التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة النبأ (1) ليلة 13-1-1439هـ| أ.د.عمر المقبل|
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا عود - 00:00:00
الى مجالس التفسير. والى التفقه في معاني كلام الله عز وجل بما ييسره الله تبارك وتعالى يعين عليه ويفتح به. ولا ريب ان امثال هذه المجالس هي خيرها لما صحت نيته. فان الصحابة رضي الله عنهم - 00:00:24
كما يقول ابن رجب رحمة الله عليه كانت علومهم دائرة بين فهم الكتاب والسنة تدارس معاني كلام الله عز وجل من اعظم اسباب صلاح القلب. وذلك ان تدارس المعاني وفهمها هو - 00:00:44
والسبيل السليم للتدبر. والى العيش مع كتاب الله عز وجل. وكتاب الله تعالى جعله الله زوج المثاني تثنى فيه الايات. ترغيب وترهيب. احكام ومواعظ وعد ووعيد. ذكر لصفات الله جل وعلا. واثارها في الخلق. حديث عن مخلوقات الله عز وجل. التي تدل - 00:01:04
على بعض من عظمته تبارك وتعالى وحكمته وخلقه والانسان الموفق جعل الله واياكم من هؤلاء هؤلاء من له نصيب من كتاب الله عز وجل لا يتركه البتة ولو قل. ومن عاش مع القرآن - 00:01:34
وادرك ان هذا القلب لا يمكن ان يحيا الا به لم يرضى لقلبه ان يمر عليه يوم الا وقت قد قرأ وورد هذا المورد العظيم الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه معاتبا ومبينا انه سبق - 00:01:54
لحياة القلوب الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون. ثم قال الله اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موته - 00:02:14
كما ان الله يحيي الارظ بعد موتها فكذلك يلين القلوب بعد قسوتها بهذا القرآن. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد الايات لعلكم لعلكم تعقلون. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا هذا القرآن - 00:02:34
القرآن الكريم وان يفهمنا معانيه. وان يرزقنا تدبره وتلاوته على الوجه الذي يرضيه عنا. وان يجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا واحزاننا. وان يجعله قائدنا ودليلنا الى جناته جنات النعيم. في المجالس السابقة - 00:02:54
اه كنا بحمد الله قد فرغنا من اه التعليق على جميع سور جزء عم الا سورة النبأ التي هي اول سورة في هذا جزء ونبدأ بعون الله تعالى في هذا اليوم الاثنين الثاني عشر من شهر الله المحرم من عام تسعة وثلاثين واربع مئة والف نبدأ - 00:03:14
تفسيرها على ثلاثة مجالس لان هذه السورة سورة النبأ هي اذا تأملها الانسان وتأمل موضوعاتها وجد انها تنقسم الى ثلاثة اقسام. ولهذا سيكون الحديث فيها مقسما بناء على هذا الاساس. وهذه السورة اه اذا كان - 00:03:34
اقول الانسان يجدانها تضمنت ثلاث قضايا آآ اساسية بعضها مبني على بعض. فالقضية الاولى تحدثت عن النبأ العظيم وعن الدلائل التي تدل على قدرة الله جل وعلا على آآ صدق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام - 00:03:54
وتدل ايضا على اه قدرته سبحانه وتعالى فيما كذب به هؤلاء من النبأ سواء كان النبأ قلنا انه هو رسول الله عليه الصلاة والسلام او هو القرآن او البعث على اقوال قيلت في هذه الاية. والقسم الثاني من السورة تحدث عن يوم - 00:04:14
يوم القيامة ومع عن يوم القيامة. ان يوم الفصل كان ميقاتا. هنا يبدأ الجزء الثاني من السورة. والجزء الثالث منها كانوا مآل الفريقين اما كما قال الله فريق في الجنة وفريق في السعير. وبناء على هذا التقسيم سنسير باذن الله تعالى في - 00:04:34
هذه المجالس الثلاث القادمة بعون الله عز وجل في تفسير هذه السورة. وسورة النبأ مكية باجماع المفسرين. كما ذكر ذلك ابن بن عطية وابن الجوزي وغيرهم وغيرهم من اهل العلم. والسورة ابتدأت بهذا الاستفهام. عم واصل عم - 00:04:54
اذا مرت بك اه هي مكونة من عن وماء. ولكن لما دخل حرف الجر على ما حذف صفة الالف حذفت الالف لدخول حرف الجر عليها. فصارت عما. والمعنى عن اي شيء يتساءل هؤلاء - 00:05:14
والمقصود بهؤلاء كفار مكة. لان السورة مكية كما سبق. فعم يتساءل هؤلاء عم يتساءلوا اه بعضهم بعضا. جاءت الاية بالجواب عن النبأ العظيم. وتأمل في هذه الاية حيث والله عن النبأ ولم يقل عن الخبر. لان العرب تفرق بين النبأ والخبر. فليس كل خبر نبأ - 00:05:34
بينما كل نبأ خبر. ولهذا يقول الراغب الاصفهاني رحمه الله ان النبأ في لسان العرب لا الا على ما اشتمل على ثلاثة معان او ثلاثة امور. الاول ان يكون حديثا عن شيء عظيم ذا بال. وذا فائدة عظيمة - 00:06:04
كما قال الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون. والامر الثاني ان يكون صادقا اي الخبر. ولا اصدق من الله قيلا. والثالث ان يكون عن علم او غلبة ظن - 00:06:24
اما فيما يتعلق بالله فكل قوله عز وجل علم لا ظن فيه. سبحانه وبحمده وكذلك خبر رسوله عليه الصلاة والسلام سلام. اذا من اسرار التعبير هنا بكلمة النبأ او اذا تأملت كلمة النبأ ظهر لك سر من اسرار اختيار هذه الكلمة - 00:06:44
ثم لما وصف هذا النبأ بانه عظيم ازدادت اهمية هذه الكلمة. والعظيم جل جلاله اذا وصف شيئا بانه عظيم فلا ريب انه عظيم. ولا يمكن للخاطر او العقل ان يحيط بماذا؟ بما بهذه - 00:07:04
العظمة من كل جهاتها. اختلف المفسرون ما هو هذا النبأ العظيم الذي اختلف فيه اهل مكة فقال بعض المفسرين عليكم السلام هو القرآن هو القرآن. وصفة اختلافهم فيه ان بعضهم وصفه بانه سحر - 00:07:24
وبعضهم قال هذا كذب. وبعضهم قال هذا شعر كما هو معروف في الاية الكريمة. في سورة الطور وغيرها. واحيانا تقل هذه الاوصاف الى الرسول عليه الصلاة والسلام. ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون وكذلك في ايات سورة الحاقة آآ - 00:07:44
بانه شاعر او كاهن او غير ذلك. وقال الله تعالى فذكر فما انت بانعمة ربك بكاهن ولا مجنون. الى غير ذلك من الايات الكريمة. ومنهم من من قال ان المقصود به البعث. يعني اختلاف كفار مكة في هذا النبأ العظيم. المقصود به البعثة - 00:08:04
وحجة هؤلاء الذين قالوا ان المقصود بالنبأ العظيم هو البعث قالوا ان سياق ايات السورة يدل على ذلك كيف يدل على ذلك؟ لان الله عز وجل ذكر بعد ذلك مباشرة جملة من خلقه العظيم الذي يستدل به - 00:08:24
على قدرته على البعث وعلى الخلق عموما. ثم بعد ذلك قال قال الله بعدها ان يوم الفصل كان ميقاتا. ففي هذا اشارة الى ماذا؟ الى يوم البعث وقدرته عز وجل على اعادة الخلق. وسياق الايات يرجح هذا القول الثاني. وهو - 00:08:44
ان النبأ العظيم الذي اختلف فيه هؤلاء هو البعث ولا مانع ان يشمل ما سواه من تكذيب او من خلافي في هذا الذي قال وقرر قضية البعث. التي كانت مستنكرة عندهم. وبعيدة كل البعد. كما قال الله في سورة يس - 00:09:04
قابلنا مثلا ونسي خلقه. ايش اقول؟ من يحيي العظام وهي رميم. فيأتيه الجواب قل يحييها الذي انشأها اول مرة وبكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا. فالذي جعل من الشجر الاخضر الذي عادة لا لا يوري. يجعل منه - 00:09:24
بعد ان ييبس او يستخرج منه المادة النارية فقدرته عز وجل على اعادة الخلق ايسر وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. وله المثل الاعلى في السماوات والارض. اذا الاقرب اه لسياق الايات هو - 00:09:44
آآ ان او موضوع السورة ان الاختلاف الذي وقع بينهم في هذه الايات هو الاختلاف في البعث النقطة الثانية ما طبيعة الاختلاف الذي وقع فيه هؤلاء؟ يعني كيف اختلفوا؟ فبعض العلماء يقول ان هذا التساؤل الذي وقع - 00:10:04
قد يكون حقيقي بمعنى ان يقول معقول في بعث واخر يقول لا ما في بعث. واحتمال ان يكون هذا الاختلاف بينهم في طرح الاسئلة عما انه على سبيل السخرية. مثل ما يقول شوفوا فلان يقول كذا وكذا. انظر الى محمد يقول في بعث. ثم يتهكم الاخر. فيقول ايه ايه في بعث - 00:10:24
فيأتون بهذا والعياذ بالله التساؤل على سبيل التهكم والسخرية. ولا يمنع ان يكون هذا واقعا منهم جميعا فاناس سخروا وهذا جار على السنتهم كما اثبته القرآن جار على السنة بعضهم ولا يمنع ايضا ان يكون - 00:10:44
هنا بعضهم تسائل حقا اثمة بعث بعد الموت؟ ويتساءلون ما الذي يمنع من ذلك؟ ولا يمنع ان يكون هؤلاء الذين سألوا حقيقة وطلبا للحق ان يكون منهم من هدي بعد ذلك الى التوحيد والايمان باليوم الاخر. ثم نلحظ - 00:11:04
ان الله عز وجل يقول بعد هذه الاية الذي هم فيه مختلفون. تجاه هذا الخبر. وسبحان الله من بلاغة القرآن قال ان الله عز وجل لم يقل الذي يختلفون فيه. لان سياق الاية هنا جاء بصورة الجملة الاسمية. الذي هم - 00:11:24
والظمير هنا اه من او الضمير من انواع المعارف ومن انواع الاسماء. فالتصدير به كما يقول بعض اهل العلم لا لا على ان الاختلاف عندهم والتكذيب به صفة راسخة في نفوسهم. بخلاف ما لو قال الذي يختلفون فيه فتكون جملة فعلية - 00:11:44
لا تدل على ماذا؟ على رسوخه فيهم كما تدل الجملة الاسمية. قال الله عز وجل مبينا كذبهم كلا. وهذه مرت معنا مرارا انها حرف ردع وزجر. وهو كذلك فان هذه الاية الكريمة يزجر الله عز وجل فيها ويكذب مقولتهم. والمعنى - 00:12:04
ان ليس الامر كما تقولون. وليس كما تزعمون في هذا النبأ الذي اختلفتم فيه. بل سترون هذا عين اليقين ولهذا قال الله سبحانه وتعالى كلا سيعلمون. سيعلمون ماذا؟ اي علم اليقين كما في سورة التكاثر. ثم جاء التأكيد بقوله - 00:12:24
ثم كلا سيعلمون. الثانية هذي الاولى سيعلمون ها علم اليقين. والثانية تؤكد هذا العلم كما قال الله عز وجل ثم لترونها عين اليقين. فسيعلمونه علم اليقين وسيرونه ايضا عين اليقين - 00:12:44
ثم قال الله تبارك وتعالى ان الم نجعل الارض مهادا؟ وهنا نلحظ ان الايات ان الله سبحانه وتعالى لفت فنظر هؤلاء المكذبين والمختلفين في البعث الى جملة من اياته الكونية وهذا تقرير للقاعدة - 00:13:04
التي ذكرها الله عز وجل في سورة غافر لخلق السماوات والارض ها اكبر من خلق الناس. فاذا كان الله قادرا على خلق هذه السماوات والجبال بثباتها ومهد الارض على صعوبة وعورتها وجعلها بهذه التضاريس التي تصلح للمعاش وطلب الرزق - 00:13:24
فخلق الانسان ايسر من هذا بكثير. وليس على الله شيء صعب. وليس على الله شيء صعب. وهو اهون عليه. فبدأ قد ذكر الله عز وجل لهم من الايات. ونلاحظون ايضا ان الايات هنا قسمت الى قسمين. ايات في الخلق السفلي وهو الارظ وايات في - 00:13:44
الخلق العلوي وهو السماوات. وبدأ بالخلق السفلي والله تعالى اعلم كونه اوصق بالناس. واوصق بمعايشهم ومعادهم وحاجاتهم. فقال الله الم نجعل الارض مهاذا؟ هذه الارض لو كانت كلها جبلية. كم سيلحق الناس من عنت ومشقة؟ لو كانت - 00:14:04
هذه الارض كلها رخوة سهلة. كيف يمكن ان تثبت الارض؟ وكيف يمكن ان يبنى عليها؟ ومن ذهب الى بعض السهلية جدا عرف المشقة التي يجدونها في حفر القبور. فضلا عن بناء بيوتهم. كذلك ايضا لو كانت الارض كلها بحار - 00:14:24
او كلها جبال او كلها سهول او كلها على آآ صفة واحدة لحصل على لحصل من ذلك مشقة وعن الم نجعل الارض مهادا؟ وهذا الاستفهام المقصود به التقرير. والمعنى ان الله عز وجل جعل هذه الارض كالمهاد الذي ينام عليه الانسان - 00:14:44
اللي يرتاح فكذلك الله عز وجل جعل هذه الارض ممهدة ليرتاح الخلق في طلب معيشتهم فيها دون ان يجدوا عانة او مشقة ظاهرة. ثم لفت الله تعالى النظر الى اية من اياته في هذه الارض وهي الجبال. فقال والجبال يعني الم نجعل الجبال اوتادا ايضا - 00:15:04
وصارت الجبال بهذا صارت الجبال بهذا كانها اطناب للخيمة ان الخيمة لا تقوم آآ على آآ غير هذا فلها اعمد ولها اطناب تثبتها فالجبال بالنسبة للارض كذلك حتى قال بعض العلماء علماء الارض والجبال وغيرهم ان الذي يظهر للناس من الجبل انما هو ثلثه وثلثاه مغمور - 00:15:24
كان في الارض كل ذلك لتكون هذه الجبال مثبتة للارض حتى لا تهتز. ولهذا هذه الجبال اذا انتفت المصلحة منها يوم القيامة ايش تكون؟ كما مر معنا تكون كالعهن المنفوش. وبست الجبال بسا فكانت هباء - 00:15:54
منبثة ثم قال الله تعالى وخلقناكم ازواجا يعني ان الله تعالى انشأ هذا الخلق وجعله منوعين ذكورا واناثا. ذكورا واناثا. وهذا التزويج ايضا يتجه او يتسع ليشمل معنى اعظم او اوسع - 00:16:14
عفوا اوسع وهو انك ترى فيهم الابيض والاسود وترى فيهم الطويل والقصير والقوي والضعيف. وترى فيهم اصنافا كثر وكل هذا دال على قدرته عز وجل. وجعلنا نومكم سباتا. وهنا تلاحظون ان - 00:16:34
ان الاستدلال الان انتقل من الايات الارظية الى الايات النفسية اي التي في خلق الانسان. والله عز وجل لفت الى هذا المعنى بقوله وفي انفسكم ايش؟ افلا تبصرون. ثم اظاف النوم اليهم. اظاف النوم اليهم لانهم هم المحتاجون اليه. هذي من جهة - 00:16:54
والامر الاخر انه اية من ايات الله عز وجل. ووصف الله سبحانه وتعالى هذا النوم بانه سبات. لان اصل مادة السبت هذي السين والباء والتاء تدل على القطع. يعني الانسان بنومه يقطع عناء - 00:17:14
بيرتاح ولو وهو والنوم هذا كما انه صفة كمال في الانسان فهو في الوقت ذاته صفة نقص. صفة كمال من جهة انه نعمة. ولهذا تجد الانسان اذا اراد ان يعبر عن مرضه احيانا وش يقول والله ما يجيني النوم. فهو كمال او نعمة من جهة - 00:17:34
حصول الانسان وهو نقص من جهة حاجة الانسان الى الراحة. ولما كان هذا نقصا من هذه الجهة تمدح الله تبارك وتعالى بكماله فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه ايش؟ سنة ولا نوم. لا النعاس ولا مقدمة - 00:17:54
النوم ولا النوم. لا ينام كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي موسى في صحيح مسلم. ان الله لا ينام ولا ينبغي يعني لا يجوز ابدا ولا يصح ان ينام - 00:18:14
لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. قال وجعلنا نومكم سباتا. والنوم كما تلاحظون من ايات الله. ومن اسراره الخفية تجد الانسان احيانا في مجلس عامر يغشاهم نوم وينام لا يستطيع ان يبكي نفسه. يغشى الملك ويغشى الصغير والكبير ويغشى الرجل - 00:18:24
والمرأة والحيوان والانسان فهو اية من ايات الله وجعله الله تعالى نعمة سباتا يقطع الانسان به اه تعبه ويسكن. قال وجعلنا الليل لباسا. وبدأ بالنوم والله تعالى اعلم. لانه اشبه حالات - 00:18:44
الموت الان القضية المختلف فيها ما هي؟ البعث. اليس كذلك؟ فذكر الله عز وجل اول اية من الايات في النفوس اية النوم لان النوم موتة صغرى. فالذي امامكم وجعل لكم هذه النعمة ثم يوقظكم بعد النوم. قادر على ان - 00:19:04
بعثكم بعد الموت فالنوم موتة صغرى. فكما يبعثكم بعد نومكم فانه قادر على ان يبعثكم بعد موتكم هذا يشرع للانسان كما في البخاري في حديث حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استيقظ قال الحمد لله الذي احيانا بعدما - 00:19:24
اماتنا واليه النشور. فهذا من اسرار والله تعالى اعلم بمراده البدء باية النوم. ولما كان اوصى اوقات النوم آآ الليل ثنى به فقال وجعلنا الليل لباسا فكأنما الليل حينما الله عز وجل بهذا كما في الاية الاخرى والليل اذا يغشى اذا غشي الارض كأنما هو لباس تغطى به الارض - 00:19:44
ومن ركب منكم في الطائرات قبيل غروب الشمس ثم صعدت الطائرة ادرك هذا المعنى تماما. ادرك هذا المعنى تماما يرى في مثلا تجده او حتى بعد غروب الشمس عفوا. اول ما تغرب الشمس يكون الليل قد غشى الارض. فاذا اقلعت الطائرة - 00:20:14
واذا الشمس لم تغرب في السماء بعد. فيرى الانسان من خلال النافذة كيف ان هذا الليل اصبح كاللباس الذي ايش غطى هذه الارض. فتبارك الله احسن الخالقين. وجعلنا الليل لباسا. واللباس هنا كما انه يغش - 00:20:34
من جهة اللون والسواد فهو ايضا يستر الناس ويريحهم بعد العناء والتعب. ولهذا اتفقت البحوث المعاصران على ان افضل اوقات النوم هي هي هو الليل هو الليل ولو احتاج الانسان الى النوم في النهار - 00:20:54
فينصح تجده من اهل الشأن ينصح ان يكون مكانه مظلما. ليكتسب على الاقل بعض خصائص الظلمة. فان من الناس من قد يكون وعملوا بالنهار يضطر لهذا. فيحتاج الى هذه الخصيصة التي جعلها الله عز وجل في الظلام. ثم قال الله جعلنا النهار معاشا - 00:21:14
اي ان الله عز وجل جعل النهار الذي يبصر ويرى وهو وقت الحركة معاشه. يطلب فيه المعاش الذي تقوم به الحياة فكلمة المعاش تشمل معنيين. تشمل طلب المعاش وهو الركض والسعي. وتشمل ما به القوام وهو الحياة - 00:21:34
وبنينا فوقكم سبعا شدادا. كل هذا حديث عن الايات ايش؟ الكونية العلوية. بعد ان مضى الكلام على الايات السفلية. بدأ الحديث بالليل آآ ثم النهار ثم السبع الشداد واصح الاقوال قول الجمهور في مسألة السبع الشداد وهي السماوات السبع - 00:21:54
ووصفها الله عز وجل بانها شداد لاحكام خلقها. لاحكام خلقها ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وبنينا فوقكم سبعا شدادا. والتعبير بالفوقية هنا قد يستغربه بعض الناس. يقول ما الفائدة؟ مع ان السماء فوق اكيد. لكن - 00:22:14
في هذا لفت للنظر اذا كانت هذه السماء بغير عمد ولا تسقط ليتساءل المؤمن من الذي تسائل المتأمل في خلق الله عز وجل؟ من الذي امسك هذه السماء ان تسقط على الارض؟ الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى. وهذا - 00:22:34
ان تسخير الله عز وجل لهذه المخلوقات العظيمة لهذا الانسان. فلا ترى فيها خللا ولا ترى فيها فطورا ولا ترى فيها وانظر الان الى اقرب مبنى من المباني التي يزعم انها على اعلى المواصفات. تجده بعد كم سنة يحتاج الى صيانة - 00:22:54
يحتاج الى يعني مصاريف وكذا لكن السماوات منذ ان خلقت لا يوجد فيها خلل. ولهذا الله سبحانه وتعالى قال فارجع البصر ايش؟ ما قال الله مرتين لا بل قال كرتين يعني مرة بعد مرة متى ما بغيت اعد النظر لن تجد فيها خللا. فقال الله كرتين ليطلب من الانسان - 00:23:14
ان يعيد النظر كل وقت متى ما شاء فلن يجد فيها خللا. ثم قال الله سبحانه وتعالى لافتا النظر ايضا الى اية من اياته في هذه السماء هي الشمس ولم يصرح بذكرها للعلم بها. فقال وجعلنا سراجا وهاجا. والشمس وصفت بانها سراج لما فيها من الحرارة - 00:23:34
لما فيها من الحرارة ومنافع الشمس عظيمة جدا. لو احتجبت عن الخلق مدة طويلة لحصل باحتجابها ظرر عظيم ضرر عظيم. وسماه الله سبحانه وتعالى او وصفها بانها وهاجة. تشبيها لها بالسراج المتقد الوضيع - 00:23:54
ثم قال الله تبارك وتعالى وانزلنا من المعصرات ما ان فجاجا. والمعصرات جمع معصرة. وهي السحابة اذا ان لها ان تمطر. والعرب تسمي الجارية التي قاربت الاحتلام او قاربت البلوغ معصرا - 00:24:14
لانها اوشكت على الحيض ولم تحض. هذا مأخذ الكلمة وهو امتلاء الشيء من آآ جنسه لكن قبل ان يخرج وهذه الاية سبحان الله تلاحظ ذكر فيها وصفان انها معسرة وان هذا الماء سجاد فحصل بهذا - 00:24:34
من الامتنان ما لا يحصل فيما لو قيل وانزلنا من السماء ماء فقط. ففيها اشارة الى نعمة الله عز وجل بسوق هذه السحب وكون الماء الذي ينزل منها ليس ماء قليلا. بل هو ماء كثير. ولهذا وصفه الله تعالى بانه ايش؟ حجاج - 00:24:54
اي كثير وقد جاء في حديث في السنن او عند الامام احمد الحج العج والثج. يعني العج والجؤار الى الله بالتلبية والثج باراقة الدماء في يوم النحر. سواء في الاضاحي او في الهدايا. وهذا اشارة الى اشارة في الحديث اشارة الى كثرة ما يراق - 00:25:14
من الدماء فكذلك هنا في كلمة فجاج دلالة على الامتنان اعظم من دلالة كلمة ما كلمة مائة فقط بدون ان توصف بانه وان كانت المنة حاصلة لكن في هذا تنبيه على كفر هؤلاء بهذه النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها ولا ينعم بها غيره - 00:25:34
عز وجل. ثم بين الله تعالى الحكمة من انزال هذا الماء فقال لنخرج به حبا ونباتا. حبا ونباتا انزل الله عز وجل هذا الماء من السحاب ليخرج الحب وهو شامل لجميع انواع الحبوب القمح الشعير الارز وغيرها من الحبوب - 00:25:54
ونبات وهو ما عدا الحبوب. فيدخل في ذلك ماذا؟ النخل الرمان البرتقال التفاح. وغيرها من الثباتات التي ينعم الله عز وجل بها وجنات الفافا. يعني يخرج الله بهذا الماء آآ وبهذا المطر البساتين التي يلتف - 00:26:14
اغصانها بعضها على بعض. وهذا الالتفاف تلاحظه احيانا في بعض الاشجار اكثر من بعض. مثل شجر العنب الان ومثل بعض الاشجار متسلقة ترى فيها من اثار قدرة الله عز وجل الشيء العظيم. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد - 00:26:34
فيا عجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحده؟ الجاحد. وبهذا الجزء من السورة يختم الاستدلال الادلة التي تدل على انفراد الله عز وجل بالربوبية واستحقاقه من الربوبية للالوهية. ثم يبدأ فصل جديد من السورة - 00:26:54
في تقرير يوم القيامة وهو البعث الذي اختلف فيه هؤلاء وهو بداية حديث مجلسنا في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى اسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا فهم كتابه والعمل به. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:27:14
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا عود - 00:00:00
الى مجالس التفسير. والى التفقه في معاني كلام الله عز وجل بما ييسره الله تبارك وتعالى يعين عليه ويفتح به. ولا ريب ان امثال هذه المجالس هي خيرها لما صحت نيته. فان الصحابة رضي الله عنهم - 00:00:24
كما يقول ابن رجب رحمة الله عليه كانت علومهم دائرة بين فهم الكتاب والسنة تدارس معاني كلام الله عز وجل من اعظم اسباب صلاح القلب. وذلك ان تدارس المعاني وفهمها هو - 00:00:44
والسبيل السليم للتدبر. والى العيش مع كتاب الله عز وجل. وكتاب الله تعالى جعله الله زوج المثاني تثنى فيه الايات. ترغيب وترهيب. احكام ومواعظ وعد ووعيد. ذكر لصفات الله جل وعلا. واثارها في الخلق. حديث عن مخلوقات الله عز وجل. التي تدل - 00:01:04
على بعض من عظمته تبارك وتعالى وحكمته وخلقه والانسان الموفق جعل الله واياكم من هؤلاء هؤلاء من له نصيب من كتاب الله عز وجل لا يتركه البتة ولو قل. ومن عاش مع القرآن - 00:01:34
وادرك ان هذا القلب لا يمكن ان يحيا الا به لم يرضى لقلبه ان يمر عليه يوم الا وقت قد قرأ وورد هذا المورد العظيم الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه معاتبا ومبينا انه سبق - 00:01:54
لحياة القلوب الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون. ثم قال الله اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موته - 00:02:14
كما ان الله يحيي الارظ بعد موتها فكذلك يلين القلوب بعد قسوتها بهذا القرآن. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد الايات لعلكم لعلكم تعقلون. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا هذا القرآن - 00:02:34
القرآن الكريم وان يفهمنا معانيه. وان يرزقنا تدبره وتلاوته على الوجه الذي يرضيه عنا. وان يجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا واحزاننا. وان يجعله قائدنا ودليلنا الى جناته جنات النعيم. في المجالس السابقة - 00:02:54
اه كنا بحمد الله قد فرغنا من اه التعليق على جميع سور جزء عم الا سورة النبأ التي هي اول سورة في هذا جزء ونبدأ بعون الله تعالى في هذا اليوم الاثنين الثاني عشر من شهر الله المحرم من عام تسعة وثلاثين واربع مئة والف نبدأ - 00:03:14
تفسيرها على ثلاثة مجالس لان هذه السورة سورة النبأ هي اذا تأملها الانسان وتأمل موضوعاتها وجد انها تنقسم الى ثلاثة اقسام. ولهذا سيكون الحديث فيها مقسما بناء على هذا الاساس. وهذه السورة اه اذا كان - 00:03:34
اقول الانسان يجدانها تضمنت ثلاث قضايا آآ اساسية بعضها مبني على بعض. فالقضية الاولى تحدثت عن النبأ العظيم وعن الدلائل التي تدل على قدرة الله جل وعلا على آآ صدق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام - 00:03:54
وتدل ايضا على اه قدرته سبحانه وتعالى فيما كذب به هؤلاء من النبأ سواء كان النبأ قلنا انه هو رسول الله عليه الصلاة والسلام او هو القرآن او البعث على اقوال قيلت في هذه الاية. والقسم الثاني من السورة تحدث عن يوم - 00:04:14
يوم القيامة ومع عن يوم القيامة. ان يوم الفصل كان ميقاتا. هنا يبدأ الجزء الثاني من السورة. والجزء الثالث منها كانوا مآل الفريقين اما كما قال الله فريق في الجنة وفريق في السعير. وبناء على هذا التقسيم سنسير باذن الله تعالى في - 00:04:34
هذه المجالس الثلاث القادمة بعون الله عز وجل في تفسير هذه السورة. وسورة النبأ مكية باجماع المفسرين. كما ذكر ذلك ابن بن عطية وابن الجوزي وغيرهم وغيرهم من اهل العلم. والسورة ابتدأت بهذا الاستفهام. عم واصل عم - 00:04:54
اذا مرت بك اه هي مكونة من عن وماء. ولكن لما دخل حرف الجر على ما حذف صفة الالف حذفت الالف لدخول حرف الجر عليها. فصارت عما. والمعنى عن اي شيء يتساءل هؤلاء - 00:05:14
والمقصود بهؤلاء كفار مكة. لان السورة مكية كما سبق. فعم يتساءل هؤلاء عم يتساءلوا اه بعضهم بعضا. جاءت الاية بالجواب عن النبأ العظيم. وتأمل في هذه الاية حيث والله عن النبأ ولم يقل عن الخبر. لان العرب تفرق بين النبأ والخبر. فليس كل خبر نبأ - 00:05:34
بينما كل نبأ خبر. ولهذا يقول الراغب الاصفهاني رحمه الله ان النبأ في لسان العرب لا الا على ما اشتمل على ثلاثة معان او ثلاثة امور. الاول ان يكون حديثا عن شيء عظيم ذا بال. وذا فائدة عظيمة - 00:06:04
كما قال الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون. والامر الثاني ان يكون صادقا اي الخبر. ولا اصدق من الله قيلا. والثالث ان يكون عن علم او غلبة ظن - 00:06:24
اما فيما يتعلق بالله فكل قوله عز وجل علم لا ظن فيه. سبحانه وبحمده وكذلك خبر رسوله عليه الصلاة والسلام سلام. اذا من اسرار التعبير هنا بكلمة النبأ او اذا تأملت كلمة النبأ ظهر لك سر من اسرار اختيار هذه الكلمة - 00:06:44
ثم لما وصف هذا النبأ بانه عظيم ازدادت اهمية هذه الكلمة. والعظيم جل جلاله اذا وصف شيئا بانه عظيم فلا ريب انه عظيم. ولا يمكن للخاطر او العقل ان يحيط بماذا؟ بما بهذه - 00:07:04
العظمة من كل جهاتها. اختلف المفسرون ما هو هذا النبأ العظيم الذي اختلف فيه اهل مكة فقال بعض المفسرين عليكم السلام هو القرآن هو القرآن. وصفة اختلافهم فيه ان بعضهم وصفه بانه سحر - 00:07:24
وبعضهم قال هذا كذب. وبعضهم قال هذا شعر كما هو معروف في الاية الكريمة. في سورة الطور وغيرها. واحيانا تقل هذه الاوصاف الى الرسول عليه الصلاة والسلام. ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون وكذلك في ايات سورة الحاقة آآ - 00:07:44
بانه شاعر او كاهن او غير ذلك. وقال الله تعالى فذكر فما انت بانعمة ربك بكاهن ولا مجنون. الى غير ذلك من الايات الكريمة. ومنهم من من قال ان المقصود به البعث. يعني اختلاف كفار مكة في هذا النبأ العظيم. المقصود به البعثة - 00:08:04
وحجة هؤلاء الذين قالوا ان المقصود بالنبأ العظيم هو البعث قالوا ان سياق ايات السورة يدل على ذلك كيف يدل على ذلك؟ لان الله عز وجل ذكر بعد ذلك مباشرة جملة من خلقه العظيم الذي يستدل به - 00:08:24
على قدرته على البعث وعلى الخلق عموما. ثم بعد ذلك قال قال الله بعدها ان يوم الفصل كان ميقاتا. ففي هذا اشارة الى ماذا؟ الى يوم البعث وقدرته عز وجل على اعادة الخلق. وسياق الايات يرجح هذا القول الثاني. وهو - 00:08:44
ان النبأ العظيم الذي اختلف فيه هؤلاء هو البعث ولا مانع ان يشمل ما سواه من تكذيب او من خلافي في هذا الذي قال وقرر قضية البعث. التي كانت مستنكرة عندهم. وبعيدة كل البعد. كما قال الله في سورة يس - 00:09:04
قابلنا مثلا ونسي خلقه. ايش اقول؟ من يحيي العظام وهي رميم. فيأتيه الجواب قل يحييها الذي انشأها اول مرة وبكل خلق عليم. الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا. فالذي جعل من الشجر الاخضر الذي عادة لا لا يوري. يجعل منه - 00:09:24
بعد ان ييبس او يستخرج منه المادة النارية فقدرته عز وجل على اعادة الخلق ايسر وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. وله المثل الاعلى في السماوات والارض. اذا الاقرب اه لسياق الايات هو - 00:09:44
آآ ان او موضوع السورة ان الاختلاف الذي وقع بينهم في هذه الايات هو الاختلاف في البعث النقطة الثانية ما طبيعة الاختلاف الذي وقع فيه هؤلاء؟ يعني كيف اختلفوا؟ فبعض العلماء يقول ان هذا التساؤل الذي وقع - 00:10:04
قد يكون حقيقي بمعنى ان يقول معقول في بعث واخر يقول لا ما في بعث. واحتمال ان يكون هذا الاختلاف بينهم في طرح الاسئلة عما انه على سبيل السخرية. مثل ما يقول شوفوا فلان يقول كذا وكذا. انظر الى محمد يقول في بعث. ثم يتهكم الاخر. فيقول ايه ايه في بعث - 00:10:24
فيأتون بهذا والعياذ بالله التساؤل على سبيل التهكم والسخرية. ولا يمنع ان يكون هذا واقعا منهم جميعا فاناس سخروا وهذا جار على السنتهم كما اثبته القرآن جار على السنة بعضهم ولا يمنع ايضا ان يكون - 00:10:44
هنا بعضهم تسائل حقا اثمة بعث بعد الموت؟ ويتساءلون ما الذي يمنع من ذلك؟ ولا يمنع ان يكون هؤلاء الذين سألوا حقيقة وطلبا للحق ان يكون منهم من هدي بعد ذلك الى التوحيد والايمان باليوم الاخر. ثم نلحظ - 00:11:04
ان الله عز وجل يقول بعد هذه الاية الذي هم فيه مختلفون. تجاه هذا الخبر. وسبحان الله من بلاغة القرآن قال ان الله عز وجل لم يقل الذي يختلفون فيه. لان سياق الاية هنا جاء بصورة الجملة الاسمية. الذي هم - 00:11:24
والظمير هنا اه من او الضمير من انواع المعارف ومن انواع الاسماء. فالتصدير به كما يقول بعض اهل العلم لا لا على ان الاختلاف عندهم والتكذيب به صفة راسخة في نفوسهم. بخلاف ما لو قال الذي يختلفون فيه فتكون جملة فعلية - 00:11:44
لا تدل على ماذا؟ على رسوخه فيهم كما تدل الجملة الاسمية. قال الله عز وجل مبينا كذبهم كلا. وهذه مرت معنا مرارا انها حرف ردع وزجر. وهو كذلك فان هذه الاية الكريمة يزجر الله عز وجل فيها ويكذب مقولتهم. والمعنى - 00:12:04
ان ليس الامر كما تقولون. وليس كما تزعمون في هذا النبأ الذي اختلفتم فيه. بل سترون هذا عين اليقين ولهذا قال الله سبحانه وتعالى كلا سيعلمون. سيعلمون ماذا؟ اي علم اليقين كما في سورة التكاثر. ثم جاء التأكيد بقوله - 00:12:24
ثم كلا سيعلمون. الثانية هذي الاولى سيعلمون ها علم اليقين. والثانية تؤكد هذا العلم كما قال الله عز وجل ثم لترونها عين اليقين. فسيعلمونه علم اليقين وسيرونه ايضا عين اليقين - 00:12:44
ثم قال الله تبارك وتعالى ان الم نجعل الارض مهادا؟ وهنا نلحظ ان الايات ان الله سبحانه وتعالى لفت فنظر هؤلاء المكذبين والمختلفين في البعث الى جملة من اياته الكونية وهذا تقرير للقاعدة - 00:13:04
التي ذكرها الله عز وجل في سورة غافر لخلق السماوات والارض ها اكبر من خلق الناس. فاذا كان الله قادرا على خلق هذه السماوات والجبال بثباتها ومهد الارض على صعوبة وعورتها وجعلها بهذه التضاريس التي تصلح للمعاش وطلب الرزق - 00:13:24
فخلق الانسان ايسر من هذا بكثير. وليس على الله شيء صعب. وليس على الله شيء صعب. وهو اهون عليه. فبدأ قد ذكر الله عز وجل لهم من الايات. ونلاحظون ايضا ان الايات هنا قسمت الى قسمين. ايات في الخلق السفلي وهو الارظ وايات في - 00:13:44
الخلق العلوي وهو السماوات. وبدأ بالخلق السفلي والله تعالى اعلم كونه اوصق بالناس. واوصق بمعايشهم ومعادهم وحاجاتهم. فقال الله الم نجعل الارض مهاذا؟ هذه الارض لو كانت كلها جبلية. كم سيلحق الناس من عنت ومشقة؟ لو كانت - 00:14:04
هذه الارض كلها رخوة سهلة. كيف يمكن ان تثبت الارض؟ وكيف يمكن ان يبنى عليها؟ ومن ذهب الى بعض السهلية جدا عرف المشقة التي يجدونها في حفر القبور. فضلا عن بناء بيوتهم. كذلك ايضا لو كانت الارض كلها بحار - 00:14:24
او كلها جبال او كلها سهول او كلها على آآ صفة واحدة لحصل على لحصل من ذلك مشقة وعن الم نجعل الارض مهادا؟ وهذا الاستفهام المقصود به التقرير. والمعنى ان الله عز وجل جعل هذه الارض كالمهاد الذي ينام عليه الانسان - 00:14:44
اللي يرتاح فكذلك الله عز وجل جعل هذه الارض ممهدة ليرتاح الخلق في طلب معيشتهم فيها دون ان يجدوا عانة او مشقة ظاهرة. ثم لفت الله تعالى النظر الى اية من اياته في هذه الارض وهي الجبال. فقال والجبال يعني الم نجعل الجبال اوتادا ايضا - 00:15:04
وصارت الجبال بهذا صارت الجبال بهذا كانها اطناب للخيمة ان الخيمة لا تقوم آآ على آآ غير هذا فلها اعمد ولها اطناب تثبتها فالجبال بالنسبة للارض كذلك حتى قال بعض العلماء علماء الارض والجبال وغيرهم ان الذي يظهر للناس من الجبل انما هو ثلثه وثلثاه مغمور - 00:15:24
كان في الارض كل ذلك لتكون هذه الجبال مثبتة للارض حتى لا تهتز. ولهذا هذه الجبال اذا انتفت المصلحة منها يوم القيامة ايش تكون؟ كما مر معنا تكون كالعهن المنفوش. وبست الجبال بسا فكانت هباء - 00:15:54
منبثة ثم قال الله تعالى وخلقناكم ازواجا يعني ان الله تعالى انشأ هذا الخلق وجعله منوعين ذكورا واناثا. ذكورا واناثا. وهذا التزويج ايضا يتجه او يتسع ليشمل معنى اعظم او اوسع - 00:16:14
عفوا اوسع وهو انك ترى فيهم الابيض والاسود وترى فيهم الطويل والقصير والقوي والضعيف. وترى فيهم اصنافا كثر وكل هذا دال على قدرته عز وجل. وجعلنا نومكم سباتا. وهنا تلاحظون ان - 00:16:34
ان الاستدلال الان انتقل من الايات الارظية الى الايات النفسية اي التي في خلق الانسان. والله عز وجل لفت الى هذا المعنى بقوله وفي انفسكم ايش؟ افلا تبصرون. ثم اظاف النوم اليهم. اظاف النوم اليهم لانهم هم المحتاجون اليه. هذي من جهة - 00:16:54
والامر الاخر انه اية من ايات الله عز وجل. ووصف الله سبحانه وتعالى هذا النوم بانه سبات. لان اصل مادة السبت هذي السين والباء والتاء تدل على القطع. يعني الانسان بنومه يقطع عناء - 00:17:14
بيرتاح ولو وهو والنوم هذا كما انه صفة كمال في الانسان فهو في الوقت ذاته صفة نقص. صفة كمال من جهة انه نعمة. ولهذا تجد الانسان اذا اراد ان يعبر عن مرضه احيانا وش يقول والله ما يجيني النوم. فهو كمال او نعمة من جهة - 00:17:34
حصول الانسان وهو نقص من جهة حاجة الانسان الى الراحة. ولما كان هذا نقصا من هذه الجهة تمدح الله تبارك وتعالى بكماله فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه ايش؟ سنة ولا نوم. لا النعاس ولا مقدمة - 00:17:54
النوم ولا النوم. لا ينام كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي موسى في صحيح مسلم. ان الله لا ينام ولا ينبغي يعني لا يجوز ابدا ولا يصح ان ينام - 00:18:14
لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. قال وجعلنا نومكم سباتا. والنوم كما تلاحظون من ايات الله. ومن اسراره الخفية تجد الانسان احيانا في مجلس عامر يغشاهم نوم وينام لا يستطيع ان يبكي نفسه. يغشى الملك ويغشى الصغير والكبير ويغشى الرجل - 00:18:24
والمرأة والحيوان والانسان فهو اية من ايات الله وجعله الله تعالى نعمة سباتا يقطع الانسان به اه تعبه ويسكن. قال وجعلنا الليل لباسا. وبدأ بالنوم والله تعالى اعلم. لانه اشبه حالات - 00:18:44
الموت الان القضية المختلف فيها ما هي؟ البعث. اليس كذلك؟ فذكر الله عز وجل اول اية من الايات في النفوس اية النوم لان النوم موتة صغرى. فالذي امامكم وجعل لكم هذه النعمة ثم يوقظكم بعد النوم. قادر على ان - 00:19:04
بعثكم بعد الموت فالنوم موتة صغرى. فكما يبعثكم بعد نومكم فانه قادر على ان يبعثكم بعد موتكم هذا يشرع للانسان كما في البخاري في حديث حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استيقظ قال الحمد لله الذي احيانا بعدما - 00:19:24
اماتنا واليه النشور. فهذا من اسرار والله تعالى اعلم بمراده البدء باية النوم. ولما كان اوصى اوقات النوم آآ الليل ثنى به فقال وجعلنا الليل لباسا فكأنما الليل حينما الله عز وجل بهذا كما في الاية الاخرى والليل اذا يغشى اذا غشي الارض كأنما هو لباس تغطى به الارض - 00:19:44
ومن ركب منكم في الطائرات قبيل غروب الشمس ثم صعدت الطائرة ادرك هذا المعنى تماما. ادرك هذا المعنى تماما يرى في مثلا تجده او حتى بعد غروب الشمس عفوا. اول ما تغرب الشمس يكون الليل قد غشى الارض. فاذا اقلعت الطائرة - 00:20:14
واذا الشمس لم تغرب في السماء بعد. فيرى الانسان من خلال النافذة كيف ان هذا الليل اصبح كاللباس الذي ايش غطى هذه الارض. فتبارك الله احسن الخالقين. وجعلنا الليل لباسا. واللباس هنا كما انه يغش - 00:20:34
من جهة اللون والسواد فهو ايضا يستر الناس ويريحهم بعد العناء والتعب. ولهذا اتفقت البحوث المعاصران على ان افضل اوقات النوم هي هي هو الليل هو الليل ولو احتاج الانسان الى النوم في النهار - 00:20:54
فينصح تجده من اهل الشأن ينصح ان يكون مكانه مظلما. ليكتسب على الاقل بعض خصائص الظلمة. فان من الناس من قد يكون وعملوا بالنهار يضطر لهذا. فيحتاج الى هذه الخصيصة التي جعلها الله عز وجل في الظلام. ثم قال الله جعلنا النهار معاشا - 00:21:14
اي ان الله عز وجل جعل النهار الذي يبصر ويرى وهو وقت الحركة معاشه. يطلب فيه المعاش الذي تقوم به الحياة فكلمة المعاش تشمل معنيين. تشمل طلب المعاش وهو الركض والسعي. وتشمل ما به القوام وهو الحياة - 00:21:34
وبنينا فوقكم سبعا شدادا. كل هذا حديث عن الايات ايش؟ الكونية العلوية. بعد ان مضى الكلام على الايات السفلية. بدأ الحديث بالليل آآ ثم النهار ثم السبع الشداد واصح الاقوال قول الجمهور في مسألة السبع الشداد وهي السماوات السبع - 00:21:54
ووصفها الله عز وجل بانها شداد لاحكام خلقها. لاحكام خلقها ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وبنينا فوقكم سبعا شدادا. والتعبير بالفوقية هنا قد يستغربه بعض الناس. يقول ما الفائدة؟ مع ان السماء فوق اكيد. لكن - 00:22:14
في هذا لفت للنظر اذا كانت هذه السماء بغير عمد ولا تسقط ليتساءل المؤمن من الذي تسائل المتأمل في خلق الله عز وجل؟ من الذي امسك هذه السماء ان تسقط على الارض؟ الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى. وهذا - 00:22:34
ان تسخير الله عز وجل لهذه المخلوقات العظيمة لهذا الانسان. فلا ترى فيها خللا ولا ترى فيها فطورا ولا ترى فيها وانظر الان الى اقرب مبنى من المباني التي يزعم انها على اعلى المواصفات. تجده بعد كم سنة يحتاج الى صيانة - 00:22:54
يحتاج الى يعني مصاريف وكذا لكن السماوات منذ ان خلقت لا يوجد فيها خلل. ولهذا الله سبحانه وتعالى قال فارجع البصر ايش؟ ما قال الله مرتين لا بل قال كرتين يعني مرة بعد مرة متى ما بغيت اعد النظر لن تجد فيها خللا. فقال الله كرتين ليطلب من الانسان - 00:23:14
ان يعيد النظر كل وقت متى ما شاء فلن يجد فيها خللا. ثم قال الله سبحانه وتعالى لافتا النظر ايضا الى اية من اياته في هذه السماء هي الشمس ولم يصرح بذكرها للعلم بها. فقال وجعلنا سراجا وهاجا. والشمس وصفت بانها سراج لما فيها من الحرارة - 00:23:34
لما فيها من الحرارة ومنافع الشمس عظيمة جدا. لو احتجبت عن الخلق مدة طويلة لحصل باحتجابها ظرر عظيم ضرر عظيم. وسماه الله سبحانه وتعالى او وصفها بانها وهاجة. تشبيها لها بالسراج المتقد الوضيع - 00:23:54
ثم قال الله تبارك وتعالى وانزلنا من المعصرات ما ان فجاجا. والمعصرات جمع معصرة. وهي السحابة اذا ان لها ان تمطر. والعرب تسمي الجارية التي قاربت الاحتلام او قاربت البلوغ معصرا - 00:24:14
لانها اوشكت على الحيض ولم تحض. هذا مأخذ الكلمة وهو امتلاء الشيء من آآ جنسه لكن قبل ان يخرج وهذه الاية سبحان الله تلاحظ ذكر فيها وصفان انها معسرة وان هذا الماء سجاد فحصل بهذا - 00:24:34
من الامتنان ما لا يحصل فيما لو قيل وانزلنا من السماء ماء فقط. ففيها اشارة الى نعمة الله عز وجل بسوق هذه السحب وكون الماء الذي ينزل منها ليس ماء قليلا. بل هو ماء كثير. ولهذا وصفه الله تعالى بانه ايش؟ حجاج - 00:24:54
اي كثير وقد جاء في حديث في السنن او عند الامام احمد الحج العج والثج. يعني العج والجؤار الى الله بالتلبية والثج باراقة الدماء في يوم النحر. سواء في الاضاحي او في الهدايا. وهذا اشارة الى اشارة في الحديث اشارة الى كثرة ما يراق - 00:25:14
من الدماء فكذلك هنا في كلمة فجاج دلالة على الامتنان اعظم من دلالة كلمة ما كلمة مائة فقط بدون ان توصف بانه وان كانت المنة حاصلة لكن في هذا تنبيه على كفر هؤلاء بهذه النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها ولا ينعم بها غيره - 00:25:34
عز وجل. ثم بين الله تعالى الحكمة من انزال هذا الماء فقال لنخرج به حبا ونباتا. حبا ونباتا انزل الله عز وجل هذا الماء من السحاب ليخرج الحب وهو شامل لجميع انواع الحبوب القمح الشعير الارز وغيرها من الحبوب - 00:25:54
ونبات وهو ما عدا الحبوب. فيدخل في ذلك ماذا؟ النخل الرمان البرتقال التفاح. وغيرها من الثباتات التي ينعم الله عز وجل بها وجنات الفافا. يعني يخرج الله بهذا الماء آآ وبهذا المطر البساتين التي يلتف - 00:26:14
اغصانها بعضها على بعض. وهذا الالتفاف تلاحظه احيانا في بعض الاشجار اكثر من بعض. مثل شجر العنب الان ومثل بعض الاشجار متسلقة ترى فيها من اثار قدرة الله عز وجل الشيء العظيم. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد - 00:26:34
فيا عجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحده؟ الجاحد. وبهذا الجزء من السورة يختم الاستدلال الادلة التي تدل على انفراد الله عز وجل بالربوبية واستحقاقه من الربوبية للالوهية. ثم يبدأ فصل جديد من السورة - 00:26:54
في تقرير يوم القيامة وهو البعث الذي اختلف فيه هؤلاء وهو بداية حديث مجلسنا في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى اسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا فهم كتابه والعمل به. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:27:14
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
التعليق على سورة النبأ (1) ليلة 13-1-1439هـ| أ.د.عمر المقبل|