التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الليل (2/1) ليلة 14-5-1437هـ|أ.د. عمر المقبل |
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا مجلس نتذاكر فيه - 00:00:00
ما ييسره الله تبارك وتعالى من معاني سورة الليل. وهذه السورة سورة مكية. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول انها نزلت في البخل. والله عز وجل افتتح هذه السورة كما افتتح - 00:00:24
ما اه تلاها وما قبلها من السور بايتين كونيتين من اياته جل وعلا وقد مر معنا في السورة الماضية وهي سورة الضحى اقسامه سبحانه وتعالى بهذا الوقت من النهار. وفي هذا الموضع او في هذه السورة يقسم - 00:00:44
والله تبارك وتعالى بايتين عظيمتين هما الليل والنهار. فاقسم جل وعلا بالليل اذا يغشى والنهار اذا ومر معنا ان الله عز وجل له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته. وان والمخلوق لا يجوز له ان يقسم الا - 00:01:04
لا الا بالله عز وجل. والله تعالى اذا اقسم بشيء فهذا اشارة الى تعظيم ذلك المقسم. ذلك نقسم به ونلاحظ هنا ان السورة صدرت بالقسم بهذين الزمانين المختلفين المتباينين الدين ففيهما تمهيد والعلم عند الله للحديث عن اقسام الناس ايضا فيما قاله الله تعالى بعد ذلك - 00:01:24
ان سعيكم لشتى. فكما اختلف الناس فريق في الجنة وفريق في السعير فكما اختلف الليل والنهار هذه اية وتلك اية. فكذلك اختلف الناس في سيرهم في الدنيا وفي مآلاتهم في الاخرة. وذكر الله تعالى في - 00:01:54
في هذه السورة اضدادا ثلاثة بل اربعة. الاول الليل والنهار والثاني من اعطى ومن بخل الثالث آآ فسنيسره للعسرى اليسرى والعسرى ثم ذكر الله تبارك وتعالى الدنيا والاخرة فهذه اضداد اذا تأملتها وجدتها في غاية التناسب. في غاية التناسق. تنزيل من حكيم حميد. يقول الله تعالى - 00:02:14
سيدي اذا يغشى. يقسم تعالى بهذا الليل اذا عم ظلامه الكون. وغشي الناس وهي اية جعلها الله تعالى خلقي يستريحون فيها من عناء النهار و تعب طلب العيش فيه. والنهار اذا تجلى تجلى بضيائه - 00:02:44
فاستناروا بنوره وانتشروا في الارض يطلبون مصالحهم ويبتغون من فضل الله ورزقه. ثم قال الله عز وجل بل وما خلق الذكر والانثى. وما هنا يحتمل ان تكون موصولة. فتكون حين - 00:03:04
اذ قسما به فيكون حينئذ آآ الله تعالى اقسم بنفسه العلية. فتكون المعنى والذي خلق الذكر والانثى وهو الله عز وجل ويحتمل ان تكون وتكون مصدرية فيكون المعنى وخلقه الذكر والانثى - 00:03:24
الله عز وجل حينئذ بخلقه تبارك وتعالى. وعلى كلا المعنيين فالله سبحانه وتعالى اقسم على آآ خلقه لهذين الجنسين. الذكر والانثى. وهذا هو وهذه القسمة الثانية او هذا الضد الثاني في السورة الكريمة الاول الليل والنهار - 00:03:44
وهنا الذكر والانثى. اقسم الله سبحانه وتعالى بهذا وتقسيمه عز وجل للخلق الى ذكر وانثى من ايات من ايات قدرته جل وعلا فانت اذا تأملت وجدت انه ما من خلقين الا وهو من المخلوقات التي يحصل فيها التناسل - 00:04:04
الا وهما ذكر وانثى. ذكر وانثى. لهذا وظائف ولهذا وظائف. سواء في الادميين في الجن في سواء في الانس او في الجن او في الحيوانات ذوات الاربع او آآ الزواحف او الحشرات وغيرها. والانسان اذا تأمل وجد قدرة الله - 00:04:24
سبحانه وتعالى في تخليق هذه الاجناس وجعل هذه الانثى ايضا تخرج او يتناسل نسلها بصور شتى منها ما يبيظ ومنها ما يحمل ومنها ايظا حتى داخل هذه الانواع منها ما يبيظ بيظة واحدة او اثنتين - 00:04:44
او ثلاث منها ما ما يلد واحد او اثنين او ثلاث ومنها ما يلد مئات البيض بل الاف البيض كما في الحشرات الصغيرة. فتبارك الله رب العالمين ثم قال سبحانه وتعالى ان سعيكم لشتى. انكم ان سعيكم لشتى. هذا هو جواب القسم. او - 00:05:04
المقسم عليه في الايات التي قبله. والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى ان سعيكم لشتى. لانه في لغة العرب ان القسم لابد له من جواب. لابد له من جواب او جملة يقع عليها القسم. وهي هنا في هذه في هذا الموضع هي قوله - 00:05:24
تبارك وتعالى ان سعيكم لشتى. وهنا الخطاب يتجه الى المكلفين. الى المكلفين بدليل سياق التي بعدها. فقال الله سبحانه وتعالى ان سعيكم لشتى اي متفاوت ومختلف اختلافا كبيرا. كاختلاف الليل والنهار - 00:05:44
خلاف الذكر والانثى. فمن الناس من او في الصنف الاول الذي يظهر فيه التفاوت هم الذين ذكرهم الله عز وجل بعد ذلك بقوله فاما من؟ هذا الصنف الاول. فاما من اعطى واتقى وصدق - 00:06:04
بالحسنى فسنيسره لليسرى. هذا الصنف الاول. فاما من اعطى واتقى يعطي ما امر به على سبيل الوجوب او حتى على سبيل الاستحباب. سبيل الوجوب النفقة الواجبة او الصدقة او الزكاة الواجبة. او - 00:06:24
الصدقة الواجبة ايضا. ويعطي ايضا شكرا لله سبحانه وتعالى من ما له نفقات مستحبة. يعطيها وهو يرجو يرجو موعود الله سبحانه وتعالى بالخلف لمن انفق. وهذا من معاني قوله تبارك - 00:06:44
قال تعالى وصدق بالحسنى. قال جمع من السلف اي صدق بما بخلف الله له. وهذا يشير اليه حديث آآ ابي هريرة في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح يطلع يومه الا وملكان يقول ان اللهم اعط منفق - 00:07:04
من خلف واعط ممسكا تلفا وحمله جمع من اهل العلم جمع كبير من اهل العلم على النفقات الواجبة اما الذي لا ينفق النفس المستحبة فانه لا يدعى عليه بالتلف لانه لم يترك واجبا. فهذا من معاني قوله تعالى وصدق بالحسنى. وبعض اهل العلم يقول صدق بالحسنى - 00:07:24
اي صدق بلا اله الا الله. وبعضهم قال صدق بالجنة. وهذه الاقوال يمكن رد بعضها الى بعض. فالذي انفق انما انفق ابتغاء وجه الله. الذي يرجو الخلف يبتغي وجه الله الذي يعبده لا اله الا هو وحده. واذا انفق فهو - 00:07:44
الوصول الى الجنة. فهو يرجو الوصول الى الجنة. وهي من المعاني التي فسرت بها الجنة كما في قوله تعالى وكل وعد الله الحسنى وكلا وعد الله الحسنى. وان كان سياق الايات يرجح اذا كنا ولابد ان نرجح يرجح - 00:08:04
القول بان الحسنى هنا هي اخلاف الله سبحانه وتعالى النفقة على من بذلها. وهذا اقرب لدلالة الحديث الذي اشرت اليه اللهم اعطي منفقا خلفا وان كانت الاقوال الاخرى لا تعارض بينها على الوجه الذي ذكرته انفا. وهنا شرط - 00:08:24
الخلف وشرط الحصول على هذه الهبة او العدة الالهية ان تكون مقترنة بالتقوى. فمن انفق فلا يصح او لا تقبل نفقته اذا كانت من مال محرم مثلا. ومن اتقى او او اذا انفق ويريد الخلف فلا يصح ان تكون نفقته رياء - 00:08:44
لان الرياء محبط للعمل. ولا يكون فيها منة لان المنة محبطة. ايضا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. فالمهم حتى ينال الانسان فضل هذه النفقة عليه ان يكون متقيا لله فيها حال الانفاق. فاذا فعل ذلك - 00:09:04
اعطى واتقى وصدق بموعود الله سبحانه وتعالى فليبشر بالعدة الالهية وهي فسنيسره يسرى ييسر الله سبحانه وتعالى امره وييسر الله عز وجل له الخلف العاجل. وهذه ايها الاخوة من اعظم - 00:09:24
الامور التي تحث الانسان على البذل وهو مطمئن تماما. وهو مطمئن تماما. وكذلك ايضا تجعل الانسان يفتش عن نفسه اذا انفق او طلب من الله عز وجل الفرج في تفريج كربته او تفريج ضائقة مرت به ما السبب في تأخر ذلك؟ ليرجع الى تقواه. فان وعد الله لا يخلف - 00:09:44
ابدا ويقول لي احد العلماء المعاصرين والله منذ ان تدبرت هذه الاية لم اقلق في شأن المال اذا احتجت الى دعم مال الى دعم مالي لعمل خيري. وانما اعود على نفسي بالسؤال والمحاسبة - 00:10:14
مثاله يقول عندنا مشروع خيري مثلا ثم نخطط ونرتب ونستعين بالله سبحانه وتعالى على اعداد الاشياء التي آآ تتطلب هذا الاعداد فافكر مثلا في طرق باب اما آآ اناس من تجار العائلة مثلا او احد اهل الخير او غيرهم من من المحسنين ذوي - 00:10:34
فاجد ان الامر يتيسر فوق ما كنت اتوقع. ها واذا تعثر رجعت الى نفسي فوجدت عندي تقصيرا او قصور وجدت عندي ذنوبا عليكم السلام حالت بيني وبين حصول موعود الله سبحانه وتعالى. هذا من معاني هذه الاية. والا - 00:10:54
ان تيسير الله سبحانه وتعالى اعم من تخصيصه بهذا لكن المقام مقام الحديث عن النفقة كما اشار الى ذلك ابن عباس وقتادة وجماعة من السلف. هذا الصنف الاول من الناس. واما الصنف الثاني واما من بخل. بخل. لاحظوا. بخلوا بخل بماذا - 00:11:14
بخل بالنفقة. فترك النفقة الواجبة عليه. لمن يستحقها من زوجة وولد ووالد ونحو ذلك اول عياذ بالله بخل باداء الزكاة التي تجب في ماله. والله سبحانه وتعالى توعد هذا النوع من الناس سيطوقون ما - 00:11:34
به يوم القيامة. واما من قصر في النفقة المستحبة فلا يسمى فلا يسمى بخيلا اه شرعا لان البخل انما يقع او الذنب انما يقع على من منع الواجب. لكن لا شك ان من قصر في - 00:11:54
البذل وعنده مال كثير انه محروم. لماذا محروم؟ لان هذا المال انما هو انما هو وديعة من الله عندك قال الله عز وجل وانفقوا مما جعلكم ايش؟ مستخلفين فيه. فانت ستترك الان او بعدين. ولذلك - 00:12:14
قال النبي صلى الله عليه وسلم مذكرا اصحابه والذكرى لامته. ايكم ما له احب اليه من مال وارثه؟ قالوا لا قالوا كلنا ما له احب اليه من مال والديه قال فماله ما قدم ومال وارثه ما ابقى. فالذي تنفقه الان وتخرجه ستجده امامك يوم القيامة - 00:12:34
تجده نورا في قبرك. تجده نورا في موقف الحشر. تجده نعيما في دار الكرامة. اما ما تتركه وتحبسه في البنوك وتحجزه عن النفقة وتضعه في مخباتك وتقول ها اخاف واخاف واخاف وكانك تستمع الى وحي الشيطان الذي قال الله عنه الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء - 00:12:54
فانت حينئذ انما تبقي هذا المال لا لك. سيرثه بعدك ورثتك اذا مت. ويتنعمون به وانت الذي تعبت في جمعه. فلم تستأنس في دنياك ولم تنعم به في اخراك. ولذا على الانسان الذي وسع الله عز وجل عليه. حتى الذين ليسوا من اهل الجدة بمعنى الغنى - 00:13:14
والثرى عليهم ان يكون لهم نصيب من النفقة ولو قل. فان فان يعني لا يعني فان الانفاق القليل خير من العدم. لو انك اخذت على نفسك ان تنفق ريال واحد يوميا. ولو كنت من ذوي كما يقال - 00:13:34
الدخل المحدود ماذا يضرك؟ ريال واحد يوميا وانت تجد كثير من الناس اليوم يتوسعون في النفقات في الكماليات حتى اذا جاءت الامور التي فيها يعني نفع اخوي ونفع متعدي رفع عقيرته وقال والله عندنا كذا وعندنا كذا وعندنا كذا وهو ربما اشترى وجبة من المطاعم السريعة هذي - 00:13:54
باربعين او خمسين ريال كان يكفيه منها عشرها. وانا لا امنع من التمتع بالطيبات حاشا لله لكن اقول على الانسان العاقل ان يقارن وان ينظر في نفقاته هنا ونفقاته هناك. قال الله تعالى واما من بخل واستغنى يبخل بماله - 00:14:14
ويستغني والعياذ بالله عن عبوديته لله سبحانه وتعالى في هذا المال. وربما ادى به هذا الاستغناء الى الطغيان كما قال الله عز وجل كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. فيظن ان ماله وجاهه وآآ ثراءه وامواله - 00:14:34
قال هو اولاده وزوجاته وهكذا انها داعية للاستغناء والعياذ بالله عن فضل الله. وهذا لا شك انه غاية ما يكون من الخذلة. ما نتيجة من كان هذه حاله وكد نعم بقي الصفة الثالثة وكذب بالحسنى. كذب بموعود الله عز وجل لمن ينفقون النفقة الصالحة. فهؤلاء والعياذ بالله - 00:14:54
قال الله في حقهم فسنيسره للعسرى. ييسر والعياذ بالله للحالة العسرة والخصال الذميمة. فتجده والعياذ بالله له البذل في ابواب الشر. يدعى حفر ابار. او كفالة ايتام يتعذر. لكن يدعى الى بناء مواخير مثلا خمر - 00:15:14
او اصدارات اه بمسموعات محرمة او بدعم فظائيات ماجنة تجده يرخي الكيس. فهذا والعياذ بالله من خذلان الله للعبد. ومن تيسيره للعسرى والسبب ولا يظلم ربك احدا. ارجع الى المقدمات ستجدها موجودة او منطبقة عليه. ولا يضر - 00:15:34
ربك احدا. ثم قال الله عز وجل ناعيا على هؤلاء وما يغني عنه ما له اذا تردى. ماذا يغني عنه ماله تردى في نار جهنم. وكان ما له هذا وبالا عليه. واستمعوا الى وعيد النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره في حق - 00:15:54
مانعي الزكاة. ما من صاحب مال لا يؤدي حقه الا مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع يعني كالحية العظيمة التي ليس عليها شعر من شدة سمها. فيأخذه بلزمتيه. فيقول فيلدغه فيقول - 00:16:14
انا كنزك انا مالك. وما من صاحب ابل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها. الا جاءت يوم القيامة تطأه بخفافها. حتى اذا انفني او انتهت اعيدت عليه اولاها حتى - 00:16:34
يقضى بين العباد في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. وقال نحو ذلك في البقر والغنم والعياذ بالله. ثم قال وما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها زكاتها الا احمية له صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره فيقال - 00:16:54
وهذا كنزك. هذا كنزك او كما قال عليه الصلاة والسلام. هنا يعاد السؤال الذي ذكره الله في هذه الاية. وما يغني عنه مال اذا تردى. اي للمال اذا كان مؤداه ان تعذب هذا العذاب قبل دخول النار. هذا فقط في محشر القيامة فيراه الناس ويعلمون والعياذ بالله انه - 00:17:14
او ممن منع حق الله في زكاة المال. في زكاة الابل زكاة البقر زكاة الغنم. ثم عقلا عقلا. ايليق ان يمنع الانسان حق الله في هذا المال الذي استخلفت عليه؟ لا والله. يعني لو لم يأتي دليل شرعي بوجوب الزكاة لكان العقل يدل على ان - 00:17:34
الانسان اذا اوتي فضل مال انه ينبغي ان يخرج منه شيئا للناس. وانت الان لو استودعت وديعة اعطيتك ساعة او اعطيتك مبلغ من المال الف الفين. ثم جئتك بعد سنة وقلت لك ارجع لوديعتي. قلت ابدا ما عندي لك شيء. كيف؟ جحدته؟ هذا حقي - 00:17:54
ولله المثل الاعلى هذا المال الذي بايدينا انما هو امر استخلفنا عليه كما قال الله سبحانه وتعالى. وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ثم قال الله تبارك وتعالى ان علينا للهدى. وهذه اشارة الى ان الانسان اذا قرأ هذه الايات خاف - 00:18:14
لان الناس لا يخرجون عن هذين القسمين. اما اناس ييسرون لعمل اهل السعادة يوم القيامة. جعلنا الله واياكم منهم. واما ييسر لعمله الشقاوة. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث علي ابن ابي طالب المخرج في الصحيحين. فالانسان اذا رأى هذا ثم قرأ هذه - 00:18:34
اية عرف ان الامر محض فضل الله عز وجل. ان علينا للهدى. فاذا كان الله عز وجل هو الذي اختص بهداية الخلق وجب عليك ايها العبد ان تحني جبهتك وان تكسر قلبك وان ترفع يديك. لاجئا متضرعا خائفا منكسرا. طالبا للهداية - 00:18:54
ممن هي بيده عز وجل. كم من اناس ايها الاخوة رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعوا القرآن وفهموا معانيه اللغوية بل هم اعلم منا بلغة العرب ومع ذلك ما هداهم الله. والسبب لا يظلم الله احدا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. عناد - 00:19:14
وتكذيب واناس في اقصى الارظ اليوم لا يعرفون من اللغة العربية حرفا واحدا لكن قلوبهم تدمع تدمع وقلوبهم تخفق محبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. واناس هنا في بلادنا في الجزيرة العربية مهبط الوحي وبعضهم - 00:19:34
قريب من مكة ولا يرفع بالاسلام رأسا والعياذ بالله. فاذا عرفت يا عبد الله ان الهداية محض فضل الله فاطلبها ممن هي بيده. الله ودم والح على الله عز وجل بقولك بالدعاء الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب - 00:19:54
ثبت قلبي على دينك. واستشعر معنى قولك في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا ضالين ويتأكد هذا ايها الاخوة ونحن في عصر كثرت فيه اسباب الضلال واسباب الانحراف وانفتح على الناس من الاسباب التي - 00:20:14
تؤدي الى الانتكاس اما عن الخروج من الدين بالكلية والعياذ بالله او الانتكاس من طريق الخير الى طريق الشر ومن طريق السنة الى البدعة ومن طريق الايمان الى طريق الشك والالحاد. نسأل الله العافية والسلامة. نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله تعالى في المجلس القادم. اللهم اهدنا فيمن هديت. اللهم اهدنا فيمن هديت - 00:20:34
اللهم كما هديتنا للاسلام والسنة ونحن لم نسألك انما هو فضلك. اللهم ثبتنا عليهما ونحن نسألك يا رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:54
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا مجلس نتذاكر فيه - 00:00:00
ما ييسره الله تبارك وتعالى من معاني سورة الليل. وهذه السورة سورة مكية. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول انها نزلت في البخل. والله عز وجل افتتح هذه السورة كما افتتح - 00:00:24
ما اه تلاها وما قبلها من السور بايتين كونيتين من اياته جل وعلا وقد مر معنا في السورة الماضية وهي سورة الضحى اقسامه سبحانه وتعالى بهذا الوقت من النهار. وفي هذا الموضع او في هذه السورة يقسم - 00:00:44
والله تبارك وتعالى بايتين عظيمتين هما الليل والنهار. فاقسم جل وعلا بالليل اذا يغشى والنهار اذا ومر معنا ان الله عز وجل له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته. وان والمخلوق لا يجوز له ان يقسم الا - 00:01:04
لا الا بالله عز وجل. والله تعالى اذا اقسم بشيء فهذا اشارة الى تعظيم ذلك المقسم. ذلك نقسم به ونلاحظ هنا ان السورة صدرت بالقسم بهذين الزمانين المختلفين المتباينين الدين ففيهما تمهيد والعلم عند الله للحديث عن اقسام الناس ايضا فيما قاله الله تعالى بعد ذلك - 00:01:24
ان سعيكم لشتى. فكما اختلف الناس فريق في الجنة وفريق في السعير فكما اختلف الليل والنهار هذه اية وتلك اية. فكذلك اختلف الناس في سيرهم في الدنيا وفي مآلاتهم في الاخرة. وذكر الله تعالى في - 00:01:54
في هذه السورة اضدادا ثلاثة بل اربعة. الاول الليل والنهار والثاني من اعطى ومن بخل الثالث آآ فسنيسره للعسرى اليسرى والعسرى ثم ذكر الله تبارك وتعالى الدنيا والاخرة فهذه اضداد اذا تأملتها وجدتها في غاية التناسب. في غاية التناسق. تنزيل من حكيم حميد. يقول الله تعالى - 00:02:14
سيدي اذا يغشى. يقسم تعالى بهذا الليل اذا عم ظلامه الكون. وغشي الناس وهي اية جعلها الله تعالى خلقي يستريحون فيها من عناء النهار و تعب طلب العيش فيه. والنهار اذا تجلى تجلى بضيائه - 00:02:44
فاستناروا بنوره وانتشروا في الارض يطلبون مصالحهم ويبتغون من فضل الله ورزقه. ثم قال الله عز وجل بل وما خلق الذكر والانثى. وما هنا يحتمل ان تكون موصولة. فتكون حين - 00:03:04
اذ قسما به فيكون حينئذ آآ الله تعالى اقسم بنفسه العلية. فتكون المعنى والذي خلق الذكر والانثى وهو الله عز وجل ويحتمل ان تكون وتكون مصدرية فيكون المعنى وخلقه الذكر والانثى - 00:03:24
الله عز وجل حينئذ بخلقه تبارك وتعالى. وعلى كلا المعنيين فالله سبحانه وتعالى اقسم على آآ خلقه لهذين الجنسين. الذكر والانثى. وهذا هو وهذه القسمة الثانية او هذا الضد الثاني في السورة الكريمة الاول الليل والنهار - 00:03:44
وهنا الذكر والانثى. اقسم الله سبحانه وتعالى بهذا وتقسيمه عز وجل للخلق الى ذكر وانثى من ايات من ايات قدرته جل وعلا فانت اذا تأملت وجدت انه ما من خلقين الا وهو من المخلوقات التي يحصل فيها التناسل - 00:04:04
الا وهما ذكر وانثى. ذكر وانثى. لهذا وظائف ولهذا وظائف. سواء في الادميين في الجن في سواء في الانس او في الجن او في الحيوانات ذوات الاربع او آآ الزواحف او الحشرات وغيرها. والانسان اذا تأمل وجد قدرة الله - 00:04:24
سبحانه وتعالى في تخليق هذه الاجناس وجعل هذه الانثى ايضا تخرج او يتناسل نسلها بصور شتى منها ما يبيظ ومنها ما يحمل ومنها ايظا حتى داخل هذه الانواع منها ما يبيظ بيظة واحدة او اثنتين - 00:04:44
او ثلاث منها ما ما يلد واحد او اثنين او ثلاث ومنها ما يلد مئات البيض بل الاف البيض كما في الحشرات الصغيرة. فتبارك الله رب العالمين ثم قال سبحانه وتعالى ان سعيكم لشتى. انكم ان سعيكم لشتى. هذا هو جواب القسم. او - 00:05:04
المقسم عليه في الايات التي قبله. والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى ان سعيكم لشتى. لانه في لغة العرب ان القسم لابد له من جواب. لابد له من جواب او جملة يقع عليها القسم. وهي هنا في هذه في هذا الموضع هي قوله - 00:05:24
تبارك وتعالى ان سعيكم لشتى. وهنا الخطاب يتجه الى المكلفين. الى المكلفين بدليل سياق التي بعدها. فقال الله سبحانه وتعالى ان سعيكم لشتى اي متفاوت ومختلف اختلافا كبيرا. كاختلاف الليل والنهار - 00:05:44
خلاف الذكر والانثى. فمن الناس من او في الصنف الاول الذي يظهر فيه التفاوت هم الذين ذكرهم الله عز وجل بعد ذلك بقوله فاما من؟ هذا الصنف الاول. فاما من اعطى واتقى وصدق - 00:06:04
بالحسنى فسنيسره لليسرى. هذا الصنف الاول. فاما من اعطى واتقى يعطي ما امر به على سبيل الوجوب او حتى على سبيل الاستحباب. سبيل الوجوب النفقة الواجبة او الصدقة او الزكاة الواجبة. او - 00:06:24
الصدقة الواجبة ايضا. ويعطي ايضا شكرا لله سبحانه وتعالى من ما له نفقات مستحبة. يعطيها وهو يرجو يرجو موعود الله سبحانه وتعالى بالخلف لمن انفق. وهذا من معاني قوله تبارك - 00:06:44
قال تعالى وصدق بالحسنى. قال جمع من السلف اي صدق بما بخلف الله له. وهذا يشير اليه حديث آآ ابي هريرة في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح يطلع يومه الا وملكان يقول ان اللهم اعط منفق - 00:07:04
من خلف واعط ممسكا تلفا وحمله جمع من اهل العلم جمع كبير من اهل العلم على النفقات الواجبة اما الذي لا ينفق النفس المستحبة فانه لا يدعى عليه بالتلف لانه لم يترك واجبا. فهذا من معاني قوله تعالى وصدق بالحسنى. وبعض اهل العلم يقول صدق بالحسنى - 00:07:24
اي صدق بلا اله الا الله. وبعضهم قال صدق بالجنة. وهذه الاقوال يمكن رد بعضها الى بعض. فالذي انفق انما انفق ابتغاء وجه الله. الذي يرجو الخلف يبتغي وجه الله الذي يعبده لا اله الا هو وحده. واذا انفق فهو - 00:07:44
الوصول الى الجنة. فهو يرجو الوصول الى الجنة. وهي من المعاني التي فسرت بها الجنة كما في قوله تعالى وكل وعد الله الحسنى وكلا وعد الله الحسنى. وان كان سياق الايات يرجح اذا كنا ولابد ان نرجح يرجح - 00:08:04
القول بان الحسنى هنا هي اخلاف الله سبحانه وتعالى النفقة على من بذلها. وهذا اقرب لدلالة الحديث الذي اشرت اليه اللهم اعطي منفقا خلفا وان كانت الاقوال الاخرى لا تعارض بينها على الوجه الذي ذكرته انفا. وهنا شرط - 00:08:24
الخلف وشرط الحصول على هذه الهبة او العدة الالهية ان تكون مقترنة بالتقوى. فمن انفق فلا يصح او لا تقبل نفقته اذا كانت من مال محرم مثلا. ومن اتقى او او اذا انفق ويريد الخلف فلا يصح ان تكون نفقته رياء - 00:08:44
لان الرياء محبط للعمل. ولا يكون فيها منة لان المنة محبطة. ايضا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. فالمهم حتى ينال الانسان فضل هذه النفقة عليه ان يكون متقيا لله فيها حال الانفاق. فاذا فعل ذلك - 00:09:04
اعطى واتقى وصدق بموعود الله سبحانه وتعالى فليبشر بالعدة الالهية وهي فسنيسره يسرى ييسر الله سبحانه وتعالى امره وييسر الله عز وجل له الخلف العاجل. وهذه ايها الاخوة من اعظم - 00:09:24
الامور التي تحث الانسان على البذل وهو مطمئن تماما. وهو مطمئن تماما. وكذلك ايضا تجعل الانسان يفتش عن نفسه اذا انفق او طلب من الله عز وجل الفرج في تفريج كربته او تفريج ضائقة مرت به ما السبب في تأخر ذلك؟ ليرجع الى تقواه. فان وعد الله لا يخلف - 00:09:44
ابدا ويقول لي احد العلماء المعاصرين والله منذ ان تدبرت هذه الاية لم اقلق في شأن المال اذا احتجت الى دعم مال الى دعم مالي لعمل خيري. وانما اعود على نفسي بالسؤال والمحاسبة - 00:10:14
مثاله يقول عندنا مشروع خيري مثلا ثم نخطط ونرتب ونستعين بالله سبحانه وتعالى على اعداد الاشياء التي آآ تتطلب هذا الاعداد فافكر مثلا في طرق باب اما آآ اناس من تجار العائلة مثلا او احد اهل الخير او غيرهم من من المحسنين ذوي - 00:10:34
فاجد ان الامر يتيسر فوق ما كنت اتوقع. ها واذا تعثر رجعت الى نفسي فوجدت عندي تقصيرا او قصور وجدت عندي ذنوبا عليكم السلام حالت بيني وبين حصول موعود الله سبحانه وتعالى. هذا من معاني هذه الاية. والا - 00:10:54
ان تيسير الله سبحانه وتعالى اعم من تخصيصه بهذا لكن المقام مقام الحديث عن النفقة كما اشار الى ذلك ابن عباس وقتادة وجماعة من السلف. هذا الصنف الاول من الناس. واما الصنف الثاني واما من بخل. بخل. لاحظوا. بخلوا بخل بماذا - 00:11:14
بخل بالنفقة. فترك النفقة الواجبة عليه. لمن يستحقها من زوجة وولد ووالد ونحو ذلك اول عياذ بالله بخل باداء الزكاة التي تجب في ماله. والله سبحانه وتعالى توعد هذا النوع من الناس سيطوقون ما - 00:11:34
به يوم القيامة. واما من قصر في النفقة المستحبة فلا يسمى فلا يسمى بخيلا اه شرعا لان البخل انما يقع او الذنب انما يقع على من منع الواجب. لكن لا شك ان من قصر في - 00:11:54
البذل وعنده مال كثير انه محروم. لماذا محروم؟ لان هذا المال انما هو انما هو وديعة من الله عندك قال الله عز وجل وانفقوا مما جعلكم ايش؟ مستخلفين فيه. فانت ستترك الان او بعدين. ولذلك - 00:12:14
قال النبي صلى الله عليه وسلم مذكرا اصحابه والذكرى لامته. ايكم ما له احب اليه من مال وارثه؟ قالوا لا قالوا كلنا ما له احب اليه من مال والديه قال فماله ما قدم ومال وارثه ما ابقى. فالذي تنفقه الان وتخرجه ستجده امامك يوم القيامة - 00:12:34
تجده نورا في قبرك. تجده نورا في موقف الحشر. تجده نعيما في دار الكرامة. اما ما تتركه وتحبسه في البنوك وتحجزه عن النفقة وتضعه في مخباتك وتقول ها اخاف واخاف واخاف وكانك تستمع الى وحي الشيطان الذي قال الله عنه الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء - 00:12:54
فانت حينئذ انما تبقي هذا المال لا لك. سيرثه بعدك ورثتك اذا مت. ويتنعمون به وانت الذي تعبت في جمعه. فلم تستأنس في دنياك ولم تنعم به في اخراك. ولذا على الانسان الذي وسع الله عز وجل عليه. حتى الذين ليسوا من اهل الجدة بمعنى الغنى - 00:13:14
والثرى عليهم ان يكون لهم نصيب من النفقة ولو قل. فان فان يعني لا يعني فان الانفاق القليل خير من العدم. لو انك اخذت على نفسك ان تنفق ريال واحد يوميا. ولو كنت من ذوي كما يقال - 00:13:34
الدخل المحدود ماذا يضرك؟ ريال واحد يوميا وانت تجد كثير من الناس اليوم يتوسعون في النفقات في الكماليات حتى اذا جاءت الامور التي فيها يعني نفع اخوي ونفع متعدي رفع عقيرته وقال والله عندنا كذا وعندنا كذا وعندنا كذا وهو ربما اشترى وجبة من المطاعم السريعة هذي - 00:13:54
باربعين او خمسين ريال كان يكفيه منها عشرها. وانا لا امنع من التمتع بالطيبات حاشا لله لكن اقول على الانسان العاقل ان يقارن وان ينظر في نفقاته هنا ونفقاته هناك. قال الله تعالى واما من بخل واستغنى يبخل بماله - 00:14:14
ويستغني والعياذ بالله عن عبوديته لله سبحانه وتعالى في هذا المال. وربما ادى به هذا الاستغناء الى الطغيان كما قال الله عز وجل كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. فيظن ان ماله وجاهه وآآ ثراءه وامواله - 00:14:34
قال هو اولاده وزوجاته وهكذا انها داعية للاستغناء والعياذ بالله عن فضل الله. وهذا لا شك انه غاية ما يكون من الخذلة. ما نتيجة من كان هذه حاله وكد نعم بقي الصفة الثالثة وكذب بالحسنى. كذب بموعود الله عز وجل لمن ينفقون النفقة الصالحة. فهؤلاء والعياذ بالله - 00:14:54
قال الله في حقهم فسنيسره للعسرى. ييسر والعياذ بالله للحالة العسرة والخصال الذميمة. فتجده والعياذ بالله له البذل في ابواب الشر. يدعى حفر ابار. او كفالة ايتام يتعذر. لكن يدعى الى بناء مواخير مثلا خمر - 00:15:14
او اصدارات اه بمسموعات محرمة او بدعم فظائيات ماجنة تجده يرخي الكيس. فهذا والعياذ بالله من خذلان الله للعبد. ومن تيسيره للعسرى والسبب ولا يظلم ربك احدا. ارجع الى المقدمات ستجدها موجودة او منطبقة عليه. ولا يضر - 00:15:34
ربك احدا. ثم قال الله عز وجل ناعيا على هؤلاء وما يغني عنه ما له اذا تردى. ماذا يغني عنه ماله تردى في نار جهنم. وكان ما له هذا وبالا عليه. واستمعوا الى وعيد النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره في حق - 00:15:54
مانعي الزكاة. ما من صاحب مال لا يؤدي حقه الا مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع يعني كالحية العظيمة التي ليس عليها شعر من شدة سمها. فيأخذه بلزمتيه. فيقول فيلدغه فيقول - 00:16:14
انا كنزك انا مالك. وما من صاحب ابل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها. الا جاءت يوم القيامة تطأه بخفافها. حتى اذا انفني او انتهت اعيدت عليه اولاها حتى - 00:16:34
يقضى بين العباد في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. وقال نحو ذلك في البقر والغنم والعياذ بالله. ثم قال وما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها زكاتها الا احمية له صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره فيقال - 00:16:54
وهذا كنزك. هذا كنزك او كما قال عليه الصلاة والسلام. هنا يعاد السؤال الذي ذكره الله في هذه الاية. وما يغني عنه مال اذا تردى. اي للمال اذا كان مؤداه ان تعذب هذا العذاب قبل دخول النار. هذا فقط في محشر القيامة فيراه الناس ويعلمون والعياذ بالله انه - 00:17:14
او ممن منع حق الله في زكاة المال. في زكاة الابل زكاة البقر زكاة الغنم. ثم عقلا عقلا. ايليق ان يمنع الانسان حق الله في هذا المال الذي استخلفت عليه؟ لا والله. يعني لو لم يأتي دليل شرعي بوجوب الزكاة لكان العقل يدل على ان - 00:17:34
الانسان اذا اوتي فضل مال انه ينبغي ان يخرج منه شيئا للناس. وانت الان لو استودعت وديعة اعطيتك ساعة او اعطيتك مبلغ من المال الف الفين. ثم جئتك بعد سنة وقلت لك ارجع لوديعتي. قلت ابدا ما عندي لك شيء. كيف؟ جحدته؟ هذا حقي - 00:17:54
ولله المثل الاعلى هذا المال الذي بايدينا انما هو امر استخلفنا عليه كما قال الله سبحانه وتعالى. وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ثم قال الله تبارك وتعالى ان علينا للهدى. وهذه اشارة الى ان الانسان اذا قرأ هذه الايات خاف - 00:18:14
لان الناس لا يخرجون عن هذين القسمين. اما اناس ييسرون لعمل اهل السعادة يوم القيامة. جعلنا الله واياكم منهم. واما ييسر لعمله الشقاوة. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث علي ابن ابي طالب المخرج في الصحيحين. فالانسان اذا رأى هذا ثم قرأ هذه - 00:18:34
اية عرف ان الامر محض فضل الله عز وجل. ان علينا للهدى. فاذا كان الله عز وجل هو الذي اختص بهداية الخلق وجب عليك ايها العبد ان تحني جبهتك وان تكسر قلبك وان ترفع يديك. لاجئا متضرعا خائفا منكسرا. طالبا للهداية - 00:18:54
ممن هي بيده عز وجل. كم من اناس ايها الاخوة رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعوا القرآن وفهموا معانيه اللغوية بل هم اعلم منا بلغة العرب ومع ذلك ما هداهم الله. والسبب لا يظلم الله احدا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. عناد - 00:19:14
وتكذيب واناس في اقصى الارظ اليوم لا يعرفون من اللغة العربية حرفا واحدا لكن قلوبهم تدمع تدمع وقلوبهم تخفق محبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. واناس هنا في بلادنا في الجزيرة العربية مهبط الوحي وبعضهم - 00:19:34
قريب من مكة ولا يرفع بالاسلام رأسا والعياذ بالله. فاذا عرفت يا عبد الله ان الهداية محض فضل الله فاطلبها ممن هي بيده. الله ودم والح على الله عز وجل بقولك بالدعاء الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب - 00:19:54
ثبت قلبي على دينك. واستشعر معنى قولك في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا ضالين ويتأكد هذا ايها الاخوة ونحن في عصر كثرت فيه اسباب الضلال واسباب الانحراف وانفتح على الناس من الاسباب التي - 00:20:14
تؤدي الى الانتكاس اما عن الخروج من الدين بالكلية والعياذ بالله او الانتكاس من طريق الخير الى طريق الشر ومن طريق السنة الى البدعة ومن طريق الايمان الى طريق الشك والالحاد. نسأل الله العافية والسلامة. نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله تعالى في المجلس القادم. اللهم اهدنا فيمن هديت. اللهم اهدنا فيمن هديت - 00:20:34
اللهم كما هديتنا للاسلام والسنة ونحن لم نسألك انما هو فضلك. اللهم ثبتنا عليهما ونحن نسألك يا رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:54
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الليل (2/1) ليلة 14-5-1437هـ|أ.د. عمر المقبل |