الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه ونشكره على فضله واحسانه وبعد نواصل ما كنا ابتدأنا به من تفسير سورة المؤمنون حيث تقدم لنا عدد من اللقاءات في هذه السورة اربعة لقاءات وهذا خامسها باذن الله جل وعلا - 00:00:00
فلعلنا نستمع للايات اولا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولا نكلف نفسا الا وسعها. ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون القلوب في غمرة من هذا ولهم اعمال من دون ذلك. هم لها عاملون - 00:00:26
هاد اذا اخذنا مترفيهم بالعذاب اذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم انكم منا لا تنصرون. قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنقصون تكبرين به سامرا تهجرون. افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم - 00:00:57
يأتي اباءهم الاولين. ام لم يعرفوا رسولهم فهم لهم هم منكرون ام يقولون به جنة بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون. ولو اتبع الحق اهله هواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. بل اتيناهم - 00:01:37
ذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين. وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم. وان ان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون. ولو رحمناهم وكشفنا ما - 00:02:12
ننجوا في طغيانهم يعمهون. ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا بهم وما يتضرعون. حتى اذا فتحنا عليهم بابا اذا هم فيه مبلسون ذكر الله جل وعلا في هذه الايات قاعدة شرعية - 00:02:42
يستمر العمل فيها الا وهي ان التكاليف الشرعية والاوامر والتوجيهات التي تصدر الى العباد. انما تتعلق بما يستطيعونه وما يكون في قدرتهم وما زاد عن ذلك فانه لا يدخل في - 00:03:22
ذمة المكلف وهذا من فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد فلا يكلفهم الا ما يكون في طاقتهم وما يستطيعونه قال ولدينا كتاب ينطق بالحق. اي ان الله جل وعلا يسجل اعمال العباد - 00:03:48
حيث يأمر الملائكة بكتابة اعمالهم قليلها وكثيرها كما قال سبحانه ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ومن ثم فهذا الكتاب سينطق باعمالهم يوم القيامة. ومن ثم سيحاسبون على - 00:04:13
تلك الاعمال وهم لا يظلمون لانهم ستسجل اعمالهم كاملة فحسناتهم واعمالهم هم الجميلة مكتوبة ومن ثم لن يكون هناك ظلما ثم قال تعالى مع كون اعمال الناس مسجلة ومع كون التكاليف الشرعية في وسع العباد وفي قدرتهم وطاقتهم. ومع كون هذه - 00:04:38
خليف انما هي في مصالح العباد الا ان الناس غافلون عن ذلك. لا ان الله يراقبهم ولا يستشعرون ان الملائكة تسجل اعمالهم ولا يستعدون ليوم عاد الذي ستتلى فيه اعمالهم وسينطق الكتاب بالحق عليهم. بل قلوبهم - 00:05:13
القلوب هؤلاء المعرضين وتفكيراتهم في غمرة من هذا. اي انهم ساهون غافلون عن تسجيل اعمالهم في الكتاب. ولذلك نجدهم لا يتورعون عن تسجيل لما يعود عليهم بالظرر ولهم اعمال من دون ذلك. اي ان هؤلاء الذين قد خالفوا لهم - 00:05:43
اعمال اخرى دون العمل الشنيع عمل الكفر. فعندهم اعمال كفر وعندهم اعمال معاص واعمال ذنوب واعمال اه مخالفة وايذاء للاخرين قم لها عاملون اي قد فعلوها او سيفعلونها وسيستمر الحال بهم حتى يأخذهم الله بالعذاب لما لديهم من اعمال - 00:06:17
يستحقون بها نزول العقوبات الدنيوية. ولذا قال حتى اذا اخذنا مترفيهم سيستمرون على ظلمهم في عبودية الله وبالنسبة لعباد الله حتى اذا اخذنا مترفيهم اي اخذنا اي عاقبناهم وانزلنا العقوبة بمن - 00:06:52
يكون عندهم نعم الله متتالية اذا هم يجأرون ان يكونوا من شأنهم انهم يعودون الى الله ويطلبون منه سبحانه ان برفع ذلك العذاب عنهم. يأتيهم وباء من الاوبئة او مرض من الامراض المعدية. فحين - 00:07:21
اذن تجد انهم يعودون الى الله ويطلبون منه سبحانه ان يرفع عنهم ذلك الوباء اه وما تذكروا ان اعمالهم مسجلة وان جميع افعالهم سيحاسبون عليها اه فيقال لهم لا تجأروا اليوم اي لا ترفعوا اصواتكم بالاستغاثة - 00:07:47
الصراخي انكم منا لا تنصرون. فعقوبة الله اذا نزلت لا يتمكن احد من منعها اه فالله جل وعلا القوي القادر سبحانه وتعالى. ونحن نشاهد ذلك في احوال الخلق الذين تنزل بهم العقوبات عندما يكون عندهم من الاعمال ما يكون سببا - 00:08:17
نزول هذه العقوبات حينئذ يعودون الى الله بالسنتهم وافعالهم مستمرة على منكراتهم. لا اليوم انكم منا لا تنصرون. لا ترفعوا اصواتكم بالصراخ والاستغاثة من اجل رفع هذا العذاب عنكم فان عقوبة الله لما نزلت وعذاب الله لما جاءكم لا يستطيع احد ان ينصره - 00:08:47
راكم وان يحميكم منه الم تتفكروا فقد قامت عليكم الحجة قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون. كانت ايات القرآن ايات كتاب الله تقرأ على الخلق فيها الحجج والبراهين الدالة على وجوب افراد الله بالعبادة - 00:09:20
ووجوب تصديق محمد صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك تسمعونها ثم تتركونها تنكسون على اعقابكم اي ترجعون على اعقابكم على جهة خلفكم مولين عنها غير ابهين لها وغير مستمعين لها. بل من شأنكم انكم - 00:09:49
يتكبرون مستكبرين به سامرا تهجرون. تقولون عندنا من القوة قرة تقولون نحن الاقوياء. ومرة تفتخرون بانسابكم ومرة تقولون بان من اهل البلد الفلاني من اهل الحرم او غيره. وتقولون وحينئذ سامرا تهجر - 00:10:19
يعني تتحدثون بهذه الاحاديث التي تثنون بها على انفسكم تظنون انها تنجيكم من عذاب الله تتسامرون بها في الليل وتتحدثون بها تهجرون اي بذلك القول السيء الذي شأنه ان يهجر. فانتم لا تقدسون مكانكم. ومكانكم - 00:10:49
لا يقدسكم اذا كانت افعالكم لا تتناسب معه. ثم قال تعالى افلم يدبروا قول يعني هذه الايات القرآنية التي جاءتهم فيها براهين وحجج وفيها ادلة قاطعة الم يكن من شأنهم ان يتفكروا ما فيها من الايات والبراهين. ايات القرآن لو تأملوا - 00:11:19
لكانت حجة قاطعة ولكانت دليلا يسير بهم الى الحق هدى وانما كان شأنهم ان يعرضوا عنه. وان يكذبوا به ثم قال على جهة الاستنكار لهم لماذا تركوا هذا القول؟ لماذا تركوا القرآن ولم يسيروا عليه؟ هل لانهم - 00:11:49
يقولون ان اباءنا لم يأتهم مثل هذا القرآن فكون الله جل وعلا تفضل عليكم بان انزل عليكم وانزل في زمانكم القرآن الذي لم يعرفه اسلافكم لا يعني انكم تحتجون بان ابائكم لم يأتهم مثل هذا - 00:12:17
القول ومن ثم لا يصح لكم الاستدلال بذلك. او تقولوا بان او تقولوا بان من قبل اعرضوا فنحن على طريقتهم ثم قال ما الذي صدهم عن الايمان بهذا الكتاب؟ هل هل لانهم لم يعرفوا محمدا صلى الله - 00:12:44
عليه وسلم الذي ارسله الله لهم. وبالتالي فهم ينكرونه ولا يعرفونه وحينئذ هم يعرفونه سابقا وهم يعرفون ان هذه الدلائل دلائل حق ام يقولون به جنة يقولون يعني هل من اسباب ترككم الاستجابة للقرآن؟ دعواكم - 00:13:10
جنون من اوصل اليكم هذا الكتاب بل جاءهم بالحق فهم له منك. بل جاءهم الحق واكثرهم للحق كارهون. هذا الكتاب وهذا القرآن حق لا مرية فيه من عند الله اه ادلته كثيرة متعددة وبالتالي - 00:13:41
لم يصح لهم لم يصح لهم ان ينكروه او ان يكذبوا به. ثم قال تعالى ولو اتبع الحق اهو وهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن رغبات الناس لو سار عليها الكون لكان ذلك من اعظم الفساد فيه - 00:14:06
ولذلك ولذلك على العباد ان يعرفوا ان ترتيب القدر والكون على اوامر الله جعله منتظما ثم قال تعالى بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. اي اتيناهم بما يجعلهم يتذكرون. مآلهم وآآ - 00:14:32
حسابهم لكنهم معرضون عنه او انهم اتيناهم بكتاب من تمسك به جعل الله له العز الشرف والذكر لكن هؤلاء القوم لا يرغبون ان يكون لهم شيء من الذكر والعز والشرف - 00:15:03
ثم قال ام تسألهم خراجا خرجا فخراج ربك خير. اي هل تطالب منهم اجرة ومال بحيث يجعلهم ذلك لا يقبلون دعوتك. لا والله. فالله الذي يرزقك ويتولى شأنك. وهو سبحانه خير - 00:15:25
الرازقين يرزق بغير حساب. ثم قال وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم. اي هذا النبي ادعو هؤلاء الاقوام الى جادة واظحة وطريق واظح فيه هدايتهم لا اعوجاج فيه وتحصل به نجاتهم يوم القيامة وتحصل به - 00:15:45
ويحصل به اصلاح احوالهم في الدنيا ثم قال وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون. اي هؤلاء الذين اعرضوا عن هذا الكتاب انما كان اعراظهم بسبب تكذيبهم بالاخرة وبالبعث - 00:16:13
الموت وبالتالي فهم عن الصراط لناكبون اي مائلون عن الحق الى الباطل. آآ اركون لطريق الجنة الى طريق النار. ثم قال تعالى ولو رحمناهم اي لو ازلنا ما بهم من العقوبات الدنيوية التي نزلت بهم - 00:16:37
لكان ذلك من اسباب استمرارهم في المخالفة وفي تجاوز الحدود في طغيانهم اي في تجاوزهم لحدودهم يعمهون ان يتخبطون ويترددون. نعم لقد انزل الله بهم انواعا من العقوبات ليكون ذلك من اسباب رجوعهم الى الله وتفكرهم في احوالهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وانما - 00:17:06
آآ اعرضوا عن الله جل وعلا وتركوا سبيله. ولقد اخذناهم بالعذاب يعني بالمصائب في الدنيا فما استكانوا لربهم اي لم يخضعوا له ولم يطلبوه سبحانه. وما يتضرعون لما يسألونه خاشعين - 00:17:41
له ان يرفع عنهم المصائب حينئذ فتح الله عليهم بابا ذا عذاب شديد اي انزل بهم عقوبة شديدة كبيرة قوية اذا هم فيه مبلسون. اي جاءهم القنوط واليأس من رحمة الله جل وعلا - 00:18:03
وبالتالي كان ذلك اسوأ لاحوالهم. ففي هذه الايات فوائد كثيرة منها ان الشريعة لا تكلف العباد ولا توجب عليهم الا ما يكونوا في وسعهم. ومنها ان اعمال بني ادم التي يؤدونها في الدنيا مسجلة عليهم ان خيرا وان شرا. ومنها ان - 00:18:29
الكتاب الذي تسجل فيه اعمال بني ادم ستشهد عليه يوم القيامة. ومنها ان الله جل وعلا لا يظلم العباد ومنها غفلة العباد عن الاستعداد ليوم المعاد ولتسجيل الملائكة ااعمالهم التي يقومون بها. ومن فوائد هذه الايات ان انزال المصائب - 00:18:59
للناس في الدنيا له مصلحة حيث يذكرهم ذلك بالله ويخوفهم منه سبحانه ويعيدهم اليه جل وعلا. وفي هذه الايات ان التوبة هي طريق الناس عند نزول بهم وفي هذه الايات ان عقوبة الله اذا نزلت بالعباد لا يستطيع احد من الخلق - 00:19:29
ان يردها مهما كانت مهما كانت قواهم. وفي هذه الايات ان شأن اهل الايمان اذا سمعوا لايات القرآن اقبلوا اليها واستمعوا ما فيها وتفكروا فيها وعملوا بها وان من كان يضادهم في ذلك اذا سمعوا ايات القرآن اعرضوا عنها ونكصوا على اعقاب - 00:19:59
وكان من شأنهم التكبر. وفي هذه الايات تحريم الاعراض عن سماع دعوة الحق. وفي هذه الايات تحريم التكبر على دعوة الحق. وفي هذه الايات تحريم جعل جعل سبيل اهل الايمان سمرا يتحدث به على جهة السخرية من طريقتهم و - 00:20:29
امورهم في الدعوة الى الله جل وعلا. وفي هذه الايات وجوب تدبر ايات القرآن وان الهداية من اسبابها تدبر ايات القرآن ومن ومن فوائدها هذه الايات عدم صحة الاستدلال باحوال السابقين لمجرد كونها احوالا للاباء - 00:20:59
وفي هذه الايات اتهام دعاة الباطل واهل الشر لدعاة الحق بانواع الاتهامات رغبة في بتنفير الخلق منهم ومن ذلك دعواهم ان اهل الحق مجانين وفي هذه الايات ايضا ان ما جاء في شريعة رب العزة والجلال حق واجب الاتباع - 00:21:29
يجب على الانسان ان يسلم له وان يذعن له وحرم عليه ان يعترضه باي اعتراض وفي هذه الايات تحريم اتباع الهوى في مخالفة الشرع. وان ذلك من الامور الممنوع من - 00:22:02
شرعا وفي هذه الايات ان من اسباب فساد احوال الناس في الدنيا ان يتبعوا وهم وفي هذه الايات انه متى اتبع الناس اهواءهم كان ذلك من اسباب اضطراب احوالهم ومن - 00:22:22
ناس باب اقتتالهم وتنازعهم وفي هذه الايات ان من تمسك بالقرآن وبالشرع رفع الله ذكره واعزه وزاده شرفا ورفعة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وفي هذه الايات ان من تمسك بالشرع وسار عليه فان الله جل وعلا - 00:22:42
سيرزقه وهو خير الرازقين. وفي هذه الايات انه لا يطلب على الدعوة الى الله آآ الاجر وفي هذه الايات ان صلاح احوال العباد واستقامة امورهم وتحصيل مصالحهم انما هو بالتمسك بما جاء - 00:23:08
في الكتاب والسنة وفي هذه الايات ان اهل الباطل مائلون عن الحق مبعدون عنه. وان اولئك الذين لم يؤمنوا لم يوفقوا لسلوك الطريق المستقيم الذي تحصل به مصالحهم ونجاتهم في - 00:23:30
والاخرة وفي هذه الايات ان من قدر عليه الظلال فان دعواه انه سيكون من اهل الحق بعد وصول شيء من المصائب به ليست دعوة صحيحة. ولذا قال ولو رحمناهم وكشفنا - 00:23:58
اما بهم من ذر للجوا في طغيانهم يعمهون وفي هذه الايات ان الله ينزل المصائب بالعباد على جهة الاختبار والابتلاء لهم. هل يذلون بهم ويخضعون او انهم يبقون على غيهم مستمرين. وفي هذه الايات ايضا - 00:24:20
ان من احوال العبد ان يكون متضرعا لربه خاشعا خاضعا له سبحانه وتعالى دعوه جل وعلا ويكثر من دعائه. وفي هذه الايات تحريم القنوط واليأس من رحمة الله مهما نزل بالعبد من العقوبات او من المصائب فان رحمة الله واوسع وهو جل - 00:24:45
الا انما ينزل بالعباد هذه المصائب لحكم يراها. وفيه ان ما انزله الله جل وعلا من من المصائب بالعبد فهو خير له ورحمة وهو من لطف الله به. كما قال النبي صلى الله عليه - 00:25:15
وسلم عجبا لامري عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. بارك الله فيكم - 00:25:35
واسعدكم الله في دنياكم واخراكم. وجعلكم الله من الموفقين في الدارين بفضله سنة ورحمته فهو رب العالمين. كما اسأله جل وعلا صلاحا لاحوال الخلق ورفعة لشأنهم وعزا لهم. اللهم اجعلنا ممن سار على كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم يريد بذلك رضاك - 00:25:55
واجرك في الاخرة - 00:26:25
التفريغ
الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا على نعمه ونشكره على فضله واحسانه وبعد نواصل ما كنا ابتدأنا به من تفسير سورة المؤمنون حيث تقدم لنا عدد من اللقاءات في هذه السورة اربعة لقاءات وهذا خامسها باذن الله جل وعلا - 00:00:00
فلعلنا نستمع للايات اولا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولا نكلف نفسا الا وسعها. ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون القلوب في غمرة من هذا ولهم اعمال من دون ذلك. هم لها عاملون - 00:00:26
هاد اذا اخذنا مترفيهم بالعذاب اذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم انكم منا لا تنصرون. قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنقصون تكبرين به سامرا تهجرون. افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم - 00:00:57
يأتي اباءهم الاولين. ام لم يعرفوا رسولهم فهم لهم هم منكرون ام يقولون به جنة بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون. ولو اتبع الحق اهله هواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. بل اتيناهم - 00:01:37
ذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين. وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم. وان ان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون. ولو رحمناهم وكشفنا ما - 00:02:12
ننجوا في طغيانهم يعمهون. ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا بهم وما يتضرعون. حتى اذا فتحنا عليهم بابا اذا هم فيه مبلسون ذكر الله جل وعلا في هذه الايات قاعدة شرعية - 00:02:42
يستمر العمل فيها الا وهي ان التكاليف الشرعية والاوامر والتوجيهات التي تصدر الى العباد. انما تتعلق بما يستطيعونه وما يكون في قدرتهم وما زاد عن ذلك فانه لا يدخل في - 00:03:22
ذمة المكلف وهذا من فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد فلا يكلفهم الا ما يكون في طاقتهم وما يستطيعونه قال ولدينا كتاب ينطق بالحق. اي ان الله جل وعلا يسجل اعمال العباد - 00:03:48
حيث يأمر الملائكة بكتابة اعمالهم قليلها وكثيرها كما قال سبحانه ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ومن ثم فهذا الكتاب سينطق باعمالهم يوم القيامة. ومن ثم سيحاسبون على - 00:04:13
تلك الاعمال وهم لا يظلمون لانهم ستسجل اعمالهم كاملة فحسناتهم واعمالهم هم الجميلة مكتوبة ومن ثم لن يكون هناك ظلما ثم قال تعالى مع كون اعمال الناس مسجلة ومع كون التكاليف الشرعية في وسع العباد وفي قدرتهم وطاقتهم. ومع كون هذه - 00:04:38
خليف انما هي في مصالح العباد الا ان الناس غافلون عن ذلك. لا ان الله يراقبهم ولا يستشعرون ان الملائكة تسجل اعمالهم ولا يستعدون ليوم عاد الذي ستتلى فيه اعمالهم وسينطق الكتاب بالحق عليهم. بل قلوبهم - 00:05:13
القلوب هؤلاء المعرضين وتفكيراتهم في غمرة من هذا. اي انهم ساهون غافلون عن تسجيل اعمالهم في الكتاب. ولذلك نجدهم لا يتورعون عن تسجيل لما يعود عليهم بالظرر ولهم اعمال من دون ذلك. اي ان هؤلاء الذين قد خالفوا لهم - 00:05:43
اعمال اخرى دون العمل الشنيع عمل الكفر. فعندهم اعمال كفر وعندهم اعمال معاص واعمال ذنوب واعمال اه مخالفة وايذاء للاخرين قم لها عاملون اي قد فعلوها او سيفعلونها وسيستمر الحال بهم حتى يأخذهم الله بالعذاب لما لديهم من اعمال - 00:06:17
يستحقون بها نزول العقوبات الدنيوية. ولذا قال حتى اذا اخذنا مترفيهم سيستمرون على ظلمهم في عبودية الله وبالنسبة لعباد الله حتى اذا اخذنا مترفيهم اي اخذنا اي عاقبناهم وانزلنا العقوبة بمن - 00:06:52
يكون عندهم نعم الله متتالية اذا هم يجأرون ان يكونوا من شأنهم انهم يعودون الى الله ويطلبون منه سبحانه ان برفع ذلك العذاب عنهم. يأتيهم وباء من الاوبئة او مرض من الامراض المعدية. فحين - 00:07:21
اذن تجد انهم يعودون الى الله ويطلبون منه سبحانه ان يرفع عنهم ذلك الوباء اه وما تذكروا ان اعمالهم مسجلة وان جميع افعالهم سيحاسبون عليها اه فيقال لهم لا تجأروا اليوم اي لا ترفعوا اصواتكم بالاستغاثة - 00:07:47
الصراخي انكم منا لا تنصرون. فعقوبة الله اذا نزلت لا يتمكن احد من منعها اه فالله جل وعلا القوي القادر سبحانه وتعالى. ونحن نشاهد ذلك في احوال الخلق الذين تنزل بهم العقوبات عندما يكون عندهم من الاعمال ما يكون سببا - 00:08:17
نزول هذه العقوبات حينئذ يعودون الى الله بالسنتهم وافعالهم مستمرة على منكراتهم. لا اليوم انكم منا لا تنصرون. لا ترفعوا اصواتكم بالصراخ والاستغاثة من اجل رفع هذا العذاب عنكم فان عقوبة الله لما نزلت وعذاب الله لما جاءكم لا يستطيع احد ان ينصره - 00:08:47
راكم وان يحميكم منه الم تتفكروا فقد قامت عليكم الحجة قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون. كانت ايات القرآن ايات كتاب الله تقرأ على الخلق فيها الحجج والبراهين الدالة على وجوب افراد الله بالعبادة - 00:09:20
ووجوب تصديق محمد صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك تسمعونها ثم تتركونها تنكسون على اعقابكم اي ترجعون على اعقابكم على جهة خلفكم مولين عنها غير ابهين لها وغير مستمعين لها. بل من شأنكم انكم - 00:09:49
يتكبرون مستكبرين به سامرا تهجرون. تقولون عندنا من القوة قرة تقولون نحن الاقوياء. ومرة تفتخرون بانسابكم ومرة تقولون بان من اهل البلد الفلاني من اهل الحرم او غيره. وتقولون وحينئذ سامرا تهجر - 00:10:19
يعني تتحدثون بهذه الاحاديث التي تثنون بها على انفسكم تظنون انها تنجيكم من عذاب الله تتسامرون بها في الليل وتتحدثون بها تهجرون اي بذلك القول السيء الذي شأنه ان يهجر. فانتم لا تقدسون مكانكم. ومكانكم - 00:10:49
لا يقدسكم اذا كانت افعالكم لا تتناسب معه. ثم قال تعالى افلم يدبروا قول يعني هذه الايات القرآنية التي جاءتهم فيها براهين وحجج وفيها ادلة قاطعة الم يكن من شأنهم ان يتفكروا ما فيها من الايات والبراهين. ايات القرآن لو تأملوا - 00:11:19
لكانت حجة قاطعة ولكانت دليلا يسير بهم الى الحق هدى وانما كان شأنهم ان يعرضوا عنه. وان يكذبوا به ثم قال على جهة الاستنكار لهم لماذا تركوا هذا القول؟ لماذا تركوا القرآن ولم يسيروا عليه؟ هل لانهم - 00:11:49
يقولون ان اباءنا لم يأتهم مثل هذا القرآن فكون الله جل وعلا تفضل عليكم بان انزل عليكم وانزل في زمانكم القرآن الذي لم يعرفه اسلافكم لا يعني انكم تحتجون بان ابائكم لم يأتهم مثل هذا - 00:12:17
القول ومن ثم لا يصح لكم الاستدلال بذلك. او تقولوا بان او تقولوا بان من قبل اعرضوا فنحن على طريقتهم ثم قال ما الذي صدهم عن الايمان بهذا الكتاب؟ هل هل لانهم لم يعرفوا محمدا صلى الله - 00:12:44
عليه وسلم الذي ارسله الله لهم. وبالتالي فهم ينكرونه ولا يعرفونه وحينئذ هم يعرفونه سابقا وهم يعرفون ان هذه الدلائل دلائل حق ام يقولون به جنة يقولون يعني هل من اسباب ترككم الاستجابة للقرآن؟ دعواكم - 00:13:10
جنون من اوصل اليكم هذا الكتاب بل جاءهم بالحق فهم له منك. بل جاءهم الحق واكثرهم للحق كارهون. هذا الكتاب وهذا القرآن حق لا مرية فيه من عند الله اه ادلته كثيرة متعددة وبالتالي - 00:13:41
لم يصح لهم لم يصح لهم ان ينكروه او ان يكذبوا به. ثم قال تعالى ولو اتبع الحق اهو وهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن رغبات الناس لو سار عليها الكون لكان ذلك من اعظم الفساد فيه - 00:14:06
ولذلك ولذلك على العباد ان يعرفوا ان ترتيب القدر والكون على اوامر الله جعله منتظما ثم قال تعالى بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. اي اتيناهم بما يجعلهم يتذكرون. مآلهم وآآ - 00:14:32
حسابهم لكنهم معرضون عنه او انهم اتيناهم بكتاب من تمسك به جعل الله له العز الشرف والذكر لكن هؤلاء القوم لا يرغبون ان يكون لهم شيء من الذكر والعز والشرف - 00:15:03
ثم قال ام تسألهم خراجا خرجا فخراج ربك خير. اي هل تطالب منهم اجرة ومال بحيث يجعلهم ذلك لا يقبلون دعوتك. لا والله. فالله الذي يرزقك ويتولى شأنك. وهو سبحانه خير - 00:15:25
الرازقين يرزق بغير حساب. ثم قال وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم. اي هذا النبي ادعو هؤلاء الاقوام الى جادة واظحة وطريق واظح فيه هدايتهم لا اعوجاج فيه وتحصل به نجاتهم يوم القيامة وتحصل به - 00:15:45
ويحصل به اصلاح احوالهم في الدنيا ثم قال وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون. اي هؤلاء الذين اعرضوا عن هذا الكتاب انما كان اعراظهم بسبب تكذيبهم بالاخرة وبالبعث - 00:16:13
الموت وبالتالي فهم عن الصراط لناكبون اي مائلون عن الحق الى الباطل. آآ اركون لطريق الجنة الى طريق النار. ثم قال تعالى ولو رحمناهم اي لو ازلنا ما بهم من العقوبات الدنيوية التي نزلت بهم - 00:16:37
لكان ذلك من اسباب استمرارهم في المخالفة وفي تجاوز الحدود في طغيانهم اي في تجاوزهم لحدودهم يعمهون ان يتخبطون ويترددون. نعم لقد انزل الله بهم انواعا من العقوبات ليكون ذلك من اسباب رجوعهم الى الله وتفكرهم في احوالهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وانما - 00:17:06
آآ اعرضوا عن الله جل وعلا وتركوا سبيله. ولقد اخذناهم بالعذاب يعني بالمصائب في الدنيا فما استكانوا لربهم اي لم يخضعوا له ولم يطلبوه سبحانه. وما يتضرعون لما يسألونه خاشعين - 00:17:41
له ان يرفع عنهم المصائب حينئذ فتح الله عليهم بابا ذا عذاب شديد اي انزل بهم عقوبة شديدة كبيرة قوية اذا هم فيه مبلسون. اي جاءهم القنوط واليأس من رحمة الله جل وعلا - 00:18:03
وبالتالي كان ذلك اسوأ لاحوالهم. ففي هذه الايات فوائد كثيرة منها ان الشريعة لا تكلف العباد ولا توجب عليهم الا ما يكونوا في وسعهم. ومنها ان اعمال بني ادم التي يؤدونها في الدنيا مسجلة عليهم ان خيرا وان شرا. ومنها ان - 00:18:29
الكتاب الذي تسجل فيه اعمال بني ادم ستشهد عليه يوم القيامة. ومنها ان الله جل وعلا لا يظلم العباد ومنها غفلة العباد عن الاستعداد ليوم المعاد ولتسجيل الملائكة ااعمالهم التي يقومون بها. ومن فوائد هذه الايات ان انزال المصائب - 00:18:59
للناس في الدنيا له مصلحة حيث يذكرهم ذلك بالله ويخوفهم منه سبحانه ويعيدهم اليه جل وعلا. وفي هذه الايات ان التوبة هي طريق الناس عند نزول بهم وفي هذه الايات ان عقوبة الله اذا نزلت بالعباد لا يستطيع احد من الخلق - 00:19:29
ان يردها مهما كانت مهما كانت قواهم. وفي هذه الايات ان شأن اهل الايمان اذا سمعوا لايات القرآن اقبلوا اليها واستمعوا ما فيها وتفكروا فيها وعملوا بها وان من كان يضادهم في ذلك اذا سمعوا ايات القرآن اعرضوا عنها ونكصوا على اعقاب - 00:19:59
وكان من شأنهم التكبر. وفي هذه الايات تحريم الاعراض عن سماع دعوة الحق. وفي هذه الايات تحريم التكبر على دعوة الحق. وفي هذه الايات تحريم جعل جعل سبيل اهل الايمان سمرا يتحدث به على جهة السخرية من طريقتهم و - 00:20:29
امورهم في الدعوة الى الله جل وعلا. وفي هذه الايات وجوب تدبر ايات القرآن وان الهداية من اسبابها تدبر ايات القرآن ومن ومن فوائدها هذه الايات عدم صحة الاستدلال باحوال السابقين لمجرد كونها احوالا للاباء - 00:20:59
وفي هذه الايات اتهام دعاة الباطل واهل الشر لدعاة الحق بانواع الاتهامات رغبة في بتنفير الخلق منهم ومن ذلك دعواهم ان اهل الحق مجانين وفي هذه الايات ايضا ان ما جاء في شريعة رب العزة والجلال حق واجب الاتباع - 00:21:29
يجب على الانسان ان يسلم له وان يذعن له وحرم عليه ان يعترضه باي اعتراض وفي هذه الايات تحريم اتباع الهوى في مخالفة الشرع. وان ذلك من الامور الممنوع من - 00:22:02
شرعا وفي هذه الايات ان من اسباب فساد احوال الناس في الدنيا ان يتبعوا وهم وفي هذه الايات انه متى اتبع الناس اهواءهم كان ذلك من اسباب اضطراب احوالهم ومن - 00:22:22
ناس باب اقتتالهم وتنازعهم وفي هذه الايات ان من تمسك بالقرآن وبالشرع رفع الله ذكره واعزه وزاده شرفا ورفعة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وفي هذه الايات ان من تمسك بالشرع وسار عليه فان الله جل وعلا - 00:22:42
سيرزقه وهو خير الرازقين. وفي هذه الايات انه لا يطلب على الدعوة الى الله آآ الاجر وفي هذه الايات ان صلاح احوال العباد واستقامة امورهم وتحصيل مصالحهم انما هو بالتمسك بما جاء - 00:23:08
في الكتاب والسنة وفي هذه الايات ان اهل الباطل مائلون عن الحق مبعدون عنه. وان اولئك الذين لم يؤمنوا لم يوفقوا لسلوك الطريق المستقيم الذي تحصل به مصالحهم ونجاتهم في - 00:23:30
والاخرة وفي هذه الايات ان من قدر عليه الظلال فان دعواه انه سيكون من اهل الحق بعد وصول شيء من المصائب به ليست دعوة صحيحة. ولذا قال ولو رحمناهم وكشفنا - 00:23:58
اما بهم من ذر للجوا في طغيانهم يعمهون وفي هذه الايات ان الله ينزل المصائب بالعباد على جهة الاختبار والابتلاء لهم. هل يذلون بهم ويخضعون او انهم يبقون على غيهم مستمرين. وفي هذه الايات ايضا - 00:24:20
ان من احوال العبد ان يكون متضرعا لربه خاشعا خاضعا له سبحانه وتعالى دعوه جل وعلا ويكثر من دعائه. وفي هذه الايات تحريم القنوط واليأس من رحمة الله مهما نزل بالعبد من العقوبات او من المصائب فان رحمة الله واوسع وهو جل - 00:24:45
الا انما ينزل بالعباد هذه المصائب لحكم يراها. وفيه ان ما انزله الله جل وعلا من من المصائب بالعبد فهو خير له ورحمة وهو من لطف الله به. كما قال النبي صلى الله عليه - 00:25:15
وسلم عجبا لامري عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. بارك الله فيكم - 00:25:35
واسعدكم الله في دنياكم واخراكم. وجعلكم الله من الموفقين في الدارين بفضله سنة ورحمته فهو رب العالمين. كما اسأله جل وعلا صلاحا لاحوال الخلق ورفعة لشأنهم وعزا لهم. اللهم اجعلنا ممن سار على كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم يريد بذلك رضاك - 00:25:55
واجرك في الاخرة - 00:26:25