الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا واياكم من اهل الهدى وبعد فهذا هو اللقاء الثامن من لقاءاتنا في قراءة - 00:00:00
سورة النور وتفسيرها ولعلنا نستمع ايات من هذه السورة ولعل الله عز وجل ان يشرح لنا ما فيها من يعني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا ليستأذن - 00:00:21
منكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح - 00:00:45
مم بعدهم طوافون عليكم بعضكم على بعض. كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم - 00:01:13
والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا. فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ولن يستعففن خير لهن. والله سميع عليم ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرجا - 00:01:47
ولا على انفسكم ان تأكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عماتكم مم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او - 00:02:22
ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا او اشتاتا فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون - 00:02:57
ينظم الله جل وعلا في هذه الايات احكام الاستئذان والدخول على الاخرين. فبعد ان ذكر ما يتعلق باحكام النظر وقبله ما يتعلق باحكام القذف و المحافظة على الفروج ذكر هنا ما يتعلق بالاستئذان ليكون - 00:03:41
من شأن الناس ان يستأذن بعضهم على بعضهم الاخر وبالتالي لا يكون هناك تجسس ولا يكون هناك اطلاع على العورات قال تعالى يا ايها الذين امنوا خطاب من كان متمسكا بدينه عاملا بشرع ربه - 00:04:12
ليستأذنكم اي يطلب الله من المؤمنين ان يعلموا من يكون عندهم الاستئذان بحيث لا يدخلون عليهم في مواطن واوقات الخلوة الا بعد طلب بذلك الدخول قال ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم وهم المماليك من العبيد والاماء الذين كانوا - 00:04:36
في الزمان الاول يباعون ويشترون. قال والذين لم يبلغوا الحلم منكم. اي هذا الحكم ايظا يشمل الاطفال الذين لم يبلغوا ولم يصلوا الى سن الاحتلام وهذا الاستئذان يكون في ثلاثة اوقات. في ثلاثة اوقات. الوقت الاول قبل صلاة الفجر - 00:05:11
لا يحق للصغير ان يدخل قبل صلاة الفجر الا مستأذنا ذلك لان هذا الوقت وقت وضع للثياب في العادة ثم قال وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة. هذا هو الوقت الثاني وهو وقت الظهيرة الذي - 00:05:41
ليقين الناس فيه فينامون نومة القيلولة وخصه كونهم بكونهم يضعون ثيابهم فيه بخلاف ما قبل صلاة الفجر فانه عمم لان الغالب انهم لا يخلعون انهم يخلعون ثيابهم قبل الفجر مطلقا. واما - 00:06:10
واما بعد الظهيرة فمرة ومرة واما الوقت الثالث فما بعد صلاة العشاء فما بعد صلاة العشاء لانه وقت النوم وخلع ثياب اليقظة ولبس ثياب النوم. قال جل وعلا ثلاث عورات لكم اي هذه الاوقات اوقات تتكشفون فيها وتظهرون عوراتكم ومن ثم - 00:06:35
لا يدخل عليكم احد حتى من الصغار والمماليك الا بعد استئذانهم. واذنكم لهم ثم قال ليس عليكم يعني يا ايها المؤمنون لا يلحقكم حرج ولا عليهم اي ولا على المماليك ولا الصبيان. جناح اي حرج واثم. بعدهن اي في الدخول - 00:07:11
في غير هذه الاوقات بدون استئذان. ثم قال طوافون عليكم اي ان المماليك والصغار يطوفون عليكم ويخدمونكم ويكون بينهم وبينكم تواصل كثير وبالتالي لا يحتاجون الى اذن في غير هذه الاوقات الثلاثة - 00:07:41
اما غير هؤلاء فانه يلزمهم الاستئذان في كل وقت. قال كذلك يبين الله لكم اي ان الله من رحمته يوضح الاحكام الشرعية والدلائل المتعلقة بها. ومن ذلك ما يتعلق باحكام الاستئذان - 00:08:08
ثم قال والله عليم اي مطلع على احوالكم عنده علم بما يصلح اموركم حكيم اي ان شرعه ملزم وان شرعه ومحقق للمصالح والمناسبات. ثم قال تعالى واذا بلغ الاطفال منكم. يعني اولئك - 00:08:32
الصغار في السن اذا وصلوا الى درجة البلوغ والاحتلام. فحينئذ يجب عليهم ان في جميع الاوقات. ولا يختص اذنهم بالاوقات الثلاثة المذكورة قبل هذا كذلك يبين الله لكم اياته ان يوضحوا دلائل دينه وشرائع احكامه - 00:08:58
والله عليم حكيم. اي عليم باحوالكم وحكيم يظع شرعه بما يحقق مصالح العباد من رحمته واحسانه ثم قال تعالى والقواعد من النساء اي كبيرات السن من النساء من اللاتي قعدن - 00:09:28
عن الحيض والحمل وذلك لكبر سنهن اللاتي لا يرجون نكاحا اي لا يطمعون اي لا يطمعن في النكاح وذلك انه لا يرغب فيهن ولا يشتهين. فليس عليهن اي فلا جناح عليهن. ولا اثم - 00:09:52
فيهن ان يضعن ثيابهن ان يتركن الثياب الظاهرة كالجلباب والرداء و ونحو ذلك وبعضهم قال المراد به الخمار. والاشهر هو الاول ان المراد به الجلباب قال غير متبرجات بزينة اي لا يكون ما وراء هذا الجلباب فيه شيء من - 00:10:18
زينة بحيث تكون الثياب الداخلة فيها زينة اه تصرف الانظار. قال تعالى وان يستعففن خير لهن. اذا اي انهن اذا اردن الخير والافضل فان الاولى بهن ان يلبسن الجلباب مهما بلغن من السن - 00:10:48
وذلك ان المرأة الكبيرة يثقلها الجلباب وقد يعيق حركتها. بخلاف الخمار فانه لا يعيق حركتها قال والله سميع عليم. اي مطلع على احوالكم. يسمع اقوالكم ويعلم بجميع بكم ومن ثم سيحاسب العباد عليها - 00:11:14
ثم قال تعالى ليس على الاعمى حرج الاعمى من فقد بصره. فمن فقد بصره لا يلحقه حرج بترك الاعمال التي تركها سبب فقد بصره فكل عمل يعجز عنه بسبب فقد بصره فلا حرج عليه في تركه. وهكذا الاعرج - 00:11:41
الذي جاءه مرظ في رجله فلم يمكنه من المشي كما يمشي الاخرون. فلا يلحقه اذا ترك الافعال التي اه التي يعيقه العرج عنها وهكذا بالنسبة للمريض فانه اذا ترك شيئا يعجز عنه او يشق عليه بسبب مرضه فانه لا حرج عليه - 00:12:09
ولا اثم متى تركوا ما لا يستطيعون القيام به من التكاليف او تركوا ما عليهم منها. ثم قال تعالى ولا على انفسكم اي لا يلحقكم حرج يا ايها المؤمنون في الاكل من بيوتكم - 00:12:42
في الاكل من بيوتكم فيجوز للانسان ان يأكل من بيته ولا يحتاج الى استئذان. وهكذا لا حرج على الانسان في ان يأكل من بيوت هؤلاء الاصناف الذين ذكروا في هذه الاية وهم - 00:13:04
الاباء والامهات ولاخوان والاخوات والاعمام والعمات والاخوال والخالات فان انه يجوز للانسان ان يأكل من طعامهم ولا يحتاج الى اذن يستأذنه في الاكل منهم وهذا معناه ان هناك اذنا عرفيا - 00:13:24
الانسان في ان يأكل من بيوت هؤلاء. لكن لو قدر انهم صرحوا بالمنع فانه حينئذ لا يحل الاكل من بيوتهم. ثم قال او ما ملكتم مفاتحه اي ما تعلق بكم - 00:13:54
ما تعلق بكم حفظ مفاتيحه كالبيوت التي توكلون عليها. او المزارع التي يطلب من الانسان ان يقوم بزراعتها او بسقي اشجارها. او ما يتولاه الانسان وهكذا لا حرج في ان يأكل الانسان من بيوت اصدقائه - 00:14:17
وذلك لان العادة جارية في ان الصديق يسمح لصديقه بان يأكل من طعامه ثم ذكر جل وعلا حكما اخر وهو انه يجوز الاجتماع والتفرق عند اكل الطعام وانه احرجا في ذلك - 00:14:48
ثم قال فاذا دخلتم بيوتا اي اذا ولجتم البيوت سواء كانت بيوتكم او بيوت غيركم فحينئذ يشرع لكم ان تسلموا على من فيها ولو كانت من اصناف التي ذكرنا قبل قليل و - 00:15:11
السلام بان يقول السلام عليكم تحية من عند الله مباركة. اي ان هذا السلام شرعه الله جل وعلا ليكون تحية فيما بينكم. يقدر بعظكم فيه بعظكم الاخر. ويحيي بعظكم بعضكم الاخر بذلك - 00:15:35
فهذه قد جاءتكم من عند الله عز وجل. مباركة اي يجعل الله بسببها نماء احوال واستقرار اموركم الالفة فيما بينكم. طيبة اي النها ينتج عن انهاء هدوء النفوس واستقرارها وطيبتها بسبب انها شعار الامن - 00:15:59
ثم قال كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون. اي ان الله من رحمته بالعباد جعل طريق توضيح الاحكام. طريقا سهلا وواضحا وذلك من اجل ان يكون هذا سببا لعقلكم الاحكام وفهمكم لها واحسان تصوركم لهذه الاحكام - 00:16:29
في هذه الايات فوائد كثيرة واحكام متعددة ولعلي اشير الى بعضها الاول انه يشرع للانسان ان يعلم من تحت يده من الصبيان والصغار لقوله ليستأذن منكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم - 00:16:59
وثانيا انه يشرع تعليم هؤلاء طرائق الاستئذان ان يبين لهم كيف يستأذنون ومتى يستأذنون وفي هذه الايات ايضا ان من علامات البلوغ هو بلوغ الانسان السن لقوله الذين لم يبلغوا الحلم منكم - 00:17:25
وفي هذه الايات ايضا جواز تعري الانسان في هذه الاوقات الثلاثة. وانه لا حرج عليه في ذلك وفي هذه الايات ان ما قبل صلاة الفجر وقت للنوم. وفي هذه الايات ايضا - 00:17:54
التقرير نوم القائلة. وهي نوم الظهيرة وهذه الاية علقت هذا النوم بالظهيرة. والغالب ان يكون بعد دخول وقت الظهر وفي هذه الاية ان من الصلوات المقررة في دين الاسلام الواجبة صلاة العشاء - 00:18:21
وخلافا لما يقوله بعض من يتسمى بالانتساب للقرآن وفي هذه الايات ان تعري الانسان في اوقات هذه العورات لا حرج عليه فيه. وفيه جواز ان يرى الانسان من اهله ببيته من زوجته وان ترى الزوجة من زوجها ما يختص بان يكون من عورته - 00:18:49
وفي هذه الايات ان غير هذه الاوقات الثلاثة لا يلزم الصغار والمماليك ان يستأذنوا عند الدخول. وفي هذه الايات ان الكبار من غير المماليك يلزمهم الاستئذان عند الدخول في اي وقت ولو كانوا ابناء لمن يريدون الدخول عليه. وفي هذه الايات خدمة - 00:19:18
الصغار لابائهم لقوله طوافون عليكم. استدل بهذا اللفظ على ان سور صغير طاهر وانه لا يؤثر بنجاسة على ما يقع عليه وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد حيث بين لهم الاحكام التي تصلح - 00:19:48
احوالهم وفي هذه الايات ايضا ان الاطفال متى بلغوا الحلم فانهم حينئذ تنتقل احوالهم واحكامهم الى احكام الكبار. وفيه ان حكم الشريعة المتعلق بشخص يتغير بتغير متعلقه او بالصفات التي يتصف بها المكلف - 00:20:17
وفي هذه الايات وجوب الاستئذان للكبار عند الدخول في اي وقت وفي هذه الايات ان كبيرات السن اللاتي وصلن الى درجة لا يرغب في النكاح منهن لا حرج عليهن في وضع الثياب - 00:20:47
وتقدم ان المراد بالثياب التي تضعها الكبيرة في السن هي العباءة او الجلباب وذلك لانها تثقلها وتشق عليها في المشي وبعضهم قال المراد به خمار المرأة الذي تضعه على وجهها يستدل به على ان من لم تكن من القواعد وجد - 00:21:11
عليها ان تغطي وجهها واذا كنا نقول بان الكبيرة انما رخص لها في وضع الجلباب فقط دون وضع ما يكون على وجهها فالشابة اولى بايجاب وضع الخمار على وجهها وقوله هنا - 00:21:41
والقواعد من النساء فيه اشارة الى ان المرأة الكبيرة لا يقع منها حيض ولا اه حمل وفي هذه الايات ايضا ان المرأة الكبيرة والصغيرة لا يجوز لها ان تظهر زينتها سواء زينة الثياب او زينة اه البدن ومن ذلك ان تظع - 00:22:08
السينات على نفسها وفي هذه الايات الترغيب في العفاف والحث عليه وبيان كثرة اجر صاحبه وفي هذه الايات ايضا ان اصحاب الاعذار يخفف عليهم في ترك ما يعذرون او ما يؤثر عذرهم فيه - 00:22:38
وهذا من رحمة الله جل وعلا. ومن سماحة هذه الشريعة المباركة. ومن رفع الحرج فيها وفي هذه الايات ان العباد يكون عليهم من الواجبات بحسب قدرهم وبحسب فاتهم وفي هذه الايات رفع الاثم والحرج عن الاعمى والاعرج والمريض في ترك ما يشق عليه - 00:23:06
من الاعمال بسبب هذه الاعذار التي يتصفون بها وفي هذه الايات جواز اكل الانسان من بيت نفسه. وانه لا يلزمه استئذان في ذلك وفي هذه الايات ان الاذن العرفي يقوم مقام الاذن اللفظي. فكما ان هناك اذنا عرفيا - 00:23:38
في اكل الانسان من بيت قرابته وصديقه. فحينئذ اقيم هذا الاذن العرفي مقام الاذن اللفظي وفي هذه الايات ان العرف ان العرف يخصص به اللفظ العام متى ورد واذا كان هناك عرف في زمان النبوة فانه حينئذ يخصص به اللفظ - 00:24:05
العام وفي هذه الايات ايضا استحباب زيارة الانسان لبيوت قراباته. ولذا ذكر انهم لا يستأذنون في هذه البيوتات يعني في تناول طعامها وفي هذه الايات من الفوائد ايضا ان الانسان ان الانسان يجوز له ان يتناول البيوت من البيوت التي وكل عليها او - 00:24:36
كان له ولاية فيها متى كانت اعراف الناس تجيز مثل ذلك التناول وفي هذه الايات الترغيب في حق الصديق. وبيان انه مما يشرع للعباد ان يقوموا بحقه قد قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الاصحاب خيرهم لصاحبه - 00:25:12
وفي هذه الايات انه يجوز للانسان ان يتناول من بيت صديقه او ممن يستضيفه ممن اذن له قول ما وضع امامه ولو لم يكن هناك اذن لفظي وفي هذه الايات - 00:25:39
جواز الاجتماع عند تناول الطعام. كما ان فيها جواز التفرق بحيث يأكل كل واحد وحده وقد ورد في بعض اه في بعض النصوص الترغيب في الاجتماع عند الطعام. وان ذلك من - 00:25:58
اسباب نزول البركات فيه وفي هذه الايات الترغيب في القاء تحية السلام عند دخول البيوت سواء كان بيتا لذلك الداخل او لغيره. ويفهم منه انه اذا دخل بيتا ليس فيه احد فانه - 00:26:18
يشرع له ان يسلم فيه. ولذا قال على انفسكم وفي هذه الاية ان اهل الايمان بمثابة النفس الواحدة ولذا فهم يتعاضدون ويتكاتفون راحمون وهذا من اثر انتمائهم لهذا الدين. ولذا قال فسلموا على انفسكم - 00:26:43
وفي هذه الايات ان القاء التحية مما ينشر الطمأنينة وارتياح النفوس بعضها لبعضها الاخر وفي هذه الايات ان القاء السلام تحل به البركات فيبارك الله للناس في علاقاتهم وفي تواصلهم وفي - 00:27:11
سائر احوالهم ولعل سبب ذلك ان السلام من اسباب طرد الشياطين وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد. حيث بين لهم الاحكام واوضحها تمام البيان ليكون هذا من اسباب قدرتهم على العمل باحكام الله سبحانه وتعالى - 00:27:38
كما ان في هذه الايات ذكر تعاليل الاحكام والحكم التي من اجلها شرعت تلك الاحكام. ليكون هذا ادعى اذا من ناس بها وسيرهم عليها فانه قد علل كثيرا من الاحكام في هذه الايات بعلل معقولة واضحة - 00:28:05
ثم قال لعلكم تعقلون وفي هذه الايات ان من رحمة الله عز وجل بالعباد ام بنى احكام الشريعة على جلب مصالحهم ودرء المفاسد عنهم ولكن ليلاحظ كم مرة ظن ان الصلاح في جانب ويكون الامر - 00:28:33
بضد ذلك وهكذا في امر الفساد فهذه شيء من فوائد هذه الايات من سورة النور. اسأل الله جل وعلا ان يصبر نعمه وان يوفقكم لما يحب ويرضى وان يعلمنا احكامه واياته بفضله واحسانه كما اسأله جل - 00:28:56
صلاحا لاحوال المسلمين وجمعا لكلمتهم وتآلفا بين قلوبهم. واسأله جل وعلا ان يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم وصلواتهم وسائر عباداتهم. بفظله واحسانه ورحمته فهو ارحم كما اسأله جل وعلا ان يعلمنا احكام دينه وان يجعلنا ممن التزم بهذه الاحكام - 00:29:23
خصوصا فيما يتعلق بالتستر والعفاف. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. هذا والله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا - 00:29:53
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا واياكم من اهل الهدى وبعد فهذا هو اللقاء الثامن من لقاءاتنا في قراءة - 00:00:00
سورة النور وتفسيرها ولعلنا نستمع ايات من هذه السورة ولعل الله عز وجل ان يشرح لنا ما فيها من يعني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا ليستأذن - 00:00:21
منكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح - 00:00:45
مم بعدهم طوافون عليكم بعضكم على بعض. كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم - 00:01:13
والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا. فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ولن يستعففن خير لهن. والله سميع عليم ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرجا - 00:01:47
ولا على انفسكم ان تأكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عماتكم مم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او - 00:02:22
ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا او اشتاتا فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون - 00:02:57
ينظم الله جل وعلا في هذه الايات احكام الاستئذان والدخول على الاخرين. فبعد ان ذكر ما يتعلق باحكام النظر وقبله ما يتعلق باحكام القذف و المحافظة على الفروج ذكر هنا ما يتعلق بالاستئذان ليكون - 00:03:41
من شأن الناس ان يستأذن بعضهم على بعضهم الاخر وبالتالي لا يكون هناك تجسس ولا يكون هناك اطلاع على العورات قال تعالى يا ايها الذين امنوا خطاب من كان متمسكا بدينه عاملا بشرع ربه - 00:04:12
ليستأذنكم اي يطلب الله من المؤمنين ان يعلموا من يكون عندهم الاستئذان بحيث لا يدخلون عليهم في مواطن واوقات الخلوة الا بعد طلب بذلك الدخول قال ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم وهم المماليك من العبيد والاماء الذين كانوا - 00:04:36
في الزمان الاول يباعون ويشترون. قال والذين لم يبلغوا الحلم منكم. اي هذا الحكم ايظا يشمل الاطفال الذين لم يبلغوا ولم يصلوا الى سن الاحتلام وهذا الاستئذان يكون في ثلاثة اوقات. في ثلاثة اوقات. الوقت الاول قبل صلاة الفجر - 00:05:11
لا يحق للصغير ان يدخل قبل صلاة الفجر الا مستأذنا ذلك لان هذا الوقت وقت وضع للثياب في العادة ثم قال وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة. هذا هو الوقت الثاني وهو وقت الظهيرة الذي - 00:05:41
ليقين الناس فيه فينامون نومة القيلولة وخصه كونهم بكونهم يضعون ثيابهم فيه بخلاف ما قبل صلاة الفجر فانه عمم لان الغالب انهم لا يخلعون انهم يخلعون ثيابهم قبل الفجر مطلقا. واما - 00:06:10
واما بعد الظهيرة فمرة ومرة واما الوقت الثالث فما بعد صلاة العشاء فما بعد صلاة العشاء لانه وقت النوم وخلع ثياب اليقظة ولبس ثياب النوم. قال جل وعلا ثلاث عورات لكم اي هذه الاوقات اوقات تتكشفون فيها وتظهرون عوراتكم ومن ثم - 00:06:35
لا يدخل عليكم احد حتى من الصغار والمماليك الا بعد استئذانهم. واذنكم لهم ثم قال ليس عليكم يعني يا ايها المؤمنون لا يلحقكم حرج ولا عليهم اي ولا على المماليك ولا الصبيان. جناح اي حرج واثم. بعدهن اي في الدخول - 00:07:11
في غير هذه الاوقات بدون استئذان. ثم قال طوافون عليكم اي ان المماليك والصغار يطوفون عليكم ويخدمونكم ويكون بينهم وبينكم تواصل كثير وبالتالي لا يحتاجون الى اذن في غير هذه الاوقات الثلاثة - 00:07:41
اما غير هؤلاء فانه يلزمهم الاستئذان في كل وقت. قال كذلك يبين الله لكم اي ان الله من رحمته يوضح الاحكام الشرعية والدلائل المتعلقة بها. ومن ذلك ما يتعلق باحكام الاستئذان - 00:08:08
ثم قال والله عليم اي مطلع على احوالكم عنده علم بما يصلح اموركم حكيم اي ان شرعه ملزم وان شرعه ومحقق للمصالح والمناسبات. ثم قال تعالى واذا بلغ الاطفال منكم. يعني اولئك - 00:08:32
الصغار في السن اذا وصلوا الى درجة البلوغ والاحتلام. فحينئذ يجب عليهم ان في جميع الاوقات. ولا يختص اذنهم بالاوقات الثلاثة المذكورة قبل هذا كذلك يبين الله لكم اياته ان يوضحوا دلائل دينه وشرائع احكامه - 00:08:58
والله عليم حكيم. اي عليم باحوالكم وحكيم يظع شرعه بما يحقق مصالح العباد من رحمته واحسانه ثم قال تعالى والقواعد من النساء اي كبيرات السن من النساء من اللاتي قعدن - 00:09:28
عن الحيض والحمل وذلك لكبر سنهن اللاتي لا يرجون نكاحا اي لا يطمعون اي لا يطمعن في النكاح وذلك انه لا يرغب فيهن ولا يشتهين. فليس عليهن اي فلا جناح عليهن. ولا اثم - 00:09:52
فيهن ان يضعن ثيابهن ان يتركن الثياب الظاهرة كالجلباب والرداء و ونحو ذلك وبعضهم قال المراد به الخمار. والاشهر هو الاول ان المراد به الجلباب قال غير متبرجات بزينة اي لا يكون ما وراء هذا الجلباب فيه شيء من - 00:10:18
زينة بحيث تكون الثياب الداخلة فيها زينة اه تصرف الانظار. قال تعالى وان يستعففن خير لهن. اذا اي انهن اذا اردن الخير والافضل فان الاولى بهن ان يلبسن الجلباب مهما بلغن من السن - 00:10:48
وذلك ان المرأة الكبيرة يثقلها الجلباب وقد يعيق حركتها. بخلاف الخمار فانه لا يعيق حركتها قال والله سميع عليم. اي مطلع على احوالكم. يسمع اقوالكم ويعلم بجميع بكم ومن ثم سيحاسب العباد عليها - 00:11:14
ثم قال تعالى ليس على الاعمى حرج الاعمى من فقد بصره. فمن فقد بصره لا يلحقه حرج بترك الاعمال التي تركها سبب فقد بصره فكل عمل يعجز عنه بسبب فقد بصره فلا حرج عليه في تركه. وهكذا الاعرج - 00:11:41
الذي جاءه مرظ في رجله فلم يمكنه من المشي كما يمشي الاخرون. فلا يلحقه اذا ترك الافعال التي اه التي يعيقه العرج عنها وهكذا بالنسبة للمريض فانه اذا ترك شيئا يعجز عنه او يشق عليه بسبب مرضه فانه لا حرج عليه - 00:12:09
ولا اثم متى تركوا ما لا يستطيعون القيام به من التكاليف او تركوا ما عليهم منها. ثم قال تعالى ولا على انفسكم اي لا يلحقكم حرج يا ايها المؤمنون في الاكل من بيوتكم - 00:12:42
في الاكل من بيوتكم فيجوز للانسان ان يأكل من بيته ولا يحتاج الى استئذان. وهكذا لا حرج على الانسان في ان يأكل من بيوت هؤلاء الاصناف الذين ذكروا في هذه الاية وهم - 00:13:04
الاباء والامهات ولاخوان والاخوات والاعمام والعمات والاخوال والخالات فان انه يجوز للانسان ان يأكل من طعامهم ولا يحتاج الى اذن يستأذنه في الاكل منهم وهذا معناه ان هناك اذنا عرفيا - 00:13:24
الانسان في ان يأكل من بيوت هؤلاء. لكن لو قدر انهم صرحوا بالمنع فانه حينئذ لا يحل الاكل من بيوتهم. ثم قال او ما ملكتم مفاتحه اي ما تعلق بكم - 00:13:54
ما تعلق بكم حفظ مفاتيحه كالبيوت التي توكلون عليها. او المزارع التي يطلب من الانسان ان يقوم بزراعتها او بسقي اشجارها. او ما يتولاه الانسان وهكذا لا حرج في ان يأكل الانسان من بيوت اصدقائه - 00:14:17
وذلك لان العادة جارية في ان الصديق يسمح لصديقه بان يأكل من طعامه ثم ذكر جل وعلا حكما اخر وهو انه يجوز الاجتماع والتفرق عند اكل الطعام وانه احرجا في ذلك - 00:14:48
ثم قال فاذا دخلتم بيوتا اي اذا ولجتم البيوت سواء كانت بيوتكم او بيوت غيركم فحينئذ يشرع لكم ان تسلموا على من فيها ولو كانت من اصناف التي ذكرنا قبل قليل و - 00:15:11
السلام بان يقول السلام عليكم تحية من عند الله مباركة. اي ان هذا السلام شرعه الله جل وعلا ليكون تحية فيما بينكم. يقدر بعظكم فيه بعظكم الاخر. ويحيي بعظكم بعضكم الاخر بذلك - 00:15:35
فهذه قد جاءتكم من عند الله عز وجل. مباركة اي يجعل الله بسببها نماء احوال واستقرار اموركم الالفة فيما بينكم. طيبة اي النها ينتج عن انهاء هدوء النفوس واستقرارها وطيبتها بسبب انها شعار الامن - 00:15:59
ثم قال كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون. اي ان الله من رحمته بالعباد جعل طريق توضيح الاحكام. طريقا سهلا وواضحا وذلك من اجل ان يكون هذا سببا لعقلكم الاحكام وفهمكم لها واحسان تصوركم لهذه الاحكام - 00:16:29
في هذه الايات فوائد كثيرة واحكام متعددة ولعلي اشير الى بعضها الاول انه يشرع للانسان ان يعلم من تحت يده من الصبيان والصغار لقوله ليستأذن منكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم - 00:16:59
وثانيا انه يشرع تعليم هؤلاء طرائق الاستئذان ان يبين لهم كيف يستأذنون ومتى يستأذنون وفي هذه الايات ايضا ان من علامات البلوغ هو بلوغ الانسان السن لقوله الذين لم يبلغوا الحلم منكم - 00:17:25
وفي هذه الايات ايضا جواز تعري الانسان في هذه الاوقات الثلاثة. وانه لا حرج عليه في ذلك وفي هذه الايات ان ما قبل صلاة الفجر وقت للنوم. وفي هذه الايات ايضا - 00:17:54
التقرير نوم القائلة. وهي نوم الظهيرة وهذه الاية علقت هذا النوم بالظهيرة. والغالب ان يكون بعد دخول وقت الظهر وفي هذه الاية ان من الصلوات المقررة في دين الاسلام الواجبة صلاة العشاء - 00:18:21
وخلافا لما يقوله بعض من يتسمى بالانتساب للقرآن وفي هذه الايات ان تعري الانسان في اوقات هذه العورات لا حرج عليه فيه. وفيه جواز ان يرى الانسان من اهله ببيته من زوجته وان ترى الزوجة من زوجها ما يختص بان يكون من عورته - 00:18:49
وفي هذه الايات ان غير هذه الاوقات الثلاثة لا يلزم الصغار والمماليك ان يستأذنوا عند الدخول. وفي هذه الايات ان الكبار من غير المماليك يلزمهم الاستئذان عند الدخول في اي وقت ولو كانوا ابناء لمن يريدون الدخول عليه. وفي هذه الايات خدمة - 00:19:18
الصغار لابائهم لقوله طوافون عليكم. استدل بهذا اللفظ على ان سور صغير طاهر وانه لا يؤثر بنجاسة على ما يقع عليه وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد حيث بين لهم الاحكام التي تصلح - 00:19:48
احوالهم وفي هذه الايات ايضا ان الاطفال متى بلغوا الحلم فانهم حينئذ تنتقل احوالهم واحكامهم الى احكام الكبار. وفيه ان حكم الشريعة المتعلق بشخص يتغير بتغير متعلقه او بالصفات التي يتصف بها المكلف - 00:20:17
وفي هذه الايات وجوب الاستئذان للكبار عند الدخول في اي وقت وفي هذه الايات ان كبيرات السن اللاتي وصلن الى درجة لا يرغب في النكاح منهن لا حرج عليهن في وضع الثياب - 00:20:47
وتقدم ان المراد بالثياب التي تضعها الكبيرة في السن هي العباءة او الجلباب وذلك لانها تثقلها وتشق عليها في المشي وبعضهم قال المراد به خمار المرأة الذي تضعه على وجهها يستدل به على ان من لم تكن من القواعد وجد - 00:21:11
عليها ان تغطي وجهها واذا كنا نقول بان الكبيرة انما رخص لها في وضع الجلباب فقط دون وضع ما يكون على وجهها فالشابة اولى بايجاب وضع الخمار على وجهها وقوله هنا - 00:21:41
والقواعد من النساء فيه اشارة الى ان المرأة الكبيرة لا يقع منها حيض ولا اه حمل وفي هذه الايات ايضا ان المرأة الكبيرة والصغيرة لا يجوز لها ان تظهر زينتها سواء زينة الثياب او زينة اه البدن ومن ذلك ان تظع - 00:22:08
السينات على نفسها وفي هذه الايات الترغيب في العفاف والحث عليه وبيان كثرة اجر صاحبه وفي هذه الايات ايضا ان اصحاب الاعذار يخفف عليهم في ترك ما يعذرون او ما يؤثر عذرهم فيه - 00:22:38
وهذا من رحمة الله جل وعلا. ومن سماحة هذه الشريعة المباركة. ومن رفع الحرج فيها وفي هذه الايات ان العباد يكون عليهم من الواجبات بحسب قدرهم وبحسب فاتهم وفي هذه الايات رفع الاثم والحرج عن الاعمى والاعرج والمريض في ترك ما يشق عليه - 00:23:06
من الاعمال بسبب هذه الاعذار التي يتصفون بها وفي هذه الايات جواز اكل الانسان من بيت نفسه. وانه لا يلزمه استئذان في ذلك وفي هذه الايات ان الاذن العرفي يقوم مقام الاذن اللفظي. فكما ان هناك اذنا عرفيا - 00:23:38
في اكل الانسان من بيت قرابته وصديقه. فحينئذ اقيم هذا الاذن العرفي مقام الاذن اللفظي وفي هذه الايات ان العرف ان العرف يخصص به اللفظ العام متى ورد واذا كان هناك عرف في زمان النبوة فانه حينئذ يخصص به اللفظ - 00:24:05
العام وفي هذه الايات ايضا استحباب زيارة الانسان لبيوت قراباته. ولذا ذكر انهم لا يستأذنون في هذه البيوتات يعني في تناول طعامها وفي هذه الايات من الفوائد ايضا ان الانسان ان الانسان يجوز له ان يتناول البيوت من البيوت التي وكل عليها او - 00:24:36
كان له ولاية فيها متى كانت اعراف الناس تجيز مثل ذلك التناول وفي هذه الايات الترغيب في حق الصديق. وبيان انه مما يشرع للعباد ان يقوموا بحقه قد قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الاصحاب خيرهم لصاحبه - 00:25:12
وفي هذه الايات انه يجوز للانسان ان يتناول من بيت صديقه او ممن يستضيفه ممن اذن له قول ما وضع امامه ولو لم يكن هناك اذن لفظي وفي هذه الايات - 00:25:39
جواز الاجتماع عند تناول الطعام. كما ان فيها جواز التفرق بحيث يأكل كل واحد وحده وقد ورد في بعض اه في بعض النصوص الترغيب في الاجتماع عند الطعام. وان ذلك من - 00:25:58
اسباب نزول البركات فيه وفي هذه الايات الترغيب في القاء تحية السلام عند دخول البيوت سواء كان بيتا لذلك الداخل او لغيره. ويفهم منه انه اذا دخل بيتا ليس فيه احد فانه - 00:26:18
يشرع له ان يسلم فيه. ولذا قال على انفسكم وفي هذه الاية ان اهل الايمان بمثابة النفس الواحدة ولذا فهم يتعاضدون ويتكاتفون راحمون وهذا من اثر انتمائهم لهذا الدين. ولذا قال فسلموا على انفسكم - 00:26:43
وفي هذه الايات ان القاء التحية مما ينشر الطمأنينة وارتياح النفوس بعضها لبعضها الاخر وفي هذه الايات ان القاء السلام تحل به البركات فيبارك الله للناس في علاقاتهم وفي تواصلهم وفي - 00:27:11
سائر احوالهم ولعل سبب ذلك ان السلام من اسباب طرد الشياطين وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا ورحمته بالعباد. حيث بين لهم الاحكام واوضحها تمام البيان ليكون هذا من اسباب قدرتهم على العمل باحكام الله سبحانه وتعالى - 00:27:38
كما ان في هذه الايات ذكر تعاليل الاحكام والحكم التي من اجلها شرعت تلك الاحكام. ليكون هذا ادعى اذا من ناس بها وسيرهم عليها فانه قد علل كثيرا من الاحكام في هذه الايات بعلل معقولة واضحة - 00:28:05
ثم قال لعلكم تعقلون وفي هذه الايات ان من رحمة الله عز وجل بالعباد ام بنى احكام الشريعة على جلب مصالحهم ودرء المفاسد عنهم ولكن ليلاحظ كم مرة ظن ان الصلاح في جانب ويكون الامر - 00:28:33
بضد ذلك وهكذا في امر الفساد فهذه شيء من فوائد هذه الايات من سورة النور. اسأل الله جل وعلا ان يصبر نعمه وان يوفقكم لما يحب ويرضى وان يعلمنا احكامه واياته بفضله واحسانه كما اسأله جل - 00:28:56
صلاحا لاحوال المسلمين وجمعا لكلمتهم وتآلفا بين قلوبهم. واسأله جل وعلا ان يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم وصلواتهم وسائر عباداتهم. بفظله واحسانه ورحمته فهو ارحم كما اسأله جل وعلا ان يعلمنا احكام دينه وان يجعلنا ممن التزم بهذه الاحكام - 00:29:23
خصوصا فيما يتعلق بالتستر والعفاف. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. هذا والله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا - 00:29:53