باحث

ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:06ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدى هدى محمد صلى الله الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اما بعد يا كرام - 00:00:26ضَ

هذه الدورة موضوعها متعلق بمسائل التزكية رشح لهذا الموضوع رسالة الوصية الصغرى لشيخ الاسلام تقي الدين احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى ومدار هذه الرسالة بما سوف يأتي معنا - 00:00:49ضَ

متعلق اساسا بموضوع التزكية وهي سؤال عن جواب او عفوا هي جواب عن سؤال ارسله له ابو القاسم المغربي والكرام في التزكية ايها الكرام مهم جدا لطالب العلم فهو اصل من اصول دعوة الرسل. عليهم الصلاة والسلام. في التنزيل لقد من الله على المؤمنين - 00:01:27ضَ

اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيه. تأمل. قال يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فاعظم مقاصد دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام - 00:02:05ضَ

العلم والتزكية العلم والتزكية وكلما زاد المسلم في تزكيته لنفسه كلما زاد انتفاعه بالوحي وهذه مسألة مهمة شريفة. كلما ازداد المسلم تزكية لنفسه واصلاحا لقلبه كلما ازداد انتفاعه بالوحي في التنزيل قول الله تبارك وتعالى - 00:02:30ضَ

وما انت بهادي العمي عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون. يخاطب رب العزة والجلال نبيه عليه الصلاة والسلام قائلا له وما انت بهادي العميا عن ضلالتهم - 00:03:07ضَ

يعني لا تملك يا محمد عليه الصلاة والسلام ان تهدي العمي الذين اضلهم الله جل وعلا واعمى بصيرتهم ان تسمعوا والمراد بالسمع هنا سمع الانتفاع قال ان تسمع الا من يؤمن باياتنا. فانك يا محمد تسمع سمع انتفاع من - 00:03:27ضَ

باياتنا فالذي يؤمن بالايات ويؤمن بالوحي ويعظمه ويصدر عنه هذا الذي ينتفع بالتزكية ويزداد منها ويأخذ منها حظا عظيما والتزكية ايها الكرام لا تكونوا الا بالعلم الصحيح القائم على كتاب الله عز وجل وعلى سنة رسوله. عليه الصلاة والسلام - 00:03:57ضَ

ولذا لما قيل لعمر ابن عبد العزيز رحمه الله قيل له ان اقواما يعظون بغير الكتاب والسنة فقال من لم يتعظ بالكتاب والسنة فلا وعده الله فالتسلية الصحيحة التزكية الحقة - 00:04:27ضَ

هي القائمة على كتاب الله عز وجل وعلى سنة رسوله. عليه الصلاة والسلام. لا تزكية بالاحاديث الواهيات وما بالقصص المكذوبات ولا بالقصائد والمدائح فان هذه وان حققت تزكية فانها تزكية موهومة - 00:04:49ضَ

لا تقوم على اصل ولا على ساق. لان الذي خلقه هو الله جل وعلا والذي يعلم ما يصلح النفوس هو الله جل وعلا فلذا انزل الوحي وجعل فيه ما يزكي هذه الانفس - 00:05:14ضَ

ويصلح هذه القلوب. ولاجل هذا ايها الكرام اولى السلف رحمهم الله بشأن التزكية اهتماما عظيما الحسن البصري رحمه الله تبارك وتعالى كان له مجلس خاص لا يتكلم فيه الا بمسائل الزهد والورع والتعبد والتأله والتنسك - 00:05:37ضَ

لا يتكلم فيه الا بهذا. وقد قال الضحاك ابن مزاحم رحمه الله قال لقد رأيتنا وما نتعلم الا الورع قال ولقد رأيتنا وما نتعلم الا الورع وقال ايضا كان اصحابنا - 00:06:12ضَ

لا يتعلمون الا الورع لا يتعلمون الا الورع ما يتعلق باصلاح هذه القلوب والتورع عن الحرام والبعد عن بواطن ومظان الشبهات لذا قال ايضا الحسن البصري رحمه الله قال العلم علمان - 00:06:36ضَ

قال علم في الظاهر فهذا حجة الله على عبده وعلم في الباطل وهذا هو العلم النافع قال العلم علمان علم في الظاهر علم الظاهر على الجوارح كالصلاة والصيام ووعظ الناس - 00:07:00ضَ

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال وعلم في الباطن قال وهذا هو العلم النافع فالعلم في الظاهر ايها الاخوة هذا حجة حجة الله عز وجل على خلقه فالانسان اذا كان متكلما واعظا ناصحا - 00:07:25ضَ

هذا العلم حجة الله على هذا المتكلم وهذا الواعظ لماذا لان الانسان ان لم يقم بهذا العلم بحقه وتحقيقه والعمل به. فهذا الذي تتكلم به وتنصح به غيرك هذا حجة حجة عليك - 00:07:50ضَ

لكن العلم الذي ينفع والعلم الذي يعلي الدرجات ويعلي المقامات عند الله سبحانه وتعالى هو العلم الباطن ايش المراد بالعلم الباطن محبة الله عز وجل خشيته الانابة اليه الخوف منه عز وجل الرجاء لما عنده سبحانه وتعالى - 00:08:10ضَ

هذا هو العلم الباطن علم المحبة والخشية والخوف والاقبال على الله سبحانه وتعالى اذا قال الله جل وعز انما يخشى الله من عباده العلماء. فكلما كان العبد اكثر علما لله عز وجل كلما كان - 00:08:36ضَ

اكثر خشية له سبحانه وتعالى واعلم ايها المكرم ان جمال العلم الظاهر انما هو ناشئ عن جمال العلم الباطن النفع والاثر الذي يحصل بدعوات الدعاة وبنصح الناصحين وبوعظ الواعظين لن يكون ايها الكرام جميلا ومؤثرا ونافعا الا - 00:08:53ضَ

اذا صدر عن علم في الباطن الا ان كان صادرا عن خشية الله ومحبة الله والاقبال على الله تبارك وتعالى والاخلاص له سبحانه وتعالى. بهذا يجبر العلم الظاهر واعتبر لهذا بقول الله تبارك وتعالى - 00:09:27ضَ

ولباس التقوى ذلك خير. تأمل شبه رب العزة والجلال التقوى باللباس الظاهر الذي يتزين به الانسان هذه الرسالة كما قلنا لكم سلمكم الله في مطلع الكلام هي رسالة الوصية الصغرى - 00:09:47ضَ

لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والوصية ايها الاخوة هي اسم لما عظم شرعا او هي حث وتذكير بما حقه ان يعظم ويصان هذه الوصية اسم لما ينبغي ان يعظم شرعا - 00:10:13ضَ

او حث وتذكير بما حقه ان يعظم ويصان. ولا زال العلماء رحمهم الله تعالى يكتبون وصايا ويوصون ابناءهم وطلابهم بما فيه نفعهم وصلاحهم في الدين والدنيا فابو الوليد الباجي مثلا له نصيحة - 00:10:34ضَ

لولديه النصيحة الولدية يوصي فيها ابناءه بلزوم العمل الصالح والابتعاد عن ما حرم الله تبارك وتعالى وكذلك ابن الجوزي رحمه الله له وصية لولده كذلك والالبيري له التائية المشهورة التي يوصي فيها ولده ايضا لزوم العلم. ابا بكر دعوتك لو اجبت اذا ما فيه حقك لو عقلت الى علم تصير به - 00:11:00ضَ

مطاعا ان امرت وان نهيته وكذلك ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى كتب ايضا وصية لعموم المسلمين ولطلابه وتلامذته يوصيهم بها بلزوم العمل الصالح والبعد عما حرم الله تبارك وتعالى والحذر مما يفسد العمم. وشيخ الاسلام رحمه الله تعالى - 00:11:35ضَ

له وصية الوصية التي بين ايدينا وهي الموصومة بالوصية الصغرى وهي التي ارسلها لابي القاسم المغربي كجواب عن سؤالاته والوصية الثانية هي الوصية الكبرى. الوصية الكبرى وهي التي كتبها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:12:02ضَ

لاتباع الشيخ عدي بن مسافر حيث كان اتباع الشيخ علي بن مسافر قد غلوا في شيخهم. وكان شيخا مقدما معظما صاحب علم وديانة وكان له اتباع غلوا فيه. فكتب الشيخ لهم وصية يوصيهم فيها بتقوى الله - 00:12:27ضَ

وبالبعد عن الغلو وبالتزام اصول الاسلام والعمل باحكامه اذا لشيخ الاسلام وصيتان الكبرى والصغرى وسميت هذه بالصغرى لانها اذا قوبلت بالاخرى كانت صغرى من حيث الحجم فوصية الشيخ لاتباع الشيخ علي بن مسافر هي اكبر من هذه. وتسمية الوصية بالصغرى لم تقع من تصرف الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:12:52ضَ

ان ما وقعت من تصرف تلميذه ابن ابن رفيق ابن رشيق. وكان ابن رشيق رحمه الله تعالى اعلم بخط الشيخ منه فكان اذا اشكل شيء من كتابة الشيخ ابن تيمية وكان سريع الكتابة. وكان خطه يتصل او يصل فيه الكلمة بالاخرى - 00:13:24ضَ

اذا اشكل عليه شيء كان يسأل من؟ كان يسأل ابن رشيق بخبرته بخط بخط شيخه نعم. طيب نقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. فهذا سؤال ابي القاسم المغربي قال رحمه الله - 00:13:53ضَ

يتفضل الشيخ الامام بقية السلف وقدوة الخلف اعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب تقي الدين ابو العباس احمد ابن بان يوصيني بما يكون فيه صلاح ديني ودنياي. ويرشدني الى كتاب يكون عليه اعتمادي في علم الحديث. وكذلك في غيره - 00:14:22ضَ

من العلوم الشرعية. وينبهني على افضل الاعمال الصالحة بعد الواجبات. ويبين لي ارجح المكاسب. كل ذلك على قصد الايماء والاختصار والله تعالى يحفظه. والسلام الكريم عليه ورحمة الله وبركاته. نعم هذا هذا هو السؤال الذي وجهه ابو - 00:14:42ضَ

القاسم المغربي رحمه الله تعالى لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وسأل فيه ابو القاسم شيخ الاسلام اربعة اسئلة. سأله اولا عما يكون فيه صلاح دينه ودنياه. ثم سأله ثانيا عن كتاب في علم الحديث وفي غيره من العلوم - 00:15:02ضَ

وسأله ثالثا كذلك عن افضل الاعمال بعد الفرائض ثم سأله رابعا عن افضل المكاسب وافضل الاعمال الدنيوية التي يحصل من خلالها الرزق الذي يستعين به على هذه الدنيا وعلى طاعة الله تبارك وتعالى. هذا السؤال - 00:15:27ضَ

وقع من عالم لعالم ابو القاسم المغربي التجيلي السبت كان عالما ترجم له الذهبي في المعدم المختص بالمحدثين وله رواية وفي هذا ايها الاخوة من الفوائد التربوية ان فضل العالم - 00:15:50ضَ

وعلم العالم لا ينبغي ان يحمله على ترك سؤال غيره من اهل العلم والفضل ففي هذا هو للنفس وتواضع حسن فالعالم وان علا كعبه لكن لا يعني هذا ان يتعالى - 00:16:15ضَ

وان يتعرى في نفسه بحيث لا يسأل غيره من اهل العلم فينبغي على طالب العلم وان كان صاحب علم وفهم وبحث ينبغي عليه اذا اشكل عليه شيء ان يسأل غيره - 00:16:34ضَ

من اقرانه او ممن هم اعلى منهم علما وفضلا من علمائه واشياخه فالتعاون في النفس مرض مهلك. نعم. فاجاب رحمه الله الحمد لله رب العالمين. اما الوصية فما اعلم وصية انفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها. قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب - 00:16:55ضَ

من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه الى اليمن فقال يا معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. نعم. بدأ شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بحمد الله - 00:17:22ضَ

وحمد الله جل وعلا هو عادة المصنفين وعادة المؤلفين. وعادة المتكلمين في الدين وفي كل شأن وامر فينبغي ان يحمد الله تبارك وتعالى عند الكتابة وعند ابتداء المجالس وعند ابتداء الكتابة والتصنيف - 00:17:43ضَ

طلبا للبركة من الله سبحانه وتعالى ولانه جل وعلا مستحق للمحامد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لم يتعقب المؤلف او لم يتعقب السائل بثنائه حيث اثنى ابو القاسم المغربي على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى حيث قال - 00:18:03ضَ

بقية السلف الشيخ الامام قدوة الخلف اعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب لم يتعقد الشيخ مثل هذه العبارات التي فيها التعظيم الواضح والجواب عن هذا ايها الاخوة ان العالم وهذا ملحق تربوي ايضا. ان العالم - 00:18:35ضَ

قد يترك التنبيه والتعقيب على ما لا يرضاه مراعاة للحال والمقام ان العالم قد يترك التنبيه والتعقيد والتعليق على ما لا يرضاه مراعاة للحال والمقام هذا المقام مقام جواب عن سؤال - 00:19:01ضَ

وبدأ شيخ الاسلام بهضب نفسه وانكار هذه الكلمات وهذا التعظيم وهذا الثناء لا يتناسب مع هذا المقام هذا الحال ففي هذا من الفوائد ان العالم قد يترك التعليق احيانا والتعقيم على اشياء لا يرضاها مراعاة للحال او للظرف - 00:19:23ضَ

قول الزمان او للمقام. فلربما لم يسمح المقام والحال والظرف ان يتعقب العالم ما قد يراه من خطأ او من خلل فيرجئ ذلك الى مقام اخر. قوله فما اعلم وصية انفع من وصية الله ورسوله عليه الصلاة والسلام لمن عقلها واتبعها - 00:19:45ضَ

علق شيخ الاسلام الانتفاع بالوصايا بامرين مهمين اولهما العقل وهو الفهم ان يفهم الانسان معنى هذه الوصية ثم الثاني العمل بها العقل والفهم والعمل بهذه الوصية الذي يجمع هذين الامرين ان يعمل الانسان بما علم - 00:20:10ضَ

ان يعمل الانسان بما علم اذا قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى ليس العلم ما حفظ انما العلم ما نفع قال ليس العلم ما حفظ انما العلم ما نفع فالانتفاع بالوصية او بالوصايا الشرعية لا يتم الا بفهم وعقل وكذلك حرص على العمل - 00:20:40ضَ

قوله ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه الى اليمن قال يا معاذ اتق الله حيثما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها. وخالق الناس بخلق حسن ايها الاخوة امثل ما قيل في تعريفها هي اسم جامع - 00:21:05ضَ

لكل ما يقيك من عذاب الله عز وجل. بفعل ما امر وترك ما نهى عنه وزجر هذا من احسن ومن امثل ما قيل في تعريف التقوى. اسم جامع لكل ما يقيك من عذاب الله عز وجل - 00:21:33ضَ

وذلك بفعل ما امر الله جل وعلا وترك ما حرم الله سبحانه وتعالى والتقوى ايها الكرام هي سبب كل خير والله لو ان الانسان اتقى الله جل وعلا لينا خيرا عظيما - 00:21:52ضَ

يعجز اللسان عن وصفه فالتقوى سبب الخير في الدنيا بجميع صوره واشكاله واصنافه والتقوى سبب الخير في الاخرة وسبب النجاة عند الله تبارك وتعالى. جزاك الله خير والسبب النجاة عند الله تبارك وتعالى - 00:22:13ضَ

اما في الدنيا فقد قال الله جل وعز ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب - 00:22:37ضَ

وتأمل معي في قول الله جل وعز يجعل له مخرجا ومخرج هنا جاءت معماة ولم تفسر وتفصل مخرجا من ماذا مخرجا من كل ضيق او شر او هم او سوء - 00:22:55ضَ

كل ما يضيق به الانسان ويكون سببا في اذاه فان الله تبارك وتعالى يجعل له بسبب التقوى مخرجا. وكذلك التقوى ايها الكرام ام هي سبب في نجاة العبد عند الله عز وجل - 00:23:16ضَ

كما قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا قال ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا فالمتقين عنده ميزان هذا الميزان يستطيع من خلاله ان يميز بين الحق والباطل - 00:23:34ضَ

فالمتقي بصير بالحق. بصير بالشر فالتقوى سلمكم الله هي اعظم ما يحصل به الانسان الخيرات في الدنيا وفي الاخرة قال رجل ليونس ابن عبيد رحمه الله قال اوصني. قال اوصني - 00:23:56ضَ

فقال اوصيك بتقوى الله والاحسان. فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قال فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وودع ابن عون رجلا الى سفر فقال له عليك بتقوى الله فان المتقي ليس عليه وحشة - 00:24:18ضَ

تأملوا قال عليك بتقوى الله. فان المتقي ليس عليه وحشة. المتقي لا يستوحش يا اخوة من قلة الاصحاب وقلة الرفقاء وقلة المعين بما اتاه الله تبارك وتعالى اياه من انس به سبحانه وتعالى وانس بطاعته جل وعلا وعلى اذا قيل - 00:24:44ضَ

اذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وان كان كاسيا. اذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وان كان كاسيا فيكون الانسان غير المتقي في واقع الامر وحقيقة حال عريانا - 00:25:06ضَ

وان كان في الظاهر ايش مكسيا ومداء التقوى ايها الكرام على ثلاثة اصول حدها الجامع حد التقوى الجامع يقوم على ثلاثة اصول. اولها واعظمها ورأسها واساسها محبة الله عز وجل - 00:25:25ضَ

هذا اول ما يقوم عليه التقوى اصوله اركانه محبة الله عز وجل بان المتقي انما يتقي الله ابتداء لماذا ايها الاخوة؟ لانه يحب الله عز وجل فالمحرك الاساسي للتقوى هو محبة الله سبحانه وتعالى. ثم ثانيا - 00:25:44ضَ

من اصول التقوى الرجاء رجاء ما عند الله سبحانه وتعالى وعلامة صحة الرجاء وصدقه العمل بما امر الله سبحانه وتعالى. العمل بما امر الله سبحانه وتعالى واما الاصل الثالث فالخوف. الخوف من الله عز وجل والخوف من عذابه وعقابه. وعلامة ذلك ترك ما حرم الله سبحانه - 00:26:11ضَ

وتعالى. في الحديث في حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ان الحقوق التي تجب على العبد حقان الحقوق التي تجب على العبد حقان اولهما حق الله عز وجل - 00:26:38ضَ

حق الله عز وجل واعظمه التوحيد وما يتبع ذلك من فعل الامر وترك النهي والاقبال عليه عز وجل بالتوبة والاستغفار والحق الثاني هو حق العبد. وحق العبد وذلك بمعاملة الخلق - 00:26:58ضَ

بمحاسن الاخلاق بمحاسن الاخلاق. نعم. قال رحمه الله وكان معارض رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة علية. فانه قال لها يا معاذ والله اني لاحبك. وكان - 00:27:23ضَ

وراءه وروي فيه انه اعلم الامة بالحلال والحرام. وانه يحشر امام العلماء برتوه اي بخطوة ومن فضله انه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه داعيا ومفقها ومفتيا وحاكما الى اهل اليمن. وكان - 00:27:43ضَ

بابراهيم الخليل عليه السلام. وابراهيم امام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ان معاذا كان امة قانتا لله ابي حنيفة ولم يكن من المشركين تشبيها له بابراهيم. ثم انه ثم انه صلى الله عليه وسلم وصاه هذه الوصية - 00:28:03ضَ

فعلم انها جامعة. وهي كذلك لمن عقلها مع انها تفسير الوصية القرآنية. نعم قوله رحمه الله تعالى وكان معاذ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة علية - 00:28:23ضَ

معاذ رضي الله عنه كان كان له من الفضائل ما لم يشركه فيه غيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم حيث امتاز معاذ رضي الله عنه بامور اهمها اولا محبة النبي صلى الله عليه وسلم له - 00:28:42ضَ

حيث قالوا حيث قال له عليه الصلاة والسلام قال يا معاذ والله اني لاحبك. قال والله اني لاحبك فمعاذ اختص بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم له كذلك ثانيا اختص معاذ - 00:29:05ضَ

بكونه من علماء الصحابة فكان معاذ عالما رضي الله عنه وكان اعلم الناس بالحلال والحرام وكذلك اختص معاذ ايضا لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم فكان قريبا من النبي عليه الصلاة والسلام حتى كان يردفه خلفه عن الدابة - 00:29:25ضَ

فلذلك كان معاذ بمنزلة علية كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث اني لاحبك او قال والله اني لاحبك سبب ايراد هذه الجملة بين يدي الوصية - 00:29:54ضَ

وصية النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ سبب ايرادها انه صلى الله عليه وسلم يحب معاذا وان هذه المحبة تقتضي الوصية والنصيحة الصادقة وهذه فائدة تربوية ان المحبة الصادقة تقتضي الوصية والنصيحة الصادقة - 00:30:17ضَ

لاجل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والله اني لاحبك لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فلما احب النبي صلى الله عليه وسلم معاذا محبة عظيمة وكان عنده بمنزلة عليا اوصاه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:46ضَ

بما فيه خيره وصلاحه. ومن اهم اداب الوصية ايها الاخوة حينما يوصي المسلم اخاه او يوصي غيره لا بد ان يتصف المسلم حال وصيته او ان تتصف الوصية بامور. اولها واعظمها الاخلاص لله عز وجل. فالوصية ايها الكرام - 00:31:11ضَ

اذا لم تكن مما يبتغى بها وجه الله جل وعلا فلن تكون مقبولة عنده تبارك وتعالى. وكذلك لن تؤثر في من امامك لان اثر العمل انما يكون بالاخلاص لله سبحانه وتعالى. فاول ما يراعى فيه شأن الوصية او - 00:31:41ضَ

اولا اخلاصها لله عز وجل ثم ثانيا ان تشتمل هذه الوصية ايها الاخوة ان تشتمل وصيتك لاخيك على الرفق وعلى الرحمة وعلى اللين وعلى محبة الخير لاخيك فان الوصية اذا تجردت عن الرفق والرحمة واللين - 00:32:05ضَ

فانها ستنعكس الى الضد. وعلى العكس فلك ان تتأمل في وصية غليظة او وصية من اخ لاخيه شديدة لا رحمة فيها لا يرى فيها الموصى اليه رحمة منك وشفقة. كيف سيقبلها منك - 00:32:38ضَ

لن يقبلها اذا من اهم اداب الوصايا او الوصية ان تكون مغلفة ايها الاخوة الكرام بغلاف الرحمة والمحبة والشفقة والرفق ثم ثالثا وهذا ثالث ادابها ان تكون او ان يكون الموصي حليما بعد وصية - 00:33:00ضَ

فلربما اذا اوصيت اخاك لم يقبل منك ولربما اذاك في كلامه فلا ينبغي عليك ان تخرج عن الحلم فلابد ان تكون حليما بعد الوصية فلا تؤذي ولا تعنف ولا تشدد - 00:33:25ضَ

انما تكون حليما بعد الوصية قوله وكان يردفه وراءه وروي قوله وروي جرت عادة المتأخرين ايها الاخوة من علماء الحديث انه يعبرون عن حديثي الذي فيه ضعف بقولهم روية بقولهم روية - 00:33:48ضَ

وهذا الحديث الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم عن معاذ انه اعلم الامة بالحلال والحرام حديث منتقد ولكن الاقرب انه مقبول. وقد اخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الحافظ الذهبي. وكذلك صححه الشيخ - 00:34:09ضَ

رحمه الله تبارك وتعالى الجميع قوله وانه يحشر امام العلماء برتوه يحشر امام العلماء برتوة. فسرت الرتوى كما هنا بالخطوة اي ان معاذ بفضله وعلو منزلته يحشر قدام العلماء بخطوة يتقدمهم يوم القيامة - 00:34:28ضَ

وهذا ايضا دل على ماذا؟ على فضله وشرفه وانه من اجل العلماء. رضي الله تعالى عنه وعن جميع صحابة النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا ايها الاخوة ايضا فائدة تربوية - 00:34:54ضَ

في الاثر وهذا اثر صحيح اخرجه الشيخ الالباني في الصحيحة فيه ان العلماء يتفاوتون ويتفاضلون فليس العلماء يا كرام على مرتبة ولا على منزلة سواء فهم متفاضلون في اخلاصهم وفي صدرهم وفي جهادهم وفي دعوتهم - 00:35:11ضَ

وفي احوالهم الايمانية والقلبية وفي عباداتهم الظاهرة فليس العلماء ايها الاخوة في منزلة سواء لذلك لا ينبغي ايها الاخوة ان يعامل طالب العلم العالم على انه كامل. هذه مسألة مهمة - 00:35:38ضَ

جدا الذي يعامل علماء على انهم كمل لا ينبغي ان يخطئوا ولا ينبغي ان يكون لهم حظ في الدنيا هذا مخطئ يا اخوة وسيخسر كثيرا وسيسيء الظن والظنون بالعلماء كثيرا - 00:36:00ضَ

الازمنة المتأخرة هي اخوة التي نعيشها اصبحت خصار الايمان فيها منفكة اصبحت خصال الايمان فيها منفكة. بمعنى ان العالم لما تأخر به الزمان تلبسه بشيء من حظوظ الدنيا وتلبس بشيء من اهوائها وشهواتها - 00:36:20ضَ

فلا ينبغي والحالة هذه ان يهجر العالم اذا كان هذا وصفه وحاله. فما دام العالم على الجادة جملة وعرف صدقه ودعوته وان كان عنده تقصير وتفريط لكن لا ينبغي ان يهجر - 00:36:47ضَ

وان يترك وان يحذر منه بل ينبغي ان يحترم وان يقدر وان يستفاد من علمه. اذا العلماء ايها الاخوة على مراتب وعلى منازل فليس العلماء في علمهم ولا في صبرهم ولا في اخلاصهم. ليسوا على مرتبة واحدة. قال هنا - 00:37:05ضَ

ومن فضله انه بعثه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه قال داعيا داعيا يعني مراقبا ومرهبا داعيا مرغبا ومرهبا بما ورد في الشرع من مراقبات ومرهبات. قال ومفقها. يعني معلما للحلال والحرام - 00:37:25ضَ

قال ومفتيا يعني مجيبا عن السؤالات قال وحاكما يعني قاضيا يفض النزاعات بين بين الناس قال وكان يشبهه بابراهيم الخليل عليه السلام. لان الصواب يا اخوة ان يقال وكان يشبه بابراهيم - 00:37:51ضَ

لان الضمير في قوله يشبهه يعود على من؟ على النبي عليه الصلاة والسلام ولم يثبت على لسان صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم ذلك لم يثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يشبه معاذا بمن؟ بابراهيم الخليل. لم يصح هذا. انما ثبت هذا كما اورد المصنف رحمه الله - 00:38:19ضَ

على لسان من؟ على لسان بعض الصحابة كابن عباس رضي الله تعالى عنهما. اذا لعل الصواب ان يقال وكان يشبه بابراهيم الخليل عليه السلام قال وابراهيم امام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ان معاذا كان امة قانتا لله حنيفا ولم - 00:38:42ضَ

ومن المشركين هذا ثبت عن ابن مسعود قلنا عن ابن عباس لا عن ابن مسعود كان يقول ابن مسعود ان معاذا كان امة. والامة هو الذي الامة هو القدوة. الذي جمع خصال الخير - 00:39:06ضَ

قانتا القنوت هو دوام الطاعة حنيفا الحنيف هو المائل. عن الشرك الى ضده وهو التوحيد قال ولم يك من المشركين تشبيها له بابراهيم طيب مع ماء لمعادي اخوة من الفضائل والمناقل مع ذلك في هذا الحديث اوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا بماذا - 00:39:25ضَ

بالتقوى مع مال معاذ من الفضائل والمناقب رضي الله عنه الا انه صلى الله عليه وسلم اوصى معاذا بماذا بالتقوى وفي هذا فائدتان الاولى ان فضل العالم وشرف العالم وديانته - 00:39:53ضَ

لا تبدع من وصيته بالتقوى فلو كان العالم تقيا او كان الانسان صالحا فهذا لا يمنع من ان يوصى بالتقوى فالنبي صلى الله عليه وسلم اوصى معاذا بالتقوى. مع ما له من الفضائل والمناقض - 00:40:19ضَ

ثم الثانية الحرص يا اخوة على وصايا النبي صلى الله عليه وسلم الحرص على وصايا النبي صلى الله عليه وسلم. بما فيها من عظيم الفوائد وعظيم المنافع طيب قوله وكان يشبهه وقلنا الصواب كان يشبه - 00:40:38ضَ

بابراهيم هنا مسألة هل يجوز يا اخوة ان يشبه عامة الناس بالانبياء عليهم الصلاة والسلام. هنا شبه معاذ بمن بابراهيم عليه الصلاة والسلام. هل يجوز ان يشبه البشر عموما بالانبياء عليهم السلام - 00:41:01ضَ

ظاهر هذا الاثر يدل على ماذا؟ يدل على الجواز ولا اختصاص للصحابة بهذا اذ لا دليل على اختصاص بهذا التشبيه ظاهر هذا الاثر يدل على الجواز وقد قال حذيفة رضي الله عنه - 00:41:21ضَ

قال ان اشبه الناس دلا وسمتا وهديا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انا ابن ام عبد. يعني من؟ ابن مسعود. يعني ابن مسعود يعني ابن مسعود وهذا التشبيه ايها الكرام ينبغي ان يراعى فيه امران - 00:41:41ضَ

قلنا بالجواز لكن يراعى بتشبيه البشر او عموم الخلق بالانبياء عليهم الصلاة والسلام من جهة التجويز امران الاول منهما ان هذا التشبيه ينبغي ان يكون في بعض الصفات له في جميعها - 00:42:02ضَ

ينبغي ان يكون هذا التشبيه اذا قلنا بجوازه ان يكون في بعض الصفات لا في جميعها يعني لا حرج ان يقال انف فلان يشبه انف النبي عليه الصلاة والسلام. او مشية فلان تشبه مشية النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا. لكن ان - 00:42:22ضَ

ادمي بالنبي صلى الله عليه وسلم مثلا تشبيها مطلقا من كل وجه له. الاصل ان هذا لا يسوغ والقيد الثاني ان يفترز هذا التشبيه في حق الفساق والفجار ان يحترز عنه في حق من؟ في حق الفساق - 00:42:40ضَ

والفجار فلا يتوسع فيه في عمومي الخلق قوله ثم انه صلى الله عليه وسلم وصاه بهذه او وصاه هذه الوصية فعلم انها اجامعة وهي كذلك؟ يعني جامعة للخيرات؟ جامعة لخيري الدنيا والاخرة. قال لمن عقلها مع انها تفسير - 00:43:03ضَ

الوصية القرآنية يعني هذه الوصية ايها الكرام سلمكم الله وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ هي وصية الله عز وجل في القرآن لجميع خلقه هي وصية القرآن قال الله جل وعلا - 00:43:28ضَ

ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله والوصية بالتقوى هي وصية الرسل جميعا. عليهم الصلاة والسلام باقوامهم ولاممهم كما في قول الله تبارك وتعالى اذ قال لهم اخوهم نوح الا تتقون - 00:43:45ضَ

اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون. اذ قال لهم اخوهم صالح الا تتقون؟ اذ قال لهم اخوهم الا تتقون. اذ قال لهم شعيب الا تتقون وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم امته - 00:44:08ضَ

كما في التنزيل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. فالوصية بالتقوى هي وصية الله عز فالنبي صلى الله عليه وسلم اوصى بها معاذا مع انها وصية رب العزة والجلال لجميع خلقه. نعم - 00:44:27ضَ

قال ابو العباس رحمه الله اما بيان جمعها فلان العبد عليه حقان. نعم قوله رحمه الله واما جمعها يعني ما يجمع الاخوة هذه الوصايا ما يجمعها وانها مشتملة على المعاني العظيمة والمقاصد الجليلة - 00:44:47ضَ

قال فلان العبد عليه حقان. نعم. قال رحمه الله حق لله عز وجل وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لابد ان يخل ببعضه احيانا اما بترك مأمور به او فعل منهي عنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت - 00:45:12ضَ

وهذه كلمة جامعة وفي قوله حيثما كنت تحقيق لحاجته الى التقوى في السر والعلانية. ثم قال واتبع السيئة الحسنة تمحها فان الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا امره بما يصلحه والذنب للعبد كانه امر حتم - 00:45:32ضَ

فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. وانما قدم في لفظ الحديث السيئة وان كانت مفعولة لان المقصود هنا محوها لا فعل حسنة. فصار كقوله في بول الاعرابي صبوا عليه ذنوبا من ماء. نعم - 00:45:52ضَ

اشار الشيخ رحمه الله تعالى الى ما يجمع ما جاء في حديث معاذ وهو ان لله عز وجل على العبد حقوق وهما حقان الاول قال حق لله عز وجل وحق لعباده - 00:46:11ضَ

واي الحقين اعظم ايها الاخوة حق الله جل وعلا ام حق العباد لا شك ولا ريب ان حق الله اعظم حق الله تبارك وتعالى اعظم وبرهان هذا وشاهده ما جاء في السنة الصحيحة من ان رجلا جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام. فقال يا رسول الله - 00:46:37ضَ

ان امي ماتت وعليها صوم شهر افاقضيه عنها فقال صلى الله عليه وسلم ارأيت لو كان على امك دين اتقضيه عنها فقال نعم فقال صلى الله عليه وسلم دين الله احق ان يقضى - 00:47:03ضَ

دين الله قال احق ان يقضى فقوله احق فيه اشارة واضحة الى ان حق الله اعظم من حق العبد لكن اذا تزاحم حق الله وحق العبد فمن الذي يقدم؟ يقدم حق العبد - 00:47:26ضَ

لماذا لان حق الله جل وعلا مبني على المسامحة وحق الله وقد اخبر بمسامحاته عن حقه لمن تاب واناب. واما حق العبد فمبني على المشاححة نعم ومن وجه اخر بان من وجه اخر يقال ان العبد شحيح بحقه ضنين به - 00:47:46ضَ

واما رب العزة فغني عن خلقه اجمعين سبحانه وتعالى لذا القاعدة التي يذكرها العلماء اذا تعارض حق العبد او تعارض حق الخالق مع حق المخلوق يقدم حق المخلوق ليس فيه ان حق المخلوق اعظم - 00:48:13ضَ

ولكن فيه ما اشرنا اليه من انه عند التزاحم يقدم حق المخلوق على حق الخالق سبحانه وتعالى بان الخالق اعظم واغنى ولان المخلوق ضعيف وشحيح بحقه قوله ثم الحق الذي عليه لابد ان يخل ببعضه احيانا - 00:48:32ضَ

هنا نتأمل يا اخوة هنا كلام دقيق وكلام مهم. قال ثم الحق الذي عليه اي على العبد. لابد ان يخل ببعضه احيانا اما بترك مأمور به او فعل منهي عنه - 00:48:55ضَ

العبد يا اخوة لا بد ان يخل بحق الله سبحانه وتعالى وذلك لضعفه وعجزه فالعبد مجبور على الضعف والتقصير لذا كان من حكمة الله تبارك وتعالى ان يوقع عبده المؤمن - 00:49:12ضَ

ببعض الذنوب ويوفقه للتوبة منها. هذا من عظيم حكمة الله عز وجل ان يوقع رب العزة والجلال عبده المؤمن ببعض الذنوب ومن ثم يوفقه الى التوبة منها سبحانه وتعالى وفي هذا فائدتان - 00:49:33ضَ

الاولى ان الله جل وعلا يري العبد او عبده المؤمن نقصه. وضعفه وعصيانه يشهده رب العزة والجلال ضعفه وعجزه. وانه ان لم يحفظه الله فسيزيغ ويضل وينتكس والفائدة الثانية حتى يتحقق العبد ايها الكرام - 00:49:55ضَ

بعبودية عظيمة وهي عبودية التوبة والاستغفار والاقبال على الله عز وجل بالانكسار والتذلل والرجوع اليه عز وجل بالإنابة سبحانه وتعالى اذا العبد لا بد ان يخل ببعض ما امر به. وهذا كما قلنا من حكمة الرب عز وجل. حتى يشهدك ربك - 00:50:27ضَ

وضعفك وحتى تقبل على الله جل وعلا بالتوبة والاستغفار والانابة والتوبة والانابة من اعظم العبوديات التي يحبها الله تبارك وتعالى ثم ذكر حديث معاذ اتق الله حيثما كنت. قال وهذه كلمة جامعة. قال وهذه كلمة جامعة. وفي قوله حيثما كنت تحقيق - 00:50:51ضَ

في حاجته الى التقوى في السر والعلانية اذا كان العبد لا بد ان يلابس الذنوب. اذا هو محتاج الى ماذا يا اخوة؟ الى التقوى. اذا كانت الذنوب كما سوف يأتي حتم ولازم - 00:51:15ضَ

اذا حاجتنا الى التقوى حاجة عظيمة والتلبس ببعض الذنوب لا ينافي التقوى ايها الكرام اذا حاجة الانسان الى ان يتقي الله في السر والعلن هي حاجة عظيمة لذا قال الشيخ عقيب هذا قال واتبع السيئة الحسنة تمحها وهذا هو جزء الحديث. قال فان الطبيب متى - 00:51:29ضَ

تناول المريض شيئا مضرا امره بما يصلحه والذنب للعبد كأنه امر حتم. الطبيب اذا جاءه مريض ايش نعطيه؟ نعطيه الدواء النافع لو ان انسانا جاء عند طبيب وقد اكل طعاما - 00:51:53ضَ

وفيه صم او اكل طعاما فاسدا اصابه تربك نحو هذا. يعطي الطبيب هذا المريض ما ينظف. هذه المعدة ويزيد اثر هذا الداء كذلك اعظم ما يزيل اثر الذنوب الاقبال على الله تبارك وتعالى بالتوبة والاستغفار والانابة. قال لان الذنوب قال والذنب للعبد كانه امر - 00:52:14ضَ

حتم كما قال عليه الصلاة والسلام قال كتب على ابن ادم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة قال مدرك ذلك لا محالة. قال فالعين تزني وزناها النظر قال والسمع يزني والاذن تزني وزناها السمع - 00:52:47ضَ

قال واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك او يكذبه. وكون العبودية وكون الاعضاء ايها الاخوة وكون هذه الذنوب حكم لازم كونها حتما لازما لا يعني ان الله جل وعلا جبر العبد عليها - 00:53:07ضَ

انما معنى هذا ان الله عز وجل بسابق علمه علم ما سوف يفعل العباد ثم انه جل وعلا كتب ذلك كتب ذلك فبسابق علمه جل وعلا علم ذنوب العباد فكتبها تبارك وتعالى - 00:53:33ضَ

طيب اذا كانت الذنوب ايها الاخوة حتما ولازما. لماذا نهانا الله عز وجل عنها في حتم ولازم صح ولا لا؟ طيب لماذا ينهانا الله عز وجل عما كان حتما ولازما؟ احسن ما قيل في هذا ايها الاخوة - 00:53:54ضَ

ان حكمة الله عز وجل وفضله يظهران بان يتلبس العبد ببعض الذنوب وان يوفق الى التوبة منها. حكمة الله عز وجل ورحمته يظهران بان يتلبس العبد ببعض الذنوب ثم يوفق الى التوبة منها - 00:54:11ضَ

فكمال العبد ايها الاخوة هو قيامه بماذا؟ بالعبودية. قيامه بالعبودية لربه سبحانه وتعالى. وهذه العبودية واحفظوا هذا جيدا هذه العبودية لا تكاد تتم على الوجه الاكمل والاتم الا بامرين ذكرناهما سابقا. الاول ان يشهد العبد ضعفه وتقصيره - 00:54:38ضَ

ان تعلم انك ضعيف امام شهواتك وامام اهوائك ان يشهد العبد ضعفه وتقصيره ثم الثاني ان يقبل على الله تبارك وتعالى بالعبوديات والتي من اعظمها عبودية التوبة والاستغفار والاقبال على الله تبارك - 00:55:03ضَ

وتعالى بالتذلل والانكسار قوله عن الذنوب كأنها او كأنه امر حتم الذنوب يا اخوة من اقدار الله الكونية التي تدافع بي اوامر الله الشرعية هذا مهم. الذنوب من اقدار الله الكونية. يعني الله تعالى قدر الذنوب كونا لا عن محبة ورضا - 00:55:21ضَ

هذه الذنوب سلمكم الله تدافع بماذا؟ بالاوامر الشرعية يعني الذنب يدفع بماذا؟ بالتوبة. والاستغفار وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى. فمن اذنب فانه يدفع تلك الذنوب بالتوبة والاستغفار. اهل الضلال ايها الاخوة - 00:55:51ضَ

يشهدون الحقيقة الكونية القدرية ويقفون عندها. ويرضون بها بمعنى ان اهل الضلال من غلاة الجبرية الذين يعتقدون ان العبد مجبور يعتقدون ويقررون ان غاية ما نصل عنده ان نقف عند الحقيقة الكونية القدرية بمعنى - 00:56:16ضَ

ان ما قدره الله عز وجل علينا من ذنوب واثام نرضى بها ونسلم بها بل ونحتج على شرع الله بها. هكذا عياذا بالله. فعطلوا شرع الله وعاردوه بماذا؟ بما قدره الله تبارك وتعالى. وهذا من اعظم الضلال - 00:56:42ضَ

والمؤمن الحق الذي هدي للعقيدة الصحيحة يؤمن بقدر الله تبارك وتعالى. ويؤمن بشرعه ويدفع الاقدار بماذا؟ بما امر به شرعا قدر علي ذنب ادفعه بالتوبة والاستغفار وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى - 00:57:05ضَ

دخل رجل على بيته فوجد غلاما يفجر بجاريته فهم بضربهما فقالت الجارية رفقا يا سيدي. فما زاد القدر بنا حتى اوقعنا فيما نحن فيه احتج في ماذا؟ بالقدر ايش قال هذا الجاهل؟ قال لايمانكما بالقدر احب الي من فعلكما. اذهبا فانتما احرار - 00:57:26ضَ

شوفوا كيف تعطل الشرائع لمثل هذه العقائد الفاسدة والبائدة عياذا بالله ودخل رجل اخر داره فوجد رجلا وجد رجلا يفجر بامرأته فهم بقتلهما فقالت المرأة رفقا فان الخيرة فيما اختاره الله - 00:58:02ضَ

تأمل يعني كأن الله تعالى اختار هذا الفعل القبيح والشنيع ورضي به عز وجل قال الخيرة فيما اختاره الله فسلم وقال الخيرة فيما اختاره الله. وصار يسمى بين الناس بالخيرة فيما اختاره الله عياذا بالله. ودخل رجل - 00:58:29ضَ

من شيوخ هؤلاء من شيوخ الضلال. هؤلاء دخل قرية وبلدة كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى. فاول ما بدأ به زيارة مواخير ودور الخنا والزنا وشرب الخمر. وصار يسأل من يرتاد هذه الاماكن يقول لهم كيف انتم في قدر الله؟ يعودون - 00:58:47ضَ

اعوذ بالله. يقول كيف انتم في قدر الله وكأن الله جل وعلا رضي بهذا. الله جل وعلا خلق ابليس يا اخوة هل الله تعالى يحب ابليس؟ ما اعظمه؟ لكن خلقه لمصالح وحكم عظيمة لا تتم الا بوجود ابليس. لا يجتمع - 00:59:09ضَ

العالم ولا يمكن ان تتم حكمة الله عز وجل الا بوجود ابليس. اذا ما كان هناك ذنوب ومعاصي واثام يسببها ابليس. كيف ستظهر عبادة التوبة والاستغفار والاقبال على الله تبارك وتعالى ما فيه. اذا ما الحكمة من خلق الله للخلق سبحانه وتعالى؟ ما في حكمة. اذا لم يكن ثمة ذنوب ومعاصي - 00:59:28ضَ

وانقسام الناس الى معسكرين معسكر الايمان ومعسكر الكفران كيف سينقسم الناس وسيمتاز اهل الايمان واولياء الرحمن عن اولياء الشيطان؟ كيف سينقسمون اذا الشر وان اراده الله جل وعلا قدرا وكونا لكنه جل وعلا لم يرده محبة ورضا - 00:59:50ضَ

اذا هذه هذه الذنوب يا اخوة التي هي مقدرة وحتم ولازم على العباد. لكن المؤمن يدافعها بماذا؟ باوامر الله تبارك وتعالى الشرعية قوله قوله فالكيس الكيس هو العاقل. العاقل من عباد الله تبارك وتعالى - 01:00:10ضَ

قال الكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. وانما قدم في لفظ الحديث السيئة وان كانت مفعولة لان المقصود هنا محوها. لا فعل الحسنة. فصار كقوله في بول الاعرابي صبوا عليه ذنوبا من ماء - 01:00:34ضَ

اصل الكلام في الحديث في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اصل الكلام واتبع الحسنة السيئة تمحها فالحسنة مفعول به اول والسيئة مفعول به ثاني. قدم المفعول به الثاني الذي هو السيئ واتبع السيئة الحسنة على الاول الذي هو - 01:00:54ضَ

حسنة قدم المفعول به الثاني لافادة ماذا؟ بافادة ان المراد من فعل الحسنة هنا ايش؟ محو السيئة فالمراد من فعل الحسنة في وصية النبي عليه الصلاة والسلام المراد من فعلها والمراد من الامر بها - 01:01:19ضَ

ان يقصد المسلم الى ان تمحى عنه سيئاته. كمثل ما جاء في حديث حديث ذلك الاعرابي الذي بال في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم صبوا عليه ذنوبا من ماء - 01:01:38ضَ

اصل الكلام صبوا ذنوبا من ماء عليه لكن قدم المسئول به الثاني الذي هو عليه الذي هو البول قدم على المفعول به الاول الذي هو الماء فقال صبوا عليه ذنوبا من الماء لافادة ماذا؟ ان المراد من صب الماء ايش - 01:01:54ضَ

التطهير وازالة النجاسة. وازالة النجاسة. هذا يعطينا ايها الاخوة فائدة مهمة جدا. فائدة من اهم الفوائد التي ينبغي علينا ان نحرص عليها جميعا. وهي ان المسلم حينما يفعل الحسنة يقصد الى جملة امور - 01:02:18ضَ

والى عدة مقاصد حينما تفعل الحسنة ففعل الحسنة له مقاصد وله غايات اول هذه المقاصد التي تدفعك الى فعل الحسنة ايش محبة الله عز وجل. هذا الدافع الاول والدافع الاعظم لفعل الحسنة محبة الله تبارك وتعالى - 01:02:36ضَ

الله جل وعلا يحب ايها الاخوة محبة عظيمة فاعظم دافع لك على فعل الحسنة هو انك تحب الله عز وجل على كل شيء على كمال افعاله وكمال ذاته وكمال صفاته وكمال اكرامه - 01:03:00ضَ

وعظيم احسانه عليك ان خلقك وجعلك مسلما مؤمنا موحدا واتاك من كل ما سألته سبحانه وتعالى واكرمك بجميع الفضائل والكرامات فتحب الله عز وجل فلاجله تفعل الحسنة. ابتداء. هذا امر المقاصد - 01:03:18ضَ

كذلك انت تفعل الحسنة وهذا السبب الثاني والمقصد الاخر استكثارا من الحسنات تستكثر من الحسنات حتى يرفع الله جل وعلا لك الدرجات وتنال عظيم المقامات ثم المقصد الثالث الذي تقصده حين فعلك للحسنة ايش؟ ان تكفر عنك سيئاتك - 01:03:36ضَ

ان تكفر سيئاتك كما ها هنا في كلام الشيخ رحمه الله تعالى فاذا اذنبت فاعمل حسنة تمحو بها السيئة اعمل حسنة مباشرة تدفع بها السيئة وتمحو بها السيئة. ان الحسنات يذهبن السيئات - 01:04:05ضَ

كذلك ايها الاخوة من مقاصد فعل الحسنات جبر النقص في الفرائض جبر النقص في الفرائض. فان الانسان ايها الكرام لابد ان يخل بشيء من الفرائض لابد من منا الذي يأتي بالطاعة على اكمل وجه يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه. والله هذا امر صعب - 01:04:29ضَ

ان تأتي بالصلاة كاملة تامة. وان تأتي بالصيام كاملا تاما والحج وكذلك سائر الطاعات. هذا صعب لابد ان يقع منك انخرام حال ادائك بهذه الطاعات. اذا ما المخرج؟ انك تفعل الحسنات - 01:04:55ضَ

والسنن والمندوبات من اجل ماذا؟ من اجل ان تسد ما قد يقع في فرضك من نقص وقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد الصلاة - 01:05:12ضَ

فان جاءت تامة فتامة وان لم تأتي تامة يقول الله عز وجل لملائكته وهو اعلم انظروا هل لعبدي من تطوع فيسد مسد الفريضة؟ اذا نوافل جوابر. النوافل جوابر لما قد يقع في الفرض من نقص. اذا لا ينبغي لك ان تقصر في هذا النفي - 01:05:27ضَ

بل تأتي به حتى يسد ايش؟ حتى يسد ما قد يقع حال ادائك للفرد من نقص. ثم المقصد الاخير من مقاصد فعل الحسنات ان تتحقق بالسلامة بعد المقاصة ان تتحقق السلامة بعد المقاصة. ايش معنى هذا الكلام؟ يعني - 01:05:50ضَ

المسلم يا اخوة قد يقع منه سب لغيره احيانا او شتم لغيره او غيبة لاحد من الناس فحسناتك ايها المسلم وهذا خطير. حسناتك قد يكون بعضها موقوفا لا تملكه ملكا تاما. بعض حسناتك - 01:06:15ضَ

قد تكون موقوفة لا تملكها ملكا تاما اذا تعلق حق للغير بها. من سب او شتم او غيبة او نميمة او نحو ذلك. من حقوق الناس اذا انت تفعل الحسنة ايضا - 01:06:42ضَ

حتى تتحقق بالسلامة بعد المقاصة. يعني بعد ايش فك التضارم بين الخلق واخذ الحقوق من بعضهم بعضا لذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يقول من تمام التوبة ان يكثر العبد من الحسنات - 01:07:01ضَ

ليوفي غرباءه. قال ليوفي غرباءه وتبقى له بقية يدخل بها الجنة. وتبقى له بقية يدخل بها الجنة طيب احنا كم وقت الى الاذان نقف هنا ان شاء الله تعالى. طيب نقف هنا ايها الاخوة ونكمل باذن الله تعالى في يوم الغد اذا كان في العمر بقية. اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا - 01:07:24ضَ

واياكم بما سمعنا وان يجعل ما سمعنا حاديا الى مرضاته وسبيلا الى جناته هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب - 01:07:54ضَ