التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة البروج (2-2) ليلة 29-2-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله وصحبه به ومن والاه. اما بعد فنستكمل في هذه الليلة ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر صفر من عام ثمانية - 00:00:02ضَ
واربع من عام ثمانية وثلاثين واربع مئة والف نستكمل ما تبقى لنا من التعليق على سورة البروج توقف الحديث بنا عند قول الله تبارك وتعالى ان بطش ربك لشديد. انه هو يبدأ ويعيد الاية - 00:00:22ضَ
سبق معنا في الجزء الاول من السورة الكلام على قصة اصحاب الاخدود وما المراد بهم؟ وماذا اه كان من شأنهم وما يتصل ايضا بالايات التي اه ذكرها الله سبحانه وتعالى تعقيبا على هذه - 00:00:42ضَ
القصة وما نقموا منهم الا يؤمنوا بالله العزيز الحميد. وكذلك بعض اسرار الاسماء الحسنى التي ختمت بها هذه الايات هنا في النصف الثاني من السورة يستمر الحديث في التعقيب ايضا على هذه القصة فان - 00:01:02ضَ
هذا اه هذه الاية الكريمة وهي قول الله عز وجل ان بطش ربك لشديد ليست بمعزولة عن ما قبلها من الايات الكريمة فان هذه الاية الكريمة يبين الله عز وجل فيها عظيم اخذه وانتقامه - 00:01:22ضَ
ممن اذوا وحاربوا وعذبوا اولياءه المؤمنين. والبطش في اصل معناه اللغوي هو هو الاخذ باليد الاخذ باليد ومنه قوله صلى الله عليه وسلم واليد تبطش وبطشها او نعم والزنا واليد تزني وزناها البطش. وكذلك ايضا في قوله سبحانه وتعالى واذا بطشتم بطشتم جبارين - 00:01:42ضَ
اكن في غالب اطلاقاتها تطلق على الاخذ بقوة. كما قال الله سبحانه وتعالى يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون وكان هذا كما في اه تفسير ابن مسعود للاية الكريمة كان هذا في اخذ الله عز وجل - 00:02:12ضَ
اه كفار قريش يوم بدر. المقصود ان اصل الكلمة تدل على مطلق الاخذ. لكن غالب سياقاتها في القرآن الكريم بل هي في القرآن الكريم تذكر على سبيل الاخذ بقوة وبشدة. ومنه قوله تعالى واذا بطشتم بطشتم جبارين. وهنا - 00:02:32ضَ
ذات المعنى ان بطش ربك لشديد. وهنا نلحظ ان البطش اضيف الى واصفر او الى اسم الرب عز وجل ولم يقل ان بطش الله لما فيه من العناية باهل الايمان وان من مقتضى ربوبيته عز وجل ان ينصر - 00:02:52ضَ
اولياءه وان قدر عليهم ما قدر من الاذى والعذاب ونحو ذلك الا انه سبحانه وتعالى لكمال عظمته وجلاله اله وقوته اذا بطش فلا راد لبطشه. وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم - 00:03:12ضَ
شديد. وهذا ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم. في حديث ابي موسى في البخاري وفي حديث ابي سعيد في صحيح مسلم. ان ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم تلا الاية الكريمة وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان - 00:03:32ضَ
اليم شديد. وهذا التعقيب ايضا فيه معنى اخر او تنبيه على امر وهو تحذير كفار قريش الذين عذبوا المؤمنين في مكة. واضطروهم فيما اضطروهم الى الهجرة. فهاجروا مرتين او فهاجر بعض - 00:03:52ضَ
الى الحبشة مرتين واضطروهم ايضا الى مفارقة مكة في الهجرة المعروفة الهجرة النبوية التي سبقت بهجرة الصحابة رضي الله تعالى عنهم وتبعها ايضا هجرة بعضهم. ثم قال الله عز وجل انه هو يبدأ ويعيد. سبحانه وبحمده. فالله عز وجل - 00:04:12ضَ
الذي هذا بطشه وهذه صفة بطشه يبدئ ويعيد. فهو كما يبدأ الخلق ويعيده عز وجل. فكذلك فيبدأ العذاب والبطش على اعدائه. فيعذبهم في الدنيا ويعذبهم في الاخرة. وهذا من معاني الايات السابقة - 00:04:32ضَ
ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. وقد يمهل الظالم كما سبق في الحديث السابق قد يمهل الظالم ولا ينتقم منه وانما يكون العذاب الاكبر عليه والعياذ بالله مضاعفا يوم القيامة. وهنا انبه الى معنى - 00:04:52ضَ
هو ان كثيرا من الناس يظن او يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم اياك ودعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب انها لابد ان تستجاب في الدنيا وهذا خطأ. فان الله عز وجل يقول في خواتيم سورة ابراهيم ولا تحسبن الله غافلا عما - 00:05:12ضَ
ايعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. تشخص فيه الابصار. فليس كل ظالم ينتقم منه وليس كل ظالم يقتص منه في الدنيا. فكم من مظلوم مات ولم ينتصر من ظالمه. وكم من ظالم استمر في غيه وطغيانه وظلمه - 00:05:32ضَ
ولم ينتقم منه لكن الانتقام الاكبر والعياذ بالله سيكون متى يوم القيامة. فلا يغتر مظالم بظلمه ولا يجزع مظلوم لانه ظلم فان لم ينتصر له في الدنيا فسينتصر له متى؟ في الاخرة. قال الله عز وجل وهو الغفور - 00:05:52ضَ
وما اجمل هاتين الايتين حينما يقرأ الانسان هذه الاية ان بطش ربك لشديد انه هو يبدأ ويعيد فكذلك ايضا هو عز وجل غفور ودود. الغفور صرت اسم من اسماء الله عز وجل. وهو دال على كثرة مغفرته - 00:06:12ضَ
وتعالى والغفو او الغفور اصل المادة من الغفر. نعم وهي الستر. ومنه سمي المغفر الذي يلبسه مقاتل مغفرا لانه يستر بدن المقاتل. ليتقي به ضرب السهام والسيوف والرماح. فالله عز وجل اتصف سبحانه - 00:06:32ضَ
تعالى بصفة المغفرة فهو عز وجل يمحو الذنب ويستره. يمحو الذنب ويستره عز وجل. ليس فقط يستره بل يمحوه ايضا. ثم بين عز وجل صفة او اسما ذكر اسما اخر من اعظم ما يسلي المؤمن - 00:06:52ضَ
حينما يصيبه ما يصيبه من الاذى في سبيل الله عز وجل. فقال الودود. والودود مأخوذ من الود. وهو الحب فهو عز وجل يحب اولياءه كما هم يحبونه. وليس الشأن في محبة العبد لله بل الشأن في محبة من؟ في - 00:07:12ضَ
محبة الله عز وجل لعبده. ولهذا قال الله عز وجل آآ يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبون ويحبون ادلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - 00:07:32ضَ
والله واسع عليم. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون. وفي هذا وفي هذا بشارة اخرى للذين يتوبون من ظلمه - 00:07:52ضَ
وطغيانهم. فان الله عز وجل عرظ التوبة على من عذبوا اولياءه في ايات في اية سبقت وهي قوله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهيم ومفهوم ذلك انهم ان تابوا غفر لهم بل واحبهم. وماذا يريد المذنب العاصي الشارب - 00:08:12ضَ
عن الله عز وجل اعظم من هذه الايات مرغبة له في التوبة والرجوع الى الله عز وجل. فانت اذا اقبلت على الله فان الله تعالى لا يكتفي سبحانه وتعالى بمغفرة ذنبك. ولا بمسح هذا الذنب وستره. بل يحبك عز وجل. ان الله يحب التوابين - 00:08:32ضَ
ويحب المتطهرين. يحب الذين تطهروا في الظاهر ويحبوا الذين يتطهرون في الباطن بالتوبة والاقبال الى الله عز وجل. بل ودلت الايات الاخرى على ان الله يقلب سيئاتهم حسنات كما في اية الفرقان. ومن تاب وامن وعمل عملا صالحا فانه يتوب نعفو - 00:08:52ضَ
اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات على احد القولين. فاي كرم اعظم من هذا واي جود اعظم من هذا؟ لا جود ولا كرم اعظم من هذا ثم قال الله عز وجل واصفا نفسه ذو العرش المجيد. اي ان الله سبحانه - 00:09:12ضَ
وتعالى ذو العرش اي صاحب العرش والعرش وسع السماوات والارض. بل هو اعظم المخلوقات على الاطلاق. والكرسي الكرسي كما جاء في الاثار عن ابن عباس وغيره. بالنسبة الى العرش كحلقة صغيرة القيت في فلاة واسعة. لاحظوا فبما وصف الله الكرسي؟ قال الله عز وجل وسع - 00:09:32ضَ
الكرسيه السماوات والارض. فاذا كانت فاذا كان الكرسي وسع السماوات والارض. فما ظنك بالعرش افهم من هذا ولا يمكن ان يحيط به مخلوق ولا يمكن ان يحيط به احد. وحسبك ان يكون الكرسي او ان تكون نسبة الكرسي بالنسبة الى - 00:10:02ضَ
العرش كنسبة حلقة صغيرة القيت في صحراء. لا يوجد نسبة لا تكاد تذكر هذه النسبة. وهذه في النهاية تدل العبد على عظمة من؟ سبحانه. على عظمة الخالق عز وجل. وهنا وصف الله عز وجل نفسه المجيد. اي - 00:10:22ضَ
العظمة واسع العظمة. والمستحق لاوصاف الكمال والمجد. فهو عظيم الصفات من هذه الجهة. والمجيد هنا قرأ بقراءتين. فقيل ذو العرش المجيد. فتكون بالرفع صفة لمن لله عز وجل صفة لله ذو العرش المجيد. فان قيل او في القراءة الاخرى ذو العرش المجيد - 00:10:42ضَ
قد يكون المجيد هنا صفة لمن؟ للعرش نفسه. فوالله سبحانه فالله عز وجل بنفسه سبحانه وتعالى مجيد صاحب العظمة واوصاف الكمال والقوة. وكذلك ايضا يوصف العرش بهذا بناء على القراءة بناء على القراءة - 00:11:12ضَ
الاخرى وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما المجيد بالكريم. وهذا لا يعارض ما سبق. لانها هذا من صفات الكمال ومن صفات العظمة ان يكون الله سبحانه وتعالى كريما ثم وصف الله عز وجل نفسه بصفة - 00:11:32ضَ
ثالثة من صفات كماله وجلاله جل وعلا فقال فعال لما يريد. فهو من كماله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء متى شاء وكيف شاء. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ولا يرده احد عن عن ارادته سبحانه - 00:11:52ضَ
تعالى وكل ارادة في الدنيا سوى ارادة الله عز وجل كل ارادة في الدنيا سوى ارادة الله عز وجل فهي مقيدة بارادته تبارك وتعالى وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله. وهذا الوصف العظيم وهو قوله فعال لما يريد - 00:12:12ضَ
فيه تهديد للكفار وفيه طمأنة لاهل الايمان. اما كونه تهديدا للكفار فهذا ظاهر. فان الله عز وجل اذا توعد المعرضين والمكذبين فانه لا يرده احد عن انفاذ وعيده. وفي الوقت نفسه تطمين لاهل الايمان اذا علم - 00:12:32ضَ
ان الله عز وجل على كل شيء قدير. ولا راد لمشيئته ولا مانع لحكمه اطمئنوا وانه سبحانه وتعالى لا يترك عباده لكن قد يؤخر النصر قد يمهل الظالم يملي له لحكمة بالغة تعجز عقول البشر عن - 00:12:52ضَ
استيعابها. وهذا ما يفسر لك ايها المؤمن وانت ترى تسلط بعض الطغاة والمجرمين اليوم على بعض بلاد الاسلام. وكيف ان هؤلاء يمهلون وانهم يفعلون من الافاعيل الشيء العظيم الذي لا يقره لا دين ولا يقره اي انسان عنده ذر - 00:13:12ضَ
من انسانية او ذرة من مروءة ولكن له سبحانه وتعالى الحكمة البالغة ومن تلك الحكم ويتخذ منكم شهداء ومن تلك ولتستبين سبيل المجرمين. ومن تلك الحكم سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وغيرها من الحكم التي قد تعجز عقولنا عن استيعابها - 00:13:32ضَ
والا فنحن نعلم ان الله تعالى لا يحب الظلم ولا يحب الظالمين ولا سبحانه وتعالى يعني هو ارحم هو سبحانه تعالى ارحم من الناس بانفسهم. من الناس بانفسهم. لكن يبتلي هؤلاء بهؤلاء فترتفع منازل اقوام. وتنحط منازل اقوام - 00:13:52ضَ
ويوم القيامة تبلى السرائر. ثم يأتي السياق في خاتمة السورة بهذا السؤال الذي يتضمن التهديد والتطمين. التهديد للكفار كفار مكة. ومن سار على طريقتهم. والتطمين لمن؟ لاهل الايمان ايضا الذين يعذبون في - 00:14:12ضَ
هل اتاك حديث الجنود؟ هل اتاك يا محمد نبأ الجنود المجندة والجموع الكافرة من امثال فرعون وثمود وانما ضرب المثل بفرعون وثمود والعلم عند الله امور من اهمها ان فرعون - 00:14:32ضَ
كما قال الله عز وجل وفرعون ذي الاوتاد اي ذي الجنود المتكاثرة الذي كان يغتر بماذا؟ يغتر بجنوده ويغتر بعتاده وبقوته بل يظن المسكين انه هو رب الناس. وثمود ذكروا ايضا لان المقام مقام قوة وتهديد هم الذين قال الله عنهم في سورة - 00:14:52ضَ
فصلت واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. فاستحبوا العمى على الهدى. وايضا ثمود هؤلاء اه الذين هم اه قوم اه صالح اه تعرفون مساكنهم في المدائن. هؤلاء قوم اغتروا ايضا بقوتهم - 00:15:12ضَ
اغتروا بقوتهم واغتروا بما عندهم. فاتاهم الله عز وجل من حيث لم يحتسبوا. وفي ذكر الجنود هنا لفتة جميلة جدا اشارت واليها بعض اهل العلم وهي ان تسلط هؤلاء الناس هؤلاء فرعون وكذلك ايضا ثمود وهو في - 00:15:32ضَ
اسمه لجد القبيلة لكنه اطلق بعده على القبيلة كلها. في هذا اشارة الى معنى وهو ان هؤلاء انما تسلطوا على رقاب الناس بالقوة وبالحديد والنار. لم يتسلطوا عليهم بالعدل ولا بالانصاف. ولهذا ذكر الجنود ها هنا - 00:15:52ضَ
للاشارة الى هذا المعنى. وفيه ايضا تهديد لكفار مكة. فلا جنودكم جنود فرعون. ولا قوتكم قوة من؟ قوة ثمود فاين المهرب؟ اين المهرب؟ اتظنون انكم تنجون؟ وتكونون بمنأى عقوبة الله عز وجل وعذابه؟ هل اتاك حديث الجنود؟ فرعون وثمود؟ بل الذين كفروا في تكذيب - 00:16:12ضَ
وهنا يقول العلماء بل هنا للاظراب الابطالي. يعني ينقض المعنى السابق ليثبت ما بعده. والمقصود بالنقض هم ليس النقض الى النفي او الغاء لا. وانما المقصود بيان سبب تكذيبها او سبب استمرار هؤلاء في الغي. حتى استوصلوا - 00:16:42ضَ
وعذبوا هو كون هؤلاء الذين كفروا يعيشون في تكذيب. حتى لاحظ الاية الكريمة وهذه من البلاغ القرآنية ان الله عز وجل ذكر صفة او ذكر شأنهم في الكذب بالظرف. فقال في تكذيب. فكأن التكذيب هذا - 00:17:02ضَ
اعبارة عن وعاء انغمسوا فيه انغماسا كما يحيط الظرف بالمظروف. كما قال الله مثلا في سورة في قصة قارون فخرج على قومه في زينته. فكأن الزينة شيء انغمس فيه قارون فخرج على قومه فلا يرى منه الا الزينة. فكذل - 00:17:22ضَ
هؤلاء عاشوا عيشة انغمسوا فيها في الكذب. فلم يصدقوا بالرسل ولا بالرسالات ولم يؤمنوا بما انزل والله على رسله عليهم الصلاة والسلام لانغماسهم بالكذب. وايضا جاء التعبير هنا بقوله في تكذيب صيغة - 00:17:42ضَ
فهم من كذب الى كذب والعياذ بالله. مع علمهم والعياذ بالله وهذا اشد مع علمهم بصدق هؤلاء الرسل. وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. هذا الذي حجبهم عن ماذا؟ عن الايمان. ومع كونهم منغمسون في - 00:18:02ضَ
واحاط بهم الكذب كما يحيط الوعاء بما فيه. فالله عز وجل محيط بهم. محيط بهم محيط بهم لا يعجزه احد منهم ما يهرب احد ابدا من ملك الله ولا من اه بطشه ولا من سطوته سبحانه وتعالى - 00:18:22ضَ
ولهذا هددهم الله بقوله والله من ورائهم محيط. فهو سبحانه وتعالى عالم بما تكنه صدورهم. وعالم بالحق حاملي لهم على رد الرسالة. والحامل لهم على التكذيب. فهم لا فلا يعزب عنه سبحانه وتعالى شيء فهو مطلع منهم - 00:18:42ضَ
عليهم وعلى ما يكنونه وايضا قادر عز وجل على عبادتهم وعلى اهلاكهم لا يفلتون ولا يعجزونه شيء اه سبحانه وبحمده كما قال الله عز وجل وما انتم بمعجزين. ثم ختمت السورة بالاشارة الى هذا - 00:19:02ضَ
القرآن العظيم فقال عز وجل بل هو قرآن مجيد. اي هذا القرآن وهذا ايضا اظراب اخر. يعني هذا التكذيب الذي لجوا فيه وعاشوا فيه. هذا الذي كذبوا به هو وحي من عند الله عز وجل. بل هو قرآن اي متلو - 00:19:22ضَ
واصل قراءة اه او من معانيها التلاوة. كما قال الله عز وجل فاذا قرأناه فاتبع قرآنه فهو قرآن اي كلام يتلى. ولكنه كلام مخصوص وهو كلام شريف عظيم الصفات. ولذلك قال - 00:19:42ضَ
هو قرآن مجيد. ولاحظوا قبل قليل في قبل ايات وصف الله نفسه بانه مجيد. ووصف عرشه بانه مجيد ها هنا يصف ربنا جل وعلا كلامه سبحانه وتعالى بانه بانه مجيد اي كريم كما قال بعض السلف وفيه ايضا - 00:20:02ضَ
من مواضع وفيه من العظمة ما فيه. عظمة في بيانه. عظمة في اعجازه. عظمة في احكامه. وعظمة في كون صادر او كونه كلام رب العزة والجلال. في لوح محفوظ. فهذا القرآن صانه الله سبحانه وتعالى - 00:20:22ضَ
في اللوح المحفوظ فحفظه الله من كل ما يشينه وحفظه الله سبحانه وتعالى من كل ما يمكن ان يصل اليه من نقص والله سبحانه وتعالى جعله في اللوح المحفوظ وتكفل سبحانه وتعالى بحفظه. وقد مر معنا اكثر من اه في اكثر من مجلس - 00:20:42ضَ
كلام على مسألة الحفظ وان الله تبارك وتعالى تكفل بحفظه وبحفظ ما يبينه وهو السنة النبوية. لان من الناس من يظن ان الحفظ في قوله عز وجل آآ آآ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون انه مختص فقط بماذا؟ بالقرآن وهذا خطأ بل الحفظ - 00:21:02ضَ
وشامل للقرآن والسنة لماذا؟ لان الله عز وجل يقول وانزلنا اليك الذكر ها؟ لتبين للناس ما نزل اليهم ايمكن ان يحفظ القرآن حروفا فقط دون حفظ ماذا؟ ما يبينه. فاذا كان القرآن قد قد تعهد الله - 00:21:22ضَ
وتعالى بحفظ ما يبينه ولا يبينه الا السنة فهذا يلزم منه ان تحفظ السنة ايضا وقد تم هذا بحمد الله تعالى. ومن القصص التي تذكر في هذا المقام سبقت معنا لكن لا بأس من الاشارة اليها ان آآ يحيى بن اكثم ذكر ان احد اليهود دخل على - 00:21:42ضَ
الخليفة المأمون فعرظ عليه الخليفة او احد العلماء اه الاسلام فتمنع اليهودي فلما كان بعد سنة كاملة جاء هذا اليهودي واعلن الاسلام. فقال الم تكن كنت عندي او مررت علينا عام اول وعرضت عليك - 00:22:02ضَ
الاسنان فابيت؟ قال بلى انا هو. قال فما حملك على الاسلام الان؟ ما السبب الذي جعلك تسلم؟ قال اني ذهبت الى السوق فنسخت نسخة من فوقعت بايدي الوراقين نسخة ناقصة. فوقعت بايدي الوراقين. فرجت ثم نسخت نسخة من الانجيل - 00:22:22ضَ
مخرومة وناقصة. فوقعت بايدي اروى الراقين وان النساخ وراجت ايضا بين ايديهم. ثم نسخت نسخة من المصحف من القرآن القرآن الكريم وحرفت او فيها شيئا يسيرا جدا. ما اكثرت فلما وقعت بيد الناسخ ووقعت عينه - 00:22:42ضَ
على هذا الخلل قال هذه النسخة لا يحل ابدا ان انسخها ولا ان تباع. لماذا؟ قال فيها هذا الخطأ الفلاني. قال فعلمت ان كتاب الله ان القرآن محفوظ وان هذا من عند الله تبارك وتعالى. وهذا الذي حملني على على الاسلام. اذا هذا الوصف ايها الاخوة في قوله - 00:23:02ضَ
تعالى في لوح محفوظ هو من كمال حفظ الله تبارك وتعالى لكتابه. فالله تعالى تكفل بحفظه لفظا ومعنى. وايضا تكفل بصيانته فلا يطال ولا آآ تصل اليه يد الا يد كريمة كما قال الله تعالى في سورة الواقعة في كتاب مكنون. في كتاب مكنون - 00:23:22ضَ
والكن اخص من الحفظ. لان الكن عبارة عن ماذا؟ عن حفظه كأنه في شيء مجوف محفوظ. فلا تصله الا يد اذن الله عز وجل بوصوله بوصولها اليه. وهنا الحفظ يشمل ما هو اعم كما قلنا من الجانب الحسي وهو المس. وكذلك ما يتعلق - 00:23:42ضَ
بحفظ معانيه من التحريف او او التبديل. فلله الحمد والمنة على حفظه. والحمد لله ان جعلنا من اهل هذا القرآن نسأل الله ان يجعلنا من اهله على الحقيقة ظاهرا وباطنا. وان يجعلنا ممن يتلو حروفه ويحفظ حدوده. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله - 00:24:02ضَ
سلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:22ضَ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله وصحبه به ومن والاه. اما بعد فنستكمل في هذه الليلة ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر صفر من عام ثمانية - 00:00:02ضَ
واربع من عام ثمانية وثلاثين واربع مئة والف نستكمل ما تبقى لنا من التعليق على سورة البروج توقف الحديث بنا عند قول الله تبارك وتعالى ان بطش ربك لشديد. انه هو يبدأ ويعيد الاية - 00:00:22ضَ
سبق معنا في الجزء الاول من السورة الكلام على قصة اصحاب الاخدود وما المراد بهم؟ وماذا اه كان من شأنهم وما يتصل ايضا بالايات التي اه ذكرها الله سبحانه وتعالى تعقيبا على هذه - 00:00:42ضَ
القصة وما نقموا منهم الا يؤمنوا بالله العزيز الحميد. وكذلك بعض اسرار الاسماء الحسنى التي ختمت بها هذه الايات هنا في النصف الثاني من السورة يستمر الحديث في التعقيب ايضا على هذه القصة فان - 00:01:02ضَ
هذا اه هذه الاية الكريمة وهي قول الله عز وجل ان بطش ربك لشديد ليست بمعزولة عن ما قبلها من الايات الكريمة فان هذه الاية الكريمة يبين الله عز وجل فيها عظيم اخذه وانتقامه - 00:01:22ضَ
ممن اذوا وحاربوا وعذبوا اولياءه المؤمنين. والبطش في اصل معناه اللغوي هو هو الاخذ باليد الاخذ باليد ومنه قوله صلى الله عليه وسلم واليد تبطش وبطشها او نعم والزنا واليد تزني وزناها البطش. وكذلك ايضا في قوله سبحانه وتعالى واذا بطشتم بطشتم جبارين - 00:01:42ضَ
اكن في غالب اطلاقاتها تطلق على الاخذ بقوة. كما قال الله سبحانه وتعالى يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون وكان هذا كما في اه تفسير ابن مسعود للاية الكريمة كان هذا في اخذ الله عز وجل - 00:02:12ضَ
اه كفار قريش يوم بدر. المقصود ان اصل الكلمة تدل على مطلق الاخذ. لكن غالب سياقاتها في القرآن الكريم بل هي في القرآن الكريم تذكر على سبيل الاخذ بقوة وبشدة. ومنه قوله تعالى واذا بطشتم بطشتم جبارين. وهنا - 00:02:32ضَ
ذات المعنى ان بطش ربك لشديد. وهنا نلحظ ان البطش اضيف الى واصفر او الى اسم الرب عز وجل ولم يقل ان بطش الله لما فيه من العناية باهل الايمان وان من مقتضى ربوبيته عز وجل ان ينصر - 00:02:52ضَ
اولياءه وان قدر عليهم ما قدر من الاذى والعذاب ونحو ذلك الا انه سبحانه وتعالى لكمال عظمته وجلاله اله وقوته اذا بطش فلا راد لبطشه. وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم - 00:03:12ضَ
شديد. وهذا ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم. في حديث ابي موسى في البخاري وفي حديث ابي سعيد في صحيح مسلم. ان ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم تلا الاية الكريمة وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان - 00:03:32ضَ
اليم شديد. وهذا التعقيب ايضا فيه معنى اخر او تنبيه على امر وهو تحذير كفار قريش الذين عذبوا المؤمنين في مكة. واضطروهم فيما اضطروهم الى الهجرة. فهاجروا مرتين او فهاجر بعض - 00:03:52ضَ
الى الحبشة مرتين واضطروهم ايضا الى مفارقة مكة في الهجرة المعروفة الهجرة النبوية التي سبقت بهجرة الصحابة رضي الله تعالى عنهم وتبعها ايضا هجرة بعضهم. ثم قال الله عز وجل انه هو يبدأ ويعيد. سبحانه وبحمده. فالله عز وجل - 00:04:12ضَ
الذي هذا بطشه وهذه صفة بطشه يبدئ ويعيد. فهو كما يبدأ الخلق ويعيده عز وجل. فكذلك فيبدأ العذاب والبطش على اعدائه. فيعذبهم في الدنيا ويعذبهم في الاخرة. وهذا من معاني الايات السابقة - 00:04:32ضَ
ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. وقد يمهل الظالم كما سبق في الحديث السابق قد يمهل الظالم ولا ينتقم منه وانما يكون العذاب الاكبر عليه والعياذ بالله مضاعفا يوم القيامة. وهنا انبه الى معنى - 00:04:52ضَ
هو ان كثيرا من الناس يظن او يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم اياك ودعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب انها لابد ان تستجاب في الدنيا وهذا خطأ. فان الله عز وجل يقول في خواتيم سورة ابراهيم ولا تحسبن الله غافلا عما - 00:05:12ضَ
ايعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. تشخص فيه الابصار. فليس كل ظالم ينتقم منه وليس كل ظالم يقتص منه في الدنيا. فكم من مظلوم مات ولم ينتصر من ظالمه. وكم من ظالم استمر في غيه وطغيانه وظلمه - 00:05:32ضَ
ولم ينتقم منه لكن الانتقام الاكبر والعياذ بالله سيكون متى يوم القيامة. فلا يغتر مظالم بظلمه ولا يجزع مظلوم لانه ظلم فان لم ينتصر له في الدنيا فسينتصر له متى؟ في الاخرة. قال الله عز وجل وهو الغفور - 00:05:52ضَ
وما اجمل هاتين الايتين حينما يقرأ الانسان هذه الاية ان بطش ربك لشديد انه هو يبدأ ويعيد فكذلك ايضا هو عز وجل غفور ودود. الغفور صرت اسم من اسماء الله عز وجل. وهو دال على كثرة مغفرته - 00:06:12ضَ
وتعالى والغفو او الغفور اصل المادة من الغفر. نعم وهي الستر. ومنه سمي المغفر الذي يلبسه مقاتل مغفرا لانه يستر بدن المقاتل. ليتقي به ضرب السهام والسيوف والرماح. فالله عز وجل اتصف سبحانه - 00:06:32ضَ
تعالى بصفة المغفرة فهو عز وجل يمحو الذنب ويستره. يمحو الذنب ويستره عز وجل. ليس فقط يستره بل يمحوه ايضا. ثم بين عز وجل صفة او اسما ذكر اسما اخر من اعظم ما يسلي المؤمن - 00:06:52ضَ
حينما يصيبه ما يصيبه من الاذى في سبيل الله عز وجل. فقال الودود. والودود مأخوذ من الود. وهو الحب فهو عز وجل يحب اولياءه كما هم يحبونه. وليس الشأن في محبة العبد لله بل الشأن في محبة من؟ في - 00:07:12ضَ
محبة الله عز وجل لعبده. ولهذا قال الله عز وجل آآ يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبون ويحبون ادلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - 00:07:32ضَ
والله واسع عليم. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون. وفي هذا وفي هذا بشارة اخرى للذين يتوبون من ظلمه - 00:07:52ضَ
وطغيانهم. فان الله عز وجل عرظ التوبة على من عذبوا اولياءه في ايات في اية سبقت وهي قوله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهيم ومفهوم ذلك انهم ان تابوا غفر لهم بل واحبهم. وماذا يريد المذنب العاصي الشارب - 00:08:12ضَ
عن الله عز وجل اعظم من هذه الايات مرغبة له في التوبة والرجوع الى الله عز وجل. فانت اذا اقبلت على الله فان الله تعالى لا يكتفي سبحانه وتعالى بمغفرة ذنبك. ولا بمسح هذا الذنب وستره. بل يحبك عز وجل. ان الله يحب التوابين - 00:08:32ضَ
ويحب المتطهرين. يحب الذين تطهروا في الظاهر ويحبوا الذين يتطهرون في الباطن بالتوبة والاقبال الى الله عز وجل. بل ودلت الايات الاخرى على ان الله يقلب سيئاتهم حسنات كما في اية الفرقان. ومن تاب وامن وعمل عملا صالحا فانه يتوب نعفو - 00:08:52ضَ
اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات على احد القولين. فاي كرم اعظم من هذا واي جود اعظم من هذا؟ لا جود ولا كرم اعظم من هذا ثم قال الله عز وجل واصفا نفسه ذو العرش المجيد. اي ان الله سبحانه - 00:09:12ضَ
وتعالى ذو العرش اي صاحب العرش والعرش وسع السماوات والارض. بل هو اعظم المخلوقات على الاطلاق. والكرسي الكرسي كما جاء في الاثار عن ابن عباس وغيره. بالنسبة الى العرش كحلقة صغيرة القيت في فلاة واسعة. لاحظوا فبما وصف الله الكرسي؟ قال الله عز وجل وسع - 00:09:32ضَ
الكرسيه السماوات والارض. فاذا كانت فاذا كان الكرسي وسع السماوات والارض. فما ظنك بالعرش افهم من هذا ولا يمكن ان يحيط به مخلوق ولا يمكن ان يحيط به احد. وحسبك ان يكون الكرسي او ان تكون نسبة الكرسي بالنسبة الى - 00:10:02ضَ
العرش كنسبة حلقة صغيرة القيت في صحراء. لا يوجد نسبة لا تكاد تذكر هذه النسبة. وهذه في النهاية تدل العبد على عظمة من؟ سبحانه. على عظمة الخالق عز وجل. وهنا وصف الله عز وجل نفسه المجيد. اي - 00:10:22ضَ
العظمة واسع العظمة. والمستحق لاوصاف الكمال والمجد. فهو عظيم الصفات من هذه الجهة. والمجيد هنا قرأ بقراءتين. فقيل ذو العرش المجيد. فتكون بالرفع صفة لمن لله عز وجل صفة لله ذو العرش المجيد. فان قيل او في القراءة الاخرى ذو العرش المجيد - 00:10:42ضَ
قد يكون المجيد هنا صفة لمن؟ للعرش نفسه. فوالله سبحانه فالله عز وجل بنفسه سبحانه وتعالى مجيد صاحب العظمة واوصاف الكمال والقوة. وكذلك ايضا يوصف العرش بهذا بناء على القراءة بناء على القراءة - 00:11:12ضَ
الاخرى وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما المجيد بالكريم. وهذا لا يعارض ما سبق. لانها هذا من صفات الكمال ومن صفات العظمة ان يكون الله سبحانه وتعالى كريما ثم وصف الله عز وجل نفسه بصفة - 00:11:32ضَ
ثالثة من صفات كماله وجلاله جل وعلا فقال فعال لما يريد. فهو من كماله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء متى شاء وكيف شاء. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ولا يرده احد عن عن ارادته سبحانه - 00:11:52ضَ
تعالى وكل ارادة في الدنيا سوى ارادة الله عز وجل كل ارادة في الدنيا سوى ارادة الله عز وجل فهي مقيدة بارادته تبارك وتعالى وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله. وهذا الوصف العظيم وهو قوله فعال لما يريد - 00:12:12ضَ
فيه تهديد للكفار وفيه طمأنة لاهل الايمان. اما كونه تهديدا للكفار فهذا ظاهر. فان الله عز وجل اذا توعد المعرضين والمكذبين فانه لا يرده احد عن انفاذ وعيده. وفي الوقت نفسه تطمين لاهل الايمان اذا علم - 00:12:32ضَ
ان الله عز وجل على كل شيء قدير. ولا راد لمشيئته ولا مانع لحكمه اطمئنوا وانه سبحانه وتعالى لا يترك عباده لكن قد يؤخر النصر قد يمهل الظالم يملي له لحكمة بالغة تعجز عقول البشر عن - 00:12:52ضَ
استيعابها. وهذا ما يفسر لك ايها المؤمن وانت ترى تسلط بعض الطغاة والمجرمين اليوم على بعض بلاد الاسلام. وكيف ان هؤلاء يمهلون وانهم يفعلون من الافاعيل الشيء العظيم الذي لا يقره لا دين ولا يقره اي انسان عنده ذر - 00:13:12ضَ
من انسانية او ذرة من مروءة ولكن له سبحانه وتعالى الحكمة البالغة ومن تلك الحكم ويتخذ منكم شهداء ومن تلك ولتستبين سبيل المجرمين. ومن تلك الحكم سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وغيرها من الحكم التي قد تعجز عقولنا عن استيعابها - 00:13:32ضَ
والا فنحن نعلم ان الله تعالى لا يحب الظلم ولا يحب الظالمين ولا سبحانه وتعالى يعني هو ارحم هو سبحانه تعالى ارحم من الناس بانفسهم. من الناس بانفسهم. لكن يبتلي هؤلاء بهؤلاء فترتفع منازل اقوام. وتنحط منازل اقوام - 00:13:52ضَ
ويوم القيامة تبلى السرائر. ثم يأتي السياق في خاتمة السورة بهذا السؤال الذي يتضمن التهديد والتطمين. التهديد للكفار كفار مكة. ومن سار على طريقتهم. والتطمين لمن؟ لاهل الايمان ايضا الذين يعذبون في - 00:14:12ضَ
هل اتاك حديث الجنود؟ هل اتاك يا محمد نبأ الجنود المجندة والجموع الكافرة من امثال فرعون وثمود وانما ضرب المثل بفرعون وثمود والعلم عند الله امور من اهمها ان فرعون - 00:14:32ضَ
كما قال الله عز وجل وفرعون ذي الاوتاد اي ذي الجنود المتكاثرة الذي كان يغتر بماذا؟ يغتر بجنوده ويغتر بعتاده وبقوته بل يظن المسكين انه هو رب الناس. وثمود ذكروا ايضا لان المقام مقام قوة وتهديد هم الذين قال الله عنهم في سورة - 00:14:52ضَ
فصلت واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. فاستحبوا العمى على الهدى. وايضا ثمود هؤلاء اه الذين هم اه قوم اه صالح اه تعرفون مساكنهم في المدائن. هؤلاء قوم اغتروا ايضا بقوتهم - 00:15:12ضَ
اغتروا بقوتهم واغتروا بما عندهم. فاتاهم الله عز وجل من حيث لم يحتسبوا. وفي ذكر الجنود هنا لفتة جميلة جدا اشارت واليها بعض اهل العلم وهي ان تسلط هؤلاء الناس هؤلاء فرعون وكذلك ايضا ثمود وهو في - 00:15:32ضَ
اسمه لجد القبيلة لكنه اطلق بعده على القبيلة كلها. في هذا اشارة الى معنى وهو ان هؤلاء انما تسلطوا على رقاب الناس بالقوة وبالحديد والنار. لم يتسلطوا عليهم بالعدل ولا بالانصاف. ولهذا ذكر الجنود ها هنا - 00:15:52ضَ
للاشارة الى هذا المعنى. وفيه ايضا تهديد لكفار مكة. فلا جنودكم جنود فرعون. ولا قوتكم قوة من؟ قوة ثمود فاين المهرب؟ اين المهرب؟ اتظنون انكم تنجون؟ وتكونون بمنأى عقوبة الله عز وجل وعذابه؟ هل اتاك حديث الجنود؟ فرعون وثمود؟ بل الذين كفروا في تكذيب - 00:16:12ضَ
وهنا يقول العلماء بل هنا للاظراب الابطالي. يعني ينقض المعنى السابق ليثبت ما بعده. والمقصود بالنقض هم ليس النقض الى النفي او الغاء لا. وانما المقصود بيان سبب تكذيبها او سبب استمرار هؤلاء في الغي. حتى استوصلوا - 00:16:42ضَ
وعذبوا هو كون هؤلاء الذين كفروا يعيشون في تكذيب. حتى لاحظ الاية الكريمة وهذه من البلاغ القرآنية ان الله عز وجل ذكر صفة او ذكر شأنهم في الكذب بالظرف. فقال في تكذيب. فكأن التكذيب هذا - 00:17:02ضَ
اعبارة عن وعاء انغمسوا فيه انغماسا كما يحيط الظرف بالمظروف. كما قال الله مثلا في سورة في قصة قارون فخرج على قومه في زينته. فكأن الزينة شيء انغمس فيه قارون فخرج على قومه فلا يرى منه الا الزينة. فكذل - 00:17:22ضَ
هؤلاء عاشوا عيشة انغمسوا فيها في الكذب. فلم يصدقوا بالرسل ولا بالرسالات ولم يؤمنوا بما انزل والله على رسله عليهم الصلاة والسلام لانغماسهم بالكذب. وايضا جاء التعبير هنا بقوله في تكذيب صيغة - 00:17:42ضَ
فهم من كذب الى كذب والعياذ بالله. مع علمهم والعياذ بالله وهذا اشد مع علمهم بصدق هؤلاء الرسل. وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. هذا الذي حجبهم عن ماذا؟ عن الايمان. ومع كونهم منغمسون في - 00:18:02ضَ
واحاط بهم الكذب كما يحيط الوعاء بما فيه. فالله عز وجل محيط بهم. محيط بهم محيط بهم لا يعجزه احد منهم ما يهرب احد ابدا من ملك الله ولا من اه بطشه ولا من سطوته سبحانه وتعالى - 00:18:22ضَ
ولهذا هددهم الله بقوله والله من ورائهم محيط. فهو سبحانه وتعالى عالم بما تكنه صدورهم. وعالم بالحق حاملي لهم على رد الرسالة. والحامل لهم على التكذيب. فهم لا فلا يعزب عنه سبحانه وتعالى شيء فهو مطلع منهم - 00:18:42ضَ
عليهم وعلى ما يكنونه وايضا قادر عز وجل على عبادتهم وعلى اهلاكهم لا يفلتون ولا يعجزونه شيء اه سبحانه وبحمده كما قال الله عز وجل وما انتم بمعجزين. ثم ختمت السورة بالاشارة الى هذا - 00:19:02ضَ
القرآن العظيم فقال عز وجل بل هو قرآن مجيد. اي هذا القرآن وهذا ايضا اظراب اخر. يعني هذا التكذيب الذي لجوا فيه وعاشوا فيه. هذا الذي كذبوا به هو وحي من عند الله عز وجل. بل هو قرآن اي متلو - 00:19:22ضَ
واصل قراءة اه او من معانيها التلاوة. كما قال الله عز وجل فاذا قرأناه فاتبع قرآنه فهو قرآن اي كلام يتلى. ولكنه كلام مخصوص وهو كلام شريف عظيم الصفات. ولذلك قال - 00:19:42ضَ
هو قرآن مجيد. ولاحظوا قبل قليل في قبل ايات وصف الله نفسه بانه مجيد. ووصف عرشه بانه مجيد ها هنا يصف ربنا جل وعلا كلامه سبحانه وتعالى بانه بانه مجيد اي كريم كما قال بعض السلف وفيه ايضا - 00:20:02ضَ
من مواضع وفيه من العظمة ما فيه. عظمة في بيانه. عظمة في اعجازه. عظمة في احكامه. وعظمة في كون صادر او كونه كلام رب العزة والجلال. في لوح محفوظ. فهذا القرآن صانه الله سبحانه وتعالى - 00:20:22ضَ
في اللوح المحفوظ فحفظه الله من كل ما يشينه وحفظه الله سبحانه وتعالى من كل ما يمكن ان يصل اليه من نقص والله سبحانه وتعالى جعله في اللوح المحفوظ وتكفل سبحانه وتعالى بحفظه. وقد مر معنا اكثر من اه في اكثر من مجلس - 00:20:42ضَ
كلام على مسألة الحفظ وان الله تبارك وتعالى تكفل بحفظه وبحفظ ما يبينه وهو السنة النبوية. لان من الناس من يظن ان الحفظ في قوله عز وجل آآ آآ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون انه مختص فقط بماذا؟ بالقرآن وهذا خطأ بل الحفظ - 00:21:02ضَ
وشامل للقرآن والسنة لماذا؟ لان الله عز وجل يقول وانزلنا اليك الذكر ها؟ لتبين للناس ما نزل اليهم ايمكن ان يحفظ القرآن حروفا فقط دون حفظ ماذا؟ ما يبينه. فاذا كان القرآن قد قد تعهد الله - 00:21:22ضَ
وتعالى بحفظ ما يبينه ولا يبينه الا السنة فهذا يلزم منه ان تحفظ السنة ايضا وقد تم هذا بحمد الله تعالى. ومن القصص التي تذكر في هذا المقام سبقت معنا لكن لا بأس من الاشارة اليها ان آآ يحيى بن اكثم ذكر ان احد اليهود دخل على - 00:21:42ضَ
الخليفة المأمون فعرظ عليه الخليفة او احد العلماء اه الاسلام فتمنع اليهودي فلما كان بعد سنة كاملة جاء هذا اليهودي واعلن الاسلام. فقال الم تكن كنت عندي او مررت علينا عام اول وعرضت عليك - 00:22:02ضَ
الاسنان فابيت؟ قال بلى انا هو. قال فما حملك على الاسلام الان؟ ما السبب الذي جعلك تسلم؟ قال اني ذهبت الى السوق فنسخت نسخة من فوقعت بايدي الوراقين نسخة ناقصة. فوقعت بايدي الوراقين. فرجت ثم نسخت نسخة من الانجيل - 00:22:22ضَ
مخرومة وناقصة. فوقعت بايدي اروى الراقين وان النساخ وراجت ايضا بين ايديهم. ثم نسخت نسخة من المصحف من القرآن القرآن الكريم وحرفت او فيها شيئا يسيرا جدا. ما اكثرت فلما وقعت بيد الناسخ ووقعت عينه - 00:22:42ضَ
على هذا الخلل قال هذه النسخة لا يحل ابدا ان انسخها ولا ان تباع. لماذا؟ قال فيها هذا الخطأ الفلاني. قال فعلمت ان كتاب الله ان القرآن محفوظ وان هذا من عند الله تبارك وتعالى. وهذا الذي حملني على على الاسلام. اذا هذا الوصف ايها الاخوة في قوله - 00:23:02ضَ
تعالى في لوح محفوظ هو من كمال حفظ الله تبارك وتعالى لكتابه. فالله تعالى تكفل بحفظه لفظا ومعنى. وايضا تكفل بصيانته فلا يطال ولا آآ تصل اليه يد الا يد كريمة كما قال الله تعالى في سورة الواقعة في كتاب مكنون. في كتاب مكنون - 00:23:22ضَ
والكن اخص من الحفظ. لان الكن عبارة عن ماذا؟ عن حفظه كأنه في شيء مجوف محفوظ. فلا تصله الا يد اذن الله عز وجل بوصوله بوصولها اليه. وهنا الحفظ يشمل ما هو اعم كما قلنا من الجانب الحسي وهو المس. وكذلك ما يتعلق - 00:23:42ضَ
بحفظ معانيه من التحريف او او التبديل. فلله الحمد والمنة على حفظه. والحمد لله ان جعلنا من اهل هذا القرآن نسأل الله ان يجعلنا من اهله على الحقيقة ظاهرا وباطنا. وان يجعلنا ممن يتلو حروفه ويحفظ حدوده. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله - 00:24:02ضَ
سلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:22ضَ
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة البروج (2-2) ليلة 29-2-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|