التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الملك (3) ليلة 25-2-1439هـ| أ.د.عمر المقبل|
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على خير المرسلين وقدوة الخلق وقدوة - 00:00:00
والقدوة للناس اجمعين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس تفسير سورة الملك اه وقف الحديث بنا عند قول الله تبارك وتعالى واسروا قولكم او اجهروا به. انه عليم بذات الصدور - 00:00:24
وهذه الاية جاءت بعد قوله عز وجل او بعد ما ذكر الله تعالى شأن الكافرين في عذابهم واعترافهم بذنبهم يلحقهم من عقوبة ثم ذكر عز وجل شأن الذين كانوا يخشون الله عز وجل بالغيب وما اعده الله لهم من المغفرة والاجر الكبير - 00:00:44
فجاء الخطاب بعد ذلك لكلا الطرفين المسلمين والكافرين. فقال الله سبحانه وتعالى واسروا قولكم او اسروه من السر. اي اخفوه او ان شئتم فاعلنوه. فالكل عند الله عز وجل سواء. لا يخفى عليه شيء - 00:01:04
من افعال العباد ثم اكد سبحانه وتعالى كمال علمه بقوله في خاتمة في خاتمة هذه الاية انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وسنأتي على ايضا سر الختم - 00:01:24
اللطيف والخبير. لكن في هذه الاية هنا اذا كان الله عز وجل يعلم سر العبد وما يخفيه من اقوال واعمال ونوايا. افلا يكون عالما بما يجهر به ويعلنه؟ الجواب بلى - 00:01:44
من باب اولى والامر الثاني ان الله عز وجل اشار في هذه الاية الى ضرورة العناية بامر النية والقلب. حيث قال عز وجل انه عليم بذات الصدور. اي بما تخفيه هذه القلوب. فانه عز - 00:02:04
جل عليم بما تكنه هذه القلوب وبما يعني يعتمل فيها من نوايا ومقاصد ولهذا ينبغي للعبد ان تكون عنايته بقلبه عظيمة. لانه لا يخفى على الله عز وجل مما مما ينويه الانسان او - 00:02:24
يعلنه شيء البتة. واود ان الفت النظرة ها هنا. وهو الى امر مهم. وهو انك اذا قرأت يا عبد الله في كتاب الله عز وجل خبر الله عن انه يعلم كذا ويعلم كذا لا تظنن ان - 00:02:44
ان المقصود فقط هو اخبارك بان الله يعلم. لا بل يترتب على هذا شيء اخر وهو انه جل وعلى سيجازي سيجازي. لان علم الله مفروغ منه. فالله تعالى لا يخفى عليه شيء. لماذا لا تصلون - 00:03:04
زين يا شباب الاحظ انكم اتجأتون وتجلسون. اذا اتيتم فصلوا ركعتين تعظيما لبيت الله. بارك الله فيكم. اه فاقول اذا مر بك اية في كتاب الله عز وجل تتحدث عن علمه سبحانه وتعالى وانه يعلم كذا وان الله يعلم كذا وبما يعملون محيط - 00:03:24
لا تظن انه سبحانه فقط يخبرك بانه يعلم. لا. هذا الخبر يترتب عليه فائدة اخرى وهي انه جل وعلا سيجازي كلا بما عمل بما عمل بما عمل. نعم. ثم قال الله جل وعلا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:03:44
وهذا استدلال عقلي. اذ ولله المثل الاعلى. لو انك اتيت الى صانع السيارة. او صانع اي جهاز من الاجهزة الحديثة ساعة او جوال او ميكروفون او غيرها من الصناعات هذه. ثم سألته وقال انا - 00:04:04
اعرف انا اعرف كيف يصلح العطل؟ وكيف ركب هذا الجهاز؟ وكيف صنع؟ تستغرب؟ لا ما تستغرب. لانه هو الذي صنع ولله المثل الاعلى الله تعالى خلق هذا الخلق. سواء الادمي او الحيوان او الملك او غير ذلك. الا يعلم - 00:04:24
من خلق بلا والله يعلم سبحانه وتعالى وهذا من الاستدلال العقلي على تقرير القضية التي تدور حولها هذي الاية والتي قبلها وهي كمال علمه جل وعلا ببواطن الامور وظواهرها. في الاية الاولى قال الله انه عليم - 00:04:44
ذات الصدور فهو مناسب لتصدير الاية بقوله واسروا قولكم او اجهروا به. لكن لما كان المقام مقام تقرير لقضية اعظم من قضية العلم بما في الصدور الا وهي علمه عز وجل بالخلق كلهم وبما يخلق ختمها بقوله - 00:05:04
وهو اللطيف الخبير. جل وعلا اللطيف الذي احاط علمه بالاسرار. باسرار الامور وبواطنها وبما اللطف منها ودق فهو عز وجل من يعني هذا هذا معنى اسمه اللطيف. ومعنى قوله الخبير - 00:05:24
اي العليم ببواطن الامور. واعلم ان اسم الخبير اخص من اسم العليم. اخص من اسم العليم. ولهذا هذا الناس يعرفون في الكلام المعتاد انهم اذا ارادوا ان يصفوا انسانا بعلم متقدم - 00:05:44
بالشيء يقولون خبير. خبير. كيف خبير؟ اي ان عنده علم وزيادة. فالخبرة او الفرق بين علم والخبر ان الخبر هو العلم ولكنه علم بكنه المعلومات وحقائقها. يعني بدقائق المعلومات بخلاف معنى العلم الذي هو ادراك الشيء على ما هو عليه. فانا مثلا حينما اقول عندي علم - 00:06:04
ان المرض يحتاج الى علاج. هذه معلومة وان المريض بالمرض الفلاني الصداع او المغص او الاسهال عند اه فيه انواع من العلاجات بحكم اه الاستعمال او الخبرة اليسيرة اعرف ان هذا المرض يعالجه فلان وكذا لكن متى اكتسب الانسان - 00:06:34
هذه الخبرة من اول مرة الجواب لا. يعني متى عرف الانسان العادي غير الطبيب المختص بان الفيفادول او الاسبرين يعالج الصداع ونحو ذلك. ليس من اول مرة. مرة واثنتين وثلاثة واربع. فلما تكرر عليه هذا الشيء صار - 00:06:54
عنده خبرة به صار عنده خبرة به. اه خذ مثالا اخر. انسان يريد ان يكون صاحب صنعة. صاحب صنعة اما اه ميكانيكي او نجار او حداد او اه الكترونيات او غير ذلك. هو في اول مرة قد يعطى معلومات - 00:07:14
في ورقة او يقول له اكبأ من هو اكبر منه المعلومات التالية تقودك الى الاصلاح. هذه تقول عنده علم بهذه النقاط لكن هل عنده خبرة الجواب لا. ولهذا الناس تلقائيا يفرقون بين الطبيب حديث التخرج وبين الطبيب العريق الذي له عشرين - 00:07:34
ثلاثين واربعين سنة في في مجاله. مع ان الجميع درس في كلية الطب وربما درس نفس المناهج. لكن هذا تقول عنده معلومات ولكن هذا عنده خبرة اكثر واعمق ولله المثل الاعلى فالله عز وجل عليم وخبير سبحانه وتعالى لا يعزب عن علمه سبحانه وتعالى شيء - 00:07:54
ولا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما تقرر قبل قليل نؤكده هنا. وهو انك يا ايها المؤمن اذا قرأت امثال هذه الايات فلا تظن ان الله فقط يريد ان يخبرك انه عليم او خبير فقط لا. انما يخبرك - 00:08:14
ويبشرك او يحذرك. يبشرك ان انت اطعته بعظيم الثواب. ويحذرك ان انت عصيته باليم العقاب ثم قال الله تبارك وتعالى بعد هذا بعد هذه الاية لما ذكر شيئا من انواع لطفه بعباده ذكر شيء - 00:08:34
ذكر علمه ولطفه العام ذكر شيئا من اثار لطفه بخلقه. فقال هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور. الله عز وجل صير وسخر هذه الارض لتكون ذلولا. والذلول من الابل هي المنقادة السهلة التي تتأتى لقاء - 00:08:54
قائدها ولو كانت طفلا صغيرا. هذا المخلوق الكبير القوي ينقاد لطفل صغير ربما لا يصل آآ طوله الى ركبة هذا البعير هذا من معاني التذليل. للناقة كذلك الارض جعلها الله عز وجل سهلة لينة - 00:09:24
فتى يستطيع ان يسير الناس فيها. في فجاجها وفي مناكبها. ولهذا قال الله عز وجل فامشوا. وهذه الفاء كما يسميها علماء اللغة فاء التفريع. ايش معنى التفريع؟ لتفريع الامر اه على الجعل المذكور فما قبل - 00:09:44
لها دائما هذه قاعدة فاء التفريع ما قبلها علة لما بعدها. يعني امشوا فان الله عز وجل امشوا في هذه الارض فان الله تبارك وتعالى قد ذللها لكم. وهذا مثال من الامثلة الكثيرة على ان الامر قد يأتي للاباحة - 00:10:04
لا للوجوب. قد يأتي للامر للاباحة لا للوجوب. كما انه قد يأتي للتهديد ويأتي للوجوب ويأتي للاستحباب وهذا حسب ايش حسب السياق المقصود ان الله تعالى امر العباد ان يمشوا في الارض وفي مناكبها. والعلماء السلف الصالح رضي الله - 00:10:24
وعنهم اختلفوا في تفسير معنى المناكب. على قولين كلاهما مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. فمن العلماء من قال ان اناكب المقصود بها اطراف الارض. ومنهم من قال بل المقصود بها اعاليها. اعاليها لان منكب الشيء - 00:10:44
في اعلى بدنه. والذين قالوا ان المناك بمعنى الاطراف قالوا انه شبه الارظ بماذا؟ او الطرق دجاج شبهها بمناكب الانسان وهي من اطرافه. ليست ايش؟ من اصول جسمه بل من اطرافه والمنكب هو ملتقى العضد مع - 00:11:04
هذا هو. فكما ان المنكب في طرف البدن فكذلك مناكب الارض اطرافها. ايش المعنى بعضهم قال هذا وبعضهم قال ان المناكب هنا المقصود بها اعاليها وهي الجبال وغيرها. حتى الجبال ذللها الله عز وجل - 00:11:24
تكون محلا لبعض رزقه عز وجل. مثلا بعض انواع العسل افضل ما تكون وين؟ في الجبال. بعض الحيوانات التي اباح الله عز وجل اكلها وصيدها قد لو توجد الا في الجبال. فاذا كان الله عز وجل ذلل الرزق في هذه الاماكن المرتفعة - 00:11:44
التي هي عادة فيها صعوبة. فما ظنك ايش؟ بباقي الارظ. وعلى كل حال كلا القولين مأثور عن ابن عباس وعن جماعة من والاكثرون وهذا الذي اختاره ابن جرير ان المقصود بالمناكب اطراف الارض اطراف الارض وهذا ايضا ظاهر عبارة ابن - 00:12:04
كثير رحمة الله تعالى على الجميع. ثم قال وكلوا من رزقه. الاحظ ان الله تعالى اضاف الرزق اليه ما فائدة ذلك؟ الا تطلب الرزق الا منه يا عبد الله؟ لا تطلبه من مخلوق ولا يخوفنك مخلوق بقولك ساقطع رزقك - 00:12:24
نحو هذه العبارات ابدا. الرزق في السماء. وفي السماء رزقكم وما توعدون. فلا تنشغل بملاحاة المخلوقين الذين مثلك. المخلوق هذا الذي قد يهددك او يمن عليك هو مرزوق. هو لا يملك اصلا ان يجلب لنفسه رزقا - 00:12:44
وهذا المعنى شريف وجليل. ينبغي رسوخه في قلب العبد. خصوصا من يعني قد يبتلى بموت احد اولاده الذين له له اولاد صغار ايتام. فمن الناس من يقلق على رزق الصغار. ويقال له لا تقلق. فلا الوالد ولا الوالدة يرزقون. انما هم يجلبون - 00:13:04
الله عز وجل الذي كتب لهؤلاء الصغار. فان لم يجلبه الوالدان جلبه الاجداد او الاعمام او ولي اليتيم. وله هذا كان من فقه بعض النساء ممن تقدم من اسلافنا رضي الله عنهم ورحمهم انه لما جاء زوجها يودعه - 00:13:34
خارجا للجهاد في سبيل الله تعالى او في طلب التجارة والرزق. قالت يا فلان اتق الله فينا. اتق الله فينا وفيما تجلبه لنا من الرزق. فلما ودعته عاتبت بعض النساء هذه المرأة. وقالت كيف تأذنين له - 00:13:54
اذهب ها هذه المدة الطويلة. من يرزقك؟ يعني من ايش؟ من اللي ينفق عليك؟ قالت والله ما عهدت فلانا رزاق انما عهدته جالبا لرزق الله عز وجل. طيب مات زوجي ابا اموت انا معه؟ سينقطع رزقي؟ لا. وكم من - 00:14:14
صغار او كم من رجل مات وترك ايتاما صغارا فصار غناهم بعد موت ابيهم اكثر وهذا معروف وله شواهد واعرف بعظها وربما بعظكم يعرف نماذج من ذلك. اذا ايها الاحبة قظية الرزق قظية تشغل بال كثير من الناس. ولاجل - 00:14:34
لهذا تجد بعضهم والعياذ بالله حينما تشتد به الحال ويضيق به الامر يلجأ الى اكل الحرام اما بالربا او بالرشق او بالسرقة او بالغش. ظنا منه ان هذه الاساليب تجلب له المال وتريحه من عناء السؤال ونحو ذلك. واقول - 00:14:54
قل لان يمد الانسان يده للسؤال او يأخذ من الزكاة خير له وهو اهل لها خير له من ان يأتي المال حرام باي صورة من صوره؟ باي صورة من صوره؟ فاذا قرأ العبد هذه الاية وكلوا من رزقه علم ان - 00:15:14
فهذا رزق الله عز وجل. لا يجلبه حرص حريص ولا يدفعه كره كاره. وكم من الرزق جاء اناسا لم يتعبوا فيه كثيرا قد يكون ابوه تعب وخلف له ثروة. وانسان يركض ويركض ويركض ثم يخسر ولا يتحقق له شيء. ليتعلق - 00:15:34
تتعلق قلوب العباد بمن؟ بالله عز وجل. ولهذا كان يذكر ان رجلا اعرابيا وجد اناسا على قضية من الرزق. قتال يعني هو وكذا. فلمح الملمح الذي ذكره الله تعالى في سورة الذاريات. وفي السماء - 00:15:54
اه رزقكم وما توعدون. والسماء هنا فسرت باقوام منها المطر وغيره. لكن يقول ما بال هؤلاء يقتتلون في الارض ورزقهم في ورزقهم في السماء. ولهذا من العبارات التي يعني ينبغي تجنبها كلمة فلان قطع رزق فلان - 00:16:14
ما ينبغي ان تقال. ما في احد يقطع رزق احد. رزق الله عز وجل كتب على العبد قبل ان يخرج الى هذه الارض. وانما اسباب وانما الخلق اسباب. وكم من اناس كانوا يوما ما فقراء بعد مدة اغتنوا والعكس. ورب - 00:16:34
وما تسلط قوي على ظعيف ودارت الايام فصار الظعيف قويا والقوي ظعيفا. فلا يغتر انسان بحاله التي هو عليها وليعلق بالله جل وعلا والله تعالى حينما امر بالمشي في الارض فان في هذا ردا على اولئك المتواكلين - 00:16:54
والذين ينتسبون الى بعض المذاهب المنحرفة. ممن حرفوا حقيقة التوكل على الله عز وجل. فظن وان التوكل انك تنام في البيت وتترك الرزق والناس يأتون ليضعوا في فمك رزقا. لا هذا خطأ. وهذا تواكل بل هو - 00:17:14
مذموم ذمهم الامام احمد وغيرهم من اهل العلم. والصواب ان الانسان يضرب في مناكب الارض. ويسأل الله عز وجل من رزقه ما اتاه والحمد لله وما لم يقدر له فانه يعلم انه كما يعني هو هو مقرر عقيدة لكن نحتاج - 00:17:34
لنطبقه واقعا ما لم يكتب لك لا يمكن ابدا ان يجلبه لك احد من الخلق. والعكس اذا كتب لك رزق والله لو اجتمع الخلق كل ثم على ان يمنعوه ما استطاعوا. وما احسن قول الشاعر والله والله ايمان مكررة ثلاثة عن يمين - 00:17:54
بعد ثانيها لو ان في صخرة صم ململمة في البحر راسية ملس نواحيها رزقا لعبد براها الله لانفلقت حتى تؤدي اليه كل ما فيها او كان فوق طباق السبع مسلكها لسهل الله - 00:18:14
في المرقى مراقيها. حتى ينال الذي في اللوح خط له. فان اتته والا سوف يأتيها. فما كتب لك من الرزق سيأتي في ولا بد. فاياك ان تسلك طرق الحرام. واياك ان تسلكي طرق الحرام يا امة الله. وكما قلت لان يأخذ - 00:18:34
انسان مما اباح الله له من الزكاة اذا كان من اهلها خير له من ان يأتي الحرام باي صورة من من الصور قال الله عز وجل في خاتمة الاية واليه النشور. وقد يقول قائل ما فائدة هذا التنبيه على آآ قوله - 00:18:54
على او ما فائدة هذه التنبيه وختم الاية واليه النشور مع التصدير بالمشي في الارض. الاشارة التي يمكن ان تلتمس من هذا ان الحياة في هذه الارض ايها الاخوة مؤقتة مؤقتة واذا - 00:19:14
فكانت مؤقتة لا تستحق والله ان تدخل جوفك لقمة حرام. فالنشور وهو بعث الخلق بعد الموت الى الله عز وجل عن قريب. ومن لم يدرك القيامة الكبرى ستقوم قيامته عن قريب. وكل انسان يموت فقد قامت قيامته - 00:19:34
فهذا من اسرار والله تعالى اعلم بمراده من اسرار الختم بهذه الاية وفيها ايضا من الفوائد هذه الاية الكريمة واللفتات ان الانسان ينبغي ان يستعين بهذا الرزق على ما ينجيه اذا نشر يوم القيامة وبعث عند الله عز وجل - 00:19:54
فاياك ان تركض في لقمة او في رزق تكون سببا في هلاكك. او سببا في عذابك. فالرزق رزق الله عز وجل ينبغي ان يكون معينا لك وان تستعين به على ماذا؟ على طاعة الله عز وجل. وقد يقول قائل وهل في الرزق شيء حرام؟ الجواب - 00:20:14
لو قرأت سورة يونس لاتاك الجواب. قال الله سبحانه وتعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم؟ ام على الله تفترون؟ والرزق من حيث هو لا شك انه منة لا شيء فيه - 00:20:34
حرم لانه كله من الله. لكن يعتريه التحريم بما يطرأ عليه من الاوصاف والعلل. كأن يدخله الربا او ان يكون عن طريق الغش او عن طريق التبضع بالفروج والعياذ بالله او بالرشاوي او بالتدليس او غير ذلك من صور اكل الحرام. فهنا - 00:20:54
كونوا الرزق حراما من هذه الجهة. باعتبار ما طرأ عليه. ثم قال الله تبارك وتعالى ام امنتم؟ اأمنتم من في سماء ان يخسف بكم الارض الى اخر الايات ولكن هذه الايات آآ الثلاث آآ ذات وحدة موضوعية آآ - 00:21:14
واحدة آآ اخشى ان بدأناها ان نطيل عليكم لكن لعلنا نرجعها باذن الله تعالى الى المجلس القادم باذن الله سبحانه وبحمده. آآ بقي ان اشير الى آآ معنى في الاية التي آآ ذكرناها قبل قليل وهي في قوله عز وجل كلوا من رزقكم - 00:21:34
من هذه للتبعير. لكن ما المقصود بالرزق؟ الرزق هو كل ما ينتفع به. سواء كان مالا او طعاما او متاعا او آآ عقارا او غير ذلك. كل هذا يسمى رزق. والرزق المذكور في الاية هنا هو - 00:21:54
والرزق الذي يشترك فيه بنو ادم جميعا. بنو ادم جميعا. وربما يقال ربما يقال كما يحرص الانسان على رزق بدنه فانه ينبغي ان يحرص على رزق قلبه اعظم من حرصه على رزق بدنه - 00:22:14
لماذا ايها الاخوة؟ لان رزق البدن يشترك فيه الانسان والحيوان يشترك فيه المسلم والكافر. لكن الموفق الله يجعلنا واياكم من هؤلاء هو الذي احرص على رزق قلبه رزق الايمان رزق اعمال القلوب التوكل على الله اليقين الرضا المحبة المراقبة هذه هي - 00:22:34
ارزاق التي يتفاوت فيها الناس يوم القيامة. هذه الارزاق التي لا تستقر قدم القلب الا عليها. ولا تباين السعداء من الاشقياء الا بها. ولهذا قد تجد رجلا كافرا ممتعا موسعا له في الرزق. فتنة فتنة - 00:22:54
فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي ايش؟ اكرمه. واما اذا ما ابتلاه وقدر عليه رزقه ظيقة يعني فيقول ربي اهانه وهذا قد يشترك في مسلم وكافر. لكن الرزق الحقيقي الذي يسعى له الموفقون - 00:23:14
هو رزق القلوب. رزق القلوب. رزق الايمان. بحيث لو نقص معدل الايمان عنده ضاق صدره. وهذا هو الفرق بين اهل الدنيا واهل الاخرة اهل الدنيا تجد الواحد منهم لو نقص من رصيده او من راتبه مئة ريال حمر وصفر وحوقل وحسبن - 00:23:34
لكن ان يسلم دينه تفوته صلاة آآ يقصر في حق آآ من له حق من والد او قريب او او غير ذلك يأكل مالا حراما لا يبالي. وهذا والله من الخذلان. فعلى العبد اقول كما نحن نتحدث عن موضوع الرزق ان يعتني برزق - 00:23:54
في قلبه لا اقول مثل بل اعظم من رزق بدنه. فان رزق الابدان قدر مشترك كما ذكرنا. بينما رزق القلوب هو الذي يسعى له الموفقون الذين يرغبون في النجاة يوم يبعث من في القبور. اسأل الله سبحانه وتعالى ان - 00:24:14
ان يرزق قلوبنا ايمانا ننجو به كما اسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا رزقا نستغني به عن خلقه. وان يجعل ما رزقنا عونا لنا على طاعته او سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:34
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على خير المرسلين وقدوة الخلق وقدوة - 00:00:00
والقدوة للناس اجمعين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس تفسير سورة الملك اه وقف الحديث بنا عند قول الله تبارك وتعالى واسروا قولكم او اجهروا به. انه عليم بذات الصدور - 00:00:24
وهذه الاية جاءت بعد قوله عز وجل او بعد ما ذكر الله تعالى شأن الكافرين في عذابهم واعترافهم بذنبهم يلحقهم من عقوبة ثم ذكر عز وجل شأن الذين كانوا يخشون الله عز وجل بالغيب وما اعده الله لهم من المغفرة والاجر الكبير - 00:00:44
فجاء الخطاب بعد ذلك لكلا الطرفين المسلمين والكافرين. فقال الله سبحانه وتعالى واسروا قولكم او اسروه من السر. اي اخفوه او ان شئتم فاعلنوه. فالكل عند الله عز وجل سواء. لا يخفى عليه شيء - 00:01:04
من افعال العباد ثم اكد سبحانه وتعالى كمال علمه بقوله في خاتمة في خاتمة هذه الاية انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وسنأتي على ايضا سر الختم - 00:01:24
اللطيف والخبير. لكن في هذه الاية هنا اذا كان الله عز وجل يعلم سر العبد وما يخفيه من اقوال واعمال ونوايا. افلا يكون عالما بما يجهر به ويعلنه؟ الجواب بلى - 00:01:44
من باب اولى والامر الثاني ان الله عز وجل اشار في هذه الاية الى ضرورة العناية بامر النية والقلب. حيث قال عز وجل انه عليم بذات الصدور. اي بما تخفيه هذه القلوب. فانه عز - 00:02:04
جل عليم بما تكنه هذه القلوب وبما يعني يعتمل فيها من نوايا ومقاصد ولهذا ينبغي للعبد ان تكون عنايته بقلبه عظيمة. لانه لا يخفى على الله عز وجل مما مما ينويه الانسان او - 00:02:24
يعلنه شيء البتة. واود ان الفت النظرة ها هنا. وهو الى امر مهم. وهو انك اذا قرأت يا عبد الله في كتاب الله عز وجل خبر الله عن انه يعلم كذا ويعلم كذا لا تظنن ان - 00:02:44
ان المقصود فقط هو اخبارك بان الله يعلم. لا بل يترتب على هذا شيء اخر وهو انه جل وعلى سيجازي سيجازي. لان علم الله مفروغ منه. فالله تعالى لا يخفى عليه شيء. لماذا لا تصلون - 00:03:04
زين يا شباب الاحظ انكم اتجأتون وتجلسون. اذا اتيتم فصلوا ركعتين تعظيما لبيت الله. بارك الله فيكم. اه فاقول اذا مر بك اية في كتاب الله عز وجل تتحدث عن علمه سبحانه وتعالى وانه يعلم كذا وان الله يعلم كذا وبما يعملون محيط - 00:03:24
لا تظن انه سبحانه فقط يخبرك بانه يعلم. لا. هذا الخبر يترتب عليه فائدة اخرى وهي انه جل وعلا سيجازي كلا بما عمل بما عمل بما عمل. نعم. ثم قال الله جل وعلا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:03:44
وهذا استدلال عقلي. اذ ولله المثل الاعلى. لو انك اتيت الى صانع السيارة. او صانع اي جهاز من الاجهزة الحديثة ساعة او جوال او ميكروفون او غيرها من الصناعات هذه. ثم سألته وقال انا - 00:04:04
اعرف انا اعرف كيف يصلح العطل؟ وكيف ركب هذا الجهاز؟ وكيف صنع؟ تستغرب؟ لا ما تستغرب. لانه هو الذي صنع ولله المثل الاعلى الله تعالى خلق هذا الخلق. سواء الادمي او الحيوان او الملك او غير ذلك. الا يعلم - 00:04:24
من خلق بلا والله يعلم سبحانه وتعالى وهذا من الاستدلال العقلي على تقرير القضية التي تدور حولها هذي الاية والتي قبلها وهي كمال علمه جل وعلا ببواطن الامور وظواهرها. في الاية الاولى قال الله انه عليم - 00:04:44
ذات الصدور فهو مناسب لتصدير الاية بقوله واسروا قولكم او اجهروا به. لكن لما كان المقام مقام تقرير لقضية اعظم من قضية العلم بما في الصدور الا وهي علمه عز وجل بالخلق كلهم وبما يخلق ختمها بقوله - 00:05:04
وهو اللطيف الخبير. جل وعلا اللطيف الذي احاط علمه بالاسرار. باسرار الامور وبواطنها وبما اللطف منها ودق فهو عز وجل من يعني هذا هذا معنى اسمه اللطيف. ومعنى قوله الخبير - 00:05:24
اي العليم ببواطن الامور. واعلم ان اسم الخبير اخص من اسم العليم. اخص من اسم العليم. ولهذا هذا الناس يعرفون في الكلام المعتاد انهم اذا ارادوا ان يصفوا انسانا بعلم متقدم - 00:05:44
بالشيء يقولون خبير. خبير. كيف خبير؟ اي ان عنده علم وزيادة. فالخبرة او الفرق بين علم والخبر ان الخبر هو العلم ولكنه علم بكنه المعلومات وحقائقها. يعني بدقائق المعلومات بخلاف معنى العلم الذي هو ادراك الشيء على ما هو عليه. فانا مثلا حينما اقول عندي علم - 00:06:04
ان المرض يحتاج الى علاج. هذه معلومة وان المريض بالمرض الفلاني الصداع او المغص او الاسهال عند اه فيه انواع من العلاجات بحكم اه الاستعمال او الخبرة اليسيرة اعرف ان هذا المرض يعالجه فلان وكذا لكن متى اكتسب الانسان - 00:06:34
هذه الخبرة من اول مرة الجواب لا. يعني متى عرف الانسان العادي غير الطبيب المختص بان الفيفادول او الاسبرين يعالج الصداع ونحو ذلك. ليس من اول مرة. مرة واثنتين وثلاثة واربع. فلما تكرر عليه هذا الشيء صار - 00:06:54
عنده خبرة به صار عنده خبرة به. اه خذ مثالا اخر. انسان يريد ان يكون صاحب صنعة. صاحب صنعة اما اه ميكانيكي او نجار او حداد او اه الكترونيات او غير ذلك. هو في اول مرة قد يعطى معلومات - 00:07:14
في ورقة او يقول له اكبأ من هو اكبر منه المعلومات التالية تقودك الى الاصلاح. هذه تقول عنده علم بهذه النقاط لكن هل عنده خبرة الجواب لا. ولهذا الناس تلقائيا يفرقون بين الطبيب حديث التخرج وبين الطبيب العريق الذي له عشرين - 00:07:34
ثلاثين واربعين سنة في في مجاله. مع ان الجميع درس في كلية الطب وربما درس نفس المناهج. لكن هذا تقول عنده معلومات ولكن هذا عنده خبرة اكثر واعمق ولله المثل الاعلى فالله عز وجل عليم وخبير سبحانه وتعالى لا يعزب عن علمه سبحانه وتعالى شيء - 00:07:54
ولا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما تقرر قبل قليل نؤكده هنا. وهو انك يا ايها المؤمن اذا قرأت امثال هذه الايات فلا تظن ان الله فقط يريد ان يخبرك انه عليم او خبير فقط لا. انما يخبرك - 00:08:14
ويبشرك او يحذرك. يبشرك ان انت اطعته بعظيم الثواب. ويحذرك ان انت عصيته باليم العقاب ثم قال الله تبارك وتعالى بعد هذا بعد هذه الاية لما ذكر شيئا من انواع لطفه بعباده ذكر شيء - 00:08:34
ذكر علمه ولطفه العام ذكر شيئا من اثار لطفه بخلقه. فقال هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور. الله عز وجل صير وسخر هذه الارض لتكون ذلولا. والذلول من الابل هي المنقادة السهلة التي تتأتى لقاء - 00:08:54
قائدها ولو كانت طفلا صغيرا. هذا المخلوق الكبير القوي ينقاد لطفل صغير ربما لا يصل آآ طوله الى ركبة هذا البعير هذا من معاني التذليل. للناقة كذلك الارض جعلها الله عز وجل سهلة لينة - 00:09:24
فتى يستطيع ان يسير الناس فيها. في فجاجها وفي مناكبها. ولهذا قال الله عز وجل فامشوا. وهذه الفاء كما يسميها علماء اللغة فاء التفريع. ايش معنى التفريع؟ لتفريع الامر اه على الجعل المذكور فما قبل - 00:09:44
لها دائما هذه قاعدة فاء التفريع ما قبلها علة لما بعدها. يعني امشوا فان الله عز وجل امشوا في هذه الارض فان الله تبارك وتعالى قد ذللها لكم. وهذا مثال من الامثلة الكثيرة على ان الامر قد يأتي للاباحة - 00:10:04
لا للوجوب. قد يأتي للامر للاباحة لا للوجوب. كما انه قد يأتي للتهديد ويأتي للوجوب ويأتي للاستحباب وهذا حسب ايش حسب السياق المقصود ان الله تعالى امر العباد ان يمشوا في الارض وفي مناكبها. والعلماء السلف الصالح رضي الله - 00:10:24
وعنهم اختلفوا في تفسير معنى المناكب. على قولين كلاهما مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. فمن العلماء من قال ان اناكب المقصود بها اطراف الارض. ومنهم من قال بل المقصود بها اعاليها. اعاليها لان منكب الشيء - 00:10:44
في اعلى بدنه. والذين قالوا ان المناك بمعنى الاطراف قالوا انه شبه الارظ بماذا؟ او الطرق دجاج شبهها بمناكب الانسان وهي من اطرافه. ليست ايش؟ من اصول جسمه بل من اطرافه والمنكب هو ملتقى العضد مع - 00:11:04
هذا هو. فكما ان المنكب في طرف البدن فكذلك مناكب الارض اطرافها. ايش المعنى بعضهم قال هذا وبعضهم قال ان المناكب هنا المقصود بها اعاليها وهي الجبال وغيرها. حتى الجبال ذللها الله عز وجل - 00:11:24
تكون محلا لبعض رزقه عز وجل. مثلا بعض انواع العسل افضل ما تكون وين؟ في الجبال. بعض الحيوانات التي اباح الله عز وجل اكلها وصيدها قد لو توجد الا في الجبال. فاذا كان الله عز وجل ذلل الرزق في هذه الاماكن المرتفعة - 00:11:44
التي هي عادة فيها صعوبة. فما ظنك ايش؟ بباقي الارظ. وعلى كل حال كلا القولين مأثور عن ابن عباس وعن جماعة من والاكثرون وهذا الذي اختاره ابن جرير ان المقصود بالمناكب اطراف الارض اطراف الارض وهذا ايضا ظاهر عبارة ابن - 00:12:04
كثير رحمة الله تعالى على الجميع. ثم قال وكلوا من رزقه. الاحظ ان الله تعالى اضاف الرزق اليه ما فائدة ذلك؟ الا تطلب الرزق الا منه يا عبد الله؟ لا تطلبه من مخلوق ولا يخوفنك مخلوق بقولك ساقطع رزقك - 00:12:24
نحو هذه العبارات ابدا. الرزق في السماء. وفي السماء رزقكم وما توعدون. فلا تنشغل بملاحاة المخلوقين الذين مثلك. المخلوق هذا الذي قد يهددك او يمن عليك هو مرزوق. هو لا يملك اصلا ان يجلب لنفسه رزقا - 00:12:44
وهذا المعنى شريف وجليل. ينبغي رسوخه في قلب العبد. خصوصا من يعني قد يبتلى بموت احد اولاده الذين له له اولاد صغار ايتام. فمن الناس من يقلق على رزق الصغار. ويقال له لا تقلق. فلا الوالد ولا الوالدة يرزقون. انما هم يجلبون - 00:13:04
الله عز وجل الذي كتب لهؤلاء الصغار. فان لم يجلبه الوالدان جلبه الاجداد او الاعمام او ولي اليتيم. وله هذا كان من فقه بعض النساء ممن تقدم من اسلافنا رضي الله عنهم ورحمهم انه لما جاء زوجها يودعه - 00:13:34
خارجا للجهاد في سبيل الله تعالى او في طلب التجارة والرزق. قالت يا فلان اتق الله فينا. اتق الله فينا وفيما تجلبه لنا من الرزق. فلما ودعته عاتبت بعض النساء هذه المرأة. وقالت كيف تأذنين له - 00:13:54
اذهب ها هذه المدة الطويلة. من يرزقك؟ يعني من ايش؟ من اللي ينفق عليك؟ قالت والله ما عهدت فلانا رزاق انما عهدته جالبا لرزق الله عز وجل. طيب مات زوجي ابا اموت انا معه؟ سينقطع رزقي؟ لا. وكم من - 00:14:14
صغار او كم من رجل مات وترك ايتاما صغارا فصار غناهم بعد موت ابيهم اكثر وهذا معروف وله شواهد واعرف بعظها وربما بعظكم يعرف نماذج من ذلك. اذا ايها الاحبة قظية الرزق قظية تشغل بال كثير من الناس. ولاجل - 00:14:34
لهذا تجد بعضهم والعياذ بالله حينما تشتد به الحال ويضيق به الامر يلجأ الى اكل الحرام اما بالربا او بالرشق او بالسرقة او بالغش. ظنا منه ان هذه الاساليب تجلب له المال وتريحه من عناء السؤال ونحو ذلك. واقول - 00:14:54
قل لان يمد الانسان يده للسؤال او يأخذ من الزكاة خير له وهو اهل لها خير له من ان يأتي المال حرام باي صورة من صوره؟ باي صورة من صوره؟ فاذا قرأ العبد هذه الاية وكلوا من رزقه علم ان - 00:15:14
فهذا رزق الله عز وجل. لا يجلبه حرص حريص ولا يدفعه كره كاره. وكم من الرزق جاء اناسا لم يتعبوا فيه كثيرا قد يكون ابوه تعب وخلف له ثروة. وانسان يركض ويركض ويركض ثم يخسر ولا يتحقق له شيء. ليتعلق - 00:15:34
تتعلق قلوب العباد بمن؟ بالله عز وجل. ولهذا كان يذكر ان رجلا اعرابيا وجد اناسا على قضية من الرزق. قتال يعني هو وكذا. فلمح الملمح الذي ذكره الله تعالى في سورة الذاريات. وفي السماء - 00:15:54
اه رزقكم وما توعدون. والسماء هنا فسرت باقوام منها المطر وغيره. لكن يقول ما بال هؤلاء يقتتلون في الارض ورزقهم في ورزقهم في السماء. ولهذا من العبارات التي يعني ينبغي تجنبها كلمة فلان قطع رزق فلان - 00:16:14
ما ينبغي ان تقال. ما في احد يقطع رزق احد. رزق الله عز وجل كتب على العبد قبل ان يخرج الى هذه الارض. وانما اسباب وانما الخلق اسباب. وكم من اناس كانوا يوما ما فقراء بعد مدة اغتنوا والعكس. ورب - 00:16:34
وما تسلط قوي على ظعيف ودارت الايام فصار الظعيف قويا والقوي ظعيفا. فلا يغتر انسان بحاله التي هو عليها وليعلق بالله جل وعلا والله تعالى حينما امر بالمشي في الارض فان في هذا ردا على اولئك المتواكلين - 00:16:54
والذين ينتسبون الى بعض المذاهب المنحرفة. ممن حرفوا حقيقة التوكل على الله عز وجل. فظن وان التوكل انك تنام في البيت وتترك الرزق والناس يأتون ليضعوا في فمك رزقا. لا هذا خطأ. وهذا تواكل بل هو - 00:17:14
مذموم ذمهم الامام احمد وغيرهم من اهل العلم. والصواب ان الانسان يضرب في مناكب الارض. ويسأل الله عز وجل من رزقه ما اتاه والحمد لله وما لم يقدر له فانه يعلم انه كما يعني هو هو مقرر عقيدة لكن نحتاج - 00:17:34
لنطبقه واقعا ما لم يكتب لك لا يمكن ابدا ان يجلبه لك احد من الخلق. والعكس اذا كتب لك رزق والله لو اجتمع الخلق كل ثم على ان يمنعوه ما استطاعوا. وما احسن قول الشاعر والله والله ايمان مكررة ثلاثة عن يمين - 00:17:54
بعد ثانيها لو ان في صخرة صم ململمة في البحر راسية ملس نواحيها رزقا لعبد براها الله لانفلقت حتى تؤدي اليه كل ما فيها او كان فوق طباق السبع مسلكها لسهل الله - 00:18:14
في المرقى مراقيها. حتى ينال الذي في اللوح خط له. فان اتته والا سوف يأتيها. فما كتب لك من الرزق سيأتي في ولا بد. فاياك ان تسلك طرق الحرام. واياك ان تسلكي طرق الحرام يا امة الله. وكما قلت لان يأخذ - 00:18:34
انسان مما اباح الله له من الزكاة اذا كان من اهلها خير له من ان يأتي الحرام باي صورة من من الصور قال الله عز وجل في خاتمة الاية واليه النشور. وقد يقول قائل ما فائدة هذا التنبيه على آآ قوله - 00:18:54
على او ما فائدة هذه التنبيه وختم الاية واليه النشور مع التصدير بالمشي في الارض. الاشارة التي يمكن ان تلتمس من هذا ان الحياة في هذه الارض ايها الاخوة مؤقتة مؤقتة واذا - 00:19:14
فكانت مؤقتة لا تستحق والله ان تدخل جوفك لقمة حرام. فالنشور وهو بعث الخلق بعد الموت الى الله عز وجل عن قريب. ومن لم يدرك القيامة الكبرى ستقوم قيامته عن قريب. وكل انسان يموت فقد قامت قيامته - 00:19:34
فهذا من اسرار والله تعالى اعلم بمراده من اسرار الختم بهذه الاية وفيها ايضا من الفوائد هذه الاية الكريمة واللفتات ان الانسان ينبغي ان يستعين بهذا الرزق على ما ينجيه اذا نشر يوم القيامة وبعث عند الله عز وجل - 00:19:54
فاياك ان تركض في لقمة او في رزق تكون سببا في هلاكك. او سببا في عذابك. فالرزق رزق الله عز وجل ينبغي ان يكون معينا لك وان تستعين به على ماذا؟ على طاعة الله عز وجل. وقد يقول قائل وهل في الرزق شيء حرام؟ الجواب - 00:20:14
لو قرأت سورة يونس لاتاك الجواب. قال الله سبحانه وتعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم؟ ام على الله تفترون؟ والرزق من حيث هو لا شك انه منة لا شيء فيه - 00:20:34
حرم لانه كله من الله. لكن يعتريه التحريم بما يطرأ عليه من الاوصاف والعلل. كأن يدخله الربا او ان يكون عن طريق الغش او عن طريق التبضع بالفروج والعياذ بالله او بالرشاوي او بالتدليس او غير ذلك من صور اكل الحرام. فهنا - 00:20:54
كونوا الرزق حراما من هذه الجهة. باعتبار ما طرأ عليه. ثم قال الله تبارك وتعالى ام امنتم؟ اأمنتم من في سماء ان يخسف بكم الارض الى اخر الايات ولكن هذه الايات آآ الثلاث آآ ذات وحدة موضوعية آآ - 00:21:14
واحدة آآ اخشى ان بدأناها ان نطيل عليكم لكن لعلنا نرجعها باذن الله تعالى الى المجلس القادم باذن الله سبحانه وبحمده. آآ بقي ان اشير الى آآ معنى في الاية التي آآ ذكرناها قبل قليل وهي في قوله عز وجل كلوا من رزقكم - 00:21:34
من هذه للتبعير. لكن ما المقصود بالرزق؟ الرزق هو كل ما ينتفع به. سواء كان مالا او طعاما او متاعا او آآ عقارا او غير ذلك. كل هذا يسمى رزق. والرزق المذكور في الاية هنا هو - 00:21:54
والرزق الذي يشترك فيه بنو ادم جميعا. بنو ادم جميعا. وربما يقال ربما يقال كما يحرص الانسان على رزق بدنه فانه ينبغي ان يحرص على رزق قلبه اعظم من حرصه على رزق بدنه - 00:22:14
لماذا ايها الاخوة؟ لان رزق البدن يشترك فيه الانسان والحيوان يشترك فيه المسلم والكافر. لكن الموفق الله يجعلنا واياكم من هؤلاء هو الذي احرص على رزق قلبه رزق الايمان رزق اعمال القلوب التوكل على الله اليقين الرضا المحبة المراقبة هذه هي - 00:22:34
ارزاق التي يتفاوت فيها الناس يوم القيامة. هذه الارزاق التي لا تستقر قدم القلب الا عليها. ولا تباين السعداء من الاشقياء الا بها. ولهذا قد تجد رجلا كافرا ممتعا موسعا له في الرزق. فتنة فتنة - 00:22:54
فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي ايش؟ اكرمه. واما اذا ما ابتلاه وقدر عليه رزقه ظيقة يعني فيقول ربي اهانه وهذا قد يشترك في مسلم وكافر. لكن الرزق الحقيقي الذي يسعى له الموفقون - 00:23:14
هو رزق القلوب. رزق القلوب. رزق الايمان. بحيث لو نقص معدل الايمان عنده ضاق صدره. وهذا هو الفرق بين اهل الدنيا واهل الاخرة اهل الدنيا تجد الواحد منهم لو نقص من رصيده او من راتبه مئة ريال حمر وصفر وحوقل وحسبن - 00:23:34
لكن ان يسلم دينه تفوته صلاة آآ يقصر في حق آآ من له حق من والد او قريب او او غير ذلك يأكل مالا حراما لا يبالي. وهذا والله من الخذلان. فعلى العبد اقول كما نحن نتحدث عن موضوع الرزق ان يعتني برزق - 00:23:54
في قلبه لا اقول مثل بل اعظم من رزق بدنه. فان رزق الابدان قدر مشترك كما ذكرنا. بينما رزق القلوب هو الذي يسعى له الموفقون الذين يرغبون في النجاة يوم يبعث من في القبور. اسأل الله سبحانه وتعالى ان - 00:24:14
ان يرزق قلوبنا ايمانا ننجو به كما اسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا رزقا نستغني به عن خلقه. وان يجعل ما رزقنا عونا لنا على طاعته او سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:34
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة الملك (3) ليلة 25-2-1439هـ| أ.د.عمر المقبل|