التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الطارق (2-2) ليلة 1-2-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا او فهذه ليلة الثلاثاء الاول من شهر صفر من عام ثمانية وثلاثين - 00:00:00
واربعمئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نكمل فيها التعليق على ما آآ يفتح الله سبحانه وتعالى به في بيان عن شيء من معاني سورة الطارق. وهذه السورة سبق معنا انها سورة مكية. وذكرنا ان الله سبحانه - 00:00:24
تعالى افتتحها بالقسم بالسماء. وذكرنا جواب القسم وان القسم الاول او ان السورة في مجملها تدور على على تقرير واثبات قضيتين الاولى قضية البعث والثانية اثبات الصدق واحقية ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الوحي العظيم. ولعظمة هذين - 00:00:44
الامرين فان الله تبارك وتعالى اقسم على المعنى الاول وهو تقرير قضية البعث في اول السورة فقال والطارق النجم النجم الثاقب اه وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب ان كل نفس لما عليها حافظ ثم اعاد الله تبارك - 00:01:14
وتعالى القسم مرة اخرى بالسماء والارض. على قضية عظيمة وهي تصديق الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وتصديقه او آآ شهادته عز وجل لهذا القرآن بانه قول - 00:01:34
فصل ليس بالهزل. فقال عز وجل والسماء ذات الرجع. والسماء ذات الرجع. كثير من السلف يفسر الرجعة هنا بالمطر. ووجه كونه رجعا. كما يقول بعض اهل العلم ان الماء يخرج من البحر. يتبخر من البحر - 00:01:54
ثم يتكثف في السحب. ثم يعود بقدرة الله عز وجل مطرا مرة اخرى ويرجع الى الارض ثم اقسم الله سبحانه وتعالى بالارض التي تتصدع او تتشقق اولا تقبل هذا الماء ثم - 00:02:14
تتصدع فيخرج منها ما شاء الله تعالى من الثمار والاشجار وغير ذلك من آآ ارزاق الله تبارك وتعالى وهذه فيها مناسبة اعني ما ينزل من السماء وما يخرج من الارض بما تقدم ذكره - 00:02:34
في اول السورة فان الله تبارك وتعالى ذكر الماء ماء الرجل وذكر او اشار الى آآ ولادة الانسان. فماء الرجل به حياة الابدان. وماء السماء به حياة الارض. الارظ اشبه - 00:02:54
مهما تكون بالرحم الذي يتلقف هذا الماء ليخرج منه ما قدره الله تبارك وتعالى من نباتات وارزاق. كذلك الولد يخرج من رحم المرأة فكأنما صارت ارضا تلقت هذا الماء فاخرج الله سبحانه وتعالى منه ما اخرج من النسل - 00:03:14
الذرية هذا القسم جوابه نعم جوابه انه لقول فصل. وانه هنا هذا الضمير يدل السياق على ان المقصود به كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم. فشهد الله له انه قول فصل واكد هذه الشهادة بحرف التوكيد ان وباللام الداخلة على المصدر - 00:03:34
وهو وهي كلمة قول. والله تبارك وتعالى يكفي ان يكون القول قوله. ليوقن المؤمن بانه صدق. لكن بعض المقامات يؤكدها الله سبحانه وتعالى بالفاظ اه جمل العربي الكافر الذي يعرف دلالات اللغة بما يؤثر عليه في قبوله ان اراد الله به خير. وان انفتح له القلب - 00:04:04
وتلقى هذا الوحي. ولهذا تجد بعض فصحاء العرب وبلغائهم تجده يخضع ولا يستطيع ان يعني يتجاوز هذا القرآن. حتى ان الوليد بن عتبة كما هو الوليد بن المغيرة لما سمع شيئا من القرآن في القصة المشهورة - 00:04:34
عند اهل التفسير قال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه ليعلو ولا يعلى عليه كلام وهم في صدد تحذير الناس من سماع - 00:04:54
حكى الله عز وجل عنهم مارد به هذه المقالة. الله تعالى يقول انه لقول فصل. يفصل الله عز وجل به بين الحق والباطل وليس كلاما باطلا او لغوا او هزلا او لعبا كما يشير الى ذلك آآ - 00:05:14
آآ كما تشير الى ذلك الايات الاخرى التي يسخر فيها الكفار بكلام الله عز وجل. ففي سورة فصلت مثلا يقول الله عز وجل قال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن. والغوا فيه لعلكم تغلبون. شف لا تسمعوا لهذا القرآن هم يعلمون - 00:05:34
ان من استمع اليه بقلب فلا بد ان يؤثر فيه. طيب اذا لم تستطيعوا ان ان تصدوا الناس عن السماع ماذا تفعلون الغوا فيه سووا عملية تشويش. كما يفعل الان الدول التي تتحارب اعلاميا. اذا عرفوا ان هناك اذاعة معارضة - 00:05:54
للحكومة ماذا يصنعون؟ ان استطاعوا حجبوها. فان لم يستطيعوا يشوشون عليها. هذا منطق الكفار تمام. لكن تسمعوا هذي محاولة ايش؟ الحجب. لا تسمعوا لهذا القرآن. طيب اذا ما استطعنا الحج؟ الغوا فيه سووا عملية تشويش حتى لا يصل هذا القرآن صافي - 00:06:14
وكفار قريش واكابرهم تواطؤوا على ان لا يسمعوا شيئا من هذا القرآن بزعمهم انه سحر يسحر وبه محمد الناس. ولكنهم ما استطاعوا ان يعني ما استطاعوا ان يمنعوا نفوسهم من اسر البيان القرآني والبلاغة القرآنية. فماذا قال الله عز وجل عنهم؟ آآ فكانوا يتحينون الليل - 00:06:34
فيتسربون من بيوتهم قرب بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ليستمعوا صلاته بالليل فيتفاجأ هذا المشرك مع هذا المشرك هذا الصنديد مع هذا الصنديد انهم تلاقوا وهم متفقون على انهم لا يسمعون شيئا - 00:07:04
فيقولون لا يراكم احد من سفهاء قريش او من عامة قريش فتكونون سبة الدهر. انصرفوا لا احد يشوفكم وانتم تسمعون محمد وانتم في النار تحذرون منه وتقولون ان هذا الكلام الذي يقوله يقوله سحر لكن ما استطاعوا من الغد يأتون. قال الله عز وجل - 00:07:24
نحن اعلم بما يستمعون به. اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى. اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا كذبوا ومع ذلك ما استطاعوا ان يمنعوا انفسهم من الحضور الى مجالس او الاوقات التي كان يصلي فيها النبي صلى الله - 00:07:44
الله عليه وسلم ليسمعوا هذا القرآن العظيم. فالمقصود من هذا ان الله عز وجل اقسم وهو سبحانه وتعالى اصدق من قال بدون ان يقسم على انه قول فصل وحق لا لا هزل فيه ولا لغو ولا عبث لا يأتيه الباطل - 00:08:04
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ثم قال الله تبارك وتعالى مبينا من صور كيد الكفار في الصد عن دين الله عز وجل. والتحذير من كتاب الله تبارك وتعالى. اشار اليها - 00:08:24
فقال انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. هؤلاء الذين يكذبون بالبعث. ويكذبون بالقرآن يذكرون به ويصفونه بانه سحر وبانه آآ باطل وبانه وبانه يكيدون. ليصدوا الناس كما قال الله عز وجل ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله. فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. ويقول الله عز وجل عنهم - 00:08:44
يصف حالهم في الحرم مستكبرين به سامرا تهجرون فيأتيهم الرد افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين ام لم يعرفوا رسولهم قولوا منكرون الايات. وغيرها كثير. فيقول الله مبينا ملخص عملية الحرب التي - 00:09:14
كان يمارسه الكفار انهم يكيدون كيدا. ونلحظ هنا ملحظا بيانيا بلاغيا وهو ان الله عز وجل ذكر كيدهم بصيغة الفعل المضارع. الذي يدل على ماذا؟ على الاستمرار. يدل على الاستمرار - 00:09:34
استمرار اي انهم مستمرون في كيدهم. وهذا كقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ولا يزالون يقاتلونكم الى متى؟ حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ففي الاية اشارة الى قضيتين - 00:09:54
ان الكفار الى يوم القيامة سيستمر كيدهم. ولا تنتظر من عدو الله تعالى ان يتركك او آآ يتوقف عن دعوته الى باطنه الذي هو فيه. والقضية الاخرى فيها نوع تطمين للمسلمين. وهي انهم لن يستطيعوا ان يضلوا جميع الناس. لا - 00:10:14
لكن قد يضلون بعض نعم قد لكن الجميع لا ولذلك قال الله تعالى ان استطاعوا ثم حذر الله من يرتد فقال ومن يرتدل منكم عن دينه ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:10:34
جزء او تلخيص مشهد او لطبيعة المعركة والحرب مع هؤلاء القوم. وما يريدونه ويقصدون هم يكيدون الليل والنهار. ويتفننون في صد الناس عن دين الله وفي فرض كفرهم فجورهم وغير ذلك من - 00:10:54
بالدعوة التي يمارسونها. وفي مقابل هذا الكيد قال الله عز وجل واكيدوا كيدا. وهنا نلحظ في هذه الاية البشارة فالله تعالى لم يقل فكيدوا. ايها المسلمون كيدا. مع اننا مأمورون باعداد القوة. لكن هنا والعلم عند - 00:11:14
الله تعالى جاءت هذه الاية بهذا النسق وبهذا الاسلوب لتدل على ان الله تعالى متكفل بالدفاع عن دينه تصور هؤلاء الكفار كلهم في ناحية وفي خندق يكيدون كيدا لا يتوقف واكده - 00:11:34
المصدر ليدل على استمراره ايضا. وفي المقابل لم يقل والمؤمنون مثلا يكيدون كيدا. او المسلمون يكيدون كيدا او فاكيدوا لهم كيدا بل قال الله واكيد كيدا هذا دين الله. الله تعالى تكفل بحفظه. وتكفل بالدفاع عنه. لكن - 00:11:54
الشأن ما هو ايها الافاضل؟ من هو الجندي الذي يتشرف ويكون احد هؤلاء الجنود الذين يدافعون عن دين الله عز وجل. والا الدين منصور والدين ممتحن ومنصور فلا تعجب فهذه سنة الرحمن - 00:12:14
انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. لكن الشأن هل انت ممن يستعملك الله عز وجل في الكيد لاعدائه؟ وفي عن دينه هذا هو الشأن. وهنا تلاحظ اقول في الاية بشارة بان الله تعالى تكفل بهذا فقال واكيد كيدا. فجعل كيد - 00:12:34
في مقابل من؟ كيد هؤلاء. والسؤال اذا كاد الكفار كيدا وكادهم الله كيدا. من سينتصر؟ الله جل وعلا ولا شك ولا شك لا يمكن ان يعني الله عز وجل يقول وان جندنا لهم الغالبون انا - 00:12:54
قال ننصر رؤوسنا والذين امنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويوم يقوم الاشهاد يوم ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. ولهذا تجد الكفار من قديم الزمان واعداء الاسلام من قديم الزمان يحاولون الكيد لهذا الدين بصور شتى ومن جملة ما يكيدون به - 00:13:14
تحريف القرآن الكريم والتحريف قد يأتي بالتحريف اللفظي بحيث يحذفون منه او شيء او يقوم بالتحريف المعنوي فيبطلون دلالات المعاني الصحيحة. واذكر هنا قصة ذكرها الذهبي رحمه الله في ترجمة يحيى بن اكثم القاضي المشهور. فيقول كنا عند المأمون يوما - 00:13:34
فدخل عليه يهودي في قضية فعرظ عليه المأمون الاسلام فابى اليهودي فلما كان من سنة او سنتين بعد سنة او سنتين دخل عليه اليهودي وكان قد اسلم حديثه. فقال ما شأنك يا هذا؟ قال انك لما قلت لي عام - 00:13:54
اسلم كنت اريد ان اختبر هل هذا الدين حق ام لا؟ فعمدت الى نسخ من التوراة فنسختها وقدمت فيها واخرت وحذفت وبعتها في السوق فراجت. ثم عمدت الى نسخ من الانجيل - 00:14:14
ففعلت بها نفس الفعل فرجت. ثم عمدت الى المصحف القرآن الكريم. فعدلت فيه شيئا يسيرا جدا لا ينتبه له الا عالم او حافظ متقن. فلما وقع وقعت هذه النسخة بيد والراء بيد الناسخ او البائع في السوق - 00:14:34
لما قلبها هكذا فقط اطلع على الخلل قال خذ هذه نسختك آآ لا تصلح نسختك فيها خلل ولا يمكن ان تباع. اين الخلل هنا؟ اما كلمة او اية او شيء يسير جدا النقص. يقول فعرفت ان دين الله تعالى محفوظ فاسلمت - 00:14:54
هذا جزء من الكيد الذي يدفعه الله سبحانه وتعالى بعباده الصالحين. ثم قال الله عز وجل مهددا هؤلاء الكفار الذين ينكرون البعث. الذين يكيدون لهذا الدين. الذين اه يحرفون القرآن. يقول الله او او يريدون يعني الصد عن دين الله - 00:15:14
عموما فمهد الكافرين امهلهم رويدا اي اتركهم لا تعجل عليهم كما قال الله عز وجل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون والايات في هذا كثيرة. يقول الله عز وجل اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. آآ - 00:15:34
يقول اتركهم لا تعجل عليهم. واصبر اصبر كما صبر اولو العزم. من الرسل. فسيأتيهم ما اتى قبلهم من الامم وما اتى قبلهم من المكذبين والمعاندين. اين هم؟ اين فرعون؟ اين قارون؟ اين هامان - 00:15:54
اين قوم معاذ؟ اين الذين كذبوا نوحا؟ اين الذين القوا ابراهيم في النار؟ اين واين واين؟ كلهم بادوا سادوا فترة ثم بادوا. ولم يبق لهم الا اللعن. قال الله عز وجل وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة - 00:16:14
لا ينصرون. اذا بادوا. وهذه السورة ايها الاخوة في نصفها الاخير. مليئة بالتسلية. لكن لا نقصد بالتسلية ولا بالبشرى ولا بالفعل الذي ينبغي ان يمتلئ به قلب المسلم هو ذلك الفأل الذي يجعلك تنام او تقصر في خدمة الدين وانت - 00:16:34
اقدر على نفعه. ان نصرة دين الله عز وجل لا تقتصر على عالم في الشريعة مثلا. او على داعية يحفظ ما يحفظ يطوف الامصار والاقطار. لا. نصرة الدين لها مجالات كثيرة جدا. الاب الذي يربي والام الذي - 00:16:54
يربون اولادهم على الصلاح والتقى. هؤلاء يساهمون في النصر باعداد جيل يحمل الراية. الذي يدرس صبيان المسلمين كتاب الله عز وجل ويعلمهم القرآن ليحفظهم الله تعالى به وليدعوا وليدعوا بهذا القرآن الى الله عز وجل وغير ذلك من المقاصد هذا مساهم في النصر - 00:17:14
المعلم في مدرسته الذي يحتسب في تعليمه. ويعلم الناس الخير ويرفع الجهل عنهم. ليكونوا مشاعل خير وهدى في هذه الامة. هؤلاء يساهمون في النصر. الجندي الذي يدافع عن بلاد المسلمين ضد اخطاره والمكائد. الرجل الجندي الذي يحفظ الامن. كل هؤلاء - 00:17:34
لا يستغني بعضهم عن بعض. في القيام ما اوجب الله سبحانه وتعالى كل حسب طاقته. الخذلان متى؟ والخسران ان يكون الانسان سلبيا واشد منه والاشد منه وهذا الذي يعني بالخسران ان يكون صادا عن دين الله عز وجل بسوء فعاله. اولئك مثلا - 00:17:54
الذين يسافرون الى خارج البلاد. فيفعلون من انواع الفجور في بلاد الكفر والفسق والذنوب الكبار التي يعني لا تخفى. هؤلاء يصدون من حيث لا يشعرون. الذين يبخسون حقوق العمال ويظلمونهم ويغفرونهم حقوقهم او يظلمونهم بالضرب او غير ذلك من صور الاعتداء التي لا مبرر لها لا شرع - 00:18:14
ولا نظاما. هؤلاء ايضا لهم نسبة من الصد والكيد. اه من الصد عن سبيل الله عز وجل او من الصد عن دين الله تبارك وتعالى. ولهذا تجد مثلا الشرع حرم الظلم حتى على الكفار. لاجل الا يكون الانسان سببا في الصد عن دين الله عز وجل. فالمقصود ايها الاخوة ان في هذه - 00:18:44
صورة من البشائر بنصرة الدين وببقائه وبغلبته ولو كره الكافرون. لكن الشأن الذي يجب ان نفتش عنه وان نبحث عنه اين موضع اقدامنا من هذه السفينة التي آآ تجري في عباب هذا البحر العظيم وينصر الله سبحانه وتعالى - 00:19:04
بها اهلها ويظهر الله تعالى بهم هذا الدين. الصحابة رضوان الله عليهم قرأوا هذه السورة في مكة ووعوها. ولكنهم لم يركنوا اليها وينام في مكة او يبقوا في المدينة. بل لما مات النبي صلى الله عليه وسلم غادر كثير منهم الى البلدان. منهم من مات في خراسان ومنهم - 00:19:24
منهم من مات تحت اسوار القسطنطينية كابي ايوب الانصاري. وعدد من منهم بالمئات ماتوا في مصر وبعضهم مات في تونس. وبعضهم مات في اليمن وبعضهم مات في العراق. عموما وبعضهم مات في اه الشام بل كثير منهم في الشام. لماذا تركوا اولادهم واموالهم؟ ليبلغوا دين الله. ما اكتفوا بالوعود العامة - 00:19:44
ولم يستسلموا او يرون ان هذه الايات خلاص مخدرة لهم كلا. بل رأوا ان هذه وعود الهية. وانهم يجب ان ممن يساهم في تحقيق هذه الوعود. هذا هو الفهم والفقه الحقيقي لامثال هذه النصوص. وليس الفقه لها ولا الفهم لها. ان الانسان - 00:20:04
يكون سلبي لا يعنيه شيء من امر الاسلام ولا يعنيه شيء من امر الدين لا يربي ولدا ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر ولا اه اكون مصلحا باي جانب من جوانب الاصلاح التي يستطيعها. اسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يعز دينه وان يعلي كلمته وان ينصر - 00:20:24
اذكر اولياءه وان يجعلنا واياكم من عباده المفلحين. ومن حزبه المفلحين واسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن ينصر الله بهم دينه ويعز بهم كلمته والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:44
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا او فهذه ليلة الثلاثاء الاول من شهر صفر من عام ثمانية وثلاثين - 00:00:00
واربعمئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نكمل فيها التعليق على ما آآ يفتح الله سبحانه وتعالى به في بيان عن شيء من معاني سورة الطارق. وهذه السورة سبق معنا انها سورة مكية. وذكرنا ان الله سبحانه - 00:00:24
تعالى افتتحها بالقسم بالسماء. وذكرنا جواب القسم وان القسم الاول او ان السورة في مجملها تدور على على تقرير واثبات قضيتين الاولى قضية البعث والثانية اثبات الصدق واحقية ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الوحي العظيم. ولعظمة هذين - 00:00:44
الامرين فان الله تبارك وتعالى اقسم على المعنى الاول وهو تقرير قضية البعث في اول السورة فقال والطارق النجم النجم الثاقب اه وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب ان كل نفس لما عليها حافظ ثم اعاد الله تبارك - 00:01:14
وتعالى القسم مرة اخرى بالسماء والارض. على قضية عظيمة وهي تصديق الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وتصديقه او آآ شهادته عز وجل لهذا القرآن بانه قول - 00:01:34
فصل ليس بالهزل. فقال عز وجل والسماء ذات الرجع. والسماء ذات الرجع. كثير من السلف يفسر الرجعة هنا بالمطر. ووجه كونه رجعا. كما يقول بعض اهل العلم ان الماء يخرج من البحر. يتبخر من البحر - 00:01:54
ثم يتكثف في السحب. ثم يعود بقدرة الله عز وجل مطرا مرة اخرى ويرجع الى الارض ثم اقسم الله سبحانه وتعالى بالارض التي تتصدع او تتشقق اولا تقبل هذا الماء ثم - 00:02:14
تتصدع فيخرج منها ما شاء الله تعالى من الثمار والاشجار وغير ذلك من آآ ارزاق الله تبارك وتعالى وهذه فيها مناسبة اعني ما ينزل من السماء وما يخرج من الارض بما تقدم ذكره - 00:02:34
في اول السورة فان الله تبارك وتعالى ذكر الماء ماء الرجل وذكر او اشار الى آآ ولادة الانسان. فماء الرجل به حياة الابدان. وماء السماء به حياة الارض. الارظ اشبه - 00:02:54
مهما تكون بالرحم الذي يتلقف هذا الماء ليخرج منه ما قدره الله تبارك وتعالى من نباتات وارزاق. كذلك الولد يخرج من رحم المرأة فكأنما صارت ارضا تلقت هذا الماء فاخرج الله سبحانه وتعالى منه ما اخرج من النسل - 00:03:14
الذرية هذا القسم جوابه نعم جوابه انه لقول فصل. وانه هنا هذا الضمير يدل السياق على ان المقصود به كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم. فشهد الله له انه قول فصل واكد هذه الشهادة بحرف التوكيد ان وباللام الداخلة على المصدر - 00:03:34
وهو وهي كلمة قول. والله تبارك وتعالى يكفي ان يكون القول قوله. ليوقن المؤمن بانه صدق. لكن بعض المقامات يؤكدها الله سبحانه وتعالى بالفاظ اه جمل العربي الكافر الذي يعرف دلالات اللغة بما يؤثر عليه في قبوله ان اراد الله به خير. وان انفتح له القلب - 00:04:04
وتلقى هذا الوحي. ولهذا تجد بعض فصحاء العرب وبلغائهم تجده يخضع ولا يستطيع ان يعني يتجاوز هذا القرآن. حتى ان الوليد بن عتبة كما هو الوليد بن المغيرة لما سمع شيئا من القرآن في القصة المشهورة - 00:04:34
عند اهل التفسير قال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه ليعلو ولا يعلى عليه كلام وهم في صدد تحذير الناس من سماع - 00:04:54
حكى الله عز وجل عنهم مارد به هذه المقالة. الله تعالى يقول انه لقول فصل. يفصل الله عز وجل به بين الحق والباطل وليس كلاما باطلا او لغوا او هزلا او لعبا كما يشير الى ذلك آآ - 00:05:14
آآ كما تشير الى ذلك الايات الاخرى التي يسخر فيها الكفار بكلام الله عز وجل. ففي سورة فصلت مثلا يقول الله عز وجل قال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن. والغوا فيه لعلكم تغلبون. شف لا تسمعوا لهذا القرآن هم يعلمون - 00:05:34
ان من استمع اليه بقلب فلا بد ان يؤثر فيه. طيب اذا لم تستطيعوا ان ان تصدوا الناس عن السماع ماذا تفعلون الغوا فيه سووا عملية تشويش. كما يفعل الان الدول التي تتحارب اعلاميا. اذا عرفوا ان هناك اذاعة معارضة - 00:05:54
للحكومة ماذا يصنعون؟ ان استطاعوا حجبوها. فان لم يستطيعوا يشوشون عليها. هذا منطق الكفار تمام. لكن تسمعوا هذي محاولة ايش؟ الحجب. لا تسمعوا لهذا القرآن. طيب اذا ما استطعنا الحج؟ الغوا فيه سووا عملية تشويش حتى لا يصل هذا القرآن صافي - 00:06:14
وكفار قريش واكابرهم تواطؤوا على ان لا يسمعوا شيئا من هذا القرآن بزعمهم انه سحر يسحر وبه محمد الناس. ولكنهم ما استطاعوا ان يعني ما استطاعوا ان يمنعوا نفوسهم من اسر البيان القرآني والبلاغة القرآنية. فماذا قال الله عز وجل عنهم؟ آآ فكانوا يتحينون الليل - 00:06:34
فيتسربون من بيوتهم قرب بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ليستمعوا صلاته بالليل فيتفاجأ هذا المشرك مع هذا المشرك هذا الصنديد مع هذا الصنديد انهم تلاقوا وهم متفقون على انهم لا يسمعون شيئا - 00:07:04
فيقولون لا يراكم احد من سفهاء قريش او من عامة قريش فتكونون سبة الدهر. انصرفوا لا احد يشوفكم وانتم تسمعون محمد وانتم في النار تحذرون منه وتقولون ان هذا الكلام الذي يقوله يقوله سحر لكن ما استطاعوا من الغد يأتون. قال الله عز وجل - 00:07:24
نحن اعلم بما يستمعون به. اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى. اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا كذبوا ومع ذلك ما استطاعوا ان يمنعوا انفسهم من الحضور الى مجالس او الاوقات التي كان يصلي فيها النبي صلى الله - 00:07:44
الله عليه وسلم ليسمعوا هذا القرآن العظيم. فالمقصود من هذا ان الله عز وجل اقسم وهو سبحانه وتعالى اصدق من قال بدون ان يقسم على انه قول فصل وحق لا لا هزل فيه ولا لغو ولا عبث لا يأتيه الباطل - 00:08:04
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ثم قال الله تبارك وتعالى مبينا من صور كيد الكفار في الصد عن دين الله عز وجل. والتحذير من كتاب الله تبارك وتعالى. اشار اليها - 00:08:24
فقال انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. هؤلاء الذين يكذبون بالبعث. ويكذبون بالقرآن يذكرون به ويصفونه بانه سحر وبانه آآ باطل وبانه وبانه يكيدون. ليصدوا الناس كما قال الله عز وجل ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله. فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. ويقول الله عز وجل عنهم - 00:08:44
يصف حالهم في الحرم مستكبرين به سامرا تهجرون فيأتيهم الرد افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين ام لم يعرفوا رسولهم قولوا منكرون الايات. وغيرها كثير. فيقول الله مبينا ملخص عملية الحرب التي - 00:09:14
كان يمارسه الكفار انهم يكيدون كيدا. ونلحظ هنا ملحظا بيانيا بلاغيا وهو ان الله عز وجل ذكر كيدهم بصيغة الفعل المضارع. الذي يدل على ماذا؟ على الاستمرار. يدل على الاستمرار - 00:09:34
استمرار اي انهم مستمرون في كيدهم. وهذا كقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ولا يزالون يقاتلونكم الى متى؟ حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ففي الاية اشارة الى قضيتين - 00:09:54
ان الكفار الى يوم القيامة سيستمر كيدهم. ولا تنتظر من عدو الله تعالى ان يتركك او آآ يتوقف عن دعوته الى باطنه الذي هو فيه. والقضية الاخرى فيها نوع تطمين للمسلمين. وهي انهم لن يستطيعوا ان يضلوا جميع الناس. لا - 00:10:14
لكن قد يضلون بعض نعم قد لكن الجميع لا ولذلك قال الله تعالى ان استطاعوا ثم حذر الله من يرتد فقال ومن يرتدل منكم عن دينه ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:10:34
جزء او تلخيص مشهد او لطبيعة المعركة والحرب مع هؤلاء القوم. وما يريدونه ويقصدون هم يكيدون الليل والنهار. ويتفننون في صد الناس عن دين الله وفي فرض كفرهم فجورهم وغير ذلك من - 00:10:54
بالدعوة التي يمارسونها. وفي مقابل هذا الكيد قال الله عز وجل واكيدوا كيدا. وهنا نلحظ في هذه الاية البشارة فالله تعالى لم يقل فكيدوا. ايها المسلمون كيدا. مع اننا مأمورون باعداد القوة. لكن هنا والعلم عند - 00:11:14
الله تعالى جاءت هذه الاية بهذا النسق وبهذا الاسلوب لتدل على ان الله تعالى متكفل بالدفاع عن دينه تصور هؤلاء الكفار كلهم في ناحية وفي خندق يكيدون كيدا لا يتوقف واكده - 00:11:34
المصدر ليدل على استمراره ايضا. وفي المقابل لم يقل والمؤمنون مثلا يكيدون كيدا. او المسلمون يكيدون كيدا او فاكيدوا لهم كيدا بل قال الله واكيد كيدا هذا دين الله. الله تعالى تكفل بحفظه. وتكفل بالدفاع عنه. لكن - 00:11:54
الشأن ما هو ايها الافاضل؟ من هو الجندي الذي يتشرف ويكون احد هؤلاء الجنود الذين يدافعون عن دين الله عز وجل. والا الدين منصور والدين ممتحن ومنصور فلا تعجب فهذه سنة الرحمن - 00:12:14
انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. لكن الشأن هل انت ممن يستعملك الله عز وجل في الكيد لاعدائه؟ وفي عن دينه هذا هو الشأن. وهنا تلاحظ اقول في الاية بشارة بان الله تعالى تكفل بهذا فقال واكيد كيدا. فجعل كيد - 00:12:34
في مقابل من؟ كيد هؤلاء. والسؤال اذا كاد الكفار كيدا وكادهم الله كيدا. من سينتصر؟ الله جل وعلا ولا شك ولا شك لا يمكن ان يعني الله عز وجل يقول وان جندنا لهم الغالبون انا - 00:12:54
قال ننصر رؤوسنا والذين امنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويوم يقوم الاشهاد يوم ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. ولهذا تجد الكفار من قديم الزمان واعداء الاسلام من قديم الزمان يحاولون الكيد لهذا الدين بصور شتى ومن جملة ما يكيدون به - 00:13:14
تحريف القرآن الكريم والتحريف قد يأتي بالتحريف اللفظي بحيث يحذفون منه او شيء او يقوم بالتحريف المعنوي فيبطلون دلالات المعاني الصحيحة. واذكر هنا قصة ذكرها الذهبي رحمه الله في ترجمة يحيى بن اكثم القاضي المشهور. فيقول كنا عند المأمون يوما - 00:13:34
فدخل عليه يهودي في قضية فعرظ عليه المأمون الاسلام فابى اليهودي فلما كان من سنة او سنتين بعد سنة او سنتين دخل عليه اليهودي وكان قد اسلم حديثه. فقال ما شأنك يا هذا؟ قال انك لما قلت لي عام - 00:13:54
اسلم كنت اريد ان اختبر هل هذا الدين حق ام لا؟ فعمدت الى نسخ من التوراة فنسختها وقدمت فيها واخرت وحذفت وبعتها في السوق فراجت. ثم عمدت الى نسخ من الانجيل - 00:14:14
ففعلت بها نفس الفعل فرجت. ثم عمدت الى المصحف القرآن الكريم. فعدلت فيه شيئا يسيرا جدا لا ينتبه له الا عالم او حافظ متقن. فلما وقع وقعت هذه النسخة بيد والراء بيد الناسخ او البائع في السوق - 00:14:34
لما قلبها هكذا فقط اطلع على الخلل قال خذ هذه نسختك آآ لا تصلح نسختك فيها خلل ولا يمكن ان تباع. اين الخلل هنا؟ اما كلمة او اية او شيء يسير جدا النقص. يقول فعرفت ان دين الله تعالى محفوظ فاسلمت - 00:14:54
هذا جزء من الكيد الذي يدفعه الله سبحانه وتعالى بعباده الصالحين. ثم قال الله عز وجل مهددا هؤلاء الكفار الذين ينكرون البعث. الذين يكيدون لهذا الدين. الذين اه يحرفون القرآن. يقول الله او او يريدون يعني الصد عن دين الله - 00:15:14
عموما فمهد الكافرين امهلهم رويدا اي اتركهم لا تعجل عليهم كما قال الله عز وجل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون والايات في هذا كثيرة. يقول الله عز وجل اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. آآ - 00:15:34
يقول اتركهم لا تعجل عليهم. واصبر اصبر كما صبر اولو العزم. من الرسل. فسيأتيهم ما اتى قبلهم من الامم وما اتى قبلهم من المكذبين والمعاندين. اين هم؟ اين فرعون؟ اين قارون؟ اين هامان - 00:15:54
اين قوم معاذ؟ اين الذين كذبوا نوحا؟ اين الذين القوا ابراهيم في النار؟ اين واين واين؟ كلهم بادوا سادوا فترة ثم بادوا. ولم يبق لهم الا اللعن. قال الله عز وجل وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة - 00:16:14
لا ينصرون. اذا بادوا. وهذه السورة ايها الاخوة في نصفها الاخير. مليئة بالتسلية. لكن لا نقصد بالتسلية ولا بالبشرى ولا بالفعل الذي ينبغي ان يمتلئ به قلب المسلم هو ذلك الفأل الذي يجعلك تنام او تقصر في خدمة الدين وانت - 00:16:34
اقدر على نفعه. ان نصرة دين الله عز وجل لا تقتصر على عالم في الشريعة مثلا. او على داعية يحفظ ما يحفظ يطوف الامصار والاقطار. لا. نصرة الدين لها مجالات كثيرة جدا. الاب الذي يربي والام الذي - 00:16:54
يربون اولادهم على الصلاح والتقى. هؤلاء يساهمون في النصر باعداد جيل يحمل الراية. الذي يدرس صبيان المسلمين كتاب الله عز وجل ويعلمهم القرآن ليحفظهم الله تعالى به وليدعوا وليدعوا بهذا القرآن الى الله عز وجل وغير ذلك من المقاصد هذا مساهم في النصر - 00:17:14
المعلم في مدرسته الذي يحتسب في تعليمه. ويعلم الناس الخير ويرفع الجهل عنهم. ليكونوا مشاعل خير وهدى في هذه الامة. هؤلاء يساهمون في النصر. الجندي الذي يدافع عن بلاد المسلمين ضد اخطاره والمكائد. الرجل الجندي الذي يحفظ الامن. كل هؤلاء - 00:17:34
لا يستغني بعضهم عن بعض. في القيام ما اوجب الله سبحانه وتعالى كل حسب طاقته. الخذلان متى؟ والخسران ان يكون الانسان سلبيا واشد منه والاشد منه وهذا الذي يعني بالخسران ان يكون صادا عن دين الله عز وجل بسوء فعاله. اولئك مثلا - 00:17:54
الذين يسافرون الى خارج البلاد. فيفعلون من انواع الفجور في بلاد الكفر والفسق والذنوب الكبار التي يعني لا تخفى. هؤلاء يصدون من حيث لا يشعرون. الذين يبخسون حقوق العمال ويظلمونهم ويغفرونهم حقوقهم او يظلمونهم بالضرب او غير ذلك من صور الاعتداء التي لا مبرر لها لا شرع - 00:18:14
ولا نظاما. هؤلاء ايضا لهم نسبة من الصد والكيد. اه من الصد عن سبيل الله عز وجل او من الصد عن دين الله تبارك وتعالى. ولهذا تجد مثلا الشرع حرم الظلم حتى على الكفار. لاجل الا يكون الانسان سببا في الصد عن دين الله عز وجل. فالمقصود ايها الاخوة ان في هذه - 00:18:44
صورة من البشائر بنصرة الدين وببقائه وبغلبته ولو كره الكافرون. لكن الشأن الذي يجب ان نفتش عنه وان نبحث عنه اين موضع اقدامنا من هذه السفينة التي آآ تجري في عباب هذا البحر العظيم وينصر الله سبحانه وتعالى - 00:19:04
بها اهلها ويظهر الله تعالى بهم هذا الدين. الصحابة رضوان الله عليهم قرأوا هذه السورة في مكة ووعوها. ولكنهم لم يركنوا اليها وينام في مكة او يبقوا في المدينة. بل لما مات النبي صلى الله عليه وسلم غادر كثير منهم الى البلدان. منهم من مات في خراسان ومنهم - 00:19:24
منهم من مات تحت اسوار القسطنطينية كابي ايوب الانصاري. وعدد من منهم بالمئات ماتوا في مصر وبعضهم مات في تونس. وبعضهم مات في اليمن وبعضهم مات في العراق. عموما وبعضهم مات في اه الشام بل كثير منهم في الشام. لماذا تركوا اولادهم واموالهم؟ ليبلغوا دين الله. ما اكتفوا بالوعود العامة - 00:19:44
ولم يستسلموا او يرون ان هذه الايات خلاص مخدرة لهم كلا. بل رأوا ان هذه وعود الهية. وانهم يجب ان ممن يساهم في تحقيق هذه الوعود. هذا هو الفهم والفقه الحقيقي لامثال هذه النصوص. وليس الفقه لها ولا الفهم لها. ان الانسان - 00:20:04
يكون سلبي لا يعنيه شيء من امر الاسلام ولا يعنيه شيء من امر الدين لا يربي ولدا ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر ولا اه اكون مصلحا باي جانب من جوانب الاصلاح التي يستطيعها. اسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يعز دينه وان يعلي كلمته وان ينصر - 00:20:24
اذكر اولياءه وان يجعلنا واياكم من عباده المفلحين. ومن حزبه المفلحين واسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن ينصر الله بهم دينه ويعز بهم كلمته والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:44
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الطارق (2-2) ليلة 1-2-1438هـ| أ.د.عمر المقبل|