التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة العاديات |ليلة 19-2-1437هـ |أ.د. عمر المقبل |
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
ادوف هذا مجلس يتجدد بكم ومعكم نتذاكر شيئا من معاني كلام الله جل وعلا. وتوقف الحديث بنا عند سورة عند سورة العاديات. وهذه السورة سورة مكية. افتتحها الله تبارك وتعالى بالقسم - 00:00:24
بنوع من مخلوقاته. فاقسم الله عز وجل بالعاديات حين تضح مفسرون اختلفوا في تعيين المراد بالعاديات هنا. ولعل اقرب الاقوال واظهرها ان المراد بها الخيل اذا عدت في سيرها فانه يظهر لها صوت يعرف بالحمحمة. حتى ان ابن عباس - 00:00:44
رضي الله تعالى عنهما فسرها فيما نقله ابن جرير وغيره بقولها هكذا مع السرعة والمقصود بهذا انها حينما تعدو يظهر لها صوت الحمحمة من اثر عدوها وسيرها وجريها. وهذا في غير حال التدريب انما يكون في وقت الجهاد في سبيل الله تعالى. و استدل - 00:01:14
فمن رجح هذا القول بما جاء بعد هذا في قوله تعالى فالموريات قدحا اي التي ينقدح الشر قرروا من حوافر اقدامها اذا اصتك بعضها ببعض من شدة الجري. ومن اهل العلم من يقول وهذا مروي عن جمع من الصحابة - 00:01:44
او عن بعض الصحابة وبعض السلف ان المراد بها الابل حينما تعدو من عرفة الى منى ومن الى مزدلفة مزدلفة ومزدلفة الى منى في المشاعر. واحتجوا لذلك بان هذه الاية مكية. ولم يشرع الجهاد بعد في سبيل - 00:02:04
الله تعالى ولكن الاقرب والعلم عند الله هو هو الاول ان المراد بها الخيل. لان هذه الاوصاف هي اليق بالخيل منها بالابل. والضبح كما قال عطاء وغيره من السلف لا يعرف الا - 00:02:24
لا في الابل آآ لا يعرف الا في الخيل. يعني بالنسبة للخيل والابل لا يعرف الا في الخيل. لا يعرف الضبح في الابل خاصة وان صفة العدو والجري السريع هي بالخيل الظق منها بالابل. فالابل عادة - 00:02:44
لا يقصد منها الركض والجري والكر والفر في آآ في آآ في الحرب. وآآ قد تستعمل لا شك في الحرب ويعني كما وقع في غزوة بدر وهذا مما احتج به علي على ابن عباس رضي الله عنهما حينما قال له ما - 00:03:04
تقول في العاديات قال اقول انها الخيل. قال لم تكن لنا خيل يومئذ حينما كنا في غزوة بدر. انما هي الابل. وابن عباس امس احتج مما ذكرت لكم انفا من كون الدبح والحمحمة من خصائص الخيل والعلم عند الله تعالى. على كل حال اقسم الله عز - 00:03:24
وجل بهذه العاديات وهي الخيل اذا جرت في مضمارها وميدانها وظهر منها صوت الضبح وعطف هذا ايضا بقوله بالوصف الثاني لها فالموريات فالموريات قدحا. حينما يحصل منها اصطكاك في حوافلها - 00:03:44
ويظهر منها اثر الشرر. وهذا اصح الاقوال والعلم عند الله ايضا في هذه الاية. والا قد ذكر جماعة منه في السرير اقوالا لكن هذا اقربها ولا حاجة لذكرها وبيان آآ يعني ما يعني ما يجاب عن هذه الاقوال - 00:04:04
وقوله سبحانه وتعالى هنا فالموريات قدحا مما يرجح ان المراد بذلك الخيل ليس المراد مثلا ايقاد النيران حينما يعود المجاهدون في سبيل الله. هذا احد الاقوال التي قيلت وان كان لا يعارض المعنى الاول وهو الخيل. لكن - 00:04:24
السياق لا يدل عليه. لا يدل عليه. فالسياق يتحدث عن قدح الابل. اه قدح الخير فقط. واصطكاك حوافرها وما يظهر من ذلك فهي حينما تعدو يظهر منها هذا الشرر من قوة عدوها وسرعة - 00:04:44
اه اصطكاكي هذه الحوافر. ثم ذكر الله تعالى صفة ثالثة لهذه الخيل. بقوله فالمغيرات صبحا والمقصود هنا انهن يستعملن للاغارة على الاعداء. اقوى الاوقات وافضلها الاغارة هي اول النهار. ولهذا جاء ذكرها في هذا السياق. فالمغيرات فالمغيرات صبحا. والاغارة قد تكون في غير - 00:05:04
الى الصباح لا شك لكن هذا افضل الاوقات. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يبيت القوم اذا اراد غزوهم. فان سمع اذان امن كف عن عن غزوهم وقتالهم. والا اغار عليهم يعني ابتدأ قتالهم في اول النهار. واول - 00:05:34
النهاري وقت مبارك واول النهار وقت مبارك. قال الله عز وجل مبينا اثر هذه الاثارة واثر هذا العدو واثر هذا الذي الوصف الذي ذكره فاثرن به نقعا اي اثرن بهذا العدو الذي يعدونه - 00:05:54
اثرنا في ميدان القتال اثرنا به نقعا اي غبارا. وفي هذا يقول حسان رضي الله عنه عدمنا خيلنا ان لم تروها تثير النقع ها موعدها فداء وهو يتحدث عن غزو النبي صلى الله عليه وسلم لمشركين يقول الله - 00:06:14
مخيلنا اذا لم تروها غزتكم واثارت النقع والغبار في موطن آآ في موطنكم انتم ويشير بذلك الى قصة فتح مكة او وغيرها من الغزوات. ثم ذكر الله صفة اخرى فوسطنا به فوسطنا به جمعا. اي ان - 00:06:34
هذه الخيل حينما يعدو بها راكبها ويثير النقع ويكر ويفر يكون حينئذ قد توسط الجمع اي جمع الاعداء. الذين غزاهم واغار عليهم. كل هذه الاقسام او هذا القسم وما او من صفات لهذه الخيل المقسم عليه ما هو ايها الاخوة؟ المقسم عليه صفة توجد وعليكم السلام - 00:06:54
صفة توجد في الانسان. وما هو هذا الانسان؟ اهو الكافر؟ ام هو جنس الانسان؟ قولان اصحهما انه جنس الانسان بدليل وجودها في غير الكافر. فقال الله عز وجل في ذكر جواب القسم لانه في اللغة العربية معروف انه اذا - 00:07:24
على شيء لا عندنا ثلاث ادوات عندنا القسم والاداة وهي هنا الواو والفاء وعندنا عفوا الواو نعم عندنا الاداة هي الواو. والمقسم عليه او جواب القسم هنا ان الانسان لربه لكنود - 00:07:44
اي ان جنس الانسان يقع منه جحود والعياذ بالله طبيعة لفضل الله سبحانه وتعالى عليه وينكر الفضل. سواء فضل الله سبحانه وتعالى او حتى افضال العباد عليه. ان الانسان لربه لكند. بعض الناس والعياذ بالله يصاب بهذه الخصلة. التي اقسم الله سبحانه وتعالى عليها. فتجده - 00:08:04
يعني لا يؤدي الحقوق موفرة كاملة. سواء ما يتعلق بحقوق الزوجة او بالحقوق المالية او بحقوق الجيران. او وبغير ذلك من الحقوق وتظهر اشد ما تكون عند المنافسة في امر دنيوي. اما على مال او على منصب او على - 00:08:34
شيء من هذه يعني شيء مقارب لهذه لهذه الامور. فتجده كنودا جحودا منوعا يمنع او يقصر في العطاء فيقع منه الجحود. هذا فيما يتعلق بحقوق المخلوقين. وقد يقع منه ايضا - 00:08:54
تقصير في حق الله عز وجل يجحد نعمة الله ينكرها تجده يتقلب سنين طويلة جدا في نعمة الصحة والعافية. نعمة الهدوء نعمة الاستقرار. حتى اذا ما ابتلي بشيء من المصائب - 00:09:14
بدأ يقول انا طيلة حياتي مبتلى انا طيلة حياتي متبهذل طيلة حياتي تعبان انا دائما في كذا ثم يبدأ وكأنه لم تعش ايش؟ خيرا قط. وهذا كما يقع كما قلت مع الخالق يقع مع المخلوق. واذكر ان هذه الاية آآ - 00:09:34
سبحان الله كانت سببا في يعني آآ يعني صار لها قصة مع احد الزملا يقول في احد البلاد العربية يقول كنت امام للمسجد. وانا مشغول بالدعوة الى الله عز وجل والتعليم وكذا. فيحصل انني اذهب واسافر يمين ويسار - 00:09:54
واخلف غيري في المسجد ممن هو كفر لا اترك المسجد هملا لا لكن سلط علي مرة احدهم فكتب في تقريرا الى ادارة الاوقاف في بلدنا. ان فلان يغاب وفلان دائما يتأخر وفلان مهمل للمسجد وفلان وفلان - 00:10:14
طبعا انا يقول ما عرفت الا بعد. انه هو الذي شكى. ما يقول ما الذي سلاني وجعلني اتوقف عن لومه وتقريعه هذه الاية الكريمة. والغريب يقول انني انا الذي شفعت له في وظيفته - 00:10:34
حينما اراد ان يتعين. انا الذي شفعته في وظيفته. واذا به ينقلب علي ويكتب في شكوى. فلا سبحان الله يقول هممت يعني غضبت كيف يفعل بي هذا؟ وهو يعرف انني لا العب. ولا اذهب تنزها اذهب لغرض شرعي. فيقول لما - 00:10:54
قرأت هذه الآية ان الإنسان لربه لكنود قلت يا فلان هذا ابن ادم يجحد نعمة الله وينكرها او يقل ذكره فكيف بنعمتك انت عليه؟ يقول فعفوت عنه. فسلتني هذه الاية. ان الانسان لربه لكنود. يقول - 00:11:14
قل وانه على ذلك لشهيد. وفي قوله انه قيل ان الضمير يعود على الله عز وجل وان الله تعالى شاهد على جحود الانسان لنعم الله وشاهد على جحود نعم الانسان لحقوق الخلق ونحو ذلك - 00:11:34
وبعضهم يقول ان الضمير يعود على الانسان نفسه. اي انه هو يشهد على نفسه بهذا. والاية يظهر والعلم عند الله تعالى انها شاملة للامرين. وان كان السياق يرجح او اقرب الى القول - 00:11:54
بان الضمير يعود الى الانسان نفسه. لان الله قال في الاية التي قبلها ان الانسان لربه ايش؟ لكنود. وانه اي ان هذا الانسان على ذلك لشهيد. هذا هو الاقرب. لان لفظ الجلالة لم يجري له ذكر في السياق الذي - 00:12:14
معنا والمعنى ان الانسان يشهد على نفسه بهذا الطبع والخلق. والله سبحانه وتعالى يقول عن هذه النفس قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقال عز وجل ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا - 00:12:34
واذا مسه الخير منوعا الا المصلين. الى غير ذلك واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأ بجانبه. واذا مسه الشر فذو دعاء آآ فيغوص قنوط فيؤوس قنوط هكذا طبيعة الانسان الا من رحم الله. فالاقرب ان الضمير يعود على الانسان - 00:12:54
نفسه وكما قلت بعض المفسرين وهو قول له وجاهة يقول ان الضمير يعود الى الله عز وجل والمعنى حينئذ ان العبد كنود لربه يجحد نعمته كما في الايات التي سمعتم قبل قليل ويشهد رب رب العزة جل وعلا - 00:13:14
على هذا الطبع والخلق فيه. ولكن الاقرب كما قلت لكم او كما ذكرت انفا ان الضمير يعود على على الانسان. على الانسان قال الله عز وجل مبينا صفة من صفات هذا الانسان هذا المخلوق العجيب. وانه لحب الخير لشديد - 00:13:34
وهذا يرجح هنا قولا واحدا ان الضمير يعود هنا على الانسان. وهذا يرجح ماذا؟ يرجح ان الضمير في الاية التي قبله عائد على على الانسان نفسه. على الانسان نفسه. الخير المذكور في هذه الاية هو المال في اصح الاقوال - 00:13:54
والمعنى انه كثير الحب للمال. وتحبون المال حبا ايش؟ جما. شديدا كثيرا والسؤال هنا هل يلام الانسان على اصل محبة المال؟ الجواب لا لا يلام انما يلام اذا ظهر اثر هذا الحب عليه بمنع حقوق الخلق او منع حقوق الله عز وجل. فالمال فطر الانسان على حبه - 00:14:14
وهو عصب الحياة. لا تقوم الحياة الا به. لكن الذي يذم ان ينقلب او يظهر اثر هذا الحب بمنع الزكاة بمنع النفقات الواجبة بغير ذلك من اداء الحقوق. اما اذا كان الانسان يحبه وهو يؤدي حق الله فيه. وما اوجب عليه - 00:14:44
من حقوق المخلوقين من النفقات والبذل وغير ذلك فانه لا يلام على اصل الحب. وانما يلام اذا وقع منه تقصير او كان هذا المال سببا في غفلته عن الاخرة. وهذا يؤيده ما يأتي من الايات الكريمة بعد ذلك. حينما - 00:15:04
قال الله سبحانه وتعالى محذرا وحاثا. محذرا من كون الإنسان يستغرقه هذا المال او كون الانسان يعيش في تلك الاخلاق السيئة التي سبقت الاشارة اليها. وايضا حس له على تذكر الاخرة. فان الحياة - 00:15:24
والعمر محدود. ويوشك الانسان ان ينتقل عن هذه الدنيا الى الاخرة عما قريب. مهما طال عمره لا من ان يقال فلان مات وكأنه ما عاش. اناس ادركناهم وعرفناهم. عاش منهم سبعون ثمانون سنة. الان تذكرهم - 00:15:44
شر الذكر كأنهم قد مروا مرورا دخلوا مع هذا الباب وخرجوا مع الباب الاخر. فقال الله عز وجل مذكرا بالحقيقة التي لها اعظم الاثر في فرح القلوب. واعظم الاثر في استقامة الاخلاق. واعظم الاثر في حث الانسان على اداء حقوق الله وحقوق العباد. فقال - 00:16:04
فلا يعلم الا يعلم هذا المغتر؟ الا يعلم هذا الجحود؟ الا يعلم هذا الذي اهلكه حب ماله؟ اذا بعثر ما في قبور اخرج الله عز وجل الاموات البعثرة المقصود بها التحريك. حركت هذه القبور فخرج الناس من قبورهم الى - 00:16:24
الله عز وجل قياما حفاة عراة غرلا. اي غير مختونين. كما خلقهم الله عز وجل. ثم ردوا الى الله مولاهم الحق ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. ثم نبه الله عز وجل على مسألة القلب وصلاحه. وما يتعلق - 00:16:44
بالنوايا والوساوس ووالى اخره فقال وحصل ما في الصدور اي جمع ما في هذه الصدور فحوسب الانسان ان خيرا فخير وان شر فشر. وهذا المعنى جاء تأكيده في السورة التي قبلها. فمن يعمل من جهة الترتيب في سورة - 00:17:04
زلزلت. فمن يعمل مثقال ذرة ايش؟ خيرا يره. ومن يعمل مثقال شر ذرة شرا يره حصل ما في الصدور. وهذا كقوله عز وجل في سورة الطارق يوم ايش؟ تبلى السرائر. اي يظهر المكنون ويظهر - 00:17:24
المخبوء في هذه القلوب. الانسان في الدنيا قد يتزين للناس بما ليس فيه. قد يظهر بعض الاعمال الصالحة وهو لا يرجو بذلك الا حظ نفسه قد وقد وقد لكن لا يصح الا الصحيح. لا ينجو الانسان الا - 00:17:44
بما وافق الحق مما كان في صدره وقلبه. ففي قوله عز وجل وحصل ما في الصدور تنبيه وتحذير بشرى ايضا فيما يخص اعمال القلوب. فان الانسان اذا علم الله عز وجل منه الصدق والصلاح. وعلم الله منه النوايا الطيبة - 00:18:04
فان الله تعالى يثيبه وان لم يعلم به الناس. وفي المقابل اذا عمل اعمالا ظاهرها الصلاح ولكن نية فاسدة فان ذلك لا ينفعه. لا ينفعه قال الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ويقال للمرائين يوم القيامة اذهبوا - 00:18:24
الى الذين كنتم تعملون لهم فخذوا جزاءكم منهم. نسأل الله العافية والسلامة. ففي هذه الاية ايها الاخوة الافاضل حث لنا على اصلاح قلوبنا وحث لنا على تحسين مقاصدنا. وان نجتهد الا يقع في اعمالنا شيء من حظوظ النفس ولا شيء - 00:18:44
من مراعاة الخلق ومن وقع في شيء من ذلك فليبادر وليستغفر. ثم قال الله عز وجل ان ربهم بهم يومئذ لخبير. وهذا من احسن ما يكون من الختام. واختيار الاسم هنا. لم يقل الله عز وجل ان - 00:19:04
ربهم بهم يومئذ لعليم. لماذا؟ لان الخبرة هي معرفة بواطن الامور. وهي الصق ما في دواخل الصدور. فصار ذكر هذا الاسم غاية في المناسبة. ولو قال الله عز وجل ان ربهم بهم يومئذ لعليم - 00:19:24
اذا استطعنا ان نفسر العلم الظاهر والباطن. لكن ذكر هذا الاسم ان ربهم بهم يومئذ لخبير. صمد او قصد الى المعنى مباشرة مباشرة فان الخبرة هي العلم ببواطن الامور. والله جل وعلا لا تخفى عليه خافية. بواطن الامور - 00:19:44
عنده سواء والسر عنده سبحانه وتعالى علانية. وهنا فائدة في فهم القرآن فهم كلام الله عز عز وجل. اذا رأيت القرآن ورأيت الله جل وعلا يذكر هذه المعاني ان ربهم بهم يومئذ لخبير. ونحو ذلك فلا - 00:20:04
لا تظنن ان المقصود مجرد الخبر. لان الله تعالى خبير باعمال الناس يوم القيامة وخبير بها في الدنيا لكن المعنى هنا يتضمن رسالة وتنبيها وهي الحذر من ان تقدم على الله عز وجل - 00:20:24
صدرك مملوء شرا او نوايا سيئة او رياء او غير ذلك من الامور التي لا يطلع عليها الا الخبير. جل جلاله وتقدست اسماؤه ان ربهم بهم يومئذ لخبير. والا فمن المعلوم ان خبرة الله عز وجل باحوال عباده شاملة للدنيا والاخرة - 00:20:44
ولكن هذا اسلوب قرآني معروف. نقرأ في الفاتحة نحن في كل ركعة مالك يوم الدين. والله تعالى امالك الدين مالك مالك مالك يوم الدين ومالك الدنيا سبحانه وبحمده. لكن ذكر ملكه للاخرة - 00:21:04
بتمحضه اذ لا ملك لذلك اليوم لاحد قط. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. في الدنيا قد يوجد نوع من الملك وان كان محدودا قاصرا. لكن في الاخرة لا يوجد شيء. لا يوجد شيء. كذلك ايضا في هذه الاية - 00:21:24
الكريمة فان الله عز وجل لما ذكر ان انه خبير باعمال عباده يوم يوم القيامة هذا متضمن للتحذير وفيه ايضا اشارة الى الحساب. اشارة الى الى الحساب والجزاء على الاعمال. وهذا ايضا من معاني سورة الفاتحة مالك يوم الدين - 00:21:44
يقول الله تعالى مالك يوم القيامة لماذا؟ لان المقصود الاشارة بكلمة الدين وهي الجزاء الاشارة بذلك الى محاسبة سبحانه وتعالى لخلقه. فلا يوجد ايها الاخوة وهذا يقوله الانسان باطمئنان تام. لا يوجد كلمة في القرآن يمكن ان - 00:22:04
استعيض عنها بكلمة اخرى وتحقق ذات المراد. وقد نص على هذا الفيروز بادي وغيرهم من اهل العلم رحمهم الله تعالى. والفيروز كما يعرف اخواني من طلاب العلم احد ائمة اللغة. فهو يقول هذا عن بصيرة. يعني مثلا يقصد لو اردت ان تقول بدل جاء - 00:22:24
ما يصلح لو اردت ان تقول مثلا بدل ذهب ولى ما يصلح لو تقول حصل عنده نوع من القلق لا تصلح ان تأتي بدل كلمة فزع مثلا. وشيء من هذا القبيل. فلا يمكن ان تستبدل كلمة ويأتي بدلها بنفس - 00:22:44
سل معنى الذي جاءت به الاية الكريمة. وهذا احد اوجه الاعجاز القرآني البياني الذي ضمنه الله سبحانه وتعالى كتابه نسأل الله عز وجل ان يصلح لنا ما ظهر وما بطن. وان يجعلنا واياكم ممن يقدم على الله بقلب سليم يوم لا ينفع مال - 00:23:04
ولا بنون ان ربي سميع مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:24
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد - 00:00:00
ادوف هذا مجلس يتجدد بكم ومعكم نتذاكر شيئا من معاني كلام الله جل وعلا. وتوقف الحديث بنا عند سورة عند سورة العاديات. وهذه السورة سورة مكية. افتتحها الله تبارك وتعالى بالقسم - 00:00:24
بنوع من مخلوقاته. فاقسم الله عز وجل بالعاديات حين تضح مفسرون اختلفوا في تعيين المراد بالعاديات هنا. ولعل اقرب الاقوال واظهرها ان المراد بها الخيل اذا عدت في سيرها فانه يظهر لها صوت يعرف بالحمحمة. حتى ان ابن عباس - 00:00:44
رضي الله تعالى عنهما فسرها فيما نقله ابن جرير وغيره بقولها هكذا مع السرعة والمقصود بهذا انها حينما تعدو يظهر لها صوت الحمحمة من اثر عدوها وسيرها وجريها. وهذا في غير حال التدريب انما يكون في وقت الجهاد في سبيل الله تعالى. و استدل - 00:01:14
فمن رجح هذا القول بما جاء بعد هذا في قوله تعالى فالموريات قدحا اي التي ينقدح الشر قرروا من حوافر اقدامها اذا اصتك بعضها ببعض من شدة الجري. ومن اهل العلم من يقول وهذا مروي عن جمع من الصحابة - 00:01:44
او عن بعض الصحابة وبعض السلف ان المراد بها الابل حينما تعدو من عرفة الى منى ومن الى مزدلفة مزدلفة ومزدلفة الى منى في المشاعر. واحتجوا لذلك بان هذه الاية مكية. ولم يشرع الجهاد بعد في سبيل - 00:02:04
الله تعالى ولكن الاقرب والعلم عند الله هو هو الاول ان المراد بها الخيل. لان هذه الاوصاف هي اليق بالخيل منها بالابل. والضبح كما قال عطاء وغيره من السلف لا يعرف الا - 00:02:24
لا في الابل آآ لا يعرف الا في الخيل. يعني بالنسبة للخيل والابل لا يعرف الا في الخيل. لا يعرف الضبح في الابل خاصة وان صفة العدو والجري السريع هي بالخيل الظق منها بالابل. فالابل عادة - 00:02:44
لا يقصد منها الركض والجري والكر والفر في آآ في آآ في الحرب. وآآ قد تستعمل لا شك في الحرب ويعني كما وقع في غزوة بدر وهذا مما احتج به علي على ابن عباس رضي الله عنهما حينما قال له ما - 00:03:04
تقول في العاديات قال اقول انها الخيل. قال لم تكن لنا خيل يومئذ حينما كنا في غزوة بدر. انما هي الابل. وابن عباس امس احتج مما ذكرت لكم انفا من كون الدبح والحمحمة من خصائص الخيل والعلم عند الله تعالى. على كل حال اقسم الله عز - 00:03:24
وجل بهذه العاديات وهي الخيل اذا جرت في مضمارها وميدانها وظهر منها صوت الضبح وعطف هذا ايضا بقوله بالوصف الثاني لها فالموريات فالموريات قدحا. حينما يحصل منها اصطكاك في حوافلها - 00:03:44
ويظهر منها اثر الشرر. وهذا اصح الاقوال والعلم عند الله ايضا في هذه الاية. والا قد ذكر جماعة منه في السرير اقوالا لكن هذا اقربها ولا حاجة لذكرها وبيان آآ يعني ما يعني ما يجاب عن هذه الاقوال - 00:04:04
وقوله سبحانه وتعالى هنا فالموريات قدحا مما يرجح ان المراد بذلك الخيل ليس المراد مثلا ايقاد النيران حينما يعود المجاهدون في سبيل الله. هذا احد الاقوال التي قيلت وان كان لا يعارض المعنى الاول وهو الخيل. لكن - 00:04:24
السياق لا يدل عليه. لا يدل عليه. فالسياق يتحدث عن قدح الابل. اه قدح الخير فقط. واصطكاك حوافرها وما يظهر من ذلك فهي حينما تعدو يظهر منها هذا الشرر من قوة عدوها وسرعة - 00:04:44
اه اصطكاكي هذه الحوافر. ثم ذكر الله تعالى صفة ثالثة لهذه الخيل. بقوله فالمغيرات صبحا والمقصود هنا انهن يستعملن للاغارة على الاعداء. اقوى الاوقات وافضلها الاغارة هي اول النهار. ولهذا جاء ذكرها في هذا السياق. فالمغيرات فالمغيرات صبحا. والاغارة قد تكون في غير - 00:05:04
الى الصباح لا شك لكن هذا افضل الاوقات. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يبيت القوم اذا اراد غزوهم. فان سمع اذان امن كف عن عن غزوهم وقتالهم. والا اغار عليهم يعني ابتدأ قتالهم في اول النهار. واول - 00:05:34
النهاري وقت مبارك واول النهار وقت مبارك. قال الله عز وجل مبينا اثر هذه الاثارة واثر هذا العدو واثر هذا الذي الوصف الذي ذكره فاثرن به نقعا اي اثرن بهذا العدو الذي يعدونه - 00:05:54
اثرنا في ميدان القتال اثرنا به نقعا اي غبارا. وفي هذا يقول حسان رضي الله عنه عدمنا خيلنا ان لم تروها تثير النقع ها موعدها فداء وهو يتحدث عن غزو النبي صلى الله عليه وسلم لمشركين يقول الله - 00:06:14
مخيلنا اذا لم تروها غزتكم واثارت النقع والغبار في موطن آآ في موطنكم انتم ويشير بذلك الى قصة فتح مكة او وغيرها من الغزوات. ثم ذكر الله صفة اخرى فوسطنا به فوسطنا به جمعا. اي ان - 00:06:34
هذه الخيل حينما يعدو بها راكبها ويثير النقع ويكر ويفر يكون حينئذ قد توسط الجمع اي جمع الاعداء. الذين غزاهم واغار عليهم. كل هذه الاقسام او هذا القسم وما او من صفات لهذه الخيل المقسم عليه ما هو ايها الاخوة؟ المقسم عليه صفة توجد وعليكم السلام - 00:06:54
صفة توجد في الانسان. وما هو هذا الانسان؟ اهو الكافر؟ ام هو جنس الانسان؟ قولان اصحهما انه جنس الانسان بدليل وجودها في غير الكافر. فقال الله عز وجل في ذكر جواب القسم لانه في اللغة العربية معروف انه اذا - 00:07:24
على شيء لا عندنا ثلاث ادوات عندنا القسم والاداة وهي هنا الواو والفاء وعندنا عفوا الواو نعم عندنا الاداة هي الواو. والمقسم عليه او جواب القسم هنا ان الانسان لربه لكنود - 00:07:44
اي ان جنس الانسان يقع منه جحود والعياذ بالله طبيعة لفضل الله سبحانه وتعالى عليه وينكر الفضل. سواء فضل الله سبحانه وتعالى او حتى افضال العباد عليه. ان الانسان لربه لكند. بعض الناس والعياذ بالله يصاب بهذه الخصلة. التي اقسم الله سبحانه وتعالى عليها. فتجده - 00:08:04
يعني لا يؤدي الحقوق موفرة كاملة. سواء ما يتعلق بحقوق الزوجة او بالحقوق المالية او بحقوق الجيران. او وبغير ذلك من الحقوق وتظهر اشد ما تكون عند المنافسة في امر دنيوي. اما على مال او على منصب او على - 00:08:34
شيء من هذه يعني شيء مقارب لهذه لهذه الامور. فتجده كنودا جحودا منوعا يمنع او يقصر في العطاء فيقع منه الجحود. هذا فيما يتعلق بحقوق المخلوقين. وقد يقع منه ايضا - 00:08:54
تقصير في حق الله عز وجل يجحد نعمة الله ينكرها تجده يتقلب سنين طويلة جدا في نعمة الصحة والعافية. نعمة الهدوء نعمة الاستقرار. حتى اذا ما ابتلي بشيء من المصائب - 00:09:14
بدأ يقول انا طيلة حياتي مبتلى انا طيلة حياتي متبهذل طيلة حياتي تعبان انا دائما في كذا ثم يبدأ وكأنه لم تعش ايش؟ خيرا قط. وهذا كما يقع كما قلت مع الخالق يقع مع المخلوق. واذكر ان هذه الاية آآ - 00:09:34
سبحان الله كانت سببا في يعني آآ يعني صار لها قصة مع احد الزملا يقول في احد البلاد العربية يقول كنت امام للمسجد. وانا مشغول بالدعوة الى الله عز وجل والتعليم وكذا. فيحصل انني اذهب واسافر يمين ويسار - 00:09:54
واخلف غيري في المسجد ممن هو كفر لا اترك المسجد هملا لا لكن سلط علي مرة احدهم فكتب في تقريرا الى ادارة الاوقاف في بلدنا. ان فلان يغاب وفلان دائما يتأخر وفلان مهمل للمسجد وفلان وفلان - 00:10:14
طبعا انا يقول ما عرفت الا بعد. انه هو الذي شكى. ما يقول ما الذي سلاني وجعلني اتوقف عن لومه وتقريعه هذه الاية الكريمة. والغريب يقول انني انا الذي شفعت له في وظيفته - 00:10:34
حينما اراد ان يتعين. انا الذي شفعته في وظيفته. واذا به ينقلب علي ويكتب في شكوى. فلا سبحان الله يقول هممت يعني غضبت كيف يفعل بي هذا؟ وهو يعرف انني لا العب. ولا اذهب تنزها اذهب لغرض شرعي. فيقول لما - 00:10:54
قرأت هذه الآية ان الإنسان لربه لكنود قلت يا فلان هذا ابن ادم يجحد نعمة الله وينكرها او يقل ذكره فكيف بنعمتك انت عليه؟ يقول فعفوت عنه. فسلتني هذه الاية. ان الانسان لربه لكنود. يقول - 00:11:14
قل وانه على ذلك لشهيد. وفي قوله انه قيل ان الضمير يعود على الله عز وجل وان الله تعالى شاهد على جحود الانسان لنعم الله وشاهد على جحود نعم الانسان لحقوق الخلق ونحو ذلك - 00:11:34
وبعضهم يقول ان الضمير يعود على الانسان نفسه. اي انه هو يشهد على نفسه بهذا. والاية يظهر والعلم عند الله تعالى انها شاملة للامرين. وان كان السياق يرجح او اقرب الى القول - 00:11:54
بان الضمير يعود الى الانسان نفسه. لان الله قال في الاية التي قبلها ان الانسان لربه ايش؟ لكنود. وانه اي ان هذا الانسان على ذلك لشهيد. هذا هو الاقرب. لان لفظ الجلالة لم يجري له ذكر في السياق الذي - 00:12:14
معنا والمعنى ان الانسان يشهد على نفسه بهذا الطبع والخلق. والله سبحانه وتعالى يقول عن هذه النفس قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقال عز وجل ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا - 00:12:34
واذا مسه الخير منوعا الا المصلين. الى غير ذلك واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأ بجانبه. واذا مسه الشر فذو دعاء آآ فيغوص قنوط فيؤوس قنوط هكذا طبيعة الانسان الا من رحم الله. فالاقرب ان الضمير يعود على الانسان - 00:12:54
نفسه وكما قلت بعض المفسرين وهو قول له وجاهة يقول ان الضمير يعود الى الله عز وجل والمعنى حينئذ ان العبد كنود لربه يجحد نعمته كما في الايات التي سمعتم قبل قليل ويشهد رب رب العزة جل وعلا - 00:13:14
على هذا الطبع والخلق فيه. ولكن الاقرب كما قلت لكم او كما ذكرت انفا ان الضمير يعود على على الانسان. على الانسان قال الله عز وجل مبينا صفة من صفات هذا الانسان هذا المخلوق العجيب. وانه لحب الخير لشديد - 00:13:34
وهذا يرجح هنا قولا واحدا ان الضمير يعود هنا على الانسان. وهذا يرجح ماذا؟ يرجح ان الضمير في الاية التي قبله عائد على على الانسان نفسه. على الانسان نفسه. الخير المذكور في هذه الاية هو المال في اصح الاقوال - 00:13:54
والمعنى انه كثير الحب للمال. وتحبون المال حبا ايش؟ جما. شديدا كثيرا والسؤال هنا هل يلام الانسان على اصل محبة المال؟ الجواب لا لا يلام انما يلام اذا ظهر اثر هذا الحب عليه بمنع حقوق الخلق او منع حقوق الله عز وجل. فالمال فطر الانسان على حبه - 00:14:14
وهو عصب الحياة. لا تقوم الحياة الا به. لكن الذي يذم ان ينقلب او يظهر اثر هذا الحب بمنع الزكاة بمنع النفقات الواجبة بغير ذلك من اداء الحقوق. اما اذا كان الانسان يحبه وهو يؤدي حق الله فيه. وما اوجب عليه - 00:14:44
من حقوق المخلوقين من النفقات والبذل وغير ذلك فانه لا يلام على اصل الحب. وانما يلام اذا وقع منه تقصير او كان هذا المال سببا في غفلته عن الاخرة. وهذا يؤيده ما يأتي من الايات الكريمة بعد ذلك. حينما - 00:15:04
قال الله سبحانه وتعالى محذرا وحاثا. محذرا من كون الإنسان يستغرقه هذا المال او كون الانسان يعيش في تلك الاخلاق السيئة التي سبقت الاشارة اليها. وايضا حس له على تذكر الاخرة. فان الحياة - 00:15:24
والعمر محدود. ويوشك الانسان ان ينتقل عن هذه الدنيا الى الاخرة عما قريب. مهما طال عمره لا من ان يقال فلان مات وكأنه ما عاش. اناس ادركناهم وعرفناهم. عاش منهم سبعون ثمانون سنة. الان تذكرهم - 00:15:44
شر الذكر كأنهم قد مروا مرورا دخلوا مع هذا الباب وخرجوا مع الباب الاخر. فقال الله عز وجل مذكرا بالحقيقة التي لها اعظم الاثر في فرح القلوب. واعظم الاثر في استقامة الاخلاق. واعظم الاثر في حث الانسان على اداء حقوق الله وحقوق العباد. فقال - 00:16:04
فلا يعلم الا يعلم هذا المغتر؟ الا يعلم هذا الجحود؟ الا يعلم هذا الذي اهلكه حب ماله؟ اذا بعثر ما في قبور اخرج الله عز وجل الاموات البعثرة المقصود بها التحريك. حركت هذه القبور فخرج الناس من قبورهم الى - 00:16:24
الله عز وجل قياما حفاة عراة غرلا. اي غير مختونين. كما خلقهم الله عز وجل. ثم ردوا الى الله مولاهم الحق ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. ثم نبه الله عز وجل على مسألة القلب وصلاحه. وما يتعلق - 00:16:44
بالنوايا والوساوس ووالى اخره فقال وحصل ما في الصدور اي جمع ما في هذه الصدور فحوسب الانسان ان خيرا فخير وان شر فشر. وهذا المعنى جاء تأكيده في السورة التي قبلها. فمن يعمل من جهة الترتيب في سورة - 00:17:04
زلزلت. فمن يعمل مثقال ذرة ايش؟ خيرا يره. ومن يعمل مثقال شر ذرة شرا يره حصل ما في الصدور. وهذا كقوله عز وجل في سورة الطارق يوم ايش؟ تبلى السرائر. اي يظهر المكنون ويظهر - 00:17:24
المخبوء في هذه القلوب. الانسان في الدنيا قد يتزين للناس بما ليس فيه. قد يظهر بعض الاعمال الصالحة وهو لا يرجو بذلك الا حظ نفسه قد وقد وقد لكن لا يصح الا الصحيح. لا ينجو الانسان الا - 00:17:44
بما وافق الحق مما كان في صدره وقلبه. ففي قوله عز وجل وحصل ما في الصدور تنبيه وتحذير بشرى ايضا فيما يخص اعمال القلوب. فان الانسان اذا علم الله عز وجل منه الصدق والصلاح. وعلم الله منه النوايا الطيبة - 00:18:04
فان الله تعالى يثيبه وان لم يعلم به الناس. وفي المقابل اذا عمل اعمالا ظاهرها الصلاح ولكن نية فاسدة فان ذلك لا ينفعه. لا ينفعه قال الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ويقال للمرائين يوم القيامة اذهبوا - 00:18:24
الى الذين كنتم تعملون لهم فخذوا جزاءكم منهم. نسأل الله العافية والسلامة. ففي هذه الاية ايها الاخوة الافاضل حث لنا على اصلاح قلوبنا وحث لنا على تحسين مقاصدنا. وان نجتهد الا يقع في اعمالنا شيء من حظوظ النفس ولا شيء - 00:18:44
من مراعاة الخلق ومن وقع في شيء من ذلك فليبادر وليستغفر. ثم قال الله عز وجل ان ربهم بهم يومئذ لخبير. وهذا من احسن ما يكون من الختام. واختيار الاسم هنا. لم يقل الله عز وجل ان - 00:19:04
ربهم بهم يومئذ لعليم. لماذا؟ لان الخبرة هي معرفة بواطن الامور. وهي الصق ما في دواخل الصدور. فصار ذكر هذا الاسم غاية في المناسبة. ولو قال الله عز وجل ان ربهم بهم يومئذ لعليم - 00:19:24
اذا استطعنا ان نفسر العلم الظاهر والباطن. لكن ذكر هذا الاسم ان ربهم بهم يومئذ لخبير. صمد او قصد الى المعنى مباشرة مباشرة فان الخبرة هي العلم ببواطن الامور. والله جل وعلا لا تخفى عليه خافية. بواطن الامور - 00:19:44
عنده سواء والسر عنده سبحانه وتعالى علانية. وهنا فائدة في فهم القرآن فهم كلام الله عز عز وجل. اذا رأيت القرآن ورأيت الله جل وعلا يذكر هذه المعاني ان ربهم بهم يومئذ لخبير. ونحو ذلك فلا - 00:20:04
لا تظنن ان المقصود مجرد الخبر. لان الله تعالى خبير باعمال الناس يوم القيامة وخبير بها في الدنيا لكن المعنى هنا يتضمن رسالة وتنبيها وهي الحذر من ان تقدم على الله عز وجل - 00:20:24
صدرك مملوء شرا او نوايا سيئة او رياء او غير ذلك من الامور التي لا يطلع عليها الا الخبير. جل جلاله وتقدست اسماؤه ان ربهم بهم يومئذ لخبير. والا فمن المعلوم ان خبرة الله عز وجل باحوال عباده شاملة للدنيا والاخرة - 00:20:44
ولكن هذا اسلوب قرآني معروف. نقرأ في الفاتحة نحن في كل ركعة مالك يوم الدين. والله تعالى امالك الدين مالك مالك مالك يوم الدين ومالك الدنيا سبحانه وبحمده. لكن ذكر ملكه للاخرة - 00:21:04
بتمحضه اذ لا ملك لذلك اليوم لاحد قط. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. في الدنيا قد يوجد نوع من الملك وان كان محدودا قاصرا. لكن في الاخرة لا يوجد شيء. لا يوجد شيء. كذلك ايضا في هذه الاية - 00:21:24
الكريمة فان الله عز وجل لما ذكر ان انه خبير باعمال عباده يوم يوم القيامة هذا متضمن للتحذير وفيه ايضا اشارة الى الحساب. اشارة الى الى الحساب والجزاء على الاعمال. وهذا ايضا من معاني سورة الفاتحة مالك يوم الدين - 00:21:44
يقول الله تعالى مالك يوم القيامة لماذا؟ لان المقصود الاشارة بكلمة الدين وهي الجزاء الاشارة بذلك الى محاسبة سبحانه وتعالى لخلقه. فلا يوجد ايها الاخوة وهذا يقوله الانسان باطمئنان تام. لا يوجد كلمة في القرآن يمكن ان - 00:22:04
استعيض عنها بكلمة اخرى وتحقق ذات المراد. وقد نص على هذا الفيروز بادي وغيرهم من اهل العلم رحمهم الله تعالى. والفيروز كما يعرف اخواني من طلاب العلم احد ائمة اللغة. فهو يقول هذا عن بصيرة. يعني مثلا يقصد لو اردت ان تقول بدل جاء - 00:22:24
ما يصلح لو اردت ان تقول مثلا بدل ذهب ولى ما يصلح لو تقول حصل عنده نوع من القلق لا تصلح ان تأتي بدل كلمة فزع مثلا. وشيء من هذا القبيل. فلا يمكن ان تستبدل كلمة ويأتي بدلها بنفس - 00:22:44
سل معنى الذي جاءت به الاية الكريمة. وهذا احد اوجه الاعجاز القرآني البياني الذي ضمنه الله سبحانه وتعالى كتابه نسأل الله عز وجل ان يصلح لنا ما ظهر وما بطن. وان يجعلنا واياكم ممن يقدم على الله بقلب سليم يوم لا ينفع مال - 00:23:04
ولا بنون ان ربي سميع مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:24
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة العاديات |ليلة 19-2-1437هـ |أ.د. عمر المقبل |