التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة البلد (2/2) ليلة 5-7-1437هـ |أ.د. عمر المقبل |
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
فكنا في المجلس الماظي آآ قد توقف الحديث بنا عند قوله تبارك وتعالى فلا اقتحم العقبة في وسط سورة البلد. وهذه ليلة الثلاثاء الخامس من شهر رجب من عام ستة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه - 00:00:25
وسلم. بعد ان بين الله عز وجل او اقسم هذا البلد العظيم مكة المكرمة. ما ولد ووالدي وما ولد وسبق الكلام عليه اقسم الله سبحانه وتعالى على حقيقة من الحقائق التي ينبغي للانسان ان يعيها وهي انه - 00:00:45
ان هذا الانسان خلق في كبد. ثم بين الله عز وجل بعد ذلك قدرته على هذا المخلوق وانه في قبضة الله سبحانه وتعالى. وان من الحماقة والجهل والغباء ان يظن انه غير مقدور - 00:01:05
ايحسب الا يقدر عليه احد؟ ويفتخر بماذا؟ بما لديه من مال وولد ومال كثير جمعه وفرقه ويرد الله عز وجل على هؤلاء المساكين بانهم في قبضة الله عز وجل وتحت نظره سبحانه وتعالى. ويذكرهم - 00:01:25
جل وعلا بنعمه عليه. الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين. وقلنا ان اقرب الاقوال والعلم عند الله في معنى النجدين هما طريق الخير وطريق الشر. كما في اية سورة الانسان ايضا انا خلقنا الانسان من نطفة - 00:01:45
امشاج نبتليه بل قبل ذلك ان اه اه في قوله عز وجل انا هديناه السبيل اما شاكرا واما واما كفورا هذا طريق الخير وطريق الشر. ثم بعد ذلك قال الله عز وجل فلا اقتحم العقبة. يبين الله سبحانه وتعالى - 00:02:05
ان هذا النوع من الناس وهم الكفار الذين سيرد ذكرهم في اخر السورة لا يقتحمون العقبات. وما هي هذه العقبات بينها الله عز وجل بقوله فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة. وهذا النوع من التفسير وهو تفسير - 00:02:25
القرآن بالقرآن هو اعلى أنواع التفسير. كما هو معلوم عند اهل العلم رحمهم الله تعالى. فان التفسير تفسير القرآن على اربع درجات. الاول تفسير القرآن بالقرآن. ومن امثلته هذه الاية ومن امثلته والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب - 00:02:45
ونحوها من الايات. ومنها ايضا قوله تبارك وتعالى صراط الذين انعمت عليهم نجد تفسيرها في قوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين شهداء النوع الثاني الذي يليه الرتبة الثانية هي تفسير القرآن بالسنة. اي بقول النبي صلى الله عليه وسلم فانه اعلم - 00:03:05
الناس بكلام الله عز وجل ومراده. ومن ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم للنظر الى وجه الله عز لقوله سبحانه وتعالى الذين احسنوا الحسن والزيادة قال هي النظر الى وجه الله عز وجل. نسأل الله الكريم من فضله. وغيرها من الامثلة. الثالث تفسير القرآن باقوال - 00:03:25
الصحابة فانهم اعلم الناس في هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. فهم اهل اللسان وهم الذين عاصروا التنزيل وهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فعرفوا مراده وايماءاته وفهموا مراد الله عز وجل اكثر من غيرهم. والثالث تفسير القرآن بلغة العرب - 00:03:45
لانه نزل بلسانها نزل بلسانها قال الله عز وجل نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ها بلسانك ثان عربي مبين. بلسان عربي مبين. واضح. هنا نموذج من تفسير القرآن بالقرآن. فلا اقتحم العقبة - 00:04:05
من اهل العلم من يرى ان هذا اسلوب حظ. اي هلا اقتحم العقبة. او افلا اقتحم العقبة؟ وما هي هذه العقبة؟ انها عقبة في الغالب تعود الى شيء نفسي. والمعنى هنا اي انه لما اشبع بالمال وهو قبل قليل ذكر في الاية - 00:04:25
يقول اهلكت مال اللبد يفتخر بانفاقه ويفتخر ببذله ونحو ذلك. لكن البذل الحقيقي هو البذل في هذه الامور التي ذكرها الله عز وجل في قوله فك رقبة. وفي قراءة فك رقبة. فتكون الجملة التي معنا هنا اسمية والقراءة الثانية - 00:04:45
جملة فعلية فك فعل ماض. والقراءة التي معنا فك رقبة. وكلا المعنيين اه واحد. والمعنى ان من الامور التي لا يقدر عليها الا كرام الناس والبادلون حقا يبتغون وجه الله ان يأتي الى رقبة فيعتقها - 00:05:05
الى رقبة فيعتقها. يشتريها ثم يقول انت حر لوجه الله. لا ينتفع به ولا يستفيد منه بل يعتقه لوجه الله عز وجل ومن ذلك او الحق بعض العلماء بهذا النوع من فك الرقاب انقاذ الاسير عند الكفار. ومن صور اقتحام العصر - 00:05:25
ان يطعم في يوم ذي مسغبة. وقد فسر اكثر السلف المسغبة بالمجاعة الشديدة. بحيث يكون عنده ماء او طعام ولكن يؤثر مراد الله عز وجل على مراده هو. ولا يفكر بانه قد يجوع بعد ايام قد - 00:05:45
يحتاج بعد ايام لا ينظر الى اخوانه والى جيرانه والى من حوله ممن اصابتهم مسغبة ومجاعة شديدة. فيطعمهم لوجه لله عز وجل. وهذا من اجل القربات. فاطعام الفقراء عظيم عند الله عز وجل. اطعام المساكين عظيم عند الله - 00:06:05
لكن اذا كان الناس عموما في مسغبة وشدة ومجاعة فموقعه عند الله سبحانه وتعالى اعظم واعظم. لان المنفقين في تلك الاحوال اخوان قلة وهو موضع اختبار لاهل الاموال. لينظروا ايؤثروا رغبتهم وحظهم ام يؤثروا مراد الله - 00:06:25
ويطعم تلك الانفس الجائعة. والثالثة يتيما بل صفة لهذا المطعم. قال اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة. فهو يطعم اليتيم وخصوصا اذا كان قريبا له. في جمع بين الصدقة والصلة. قال - 00:06:45
او مسكين ذا متربة يعني هلا اطعم هلا مثلا فك الرقبة او اطعم في يوم ذي مجاعة او اطعم او واسى يتيما وخصوصا اذا كان قريبا او اطعم مسكينا ذا متربة والمتربة هنا نسبة الى التراب - 00:07:05
من شدة فقره وحاجته قد الزق نفسه او يده بالتراب. وهذا شيء معروف في لسان العرب. يعبرون عن الجوع وعن الشدة والمسغبة بمثل هذا. قال الله سبحانه وتعالى مبينا ان من اقتحم هذه العقبات - 00:07:25
انه ينتقل من صفات الكفار او من الكفر ليكون من اهل الايمان. ولهذا قال الله عز وجل بعدها ثم كان من الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. فهنا انتقال من حالة بغيضة الى حالة - 00:07:45
ففي الاول ذكر الله عز وجل شأن الانسان الكافر الجاحد. شأن الانسان المقتر شأن الانسان الظالم لنفسه. ثم ذكر بعدها اسباب نجاة هذا الانسان. من الهلكة ومن غضب الله عز وجل واسباب قربه ورضا الله سبحانه وتعالى عنه. فقال هذه الامور - 00:08:05
رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيم عند مقربة او مسكينا ذا متربة. قال الله تعالى ثم كان من الذين امنوا. فالايمان الصادق الايمان الحق ايها الاخوة هو الذي يدفع الانسان لمعالي الامور. وهو الذي يدفع الانسان ليتصدق ويدفع الانسان - 00:08:25
مراد الله على مراد نفسه. هذه كلما كثرت عند الانسان دلت على قوة ايمانه. ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الصدقة قال ان تصدق وانت صحيح شحيح تأمن الفقر او تخشى الفقر وتأمن الغنى. تتصدق وانت تخاف - 00:08:45
انه قد تفتقر لكن ثقتك بوعود الله وبخلفه اعظم من هذا الظن الذي يمر بك او يلقيه الشيطان في قلبك والله يقول والله عز وجل يقول الشيطان يعدكم الفقر. شف يعدكم الفقر. ويأمركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه - 00:09:05
وفضلا والله واسع عليم. سبحانه وبحمده. ثم قال ثم كان من الذين امنوا. ومن اثر ايمانهم ما ذكرناه هو ايمان في قلوبهم لكنه ظهر على على جوارحهم ظهر على صدقاتهم ظهر على بذلهم ظهر على انفاقهم ظهر على ايثارهم - 00:09:25
وهكذا كل دعوة ما لم يقم الانسان عليها بينة ها فهي مردودة. فمن ادعى الايمان فليرى اثر عليه بتعظيمه لامر الله وتعظيمه لامر رسوله عليه الصلاة والسلام ليرى اثر هذا الايمان في تركه - 00:09:45
والمحرمات. قال الله عز وجل ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ثم قال وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. وهنا تلاحظ ان الله عز وجل - 00:10:05
قال وتواصوا هذا تفاعل. فالمجتمع يكون مرحوما ويكون مجتمعا مؤمنا حقا اذا ارتفعت فيه التناصح صفة التواصي صفة التعاضد على الخير. قال الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا - 00:10:25
عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هنا لما كان المقام مقام حديث عن امور شديدة لا يقدر عليها الا كرام الناس جاء ذكر التواصي بالصبر بخلاف سورة سورة العصر. بخلاف سورة العصر. فان - 00:10:45
سورة العصر تقرر اصول النجاة العامة لعموم الخلق. بينما هنا حديث عن افعال لا يقدر عليها الا من الا كرام الناس ولا يقدر عليها الا من وطن نفسه على معالي الامور ولذلك قال وتواصوا بالصبر. الصبر على طاعة الله الصبر على البذل الصبر على - 00:11:05
انفاق الصبر على كذا ثم قال وتواصوا بالمرحمة. وهذا مطابق سبحان الله تماما لما سبق من الصفات. فان عتق والرحمة او اطعام الجوعى وكذلك الرحمة بالايتام واطعام المساكين هذه لا تصدر الا من قلب - 00:11:25
لا تصل الا من قلب الا من قلب رحيم. فلذلك قال هنا وتواصوا بالمرحمة. ولهذا من علامات الخيرية في لكل مجتمع ان تراه متواصيا بهذين الامرين. تواصي بحق الله والتواصي بحقوق العباد الله. فالاول يدخل تحت - 00:11:45
هو تواصوا بالصبر. الصبر على طاعة الله. الصبر على عن معصية الله. الصبر على اقدار الله عز وجل المؤلمة. والثاني يتعلق اقبل عباد تواصوا بالمرحمة بحيث يعطف بعضهم على بعض يحنوا بعضهم على بعض يشد بعضهم ازر بعض كما في الصحيحين من حديث ابي - 00:12:05
موسى مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ثم قال الله سبحانه وتعالى في خاتمة هذه السورة مبينا آآ ثواب هؤلاء قال اولئك - 00:12:25
اصحاب الميمنة اولئك اصحاب الميمنة. والله سبحانه وتعالى ذكر في موضع اخر اصناف الناس في سورة الواقعة. في قوله عز وجل وكنتم ازواجا ثلاثة اي اصنافا ثلاثة. فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة - 00:12:45
واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة؟ والسابقون السابقون اولئك المقربون. ثم بدأ بذكر السابقين ثم بعد ذلك ثنى بذكر اصحاب اليمين. فقال مع اصحاب الميمنة في سدر مخضوض. ثم في اخر السورة قال الله سبحانه وتعالى مبينا مآل هؤلاء. واما ان كان من اصحاب اليمين - 00:13:05
فسلام لك من اصحاب اليمين. نسأل الله الكريم من فضله. وهنا فائدة وهي انه اذا ذكر اصحاب الميمنة دون تفصيل فانه يدخل فيهم اصحاب اليمين والسابقون. اما اذا ذكروا جميعا فان السابقين اعلى مرتبة من اصحاب اليمين. ولذلك قال الله تعالى في سورة الواقعة عن اصحابه - 00:13:25
عن السابقين اللهم اجعلنا منهم يا رب. قال الله تعالى ثلة من الاولين يعني عدد كثير في الاولين في اول هذه الامة. وقليل من الاخرين لانه مع فساد الزمان والبعد عن نور النبوة وانهماك الناس في الفتن نسأل الله العافية والسلامة. يقل هذا الصنف من الناس. لكن مما يبعث على الامل - 00:13:45
انه قال في اصحاب اليمين ثلة من الاولين وثلة من الاخرين. فنسأل الله عز وجل الكريم من فضله. ثم قال الله تعالى بينا عاقبة الصنف الثاني. لانه اشار في هذه السورة الى الصنفين. قال والذين كفروا باياتنا. والذين كفروا باياته - 00:14:05
فلم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا عملوا ولا عملوا الصالحات ولا رحموا عباد الله عز وجل ما مصيرهم؟ اولى هم اصحاب المشأمة هم اصحاب المشأمة يعني اصحاب الشمال. نسأل الله العافية والسلامة - 00:14:25
واسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى الذي خلق هذه النفس فسواها. نسأل عز وجل ان يجعلنا ممن تزكى بالطاعة. اللهم انا اسألك يا حي يا قيوم ان تؤتي نفوسنا تقواها وان تزكيها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:14:45
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:05
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
فكنا في المجلس الماظي آآ قد توقف الحديث بنا عند قوله تبارك وتعالى فلا اقتحم العقبة في وسط سورة البلد. وهذه ليلة الثلاثاء الخامس من شهر رجب من عام ستة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه - 00:00:25
وسلم. بعد ان بين الله عز وجل او اقسم هذا البلد العظيم مكة المكرمة. ما ولد ووالدي وما ولد وسبق الكلام عليه اقسم الله سبحانه وتعالى على حقيقة من الحقائق التي ينبغي للانسان ان يعيها وهي انه - 00:00:45
ان هذا الانسان خلق في كبد. ثم بين الله عز وجل بعد ذلك قدرته على هذا المخلوق وانه في قبضة الله سبحانه وتعالى. وان من الحماقة والجهل والغباء ان يظن انه غير مقدور - 00:01:05
ايحسب الا يقدر عليه احد؟ ويفتخر بماذا؟ بما لديه من مال وولد ومال كثير جمعه وفرقه ويرد الله عز وجل على هؤلاء المساكين بانهم في قبضة الله عز وجل وتحت نظره سبحانه وتعالى. ويذكرهم - 00:01:25
جل وعلا بنعمه عليه. الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين. وقلنا ان اقرب الاقوال والعلم عند الله في معنى النجدين هما طريق الخير وطريق الشر. كما في اية سورة الانسان ايضا انا خلقنا الانسان من نطفة - 00:01:45
امشاج نبتليه بل قبل ذلك ان اه اه في قوله عز وجل انا هديناه السبيل اما شاكرا واما واما كفورا هذا طريق الخير وطريق الشر. ثم بعد ذلك قال الله عز وجل فلا اقتحم العقبة. يبين الله سبحانه وتعالى - 00:02:05
ان هذا النوع من الناس وهم الكفار الذين سيرد ذكرهم في اخر السورة لا يقتحمون العقبات. وما هي هذه العقبات بينها الله عز وجل بقوله فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة. وهذا النوع من التفسير وهو تفسير - 00:02:25
القرآن بالقرآن هو اعلى أنواع التفسير. كما هو معلوم عند اهل العلم رحمهم الله تعالى. فان التفسير تفسير القرآن على اربع درجات. الاول تفسير القرآن بالقرآن. ومن امثلته هذه الاية ومن امثلته والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب - 00:02:45
ونحوها من الايات. ومنها ايضا قوله تبارك وتعالى صراط الذين انعمت عليهم نجد تفسيرها في قوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين شهداء النوع الثاني الذي يليه الرتبة الثانية هي تفسير القرآن بالسنة. اي بقول النبي صلى الله عليه وسلم فانه اعلم - 00:03:05
الناس بكلام الله عز وجل ومراده. ومن ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم للنظر الى وجه الله عز لقوله سبحانه وتعالى الذين احسنوا الحسن والزيادة قال هي النظر الى وجه الله عز وجل. نسأل الله الكريم من فضله. وغيرها من الامثلة. الثالث تفسير القرآن باقوال - 00:03:25
الصحابة فانهم اعلم الناس في هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. فهم اهل اللسان وهم الذين عاصروا التنزيل وهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فعرفوا مراده وايماءاته وفهموا مراد الله عز وجل اكثر من غيرهم. والثالث تفسير القرآن بلغة العرب - 00:03:45
لانه نزل بلسانها نزل بلسانها قال الله عز وجل نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ها بلسانك ثان عربي مبين. بلسان عربي مبين. واضح. هنا نموذج من تفسير القرآن بالقرآن. فلا اقتحم العقبة - 00:04:05
من اهل العلم من يرى ان هذا اسلوب حظ. اي هلا اقتحم العقبة. او افلا اقتحم العقبة؟ وما هي هذه العقبة؟ انها عقبة في الغالب تعود الى شيء نفسي. والمعنى هنا اي انه لما اشبع بالمال وهو قبل قليل ذكر في الاية - 00:04:25
يقول اهلكت مال اللبد يفتخر بانفاقه ويفتخر ببذله ونحو ذلك. لكن البذل الحقيقي هو البذل في هذه الامور التي ذكرها الله عز وجل في قوله فك رقبة. وفي قراءة فك رقبة. فتكون الجملة التي معنا هنا اسمية والقراءة الثانية - 00:04:45
جملة فعلية فك فعل ماض. والقراءة التي معنا فك رقبة. وكلا المعنيين اه واحد. والمعنى ان من الامور التي لا يقدر عليها الا كرام الناس والبادلون حقا يبتغون وجه الله ان يأتي الى رقبة فيعتقها - 00:05:05
الى رقبة فيعتقها. يشتريها ثم يقول انت حر لوجه الله. لا ينتفع به ولا يستفيد منه بل يعتقه لوجه الله عز وجل ومن ذلك او الحق بعض العلماء بهذا النوع من فك الرقاب انقاذ الاسير عند الكفار. ومن صور اقتحام العصر - 00:05:25
ان يطعم في يوم ذي مسغبة. وقد فسر اكثر السلف المسغبة بالمجاعة الشديدة. بحيث يكون عنده ماء او طعام ولكن يؤثر مراد الله عز وجل على مراده هو. ولا يفكر بانه قد يجوع بعد ايام قد - 00:05:45
يحتاج بعد ايام لا ينظر الى اخوانه والى جيرانه والى من حوله ممن اصابتهم مسغبة ومجاعة شديدة. فيطعمهم لوجه لله عز وجل. وهذا من اجل القربات. فاطعام الفقراء عظيم عند الله عز وجل. اطعام المساكين عظيم عند الله - 00:06:05
لكن اذا كان الناس عموما في مسغبة وشدة ومجاعة فموقعه عند الله سبحانه وتعالى اعظم واعظم. لان المنفقين في تلك الاحوال اخوان قلة وهو موضع اختبار لاهل الاموال. لينظروا ايؤثروا رغبتهم وحظهم ام يؤثروا مراد الله - 00:06:25
ويطعم تلك الانفس الجائعة. والثالثة يتيما بل صفة لهذا المطعم. قال اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة. فهو يطعم اليتيم وخصوصا اذا كان قريبا له. في جمع بين الصدقة والصلة. قال - 00:06:45
او مسكين ذا متربة يعني هلا اطعم هلا مثلا فك الرقبة او اطعم في يوم ذي مجاعة او اطعم او واسى يتيما وخصوصا اذا كان قريبا او اطعم مسكينا ذا متربة والمتربة هنا نسبة الى التراب - 00:07:05
من شدة فقره وحاجته قد الزق نفسه او يده بالتراب. وهذا شيء معروف في لسان العرب. يعبرون عن الجوع وعن الشدة والمسغبة بمثل هذا. قال الله سبحانه وتعالى مبينا ان من اقتحم هذه العقبات - 00:07:25
انه ينتقل من صفات الكفار او من الكفر ليكون من اهل الايمان. ولهذا قال الله عز وجل بعدها ثم كان من الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. فهنا انتقال من حالة بغيضة الى حالة - 00:07:45
ففي الاول ذكر الله عز وجل شأن الانسان الكافر الجاحد. شأن الانسان المقتر شأن الانسان الظالم لنفسه. ثم ذكر بعدها اسباب نجاة هذا الانسان. من الهلكة ومن غضب الله عز وجل واسباب قربه ورضا الله سبحانه وتعالى عنه. فقال هذه الامور - 00:08:05
رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيم عند مقربة او مسكينا ذا متربة. قال الله تعالى ثم كان من الذين امنوا. فالايمان الصادق الايمان الحق ايها الاخوة هو الذي يدفع الانسان لمعالي الامور. وهو الذي يدفع الانسان ليتصدق ويدفع الانسان - 00:08:25
مراد الله على مراد نفسه. هذه كلما كثرت عند الانسان دلت على قوة ايمانه. ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الصدقة قال ان تصدق وانت صحيح شحيح تأمن الفقر او تخشى الفقر وتأمن الغنى. تتصدق وانت تخاف - 00:08:45
انه قد تفتقر لكن ثقتك بوعود الله وبخلفه اعظم من هذا الظن الذي يمر بك او يلقيه الشيطان في قلبك والله يقول والله عز وجل يقول الشيطان يعدكم الفقر. شف يعدكم الفقر. ويأمركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه - 00:09:05
وفضلا والله واسع عليم. سبحانه وبحمده. ثم قال ثم كان من الذين امنوا. ومن اثر ايمانهم ما ذكرناه هو ايمان في قلوبهم لكنه ظهر على على جوارحهم ظهر على صدقاتهم ظهر على بذلهم ظهر على انفاقهم ظهر على ايثارهم - 00:09:25
وهكذا كل دعوة ما لم يقم الانسان عليها بينة ها فهي مردودة. فمن ادعى الايمان فليرى اثر عليه بتعظيمه لامر الله وتعظيمه لامر رسوله عليه الصلاة والسلام ليرى اثر هذا الايمان في تركه - 00:09:45
والمحرمات. قال الله عز وجل ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ثم قال وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. وهنا تلاحظ ان الله عز وجل - 00:10:05
قال وتواصوا هذا تفاعل. فالمجتمع يكون مرحوما ويكون مجتمعا مؤمنا حقا اذا ارتفعت فيه التناصح صفة التواصي صفة التعاضد على الخير. قال الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا - 00:10:25
عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هنا لما كان المقام مقام حديث عن امور شديدة لا يقدر عليها الا كرام الناس جاء ذكر التواصي بالصبر بخلاف سورة سورة العصر. بخلاف سورة العصر. فان - 00:10:45
سورة العصر تقرر اصول النجاة العامة لعموم الخلق. بينما هنا حديث عن افعال لا يقدر عليها الا من الا كرام الناس ولا يقدر عليها الا من وطن نفسه على معالي الامور ولذلك قال وتواصوا بالصبر. الصبر على طاعة الله الصبر على البذل الصبر على - 00:11:05
انفاق الصبر على كذا ثم قال وتواصوا بالمرحمة. وهذا مطابق سبحان الله تماما لما سبق من الصفات. فان عتق والرحمة او اطعام الجوعى وكذلك الرحمة بالايتام واطعام المساكين هذه لا تصدر الا من قلب - 00:11:25
لا تصل الا من قلب الا من قلب رحيم. فلذلك قال هنا وتواصوا بالمرحمة. ولهذا من علامات الخيرية في لكل مجتمع ان تراه متواصيا بهذين الامرين. تواصي بحق الله والتواصي بحقوق العباد الله. فالاول يدخل تحت - 00:11:45
هو تواصوا بالصبر. الصبر على طاعة الله. الصبر على عن معصية الله. الصبر على اقدار الله عز وجل المؤلمة. والثاني يتعلق اقبل عباد تواصوا بالمرحمة بحيث يعطف بعضهم على بعض يحنوا بعضهم على بعض يشد بعضهم ازر بعض كما في الصحيحين من حديث ابي - 00:12:05
موسى مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ثم قال الله سبحانه وتعالى في خاتمة هذه السورة مبينا آآ ثواب هؤلاء قال اولئك - 00:12:25
اصحاب الميمنة اولئك اصحاب الميمنة. والله سبحانه وتعالى ذكر في موضع اخر اصناف الناس في سورة الواقعة. في قوله عز وجل وكنتم ازواجا ثلاثة اي اصنافا ثلاثة. فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة - 00:12:45
واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة؟ والسابقون السابقون اولئك المقربون. ثم بدأ بذكر السابقين ثم بعد ذلك ثنى بذكر اصحاب اليمين. فقال مع اصحاب الميمنة في سدر مخضوض. ثم في اخر السورة قال الله سبحانه وتعالى مبينا مآل هؤلاء. واما ان كان من اصحاب اليمين - 00:13:05
فسلام لك من اصحاب اليمين. نسأل الله الكريم من فضله. وهنا فائدة وهي انه اذا ذكر اصحاب الميمنة دون تفصيل فانه يدخل فيهم اصحاب اليمين والسابقون. اما اذا ذكروا جميعا فان السابقين اعلى مرتبة من اصحاب اليمين. ولذلك قال الله تعالى في سورة الواقعة عن اصحابه - 00:13:25
عن السابقين اللهم اجعلنا منهم يا رب. قال الله تعالى ثلة من الاولين يعني عدد كثير في الاولين في اول هذه الامة. وقليل من الاخرين لانه مع فساد الزمان والبعد عن نور النبوة وانهماك الناس في الفتن نسأل الله العافية والسلامة. يقل هذا الصنف من الناس. لكن مما يبعث على الامل - 00:13:45
انه قال في اصحاب اليمين ثلة من الاولين وثلة من الاخرين. فنسأل الله عز وجل الكريم من فضله. ثم قال الله تعالى بينا عاقبة الصنف الثاني. لانه اشار في هذه السورة الى الصنفين. قال والذين كفروا باياتنا. والذين كفروا باياته - 00:14:05
فلم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا عملوا ولا عملوا الصالحات ولا رحموا عباد الله عز وجل ما مصيرهم؟ اولى هم اصحاب المشأمة هم اصحاب المشأمة يعني اصحاب الشمال. نسأل الله العافية والسلامة - 00:14:25
واسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى الذي خلق هذه النفس فسواها. نسأل عز وجل ان يجعلنا ممن تزكى بالطاعة. اللهم انا اسألك يا حي يا قيوم ان تؤتي نفوسنا تقواها وان تزكيها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:14:45
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:05
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة البلد (2/2) ليلة 5-7-1437هـ |أ.د. عمر المقبل |