المؤمن ايها الاخوة في قلبه لا في بدنه. لا في بدنه. لذلك تجده شديد الحرص على الوسوسة في هذا الصدر متى وجد فجوة نص ودخل منها ومتى وجد الابواب مغلقة خنس وابتعد - 00:16:35
ولا تغلق ابواب القلب عليه بمثل ذكر الله تبارك وتعالى. ولذلك شرع لنا ان نذكر الله تعالى قبيل طلوع طلوع الشمس واذ شرع لنا ان نذكر الله تعالى قبيل غروب الشمس - 00:16:54
وشرع لنا ان نذكر الله بعد كل صلاة. وان نذكر الله عند النوم وعند الاكل وعند الدخول وعند دخول المنزل وعند الخروج منه وعند سفر وعند آآ حتى عند اتيان الاهل هذه الحالة التي قد ينسى الانسان فيها آآ تحرك الشهوة ونحو ذلك وامر الانسان ان يذكر الله - 00:17:09
تعالى لان الشيطان يحضر ابن ادم في كل شيء قدره الله هكذا ولكن لرحمة الله من رحمة الله بنا ان لم يدعه دون علاج ودون مدافعة ابدا. هذا عدو جعل الله لنا من الاسلحة ما ندفعه بها. واعظمها ذكره - 00:17:29
ذكره سبحانه وتعالى. اذا ايها الاخوة هنا قال من شر الوسواس الخناس. ما شأن هذا الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ثم بين من هم هؤلاء الناس فقال من الجنة والناس - 00:17:49
عجيب كيف من الناس يوسوس في صدور الناس؟ ثم يقول من الجنة والناس. هنا يقول العلماء انه ذكر الناس هنا من باب التغليب. من باب التغليب لشرف جنس الانس على جنس الجن. وبعضهم يقول انه يصح لغة - 00:18:08
وهذا معروف كما قال ابن جرير وغيره. ان يطلق لفظ الجنة على الانس عفوا لفظ الناس على الجن والانس. فالمقصود ان قوله من هذه من بيانية اي تبين من هم الذين يوسوس الشيطان في صدورهم من هم الذين يوسوسوا الشيطان في صدورهم - 00:18:28
فيا ايها الاخوة هذه سورة علينا ونحن ان نقرأها في اذكارنا ان نستحضر ولو شيئا من هذه المعاني لانه وهذا شيء معروف. كلما كان الانسان اكثر استحضارا لمعالي ما يقرأ كان اثر ذلك على قلبه - 00:18:48
اعظم وليس من ذكر الله بقلب حاضر كمن ذكر الله بقلب غافل الله لا شك لا يستوون امر اخر يغفل عنه بعض المستعيذين. وهو انه حينما يستعيذ بالله من الشيطان تجري الاستعانة - 00:19:08
هذا على لسانه دون استحضار لمعاني الاستعاذة. فمثلا روى البخاري ومسلم في من حديث سليمان ابن ابن سرد رضي الله عنه. قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم. فغضب احدهم - 00:19:28
وما حتى احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بعض الناس حينما يغضب يقال له قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا بس عطف لسانه كأنه نوع من التربية لمن؟ للقائل. لا يا اخي. قلها وانت تعتقد - 00:19:48
لان هذا علاج لهذا الغضب لانه من الشيطان. وما معنى الرجيم؟ اي المرجوم فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى مقتول والمرجوم هو البعيد هو البعيد وانا اقول المعنى الذي نغفل عنه كثيرا حينما نستعيذ هو ان هذا الشيطان مخلوق ومربوب لله - 00:20:10
وانه تحت سطوة الله وتحت قدرة الله وان الله تعالى ربه وقادر عليه وقاهر فوقه سبحانه وتعالى. فانت تستعيذ بالقوي القاهر العظيم الكبير سبحانه وتعالى بهذا العدو الحقير اللعين المرجوه. فلو انك استحضرت هذا والله لرأيت - 00:20:34
فكأن الشيطان انما هو ذرة في الارض تحت قدميك. لكن استعظام الشيطان هو الذي يجعل ماذا؟ يجعل الاوامر ثقيلة ويجعل التكاليف صعبة على الانسان. ويجعل النشاط الى العمل وان كان غير شاق شاقا - 00:21:02
انظروا ماذا قال الله تعالى في التعقيب على غزوة احد؟ لما قيل للصحابة رضي الله عنهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا ايش؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. لاحظ قال الله فانقلبوا بنعمة من الله - 00:21:22
فضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. قال الله بعدها انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه قال اهل العلم اي يخوفكم باوليائه العدو ضخم العدو العدو كبير وانتم ضعاف وانتم وانتم وانتم فهو يخوفكم باوليائه - 00:21:43
والله يقول ان كيد الشيطان كان ضعيفا. لكن لا يستشعر الانسان ضعف الشيطان الا من عظم في قلبه تذكر هذا المعنى. وهو تذكر عظمة الرحمن عز وجل. عظمة القوي عظمة القهار. عظمة الكبير عز وجل المتعال - 00:22:07
على خلقه سبحانه وتعالى. اما ان يستعيذ الانسان وفي قلبه ترددا وخوف هذا لا يليق ابدا بالمؤمن الموحد. شأن المؤمن ان يستعيذ وقلبه مملوء بالتعظيم لله جل وعلا. والاحتقار الشيطان الرجيم - 00:22:27
ولهذا هذا المعنى وانا اقوله يقينا لو استحضرناه عندما يؤزنا الشيطان او يأمرنا او يحركنا الى معصية من المعصية فاستعذنا بالله استعاذة الطالب الهارب من الشيطان اللاجئ الى رب العالمين والله لا يخيبك الله. لا يخيبك الله - 00:22:44
اهرب منه اهرب من عدوك والجأ الى من يكفيك ويؤويك ويحميك سبحانه وبحمده. هذه ايها الاخوة المعاني هي من اعظم ثمار تدبر هذه السورة. من اعظم ثمار تدبر هذه السورة. اما ان تتلى هكذا على طرف النساء - 00:23:06
وكأنها يعني تجري على كما يجري يعني المعذرة على هذا تنبيه موافقة الساعة او كأنها مسجلة على السنتنا دون حضور قلوبنا فهذا في الواقع تقصير شديد منا. علينا ان نجاهد انفسنا على استحضار هذا المعنى العظيم. فان - 00:23:26
توكل على الله كفاه. ومن اتقاه وقاه ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله بالغ ان الله بالغ امره. وكذلك من استعاذ بالله عز وجل اعاذه. ومن لجأ اليه - 00:23:46
الله سبحانه وتعالى. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذنا واياكم جميعا من الشيطان الرجيم ومن همزه ونفثه ونفخه. ونعوذ به تعالى من ان يضل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا صدق التوكل عليه وصدق اللجأ اليه انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم - 00:24:01
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:21
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على تفسير سورة الناس |ليلة الاثنين 1-7-1436هـ| د.عمر المقبل |