التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الغاشية (1-2)ليلة 26-7-1437هـ |أ.د. عمر المقبل
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء - 00:00:00
السادس والعشرين من شهر رجب من عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نتذاكر فيها ايسر الله عز وجل من معاني سورة الغاشية. وهذه السورة سورة مكية. وهي - 00:00:25
على نمط ونسق السور المكية من التذكير بيوم القيامة وبيان ما ال المؤمنين والمكذبين وغير ذلك من موضوعات القرآن المكي. ابتدأت السورة في هذا السؤال الذي وجهه الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ايضا - 00:00:45
موجه الى غيره. وهو قوله عز وجل هل اتاك حديث الغاشية؟ والمعنى هل اتاك خبر يوم القيامة. وهذا احد اسماء ذلك اليوم العظيم. وانما سميت غاشية لانها الناس باهوالها وتغطيهم هذه المادة مادة الغشي او مادة غشاء - 00:01:15
فيما يخص العذاب وردت في القرآن في اكثر المواضع وردت وهي في سياق الحديث عن ما يغشى اهل الكفر والعياذ بالله من عذاب في نار جهنم. كقوله سبحانه وتعالى يوم يغشاهم العذاب - 00:01:45
ومن فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون. وكقوله عز وجل في سورة الحج سرابيلهم من قطران بل في سورة ابراهيم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار. وجاء الحديث عن هذه المادة - 00:02:05
معنى العذاب كقوله عز وجل افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله وهذا في الدنيا او يأتيهم عذاب يوم آآ افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون. ولكن - 00:02:25
كما ذكرت انفا اغلب الاطلاقات جاءت في الحديث عن ماذا؟ عن غشيهم عن غشيان العذاب لهم والعياذ بالله وهم في دار الهوان والخزي والبوار. والتعبير بهذه المادة وهي مادة الغشي هذا - 00:02:45
تعبير يشير الى تغطيتهم والعياذ بالله به. واكتمال احاطة العذاب بهم. نسأل الله العافية والسلامة قال الله سبحانه وتعالى مبينا شيئا من اهوالي واحوال ذلك اليوم. وجوه يومئذ خاشعة. ابتدأت السورة - 00:03:05
الحديث عن الصنف الاول المكذب. فذكر الله عز وجل ان الوجوه ستنقسم الى قسمين كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة القيامة ذكره سبحانه وتعالى في آآ سورة الحاقة وغيرها من السور. فبدأ بالوجوه المكذبة وجوه التي - 00:03:25
هذه النار والعياذ بالله فقال وجوه يومئذ خاشعة. وهذا كقوله عز وجل في صفة هؤلاء في ارض المحشر وتراهم خاشعين ها وتراهم ينظرون اليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي - 00:03:45
وهذا الخشوع يظهر على الوجوه. واكثر ما يظهر على الاعين. فانها من اقوى الجوارح دلالة على ما الشخص ولذلك احيانا لو قابلك انسان ملثم ولم يحضر لك منه الا عيناه لاستطعت ان تعرف هل هو خائف - 00:04:05
او مسرور او قلق او آآ يترقب او نحو ذلك. ولهذا تجد الحديث عن الخشوع يأتي عن الوجوب ويأتي على الابصار. كقوله سبحانه وتعالى خاشعة ابصارهم. وهذا معناه انه يغشاها الذل. ويغشاها الهوى - 00:04:25
اخوان بسبب ما اعد لها او بسبب ما اصابها من عذاب والعياذ بالله. وهذه الوجوه هي وجوه الكفار بدليل قوله تبارك وتعالى بعد ذلك عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. وهذه الوجوه - 00:04:45
قال بعضهم انها اوجه اهل الكتاب الذين يعملون في الدنيا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن غيرهم من الكفار. فهي تعمل وتجتهد وتتعبد ولكنها ستكون يوم سترد يوم القيامة - 00:05:05
جهنم لان تعبها كان في غير في غير طائل. وما ذاك الا لان الله اوجب على كل من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤمن به كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن لا يسمع بي احد - 00:05:25
من هذه الامة ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. ولكن القول بان هذه الوجوه هي وجوه الذين يعملون في الدنيا قول ضعيف - 00:05:45
والصحيح ان المقصود بذلك وجوه الكفار يوم القيامة. وقد استشكل بعضهم كيف تكون حاملة ناصبة وقد استقر في اذهان كثير من الناس ان دار الاخرة لا عمل فيها وانما هي جزاء - 00:06:05
فقط. وجوابا يقال ان هذه ليست على سبيل الاطلاق. ولا يسلم بها على سبيل الاطلاق. بل في الاخرة شيء من التكاليف شيء من التكاليف نعم ليست تكاليف كتكاليف الدنيا ولكنهم يؤمرون على سبيل المثال باوامر - 00:06:25
امرهم بماذا؟ كامرهم بالدخول. بدخول النار. وكامرهم بالسجود فلا يستطيعون كما قال الله عز وجل يوم يدعون الى سجود ها؟ يوم يدعون يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود وهم سالمون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا - 00:06:45
يدعون الى السجود وهم سالمون. نعم. اه يوم يكشف عن ساقه ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. شف يدعون الى السجود يقال لهم اسجدوا لكنهم لا هذا فيه نوع تكليف. فمن قال ان الاخرة ليس فيها اي تكليف فهذا القول ليس بدقيق. بل الاخرة صحيحة من - 00:07:05
طالب عليها دار جزاء لكن يوجد فيها بعض التكاليف. وهذا مستقر في جملة من النصوص منها ما ذكرته لكم. منها ما ذكرت انفا اذا قوله عاملة ناصبة هذا والعياذ بالله وصف لاحوال الكفار حينما يقال له - 00:07:25
في نار جهنم مثلا ذوقوا مس سقم. وحينما يؤمرون بماذا؟ جملة من من الاعمال التي آآ تطلب منهم الشرب وسحب السلاسل وغيرها والعياذ بالله من الانواع العذاب التي يقاسونها ويكابدونها. فهي مع عملها ناصبة بلغت من المشقة والتعب ما لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:07:45
نعوذ بالله من ذلك. ثم قال الله تعالى تصلى نارا حامية. والله تعالى وصف النار في غير ما موضع من كتابه انها حامية. والمعنى انها بلغت من الحرارة اشد ما يكون اشد ما تكون الحرارة. اشد ما تكون الحرارة - 00:08:15
وفي سورة القارعة وما ادراك ما هي نار حامية. ولا يمكن ان يمر على هذه النار وقت فتفتر فيه. ليست كنار الدنيا فترة ثم تخبو له. هذه والعياذ بالله مستمرة. ابد الابدين. لا تخبو البتة. بل قال الله عز وجل كل - 00:08:35
ايش؟ زدناهم سعيرا. يعني المعنى الذي اقصده هنا انه لا يمر علي لحظة من اللحظات تطفأ هذه النار او لا يكون لها اثر كلا. بل اذا ضعف شيء من اثرها زادها الله عز وجل عليهم نارا وزادها الله عز وجل عليهم حرقا. نسأل الله - 00:08:55
العافية والسلامة كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. ان الله كان عزيزا حكيما. تسقى اي هذه الانفس هذه الوجوه تسقى من عين انية. فالملائكة تسقي وجوه هؤلاء الكفار من ماء بلغت حرارتها - 00:09:15
مبلغا انهم كما قال الله عز وجل في سورة الكهف في وصف هذه العين انهم كلما اراد احد منهم ان يشرب ها انقشعت فروة وجهه قبل ان يشرب. قبل ان يشرب. من يعرف الاية - 00:09:35
ها في سورة الكهف. وان يستغيثوا لاحظوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. نسأل الله العافية. يشوي الوجوه شوي. فهو قبل ان اشرب ينشوي وجهه من شدة الحرارة. نسأل الله العافية والسلامة. ولعلكم رأيتم اناسا يعني حصل نوع من الانفجار - 00:09:55
صار في مثلا الفرن فكيف التهب وجهه؟ واحترق شعره او انسان حصل له تعرض اه جار هوائي حار جدا. كيف اثر في وجهه؟ هذا شيء من عذاب الدنيا. وشيء من الم الدنيا. فكيف بنار الاخرة؟ بهذا - 00:10:25
الان الحار يطوفون بينها وبين حميم ان يعني بلغ غاية الحرارة. نسأل الله العافية والسلامة وهؤلاء الان متى يسقون؟ لا يسقون الا بعد ان يستغيثوا يأكلوا العطش اجوافهم اكلا تلتهب - 00:10:45
من الحرارة. فاذا طلبوا هذا اغيثوا بهذا الماء الذي هذه صفته والعياذ بالله. ليس لهم طعام لما ذكر الماء وهو احد نوعي الطعام في الدنيا الاساسية. انتقل الى الطعام الذي يؤكل. فيتغذى به الجسد عادة - 00:11:05
لكن نفى الله عز وجل عنهم ان يكون لهم طعام ينتفعون به. فقال الله ليس لهم طعام الا من ضريع. والضريع في لغة العرب يقولون عنه الشبرق وهو الشوك الذي ليس له ورق. وشديد جدا حتى ان البهائم - 00:11:25
لا تأكله الا اذا كان اخضر. فاذا يبس لم يستطع احد ان ينتفع به. لا ادمي ولا حيوان. وقد شبه به تشبيها والا فامر الاخرة لا يمكن ابدا لاحد ان يحيط بوصفه. الامر اشد واعظم من ذلك. ليس في الدنيا من عذاب الاخرة ولا من - 00:11:45
نعيمها الا الاسماء. فقط لتقريب الصورة يعني يقارن الانسان مقارنة نسبية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن النار ناركم هذه التي يوقد عليها ابن ادم جزء من تسعة وستين جزءا وفي رواية من سبعين جزءا - 00:12:05
كلهن مثل حرها. نستجير بالله من عذاب النار. اذا مع هذا لاحظوا هذا شأنهم في الماء وسقوا ماء حميما فقطع امعاؤهم. واذا طلبوا الطعام او ارادوا ان يأكلوا اعطوا من هذا الطعام الذي لا يسمن - 00:12:25
ولا يغني من جوع. فان فائدة الطعام في الدنيا انما تبتغى لنفع البدن في الظاهر. واطفاء حرارة الجوع في الباطن الطعام ليس فيه شيء من ذلك والعياذ بالله. فهو لا يسمن اكله ولا يسد جوعته. ثم لما ذكر الله سبحانه وتعالى - 00:12:45
شأن هؤلاء المكذبين ذكر شأن المؤمنين. جعلنا الله واياكم منهم. على عادة القرآن في تثنية المعاني. فاذا ذكر شأن ذكر شأن المنعمين. اذا ذكر شأن الكفار ذكر شأن المؤمنين. فقال وجوه يومئذ ناعمة. سبحان الله شوف الفرق بين - 00:13:05
وبين الوجوه التي ذكرت في اول السورة. تلك خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. هذه وجوه ناعمة. ظهر عليها الحسن والبهاء والجمال كما قال الله عز وجل في سورة القيامة وجوه يومئذ ايش؟ ناضرة فيها نضارة - 00:13:25
وقال الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء ولقاهم نظرة وسرورا. نظرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم فظهر اثر السرور على الوجوه. وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها اي لعملها. راضية. فهي رضيت عن الله في الدنيا وعملت له ووجدت لذة الطاعة. فرظيت ثواب الله عز وجل يوم لقيته. تحية - 00:13:45
يوم يلقونه سلام تحيتهم يوم يلقونه سلام. رضوا بعملهم في الدنيا وذاقوا لذة فارضاهم الله عز وجل. وقارنوا هذه الاية بسورة الفجر التي علقنا عليها في الدرس الماضي. قول الله عز وجل يا ايتها - 00:14:15
النفس المطمئنة ارجعي الى ربك ايش؟ راضية مرضية. فهي سعت في الدنيا بعمل رضيت به رضي الله عنها به وارضاها الله عز وجل عنها يوم القيامة. نسأل الله الكريم من فضله. لسعيها راضية. ثمرة هذا السعي والعمل الصالح. في جنة - 00:14:35
لا تسمع فيها لا غمة. يوم القيامة كما هو معلوم تبدل الارض غير الارض. كما ان السماء ايضا تتبدل. فتصبح هي اعلى شيء. في المخلوقات. والنار والعياذ بالله في اسفل شيء. فاهل الجنة جعل الله واياكم من اهلها - 00:14:55
ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يكونون في هذه الجنة. وهذه الجنة مع كونها عالية فهي ايضا فيها درجات درجات كثيرة اذا كانت اذا كان المجاهدون لهم هذه الميزة وهي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان للمجاهدين عند الله - 00:15:15
او ان للمجاهد عند الله مئة درجة. ما بين ما بين كل درجة والتي تليها كما بين السماء والارض ما ظنكم بما فوق ذلك؟ وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الفردوس هو اعلى الجنة واوسط الجنة. يعني - 00:15:35
منازل الجنة وليس المعنى اه ان الوسط اي المرتبة الوسطى وان كان بعض اهل العلم يقول ان الفردوس يبتدأ من الوسط ويعلو يبتدأ من الوسط ويعلو. وعلى كل حال نسأل الله لنا ولكم الفردوس الاعلى بمنه وكرمه. ذكر الله عز وجل شيئا من - 00:15:55
صفة هذه الجنة وهو شيء نحتاج ان نتوقف معه قليلا ايها الاخوة. وهو وصف الله لهذه الجنة واهلها بانه لا لا تسمع فيها لاغية. ما اللاغية؟ هي القول الباطل. كما قال ابن عباس وغيره من من السلف. فلا تسمع فيها قولا - 00:16:15
باطلا ولا تسمع فيها قولا لا فائدة منه. ولهذا من توفيق الله عز وجل للبيوت في هذه الدنيا ان تكون خالية او شبه خالية من قول الباطل واللغو. فالبيت الذي يقل فيه اللغو والكلام الباطل - 00:16:35
هو بيت يشم رائحة الجنة. ويستبقي او يستبق شيئا من صفة منازل اهل الجنة. اما البيت الذي يكثر فيه اللغو والباطل والغنى والمجون والصور المحرمة والافلام الماجنة. فهذا والعياذ بالله بيت طرد - 00:16:55
نفسه هذه الصفة العلية. ولهذا ينبغي لرب البيت ورب الاسرة ان يعود اولاده. على القول الحسن والبعد عن قول الباطل من المحزن انك تسمع بعظ الاباء او انك يعني تسمع او تلاحظ بعظ الاباء يسمع من اولاده من يلعن بعظهم بعظا - 00:17:15
احيانا او يسب بعضهم بعضا او غير ذلك من قبيح الكلام وسيءه ولا ينهى. يقول يكبرون ويتعلمون خطأ. ليقل لهم يا ابنائي الله تعالى وصف الجنة بانها لا تسمع فيها لاغية. فلا نحب ان نسمع اللغو في بيوتنا. لعل الله عز وجل ان يجعل - 00:17:35
بيوتنا هذه زلفة الى الجنة. مثل هذا الوعظ يسهل باذن الله تعالى البعد عن هذا الباطل وهذا اللغو. البيت ايظا الذي يبث فيه المجون يبث فيه الغنى يبث فيه الخنى يبث فيه الشر هذا بيت قد طرد عن نفسه هذه الصفة فمن اراد بحبوحة - 00:17:55
ومن اراد سكناها يبعد عن بيته هذه السبل والوسائل التي تقرب الى النار وتبعد من الجنة. ثم قال الله في صفتها فيها عين جارية. في غير اخدود جرت كما يقول ابن القيم سبحان ممسكها عن - 00:18:15
طبعا تمشي هذه العيون ليست كعيون الدنيا او جداولها تحتاج ان تكون ايش؟ محفورة لا. تجري وليس ايش؟ اكتاف لا يمين ولا يسار. ابدا هكذا وردت بالسنة. تجري من دون ان يكون لها ماذا؟ اكتاف - 00:18:35
تحجزها عن الفيضان يمين او يسار. بل تجري وهذا اذا تأملتموه وجدتموه اعظم في النعيم واجمل في المنظر. فسبحان ممسكيها عن الفيضان. قال رحم قال الله سبحانه وتعالى بعدها مبينا ايضا شيئا من نعيمها فيها سرر - 00:18:55
مرفوعة. فيها سرر مرفوعة. وهذه السرر التي يجلسون عليها ويضطجعون عليها ايضا وهذا الجلوس هو الاضطجاع لا من تعب. لا بعكس جلوسنا في الدنيا على الكراسي او اضطجاعنا على السرر. يكون من ماذا؟ من - 00:19:15
تعب او رغبة في الراحة. في الجنة لا تعب ولا نصب ولكنه مزيد تنعم. مزيد تنعم نسأل الله الكريم من فضله ومزيد هناء وتلذذ. ولهذا يقول فيها نعم. ووصفها بانها مرفوعة. وهذا لا شك انه افضل - 00:19:35
وايسر واحسن في المنظر وابهى. ثم قال واكواب موضوعة واكواب موضوعة فهذه الاكواب التي عندهم يشربون فيها مما لذ وطاب. مما لا يخطر على بال قال الله سبحانه وتعالى آآ ويطاف عليهم باكواب نعم ويطوف عليهم غلمان مخلدون باكواب - 00:19:55
اباريق وكأس من نعيم. ويقول الله عز وجل ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديرا سبحان الله لا تزيد ولا تنقص. في الدنيا قد يقدم لك الخادم لو اديت احد الاكابر - 00:20:25
فقد يقدم لك كأس كبير او صغير. وقد يملأ هذا الكأس وقد يملأه. قد يوافق حاجتك وقد لا يوافق حاجتك. يعني يزيد عن حاجتك او وينقص عنها. اما في الاخرة فلا يصلك كوب واحد الا وهو موافق لحاجتك تماما. قدروها تقديرا - 00:20:45
لا تزيد ولا تنقص. وهذا لا شك انه من كمال النعيم. والانسان يجد هذا في الدنيا مع الفارق ان ابنه او الخادم عنده اذا اتاه بحاجته التي يريد سواء من الطعام او من الشراب ارتاح. اما في الاخرة فلا يمكن ان يقع هذا الخلل ابدا. ابدا - 00:21:05
قدروها تقديرا. فيشربون بهذه الاكواب. مما يشاؤون سواء يعني هم بانفسهم يريدون التلذذ بالشرب من الاعين او من الانهار الجارية. او فيما يقدم لهم من من قبل من قبل الخدم. ومن - 00:21:25
النعيم ايضا الذي ينعمون به ان الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجنة نمارق مصفوفة وجعل فيها زرابية مبثوثة ان مارق هذه آآ هي اشبه ما تكون كما يقول قتادة وغيره من السلف بالوسائد. بعضهم يقول بالمرتزقات هذه التي يتكئ عليها الانسان - 00:21:45
ولا شك ان هذه ايضا من صور التنعم. وهذه معروفة. والزرابية المبثوثة كالوسائد او عبارة عن اشياء تنثر في الارض او تطرح في الارض لمزيد من التجمل وهذا تجده في بعض بيوت الاكابر تجدهم ينثرون نوعا من الوسائد ليست للاتك - 00:22:05
وانما للزينة. وانما للزينة. هذا قوله سبحانه وتعالى هنا وزرابي مبثوثة. ففيها بسط ووسائد منثورة فالزرابي او فالنمارق المصفوفة هذه هي الوسائد المصفوفة التي يتكئون التي يتكئون عليها وتجدها قد رص بعضها على بعض - 00:22:25
اه نعيمها ايضا في العين قبل الاتكاء. والبسط او الزرابي المبثوثة هذه هي البسط الكثيرة المنتشرة بين يدي هذا المنعم في جنات النعيم. هذه ايها الاخوة اه هذا حديث القرآن في سورة الغاشية - 00:22:45
عن هذين النوعين او عنها عن اصناف الناس يوم القيامة المعذبون والمنعمون. اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة كما اسأله سبحانه وتعالى ان يعيننا واياكم على نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان ان - 00:23:05
ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة وان يرزقنا واياكم دخولها بمنه وكرمه وان يجعلنا واياكم من اهل الفردوس الاعلى. اللهم انا نسألك الجنة وما واليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل. اللهم بلغنا رمظان اللهم بلغنا رمظان وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله - 00:23:25
وصحبه اجمعين - 00:23:45
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء - 00:00:00
السادس والعشرين من شهر رجب من عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نتذاكر فيها ايسر الله عز وجل من معاني سورة الغاشية. وهذه السورة سورة مكية. وهي - 00:00:25
على نمط ونسق السور المكية من التذكير بيوم القيامة وبيان ما ال المؤمنين والمكذبين وغير ذلك من موضوعات القرآن المكي. ابتدأت السورة في هذا السؤال الذي وجهه الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ايضا - 00:00:45
موجه الى غيره. وهو قوله عز وجل هل اتاك حديث الغاشية؟ والمعنى هل اتاك خبر يوم القيامة. وهذا احد اسماء ذلك اليوم العظيم. وانما سميت غاشية لانها الناس باهوالها وتغطيهم هذه المادة مادة الغشي او مادة غشاء - 00:01:15
فيما يخص العذاب وردت في القرآن في اكثر المواضع وردت وهي في سياق الحديث عن ما يغشى اهل الكفر والعياذ بالله من عذاب في نار جهنم. كقوله سبحانه وتعالى يوم يغشاهم العذاب - 00:01:45
ومن فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون. وكقوله عز وجل في سورة الحج سرابيلهم من قطران بل في سورة ابراهيم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار. وجاء الحديث عن هذه المادة - 00:02:05
معنى العذاب كقوله عز وجل افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله وهذا في الدنيا او يأتيهم عذاب يوم آآ افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون. ولكن - 00:02:25
كما ذكرت انفا اغلب الاطلاقات جاءت في الحديث عن ماذا؟ عن غشيهم عن غشيان العذاب لهم والعياذ بالله وهم في دار الهوان والخزي والبوار. والتعبير بهذه المادة وهي مادة الغشي هذا - 00:02:45
تعبير يشير الى تغطيتهم والعياذ بالله به. واكتمال احاطة العذاب بهم. نسأل الله العافية والسلامة قال الله سبحانه وتعالى مبينا شيئا من اهوالي واحوال ذلك اليوم. وجوه يومئذ خاشعة. ابتدأت السورة - 00:03:05
الحديث عن الصنف الاول المكذب. فذكر الله عز وجل ان الوجوه ستنقسم الى قسمين كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة القيامة ذكره سبحانه وتعالى في آآ سورة الحاقة وغيرها من السور. فبدأ بالوجوه المكذبة وجوه التي - 00:03:25
هذه النار والعياذ بالله فقال وجوه يومئذ خاشعة. وهذا كقوله عز وجل في صفة هؤلاء في ارض المحشر وتراهم خاشعين ها وتراهم ينظرون اليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي - 00:03:45
وهذا الخشوع يظهر على الوجوه. واكثر ما يظهر على الاعين. فانها من اقوى الجوارح دلالة على ما الشخص ولذلك احيانا لو قابلك انسان ملثم ولم يحضر لك منه الا عيناه لاستطعت ان تعرف هل هو خائف - 00:04:05
او مسرور او قلق او آآ يترقب او نحو ذلك. ولهذا تجد الحديث عن الخشوع يأتي عن الوجوب ويأتي على الابصار. كقوله سبحانه وتعالى خاشعة ابصارهم. وهذا معناه انه يغشاها الذل. ويغشاها الهوى - 00:04:25
اخوان بسبب ما اعد لها او بسبب ما اصابها من عذاب والعياذ بالله. وهذه الوجوه هي وجوه الكفار بدليل قوله تبارك وتعالى بعد ذلك عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. وهذه الوجوه - 00:04:45
قال بعضهم انها اوجه اهل الكتاب الذين يعملون في الدنيا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن غيرهم من الكفار. فهي تعمل وتجتهد وتتعبد ولكنها ستكون يوم سترد يوم القيامة - 00:05:05
جهنم لان تعبها كان في غير في غير طائل. وما ذاك الا لان الله اوجب على كل من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤمن به كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن لا يسمع بي احد - 00:05:25
من هذه الامة ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. ولكن القول بان هذه الوجوه هي وجوه الذين يعملون في الدنيا قول ضعيف - 00:05:45
والصحيح ان المقصود بذلك وجوه الكفار يوم القيامة. وقد استشكل بعضهم كيف تكون حاملة ناصبة وقد استقر في اذهان كثير من الناس ان دار الاخرة لا عمل فيها وانما هي جزاء - 00:06:05
فقط. وجوابا يقال ان هذه ليست على سبيل الاطلاق. ولا يسلم بها على سبيل الاطلاق. بل في الاخرة شيء من التكاليف شيء من التكاليف نعم ليست تكاليف كتكاليف الدنيا ولكنهم يؤمرون على سبيل المثال باوامر - 00:06:25
امرهم بماذا؟ كامرهم بالدخول. بدخول النار. وكامرهم بالسجود فلا يستطيعون كما قال الله عز وجل يوم يدعون الى سجود ها؟ يوم يدعون يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود وهم سالمون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا - 00:06:45
يدعون الى السجود وهم سالمون. نعم. اه يوم يكشف عن ساقه ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. شف يدعون الى السجود يقال لهم اسجدوا لكنهم لا هذا فيه نوع تكليف. فمن قال ان الاخرة ليس فيها اي تكليف فهذا القول ليس بدقيق. بل الاخرة صحيحة من - 00:07:05
طالب عليها دار جزاء لكن يوجد فيها بعض التكاليف. وهذا مستقر في جملة من النصوص منها ما ذكرته لكم. منها ما ذكرت انفا اذا قوله عاملة ناصبة هذا والعياذ بالله وصف لاحوال الكفار حينما يقال له - 00:07:25
في نار جهنم مثلا ذوقوا مس سقم. وحينما يؤمرون بماذا؟ جملة من من الاعمال التي آآ تطلب منهم الشرب وسحب السلاسل وغيرها والعياذ بالله من الانواع العذاب التي يقاسونها ويكابدونها. فهي مع عملها ناصبة بلغت من المشقة والتعب ما لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:07:45
نعوذ بالله من ذلك. ثم قال الله تعالى تصلى نارا حامية. والله تعالى وصف النار في غير ما موضع من كتابه انها حامية. والمعنى انها بلغت من الحرارة اشد ما يكون اشد ما تكون الحرارة. اشد ما تكون الحرارة - 00:08:15
وفي سورة القارعة وما ادراك ما هي نار حامية. ولا يمكن ان يمر على هذه النار وقت فتفتر فيه. ليست كنار الدنيا فترة ثم تخبو له. هذه والعياذ بالله مستمرة. ابد الابدين. لا تخبو البتة. بل قال الله عز وجل كل - 00:08:35
ايش؟ زدناهم سعيرا. يعني المعنى الذي اقصده هنا انه لا يمر علي لحظة من اللحظات تطفأ هذه النار او لا يكون لها اثر كلا. بل اذا ضعف شيء من اثرها زادها الله عز وجل عليهم نارا وزادها الله عز وجل عليهم حرقا. نسأل الله - 00:08:55
العافية والسلامة كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. ان الله كان عزيزا حكيما. تسقى اي هذه الانفس هذه الوجوه تسقى من عين انية. فالملائكة تسقي وجوه هؤلاء الكفار من ماء بلغت حرارتها - 00:09:15
مبلغا انهم كما قال الله عز وجل في سورة الكهف في وصف هذه العين انهم كلما اراد احد منهم ان يشرب ها انقشعت فروة وجهه قبل ان يشرب. قبل ان يشرب. من يعرف الاية - 00:09:35
ها في سورة الكهف. وان يستغيثوا لاحظوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. نسأل الله العافية. يشوي الوجوه شوي. فهو قبل ان اشرب ينشوي وجهه من شدة الحرارة. نسأل الله العافية والسلامة. ولعلكم رأيتم اناسا يعني حصل نوع من الانفجار - 00:09:55
صار في مثلا الفرن فكيف التهب وجهه؟ واحترق شعره او انسان حصل له تعرض اه جار هوائي حار جدا. كيف اثر في وجهه؟ هذا شيء من عذاب الدنيا. وشيء من الم الدنيا. فكيف بنار الاخرة؟ بهذا - 00:10:25
الان الحار يطوفون بينها وبين حميم ان يعني بلغ غاية الحرارة. نسأل الله العافية والسلامة وهؤلاء الان متى يسقون؟ لا يسقون الا بعد ان يستغيثوا يأكلوا العطش اجوافهم اكلا تلتهب - 00:10:45
من الحرارة. فاذا طلبوا هذا اغيثوا بهذا الماء الذي هذه صفته والعياذ بالله. ليس لهم طعام لما ذكر الماء وهو احد نوعي الطعام في الدنيا الاساسية. انتقل الى الطعام الذي يؤكل. فيتغذى به الجسد عادة - 00:11:05
لكن نفى الله عز وجل عنهم ان يكون لهم طعام ينتفعون به. فقال الله ليس لهم طعام الا من ضريع. والضريع في لغة العرب يقولون عنه الشبرق وهو الشوك الذي ليس له ورق. وشديد جدا حتى ان البهائم - 00:11:25
لا تأكله الا اذا كان اخضر. فاذا يبس لم يستطع احد ان ينتفع به. لا ادمي ولا حيوان. وقد شبه به تشبيها والا فامر الاخرة لا يمكن ابدا لاحد ان يحيط بوصفه. الامر اشد واعظم من ذلك. ليس في الدنيا من عذاب الاخرة ولا من - 00:11:45
نعيمها الا الاسماء. فقط لتقريب الصورة يعني يقارن الانسان مقارنة نسبية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن النار ناركم هذه التي يوقد عليها ابن ادم جزء من تسعة وستين جزءا وفي رواية من سبعين جزءا - 00:12:05
كلهن مثل حرها. نستجير بالله من عذاب النار. اذا مع هذا لاحظوا هذا شأنهم في الماء وسقوا ماء حميما فقطع امعاؤهم. واذا طلبوا الطعام او ارادوا ان يأكلوا اعطوا من هذا الطعام الذي لا يسمن - 00:12:25
ولا يغني من جوع. فان فائدة الطعام في الدنيا انما تبتغى لنفع البدن في الظاهر. واطفاء حرارة الجوع في الباطن الطعام ليس فيه شيء من ذلك والعياذ بالله. فهو لا يسمن اكله ولا يسد جوعته. ثم لما ذكر الله سبحانه وتعالى - 00:12:45
شأن هؤلاء المكذبين ذكر شأن المؤمنين. جعلنا الله واياكم منهم. على عادة القرآن في تثنية المعاني. فاذا ذكر شأن ذكر شأن المنعمين. اذا ذكر شأن الكفار ذكر شأن المؤمنين. فقال وجوه يومئذ ناعمة. سبحان الله شوف الفرق بين - 00:13:05
وبين الوجوه التي ذكرت في اول السورة. تلك خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. هذه وجوه ناعمة. ظهر عليها الحسن والبهاء والجمال كما قال الله عز وجل في سورة القيامة وجوه يومئذ ايش؟ ناضرة فيها نضارة - 00:13:25
وقال الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء ولقاهم نظرة وسرورا. نظرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم فظهر اثر السرور على الوجوه. وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها اي لعملها. راضية. فهي رضيت عن الله في الدنيا وعملت له ووجدت لذة الطاعة. فرظيت ثواب الله عز وجل يوم لقيته. تحية - 00:13:45
يوم يلقونه سلام تحيتهم يوم يلقونه سلام. رضوا بعملهم في الدنيا وذاقوا لذة فارضاهم الله عز وجل. وقارنوا هذه الاية بسورة الفجر التي علقنا عليها في الدرس الماضي. قول الله عز وجل يا ايتها - 00:14:15
النفس المطمئنة ارجعي الى ربك ايش؟ راضية مرضية. فهي سعت في الدنيا بعمل رضيت به رضي الله عنها به وارضاها الله عز وجل عنها يوم القيامة. نسأل الله الكريم من فضله. لسعيها راضية. ثمرة هذا السعي والعمل الصالح. في جنة - 00:14:35
لا تسمع فيها لا غمة. يوم القيامة كما هو معلوم تبدل الارض غير الارض. كما ان السماء ايضا تتبدل. فتصبح هي اعلى شيء. في المخلوقات. والنار والعياذ بالله في اسفل شيء. فاهل الجنة جعل الله واياكم من اهلها - 00:14:55
ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يكونون في هذه الجنة. وهذه الجنة مع كونها عالية فهي ايضا فيها درجات درجات كثيرة اذا كانت اذا كان المجاهدون لهم هذه الميزة وهي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان للمجاهدين عند الله - 00:15:15
او ان للمجاهد عند الله مئة درجة. ما بين ما بين كل درجة والتي تليها كما بين السماء والارض ما ظنكم بما فوق ذلك؟ وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الفردوس هو اعلى الجنة واوسط الجنة. يعني - 00:15:35
منازل الجنة وليس المعنى اه ان الوسط اي المرتبة الوسطى وان كان بعض اهل العلم يقول ان الفردوس يبتدأ من الوسط ويعلو يبتدأ من الوسط ويعلو. وعلى كل حال نسأل الله لنا ولكم الفردوس الاعلى بمنه وكرمه. ذكر الله عز وجل شيئا من - 00:15:55
صفة هذه الجنة وهو شيء نحتاج ان نتوقف معه قليلا ايها الاخوة. وهو وصف الله لهذه الجنة واهلها بانه لا لا تسمع فيها لاغية. ما اللاغية؟ هي القول الباطل. كما قال ابن عباس وغيره من من السلف. فلا تسمع فيها قولا - 00:16:15
باطلا ولا تسمع فيها قولا لا فائدة منه. ولهذا من توفيق الله عز وجل للبيوت في هذه الدنيا ان تكون خالية او شبه خالية من قول الباطل واللغو. فالبيت الذي يقل فيه اللغو والكلام الباطل - 00:16:35
هو بيت يشم رائحة الجنة. ويستبقي او يستبق شيئا من صفة منازل اهل الجنة. اما البيت الذي يكثر فيه اللغو والباطل والغنى والمجون والصور المحرمة والافلام الماجنة. فهذا والعياذ بالله بيت طرد - 00:16:55
نفسه هذه الصفة العلية. ولهذا ينبغي لرب البيت ورب الاسرة ان يعود اولاده. على القول الحسن والبعد عن قول الباطل من المحزن انك تسمع بعظ الاباء او انك يعني تسمع او تلاحظ بعظ الاباء يسمع من اولاده من يلعن بعظهم بعظا - 00:17:15
احيانا او يسب بعضهم بعضا او غير ذلك من قبيح الكلام وسيءه ولا ينهى. يقول يكبرون ويتعلمون خطأ. ليقل لهم يا ابنائي الله تعالى وصف الجنة بانها لا تسمع فيها لاغية. فلا نحب ان نسمع اللغو في بيوتنا. لعل الله عز وجل ان يجعل - 00:17:35
بيوتنا هذه زلفة الى الجنة. مثل هذا الوعظ يسهل باذن الله تعالى البعد عن هذا الباطل وهذا اللغو. البيت ايظا الذي يبث فيه المجون يبث فيه الغنى يبث فيه الخنى يبث فيه الشر هذا بيت قد طرد عن نفسه هذه الصفة فمن اراد بحبوحة - 00:17:55
ومن اراد سكناها يبعد عن بيته هذه السبل والوسائل التي تقرب الى النار وتبعد من الجنة. ثم قال الله في صفتها فيها عين جارية. في غير اخدود جرت كما يقول ابن القيم سبحان ممسكها عن - 00:18:15
طبعا تمشي هذه العيون ليست كعيون الدنيا او جداولها تحتاج ان تكون ايش؟ محفورة لا. تجري وليس ايش؟ اكتاف لا يمين ولا يسار. ابدا هكذا وردت بالسنة. تجري من دون ان يكون لها ماذا؟ اكتاف - 00:18:35
تحجزها عن الفيضان يمين او يسار. بل تجري وهذا اذا تأملتموه وجدتموه اعظم في النعيم واجمل في المنظر. فسبحان ممسكيها عن الفيضان. قال رحم قال الله سبحانه وتعالى بعدها مبينا ايضا شيئا من نعيمها فيها سرر - 00:18:55
مرفوعة. فيها سرر مرفوعة. وهذه السرر التي يجلسون عليها ويضطجعون عليها ايضا وهذا الجلوس هو الاضطجاع لا من تعب. لا بعكس جلوسنا في الدنيا على الكراسي او اضطجاعنا على السرر. يكون من ماذا؟ من - 00:19:15
تعب او رغبة في الراحة. في الجنة لا تعب ولا نصب ولكنه مزيد تنعم. مزيد تنعم نسأل الله الكريم من فضله ومزيد هناء وتلذذ. ولهذا يقول فيها نعم. ووصفها بانها مرفوعة. وهذا لا شك انه افضل - 00:19:35
وايسر واحسن في المنظر وابهى. ثم قال واكواب موضوعة واكواب موضوعة فهذه الاكواب التي عندهم يشربون فيها مما لذ وطاب. مما لا يخطر على بال قال الله سبحانه وتعالى آآ ويطاف عليهم باكواب نعم ويطوف عليهم غلمان مخلدون باكواب - 00:19:55
اباريق وكأس من نعيم. ويقول الله عز وجل ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديرا سبحان الله لا تزيد ولا تنقص. في الدنيا قد يقدم لك الخادم لو اديت احد الاكابر - 00:20:25
فقد يقدم لك كأس كبير او صغير. وقد يملأ هذا الكأس وقد يملأه. قد يوافق حاجتك وقد لا يوافق حاجتك. يعني يزيد عن حاجتك او وينقص عنها. اما في الاخرة فلا يصلك كوب واحد الا وهو موافق لحاجتك تماما. قدروها تقديرا - 00:20:45
لا تزيد ولا تنقص. وهذا لا شك انه من كمال النعيم. والانسان يجد هذا في الدنيا مع الفارق ان ابنه او الخادم عنده اذا اتاه بحاجته التي يريد سواء من الطعام او من الشراب ارتاح. اما في الاخرة فلا يمكن ان يقع هذا الخلل ابدا. ابدا - 00:21:05
قدروها تقديرا. فيشربون بهذه الاكواب. مما يشاؤون سواء يعني هم بانفسهم يريدون التلذذ بالشرب من الاعين او من الانهار الجارية. او فيما يقدم لهم من من قبل من قبل الخدم. ومن - 00:21:25
النعيم ايضا الذي ينعمون به ان الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجنة نمارق مصفوفة وجعل فيها زرابية مبثوثة ان مارق هذه آآ هي اشبه ما تكون كما يقول قتادة وغيره من السلف بالوسائد. بعضهم يقول بالمرتزقات هذه التي يتكئ عليها الانسان - 00:21:45
ولا شك ان هذه ايضا من صور التنعم. وهذه معروفة. والزرابية المبثوثة كالوسائد او عبارة عن اشياء تنثر في الارض او تطرح في الارض لمزيد من التجمل وهذا تجده في بعض بيوت الاكابر تجدهم ينثرون نوعا من الوسائد ليست للاتك - 00:22:05
وانما للزينة. وانما للزينة. هذا قوله سبحانه وتعالى هنا وزرابي مبثوثة. ففيها بسط ووسائد منثورة فالزرابي او فالنمارق المصفوفة هذه هي الوسائد المصفوفة التي يتكئون التي يتكئون عليها وتجدها قد رص بعضها على بعض - 00:22:25
اه نعيمها ايضا في العين قبل الاتكاء. والبسط او الزرابي المبثوثة هذه هي البسط الكثيرة المنتشرة بين يدي هذا المنعم في جنات النعيم. هذه ايها الاخوة اه هذا حديث القرآن في سورة الغاشية - 00:22:45
عن هذين النوعين او عنها عن اصناف الناس يوم القيامة المعذبون والمنعمون. اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة كما اسأله سبحانه وتعالى ان يعيننا واياكم على نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان ان - 00:23:05
ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة وان يرزقنا واياكم دخولها بمنه وكرمه وان يجعلنا واياكم من اهل الفردوس الاعلى. اللهم انا نسألك الجنة وما واليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل. اللهم بلغنا رمظان اللهم بلغنا رمظان وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله - 00:23:25
وصحبه اجمعين - 00:23:45
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الغاشية (1-2)ليلة 26-7-1437هـ |أ.د. عمر المقبل