التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الماعون |ليلة 17-11-1436هـ |أ.د. عمر المقبل |
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا امامنا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر ذي القعدة من عام ستة وثلاثين واربعمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اه نتناول فيها شيئا من معاني سورة الماعون. وهذه السورة من اه السور التي اختلفت - 00:00:16
اه المفسرون في مدنيتها ومكيتها. وان كان اه ظاهر السورة او سبكها ونظمها هو اقرب الى السور المكية منه الى السور المدنية. وفيها ايضا اشارات قد ترجح قول من يقول بانها مدنية. من حيث الاشارة الى الصلاة والسهو عنها كما سيأتي ان شاء الله تعالى - 00:00:36
الاشارة الى ذلك. وعلى كل حال هي سورة تتحدث عن صفات بغيضة تجتمع في اولئك الذين يكذبون بالدين ولا يعني امتلأت قلوبهم والعياذ بالله بحب الدنيا وتعلقت بها وغفلت عن الاخرة. فلاجل ذلك حصل منهم ما حصل من الصفات التي ذكرها الله جل وعلا في هذه السورة - 00:01:06
العظيمة والتي ابتدأت بلفت او تذكير النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الاسلوب او لفت نظري هذا الاسلوب ارأيت ارأيت الذي يكذب بالدين؟ هل رأيت هذا الذي يكذب بالدين وقد تكون رؤيته بصرية وقد تكون علمية. بمعنى ان كانت بصرية اي شيئا يشاهده. وهذا موجود في مكة بكثرة - 00:01:36
ايام العهد المكي وقد تكون الرؤية العلمية والمعنى هل علمت صفة الذي يكذب بالدين ان يكذب بالجزاء والبعث والدين هنا بمعنى الجزاء والبعث كما قال الله عز وجل مالك يوم الدين اي مالك يوم - 00:02:06
الجزاء الذي يدان الناس فيه باعمالهم. ارأيت هذا الذي يكذب بالدين؟ هذا الذي كذب بالبعث جزاء وتعلق قلبه بالدنيا تعلقا عظيما هذا من صفته او بسبب تمكن هذه الصفة فيه - 00:02:26
انك لا تراه متورعا عن بقية الصفات الاخرى. التي ذكرها الله عز وجل. ومنها عدم افقه بالايتام ولذلك قال الله عز وجل فذلك اي هذا الذي يكذب بالدين تجده يدع اليتيم ومع - 00:02:46
يدفعه بعنف وقسوة والعياذ بالله. كما قال الله سبحانه وتعالى عن عن الكفار في الاخرة يوم يدعون الى نار جهنم انما دعا اي يدفعون اليها والعياذ بالله دفعا غليظا عنيفا. هذا الذي كذب بالاخرة والذي اصلا لا ينتظر جزاءه - 00:03:06
ولا يخاف عقابا لانه ينكر البعث فلا يبالي هو يعتدي لانه يضمن لانه اما آآ غني او وجيه في قومه او لو منعه لن يتعرض له احد ولن ينتقم منه احد. ولا يبالي يعني اصلا الاخرة ليست في حساباته. ولذلك تجده - 00:03:26
هذا اليتيم ولا يرحمه لقسوة قلبه ولكفره بالاخرة فهو لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا والعياذ بالله. هذه اثار تكذيبه بالاخرة. الاثر الثاني ولا يحض على طعام المسكين. وتلاحظ بلاغة القرآن هنا - 00:03:46
في ان القرآن ذكر صفة تتعلق بحظه لغيره او بعبارة اخرى صفة تشير الى ما هو اخص واشد منها. فاذا كان هذا الرجل او هذا المكذب بالدين رجلا كان او امرأة لا يحض - 00:04:06
اي لا يحث غيره على اطعام المسكين. هل تتوقع منه هو انه يطعم المسكين؟ الجواب لا. وهذه من طرق القرآن في الى المعاني التي تستفاد كما يقال على قاعدة من باب اولى. فهو يشير للمعنى الاعلى لينبه به على المعنى الادنى. فاذا كان لا - 00:04:26
احث غيره ولا يحض غيره على طعام المسكين. تتوقع هو يطعمهم؟ الجواب لا. الصفة الثالثة قال الله عز وجل فويل للمصلين المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فما المقصود هنا بالمصلين الذين هم - 00:04:46
عن صلاتهم ساهون اختلف السلف رحمهم الله في توجيه او في تفسير هذه الاية الكريمة. قال جماعة منهم ومنهم عن ابن ابي وقاص رضي الله عنهما عنه هم الذين يؤخرونها عن وقتها. هم الذين يؤخرونها عن وقتها حتى يخرج - 00:05:06
وقتها بالكلية. والقول الثاني هم الذين يتركونها حينا ويصلونها حينا وهذا ينطبق على من؟ على المنافقين. نسأل الله العافية والسلامة. فانهم اذا كانوا بحضرة الناس قاموا. واذا فضابوا سواء بسبب الظلام او بسبب غيبتهم لوحدهم تركوا الصلاة. قال الله عز وجل يرى - 00:05:26
الناس ان نعم. ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. وقال الله عز وجل آآ في شأنهم ان المنافق افقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. يراؤون الناس حتى وهو يصلي صورته صورة مصلي لكن - 00:05:56
حقيقته انه ايش؟ غير مصلي والعياذ بالله. اذا سماهم الله مصلين على هذا التفسير باعتبار الصورة والاداء الظاهر كما يقال هذا ذهب يقاتل في الجهاد. والله اعلم بمن يقاتل في سبيله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم - 00:06:16
يكلم في سبيل الله والله اعلم بمن يكلم في سبيله. لان الناس تعرفون كما في حديث ابي موسى منهم من يقاتل عصبية ومنهم من يقاتل الحمية ومنهم من يقاتل لاغراض دنيوية لمغنم ونحو ذلك. ولا يصفو من ذلك الا ما كان لله عز وجل. اذا على هذا القول - 00:06:36
الذين يصلون احيانا ولا يصلون احيانا هم يؤدون بعض الصلاة. تسموا مصلين باعتبار اداء جزء منها ولا لكنهم توعدوا لانهم تركوا شيئا منها. شيئا منها. والاية تحتمل هذا وهذا بمعنى ان الاية يشمل وعيدها من يؤخرون الصلاة عن وقتها لانه قال عن وعن في اللغة العربية - 00:06:56
تدل على المجاوزة تدل على المجاوزة. والتعدي الى شيء اخر. وتشمل اولئك الذين الذين يفرطون فيها يأتون بها حينا ويتركونها حينا. ولذلك الله عز وجل قال هنا عن صلاتهم ساهون - 00:07:26
ولم يقل وهذه من رحمة الله في صلاتهم ساهون والا هلكنا. من الذي يسلم منين؟ من السهو. من الذي يسلم من النسيان من الذي يسلم من السرحان؟ والله المستعان. وفي حديث اه عمار ابن ياسر رضي الله عنهما في سنن ابي داوود - 00:07:46
ان الرجل او حديث عبادة ان الرجل او يوشك ان تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه مصليا فتعجب الراوي كيف كيف؟ قال يدخل في صلاته فيخرج ولا يكتب له منها الا نصفها ربعها سدسها - 00:08:06
ها حتى انه ليخرج ولم يكتب له من صلاته شيء. والمقصود من ذلك حضور القلب. حضور القلب. ولهذا الله يعفو عنا تجد الانسان منا يصلي احيانا في الصلاة الجهرية ويسأل ما الذي قرأ الامام؟ ها يبدأ يتذكر وبصعوبة وربما اصابه مرة - 00:08:26
واخطأ مرات والله المستعان. فمن رحمة الله انه لم يتوعد الذين يحصل منهم سهو في صلاتهم. وانما توعد الذين يفرطون في الصلاة اما باخراجها عن وقتها او بتركها او بتركها احيانا - 00:08:46
مناسبة ذكر هذه الاوصاف او علاقة الصلاة بالاطعام بدع اليتيم تلاحظون ان بينهما ترابطا لكن سيأتي الان يعني توضيح اكثر لموضوع الصلاة. يقول الذين هم يراؤون. وهذا يرجح ماذا ها يا اخوان يرجح قول من يقول ان المعني بها المنافقون ومن يشبههم ممن يصلي حينا ويترك حينا - 00:09:06
من الناس لا خوفا من الله عز وجل. ولهذا في الصحيحين يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما من الخير لاتوهما ولو يعلمون ما فيهما. والمعنى ما فيهما من الخير لاتوهما ولو حبوا - 00:09:36
ومن اسباب ثقلها عليهم ومن اسباب ثقله عليهم ان المشي في الظلام لا يصبر عليه الا اهل الايمان جعلنا الله واياكم من نحن الان الفجر والعصر والظهر عندنا متقاربة بسبب الانوار. بسبب الانوار لكن تبقى العلة العلة - 00:09:56
التي يشترك فيها المقصر مع هؤلاء المنافقين هي في ثقل الصلاة عليه التي يقوم اليها والنوم اشهى اليه من القيام. فيترك النوم طاعة لله عز وجل. اما من فضل النوم من فضل النوم بدون - 00:10:16
عذر ففيه شبه من المنافقين وكل من اثر حظه الشخصي على امر الصلاة ففيه شبه من لماذا؟ لانه لما ذكر في الصلاة في هذين الوقتين دل على معنى معين وهو انه في وقت العشاء والفجر - 00:10:36
لا يوجد انوار فهم لا يفتقدون يعني من التفت من سيفتقرهم من شافون والسبب والعياذ بالله انهم يراؤون الناس ولا ينظرون او يفكرون في رؤية الله عز وجل ورقابته. كذلك من ترك او من ادى الصلاة من ادى الصلاة وليس في قلبه - 00:10:56
الا مراعاة الخلق فهو مشابه للمنافقين في هذه الخصلة والعياذ بالله. ايضا من اثر كما قلنا حظه الشخصي على امر الله عز وجل وترك الصلاة وهو يعلم وجوبها ويعتقد وجوبها في المسجد ثم اثر - 00:11:16
شهوته او نومه بدون عذر فان فيه شبها من هؤلاء. فان فيه شبه من هؤلاء فليحذر الانسان من هذا وهنا نلاحظ ان الله عز وجل وصفهم بوصف فقال الذين هم يراؤون والعياذ بالله تلاحظون جاء الوصف ايضا بالفعل المضارع الذي يدل على - 00:11:36
ان الرياء اصبح ايش؟ والعياذ بالله صفة ملازمة لهم. فهم يراؤون بكثرة. واما الرياء العارض هذا فانه لا يكاد يسلم لكن المؤمن المؤمن اذا عرض له الرياء فانه يجتهد مباشرة في دفعه. وجاء في صحيح ابن حبان - 00:11:56
ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي بكر رضي الله عنه قال الا ادلكم على ما يكفر الله به يسير الرياء وكبيره او كما قال عليه الصلاة والسلام قالوا بلى يا رسول الله. قال ان يقول احدكم اللهم اني اعوذ بك ان - 00:12:16
اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم. واستغفرك لماذا؟ لما لا اعلم وذلك ان الرياء كما جاء في حديث محمود بن لبيد وسنده لا بأس به. عند ابي داود ان الرياء اخفى من دبيب النملة السوداء - 00:12:36
على الصفات السوداء في الليلة الظلماء. تصور نملة سوداء على صفات يعني صخرة سوداء وملساء وفي ليلة سوداء انواع الخفاء ومع ذلك قد يسري الى بعض القلوب يتهاون الانسان في دفعه ثم لا يلبث ان يكون جزءا من عمله - 00:12:56
لكن من جاهد نفسه على مدافعته فهو على خير فان الله عز وجل يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لم اذا هل مراعاتهم هنا خاصة بالصلاة؟ ام هي عامة في جميع الاعمال؟ الجواب في جميع الاعمال. ولذلك قال - 00:13:16
الذين هم يراؤون. فمن شأنهم والعياذ بالله انهم اذا انفقوا يراؤون. واذا صلوا يراءون. واذا جاهدوا يراؤون. نسأل الله العافية والسلامة. فالرياء من شأنهم. ولذلك والعياذ بالله يأتي هؤلاء يوم القيامة فيقال لهم اذ - 00:13:36
اذهبوا اذهبوا الى من كنتم تراؤونهم في الدنيا. فليثيبوكم على اعمالكم. ما عندهم شيء. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار الجنة والنار بيد الله عز وجل وبامره سبحانه وتعالى والملائكة تاتمر بامره سبحانه وتعالى. فعلى المؤمن - 00:13:56
ان ينتبه لهذه الصفة او الخصلة. وليجاهد نفسه لو عرض له عارض من الرياء ان يدافعه ما استطاع. وان يتذكر شيئا من من اعظم ما يدفع به الرياء عن قلبه ان الذين ترائيهم اولا قد لا يعلمون بما بما آآ رأيتهم به - 00:14:16
واحدة والامر الثاني وهو الاهم والاخطر ان هؤلاء الذين ترائيهم لن ينفعوك يوم القيامة. ولن يستطيع ان يثيبوك بحسنة واحدة. ولا يأخذوا منك سيئة واحدة. بل لو استطاعوا لوضعوا عليك من سيئاتهم واخذوا من حسناتك - 00:14:36
اذا هؤلاء الذين قد ينقلبون عليك يوم القيامة لماذا ترائيهم؟ ماذا عندهم حتى ترائيهم؟ هل يملكون ان يغفروا هناك هل يملك ان يثيبوك؟ هل يملك ان آآ يملك هؤلاء ان يدخلوك الجنة؟ او ان ينجوك من النار؟ اذا لماذا ترائيهم؟ لماذا - 00:14:56
طيب قال ويمنعون الماعون. الماعون يطلق على على الالة او الاشياء اليسيرة المعتاد بذلها بين الناس. ومنها الماعون المعروف هذا الماعون الاناء الذي يوضع فيه الطعام. وهو لغة عربية فصيحة مستعملة في لساننا. وهذا شيء ادركناه ونحن صغار. انه يكون بين الجيران من التعاون والالف - 00:15:16
ان يقال قبل ان يعني تتغير احوال الناس عموما فتجد اهل البيت يقولون اذا تكرمتوا اعطونا الماعون الذي عندكم نريد القدر الكبير نريد كذا احيانا ينقص قهوة وشاهي وهذا ايضا ادركته انا. فيعطون من هذا شيئا يسيرا يقضي - 00:15:46
حاجتهم فهؤلاء من شدة تعلقهم بالدنيا من شدة تعلقهم بالدنيا هؤلاء الذين ذمهم الله في هذه السورة حتى الاشياء اليسيرة كالفأس والسكين والماعون الصغير والقدوم وغيرها من الالات اليسيرة التي جرت - 00:16:06
العادة ببذلها لا يبذلونها. لان قلوبهم تعلقت بالدنيا فيخشون حتى على هذه الاشياء اليسيرة ان تذهب. وهذا كله من شؤم التعلق بالدنيا. اعني بالتعلق الذي ينسي الاخرة. ويجعل الانسان يبكي لها ويضحك لها ويوالي عليها - 00:16:26
ويعادي عليها الى غير ذلك من الاثار السيئة للتعلق الشديد بالدنيا فصارت في قلوبهم لا في ايديهم وصاروا عبيدا لها يخدمونها يخدمونها ولا يستخدمونها. وهؤلاء قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وفي - 00:16:46
كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس. واذا شيك فلا انتقش. ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعكس هذا المثل فقال - 00:17:06
طوبى لعبد طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله. ان كان في الساقة كان في الساقة في الاخير يعني في اخر الجيش وان كان في المقدمة كان في المقدمة يعني ضعوني حيث شئتم انا اريد الجهاد في سبيل الله اي مكان اوظع فيه فظعوني حيث شئتم - 00:17:26
رب اشعث اغبر. ذي طمرين مدفوع بالابواب لا يأبه له. لو اقسم على الله لابره. انظر الفرق بينهم هؤلاء وبين اولئك العبيد عبيد الدنيا. عبيد الدنانير والدراهم عبيد الهوى. الذين اعماهم حتى فرطوا في حقوق الله - 00:17:46
وفي حقوق العباد بل وظلموهم ايضا. ولهذا تلاحظ اول السورة بدأ ارأيت الذي يكذب الدين هذه الفاء يسمونها فاء التفريع اي ان ما بعدها فرع عما عما قبلها. فهم لانهم كذبوا بيوم القيامة بيوم الجزاء والدين. وتعلقت قلوبهم - 00:18:06
الى حد العبادة بالدنيا حصل منهم هذا فحصل منهم ماذا يا اخونا لاحظوا ظلم لمن هم موضع الرحمة وهم الايتام فذلك الذي يدعو اليتيم وحصر منهم افراط او تقصير في بذل بل والعياذ بالله لم يكونوا بخلاء بانفسهم - 00:18:26
بل وصل الامر بهم انهم لا يحضون غيرهم على طعام المسكين. والمعنى انهم بخلاء على انفسهم وينهون غيرهم عن ان يطعموا المساكين وايضا فرطوا في حق الله جل وعلا. فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. سواء بتأخيرها عن وقتها او - 00:18:46
اه ترك بعض الاوقات والاتيان ببعضها. والرابعة الصفة الرابعة انهم يراؤون. والعياذ بالله لانهم اصلا اكبر همهم ان يكون لهم حظا في الدنيا وان يثنى عليهم وان يمدحوا وان يذكروا لانهم نسوا الاخرة والعياذ بالله. الخامسة وهي - 00:19:06
ويمنعون الماعون. وما ذاك الا لتعلقهم بالدنيا. وانت اذا جمعت هذه الصفات وجدتها ست وليست خمس. لكن الاس الاكبر هو البلاء الاعظم هو مدى تكذيبهم بيوم القيامة. ارأيت الذي يكذب بالدين هذه اول واحدة يدع اليتيم لا يحض على طعام المسكين - 00:19:26
مفرط في الصلاة يرائي ويمنع الماعون. والعياذ بالله اجتمعت فيه اسوء الصفات. لا في حق الله ولا في حق المخلوقين هؤلاء توعدهم والعياذ بالله في ذلك الوادي العظيم في جهنم الذي ذكره في قوله فويل - 00:19:46
للمصلين وهذا في قول كثير من السلف هو واد في جهنم نسأل الله العافية والسلامة. ما الذي نستفيده من هذه السورة؟ هذا المهم في واقعنا من اعظم الفوائد ان الانسان يحذر من ان تكون الدنيا هي التي تقوده - 00:20:06
الدنيا هي التي تضحك وتبكيه وتبكيه. ان تكون الدنيا هي التي لاجلها يحزن ولاجلها يفرح. ولاجلها اه يبكي يعني آآ يقهقك ويضحك. لاجلها يوالي ويعادي. ونحن نعني بهذا التعلق الزائد عن القدر الفطري - 00:20:26
والا لابد للانسان من الدنيا ولا تنسى نصيبك من الدنيا. انما نتحدث عن التعلق الذي ينسي الاخرة. وامارة ذلك ان ترى الانسان عياذ بالله بخيلا مقصرا في حق الله عز وجل لا يحث على الخير يرائي آآ تجده حتى الاشياء الصغيرة في الدنيا لا يبذلها - 00:20:46
فهذا من اعظم الآثار ان يحذر الإنسان من هذه الصفات. واذا وجد نفسه تقوى عنده بعض هذه الصفات فهذا دليل على ان ايمانه باليوم الاخر ضعيف. لماذا؟ لان الرب عز وجل ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر هذه الصفات وقرنها - 00:21:06
لماذا؟ بالتكذيب باليوم الاخر دل على ان كل من وقع عنده نقص من وقع عنده في صفته من وقت من وقع في صفة من هذه الصفات الذميمة فهو لنقص ايمانه باليوم الاخر. لان ايمانه باليوم الاخر لو كان قويا لما بال - 00:21:26
هذه الاشياء لا ما بال بهذه الاشياء اذا كان الانسان ايها الاخوة متعلقا باليوم الاخر فماذا يضره وهو يرجو الله عز وجل ماذا يضره الا يذكره الناس؟ ها انه عمل كذا او لم يعمل كذا. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل. وان - 00:21:46
املأ قلوبنا تعلقا بالاخرة وبما اعده الله عز وجل لعباده كما اسأله ان يعيننا واياكم من صفات هؤلاء المخذولين المحرومين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:06
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا امامنا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر ذي القعدة من عام ستة وثلاثين واربعمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اه نتناول فيها شيئا من معاني سورة الماعون. وهذه السورة من اه السور التي اختلفت - 00:00:16
اه المفسرون في مدنيتها ومكيتها. وان كان اه ظاهر السورة او سبكها ونظمها هو اقرب الى السور المكية منه الى السور المدنية. وفيها ايضا اشارات قد ترجح قول من يقول بانها مدنية. من حيث الاشارة الى الصلاة والسهو عنها كما سيأتي ان شاء الله تعالى - 00:00:36
الاشارة الى ذلك. وعلى كل حال هي سورة تتحدث عن صفات بغيضة تجتمع في اولئك الذين يكذبون بالدين ولا يعني امتلأت قلوبهم والعياذ بالله بحب الدنيا وتعلقت بها وغفلت عن الاخرة. فلاجل ذلك حصل منهم ما حصل من الصفات التي ذكرها الله جل وعلا في هذه السورة - 00:01:06
العظيمة والتي ابتدأت بلفت او تذكير النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الاسلوب او لفت نظري هذا الاسلوب ارأيت ارأيت الذي يكذب بالدين؟ هل رأيت هذا الذي يكذب بالدين وقد تكون رؤيته بصرية وقد تكون علمية. بمعنى ان كانت بصرية اي شيئا يشاهده. وهذا موجود في مكة بكثرة - 00:01:36
ايام العهد المكي وقد تكون الرؤية العلمية والمعنى هل علمت صفة الذي يكذب بالدين ان يكذب بالجزاء والبعث والدين هنا بمعنى الجزاء والبعث كما قال الله عز وجل مالك يوم الدين اي مالك يوم - 00:02:06
الجزاء الذي يدان الناس فيه باعمالهم. ارأيت هذا الذي يكذب بالدين؟ هذا الذي كذب بالبعث جزاء وتعلق قلبه بالدنيا تعلقا عظيما هذا من صفته او بسبب تمكن هذه الصفة فيه - 00:02:26
انك لا تراه متورعا عن بقية الصفات الاخرى. التي ذكرها الله عز وجل. ومنها عدم افقه بالايتام ولذلك قال الله عز وجل فذلك اي هذا الذي يكذب بالدين تجده يدع اليتيم ومع - 00:02:46
يدفعه بعنف وقسوة والعياذ بالله. كما قال الله سبحانه وتعالى عن عن الكفار في الاخرة يوم يدعون الى نار جهنم انما دعا اي يدفعون اليها والعياذ بالله دفعا غليظا عنيفا. هذا الذي كذب بالاخرة والذي اصلا لا ينتظر جزاءه - 00:03:06
ولا يخاف عقابا لانه ينكر البعث فلا يبالي هو يعتدي لانه يضمن لانه اما آآ غني او وجيه في قومه او لو منعه لن يتعرض له احد ولن ينتقم منه احد. ولا يبالي يعني اصلا الاخرة ليست في حساباته. ولذلك تجده - 00:03:26
هذا اليتيم ولا يرحمه لقسوة قلبه ولكفره بالاخرة فهو لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا والعياذ بالله. هذه اثار تكذيبه بالاخرة. الاثر الثاني ولا يحض على طعام المسكين. وتلاحظ بلاغة القرآن هنا - 00:03:46
في ان القرآن ذكر صفة تتعلق بحظه لغيره او بعبارة اخرى صفة تشير الى ما هو اخص واشد منها. فاذا كان هذا الرجل او هذا المكذب بالدين رجلا كان او امرأة لا يحض - 00:04:06
اي لا يحث غيره على اطعام المسكين. هل تتوقع منه هو انه يطعم المسكين؟ الجواب لا. وهذه من طرق القرآن في الى المعاني التي تستفاد كما يقال على قاعدة من باب اولى. فهو يشير للمعنى الاعلى لينبه به على المعنى الادنى. فاذا كان لا - 00:04:26
احث غيره ولا يحض غيره على طعام المسكين. تتوقع هو يطعمهم؟ الجواب لا. الصفة الثالثة قال الله عز وجل فويل للمصلين المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فما المقصود هنا بالمصلين الذين هم - 00:04:46
عن صلاتهم ساهون اختلف السلف رحمهم الله في توجيه او في تفسير هذه الاية الكريمة. قال جماعة منهم ومنهم عن ابن ابي وقاص رضي الله عنهما عنه هم الذين يؤخرونها عن وقتها. هم الذين يؤخرونها عن وقتها حتى يخرج - 00:05:06
وقتها بالكلية. والقول الثاني هم الذين يتركونها حينا ويصلونها حينا وهذا ينطبق على من؟ على المنافقين. نسأل الله العافية والسلامة. فانهم اذا كانوا بحضرة الناس قاموا. واذا فضابوا سواء بسبب الظلام او بسبب غيبتهم لوحدهم تركوا الصلاة. قال الله عز وجل يرى - 00:05:26
الناس ان نعم. ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. وقال الله عز وجل آآ في شأنهم ان المنافق افقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. يراؤون الناس حتى وهو يصلي صورته صورة مصلي لكن - 00:05:56
حقيقته انه ايش؟ غير مصلي والعياذ بالله. اذا سماهم الله مصلين على هذا التفسير باعتبار الصورة والاداء الظاهر كما يقال هذا ذهب يقاتل في الجهاد. والله اعلم بمن يقاتل في سبيله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم - 00:06:16
يكلم في سبيل الله والله اعلم بمن يكلم في سبيله. لان الناس تعرفون كما في حديث ابي موسى منهم من يقاتل عصبية ومنهم من يقاتل الحمية ومنهم من يقاتل لاغراض دنيوية لمغنم ونحو ذلك. ولا يصفو من ذلك الا ما كان لله عز وجل. اذا على هذا القول - 00:06:36
الذين يصلون احيانا ولا يصلون احيانا هم يؤدون بعض الصلاة. تسموا مصلين باعتبار اداء جزء منها ولا لكنهم توعدوا لانهم تركوا شيئا منها. شيئا منها. والاية تحتمل هذا وهذا بمعنى ان الاية يشمل وعيدها من يؤخرون الصلاة عن وقتها لانه قال عن وعن في اللغة العربية - 00:06:56
تدل على المجاوزة تدل على المجاوزة. والتعدي الى شيء اخر. وتشمل اولئك الذين الذين يفرطون فيها يأتون بها حينا ويتركونها حينا. ولذلك الله عز وجل قال هنا عن صلاتهم ساهون - 00:07:26
ولم يقل وهذه من رحمة الله في صلاتهم ساهون والا هلكنا. من الذي يسلم منين؟ من السهو. من الذي يسلم من النسيان من الذي يسلم من السرحان؟ والله المستعان. وفي حديث اه عمار ابن ياسر رضي الله عنهما في سنن ابي داوود - 00:07:46
ان الرجل او حديث عبادة ان الرجل او يوشك ان تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه مصليا فتعجب الراوي كيف كيف؟ قال يدخل في صلاته فيخرج ولا يكتب له منها الا نصفها ربعها سدسها - 00:08:06
ها حتى انه ليخرج ولم يكتب له من صلاته شيء. والمقصود من ذلك حضور القلب. حضور القلب. ولهذا الله يعفو عنا تجد الانسان منا يصلي احيانا في الصلاة الجهرية ويسأل ما الذي قرأ الامام؟ ها يبدأ يتذكر وبصعوبة وربما اصابه مرة - 00:08:26
واخطأ مرات والله المستعان. فمن رحمة الله انه لم يتوعد الذين يحصل منهم سهو في صلاتهم. وانما توعد الذين يفرطون في الصلاة اما باخراجها عن وقتها او بتركها او بتركها احيانا - 00:08:46
مناسبة ذكر هذه الاوصاف او علاقة الصلاة بالاطعام بدع اليتيم تلاحظون ان بينهما ترابطا لكن سيأتي الان يعني توضيح اكثر لموضوع الصلاة. يقول الذين هم يراؤون. وهذا يرجح ماذا ها يا اخوان يرجح قول من يقول ان المعني بها المنافقون ومن يشبههم ممن يصلي حينا ويترك حينا - 00:09:06
من الناس لا خوفا من الله عز وجل. ولهذا في الصحيحين يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما من الخير لاتوهما ولو يعلمون ما فيهما. والمعنى ما فيهما من الخير لاتوهما ولو حبوا - 00:09:36
ومن اسباب ثقلها عليهم ومن اسباب ثقله عليهم ان المشي في الظلام لا يصبر عليه الا اهل الايمان جعلنا الله واياكم من نحن الان الفجر والعصر والظهر عندنا متقاربة بسبب الانوار. بسبب الانوار لكن تبقى العلة العلة - 00:09:56
التي يشترك فيها المقصر مع هؤلاء المنافقين هي في ثقل الصلاة عليه التي يقوم اليها والنوم اشهى اليه من القيام. فيترك النوم طاعة لله عز وجل. اما من فضل النوم من فضل النوم بدون - 00:10:16
عذر ففيه شبه من المنافقين وكل من اثر حظه الشخصي على امر الصلاة ففيه شبه من لماذا؟ لانه لما ذكر في الصلاة في هذين الوقتين دل على معنى معين وهو انه في وقت العشاء والفجر - 00:10:36
لا يوجد انوار فهم لا يفتقدون يعني من التفت من سيفتقرهم من شافون والسبب والعياذ بالله انهم يراؤون الناس ولا ينظرون او يفكرون في رؤية الله عز وجل ورقابته. كذلك من ترك او من ادى الصلاة من ادى الصلاة وليس في قلبه - 00:10:56
الا مراعاة الخلق فهو مشابه للمنافقين في هذه الخصلة والعياذ بالله. ايضا من اثر كما قلنا حظه الشخصي على امر الله عز وجل وترك الصلاة وهو يعلم وجوبها ويعتقد وجوبها في المسجد ثم اثر - 00:11:16
شهوته او نومه بدون عذر فان فيه شبها من هؤلاء. فان فيه شبه من هؤلاء فليحذر الانسان من هذا وهنا نلاحظ ان الله عز وجل وصفهم بوصف فقال الذين هم يراؤون والعياذ بالله تلاحظون جاء الوصف ايضا بالفعل المضارع الذي يدل على - 00:11:36
ان الرياء اصبح ايش؟ والعياذ بالله صفة ملازمة لهم. فهم يراؤون بكثرة. واما الرياء العارض هذا فانه لا يكاد يسلم لكن المؤمن المؤمن اذا عرض له الرياء فانه يجتهد مباشرة في دفعه. وجاء في صحيح ابن حبان - 00:11:56
ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي بكر رضي الله عنه قال الا ادلكم على ما يكفر الله به يسير الرياء وكبيره او كما قال عليه الصلاة والسلام قالوا بلى يا رسول الله. قال ان يقول احدكم اللهم اني اعوذ بك ان - 00:12:16
اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم. واستغفرك لماذا؟ لما لا اعلم وذلك ان الرياء كما جاء في حديث محمود بن لبيد وسنده لا بأس به. عند ابي داود ان الرياء اخفى من دبيب النملة السوداء - 00:12:36
على الصفات السوداء في الليلة الظلماء. تصور نملة سوداء على صفات يعني صخرة سوداء وملساء وفي ليلة سوداء انواع الخفاء ومع ذلك قد يسري الى بعض القلوب يتهاون الانسان في دفعه ثم لا يلبث ان يكون جزءا من عمله - 00:12:56
لكن من جاهد نفسه على مدافعته فهو على خير فان الله عز وجل يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لم اذا هل مراعاتهم هنا خاصة بالصلاة؟ ام هي عامة في جميع الاعمال؟ الجواب في جميع الاعمال. ولذلك قال - 00:13:16
الذين هم يراؤون. فمن شأنهم والعياذ بالله انهم اذا انفقوا يراؤون. واذا صلوا يراءون. واذا جاهدوا يراؤون. نسأل الله العافية والسلامة. فالرياء من شأنهم. ولذلك والعياذ بالله يأتي هؤلاء يوم القيامة فيقال لهم اذ - 00:13:36
اذهبوا اذهبوا الى من كنتم تراؤونهم في الدنيا. فليثيبوكم على اعمالكم. ما عندهم شيء. لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار الجنة والنار بيد الله عز وجل وبامره سبحانه وتعالى والملائكة تاتمر بامره سبحانه وتعالى. فعلى المؤمن - 00:13:56
ان ينتبه لهذه الصفة او الخصلة. وليجاهد نفسه لو عرض له عارض من الرياء ان يدافعه ما استطاع. وان يتذكر شيئا من من اعظم ما يدفع به الرياء عن قلبه ان الذين ترائيهم اولا قد لا يعلمون بما بما آآ رأيتهم به - 00:14:16
واحدة والامر الثاني وهو الاهم والاخطر ان هؤلاء الذين ترائيهم لن ينفعوك يوم القيامة. ولن يستطيع ان يثيبوك بحسنة واحدة. ولا يأخذوا منك سيئة واحدة. بل لو استطاعوا لوضعوا عليك من سيئاتهم واخذوا من حسناتك - 00:14:36
اذا هؤلاء الذين قد ينقلبون عليك يوم القيامة لماذا ترائيهم؟ ماذا عندهم حتى ترائيهم؟ هل يملكون ان يغفروا هناك هل يملك ان يثيبوك؟ هل يملك ان آآ يملك هؤلاء ان يدخلوك الجنة؟ او ان ينجوك من النار؟ اذا لماذا ترائيهم؟ لماذا - 00:14:56
طيب قال ويمنعون الماعون. الماعون يطلق على على الالة او الاشياء اليسيرة المعتاد بذلها بين الناس. ومنها الماعون المعروف هذا الماعون الاناء الذي يوضع فيه الطعام. وهو لغة عربية فصيحة مستعملة في لساننا. وهذا شيء ادركناه ونحن صغار. انه يكون بين الجيران من التعاون والالف - 00:15:16
ان يقال قبل ان يعني تتغير احوال الناس عموما فتجد اهل البيت يقولون اذا تكرمتوا اعطونا الماعون الذي عندكم نريد القدر الكبير نريد كذا احيانا ينقص قهوة وشاهي وهذا ايضا ادركته انا. فيعطون من هذا شيئا يسيرا يقضي - 00:15:46
حاجتهم فهؤلاء من شدة تعلقهم بالدنيا من شدة تعلقهم بالدنيا هؤلاء الذين ذمهم الله في هذه السورة حتى الاشياء اليسيرة كالفأس والسكين والماعون الصغير والقدوم وغيرها من الالات اليسيرة التي جرت - 00:16:06
العادة ببذلها لا يبذلونها. لان قلوبهم تعلقت بالدنيا فيخشون حتى على هذه الاشياء اليسيرة ان تذهب. وهذا كله من شؤم التعلق بالدنيا. اعني بالتعلق الذي ينسي الاخرة. ويجعل الانسان يبكي لها ويضحك لها ويوالي عليها - 00:16:26
ويعادي عليها الى غير ذلك من الاثار السيئة للتعلق الشديد بالدنيا فصارت في قلوبهم لا في ايديهم وصاروا عبيدا لها يخدمونها يخدمونها ولا يستخدمونها. وهؤلاء قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وفي - 00:16:46
كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس. واذا شيك فلا انتقش. ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعكس هذا المثل فقال - 00:17:06
طوبى لعبد طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله. ان كان في الساقة كان في الساقة في الاخير يعني في اخر الجيش وان كان في المقدمة كان في المقدمة يعني ضعوني حيث شئتم انا اريد الجهاد في سبيل الله اي مكان اوظع فيه فظعوني حيث شئتم - 00:17:26
رب اشعث اغبر. ذي طمرين مدفوع بالابواب لا يأبه له. لو اقسم على الله لابره. انظر الفرق بينهم هؤلاء وبين اولئك العبيد عبيد الدنيا. عبيد الدنانير والدراهم عبيد الهوى. الذين اعماهم حتى فرطوا في حقوق الله - 00:17:46
وفي حقوق العباد بل وظلموهم ايضا. ولهذا تلاحظ اول السورة بدأ ارأيت الذي يكذب الدين هذه الفاء يسمونها فاء التفريع اي ان ما بعدها فرع عما عما قبلها. فهم لانهم كذبوا بيوم القيامة بيوم الجزاء والدين. وتعلقت قلوبهم - 00:18:06
الى حد العبادة بالدنيا حصل منهم هذا فحصل منهم ماذا يا اخونا لاحظوا ظلم لمن هم موضع الرحمة وهم الايتام فذلك الذي يدعو اليتيم وحصر منهم افراط او تقصير في بذل بل والعياذ بالله لم يكونوا بخلاء بانفسهم - 00:18:26
بل وصل الامر بهم انهم لا يحضون غيرهم على طعام المسكين. والمعنى انهم بخلاء على انفسهم وينهون غيرهم عن ان يطعموا المساكين وايضا فرطوا في حق الله جل وعلا. فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. سواء بتأخيرها عن وقتها او - 00:18:46
اه ترك بعض الاوقات والاتيان ببعضها. والرابعة الصفة الرابعة انهم يراؤون. والعياذ بالله لانهم اصلا اكبر همهم ان يكون لهم حظا في الدنيا وان يثنى عليهم وان يمدحوا وان يذكروا لانهم نسوا الاخرة والعياذ بالله. الخامسة وهي - 00:19:06
ويمنعون الماعون. وما ذاك الا لتعلقهم بالدنيا. وانت اذا جمعت هذه الصفات وجدتها ست وليست خمس. لكن الاس الاكبر هو البلاء الاعظم هو مدى تكذيبهم بيوم القيامة. ارأيت الذي يكذب بالدين هذه اول واحدة يدع اليتيم لا يحض على طعام المسكين - 00:19:26
مفرط في الصلاة يرائي ويمنع الماعون. والعياذ بالله اجتمعت فيه اسوء الصفات. لا في حق الله ولا في حق المخلوقين هؤلاء توعدهم والعياذ بالله في ذلك الوادي العظيم في جهنم الذي ذكره في قوله فويل - 00:19:46
للمصلين وهذا في قول كثير من السلف هو واد في جهنم نسأل الله العافية والسلامة. ما الذي نستفيده من هذه السورة؟ هذا المهم في واقعنا من اعظم الفوائد ان الانسان يحذر من ان تكون الدنيا هي التي تقوده - 00:20:06
الدنيا هي التي تضحك وتبكيه وتبكيه. ان تكون الدنيا هي التي لاجلها يحزن ولاجلها يفرح. ولاجلها اه يبكي يعني آآ يقهقك ويضحك. لاجلها يوالي ويعادي. ونحن نعني بهذا التعلق الزائد عن القدر الفطري - 00:20:26
والا لابد للانسان من الدنيا ولا تنسى نصيبك من الدنيا. انما نتحدث عن التعلق الذي ينسي الاخرة. وامارة ذلك ان ترى الانسان عياذ بالله بخيلا مقصرا في حق الله عز وجل لا يحث على الخير يرائي آآ تجده حتى الاشياء الصغيرة في الدنيا لا يبذلها - 00:20:46
فهذا من اعظم الآثار ان يحذر الإنسان من هذه الصفات. واذا وجد نفسه تقوى عنده بعض هذه الصفات فهذا دليل على ان ايمانه باليوم الاخر ضعيف. لماذا؟ لان الرب عز وجل ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر هذه الصفات وقرنها - 00:21:06
لماذا؟ بالتكذيب باليوم الاخر دل على ان كل من وقع عنده نقص من وقع عنده في صفته من وقت من وقع في صفة من هذه الصفات الذميمة فهو لنقص ايمانه باليوم الاخر. لان ايمانه باليوم الاخر لو كان قويا لما بال - 00:21:26
هذه الاشياء لا ما بال بهذه الاشياء اذا كان الانسان ايها الاخوة متعلقا باليوم الاخر فماذا يضره وهو يرجو الله عز وجل ماذا يضره الا يذكره الناس؟ ها انه عمل كذا او لم يعمل كذا. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل. وان - 00:21:46
املأ قلوبنا تعلقا بالاخرة وبما اعده الله عز وجل لعباده كما اسأله ان يعيننا واياكم من صفات هؤلاء المخذولين المحرومين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:06
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الماعون |ليلة 17-11-1436هـ |أ.د. عمر المقبل |