التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
يجوز للانسان ان يتعجل اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر رجب من - 00:00:00
عام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نستكمل فيها التعليق على سورة عبس وقد توقف الحديث بنا عند قوله تبارك وتعالى كلا انها تذكرة. واول السورة كما هو معلوم - 00:00:24
اه يتحدث عن اه اول السورة يتحدث عن اه عتاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في فعله تجاه عبدالله ابن ام مكتوم حينما اعرض عنه رغبة في كسب دعوة المشركين الصناديد - 00:00:44
الكفار الذين كان مشغولا بدعوتهم عليه الصلاة والسلام. وذكرنا ان في هذه المقدمة او في صدر هذه السورة من الفوائد ذكرنا عدة فوائد اولا منها مراعاة من يسمون اليوم ذوي الاحتياجات الخاصة - 00:01:04
ومنها ايضا الا تقدم المصلحة الموهومة على المصلحة المعلومة. فان عبد الله بن ابي كان مؤمنا وكان انتفاعه بالذكرى تحققا بخلاف استجابة هؤلاء فانها كانت مظنونة. وفيها ايضا ان الانسان وان كان ينقصه بعض - 00:01:24
والشيء من الكمالات البشرية المعتادة كالباس البصر او السمع او استقامة المشي او نحو ذلك فان هذا لا يعني الا يعطى حقه. من التقدير والاحترام الذي يليق بمثله. ومنها ايضا ان الله عز وجل لو شاء - 00:01:44
اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء بان الامر سيكون كذا وكذا فانتبه للاعمال. لكن الله عز وجل ترك الامر يسير على ما سار عليه ليكون هذا درسا لكل داعية يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في ان يراعي امثال هذه الاحوال. وقد كان - 00:02:04
الامر كما قال الله عز وجل فان عبد الله بن ابي رضي الله عنه ممن حمل الراية يوم القادسية فكان الذي حمل راية المسلمين يوم القادسية. فنفع الله عز وجل به الاسلام والمسلمين. ثم آآ قال الله عز وجل كلا انها - 00:02:24
تذكرة والمعنى ليس الامر كما فعلت يا محمد والامر خطاب من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس الامر كما اه فعلت بل الامر يعني ما هو الذي فعله؟ هو عبوسه عليه الصلاة والسلام في وجه هذا الرجل - 00:02:44
كل الاعمى بل هذه الايات موعظة وتذكرة لكل من اراد ان يتذكر لكل من اراد ان يتذكر ولهذا قال الله عز وجل بعدها فمن شاء ذكره يعني من اراد من العباد وكان صادقا في - 00:03:04
في ارادته وطلبه للوعظ فانه سيتعظ بهذا القرآن واياته. وقد قال الله عز وجل في موضع الاخر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهنا قال الله عز وجل فمن شاء. والمعنى من اراد صادقا فان - 00:03:24
انه سيتذكر اما من لم يرد من لم يرد ومن لم يتقصد او يطلب الهداية فانه لا يكون له حظ لا يكون له حظ منها. ثم قال الله عز وجل بعدها مبينا - 00:03:44
موضع هذه التذكرة ووصفها قال في صحف مكرمة. فمن شاء ذكره اي ذكر او واين موضع الاتعاظ؟ انما يكون بهذا القرآن العظيم. ولهذا قال في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة فوصف الله عز وجل هذه الصحف او هذا القرآن الذي كتب بهذه الصحف بثلاث صفات عظيمة - 00:04:04
الصفة الاولى الندم ما في بأس فوصف الله سبحانه وتعالى هذا القرآن الذي كتب في صحف تحملها الملائكة بصفات ثلاث. وصل الصوت بصفات ثلاث الاولى كونها مكرمة والثاني كونها مرفوعة والمعنى في هذين انها عالية القدر مرفوعة حسا ومعنى. والوصف الثالث وصف - 00:04:34
وصفها بانها مطهرة. فلا فلا يقربها اه شيطان لا حسا ولا معنى. كما قال الله تبارك وتعالى وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون. انهم عن السمع لمعزولون. فهذا جزء او نوع من - 00:05:24
انواع تطهير هذه الصحف فهي بايدي ملائكة كرام حافظين لا يقربها احد ولا يتسلط عليها احد. وقد حجب الله عز وجل لأ ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم حجب السماء من ان يسترق احد منها شيئا من الوحي. قال الله عز وجل في سورة الجن وانا - 00:05:44
قسم السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. فمن حاول ان يقتنص شيئا كما كانوا في الجاهلية جاءته الشهب فاحرقته كل ذلك صيانة لهذا القرآن العظيم. من ان يدخل فيه شيء ليس منه. من ان يدخل فيه شيء ليس منه. وبهذا استحق هذه - 00:06:04
الاوصاف العظيمة فهي صحف كريمة شريفة رفيعة القدر آآ مطهرة لا ينالها دنس لا حسي ولا دنس معنوي. الدنس الحسي معروف. القذارة وشيء من هذا القبيل. اما الدنس المعنوي فهو ان يتسلط عليها شيطان فيدخل فيها ما ليس منها - 00:06:24
كما كما تقدم وكل هذا ايها الاخوة كل هذا الوصف للقرآن الكريم ولهذه الصحف اوف يفهم منه شيء اخر وهو وجوب الايمان به واكرام حامليه والتصديق بحامله ان الله عز وجل لما وصف القرآن بهذا الوصف فان هذا موجب لتلقيه بالايمان والقبول والا ما فائدة ان نسمع مثل هذا الوصف - 00:06:44
ثم لا يكون لهذا اثر. وهذا من اقامة الحجج على اعداء الله عز وجل. وعلى الكفار اذ فيه نعي عليهم كيف لا تؤمنون ولا تصدقون بقرآن هذه بعض صفاته. ثم قال الله عز وجل بايدي سفرة. يعني هذه الصحف - 00:07:14
التي كتب بها القرآن بايدي سفرة. جمع سفير وهم الرسل الذين جعلهم الله عز وجل بينه وبين الملائكة بينه وبين الرسل من البشر الذين تنزل عليهم الرسالات. وقد جعل الله عز وجل نقلة - 00:07:34
رسالة مختصا بمن؟ بجبريل عليه السلام. بجبريل عليه السلام فهو الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه المهمة. لكن فيما يتعلق اداء الوحي في بعض مواضع اعني الوحي بمعناه الاعم. فانه قد يلقيه بعض الملائكة - 00:07:54
غير جبريل اما الوحي الذي هو كلام الله المنزل على رسله فهذا مما اختص به مما اختص به جبريل عليه السلام. قال الله سبحانه وتعالى في وصف هؤلاء كرام بررة. فهؤلاء السفراء وصفهم الله - 00:08:14
بانهم كرام وبانهم بررة. والكرم مر معنا التعليق عليه في اه سورة في سورة الانفطار كراما كاتبين. والكريم لا يكذب. والكريم لا يخون الامانة. وفي قوله هذا وصف لهم بكثرة خيرهم. وهو كذلك فان الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون - 00:08:34
لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. فحيث خصهم الله سبحانه وتعالى بهذه الخصائص. وهي آآ كونه كراما وكونهم آآ كثيري الخير وهكذا او هذا يستفاد منه فاذا ذكرها ابن كثير وغيره من اهل العلم وهي - 00:09:04
انه ينبغي لحامل القرآن ان يكون كذلك. اي ان يكون كريما. وان يكون كثير الخير. فان القرآن ينبغي ان يحمل حامله على ماذا؟ على صفات الخير وعلى صفات البر كرام كما وصفهم الله هناك كرام بركة - 00:09:24
وان حمل القرآن كما اثر في صفات الملائكة والسلام فكذلك ينبغي ان يكون مؤثرا في حامل القرآن من البشر. واعظم الناس تأثرا بالقرآن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا لما سئلت عائشة امنا رضي الله عنها - 00:09:44
عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ ماذا قالت؟ كان خلقه القرآن. والمعنى كما قال النووي رحمه الله. اي انه تمتثل اوامره ويجتنب نواهيه ويتخلق باخلاقه ويقف عند اوامره ونواهيه - 00:10:04
ويتدبره ويعمل به. هذا معنى كلام النووي رحمه الله تعالى. فينبغي لمن اتاه الله القرآن سواء حفظا او تلاوة ان يظهر اثر عليه لان القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ما لك الاشعري عند الامام مسلم والقرآن حجة لك او عليك - 00:10:24
ثم قال الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى قتل الانسان ما اكفره قتل الانسان ما اكفره! قتل تأتي في القرآن ويراد بها لعن. او دعاء عليه بالهلاك وهنا اه اعني هذه الجملة اه جملة قتل - 00:10:44
قال الاعمش وهو احد الائمة انما كان في القرآن من قوله تعالى قتل الانسان فانه انما عني به الكذب كافر ومر معنا ايضا في درس سابق ان الانسان في اغلب القرآن المكي يراد به الانسان - 00:11:14
سافر فهذه كليات في التفسير تفيد طالب العلم. ما لم يخرقها خارق وهذا قليل جدا. وهذا قليل جدا يعرف من خلال من خلال السياق وفي قوله هنا قتل الانسان اي الكافر هذا دعاء عليه - 00:11:34
لشدة كفره بالله عز وجل. وكفره هنا وقع على او وقع منه في ثلاثة انواع من صفر. كفره بوحدانية الله عز وجل. وكفره بقدرة الله عز وجل على البعث. وكفره برسالة محمد - 00:11:54
ان صلى الله عليه وسلم وانظروا ايها الاخوة على قصر هذه الاية وليس فيها الا ثلاث كلمات ومع ذلك اشتملت على هذا الذم البليغ العالي لهؤلاء الكفرة. حتى قال الطاهر بن عاشور رحمه الله انها من - 00:12:14
الكلمة القرآنية فانها على وجازتها الا انها بلغت الغاية في ذم هؤلاء الكفار على ما وقع منهم من هذه الانواع الثلاثة كفر بالله بوحدانيته وكفرهم بقدرته لانهم ينكرون البعث. وكفرهم بلسانة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:34
الذي جاءت الاشارة الى رسالته متى؟ في اول السورة حينما كان يحاور المشركين واعرض عن هذا الرجل الاعمى في هذه الاية قد يقول قائل ايش العلاقة بين هذه الاية وبين ما قبلها من السورة لان الجزء الاول كان كله متعلقا بعتاب الله عز - 00:12:54
زوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فيقال ان في هذه الاية ذما للذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث معه ثم يدعوهم الى الاسلام ويحذرهم من عقوبة الكفر ومع ذلك لم يستجيبوا. ففيها تمهيد او او اشارة الى آآ - 00:13:14
على هؤلاء ومنهم الوليد او نعم عتبة بن ربيعة والاهنس بن شريق وغيرهم من صناديد الكفر الذين تصدى النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودعاهم ومع هذا لم يسلموا ولم يستجيبوا. فيكون هذا هو الرابط بين هذه بين الجملة الاولى او الجزء - 00:13:34
ومن السورة وبين بقية هذه هذه السورة. وقوله هنا ما اكفره هل ماء هنا تعجبية؟ ام هي استفهامية يعني هل المعنى ما اعظم كفره؟ ام المعنى ما الذي جعله يكفر؟ قولان لاهل العلم. وسياق الاية يرشح - 00:13:54
ان يكون المعنى الاقرب والله تعالى اعلم انها جاءت على سبيل التعجب والانكار ايضا عليهم. يعني ما الذي جعلهم تكفرون مع وضوح ادلة الوحدانية. مع وضوح ادلة قدرته عز وجل على احياء الموتى. وهم يرون بانفسهم ان الله يحيي الارض بعد موتها ينزل - 00:14:14
عليه المطر فتنبت. واقام الله لهم ادلة كثيرة على قدرته سبحانه وتعالى ومع ذلك كفروا. فدعي عليهم بهذا الدعاء. وهو قوله قتل الانسان ما اكفره. ويؤيد هذا انه اه نعم. وهنا اشير الى فقط الى امر وهو ان - 00:14:34
انه ينبغي للقارئ ان يسكت عند قوله قتل الانسان. ليبتدئ بعد سكوته بقوله ايش؟ ما اكثر ويكون هذا ابلغ في ظهور المعنى. فانت اذا قلت اوتي للانسان ما اكفره فيتضح لك من المعنى ما لا يتضح اذا وصلت ايش؟ وصلت الاية الكريمة ولو وصلت ليس خطأ لكن الفصل هنا يظهر فيه بيان - 00:14:54
المعنى يعني كأنك تقول انما دعي على الانسان بالقتل واللعن لماذا؟ لشدة كفره بالله تعالى. قال الله عز وجل من اي شيء خلقه؟ وهذا استفهام على سبيل التقرير. والمعنى يا من كفرت بالبعث. من اي شيء خلقت؟ ما - 00:15:24
هو اصل خلقك حتى تكفر بالله عز وجل. او تكفر بالبعث. قال الله عز وجل من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره. اما هنا اما قوله من نطفة هنا فهذه من ايات الله عز وجل - 00:15:44
وقد اكتشف المعاصرون من دلائل قدرة عز وجل في هذه النطفة المنوية ما لم يعرفه السابقون. فالاطباء يقولون ان هذه النطفة المنوية فيها ملايين الحيوانات المنوية. ولكن الخلق لا يكتب الا بين نطفة - 00:16:04
واحدة من هذه النطف التي او من هذا الحيوان المنوي الذي يخترق جدار البويضة. فاذا اخترقها وتم التخليق ماتت بقية الحياة الحيوانات المنوية وهذا اقول اكتشفه المعاصرون ولو لم يكتشفوه فان قدرة الله التي عرفها الذي - 00:16:24
حين نزل عليهم الوحي في كون هذا المخلوق يتكون من ماء مهين كاف في اقامة الحجة. ولهذا لما اه اختصم الرجل ان المؤمن الكافر في قصة اه صاحبي الجنة في سورة الكهف بماذا احتج المؤمن على الكافر؟ قال اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة - 00:16:44
ثم سواك رجلا ولهذا يقول العلماء من اساليب في مناقشة الجاحدين والمتكبرين تذكيرهم بماذا؟ باصل فيقال للمتكبر والجاحد ايها المتكبر ايها الجاحد لقد خرجت من مخرج البول مرتين ومآلك الى - 00:17:04
حفرة الى التراب الذي خلقت منه اصلا او خلق منه ابوك. فلما التكبر وعلامة ولاي شيء؟ من نطفة خلقه قدر اي ان الله عز وجل قدر خلقه في اطوار كما قال في سورة المرسلات فقدرنا ونعم القدر فنعم القوم - 00:17:24
قادرون. وقال الله عز وجل في حاجة نوح لقومه وقد خلقكم ايش؟ اطوارا. وتشمل هذه الاطوار التنقل في حياة الرحم والتنقل في الحياة بعد الرحم. فان الانسان يولد طفلا صغيرا. لا يملك من امره شيئا. ثم - 00:17:44
ثم يبدأ يحبو ثم يمشو ويكبو ثم يمشو يمشي ثم يبلغ ثم يكون كهلا ثم شيخا هرما لا يدري ما قل ثم يفضي الى موعود الله عز وجل. اذا هذا التطور في الخلق والتنقل من مرحلة الى مرحلة ومن طور الى طور. هذا كله من - 00:18:04
دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى التي احتج بها على هؤلاء الجاحدين. لكن الاية هنا تتحدث عن مرحلة معينة وهي خلقه حتى ايش؟ يخرج من بطن امه. ولذلك قال بعدها ثم السبيل يسره. والسبيل هنا اختلف المفسرون في - 00:18:24
هل هو السبيل الذي هو مجرى الولد في خروجه من بطن امه؟ ام هو السبيل الذي قاله الله في سورة الانسان؟ انا انا هديناه ايش؟ السبيل اما شاكرا واما كفورا. ابن جرير وهذا هو الاقرب جماعة من المفسرين رجحوا ان المراد - 00:18:44
بذلك هو سبيل او السبيل التي يخرج منها الانسان من بطن امه. لان السياق كله يتحدث لنا عن الخلق لا عن لا عن تفاوت الناس في كونهم شاكرين او كونهم كافرين. وان كان القول الثاني اختاره ابن كثير لكن الاقرب هو المعنى الاول. وفي - 00:19:04
في قوله ثم السبيل يسره اشارة الى نعمة الله عز وجل. على هذا المخلوق في تيسير خروجه. نعم يلحق الام تاعب ام مشقة لكن انت اذا تأملت وهذا المخلوق يخرج برأسه من ذلك الموضع كله لولا تيسير الله عز وجل لم يتم - 00:19:24
الخلق ولم يخرج فيكون في بطن امه في رحم محفوظة يسقى ويطعم ويأتيه الغذاء من آآ امه عن طريق المشيمة كما هو معلوم حتى يخرج ثم يبدأ رزقه في مرحلة جديدة. ثم قال الله عز وجل ثم اماته فاقبره - 00:19:44
بعد ان يمر بمرحلة طويلة في الحياة او قصيرة حسب ما قدر له. يقول الله عز وجل فاقبره. ولم يقل فقبره. لماذا لان الله جل وعلا يهيئ لهذا الانسان من يدفنه. يهيئ لهذا الانسان من يدفنه. وهذا مما - 00:20:04
اكرم الله بني به بني ادم ها عن بقية المخلوقات. بقية المخلوقات تموت وتبقى تأكلها السباع او الطيور او العوافي او ربما ذهبت شتت في البحر. لكن الاصل في الانسان مسلما كان او كافرا ان الله عز وجل هداه الى الدفن. ولهذا لما قتل - 00:20:24
احد ابني ادم اخاه ماذا قال؟ قتله لكن يقول ما يدري اين يواري سوءة اخيه فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه. فهي سنة قديمة من ادم عليه السلام. ان الانسان اذا مات فالمشروع في حقه الدفن - 00:20:44
اكراما له ومنعا لتشتت او لانتشار رائحته ونحو ذلك. وهنا قال الله عز وجل فاقبره وهذا اشارة الى مشروعية الدفن كما ذكرنا. وفيه ايضا ان اسناد الاقبال الى الله عز وجل فيه ايضا اشعار بان - 00:21:04
الله الهم الناس هذا. كما تدل على قصة ابني ادم. لان ابن ادم الذي قتل ما كان يعرف الدفن. حتى ارسل الله له هذا الغراب ليعلمك كيف يدفن كيف يدفن اخاه. وهذا من محاسن على كل حال الشرائع السماوية. ثم قال الله عز وجل ثم اذا - 00:21:24
اشاء انشره. وهنا لم يقل الله سبحانه وتعالى ثم انشره. لماذا؟ لانه منذ خلق الله ادم الى ان تقوم الساعة مرت الاف السنين وما زالت الدنيا قائمة. فنظرا لطول المدة بين - 00:21:44
ايجاد ادم وبين اخر نفس منفوسة جاء هذا الفاصل الزمني. وفيه رد على المشركين الذين يقولون اين الموتى؟ دعهم يخرجون من قبورهم. فهذه تقول لما يأتي الامر بعد يوم القيامة لم يأتي بعد حتى الان. ولهذا - 00:22:04
انما ينشر الناس ويخرجون من قبورهم كأنهم جراد منتشر كما قال الله عز وجل كأنهم الى نصب يوفظون هذا متى يكون يوم القيامة وليس المشركون الذين يحددون متى تقوم الساعة ومتى يبعث الخلق. فكأنهم في هذا يقولون ايش؟ لو كان البعث حقا - 00:22:24
اين بعثه؟ فيقال له لستم انتم الذين ماذا؟ تحددون متى يكون البعث؟ ومتى يبعث الناس؟ بل هذا امر عائد الى مشيئة الله عز وجل. ولهذا قال ثم اذا شاء انشره ففيها رد على من؟ على هؤلاء المشركين. ونختم ها هنا بهذه اللطيفة العجيبة البلاغية - 00:22:44
في هذه السورة تلاحظون عندنا منذ آآ الاية منذ قوله سبحانه وتعالى او من قوله عز وجل من نطفة خلقه فقدره ثم تعاقب الفاء وثم اليس كذلك؟ تلاحظوا الان معي؟ خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته - 00:23:04
مقبرة ثم اذا شاء انشره. فكل اية جاء ما بعدها ثم دليل على وجود مسافة زمنية فيها طول وكل كلمة جاءت بعد الفاء فهذا دليل على سرعة ما بعدها. سرعة حصول ما بعدها. فدعونا نتتبع الان - 00:23:24
اه هذا المعنى باختصار. الفاء قلنا تدل على تعاقب الحدثين مباشرة. بينما اللي هي ثم تدل على مراحل وبعد بين الحدثين. ففي قوله عز وجل من نطفة خلقه فقدره. فمنذ منذ تلاقح - 00:23:44
النطفة مع البويضة يبدأ تقدير الخلق. اليس كذلك؟ منذ ايش؟ اتحاد النطفة مع البويضة. يبدأ التخليق. لكن لما كان الجنين يبقى تسعة اشهر كما هي العادة. قال الله عز وجل بعدها ايش؟ من نطفة خلقه فقدره - 00:24:04
ثم السبيل يسره لانه لا يولد مباشرة. بل يبقى في بطن امه مدة من الزمن. والاصل او العادة تسعة اشهر. ثم قال ثم اماته. لماذا؟ لان غالب الناس يبقون بعد ولادتهم مدة من الزمن. منهم من يبقى سنة سنتين عشر - 00:24:24
عشرين الى مئة او اكثر. فهذه سنة مدة فيها طول. لكن اذا مات يبقى مدة لا يدفن. او يدفن على طول على طول ولذلك قال ثم اماته فاقبره. لماذا؟ لانه زمن مباشر ومتصل بماذا - 00:24:44
ثم اذا شاء انشره. هو يدفن لكن متى يبعث؟ بعد مدة طويلة لا يعلمها الا الله عز وجل فالذي مات في اول الدنيا ليس كالذي يموت في اخر الدنيا. ولكن مع هذا وهذا تبقى هناك مدة زمنية فيها طول ولذلك جاء - 00:25:04
التعقيب بقوله ثم اذا شاء انشره. فسبحان من هذا كلامه؟ الذي بلغ الغاية في البيان فصاحتي والبلاغة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. وان يرزقنا واياكم بركته وهدايته. والحمد لله رب العالمين - 00:25:24
صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:44
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذه ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر رجب من - 00:00:00
عام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. نستكمل فيها التعليق على سورة عبس وقد توقف الحديث بنا عند قوله تبارك وتعالى كلا انها تذكرة. واول السورة كما هو معلوم - 00:00:24
اه يتحدث عن اه اول السورة يتحدث عن اه عتاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في فعله تجاه عبدالله ابن ام مكتوم حينما اعرض عنه رغبة في كسب دعوة المشركين الصناديد - 00:00:44
الكفار الذين كان مشغولا بدعوتهم عليه الصلاة والسلام. وذكرنا ان في هذه المقدمة او في صدر هذه السورة من الفوائد ذكرنا عدة فوائد اولا منها مراعاة من يسمون اليوم ذوي الاحتياجات الخاصة - 00:01:04
ومنها ايضا الا تقدم المصلحة الموهومة على المصلحة المعلومة. فان عبد الله بن ابي كان مؤمنا وكان انتفاعه بالذكرى تحققا بخلاف استجابة هؤلاء فانها كانت مظنونة. وفيها ايضا ان الانسان وان كان ينقصه بعض - 00:01:24
والشيء من الكمالات البشرية المعتادة كالباس البصر او السمع او استقامة المشي او نحو ذلك فان هذا لا يعني الا يعطى حقه. من التقدير والاحترام الذي يليق بمثله. ومنها ايضا ان الله عز وجل لو شاء - 00:01:44
اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء بان الامر سيكون كذا وكذا فانتبه للاعمال. لكن الله عز وجل ترك الامر يسير على ما سار عليه ليكون هذا درسا لكل داعية يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في ان يراعي امثال هذه الاحوال. وقد كان - 00:02:04
الامر كما قال الله عز وجل فان عبد الله بن ابي رضي الله عنه ممن حمل الراية يوم القادسية فكان الذي حمل راية المسلمين يوم القادسية. فنفع الله عز وجل به الاسلام والمسلمين. ثم آآ قال الله عز وجل كلا انها - 00:02:24
تذكرة والمعنى ليس الامر كما فعلت يا محمد والامر خطاب من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس الامر كما اه فعلت بل الامر يعني ما هو الذي فعله؟ هو عبوسه عليه الصلاة والسلام في وجه هذا الرجل - 00:02:44
كل الاعمى بل هذه الايات موعظة وتذكرة لكل من اراد ان يتذكر لكل من اراد ان يتذكر ولهذا قال الله عز وجل بعدها فمن شاء ذكره يعني من اراد من العباد وكان صادقا في - 00:03:04
في ارادته وطلبه للوعظ فانه سيتعظ بهذا القرآن واياته. وقد قال الله عز وجل في موضع الاخر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهنا قال الله عز وجل فمن شاء. والمعنى من اراد صادقا فان - 00:03:24
انه سيتذكر اما من لم يرد من لم يرد ومن لم يتقصد او يطلب الهداية فانه لا يكون له حظ لا يكون له حظ منها. ثم قال الله عز وجل بعدها مبينا - 00:03:44
موضع هذه التذكرة ووصفها قال في صحف مكرمة. فمن شاء ذكره اي ذكر او واين موضع الاتعاظ؟ انما يكون بهذا القرآن العظيم. ولهذا قال في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة فوصف الله عز وجل هذه الصحف او هذا القرآن الذي كتب بهذه الصحف بثلاث صفات عظيمة - 00:04:04
الصفة الاولى الندم ما في بأس فوصف الله سبحانه وتعالى هذا القرآن الذي كتب في صحف تحملها الملائكة بصفات ثلاث. وصل الصوت بصفات ثلاث الاولى كونها مكرمة والثاني كونها مرفوعة والمعنى في هذين انها عالية القدر مرفوعة حسا ومعنى. والوصف الثالث وصف - 00:04:34
وصفها بانها مطهرة. فلا فلا يقربها اه شيطان لا حسا ولا معنى. كما قال الله تبارك وتعالى وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون. انهم عن السمع لمعزولون. فهذا جزء او نوع من - 00:05:24
انواع تطهير هذه الصحف فهي بايدي ملائكة كرام حافظين لا يقربها احد ولا يتسلط عليها احد. وقد حجب الله عز وجل لأ ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم حجب السماء من ان يسترق احد منها شيئا من الوحي. قال الله عز وجل في سورة الجن وانا - 00:05:44
قسم السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. فمن حاول ان يقتنص شيئا كما كانوا في الجاهلية جاءته الشهب فاحرقته كل ذلك صيانة لهذا القرآن العظيم. من ان يدخل فيه شيء ليس منه. من ان يدخل فيه شيء ليس منه. وبهذا استحق هذه - 00:06:04
الاوصاف العظيمة فهي صحف كريمة شريفة رفيعة القدر آآ مطهرة لا ينالها دنس لا حسي ولا دنس معنوي. الدنس الحسي معروف. القذارة وشيء من هذا القبيل. اما الدنس المعنوي فهو ان يتسلط عليها شيطان فيدخل فيها ما ليس منها - 00:06:24
كما كما تقدم وكل هذا ايها الاخوة كل هذا الوصف للقرآن الكريم ولهذه الصحف اوف يفهم منه شيء اخر وهو وجوب الايمان به واكرام حامليه والتصديق بحامله ان الله عز وجل لما وصف القرآن بهذا الوصف فان هذا موجب لتلقيه بالايمان والقبول والا ما فائدة ان نسمع مثل هذا الوصف - 00:06:44
ثم لا يكون لهذا اثر. وهذا من اقامة الحجج على اعداء الله عز وجل. وعلى الكفار اذ فيه نعي عليهم كيف لا تؤمنون ولا تصدقون بقرآن هذه بعض صفاته. ثم قال الله عز وجل بايدي سفرة. يعني هذه الصحف - 00:07:14
التي كتب بها القرآن بايدي سفرة. جمع سفير وهم الرسل الذين جعلهم الله عز وجل بينه وبين الملائكة بينه وبين الرسل من البشر الذين تنزل عليهم الرسالات. وقد جعل الله عز وجل نقلة - 00:07:34
رسالة مختصا بمن؟ بجبريل عليه السلام. بجبريل عليه السلام فهو الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه المهمة. لكن فيما يتعلق اداء الوحي في بعض مواضع اعني الوحي بمعناه الاعم. فانه قد يلقيه بعض الملائكة - 00:07:54
غير جبريل اما الوحي الذي هو كلام الله المنزل على رسله فهذا مما اختص به مما اختص به جبريل عليه السلام. قال الله سبحانه وتعالى في وصف هؤلاء كرام بررة. فهؤلاء السفراء وصفهم الله - 00:08:14
بانهم كرام وبانهم بررة. والكرم مر معنا التعليق عليه في اه سورة في سورة الانفطار كراما كاتبين. والكريم لا يكذب. والكريم لا يخون الامانة. وفي قوله هذا وصف لهم بكثرة خيرهم. وهو كذلك فان الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون - 00:08:34
لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. فحيث خصهم الله سبحانه وتعالى بهذه الخصائص. وهي آآ كونه كراما وكونهم آآ كثيري الخير وهكذا او هذا يستفاد منه فاذا ذكرها ابن كثير وغيره من اهل العلم وهي - 00:09:04
انه ينبغي لحامل القرآن ان يكون كذلك. اي ان يكون كريما. وان يكون كثير الخير. فان القرآن ينبغي ان يحمل حامله على ماذا؟ على صفات الخير وعلى صفات البر كرام كما وصفهم الله هناك كرام بركة - 00:09:24
وان حمل القرآن كما اثر في صفات الملائكة والسلام فكذلك ينبغي ان يكون مؤثرا في حامل القرآن من البشر. واعظم الناس تأثرا بالقرآن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا لما سئلت عائشة امنا رضي الله عنها - 00:09:44
عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ ماذا قالت؟ كان خلقه القرآن. والمعنى كما قال النووي رحمه الله. اي انه تمتثل اوامره ويجتنب نواهيه ويتخلق باخلاقه ويقف عند اوامره ونواهيه - 00:10:04
ويتدبره ويعمل به. هذا معنى كلام النووي رحمه الله تعالى. فينبغي لمن اتاه الله القرآن سواء حفظا او تلاوة ان يظهر اثر عليه لان القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ما لك الاشعري عند الامام مسلم والقرآن حجة لك او عليك - 00:10:24
ثم قال الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى قتل الانسان ما اكفره قتل الانسان ما اكفره! قتل تأتي في القرآن ويراد بها لعن. او دعاء عليه بالهلاك وهنا اه اعني هذه الجملة اه جملة قتل - 00:10:44
قال الاعمش وهو احد الائمة انما كان في القرآن من قوله تعالى قتل الانسان فانه انما عني به الكذب كافر ومر معنا ايضا في درس سابق ان الانسان في اغلب القرآن المكي يراد به الانسان - 00:11:14
سافر فهذه كليات في التفسير تفيد طالب العلم. ما لم يخرقها خارق وهذا قليل جدا. وهذا قليل جدا يعرف من خلال من خلال السياق وفي قوله هنا قتل الانسان اي الكافر هذا دعاء عليه - 00:11:34
لشدة كفره بالله عز وجل. وكفره هنا وقع على او وقع منه في ثلاثة انواع من صفر. كفره بوحدانية الله عز وجل. وكفره بقدرة الله عز وجل على البعث. وكفره برسالة محمد - 00:11:54
ان صلى الله عليه وسلم وانظروا ايها الاخوة على قصر هذه الاية وليس فيها الا ثلاث كلمات ومع ذلك اشتملت على هذا الذم البليغ العالي لهؤلاء الكفرة. حتى قال الطاهر بن عاشور رحمه الله انها من - 00:12:14
الكلمة القرآنية فانها على وجازتها الا انها بلغت الغاية في ذم هؤلاء الكفار على ما وقع منهم من هذه الانواع الثلاثة كفر بالله بوحدانيته وكفرهم بقدرته لانهم ينكرون البعث. وكفرهم بلسانة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:34
الذي جاءت الاشارة الى رسالته متى؟ في اول السورة حينما كان يحاور المشركين واعرض عن هذا الرجل الاعمى في هذه الاية قد يقول قائل ايش العلاقة بين هذه الاية وبين ما قبلها من السورة لان الجزء الاول كان كله متعلقا بعتاب الله عز - 00:12:54
زوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فيقال ان في هذه الاية ذما للذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث معه ثم يدعوهم الى الاسلام ويحذرهم من عقوبة الكفر ومع ذلك لم يستجيبوا. ففيها تمهيد او او اشارة الى آآ - 00:13:14
على هؤلاء ومنهم الوليد او نعم عتبة بن ربيعة والاهنس بن شريق وغيرهم من صناديد الكفر الذين تصدى النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودعاهم ومع هذا لم يسلموا ولم يستجيبوا. فيكون هذا هو الرابط بين هذه بين الجملة الاولى او الجزء - 00:13:34
ومن السورة وبين بقية هذه هذه السورة. وقوله هنا ما اكفره هل ماء هنا تعجبية؟ ام هي استفهامية يعني هل المعنى ما اعظم كفره؟ ام المعنى ما الذي جعله يكفر؟ قولان لاهل العلم. وسياق الاية يرشح - 00:13:54
ان يكون المعنى الاقرب والله تعالى اعلم انها جاءت على سبيل التعجب والانكار ايضا عليهم. يعني ما الذي جعلهم تكفرون مع وضوح ادلة الوحدانية. مع وضوح ادلة قدرته عز وجل على احياء الموتى. وهم يرون بانفسهم ان الله يحيي الارض بعد موتها ينزل - 00:14:14
عليه المطر فتنبت. واقام الله لهم ادلة كثيرة على قدرته سبحانه وتعالى ومع ذلك كفروا. فدعي عليهم بهذا الدعاء. وهو قوله قتل الانسان ما اكفره. ويؤيد هذا انه اه نعم. وهنا اشير الى فقط الى امر وهو ان - 00:14:34
انه ينبغي للقارئ ان يسكت عند قوله قتل الانسان. ليبتدئ بعد سكوته بقوله ايش؟ ما اكثر ويكون هذا ابلغ في ظهور المعنى. فانت اذا قلت اوتي للانسان ما اكفره فيتضح لك من المعنى ما لا يتضح اذا وصلت ايش؟ وصلت الاية الكريمة ولو وصلت ليس خطأ لكن الفصل هنا يظهر فيه بيان - 00:14:54
المعنى يعني كأنك تقول انما دعي على الانسان بالقتل واللعن لماذا؟ لشدة كفره بالله تعالى. قال الله عز وجل من اي شيء خلقه؟ وهذا استفهام على سبيل التقرير. والمعنى يا من كفرت بالبعث. من اي شيء خلقت؟ ما - 00:15:24
هو اصل خلقك حتى تكفر بالله عز وجل. او تكفر بالبعث. قال الله عز وجل من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره. اما هنا اما قوله من نطفة هنا فهذه من ايات الله عز وجل - 00:15:44
وقد اكتشف المعاصرون من دلائل قدرة عز وجل في هذه النطفة المنوية ما لم يعرفه السابقون. فالاطباء يقولون ان هذه النطفة المنوية فيها ملايين الحيوانات المنوية. ولكن الخلق لا يكتب الا بين نطفة - 00:16:04
واحدة من هذه النطف التي او من هذا الحيوان المنوي الذي يخترق جدار البويضة. فاذا اخترقها وتم التخليق ماتت بقية الحياة الحيوانات المنوية وهذا اقول اكتشفه المعاصرون ولو لم يكتشفوه فان قدرة الله التي عرفها الذي - 00:16:24
حين نزل عليهم الوحي في كون هذا المخلوق يتكون من ماء مهين كاف في اقامة الحجة. ولهذا لما اه اختصم الرجل ان المؤمن الكافر في قصة اه صاحبي الجنة في سورة الكهف بماذا احتج المؤمن على الكافر؟ قال اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة - 00:16:44
ثم سواك رجلا ولهذا يقول العلماء من اساليب في مناقشة الجاحدين والمتكبرين تذكيرهم بماذا؟ باصل فيقال للمتكبر والجاحد ايها المتكبر ايها الجاحد لقد خرجت من مخرج البول مرتين ومآلك الى - 00:17:04
حفرة الى التراب الذي خلقت منه اصلا او خلق منه ابوك. فلما التكبر وعلامة ولاي شيء؟ من نطفة خلقه قدر اي ان الله عز وجل قدر خلقه في اطوار كما قال في سورة المرسلات فقدرنا ونعم القدر فنعم القوم - 00:17:24
قادرون. وقال الله عز وجل في حاجة نوح لقومه وقد خلقكم ايش؟ اطوارا. وتشمل هذه الاطوار التنقل في حياة الرحم والتنقل في الحياة بعد الرحم. فان الانسان يولد طفلا صغيرا. لا يملك من امره شيئا. ثم - 00:17:44
ثم يبدأ يحبو ثم يمشو ويكبو ثم يمشو يمشي ثم يبلغ ثم يكون كهلا ثم شيخا هرما لا يدري ما قل ثم يفضي الى موعود الله عز وجل. اذا هذا التطور في الخلق والتنقل من مرحلة الى مرحلة ومن طور الى طور. هذا كله من - 00:18:04
دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى التي احتج بها على هؤلاء الجاحدين. لكن الاية هنا تتحدث عن مرحلة معينة وهي خلقه حتى ايش؟ يخرج من بطن امه. ولذلك قال بعدها ثم السبيل يسره. والسبيل هنا اختلف المفسرون في - 00:18:24
هل هو السبيل الذي هو مجرى الولد في خروجه من بطن امه؟ ام هو السبيل الذي قاله الله في سورة الانسان؟ انا انا هديناه ايش؟ السبيل اما شاكرا واما كفورا. ابن جرير وهذا هو الاقرب جماعة من المفسرين رجحوا ان المراد - 00:18:44
بذلك هو سبيل او السبيل التي يخرج منها الانسان من بطن امه. لان السياق كله يتحدث لنا عن الخلق لا عن لا عن تفاوت الناس في كونهم شاكرين او كونهم كافرين. وان كان القول الثاني اختاره ابن كثير لكن الاقرب هو المعنى الاول. وفي - 00:19:04
في قوله ثم السبيل يسره اشارة الى نعمة الله عز وجل. على هذا المخلوق في تيسير خروجه. نعم يلحق الام تاعب ام مشقة لكن انت اذا تأملت وهذا المخلوق يخرج برأسه من ذلك الموضع كله لولا تيسير الله عز وجل لم يتم - 00:19:24
الخلق ولم يخرج فيكون في بطن امه في رحم محفوظة يسقى ويطعم ويأتيه الغذاء من آآ امه عن طريق المشيمة كما هو معلوم حتى يخرج ثم يبدأ رزقه في مرحلة جديدة. ثم قال الله عز وجل ثم اماته فاقبره - 00:19:44
بعد ان يمر بمرحلة طويلة في الحياة او قصيرة حسب ما قدر له. يقول الله عز وجل فاقبره. ولم يقل فقبره. لماذا لان الله جل وعلا يهيئ لهذا الانسان من يدفنه. يهيئ لهذا الانسان من يدفنه. وهذا مما - 00:20:04
اكرم الله بني به بني ادم ها عن بقية المخلوقات. بقية المخلوقات تموت وتبقى تأكلها السباع او الطيور او العوافي او ربما ذهبت شتت في البحر. لكن الاصل في الانسان مسلما كان او كافرا ان الله عز وجل هداه الى الدفن. ولهذا لما قتل - 00:20:24
احد ابني ادم اخاه ماذا قال؟ قتله لكن يقول ما يدري اين يواري سوءة اخيه فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه. فهي سنة قديمة من ادم عليه السلام. ان الانسان اذا مات فالمشروع في حقه الدفن - 00:20:44
اكراما له ومنعا لتشتت او لانتشار رائحته ونحو ذلك. وهنا قال الله عز وجل فاقبره وهذا اشارة الى مشروعية الدفن كما ذكرنا. وفيه ايضا ان اسناد الاقبال الى الله عز وجل فيه ايضا اشعار بان - 00:21:04
الله الهم الناس هذا. كما تدل على قصة ابني ادم. لان ابن ادم الذي قتل ما كان يعرف الدفن. حتى ارسل الله له هذا الغراب ليعلمك كيف يدفن كيف يدفن اخاه. وهذا من محاسن على كل حال الشرائع السماوية. ثم قال الله عز وجل ثم اذا - 00:21:24
اشاء انشره. وهنا لم يقل الله سبحانه وتعالى ثم انشره. لماذا؟ لانه منذ خلق الله ادم الى ان تقوم الساعة مرت الاف السنين وما زالت الدنيا قائمة. فنظرا لطول المدة بين - 00:21:44
ايجاد ادم وبين اخر نفس منفوسة جاء هذا الفاصل الزمني. وفيه رد على المشركين الذين يقولون اين الموتى؟ دعهم يخرجون من قبورهم. فهذه تقول لما يأتي الامر بعد يوم القيامة لم يأتي بعد حتى الان. ولهذا - 00:22:04
انما ينشر الناس ويخرجون من قبورهم كأنهم جراد منتشر كما قال الله عز وجل كأنهم الى نصب يوفظون هذا متى يكون يوم القيامة وليس المشركون الذين يحددون متى تقوم الساعة ومتى يبعث الخلق. فكأنهم في هذا يقولون ايش؟ لو كان البعث حقا - 00:22:24
اين بعثه؟ فيقال له لستم انتم الذين ماذا؟ تحددون متى يكون البعث؟ ومتى يبعث الناس؟ بل هذا امر عائد الى مشيئة الله عز وجل. ولهذا قال ثم اذا شاء انشره ففيها رد على من؟ على هؤلاء المشركين. ونختم ها هنا بهذه اللطيفة العجيبة البلاغية - 00:22:44
في هذه السورة تلاحظون عندنا منذ آآ الاية منذ قوله سبحانه وتعالى او من قوله عز وجل من نطفة خلقه فقدره ثم تعاقب الفاء وثم اليس كذلك؟ تلاحظوا الان معي؟ خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته - 00:23:04
مقبرة ثم اذا شاء انشره. فكل اية جاء ما بعدها ثم دليل على وجود مسافة زمنية فيها طول وكل كلمة جاءت بعد الفاء فهذا دليل على سرعة ما بعدها. سرعة حصول ما بعدها. فدعونا نتتبع الان - 00:23:24
اه هذا المعنى باختصار. الفاء قلنا تدل على تعاقب الحدثين مباشرة. بينما اللي هي ثم تدل على مراحل وبعد بين الحدثين. ففي قوله عز وجل من نطفة خلقه فقدره. فمنذ منذ تلاقح - 00:23:44
النطفة مع البويضة يبدأ تقدير الخلق. اليس كذلك؟ منذ ايش؟ اتحاد النطفة مع البويضة. يبدأ التخليق. لكن لما كان الجنين يبقى تسعة اشهر كما هي العادة. قال الله عز وجل بعدها ايش؟ من نطفة خلقه فقدره - 00:24:04
ثم السبيل يسره لانه لا يولد مباشرة. بل يبقى في بطن امه مدة من الزمن. والاصل او العادة تسعة اشهر. ثم قال ثم اماته. لماذا؟ لان غالب الناس يبقون بعد ولادتهم مدة من الزمن. منهم من يبقى سنة سنتين عشر - 00:24:24
عشرين الى مئة او اكثر. فهذه سنة مدة فيها طول. لكن اذا مات يبقى مدة لا يدفن. او يدفن على طول على طول ولذلك قال ثم اماته فاقبره. لماذا؟ لانه زمن مباشر ومتصل بماذا - 00:24:44
ثم اذا شاء انشره. هو يدفن لكن متى يبعث؟ بعد مدة طويلة لا يعلمها الا الله عز وجل فالذي مات في اول الدنيا ليس كالذي يموت في اخر الدنيا. ولكن مع هذا وهذا تبقى هناك مدة زمنية فيها طول ولذلك جاء - 00:25:04
التعقيب بقوله ثم اذا شاء انشره. فسبحان من هذا كلامه؟ الذي بلغ الغاية في البيان فصاحتي والبلاغة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. وان يرزقنا واياكم بركته وهدايته. والحمد لله رب العالمين - 00:25:24
صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:44
التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل