التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الإخلاص |ليلة 16-7-1436 هـ |د. عمر المقبل |
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فنتذاكر شيئا من معاني سورة الاخلاص في هذا - 00:00:00
المجلس الذي ينعقد في الخامس عشر من شهر رجب من عام ستة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله الله عليه وسلم. سورة الاخلاص ايها الاحبة تقترن كثيرا بسورتي الفلق والناس. وقد مضى شيء من - 00:00:26
الحديث عن هاتين السورتين العظيمتين في المجلسين او المجالس السابقة. وسورة الاخلاص جاء في فضلها جملة من الاحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف. والضعيف كثير كما هو الحال في غالب سور القرآن. تروى - 00:00:46
فيها احاديث في الفضائل لكن الثابت منها والصحيح قليل. ومن الصحيح الثابت في فضل هذه السورة العظيمة انها تعدل ثلث القرآن. كما ثبت ذلك في البخاري عنه عليه الصلاة والسلام. ووجه كونها تعدل ثلث القرآن. قال - 00:01:06
اهل العلم ان القرآن العظيم ينقسم من حيث الجملة الى ثلاثة اقسام. قسم يتحدث عن صفات الله عز وجل وعن اسمائه الحسنى وما يتعلق بمعرفة الله جل وعلا. والقسم الثاني ما يتعلق بالاحكام - 00:01:26
من الحلال والحرام. والقسم الثالث القصص والاخبار. التي ذكرها الله عز وجل في كتابه. فصارت هذه السورة تمثل ماذا؟ الثلث الاول. وهو معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته سبحانه وبحمده. ومن - 00:01:46
ما ورد ايضا في فضلها ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا اوى الى فراشه في الليل وقبل ان ينام كان يجمع كفيه الشريفتين صلوات الله وسلامه عليه. ويقرأ بالاخلاص والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه - 00:02:06
هو ما استطاع من من جسده الشريف. قالت عائشة امنا رضي الله عنها انه لما نزل المرض او اشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يستطيع ان يرقي نفسه فكان ترقيه بالاخلاص والمعوذتين وتنفث في يديه - 00:02:26
لان يديه اكثر بركة اه من يديها رضوان الله عليها. ومما ورد ايضا في هذه السورة العظيمة ما رواه البخاري من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وامر عليهم رجلا - 00:02:46
وكان فيهم من لا يصلي صلاة الا وقرأ فيها ان لا يصلي ركعة اه مما يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة الا وقرأ فيها سورة الاخلاص. فعجب القوم من ذلك فلما رجعوا اخبروا النبي عليه الصلاة والسلام بهذا. فقال سلوه لما يصنع ذلك؟ قال اني احب - 00:03:06
لانها صفة الرحمن. قال اخبروه ان الله يحبه. وهنا وقفة يسيرة فقط وهي هل هذا العمل المشروع بمعنى هل يقال للناس يشرع لكم اذا اردتم ان تصلوا ان تقرأوا في كل ركعة سورة قل هو الله احد؟ الجواب لا - 00:03:26
اذا كيف يكون هذا الاقرار منه صلى الله عليه وسلم؟ وقد علمنا في كتب المصطلح وعلوم الحديث ان من انواع السنة السنة التقريرية فيقال ان السنة التقريرية هنا جاءت لبيان الجواز لا الاستحباب. ويوضح ذلك - 00:03:46
انه هو صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك. ولم يكن ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من اكابر الصحابة ممن عرفوا بالعلم والفقه لم يكونوا يفعلوا ذلك. اذا متى تنطبق هذه الحال؟ متى وكيف تتنزل صورة هذا الحديث - 00:04:06
على هذه القصة فنقول من وقع في قلبه حب عظيم لا يستطيع ان يدفعه. بحيث تكون هذه السورة حاضرة معه في كل ركعة وفي كل وقت فنقول حينئذ اقرأ كما كان هذا الرجل يقرأ. ولكن لا نقول لعموم الناس ها اقرأوا باعتبار انه وقع الاقرار منه - 00:04:26
صلى الله عليه وسلم بهذا الفعل. وانما يحمل هذا على من كانت حاله كحال من؟ كحال هذا الرجل الذي وقع في قلبه حب هذه السورة بحيث لا يستطيع ان يدفعها ترد معه في كل ركعة فنقول له من كان حاله كذلك فليفعل ذلك. تبتدأ هذه السورة - 00:04:46
كسابقتيها بامر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول قولا جازما معتقدا معناه او معتقدا له عارفا بمعناه قل يا محمد هو الله احد. وقد جاء في قراءة لكنها ليست قراءة ها - 00:05:05
مشهورة ولا متواترة. قل هو الله الواحد. فهذه تفسر هذا. فيكون معنى قل هو الله احد اي قل هو الله الواحد. لكن الاحدية ابلغ دلالتها على على انحصار الاحدية فيه سبحانه وبحمده - 00:05:27
فهو الاحد المنفرد بالكمال والجلال والجمال. جل جلاله وتقدست اسماؤه. فله من الاسماء احسنها. وله من من الصفات اكملها جل في علاه. ولا نظير له ولا شبيه ولا مثيل له. كما قال سبحانه عن نفسه ليس كمثله - 00:05:47
شيء وهو السميع البصير. قل هو الله احد. فهو سبحانه وتعالى لكونه احدا لا نظير له ولا قيل له فلا ينبغي بل لا يجوز ان يشرك معه احد في ربوبيته ولا في الوهيته ولا في اسمائه وصفاته - 00:06:07
فهو جل وعلا المستحق لان يفرد بالتوحيد والعبادة. فلا يرجى الله عز وجل. ولا يخاف الا هو سبحانه وتعالى ولا يتعلق القلب الا به سبحانه وبحمده. اما الخوف والرجاء فالمقصود بذلك الخوف الذي هو على جهة التعبد. اما الخوف - 00:06:27
والفطر والرجاء الفطري فانه لا يذم الانسان عليه. الله الصمد. الله الصمد. والمقصود بالصمد هنا هو الذي كمل سؤدده. وهو الذي تصمد له الخلائق كلها في حوائجهم وهذا امر معروف عند العرب. اذا ارادوا ان يمدحوا سيدا من ساداتهم ولله المثل الاعلى. يقولون هذا السيد الصمد اي الذي يقصده الناس في حوائجه - 00:06:47
ويذهبون اليه لقضاء مآربهم. اما صمدية الله عز وجل فلا يشبهها شيء. فصمدي الصمدية الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه. يكفي في نقص صمدية البشر انها صمدية مسبوقة - 00:07:16
في عدم وملحوقة بموت. يكفي في ضعفها. اما الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى الحي صمت الحي الذي لا يموت السيد الصمد الذي كمل سؤدده وكمل اه وكملت صمديته جل وعلا. فما من مخلوق - 00:07:36
في السماوات ولا في الارض من ملائكة ولا جن ولا انس ولا حيوانات بمختلف اصنافها البحرية والبرية التي تطير في الهواء والدويبات والحشرات الصغيرة. كلها مفتقرة الى الله عز وجل. يا ايها - 00:07:56
ناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. ويقول الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا الرحمن عبدا. هذا من معاني صمديته جل وعلا. وكمال سؤدده. فانت حينما ترفع يديك ايها المؤمن - 00:08:16
تتذكر انك ترفعها الى السيد الصمد عز وجل. وان هذا الوجه الذي اكرمه الله لا يرتفع ولا يصمد الا لمن يستحق ذلك. وهو الله جل وعلا ترفع يدك لانك توقن بان هذا احد صور - 00:08:36
عبوديتك لله سبحانه وتعالى. تصمد له ترفع وجهك. وترفع يديك. تسأله جل وعلا بقلب مفتقر في حال تظهر فيها الرغبة والرجاء لما عنده سبحانه وبحمده. وثم قال الله عز وجل - 00:08:56
مثنيا على كمالاته سبحانه لم يلد ولم يولد. وهذا كله لكمال غناه وجل فهو لم يلد ولم يولد بخلاف بقية من يعبد من دون الله عز وجل. فانه ان كان من - 00:09:16
الاحياء او من الكائنات الحية فانها مسبوقة بعدم وملحوقة بفناء. واما ان كانت جمادا فهذا اضل وابعد والعياذ بالله اما الله عز وجل فانه سبحانه وتعالى لم يسبقه عدم ولا يلحقه فناء لكمال - 00:09:36
جل وعلا لكمال حياته سبحانه وتعالى. فهو الحي الذي لا يموت. اما الجن والانس يموتون. وبهذا هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على ربه في دعاء الاستفتاح في قيام الليل. فكان يقول انت الحي الذي لا يموت - 00:09:56
والجن والانس يموتون. والجن والانس يموتون. بل حتى الملائكة حتى الملائكة يلحقها هذا الا من استثناهم الله جل وعلا قال الله تبارك وتعالى ونفخ في الصور ففزع فاذا نفخ في الصور فاذا نفخ في الصور - 00:10:16
فصعق من في السماوات ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. وقال الله عز وجل فاذا وفي الصور نعم اية النمل ويوم ينفخ في الصور. نعم. ففزع من في السماوات ومن في الارض لاحظ كلمة فزع - 00:10:36
ولاحظ كلمة صعق الامر عظيم. لكن لا يبقى الا الله عز وجل الحي الذي لا يموت ومن شاء الله سبحانه وتعالى بقاءه ولم يكن له كفوا احد. بضم الكاف والفاء. وهذه قراءة - 00:10:56
اكثر القراء. وبعض الناس يقرأها كفوا بتسكين الفاء. وهذا في قراءتنا نحن خطأ. والصواب ابو ضم الكاف والفاء. لكن هناك قراءة سبعية تهون الامر قليلا. تسكين الفاء. بتسكين الفاء. لكن على - 00:11:16
قراءة حفص عن عاصم التي نقرأ بها نحن فانها بضم الكاف وبضم الفاء. اي لا ند له عز وجل ولا نظير ولا شبيه له سبحانه وتعالى. لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله سبحانه وبحمده. ومن - 00:11:36
حمل هذه السورة بهذا البيان الموجز المقتضب عرف او ادرك شيئا من اسرار تسميتها بسورة الاخلاص فانها تمحضت في الثناء على الله عز وجل وحده. لا يوجد فيها شيء غير ذلك. فهي من اولها الى اخرها اربع ايات - 00:11:56
كلها ثناء على الله جل وعلا. وهذا ايضا يبين لك ما معنى كونها ثلث القرآن كما اسلفنا في اول في اول الحديث. هذه ايها اخوة هي سورة الاخلاص وهذا شيء من شيء من معانيها. والاثر الايماني الذي ينبغي ان يستحضره الانسان عند قراءة هذه السورة - 00:12:16
وهو يقرأها في الاذكار او عند مسح آآ يقرأها في آآ عند الرقية مثلا او يقرأها عند النوم ينبغي له ان يستشعر هذا المعنى الجليل وهو معنى الافتقار الى الله سبحانه وتعالى. لان هذا من اعظم اثار الايمان باسم الله تعالى الصمد. فان قراءتها ايها الاخوة - 00:12:36
هكذا من طرف اللسان كما يقال دون استشعار للمعاني يذهب شيئا يعني الحقيقة انه لا يقع اثر الذي ينبغي ان يكون والله عز وجل قال عن كتابه وسورة الاخلاص منه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية - 00:12:56
ولا ينبغي ايها الاخوة ان يكون اعتيادنا لقراءة هذه السورة وامثالها صارفا لنا عن التأمل. بل ينبغي ان نحاسب انفسنا لان هذا في الواقع تقصير. تقصير ان يقرأ الانسان منا هذه السور من طرف لسانه. لا يتدبرها لا يتأملها. لا - 00:13:16
يخرج باعظم ما فيها وهو اجلال الله جل وعلا. وتعظيمه والشعور بالافتقار اليه. تخيل فقط او لو تستشعر او استشعر انا وانت حينما نقرأ السورة ونقف عند قول الله عز وجل الله الصمد. ونتصور ان كل من في العالم - 00:13:36
علوي من الملائكة او العالم السفلي من الجن والانس والحيوانات بانواعها والحشرات والطيور والاسماك كلها مفتقرة الى الله عز وجل. ولا يشغله شيء عن شيء. لا يشغله شيء عن شيء. هذا الشعور ايها الاخوة - 00:13:56
وهذا الاستشعار يورث عظمة الله سبحانه وتعالى. وهذه من اعظم ما يتطلبه القلب وهو يقرأ كلام الله عز وجل. ولله احدنا لضعفه وجهله وقصوره لا يستطيع ان يستمع لاثنين يطلبان حاجة واحدة في وقت واحد - 00:14:16
اما رب العالمين جل جلاله فالخلائق كلها ليس البشر وليس الجن فقط ولا الملائكة بل حتى الحيوانات التي اعتمد على الله في رزقها كلها تسأله سبحانه وبحمده لا يشغله شيء عن شيء. ولهذا - 00:14:36
لما سئل علي رضي الله عنه سؤالا من احد التابعين فقال كيف يستطيع الله عز وجل ان يحاسب الخلق كلهم في وقت واحد. قال كما يرزقهم في وقت واحد يحاسبهم في وقت - 00:14:56
كما يرزقهم في وقت واحد يحاسبهم في وقت واحد. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذا الاستشعار ايها الاخوة يورث القلب انكسارا يورث القلب افتقارا يورث القلب تضرعا وهذه لامر الله. هي اعظم العلوم التي ينبغي ان نحرص على - 00:15:16
ان نكتسبها ونحن نقرأ كلام الله عز وجل. ونحن نتأمل هذه السورة العظيمة. ما معنى كونها ثلث القرآن؟ انا اقرأها هكذا وكأننا لا نقرأ شيئا عظيما هذا في الواقع تقصير شديد. ينبغي ان نستغفر الله منه. وينبغي ان نحاسب انفسنا - 00:15:36
على هذا التقصير ولا يعني يعني لا ينبغي ابدا ان يكون تكرارنا لهذه السورة مذهبا تأملها وانا اعتقد والله اعلم ان من اسباب غفلتنا سرعتنا في قراءتها. وايضا الاعتياد الدائم هذا اورثه - 00:15:56
شيئا من التقصير من ذلك. لكن لو اننا قرأناها بهدوء بهدوء وتأمل وتقطيع للايات والكلمات شيئا فشيئا وهي سطر واحد لا يكلفنا ذلك شيئا لرأينا الاثر ايها الاخوة. لرأينا الاثر في لين القلب. ولرأينا الاثر في دمع العين - 00:16:16
الذي يغسل القلب ويلينه مما علق به من اوضاد الذنوب والمعاصي يعني معافسة الدنيا فان هذه اشياء تلطخ القلب بلا شك. فاذا اوى الانسان الى روضة القرآن واوى الى هذه المعاني العظيمة. اورثه ذلك - 00:16:36
لينا وقربا. واذا لان القلب ايها الاخوة وشعر بلذة الافتقار والتعبد سهلت عليه العبادة. وذاق طعم الحياة حقا فوالله ما طابت الدنيا الا بذكر الله عز وجل. ما طابت الدنيا الا بذكره ولا تطيب الا بالعيش معه سبحانه وتعالى. وان وجود - 00:16:56
القرآن بين ايدينا له اعظم نعمة انعم الله بها علينا بعد الاسلام. لانكم لكم ان تتصوروا ايها الاخوة كيف هي هنا بدون هذا القرآن الكريم. كيف؟ قسوة وقحط. وجفاف. فاكرمنا الله بهذا القرآن واكرمنا الله بهذه الصلاة - 00:17:16
نقف فيها بين يدي الله عز وجل. يبقى دورنا في محاسبة انفسنا وتفقد اثر هذا القرآن على قلوبنا. واختم بهذه القصة وقعت لاثنين من ائمة السلف رحمة الله عليهم اجمعين. مرض الفضيل بن عياض رحمه الله. فعاده - 00:17:36
سفيان ابن عيينة اه عفوا فضيل سأل سفيان ما تشتهي يا ابا محمد؟ قال كذا وكذا. قال اما انا انظر الى اصحاب القلوب الحية. قال اما انا فاشتهي ان اتي على داء قلبي فاضع عليه دواء القرآن فيبرى - 00:17:56
او كما قال رحمه الله اشتهي ان اتي الى داء قلبي فاضع عليه دواء القرآن فيبرأ. هؤلاء يا اخوة عرفوا ما معنى ان القرآن شفاء. وما معنى ان القرآن رحمة؟ وما معنى ان القرآن يلين هذه القلوب؟ القاسية. فنسأل - 00:18:16
الله عز وجل الا يحرمنا بركة كتابه بسبب ذنوبنا. كما نسأله عز وجل ان يزيدنا علما به وباسمائه وبصفاته علما يورثنا خشية امنها ويورثنا خضوعا وذلا له وافتقارا اليه. وتلذذا بالتعبد له انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك - 00:18:36
على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:56
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فنتذاكر شيئا من معاني سورة الاخلاص في هذا - 00:00:00
المجلس الذي ينعقد في الخامس عشر من شهر رجب من عام ستة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله الله عليه وسلم. سورة الاخلاص ايها الاحبة تقترن كثيرا بسورتي الفلق والناس. وقد مضى شيء من - 00:00:26
الحديث عن هاتين السورتين العظيمتين في المجلسين او المجالس السابقة. وسورة الاخلاص جاء في فضلها جملة من الاحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف. والضعيف كثير كما هو الحال في غالب سور القرآن. تروى - 00:00:46
فيها احاديث في الفضائل لكن الثابت منها والصحيح قليل. ومن الصحيح الثابت في فضل هذه السورة العظيمة انها تعدل ثلث القرآن. كما ثبت ذلك في البخاري عنه عليه الصلاة والسلام. ووجه كونها تعدل ثلث القرآن. قال - 00:01:06
اهل العلم ان القرآن العظيم ينقسم من حيث الجملة الى ثلاثة اقسام. قسم يتحدث عن صفات الله عز وجل وعن اسمائه الحسنى وما يتعلق بمعرفة الله جل وعلا. والقسم الثاني ما يتعلق بالاحكام - 00:01:26
من الحلال والحرام. والقسم الثالث القصص والاخبار. التي ذكرها الله عز وجل في كتابه. فصارت هذه السورة تمثل ماذا؟ الثلث الاول. وهو معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته سبحانه وبحمده. ومن - 00:01:46
ما ورد ايضا في فضلها ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا اوى الى فراشه في الليل وقبل ان ينام كان يجمع كفيه الشريفتين صلوات الله وسلامه عليه. ويقرأ بالاخلاص والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه - 00:02:06
هو ما استطاع من من جسده الشريف. قالت عائشة امنا رضي الله عنها انه لما نزل المرض او اشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يستطيع ان يرقي نفسه فكان ترقيه بالاخلاص والمعوذتين وتنفث في يديه - 00:02:26
لان يديه اكثر بركة اه من يديها رضوان الله عليها. ومما ورد ايضا في هذه السورة العظيمة ما رواه البخاري من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وامر عليهم رجلا - 00:02:46
وكان فيهم من لا يصلي صلاة الا وقرأ فيها ان لا يصلي ركعة اه مما يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة الا وقرأ فيها سورة الاخلاص. فعجب القوم من ذلك فلما رجعوا اخبروا النبي عليه الصلاة والسلام بهذا. فقال سلوه لما يصنع ذلك؟ قال اني احب - 00:03:06
لانها صفة الرحمن. قال اخبروه ان الله يحبه. وهنا وقفة يسيرة فقط وهي هل هذا العمل المشروع بمعنى هل يقال للناس يشرع لكم اذا اردتم ان تصلوا ان تقرأوا في كل ركعة سورة قل هو الله احد؟ الجواب لا - 00:03:26
اذا كيف يكون هذا الاقرار منه صلى الله عليه وسلم؟ وقد علمنا في كتب المصطلح وعلوم الحديث ان من انواع السنة السنة التقريرية فيقال ان السنة التقريرية هنا جاءت لبيان الجواز لا الاستحباب. ويوضح ذلك - 00:03:46
انه هو صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك. ولم يكن ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من اكابر الصحابة ممن عرفوا بالعلم والفقه لم يكونوا يفعلوا ذلك. اذا متى تنطبق هذه الحال؟ متى وكيف تتنزل صورة هذا الحديث - 00:04:06
على هذه القصة فنقول من وقع في قلبه حب عظيم لا يستطيع ان يدفعه. بحيث تكون هذه السورة حاضرة معه في كل ركعة وفي كل وقت فنقول حينئذ اقرأ كما كان هذا الرجل يقرأ. ولكن لا نقول لعموم الناس ها اقرأوا باعتبار انه وقع الاقرار منه - 00:04:26
صلى الله عليه وسلم بهذا الفعل. وانما يحمل هذا على من كانت حاله كحال من؟ كحال هذا الرجل الذي وقع في قلبه حب هذه السورة بحيث لا يستطيع ان يدفعها ترد معه في كل ركعة فنقول له من كان حاله كذلك فليفعل ذلك. تبتدأ هذه السورة - 00:04:46
كسابقتيها بامر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول قولا جازما معتقدا معناه او معتقدا له عارفا بمعناه قل يا محمد هو الله احد. وقد جاء في قراءة لكنها ليست قراءة ها - 00:05:05
مشهورة ولا متواترة. قل هو الله الواحد. فهذه تفسر هذا. فيكون معنى قل هو الله احد اي قل هو الله الواحد. لكن الاحدية ابلغ دلالتها على على انحصار الاحدية فيه سبحانه وبحمده - 00:05:27
فهو الاحد المنفرد بالكمال والجلال والجمال. جل جلاله وتقدست اسماؤه. فله من الاسماء احسنها. وله من من الصفات اكملها جل في علاه. ولا نظير له ولا شبيه ولا مثيل له. كما قال سبحانه عن نفسه ليس كمثله - 00:05:47
شيء وهو السميع البصير. قل هو الله احد. فهو سبحانه وتعالى لكونه احدا لا نظير له ولا قيل له فلا ينبغي بل لا يجوز ان يشرك معه احد في ربوبيته ولا في الوهيته ولا في اسمائه وصفاته - 00:06:07
فهو جل وعلا المستحق لان يفرد بالتوحيد والعبادة. فلا يرجى الله عز وجل. ولا يخاف الا هو سبحانه وتعالى ولا يتعلق القلب الا به سبحانه وبحمده. اما الخوف والرجاء فالمقصود بذلك الخوف الذي هو على جهة التعبد. اما الخوف - 00:06:27
والفطر والرجاء الفطري فانه لا يذم الانسان عليه. الله الصمد. الله الصمد. والمقصود بالصمد هنا هو الذي كمل سؤدده. وهو الذي تصمد له الخلائق كلها في حوائجهم وهذا امر معروف عند العرب. اذا ارادوا ان يمدحوا سيدا من ساداتهم ولله المثل الاعلى. يقولون هذا السيد الصمد اي الذي يقصده الناس في حوائجه - 00:06:47
ويذهبون اليه لقضاء مآربهم. اما صمدية الله عز وجل فلا يشبهها شيء. فصمدي الصمدية الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه. يكفي في نقص صمدية البشر انها صمدية مسبوقة - 00:07:16
في عدم وملحوقة بموت. يكفي في ضعفها. اما الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى الحي صمت الحي الذي لا يموت السيد الصمد الذي كمل سؤدده وكمل اه وكملت صمديته جل وعلا. فما من مخلوق - 00:07:36
في السماوات ولا في الارض من ملائكة ولا جن ولا انس ولا حيوانات بمختلف اصنافها البحرية والبرية التي تطير في الهواء والدويبات والحشرات الصغيرة. كلها مفتقرة الى الله عز وجل. يا ايها - 00:07:56
ناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. ويقول الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا الرحمن عبدا. هذا من معاني صمديته جل وعلا. وكمال سؤدده. فانت حينما ترفع يديك ايها المؤمن - 00:08:16
تتذكر انك ترفعها الى السيد الصمد عز وجل. وان هذا الوجه الذي اكرمه الله لا يرتفع ولا يصمد الا لمن يستحق ذلك. وهو الله جل وعلا ترفع يدك لانك توقن بان هذا احد صور - 00:08:36
عبوديتك لله سبحانه وتعالى. تصمد له ترفع وجهك. وترفع يديك. تسأله جل وعلا بقلب مفتقر في حال تظهر فيها الرغبة والرجاء لما عنده سبحانه وبحمده. وثم قال الله عز وجل - 00:08:56
مثنيا على كمالاته سبحانه لم يلد ولم يولد. وهذا كله لكمال غناه وجل فهو لم يلد ولم يولد بخلاف بقية من يعبد من دون الله عز وجل. فانه ان كان من - 00:09:16
الاحياء او من الكائنات الحية فانها مسبوقة بعدم وملحوقة بفناء. واما ان كانت جمادا فهذا اضل وابعد والعياذ بالله اما الله عز وجل فانه سبحانه وتعالى لم يسبقه عدم ولا يلحقه فناء لكمال - 00:09:36
جل وعلا لكمال حياته سبحانه وتعالى. فهو الحي الذي لا يموت. اما الجن والانس يموتون. وبهذا هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على ربه في دعاء الاستفتاح في قيام الليل. فكان يقول انت الحي الذي لا يموت - 00:09:56
والجن والانس يموتون. والجن والانس يموتون. بل حتى الملائكة حتى الملائكة يلحقها هذا الا من استثناهم الله جل وعلا قال الله تبارك وتعالى ونفخ في الصور ففزع فاذا نفخ في الصور فاذا نفخ في الصور - 00:10:16
فصعق من في السماوات ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. وقال الله عز وجل فاذا وفي الصور نعم اية النمل ويوم ينفخ في الصور. نعم. ففزع من في السماوات ومن في الارض لاحظ كلمة فزع - 00:10:36
ولاحظ كلمة صعق الامر عظيم. لكن لا يبقى الا الله عز وجل الحي الذي لا يموت ومن شاء الله سبحانه وتعالى بقاءه ولم يكن له كفوا احد. بضم الكاف والفاء. وهذه قراءة - 00:10:56
اكثر القراء. وبعض الناس يقرأها كفوا بتسكين الفاء. وهذا في قراءتنا نحن خطأ. والصواب ابو ضم الكاف والفاء. لكن هناك قراءة سبعية تهون الامر قليلا. تسكين الفاء. بتسكين الفاء. لكن على - 00:11:16
قراءة حفص عن عاصم التي نقرأ بها نحن فانها بضم الكاف وبضم الفاء. اي لا ند له عز وجل ولا نظير ولا شبيه له سبحانه وتعالى. لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله سبحانه وبحمده. ومن - 00:11:36
حمل هذه السورة بهذا البيان الموجز المقتضب عرف او ادرك شيئا من اسرار تسميتها بسورة الاخلاص فانها تمحضت في الثناء على الله عز وجل وحده. لا يوجد فيها شيء غير ذلك. فهي من اولها الى اخرها اربع ايات - 00:11:56
كلها ثناء على الله جل وعلا. وهذا ايضا يبين لك ما معنى كونها ثلث القرآن كما اسلفنا في اول في اول الحديث. هذه ايها اخوة هي سورة الاخلاص وهذا شيء من شيء من معانيها. والاثر الايماني الذي ينبغي ان يستحضره الانسان عند قراءة هذه السورة - 00:12:16
وهو يقرأها في الاذكار او عند مسح آآ يقرأها في آآ عند الرقية مثلا او يقرأها عند النوم ينبغي له ان يستشعر هذا المعنى الجليل وهو معنى الافتقار الى الله سبحانه وتعالى. لان هذا من اعظم اثار الايمان باسم الله تعالى الصمد. فان قراءتها ايها الاخوة - 00:12:36
هكذا من طرف اللسان كما يقال دون استشعار للمعاني يذهب شيئا يعني الحقيقة انه لا يقع اثر الذي ينبغي ان يكون والله عز وجل قال عن كتابه وسورة الاخلاص منه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية - 00:12:56
ولا ينبغي ايها الاخوة ان يكون اعتيادنا لقراءة هذه السورة وامثالها صارفا لنا عن التأمل. بل ينبغي ان نحاسب انفسنا لان هذا في الواقع تقصير. تقصير ان يقرأ الانسان منا هذه السور من طرف لسانه. لا يتدبرها لا يتأملها. لا - 00:13:16
يخرج باعظم ما فيها وهو اجلال الله جل وعلا. وتعظيمه والشعور بالافتقار اليه. تخيل فقط او لو تستشعر او استشعر انا وانت حينما نقرأ السورة ونقف عند قول الله عز وجل الله الصمد. ونتصور ان كل من في العالم - 00:13:36
علوي من الملائكة او العالم السفلي من الجن والانس والحيوانات بانواعها والحشرات والطيور والاسماك كلها مفتقرة الى الله عز وجل. ولا يشغله شيء عن شيء. لا يشغله شيء عن شيء. هذا الشعور ايها الاخوة - 00:13:56
وهذا الاستشعار يورث عظمة الله سبحانه وتعالى. وهذه من اعظم ما يتطلبه القلب وهو يقرأ كلام الله عز وجل. ولله احدنا لضعفه وجهله وقصوره لا يستطيع ان يستمع لاثنين يطلبان حاجة واحدة في وقت واحد - 00:14:16
اما رب العالمين جل جلاله فالخلائق كلها ليس البشر وليس الجن فقط ولا الملائكة بل حتى الحيوانات التي اعتمد على الله في رزقها كلها تسأله سبحانه وبحمده لا يشغله شيء عن شيء. ولهذا - 00:14:36
لما سئل علي رضي الله عنه سؤالا من احد التابعين فقال كيف يستطيع الله عز وجل ان يحاسب الخلق كلهم في وقت واحد. قال كما يرزقهم في وقت واحد يحاسبهم في وقت - 00:14:56
كما يرزقهم في وقت واحد يحاسبهم في وقت واحد. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذا الاستشعار ايها الاخوة يورث القلب انكسارا يورث القلب افتقارا يورث القلب تضرعا وهذه لامر الله. هي اعظم العلوم التي ينبغي ان نحرص على - 00:15:16
ان نكتسبها ونحن نقرأ كلام الله عز وجل. ونحن نتأمل هذه السورة العظيمة. ما معنى كونها ثلث القرآن؟ انا اقرأها هكذا وكأننا لا نقرأ شيئا عظيما هذا في الواقع تقصير شديد. ينبغي ان نستغفر الله منه. وينبغي ان نحاسب انفسنا - 00:15:36
على هذا التقصير ولا يعني يعني لا ينبغي ابدا ان يكون تكرارنا لهذه السورة مذهبا تأملها وانا اعتقد والله اعلم ان من اسباب غفلتنا سرعتنا في قراءتها. وايضا الاعتياد الدائم هذا اورثه - 00:15:56
شيئا من التقصير من ذلك. لكن لو اننا قرأناها بهدوء بهدوء وتأمل وتقطيع للايات والكلمات شيئا فشيئا وهي سطر واحد لا يكلفنا ذلك شيئا لرأينا الاثر ايها الاخوة. لرأينا الاثر في لين القلب. ولرأينا الاثر في دمع العين - 00:16:16
الذي يغسل القلب ويلينه مما علق به من اوضاد الذنوب والمعاصي يعني معافسة الدنيا فان هذه اشياء تلطخ القلب بلا شك. فاذا اوى الانسان الى روضة القرآن واوى الى هذه المعاني العظيمة. اورثه ذلك - 00:16:36
لينا وقربا. واذا لان القلب ايها الاخوة وشعر بلذة الافتقار والتعبد سهلت عليه العبادة. وذاق طعم الحياة حقا فوالله ما طابت الدنيا الا بذكر الله عز وجل. ما طابت الدنيا الا بذكره ولا تطيب الا بالعيش معه سبحانه وتعالى. وان وجود - 00:16:56
القرآن بين ايدينا له اعظم نعمة انعم الله بها علينا بعد الاسلام. لانكم لكم ان تتصوروا ايها الاخوة كيف هي هنا بدون هذا القرآن الكريم. كيف؟ قسوة وقحط. وجفاف. فاكرمنا الله بهذا القرآن واكرمنا الله بهذه الصلاة - 00:17:16
نقف فيها بين يدي الله عز وجل. يبقى دورنا في محاسبة انفسنا وتفقد اثر هذا القرآن على قلوبنا. واختم بهذه القصة وقعت لاثنين من ائمة السلف رحمة الله عليهم اجمعين. مرض الفضيل بن عياض رحمه الله. فعاده - 00:17:36
سفيان ابن عيينة اه عفوا فضيل سأل سفيان ما تشتهي يا ابا محمد؟ قال كذا وكذا. قال اما انا انظر الى اصحاب القلوب الحية. قال اما انا فاشتهي ان اتي على داء قلبي فاضع عليه دواء القرآن فيبرى - 00:17:56
او كما قال رحمه الله اشتهي ان اتي الى داء قلبي فاضع عليه دواء القرآن فيبرأ. هؤلاء يا اخوة عرفوا ما معنى ان القرآن شفاء. وما معنى ان القرآن رحمة؟ وما معنى ان القرآن يلين هذه القلوب؟ القاسية. فنسأل - 00:18:16
الله عز وجل الا يحرمنا بركة كتابه بسبب ذنوبنا. كما نسأله عز وجل ان يزيدنا علما به وباسمائه وبصفاته علما يورثنا خشية امنها ويورثنا خضوعا وذلا له وافتقارا اليه. وتلذذا بالتعبد له انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك - 00:18:36
على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:56
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الإخلاص |ليلة 16-7-1436 هـ |د. عمر المقبل |