التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الانشقاق (2-2) ليلة 14-3-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد - 00:00:00
ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الاول عام ثمانية وثلاثين واربعمئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نكمل فيه - 00:00:24
بعون الله وتوفيقه الجزء المتبقي من سورة الانشقاق. وقد سبق معنا ان هذه السورة مكينة بالاتفاق. وان المحور الاكبر الذي او الموضوع الكبير الذي تناولته هذه السورة هو موضوع البعث وموضوع الجزاء والدين الذي يدان به الانسان يوم القيامة. والاشارة الى انقسام الناس يوم القيامة - 00:00:44
امتي حول آآ في في آآ في الجزاء الذي ينقسم فيه الناس او ما يدانون به ينقسمون الى قسمين لا ثالث لهما. كما قال الله تعالى في سورة الشورى فريق في الجنة وفريق في السعير. توقف الحديث بنا عند - 00:01:14
قول الله تبارك وتعالى فلا اقسم بالشفق. ومر معنا نظائر لهذا النوع من القسم في سورة البلد وقلنا ان اللاء هنا للتنبيه والتأكيد. والمعنى اقسم بهذا البلد. واقسم بالشفق وليست هذه اللا نافية كما قد يتوهم انسان لان الله سبحانه وتعالى انما يريد تأكيد الامر بالقسم به لا - 00:01:34
لنفي القسم عنهم لا بنفي القسم عنه. وهذه الفاء استئنافية. وسبق معنا في اول السورة ان الله عز وجل ذكر شيئا من اهوال يوم القيامة على سبيل الاجمال. وبين ان السماء حق لها ان تسمع حينما تنشق بعد ان - 00:02:04
يأمرها الله عز وجل بذلك. وان الارض حق لها ان تسمع اذا مدت مد الاديم. والناس ينقسمون الى قسمين كما تقدم. فهذا تحول والانقلاب في هيئة السماوات والارض وفي احوال الناس اشار الله عز وجل اليه في النصف الثاني لكن - 00:02:24
باسلوب القسم. فقال تبارك وتعالى فلا اقسم بالشفق. والشفق قال فيه جماعة مفسرين اقوالا اصحها ما دل عليه حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص في المواقيت الذي رواه الامام مسلم وهو قوله صلى الله - 00:02:44
عليه وسلم وآآ في شأن غروب الشمس قال ووقت المغرب ما لم يغب الشفق. والشفق هو الذي يظهر بحمرة في الافق عند غروب الشمس. والليل وما وسق. والتوثيق في اللغة - 00:03:04
من حيث الاصل التحميل والجمع. التحميل والجمع ومنه سمي الوسق هذا الذي يقاس به تقاس به الاحجام وسقا لانه يحمل اصواعا كثيرة وقد دلت المقادير او الحسابات على ان الوثق ستين صاعا نبويا - 00:03:24
او ستون صاعا نبويا الصاع مقداره كيلوين وزيادة على خلاف مشهور في تقديري ليس هذا مقصود الحديث عنه وانما المقصود ان الوصف في اللغة يدل على الجمع والتحميل فيقال وسقت الشيء اي جمعته - 00:03:44
فيكون المعنى هنا ان الله عز وجل اقسم بالليل وما جمع فيه من الخلق وما حواهم هذا الليل من الادميين والبهائم والجن والملائكة والحشرات والطيور. كل ما اظلم عليه الليل اقسم الله تبارك وتعالى به. فهذا من اعم الاقسام فيما يتعلق بالمخلوقات التي يحويها الليل - 00:04:04
وبعد ذلك اقسم الله عز وجل باية هذا الليل. ما هي اية الليل؟ القمر. فقال عز وجل والقمر اذا اتسق. والاتساق هنا بمعنى الاكتمال. كما نقول نحن هنا الشيء متسق - 00:04:34
ومتزن او منتظم بهذا المعنى يعني وما دار في فلك هذه الجملة وهي اشارة او بل المقصود به القسم بحال القمر اذا اكتمل بدرا. كما في هذه الليلة. كما في هذه الليلة فانه اكمل ما يكون استدارة في الليالي - 00:04:54
من البارحة والليلة وغدا فالله عز وجل يقسم به سبحانه وبحمده يقسم بهذا القمر اذا اجتمع مكتملا مستديرا. وعلى هذا تدور عبارات السلف. فمنهم من يقول اذا استوى ومنهم من يقول اذا اجتمع ومنهم من يقول اذا استدار. وهي كلها - 00:05:14
تعود الى معنى واحد وهذا مثال على ما يسميه اهل العلم ها اختلاف التنوع اي ان العلماء من السلف يفسرون الاية بكلمة وهذا يفسره بكلمة وهذا بكلمة فاذا تأملت وجدت ان هذه الكلمات تدور حول معنى - 00:05:34
حول معنى واحد لا هذا يخالف هذا ولا هذا يخالف هذا. لكن تختلف المعاني. وفي هذا فائدة تدبرية او تعين على التدبر فان في كلمات السلف ما يشير الى معنى من هذه المعاني. معنى من هذه المعاني. هذا قسم الله عز وجل - 00:05:54
بثلاثة اشياء بالشفق والليل وما وسق اي جمع وحوى والقمر اذا استدار مكتملا بدريا على ماذا قال الله عز وجل وهذا جواب القسم لتركبن طبقا عن طبق. اي حالا بعد حال. وهذه احد - 00:06:14
قراءتين في الاية والقراءة الثانية فيها لتركبن خطاب للمفرد خطاب للمفرد اما القراءة التي نقرأ بها نحن فمعناها واضح لتركبن خطاب للجمع. ويشمل هذا جنس الانسان. ولكن من المقصود بالخطاب اذا كان بلفظ المفرد. وما هو المركوب ايضا؟ هذا وقع فيه خلاف بين اهل العلم - 00:06:34
فبعض العلماء يقول في هذه القراءة لتركبن ان الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم. وفيه بارد او اشعار نعم بانه ستمر عليه احوال يشتد الامر فيه عليه احيانا وينفرج - 00:07:04
احيانا يصاب بمحنة ثم تنكشف يؤذى عليه الصلاة والسلام يفرح ويحزن يساء ويسر عليه الصلاة والسلام كما وقع في غزوة احد كما وقع في بعض الاحوال التي مرت عليه في حياته صلى الله عليه وسلم سمع من المشركين اذى كثيرا - 00:07:24
وسمع من المنافقين اذى كثيرا. وايضا مرت به احوال سارة ومعجبة ومفرحة. مرت به احوال من الحزن على واقع امة على واقع المشركين كما قال الله عز وجل ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون ولقد نعلم - 00:07:44
انك يضيق صدرك بما يقولون الى اخر هذه الاحوال. اذا اذا كان المخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم فهو اشارة الى هذه التقلبات ومن العلماء من قال بل المخاطب بهذا جنس الانسان. فانه منذ ان كان نطفة في رحم امه - 00:08:04
فهو يتقلب من حال الى حال. من نطفة علقة مضغة ثم يخرج طفلا صغيرا لا يفقه شيئا. اه ثم بعد ذلك ثم يمشي ثم يميز ثم يبلغ ثم يقتهل ثم يشيب ويشيخ ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى اردل العمر فهذه - 00:08:24
احوال يمر بها جنس الانسان. المسلم منه والكافر. وقيل ان المعنى لتركب بنى السماء حالا بعد حال. ومأخذ هذا لانه لما اقسم الله عز وجل الشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق. هذه اشارة الى ماذا؟ الليل لم يأتي الا بعد مرور ايش؟ النهار. والقمر نفسه لم يكتمل - 00:08:44
بدرا الا بعد ان مر بمرحلة ايش؟ الاستسرار والاهلال. فهو ولد صغيرا حتى ينتصف ثم يكون محاقا ثم يكتمل ليكون بدرا ثم يعود مرة اخرى ليتناقص حتى يغيب في اخر الشهر ثم يهل في الشهر الجديد. هذه احوال يمر بها القمر او لا - 00:09:14
هذه اذا في قول بعض اهل العلم من الاحوال التي اقسم الله عز وجل عليها وكذلك ايضا السماء اللهم او تعالى ذكر في اول السورة ايش؟ اذا السماء انشقت. هذا الانشقاق هو احد الاطوار التي تمر بها السماء. فان الله عز وجل خلق السماء - 00:09:34
في الدنيا فاذا جاء امر الاخرة تغيرت هذه السماء. وهذا حال جديد تمر به السماء. كما قال الله تبارك وتعالى يوم ايش تبدل الارض غير الارض اكملوا. اذا التغير سيصيب الارض ويصيب السماء - 00:09:54
فهذا احد ما اقسم الله تبارك وتعالى عليه به. اذا تبين هذا اذا تبين هذا فان اه يعني المعاني كما ترون محتملة. الا ان الامام ابن جرير رحمه الله تعالى اه - 00:10:14
رجح ان الاية المقصود بها لتركبن يا محمد حالا بعد حال وامرا بعد امر واذا كان الامر كذلك فانه يتبع او يعني يكون بالتبع خطابا لجميع الناس فانهم سيلقون اهوالا ويلقون شدائد - 00:10:34
سواء في الدنيا يعني والناس يتفاوتون في هذا او يلقون اهوالا ولابد يوم القيامة لكنها تخفف على اهل الايمان جعلنا الله واياكم منهم ويكون الامر شديدا وعسيرا على اهل الكفر والطغيان. نعوذ بالله من حالهم ومآلهم. قال الله عز وجل لتركبن - 00:10:54
عن طبق فلننظر في هذه الاطباق التي يمر بها الانسان اشرنا الى شيء منها في الدنيا قلنا اول ما يقدر الله عز وجل خلقه نطفة الى ان يموت. هذه اطواره في الدنيا. وفي الاخرة فانه سيمر باهوال واطوار ايضا. ومن ذلك - 00:11:14
انه بعد ان يخرج يوم القيامة من قبره سيقف ذلك الموقف العظيم خمسين الف سنة لا يأكل فيها اكلة ولا يشرب وفيها شربة وتدنو الشمس فيها من الخلائق. ويصيب الخلق في ذلك اليوم كرب عظيم لا يعلمه الا الله. حتى انهم ليذهبون الى - 00:11:34
عدد من الانبياء والرسل كلهم يطلب الشفاعة منهم. من اجل ماذا؟ من اجل التخفيف عنهم. لاجل ان يقضي الله عز وجل بين الخلائق. فيبدأون بادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يأتون الى محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها. فيذهب - 00:11:54
تحت العرش الى اخر الحديث. هذه الاهوال لا تنتهي الا بان يقال ها لاهل الجنة خلود فلا موت وتنقطع الاهوال بالنسبة لهم والشدائد. وهذا طبق اخر او حال اخر يصلون اليه وهو بلوغهم الى دار الجسد - 00:12:14
اما اهل النار اعاذنا الله منهم ومن حالهم فان الاهوال يعني يركبون طبقا اخر لكن تزداد في حقهم ماذا؟ تزداد في بحقهم الشدائد. ثم قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك فما لهم لا يؤمنون. وهذا سؤال توبيخ - 00:12:34
الا يتفكرون في هذا الليل؟ الذي يعني يرخي بسدوره عليهم؟ الا يفكرون في هذا القمر الذي هو اية من ايات الله الا يفكرون في تقلب احوالهم منذ ان كانوا في ارحام امهاتهم الى ان خرجوا من هذه الدنيا - 00:12:54
الا يتفكرون في هذه الاحوال النفسية التي تمر بهم من شدة ورخاء عسر ويسر حزن وفرح ضحك وبكاء صغر ثم كبر كبر ثم هرم. الا يتفكرون في هذه؟ اليست هذه دالة على القدير العظيم؟ اليست هذه دالة - 00:13:14
على ان الله عز وجل لن يترك خلقه سدى وهم يرون ان هناك ظالما ومظلوما وان هناك اه من يعتدي ولا يقتص منه لا يمكن ان يترك هذا هباء. فما لهم لا يؤمنون؟ سؤال توبيخ. واذا قرئ عليهم القرآن - 00:13:34
لا يسجدون. لماذا؟ اذا تلي عليهم كتاب الله الذي لو انزل على الجبال الصلبة لتصدعت من خشية الله. بل قال الله ولو ان قرآنا ها سيرت به الجبال. تصور والجبال هذي ما هو جبل واحد. سيرت به الجبال - 00:13:54
سارت يعني او قطعت به الارض لتقطعت. او كلم به الموتى لتكلموا. هذا المعنى لكان هذا القرآن. ولو لو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى. الله تعالى لم يذكر الجواب هنا. لماذا؟ لانه معلوم - 00:14:14
والجواب لكان هذا القرآن. حتى قال بعض السلف والله لو قيل لي ان هذا القرآن قرئ على ميت احياه الله لصدقت. لم؟ لان الله يقول او كلم به الموتى. فاذا كان هذا تأثير القرآن على هذه الاشياء - 00:14:34
الصامتة الجامدة التي لا حياة فيها. فاين انتم؟ اين عقولكم؟ لماذا لا تسجدون؟ ولماذا لا يخضعون لهذا القرآن العظيم. فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. ومفهوم هذا واخذ - 00:14:54
ابن تيمية رحمه الله من هذه الاية اختيارا فقهيا عليكم السلام. ما هذا الاختيار؟ هو وجوب سجود التلاوة لماذا؟ لانه يقول ذكر الله عز وجل ترك السجود للقرآن عند الاستماع اليه واتيان موجب السجود - 00:15:14
على سبيل الذم. ولكن الصحيح في هذه المسألة ان سجود القرآن ان السجود للقرآن سنة مؤكدة. لا واجب. والدليل على عدم وجوبه انه ثبت في صحيح البخاري ان عمر رضي الله عنه خطب يوما بسورة النحل فلما بلغ موضع السجود - 00:15:34
سجد وهو على المنبر ثم اكمل فلما كان في الجمعة التي بعده خطب بسورة النحل ايضا فلما بلغ موضع السجود تهيأ الناس في السجود فلم يسجد. عمر رضي الله عنه. من اجل ماذا؟ ان يعلمهم ان السجود ليس بواجب. فهذا كما يقول - 00:15:54
ابن قدامة وغيره من اهل العلم هذا اجماع من الصحابة على ان السجود للتلاوة ليس بواجب. اذ لو كان واجبا لانكر عليه من حضر من الصحابة لماذا لم يا امير المؤمنين. اذا ما توجيه الاية؟ توجيهها هو الذم لمن يترك السجود ايش؟ استكبارا. واعراظا - 00:16:14
اما من يتركه اختيارا مع يقينه بالاستحباب او يقينه بالمشروعية فانه لا يذم لكن لا ينبغي للانسان ابدا ان يترك السجود لقوة الخلاف هذي واحدة. والثانية لقول النبي صلى الله عليه وسلم انك لن تسجد لله سجدة. الا ايش - 00:16:34
رفعك الله بها درجة. وفي ايضا من الفوائد ارادة الشيطان. فقد ثبت في صحيح مسلم ان المؤمن اذا قرأ القرآن قال فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله يعني يا نفسه يا ويله امر ابن ادم بالسجود فسجد - 00:16:54
امرت بالسجود فلم يسجد فلم اسجد. اذا في هذا مخالفة لايش؟ لهدي الشيطان. بالاضافة الى ما في هذا السجود من مثال لامر الله تعالى لان غالب الايات التي ترد اما ان تكون امرا بالسجود او اخبارا عن اولياء الله الساجدين او تكون ذما - 00:17:14
من تركوا السجود. ففي السجود في كل هذه الاحوال خير عظيم. خير عظيم. ثم قال الله تبارك وتعالى بل الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يوعون. بل هذه للاظراب وهي اما ان تكون للاظراب الابطاني او الانتقالي. والاية - 00:17:34
كاملة للمعنيين كما يقول ابن عاشور وغيره من اهل العلم. والمعنى هنا ان الذين كفروا من سجيتهم والعياذ بالله ومن سمتهم وطبيعتهم التكذيب. وهنا تلاحظون ان الاية جاءت بصيغة الفعل المضارع. الذي - 00:17:54
تدل على استمرارهم في التكذيب والعياذ بالله. كلما جاءتهم اية كذبوا. كلما جاءتهم اية كذبوا. قال الله عز وجل نعم. ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية. حتى يروا العذاب الاليم. ومن يرد الله فتنة فلن - 00:18:14
له من الله شيئا. ثم قال الله عز وجل والله اعلم بما يوعون. اي ان هؤلاء يكذبون مع يقينهم بان ما اتى به محمد صلى الله عليه وسلم حق. قال الله عز وجل وجحدوا بها ها ها واستيقنتها انفسهم. ظلما وعلوا. ظلما وعدوا - 00:18:34
ولهذا جاءت الاشارة هنا الى ان الله اعلم بما يوعون اي ما يخفونه في صدورهم من التكذيب للتهديد لتهديد هؤلاء الكفار لا تظنوا انكم انتم الان حينما تكذبون وتكابرون او تزعمون ان الايات التي جاء بها محمد - 00:18:54
عليه الصلاة والسلام غير كافية غير كافية للايمان كلا. بل الامر عندكم عائد الى كونكم مكذبين كونكم مكذبين. وتأكدوا وتيقنوا ان هذا لا يخفى على الله تبارك وتعالى. قال الله عز - 00:19:14
عز وجل في خاتمة هذه السورة مهددا لهم فبشرهم بعذاب اليم. الاصل ان البشارة تطلق في الامر السار هذا الغالب يعني لكنها قد تطلق في الامر المكدر والمشين مراعاة للمعنى اللغوي لان البشارة - 00:19:34
في الاصل تطلق لتغير بشرة الوجه عند سماع الخبر. فان كان حسنا رؤي ذلك في في اثره. وان كان سيئا كذلك يعني تلاحظ اثر الاخبار على الوجوه وعلى العيون يعني يظهر اثرها على الوجوه. قال الله - 00:19:54
فبشرهم بعذاب اليم فعيل بمعنى مفعل. اي مؤلم نسأل الله العافية والسلامة. ثم جاء الاستثناء ثم جاء الاستثناء اه بقوله عز وجل الا الذين امنوا وهذا الاستثناء اختلف المفسرون فيه هل هو متصل ام منقطع؟ يعني هل هو هذا الاستثناء يستثنى منه - 00:20:14
الذين امنوا بعد كفرهم بعد كفرهم فيكونون سالمين من هذه البشارة بالعذاب الاليم او الاستثمار ماء منقطع فيكون هذا بشارة للمؤمنين الان الذين يخاطبون بايش؟ بهذه الايات. الاية محتملة لهذا وهذا. وظاهر كلام - 00:20:44
بنجرير اه بل صريحه يدل على انه استثناء ايش؟ متصل. فيكون المعنى استثناء حقيقي. وليست استثناء ايش منقطعا لو كان منقطعا فيكون توجيه الاية فبشرهم بعذاب اليم لكن الذين امنوا هذا يكون هنا منقطع فان كان متصلا - 00:21:04
اقول الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. وهنا تلاحظ في القرآن الكريم كثيرا ما يوصف العمل بماذا؟ او يوصف عمل بماذا العمل الصالحات. فلا يقبل من العمل الا ما اتصف بهذه الصفة. وهو الذي تحقق فيه الشرطان لهم اجر غير ممنون - 00:21:24
وكلمة غير ممنون تشتمل معنيين. اولا عدم الانقطاع فثواب الله لهم مستمر ابد الاباد. في جنة يعيشون فيها لا يهرمون ولا يسأمون ولا يمتخطون. يقال لهم خلود فلا موت. والمعنى الثاني ان الله تعالى يجازيهم بذلك - 00:21:44
منا دون منة كرم وجود الهي لا حد له. ولله المثل الاعلى في الدنيا بعض الناس قد يعطي لكن ايش؟ يمن ويقول ايش؟ تذكر انا اللي معطيك وانا اللي مسوي بك وانا اللي فاعل بك وانا اللي شافع لك وانا اللي اه كذا وكذا وكذا وكذا - 00:22:04
اما هؤلاء فلا يسمعون ما يؤذيهم ولا يكدرهم. لان المحسن اليه مما يكدره ايش؟ مما يكدره. ان يسمع منة الباذل ويقول ليت انه لم يحسن. ليته لم يفعل. ليته يعني حنا بنقول بالعامية. ليته فاكنا ايش؟ من شفاعته ومن احسانه. كانه ايش؟ يمن علي او يهين - 00:22:24
بهذا المن لكن ثواب الله عز وجل لهؤلاء لا منة فيه ولا انقطاع له. نسأل الله الكريم من فضله ونعوذ بالله تعال من حال الاشقياء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:44
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد - 00:00:00
ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الاول عام ثمانية وثلاثين واربعمئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نكمل فيه - 00:00:24
بعون الله وتوفيقه الجزء المتبقي من سورة الانشقاق. وقد سبق معنا ان هذه السورة مكينة بالاتفاق. وان المحور الاكبر الذي او الموضوع الكبير الذي تناولته هذه السورة هو موضوع البعث وموضوع الجزاء والدين الذي يدان به الانسان يوم القيامة. والاشارة الى انقسام الناس يوم القيامة - 00:00:44
امتي حول آآ في في آآ في الجزاء الذي ينقسم فيه الناس او ما يدانون به ينقسمون الى قسمين لا ثالث لهما. كما قال الله تعالى في سورة الشورى فريق في الجنة وفريق في السعير. توقف الحديث بنا عند - 00:01:14
قول الله تبارك وتعالى فلا اقسم بالشفق. ومر معنا نظائر لهذا النوع من القسم في سورة البلد وقلنا ان اللاء هنا للتنبيه والتأكيد. والمعنى اقسم بهذا البلد. واقسم بالشفق وليست هذه اللا نافية كما قد يتوهم انسان لان الله سبحانه وتعالى انما يريد تأكيد الامر بالقسم به لا - 00:01:34
لنفي القسم عنهم لا بنفي القسم عنه. وهذه الفاء استئنافية. وسبق معنا في اول السورة ان الله عز وجل ذكر شيئا من اهوال يوم القيامة على سبيل الاجمال. وبين ان السماء حق لها ان تسمع حينما تنشق بعد ان - 00:02:04
يأمرها الله عز وجل بذلك. وان الارض حق لها ان تسمع اذا مدت مد الاديم. والناس ينقسمون الى قسمين كما تقدم. فهذا تحول والانقلاب في هيئة السماوات والارض وفي احوال الناس اشار الله عز وجل اليه في النصف الثاني لكن - 00:02:24
باسلوب القسم. فقال تبارك وتعالى فلا اقسم بالشفق. والشفق قال فيه جماعة مفسرين اقوالا اصحها ما دل عليه حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص في المواقيت الذي رواه الامام مسلم وهو قوله صلى الله - 00:02:44
عليه وسلم وآآ في شأن غروب الشمس قال ووقت المغرب ما لم يغب الشفق. والشفق هو الذي يظهر بحمرة في الافق عند غروب الشمس. والليل وما وسق. والتوثيق في اللغة - 00:03:04
من حيث الاصل التحميل والجمع. التحميل والجمع ومنه سمي الوسق هذا الذي يقاس به تقاس به الاحجام وسقا لانه يحمل اصواعا كثيرة وقد دلت المقادير او الحسابات على ان الوثق ستين صاعا نبويا - 00:03:24
او ستون صاعا نبويا الصاع مقداره كيلوين وزيادة على خلاف مشهور في تقديري ليس هذا مقصود الحديث عنه وانما المقصود ان الوصف في اللغة يدل على الجمع والتحميل فيقال وسقت الشيء اي جمعته - 00:03:44
فيكون المعنى هنا ان الله عز وجل اقسم بالليل وما جمع فيه من الخلق وما حواهم هذا الليل من الادميين والبهائم والجن والملائكة والحشرات والطيور. كل ما اظلم عليه الليل اقسم الله تبارك وتعالى به. فهذا من اعم الاقسام فيما يتعلق بالمخلوقات التي يحويها الليل - 00:04:04
وبعد ذلك اقسم الله عز وجل باية هذا الليل. ما هي اية الليل؟ القمر. فقال عز وجل والقمر اذا اتسق. والاتساق هنا بمعنى الاكتمال. كما نقول نحن هنا الشيء متسق - 00:04:34
ومتزن او منتظم بهذا المعنى يعني وما دار في فلك هذه الجملة وهي اشارة او بل المقصود به القسم بحال القمر اذا اكتمل بدرا. كما في هذه الليلة. كما في هذه الليلة فانه اكمل ما يكون استدارة في الليالي - 00:04:54
من البارحة والليلة وغدا فالله عز وجل يقسم به سبحانه وبحمده يقسم بهذا القمر اذا اجتمع مكتملا مستديرا. وعلى هذا تدور عبارات السلف. فمنهم من يقول اذا استوى ومنهم من يقول اذا اجتمع ومنهم من يقول اذا استدار. وهي كلها - 00:05:14
تعود الى معنى واحد وهذا مثال على ما يسميه اهل العلم ها اختلاف التنوع اي ان العلماء من السلف يفسرون الاية بكلمة وهذا يفسره بكلمة وهذا بكلمة فاذا تأملت وجدت ان هذه الكلمات تدور حول معنى - 00:05:34
حول معنى واحد لا هذا يخالف هذا ولا هذا يخالف هذا. لكن تختلف المعاني. وفي هذا فائدة تدبرية او تعين على التدبر فان في كلمات السلف ما يشير الى معنى من هذه المعاني. معنى من هذه المعاني. هذا قسم الله عز وجل - 00:05:54
بثلاثة اشياء بالشفق والليل وما وسق اي جمع وحوى والقمر اذا استدار مكتملا بدريا على ماذا قال الله عز وجل وهذا جواب القسم لتركبن طبقا عن طبق. اي حالا بعد حال. وهذه احد - 00:06:14
قراءتين في الاية والقراءة الثانية فيها لتركبن خطاب للمفرد خطاب للمفرد اما القراءة التي نقرأ بها نحن فمعناها واضح لتركبن خطاب للجمع. ويشمل هذا جنس الانسان. ولكن من المقصود بالخطاب اذا كان بلفظ المفرد. وما هو المركوب ايضا؟ هذا وقع فيه خلاف بين اهل العلم - 00:06:34
فبعض العلماء يقول في هذه القراءة لتركبن ان الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم. وفيه بارد او اشعار نعم بانه ستمر عليه احوال يشتد الامر فيه عليه احيانا وينفرج - 00:07:04
احيانا يصاب بمحنة ثم تنكشف يؤذى عليه الصلاة والسلام يفرح ويحزن يساء ويسر عليه الصلاة والسلام كما وقع في غزوة احد كما وقع في بعض الاحوال التي مرت عليه في حياته صلى الله عليه وسلم سمع من المشركين اذى كثيرا - 00:07:24
وسمع من المنافقين اذى كثيرا. وايضا مرت به احوال سارة ومعجبة ومفرحة. مرت به احوال من الحزن على واقع امة على واقع المشركين كما قال الله عز وجل ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون ولقد نعلم - 00:07:44
انك يضيق صدرك بما يقولون الى اخر هذه الاحوال. اذا اذا كان المخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم فهو اشارة الى هذه التقلبات ومن العلماء من قال بل المخاطب بهذا جنس الانسان. فانه منذ ان كان نطفة في رحم امه - 00:08:04
فهو يتقلب من حال الى حال. من نطفة علقة مضغة ثم يخرج طفلا صغيرا لا يفقه شيئا. اه ثم بعد ذلك ثم يمشي ثم يميز ثم يبلغ ثم يقتهل ثم يشيب ويشيخ ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى اردل العمر فهذه - 00:08:24
احوال يمر بها جنس الانسان. المسلم منه والكافر. وقيل ان المعنى لتركب بنى السماء حالا بعد حال. ومأخذ هذا لانه لما اقسم الله عز وجل الشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق. هذه اشارة الى ماذا؟ الليل لم يأتي الا بعد مرور ايش؟ النهار. والقمر نفسه لم يكتمل - 00:08:44
بدرا الا بعد ان مر بمرحلة ايش؟ الاستسرار والاهلال. فهو ولد صغيرا حتى ينتصف ثم يكون محاقا ثم يكتمل ليكون بدرا ثم يعود مرة اخرى ليتناقص حتى يغيب في اخر الشهر ثم يهل في الشهر الجديد. هذه احوال يمر بها القمر او لا - 00:09:14
هذه اذا في قول بعض اهل العلم من الاحوال التي اقسم الله عز وجل عليها وكذلك ايضا السماء اللهم او تعالى ذكر في اول السورة ايش؟ اذا السماء انشقت. هذا الانشقاق هو احد الاطوار التي تمر بها السماء. فان الله عز وجل خلق السماء - 00:09:34
في الدنيا فاذا جاء امر الاخرة تغيرت هذه السماء. وهذا حال جديد تمر به السماء. كما قال الله تبارك وتعالى يوم ايش تبدل الارض غير الارض اكملوا. اذا التغير سيصيب الارض ويصيب السماء - 00:09:54
فهذا احد ما اقسم الله تبارك وتعالى عليه به. اذا تبين هذا اذا تبين هذا فان اه يعني المعاني كما ترون محتملة. الا ان الامام ابن جرير رحمه الله تعالى اه - 00:10:14
رجح ان الاية المقصود بها لتركبن يا محمد حالا بعد حال وامرا بعد امر واذا كان الامر كذلك فانه يتبع او يعني يكون بالتبع خطابا لجميع الناس فانهم سيلقون اهوالا ويلقون شدائد - 00:10:34
سواء في الدنيا يعني والناس يتفاوتون في هذا او يلقون اهوالا ولابد يوم القيامة لكنها تخفف على اهل الايمان جعلنا الله واياكم منهم ويكون الامر شديدا وعسيرا على اهل الكفر والطغيان. نعوذ بالله من حالهم ومآلهم. قال الله عز وجل لتركبن - 00:10:54
عن طبق فلننظر في هذه الاطباق التي يمر بها الانسان اشرنا الى شيء منها في الدنيا قلنا اول ما يقدر الله عز وجل خلقه نطفة الى ان يموت. هذه اطواره في الدنيا. وفي الاخرة فانه سيمر باهوال واطوار ايضا. ومن ذلك - 00:11:14
انه بعد ان يخرج يوم القيامة من قبره سيقف ذلك الموقف العظيم خمسين الف سنة لا يأكل فيها اكلة ولا يشرب وفيها شربة وتدنو الشمس فيها من الخلائق. ويصيب الخلق في ذلك اليوم كرب عظيم لا يعلمه الا الله. حتى انهم ليذهبون الى - 00:11:34
عدد من الانبياء والرسل كلهم يطلب الشفاعة منهم. من اجل ماذا؟ من اجل التخفيف عنهم. لاجل ان يقضي الله عز وجل بين الخلائق. فيبدأون بادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يأتون الى محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها. فيذهب - 00:11:54
تحت العرش الى اخر الحديث. هذه الاهوال لا تنتهي الا بان يقال ها لاهل الجنة خلود فلا موت وتنقطع الاهوال بالنسبة لهم والشدائد. وهذا طبق اخر او حال اخر يصلون اليه وهو بلوغهم الى دار الجسد - 00:12:14
اما اهل النار اعاذنا الله منهم ومن حالهم فان الاهوال يعني يركبون طبقا اخر لكن تزداد في حقهم ماذا؟ تزداد في بحقهم الشدائد. ثم قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك فما لهم لا يؤمنون. وهذا سؤال توبيخ - 00:12:34
الا يتفكرون في هذا الليل؟ الذي يعني يرخي بسدوره عليهم؟ الا يفكرون في هذا القمر الذي هو اية من ايات الله الا يفكرون في تقلب احوالهم منذ ان كانوا في ارحام امهاتهم الى ان خرجوا من هذه الدنيا - 00:12:54
الا يتفكرون في هذه الاحوال النفسية التي تمر بهم من شدة ورخاء عسر ويسر حزن وفرح ضحك وبكاء صغر ثم كبر كبر ثم هرم. الا يتفكرون في هذه؟ اليست هذه دالة على القدير العظيم؟ اليست هذه دالة - 00:13:14
على ان الله عز وجل لن يترك خلقه سدى وهم يرون ان هناك ظالما ومظلوما وان هناك اه من يعتدي ولا يقتص منه لا يمكن ان يترك هذا هباء. فما لهم لا يؤمنون؟ سؤال توبيخ. واذا قرئ عليهم القرآن - 00:13:34
لا يسجدون. لماذا؟ اذا تلي عليهم كتاب الله الذي لو انزل على الجبال الصلبة لتصدعت من خشية الله. بل قال الله ولو ان قرآنا ها سيرت به الجبال. تصور والجبال هذي ما هو جبل واحد. سيرت به الجبال - 00:13:54
سارت يعني او قطعت به الارض لتقطعت. او كلم به الموتى لتكلموا. هذا المعنى لكان هذا القرآن. ولو لو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى. الله تعالى لم يذكر الجواب هنا. لماذا؟ لانه معلوم - 00:14:14
والجواب لكان هذا القرآن. حتى قال بعض السلف والله لو قيل لي ان هذا القرآن قرئ على ميت احياه الله لصدقت. لم؟ لان الله يقول او كلم به الموتى. فاذا كان هذا تأثير القرآن على هذه الاشياء - 00:14:34
الصامتة الجامدة التي لا حياة فيها. فاين انتم؟ اين عقولكم؟ لماذا لا تسجدون؟ ولماذا لا يخضعون لهذا القرآن العظيم. فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. ومفهوم هذا واخذ - 00:14:54
ابن تيمية رحمه الله من هذه الاية اختيارا فقهيا عليكم السلام. ما هذا الاختيار؟ هو وجوب سجود التلاوة لماذا؟ لانه يقول ذكر الله عز وجل ترك السجود للقرآن عند الاستماع اليه واتيان موجب السجود - 00:15:14
على سبيل الذم. ولكن الصحيح في هذه المسألة ان سجود القرآن ان السجود للقرآن سنة مؤكدة. لا واجب. والدليل على عدم وجوبه انه ثبت في صحيح البخاري ان عمر رضي الله عنه خطب يوما بسورة النحل فلما بلغ موضع السجود - 00:15:34
سجد وهو على المنبر ثم اكمل فلما كان في الجمعة التي بعده خطب بسورة النحل ايضا فلما بلغ موضع السجود تهيأ الناس في السجود فلم يسجد. عمر رضي الله عنه. من اجل ماذا؟ ان يعلمهم ان السجود ليس بواجب. فهذا كما يقول - 00:15:54
ابن قدامة وغيره من اهل العلم هذا اجماع من الصحابة على ان السجود للتلاوة ليس بواجب. اذ لو كان واجبا لانكر عليه من حضر من الصحابة لماذا لم يا امير المؤمنين. اذا ما توجيه الاية؟ توجيهها هو الذم لمن يترك السجود ايش؟ استكبارا. واعراظا - 00:16:14
اما من يتركه اختيارا مع يقينه بالاستحباب او يقينه بالمشروعية فانه لا يذم لكن لا ينبغي للانسان ابدا ان يترك السجود لقوة الخلاف هذي واحدة. والثانية لقول النبي صلى الله عليه وسلم انك لن تسجد لله سجدة. الا ايش - 00:16:34
رفعك الله بها درجة. وفي ايضا من الفوائد ارادة الشيطان. فقد ثبت في صحيح مسلم ان المؤمن اذا قرأ القرآن قال فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله يعني يا نفسه يا ويله امر ابن ادم بالسجود فسجد - 00:16:54
امرت بالسجود فلم يسجد فلم اسجد. اذا في هذا مخالفة لايش؟ لهدي الشيطان. بالاضافة الى ما في هذا السجود من مثال لامر الله تعالى لان غالب الايات التي ترد اما ان تكون امرا بالسجود او اخبارا عن اولياء الله الساجدين او تكون ذما - 00:17:14
من تركوا السجود. ففي السجود في كل هذه الاحوال خير عظيم. خير عظيم. ثم قال الله تبارك وتعالى بل الذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يوعون. بل هذه للاظراب وهي اما ان تكون للاظراب الابطاني او الانتقالي. والاية - 00:17:34
كاملة للمعنيين كما يقول ابن عاشور وغيره من اهل العلم. والمعنى هنا ان الذين كفروا من سجيتهم والعياذ بالله ومن سمتهم وطبيعتهم التكذيب. وهنا تلاحظون ان الاية جاءت بصيغة الفعل المضارع. الذي - 00:17:54
تدل على استمرارهم في التكذيب والعياذ بالله. كلما جاءتهم اية كذبوا. كلما جاءتهم اية كذبوا. قال الله عز وجل نعم. ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية. حتى يروا العذاب الاليم. ومن يرد الله فتنة فلن - 00:18:14
له من الله شيئا. ثم قال الله عز وجل والله اعلم بما يوعون. اي ان هؤلاء يكذبون مع يقينهم بان ما اتى به محمد صلى الله عليه وسلم حق. قال الله عز وجل وجحدوا بها ها ها واستيقنتها انفسهم. ظلما وعلوا. ظلما وعدوا - 00:18:34
ولهذا جاءت الاشارة هنا الى ان الله اعلم بما يوعون اي ما يخفونه في صدورهم من التكذيب للتهديد لتهديد هؤلاء الكفار لا تظنوا انكم انتم الان حينما تكذبون وتكابرون او تزعمون ان الايات التي جاء بها محمد - 00:18:54
عليه الصلاة والسلام غير كافية غير كافية للايمان كلا. بل الامر عندكم عائد الى كونكم مكذبين كونكم مكذبين. وتأكدوا وتيقنوا ان هذا لا يخفى على الله تبارك وتعالى. قال الله عز - 00:19:14
عز وجل في خاتمة هذه السورة مهددا لهم فبشرهم بعذاب اليم. الاصل ان البشارة تطلق في الامر السار هذا الغالب يعني لكنها قد تطلق في الامر المكدر والمشين مراعاة للمعنى اللغوي لان البشارة - 00:19:34
في الاصل تطلق لتغير بشرة الوجه عند سماع الخبر. فان كان حسنا رؤي ذلك في في اثره. وان كان سيئا كذلك يعني تلاحظ اثر الاخبار على الوجوه وعلى العيون يعني يظهر اثرها على الوجوه. قال الله - 00:19:54
فبشرهم بعذاب اليم فعيل بمعنى مفعل. اي مؤلم نسأل الله العافية والسلامة. ثم جاء الاستثناء ثم جاء الاستثناء اه بقوله عز وجل الا الذين امنوا وهذا الاستثناء اختلف المفسرون فيه هل هو متصل ام منقطع؟ يعني هل هو هذا الاستثناء يستثنى منه - 00:20:14
الذين امنوا بعد كفرهم بعد كفرهم فيكونون سالمين من هذه البشارة بالعذاب الاليم او الاستثمار ماء منقطع فيكون هذا بشارة للمؤمنين الان الذين يخاطبون بايش؟ بهذه الايات. الاية محتملة لهذا وهذا. وظاهر كلام - 00:20:44
بنجرير اه بل صريحه يدل على انه استثناء ايش؟ متصل. فيكون المعنى استثناء حقيقي. وليست استثناء ايش منقطعا لو كان منقطعا فيكون توجيه الاية فبشرهم بعذاب اليم لكن الذين امنوا هذا يكون هنا منقطع فان كان متصلا - 00:21:04
اقول الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. وهنا تلاحظ في القرآن الكريم كثيرا ما يوصف العمل بماذا؟ او يوصف عمل بماذا العمل الصالحات. فلا يقبل من العمل الا ما اتصف بهذه الصفة. وهو الذي تحقق فيه الشرطان لهم اجر غير ممنون - 00:21:24
وكلمة غير ممنون تشتمل معنيين. اولا عدم الانقطاع فثواب الله لهم مستمر ابد الاباد. في جنة يعيشون فيها لا يهرمون ولا يسأمون ولا يمتخطون. يقال لهم خلود فلا موت. والمعنى الثاني ان الله تعالى يجازيهم بذلك - 00:21:44
منا دون منة كرم وجود الهي لا حد له. ولله المثل الاعلى في الدنيا بعض الناس قد يعطي لكن ايش؟ يمن ويقول ايش؟ تذكر انا اللي معطيك وانا اللي مسوي بك وانا اللي فاعل بك وانا اللي شافع لك وانا اللي اه كذا وكذا وكذا وكذا - 00:22:04
اما هؤلاء فلا يسمعون ما يؤذيهم ولا يكدرهم. لان المحسن اليه مما يكدره ايش؟ مما يكدره. ان يسمع منة الباذل ويقول ليت انه لم يحسن. ليته لم يفعل. ليته يعني حنا بنقول بالعامية. ليته فاكنا ايش؟ من شفاعته ومن احسانه. كانه ايش؟ يمن علي او يهين - 00:22:24
بهذا المن لكن ثواب الله عز وجل لهؤلاء لا منة فيه ولا انقطاع له. نسأل الله الكريم من فضله ونعوذ بالله تعال من حال الاشقياء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:44
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الانشقاق (2-2) ليلة 14-3-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|