شرح كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة المقدسي

التعليق على كتاب (لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد) | الدرس الأول | أ.د. أحمد القاضي

أحمد القاضي

بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ارسله الله تعالى بين يدي الساعة - 00:00:01ضَ

ونذيرا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وصلوات ربي وسلامه عليه. وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين. ثم اما بعد - 00:00:28ضَ

الحمدلله على نعمة الاسلام والحمدلله على منة الايمان والحمدلله على العلم والقرآن والحمدلله على اتباع السنة والحمد لله على الامن في الاوطان والصحة في الابدان. والحمد لله على كل نعمة ظاهرة وباطنة - 00:00:47ضَ

في هذه العشية المباركة عشية يوم السبت الموافق للتاسع عشر من شهر الله المحرم من عام اربعين بعد الالف والاربعمئة من الهجرة النبوية الشريفة. وفي هذا الجامع المبارك جامع الحمد. في محافظة حفر الباطن - 00:01:09ضَ

نستفتح هذه الجلسات المتتابعة في التعليق على كتاب مبارك لمصنف مبارك اما الكتاب فهو لمعة الاعتقاد. واللمعة معناها في اللغة البريق والبلغة البريق والبلغة كما يقال في قدمه لمعة آآ اي اثر خفيف - 00:01:32ضَ

والبلغة من الشيء. فمعناها يدور حول الشيء اليسير وهكذا اريد لهذا الكتاب ان يكون يسيرا في بابه. آآ ليس مطولا وانما تحسن به البلغة والالماح والالماع الى المقصود واما مصنفه فهو ابن قدامة. وكفاك بهذا الاسم الذي اذا ذكر - 00:01:59ضَ

تبادر الى الى الذهن معنى العلم والفضل والزهد. فقد كان رحمه الله تعالى اماما بحق. هو من ائمة الدين حتى قال عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما دخل الشامع - 00:02:26ضَ

بعد الاوزاعي افقه من الموفق وقال عنه ابن الصلاح ما رأيت مثل الموفق وقال صدق ابن الجوزي من رأى الموفق فكأنما رأى بعض الصحابة وكأن النور يخرج من وجهه وهو اسم على مسمى - 00:02:43ضَ

اسمه واسمه عبدالله بن احمد ابن قدامة المقدسي وكانت ولادته سنة اربعمائة واحدى وخمسين في بلدة في اكناف بيت المقدس يقال لها جماعية خرجت عددا من العلماء وولد رحمه الله تعالى - 00:03:03ضَ

ابان الغزو الصليبي لبلاد الشام وبيت المقدس. فهاجرت اسرته من تلك البلدة. واستوطنت ديما عشق فخرج هو واخوه ابو عمر رحمه الله المعروف بالصلاح والزهادة وابن اختي وابن خالته عبد - 00:03:26ضَ

بني المقدسي صاحب عمدة الاحكام. وسكنوا في دمشق واستوطنوها. وآآ اشتغلوا بالعلم والعبادة والزهد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم انخرط في فتوحات صلاح الدين الايوبي رحمه الله في جهاد الصليبيين. فكانوا في ركابه في معركة حطين - 00:03:48ضَ

وفي فتح بيت المقدس فجمع الله لهذا الامام آآ لاخيه آآ ابي عمر ولابن خالته آآ عبدالغني المقدسي هذه الفضائل من العلم والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وغيرها من الكمالات رحمه الله رحمة واسعة. والف - 00:04:15ضَ

مصنفات السيارة المشهورة في مذهب الامام احمد وغيره فقد آآ صنف رحمه الله العمدة عمدة الفقه للمبتدئين واقتصر فيه على آآ رواية واحدة وصنف ايضا المقنع وصنف الكافي وفيه روايتان في المذهب وصنف في المطولات المغني الذي ذكر فيه اقوال العلماء - 00:04:37ضَ

عامة فهذا الامام اثره لا يزال باقيا في الامة ولم يقتصر على الفقه بل صنف في الاعتقاد كما آآ هذا هذا الذي بين ايدينا وفي اصول الفقه كتابه روضة الناظر من اشهر الكتب في اصول الفقه وله مصنفات اخرى رحمه الله وقد كانت - 00:05:03ضَ

وفاته يوم عيد الفطر توفي رحمه الله سنة ست مئة وعشرين للهجرة ودفن بسبح جبل قاسيون في اه صالحية دمشق رحمه الله رحمة واسعة وكتاب جمعة الاعتقاد كما يدل عليه عنوانه يشير الى آآ لمحة ونبر في العقيدة - 00:05:29ضَ

التي كان عليها سلف هذه الامة واضافه الى الاعتقاد والاعتقاد احد اسماء هذا العلم الشريف فان العلم بالله وبمفاصل الملة واصولها يسمى باسماء عديدة. فمن الاسماء التي يسمى بها الاعتقاد - 00:05:54ضَ

ومنه ما الفه الامام اللالكائي. شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة ومن اسمائه اسماء هذا العلم الشريف السنة وعليه مصنفات كثيرة الفها السلف المتقدمون. ومن اسمائه التوحيد مثل كتاب التوحيد لابن خزيمة كتاب التوحيد واثبات صفات الرب - 00:06:15ضَ

ومن اسمائه الاصول وكل هذه الاسماء ومن اسمائه الايمان. فهذه اسماء مقبولة دالة على العلم والاسماء الاخرى المبتدعة لا يجوز اطلاقها على هذا العلم فلا يجوز ان يقال الفلسفة كما قال - 00:06:42ضَ

قد يعبر البعض ويقول الفلسفة الاسلامية فليس في في الاسلام فلسفة. اذ الفلسفة نتاج عقلي فكري وليس وحيا منزلا من عند الله تعالى ولا يصح ايضا ان يوصف هذا العلم الشريف بعلم الكلام. لان علم الكلام هو من تفتيق الاذهان. وآآ - 00:07:02ضَ

آآ اقتراحات آآ الاراء ليس الا اما هذا العلم فانه وحي من الله كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. والمقصود يا كرام - 00:07:26ضَ

ومن بلغ الا يسمى العلم الشرعي الا بما يليق به. ولا يجر طالب العلم للتعبير عن الحقائق الشرعية والايمانية القاب محدثة بالقاب محدثة تحمل دلالات فاسدة فلهذا اه اه كان عنوان هذا الكتاب - 00:07:52ضَ

آآ لمعة الاعتقاد في آآ بيان مسائل الاعتقاد قال الهادي الى سبيل الرشاد وهو كذلك فان من انطوى قلبه على هذا فانه باذن الله تعالى يهدى الى سبيل الرشاد. وانما سمي الاعتقاد اعتقادا اختم من عقد - 00:08:16ضَ

لان العقيدة اه تدل على الحزم والربط والجزم فلذلك عبر بالعقد تشبيها له بعقد الحب فهو يدل على الثبوت والرسوخ واليقين فنستعين بالله تعالى في التعليق على ما ورد في هذا الكتاب من مختلف مسائل الاعتقاد - 00:08:37ضَ

جمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد. لشيخ الاسلام ابي محمد عبدالله بن احمد بن قدامة المقدسي. رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان. الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن - 00:09:04ضَ

جل عن الاشباه والانداد وتنزه عن الصاحبة والاولاد. ونفذ حكمه في جميع العباد. لا تمثله العقول بالتفكير. ولا تتوهم القلوب بالتصوير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له الاسماء الحسنى والصفات العلى. الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثراء. وان تجهر - 00:09:24ضَ

قول فانه يعلم السر واخفى احاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة وحكما ووسع كل شيء رحمة وعلما يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم. وعلى لسان نبيه الكريم - 00:09:48ضَ

هذه خطبة الكتاب استهلها بحمد الله تعالى. وهذا هو الذي ينبغي عند الاستهلال ان يحمد الله تعالى وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا صعد المنبر حمد الله واثنى عليه. ومعنى حمد الله تعالى الثناء عليه - 00:10:10ضَ

من صفات الكمال ونعوف الجلال وصف الله تعالى بصفات الكمال ونعوت الجلال. هذا هو الحمد وهو مدح مقرون بحب فيحمد الله تعالى كما قال المصنف بكل لسان فلم يزل خلقه من جن وانس وطير - 00:10:30ضَ

وحيوان واسماك وسائر مخلوقاته تحمده وان من شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون التسبيح. فهو سبحانه المحمود بكل لسان اي بكل لغة على تفنن اللغات واختلاف اللهجات المعبود المعبود في كل زمان. بل وفي كل مكان سبحانه وبحمده في عبده - 00:10:54ضَ

اهل السماوات واهل ارضه ويعبد سبحانه في كل زمان مضى وراهن ومستقبل لانه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه الذي لا يخلو من علمه مكان. نعم. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. فالله تعالى لا تخفى عليه خافية يعلم - 00:11:21ضَ

خائنة الاعين وما تثل الصدور ولا يشغله شأن عن شأن. بخلاف الادميين فان الواحد منا اذا انشغل بشيء سهى وغفل عما سواه. اما هو سبحانه وتعالى فلا يشغله شأن عن شأن. كل يوم هو في شأن - 00:11:46ضَ

جل عن الاشباه والانداد. كما قال سبحانه وبحمده فلا تضربوا لله الامثال. ولم يكن له كفوا احد وقال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. فهل نهى عن اتخاذ الانجاد؟ فلا ند له ولا نظيره ولا - 00:12:07ضَ

فيها ولا مثيل سبحانه وبحمده تنزه عن الصاحبة والاولاد وذلك لكمال الغناء بخلاف الادميين. فان الادميين لا غنى لهم عن الازواج والاولاد. فهم يتزوجون هنا للاستيلاد ويتخذون الاولاد للمعونة عند الحاجة. اما هو سبحانه وبحمده فغني عن ذلك - 00:12:28ضَ

ومن كمال فردانيته ووحدانيته الا يكون له زوج ولا ولد. لان مقتضى ذلك ان تكون الزوجة مماثلة لزوجها والولد مماثل لوالده. والله ليس كمثله شيء. فلهذا قال لم يلد ولم يولد - 00:12:53ضَ

ونفذ حكمه في جميع العباد. حكم الله تعالى نوعان. حكم كوني فهذا ينفذ في جميع العباد ولا ريب الله سبحانه وتعالى هو الرب الخالق المالك المدبر فاذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. فهذا معنى نفاد حكمه في جميع العباد - 00:13:12ضَ

فلا يخرج احد عن حكمه سبحانه وامره الكوني والنوع الثاني هو الحكم الشرعي. والحكم الشرعي انما يتحقق في حق العباد العابدين. لا العباد المعبدين فان جميع الخلق عباد معبدون. اي مدللون خاضعون - 00:13:36ضَ

واما العباد العابدون فهم الذين اطاعوا الله واستجابوا لامره طواعية فامتثلوا امره واجتنبوا نهيه. فتبين بهذا ان الحكم حكمان حكم كوني ينقل في جميع المخلوقات لا راد لما قضى ولا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع - 00:13:58ضَ

لا يكون في ملكه ما لا يريد. ولا يخرج احد عن ملكه سبحانه وبحمده. واما حكمه الشرعي فقد تركه سبحانه وتعالى ابتلاء للناس فمن استجاب لحكمه الشرعي فهو فهو العبد العابد ومن تنكب - 00:14:21ضَ

عن طريقه فهو العبد المعبد قال لا تمثله العقول بالتفكير. وان لها ذلك اي عقل يمكن ان ان يمثل الرب سبحانه وبحمده. فلا تستطيع في العقول ان تمثله. لا تبلغه العقول ولا تكيفه الاوهام. سبحانه وبحمده - 00:14:41ضَ

لا تتوهمه القلوب بالتصوير ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير وسيأتينا ان هذه الاية دستورية للسنة والجماعة في باب الاسماء والصفات فانها تضمنت الاثبات هو التنزيل. حيث قال تعالى ليس كمثله شيء. فنزه الله تعالى نفسه عن مماثلة المخلوقين - 00:15:01ضَ

ولكنه في نفس الوقت اثبت لنفسه المثل الاعلى الذي لا ينبغي الا له. فقال وهو السميع البصير ومن شأنه ان تقوم به صفات الكمال ونعوت الجلال كالسمع والبصر والعلم والحكمة والارادة والقدرة. وسائر ما - 00:15:25ضَ

وصف به نفسه له الاسماء الحسنى. كما قال في عدة مواضع من كتابه الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى الله لا اله الا هو الحي القيوم هو سبحانه قد تسمى بالاسماء. لم يصطنعها خلقه ولم يخترعها عباده. بل هو - 00:15:44ضَ

منذ الازل هي اسماؤه خلافا للجهمية والمعطلة الذين زعموا ان اسمائهم محدثة وان الخلق اصطنعوها واخترعوها واطلقوها عليهم سبحانك كلا بل له الاسماء الحسنى التي يختص بها ومعنى انها حسنى يعني بلغت بالحسن غاية. لان حسنا على وزن فعلة. وهي من صيغ المبالغة. اي انه سبحانه - 00:16:08ضَ

قد بلغت اسماؤه بالحسن غايته والصفات العلى هو موصوف سبحانه بصفات الكمال التي لا يماثلها وصف حتى وان الاسماء لكن الحقائق مختلفة الله سميع والعبد سميع والله بصير والعبد بصير. لكن ليس سمع كسمع ولا بصر كبصر. فسمعه سبحانه - 00:16:37ضَ

الاصوات وبصره سبحانه وسع المرئيات. واما سمع المخلوق وبصره فمحدود ضيق قاصر قال الرحمن على العرش استوى سبحانه وبحمده اي على سبحانه على عرشه الذي هو اكبر مخلوقاته واشرفها واعلاها فعلى عليه علوا يليق بجلاله وعظمته. فان استوى في لغة العرب معناها علا كما قال سبحانه - 00:17:07ضَ

في سورة الزخرف عن الفشل والانعام لتزدوا على ظهوره. ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه لتستووا على ظهوره اي لتعلوا على ظهور الفلك والانعام. فالذي قال في سورة الزخرف استوى هو الذي قال في سورة - 00:17:38ضَ

الرحمن على العرش استوى. فمعنى الاستواء في اصل وضعه في اللغة هو العلو. لكنه اذا اضيف الى الله صار لائقا به. واذا اديت الى المخلوق صار لائقا به. وهذا هو فيصل التفرقة في هذا الباب كما سيأتينا - 00:17:57ضَ

فانه يقع الاشتراك في الاسماء ولكن يقع الاختصاص عند الاضاءة. فاذا اضيف الى الله صار لائقا به لا يدانيه شيء من اوصافه المحدثين سمات المحدثين. واذا اوذيت الى المخلوق صار لائقا بمن اضيف اليه - 00:18:17ضَ

قال احاط بكل شيء علما سبحانه كما قال عن نفسه آآ في غير ما موضع واما سواه فلا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقهر كل مخلوق عزة وحكما. وهو القهر فوق عباده - 00:18:37ضَ

وسع كل شيء رحمة وعلما. اي ان رحمته وسعت كل شيء. حتى انها لتنال المؤمن والكافر والبر والفاجر والانسان والحيوان فلا غنى لاحد عن رحمة الله. والناس يتقلبون فيها فقد وسعت رحمته كل شيء - 00:18:58ضَ

كما ان علمه وسع كل شيء. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وكثير من جمل هذه الخطبة اه مستمد من اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله. فان النبي صلى الله عليه - 00:19:18ضَ

عليه وسلم سأل ابي بن كعب فقال اي اية في كتاب الله اعظم فقال الله ورسوله اعلم فاعاد عليه السؤال فقال رضي الله عنه اية الكرسي قال ليهنك العلم ابا المنذر. يعني هنيئا لك العلم - 00:19:41ضَ

بعد هذه المقدمة دخل رحمه الله تعالى في بيان اه اشرف انواع العلم وهو العلم بالله تعالى، فقال موصوف موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم. وعلى لسان نبيه الكريم - 00:20:01ضَ

وكل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الايمان به وتلقيه بالتسليم والقبول. وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل هذا هو المنهج الرشيد. والمهني السديد - 00:20:16ضَ

والذي به العصمة وهو ان يصف المؤمن ربه بما وصف به نفسه. او وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن ذلك ان ربنا سبحانه وبحمده غير. ولا سبيل لنا للعلم - 00:20:36ضَ

للامور المغيبة الا بالخبر الصادق لا يمكن ان نعول على العقول والافكار والظنون والاوهام. لا بد ان يكون عندنا اثارة من علم اليها ونعول عليها. وذاك عما وصف الله به نفسه. لانه سبحانه وبحمده اعلم بنفسه وبغيره. واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه - 00:20:56ضَ

فاذا اخبر سبحانه عن نفسه جسم من الاسماء او وصف من الاوصاف فالواجب علينا ان نقبله وان نسلم له ان نطيب به نفسا ونقر به عينا ولا نعترضه باي نوع من انواع الاعتراضات. ولا نتجنى عليه باي نوع من - 00:21:24ضَ

من انواع التحريفات. بل كما قال المصنف رحمه الله موصوف بما وصف به نفسه بكتابه العظيم. وعلى لسانه نبيه الكريم. ذلك ان نبيه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. قد سدده ربه - 00:21:44ضَ

واجرى الحق على لسانه فلذلك كل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الايمان به فيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل. والتشبيه والترتيب. نعم ايها الكرام ويا ايتها - 00:22:04ضَ

الكلمات ومن بلغ هذا طريق السلامة. هذا منهج العلم والحكمة. ان نقف متأدبين في هذا المقام الخطير. والا نتجاوز حدوده. وان يسعنا ما وسع ما وسع صالح المؤمنين من والتابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين. والا نتصور الجدران ولا نتكلف ما ليس لنا به علم. فان - 00:22:26ضَ

القول على الله بغير علم من اعظم الورقات الواجب علينا في كل ما انزل الله تعالى به عن نفسه او اخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم ان نتلقاه بالقبول والتسليم - 00:22:54ضَ

والطمأنينة والا نستشنع شيئا من ذلك والا نرد خبر الله وخبر رسوله. ونعلم ان الله تعالى اعلم بنفسي واصدق قيل واحسن حديثا وان نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم بربه - 00:23:08ضَ

واصدق الناس لهيا وابينهم بيانا. وانصحهم للامة فلا يسوغ لاحد كائنا من كان ان يستدرك على كلام الله ولا على كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كما فعل من اشار - 00:23:29ضَ

اليهم من اهل التأويل والتشبيه والتمثيل فان هؤلاء جميعا تعدوا قدرهم وتخطوا مقدارهم وتجنب على نصوص الكتاب والسنة. فمنهم من سلك مسلك التأويل وهو في الحقيقة تحريف. فصار كل ما نبا على فهمه وعقله سلط عليه معاول التأويل وقال المراد بكذا كذا والمراد بكذا وكذا - 00:23:44ضَ

بلا اثرة من علم بل بمحض العقول والاراء ومنهم من عكس فحمل نصوص الكتاب والسنة على ما هو معهود لدى المخلوقين. فزعم ان صفات الله كصفاته المخلوقين فيقول له وجهك وجوهنا ويد كايدينا وسمع كسمعنا وبصر كبصرنا. فلا هؤلاء ولا هؤلاء - 00:24:14ضَ

وانما الصواب فيما كان عليه اهل السنة. من الرضا والقبول والتسليم ولزوم نصوص الكتاب والسنة. فيثبتون اثباتا بلا تمثيل. وينزهون الله تنزيها بلا تعظيم هذا هو المنهج الصحيح ان نثبت لله اثباتا بلا تمثيل - 00:24:41ضَ

بمعنى ان لا نغالي في اثبات الى درجة الوقوع في التمثيل وننزه الله تعالى تنزيها بلا تعطيل. اي ان لا نغالي في التنزيه فنقع في التعطيل ونفي ما اثبت الله تعالى - 00:25:01ضَ

بل نقيب نفسا ونقر عينا بخبر الله ورسوله ونجري ايات الصفات واحاديثها على ظاهرها اللائيث بالله تعالى ولا نتكلم ما ليس لنا به علم وذلك يا كرام ان الناس في هذا الباب - 00:25:17ضَ

اختلفت طرائقه اعني باب الاسماء والصفات الذي هو اشرف ابواب الدين. اذ هو باب العلم بالله. وشرف العلم متوقف على شرف المعلوم. ولما كان الله اشرف معلوم فالعلم به اشرف انواع العلوم. اقول اختلفت مسالك الناس في هذا الباب - 00:25:36ضَ

على نحو ستة مذاهب المذهب الاول مذهب اهل التمثيل الذين يثبتون ما وصف الله تعالى به نفسه او وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم على ما يعهدونه لدى المخلوقين - 00:25:56ضَ

يقولون وجه كوجودنا ويد الكائدين وسمع كسمعنا وبصر كبصرنا تعالى الله عما يقولون علوا عظيم فان هذا المسلك مسلك باطل شرعا وعقلا. اما شرعا فقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء فلا تضربوا لله الامثال - 00:26:19ضَ

ولم يكن له كفوا احد واما عقلا فان العقل الصريح يقطع بانه لا يمكن ان يكون الخالق الكامل من جميع الصفات كالمخلوق الناقل من جميع الصفات المذهب الثاني نذهب اهل التحريف الذين يسمون انفسهم اهل التأويل - 00:26:38ضَ

وهم الذين الاصل عندهم الاثبات. الاصل عندهم الاثبات. فهم يعتقدون ان لله تعالى وصف ثبوتي ولكنه شرقوا ببعض نصوص الصفات حملوها على معنى مجازي من تلقاء انفسهم. ودون علم او ودون اثارة من علم. فصاروا - 00:27:02ضَ

اه يعمدون الى بعض نصوص الصفات كالصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين والصفات الفعلية والنزول وغيرها يحرفون معانيها الى معان مجازية. بدعوى ان اثباتها يستلزم التشبيه ولا شك ان هذا المذهب مذهب باطل. لانه افتيات واستدراك على الشارع الحكيم - 00:27:32ضَ

ستجدهم يقولون استوى بمعنى استولى. والوجه المراد به الثواب. اليد المراد بها النعمة. فان قيل لهم لديكم دليل من كتاب وسنة على ما ذهبتم اليه؟ قالوا لا بملء افواههم. يقرون بانهم لا دليل عندهم على ذلك. لكن زعموا ان - 00:28:02ضَ

اثباتها على حقيقتها يقتضي التمثيل وانهم اجتهدوا في استنباط المعاني المجازية ليدفعوا هذه هذه المفسدة. هكذا خيل اليهم ولكن هذا المسلك مسلك حادث على سلف هذه الامة ولم يكن ذلك من شأنهم ابدا - 00:28:22ضَ

ولا يحفظ عن احد من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم باحسان انه حرف شيئا من معاني اسماء الله تعالى والرد عليهم ان يقال انه لا يلزم من اثبات هذه الاسماء الاتفاق في الحقائق والكيفيات فللرب وجه يليق به - 00:28:45ضَ

كما ان له سمع يليق به. وللرب يدان كريمتان مبسوطتان بالعطاء والنعم. كما ان الله تعالى له علم و تليق به فلا يلزم من اتفاق الاسماء اتفاق الحقائق والحيثيات والمسميات - 00:29:06ضَ

وانتم لستم اعلم بالله من الله. ولا بالله من رسول الله. وانتم لستم اصدق من الله قيلا. ولستم اصدق من الله صلى الله عليه وسلم كلاما هو انتم لستم احسن من الله حديثا. ولا ابين من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:29:23ضَ

ولا افصح منه ولستم اغير على الله من الله ولستم اغير على الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولستم انصح للامة ممن هو بالمؤمنين رؤوف رحيم. فلو كان الامر يقتضي ذلك لكان صلى الله عليه وسلم يبينه - 00:29:43ضَ

هذا ولا يدع الامة امام هذه الالتباسات والاشكالات. فالذي بين لامه للامة اداب قضاء الحاجة والامور الدقيقة اه صباح مساء ليل نهار في جميع شؤون الحياة لا ريب ان الاولى ان يعلم - 00:30:04ضَ

هذا الباب العظيم قد قال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ترك لنا منه علم المسلك الثالث مسلك اهل التعطيل وهم الذين تجاوزوا درجة اهل التأويل حتى نفوا عن الله - 00:30:24ضَ

تعال اسماءه وصفاته وهم الجهمية. فقد نفوا عن الله تعالى الاسماء والصفات. ولم يثبتوا لله صفة ثبوتية وزعموا ان الله تعالى هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق. وان اثبات الاسماء والصفات يلزم منه آآ - 00:30:48ضَ

مماثلة المخلوقين. وظاهر وفساد هذا المذهب ظاهر للبيان ولهذا لم يتردد السلف في تكفير الجميع حتى قال ابن القيم رحمه الله ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان يعني خمسمائة عالم من - 00:31:08ضَ

كما السلف كفروا الجهمية بسبب مقالتهم البائرة التي تقضي الى التعطيل والى انكار وجود الله تعالى المسلك الرابع مسلك اهل التجهيل الذين يسمون انفسهم المفوضة الذين يسمون انفسهم المفوضة. وهم الذين يثبتون الفاظ الاسماء والصفات. ولا يثبتون معانيه - 00:31:28ضَ

يعني يقولون نحن نؤمن بما اخبر الله تعالى بكتابه بالفاظها لكن لا نثبت لها معنى بمعنى انهم يقرأون نصوص الاسماء والصفات كما يقرأ الاعجمي القرآن لا يثبت لها معنى ولا يدرك لها آآ - 00:31:57ضَ

وهذا المذهب نسبوه الى السلف. والسلف من خبراء. فانهم بهذا قد سدوا باب العلم بالله تعالى وزعموا بانه لا احد يعلم معنى ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. بل ولا النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا - 00:32:17ضَ

ولهذا كان الوصف الحقيق بهم هو التجهيل وليس التكوين ذلك يا كرام ان كل صفة من صفات الله يتعلق بها ثلاثة امور لحفل ومعنى وكيفية كل صفة من صفات الله يتعلق بها ثلاثة امور. لفظ ومعنى وكيفية - 00:32:38ضَ

فالواجب علينا ان نثبت اللفظ كما جاء في الكتاب والسنة وان يثبت المعنى الذي دلت عليه لغة العرب. لان الله خاطب الناس بلسان عربي مبين. وامرهم بتعقله. فقال سبحانه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ولم يستثني شيئا. وقال انا انزلناه قرآنا عربيا - 00:33:02ضَ

لعلكم تعقلون ولم يستثني من التعقل شيئا. انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. فلن يستثني من من التعقل كل شيء فمعنى ذلك ان اه ادراك معانيه بمقدور الناس الذين نزل القرآن بلغته - 00:33:27ضَ

فلهذا يجب ان نثبت المعنى اي اصل المعنى الذي يكون في الاذى اما الثالثة وهو التفويض فاننا نكله الى الله وهو الكيفية فاننا نفوضه ونفذه من الله عز وجل هذا لا سبيل للعلم به. وهذا الذي قررناه الان هو مقتضى جواب الامام مالك ابن انس امام دار الاجر الهجرة. حينما سأل - 00:33:47ضَ

قاله سائل فقال يا ابا عبدالله يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى سأل عن كيفية الاستواء فاطرق مالك وعدته الرحباء يعني تفصد عرقا من وقع السؤال عليه ثم رفع رأسه - 00:34:16ضَ

وكان ينكث بعود فالقاه فقال الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا صاحب بدعة وفي لفت وما اراك الا ضالا ثم امر به فاخرج من المسجد - 00:34:37ضَ

وقوله الاستواء غير مجهول. يعني غير مجهول المعنى. معروف في لغة العرب ان السواء بمعناه والكيف غير معقول الكيفية لا يمكن لعقولنا ان تدركها. لاننا اذا كنا لا ندرك ذاته - 00:34:54ضَ

فاننا لا ندرك صفاته ايضا من باب اولى والايمان به واجب لان الله اخبر عنه واخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم والسؤال عنه بدعة لان الصحابة لم يكونوا يسألون النبي - 00:35:10ضَ

صلى الله عليه وسلم عن كيفيات صفات ربنا عز وجل. اذا علينا ان نميز بينما هذه المقامات الثلاث. اللفظ والمعنى والكيفية فنثبت اللف والمعنى ونقوض الكيفية المسلك الرابع الخامس من مسالك الناس في هذا الباب مسلك - 00:35:24ضَ

اه اهل التوقف او صنف من الواقفة وهم الذين يقولون نعرض بعقولنا بقلوبنا عن البحث في هذا الامر ولا نقول فيه بشيء. لا قليل ولا كثير وهم يقرأون القرآن ويقرأون الاحاديث المتضمنة لايات الصفات واحاديثها - 00:35:49ضَ

دون ان يثبتوا شيئا ولا يتعرضون له بشيء وهؤلاء بمنزلة الاميين الذين لا يقرؤون الكتاب الا امامهم. ولا ريب ان طريقتهم هذه طريقة باطلة. لانها خلاف ما كان عليه السلف من الصحابة من تدبر القرآن وتفهم معانيه. كما قال عبدالرحمن بن ابي ليلى وغيره قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا - 00:36:16ضَ

عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يتعلمونهن وما فيهن من العلم والعمل. ولم يستثني شيئا عشر ايات على آآ سائر المسحة قال فوفينا العلم والقرآن معه - 00:36:42ضَ

فهذا المسلك ايضا ليس من مسالك اهل الحق ليس بمسلك اهل الحق القسم آآ الاخر من التفويض من الوقوف هو صنف من الواقفة يجوزون كل احتمال. فيقولون يجوز ان يكون المراد بنصوص الستات - 00:37:05ضَ

ظاهرها ويجوز ان يكون خلاف الظاهر لا يجوزون الشيء ونقيضه. ولا يقطعون بشيء وكل هذه المسالك ايها الكرام مسالك باطلة. والحق في هذا هو طريقة السلف. وهي الامرار والاقرار واثبات - 00:37:28ضَ

تعال السلف الصالح يثبتون ما اثبت الله لنفسه ويمرونها كما جاءت وامرارها كما جاءت يقتضي امرارها لفظا ومعنى فقد اثر عن جمع من السلف انهم قالوا امروها كما جاءت بلا كيف - 00:37:47ضَ

فهذا مروي عن الامام ما لك والليل وحماد وجمع كثير من السلف وهو يدل على طريقة واضحة ومنهج رشيد فامرارها كما جاءت يقتضي امرارها لفظا ومعنى. ومن امرها لفظا ولم يمرها معنى فانه لم يمرها كما جاءت - 00:38:07ضَ

ثم ان في قولها قولهم بلا كيد دليل على انهم يثبتون المعنى. لان من لا يثبت المعنى لا يحتاج ان يقول الى كيف؟ تأملوا في هذا في هذه اللفتة يقولون امروها كما جاءت بلا خير - 00:38:29ضَ

لماذا قالوا لانهم يثبتون المعنى ويحترزون من ان يبلغ احد بالاثبات درجة التكييف والتنفيذ فيقولون بلا كأس. ففي هذا رد على المفوضة الذين يزعمون ان السلف رحمهم الله كانوا يفوضون المعاني. لو كانوا يفوضون المعاني لما قالوا بلهو - 00:38:46ضَ

كيف من يفوض المعنى لا يحتاج ان يقول بلا شيء فتبين بهذا ان هذه الجملة السلفية بحمد الله كاشفة لما اه اه ادعاه اه المبطلون من والمجاهلون الذين يزعمون ان السلف بمنزلة الاميين الذين لا يقرأون الكتاب الا اماني وانهم لا - 00:39:11ضَ

معنى ما يقرأون فيقال لهم من وجهين. قولهم امروها كما جاءت يقتضي امرارها لفظا ومعنى. وقوله الى حيث يدل على انهم يثبتون اصل المعنى. اذ لا يحتاج الى نفي الى الاحتراز من التكليف الا من كان يثبت اصل المعنى - 00:39:37ضَ

فلهذا ينبغي للمؤمن الحنيف ولطالب العلم خاصة ان يحرر هذا المقام تحريرا بليغا وان يكون على بينة من ربه فيه. والا في قلبه شيء من الوساوس التي يقذفها آآ اهل البدع والاهواء. فطريقة السلف الصالح قاطبة - 00:39:57ضَ

القرون الثلاثة الفاضلة ومن سار على طريقهم الى يومنا هذا هي الاثبات والاقرار والامرار اثبات اللفظ والمعنى وتطوير الكيفية وانما يثار والى التفويض في نص معين عند شخص معين اشكل عليه مسألة من المسائل فلم يتبينها فقد يسعه حينئذ ان يفوض المعنى - 00:40:21ضَ

لقصور علمه آآ في هذا المقام لكن لا يقال ان التفويض منهج مضطرب ينسحب على جميع نصوص الصفات بل التفويض ربما يحتاج اليه من اشكل عليه نص معين في وقت معين - 00:40:52ضَ

من شخص معين يلجأ الى تفويض العلم الى الله الى ان يكشف الله له العلم فهذا هو الفرق بين ما من ينادي بالتفويض ليكون منهجا مطردا وبين من يجيزه في - 00:41:11ضَ

حالة معينة فلا ريب ان الله سبحانه وتعالى ما فرط في الكتاب من شيء. وان نبيه صلى الله عليه وسلم جعل امته على البيضاء ليلها كنهارها وانه بابي هو وامي احكم هذا العلم احكاما بليغا. وانه اولى ما ينبغي ان يعتنى به. فلذلك صدر المؤمن - 00:41:29ضَ

عن علم وبينة وعرفوا ما لربهم من الاسماء والصفات. ولم يدر ببالهم ولا ولم يخطر ببالهم ولم يدر ان شيئا من اسماء الله وصفاته يلزم منه مماثلة المخلوقين. بل كانوا يتبادروا الى اذهانهم معنى التنزيه مع الاثبات. وفي حديث لقب - 00:41:50ضَ

عامر ابن المنتفق لما اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول في اثناء خطبته ينظر اليكم ازلين قنطين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. فجثى على ركبتيه وقال يا رسول الله اويضحك ربنا - 00:42:15ضَ

قال نعم. قال لن نعدمك خيرا من رب يضحك اسناده ابن القيم رحمه الله. فهذا الصحابي على سلقته العربية وفطرته السوية لم يتبادر الى ذهنه من اضافة الضحك الى الى الرب سبحانه ما تبادر - 00:42:33ضَ

الى اذهان المتأخرين من ان اثبات ذلك يلزم منه الشفتان والاسنان واللهوات وغير ذلك. لا لما تبادر الى ذهنه هذه المعاني المحدثة. بل علم ان ما لله هي يليق به. وانه لا يماثل مال المخلوقين قطعا - 00:42:52ضَ

بخلاف المتأخرين الذين شرقوا بهذه النصوص والتهافت عقولهم بلوثة التمثيل ففروا من التمثيل يقعوا في التعظيم هذا هو حقيقة الامر فلا ريب ان السلف الكرام رحمهم الله كانوا على الاثبات والامراض والاقرار وما كانوا وحاشاهم لا على التأويل - 00:43:11ضَ

ولا على التعقيب ولا على التجهيز ولا على اه التوقف بل كانوا على بينة من ربهم ومن هذا يتبين لنا ما يذكره ابن قدامة في الجملة التالية لنحمله على محمله الصحيح - 00:43:35ضَ