خطب الجمعة

الجارحتان المهلكتان | د.عمر المقبل |

عمر المقبل

بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة ايها الاحبة في صحيح السنة النبوية المروية عن خير البرية صلوات الله وسلامه عليه جمل وكلمات مختصرات في عددها. غنية بمعانيها مليئة - 00:00:00ضَ

ثرية بهداياتها. تلكم هي جوامع الكلم النبوي. على صاحبها افضل الصلاة والسلام ومن تلكم الكلمات الجوامع قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الامام مسلم في صحيحه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. انها - 00:00:41ضَ

مباركة تجلي للعالم الحقيقة التي يجب ان يكون عليها المسلم ذكرا او انثى. في باب مع اخوانه المسلمين بل فيما هو ابعد ذلك من المعاملة. وانما ذكر المسلمون ان اكثر احتكاك المسلم بهم. فالمسلم حين يتصف بهذا الوصف العظيم وهو الاسلام. فهو يعلن - 00:01:11ضَ

بذلك استسلامه للذي فطر السماوات والارض. وهو يعلن بذلك انقياده لاوامره ونواهيه ليكون بهذا كامل الاسلام. جامعا لخصاله ما لم يؤذي مسلما بقول او فعل. يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. اي في الاسلام. اما هذه الجملة النبوية المباركة - 00:01:41ضَ

فان معناها ان افضل المسلمين من جمع الى اداء حقوق الله تعالى اداء حقوق الناس والكف عن اعراضهم. ذلك ان الاذى الذي يقع من الانسان نوعان. احدهما ظاهر بالجوارح كمن يأخذ المال بسرقة او نهبة او كمن يؤذي غيره باليد بالاعتداء - 00:02:11ضَ

بيده او غير ذلك. والنوع الثاني من الاذى الباطني وهو الحسد والغل والبغض والحقد والكبر وسوء الظن وغير ذلك من امراض القلوب. فكلها مضرة بالمسلم. مؤذية له امر الشرع بكف النوعين من هذا الايذاء. لانه هلك بهما خلق كثير. ايها المؤمنون - 00:02:41ضَ

يا احباب واتباع محمد صلى الله عليه وسلم. ان في هذه الجملة النبوية لانواعا من البيان يحسن بالمؤمن ان يتأملها. فان تأملها يجعل موقعها في القلب اكبر. والتأثر بها اعظم - 00:03:11ضَ

فان النبي عليه الصلاة والسلام ها هنا قدم ذكر اللسان على اليد وفي ذلك من الحكمة ان اللسان يمكنه ان يؤذي الماظين والموجودين ومن سيأتي بعد والعياذ بالله. بخلاف اليد التي اذا استثنينا ما تكتب فانها لا تقدر الا على الذين تراهم. ومن ذلك ايضا - 00:03:31ضَ

ان النبي عليه الصلاة والسلام انما عبر باللسان ولم يقل القول اي لم يقل المسلم من سلم المسلمون من قوله بل قال من لسانه ولعل السبب في هذا ليدخل فيه الاذى باللسان - 00:04:01ضَ

الذي لا يصحبه قول كمثل الذي يخرج لسانه على سبيل الاستهزاء او الاحتقار والانتقاص وكذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر اليد دون غيرها من الجوارح. وفي هذا فائدة كما قال العلماء ليدخل في ذلك اليد المعنوية. كمن يستولي على حقوق الغير بغير حق. ومن - 00:04:21ضَ

من دلالات هذه الجملة النبوية العظيمة. المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ان تخصيص اليد واللسان في الامر بالكف للاذى لان اغلب ما يقع الاذى على الناس من هاتين الجارحتين - 00:04:51ضَ

او منهما معا او بسببهما او بسبب احدهما. واللسان بلا شك ادهى وامر. فالسب والشتم واللعن والقذف والغيبة والنميمة وقول الزور وشهادة الزور والكذب والسخرية والقول على الله بغير علم. ونقل الاشاعات الكاذبة وغيرها من الموبقات. انما تأتي عن طريق - 00:05:11ضَ

اللسان وتأتي اليد بعدها يصدق وتأتي اليد بعد ذلك مصدقة او مكذبة كمن يكتب والعياذ شهادة الزور او يبث الاشاعات الكاذبة حينما يكتبها بيده فيرسلها عن طريق الجوال او الانترنت او شبكات التواصل او غيرها من الوسائط الالكترونية. ومن تأمل وقع ما يحدثه - 00:05:41ضَ

القلم الذي تحركه اليد واثر ذلك في العالم. ادرك شيئا من موقع هذه الكلمة النبوية العظيمة المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. رغم ان كثيرا من هؤلاء قد يكونوا ماتوا - 00:06:11ضَ

قبل قرون فكم فكم في تلك الكتب من اسطر شهدت على اصحابها بالاذى الذي تنوع في اثاره. فلله كم من ملحد او منحرف الفكر سطر بقلمه كتابا. ضل بسبب فبه الاف بل ملايين. وكم من راو سطر رواية خبيثة المحتوى سيئة المظمون غوى - 00:06:31ضَ

وبسببها ملايين. ويقال مثل هذا في كتاب المقالات الورقية او الكترونية او اصحاب المدونات والمنتديات ومواقع الفيديو او غيرها من وسائل التواصل مع الناس. وليس هذا فحسب بل تأمل اثر اليد فيما توقع عليه من شهادات الزور عند الائمة والقضاة. وما يترتب - 00:07:01ضَ

الا ذلك من احكام قد تصل الى قطع الرقاب وازهاق الانفس او اخذ الاموال. وانني لاذكر نفسي واخواني في هذا المقام. ان يتقوا الله عز وجل فيما يقولون ويكتبون. وما عليه يوقعون ويشهدون - 00:07:31ضَ

فان الامر والله عظيم. عظيم عظيم. ومن غفل عن هذا او مالت نفسه الى لعاعة من الدنيا فليذكر نفسه قول الله عز وجل يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. جاءت هذه الاية تذليلا على قصة الافك التي - 00:07:51ضَ

التي راح ضحيتها تلطيخ بسمعة اشرف فراش واشرف عرض عرفته الدنيا عرض محمد صلى الله عليه وسلم. وعرض امنا عائشة رضي الله عنها. يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. ويتأكد الاحتياط في عصرنا هذا الذي لم يعد - 00:08:21ضَ

الانسان متحكما في طريقة النشر التي يريدها. فوسائل الاتصال تفرض علينا مزيدا من الاحتياط والتثبت. واذا كان الذي على الورق لا يمحى فانما على الشبكة ايضا لا يمحى وان حذفه - 00:08:51ضَ

فالاعين والايدي بالمرصاد تحفظ وتخزن المعلومات والصور وتحفظ صور ما كتب وكم من صحيفة الكترونية حاولت ان تحذف شيئا فيها فما افلحت. وقبل ذلك وبعده واعظم منه رقابة الله عز وجل. ايها المؤمنون ان من الخذلان العظيم الذي يقع لبعض - 00:09:11ضَ

المسلمين هداهم الله انهم يستغلون امثال هذه الوسائل المعاصرة من انترنت او جوال او غيرها من الوسائط لنشر ما وقعوا فيه من فجور وخنا. او نشر ما حرم الله تعالى من الصور الفاتنة. والمقاطع - 00:09:41ضَ

التي تؤجج الغرائز. وقل مثل ذلك في من يحملون في من يحملون الاغاني. يحمل المسكين صورة او مقطعا او اغنية يحملها في دقائق على موقعه بلمسة يد ليشاهدها ملايين ولكن ما العاقبة؟ رصيد سيئاته يتضخم في اليوم والليلة. بل - 00:10:01ضَ

تضخم كل ساعة بل كل دقيقة. والسؤال الا يظن اولئك انهم مبعوثون؟ ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين. هل نسي هؤلاء يوم تنشر الصحف ليروا حصيلة لعباد الله بايديهم والسنتهم؟ الا يخشى ان يقف اولئك موقفا؟ قاله الله تعالى في سورة - 00:10:31ضَ

الكهف وترى المجرمين مشفقين مما فيه. ويقولون يا ويلتنا يا ويلتنا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. لقد من الله على بعض هؤلاء الاخوة ممن كان - 00:11:01ضَ

الناس بما ينشره ويكتبه من الله تعالى عليه بالتوبة. ووظع على صفحة موقعه رجاء بعدم ولا الاعادة لما حمله الى غير ذلك من انواع التوسلات. وهي مما يشكر عليه ومن تمام توبته - 00:11:31ضَ

لكن كان الله تعالى قد اغناه عن ذلك بعدم فعلها اصلا. ولكن تائب نادم من سادر في غيه. والمقصود ايها المؤمنون من هذا الخبر النبوي المحكم. ومن هذا التوجيه النبوي البليغ - 00:11:51ضَ

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ان يتوقى الانسان وان يحذر من اذية المسلمين بكل مؤذن ليكون حسن التخلق مع العالم. كما قال الحسن البصري رحمه الله لما سئل عن تفسير الابرار - 00:12:11ضَ

في قوله عز وجل وما عند الله خير للابرار. قال هم الذين لا يؤذون الذر ولا يرضون الشر. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه. من الايات والذكر الحكيم - 00:12:31ضَ

اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله وصحبه - 00:12:51ضَ

ومن والاه اما بعد. فمن اراد ان يربي نفسه على ترك اذى المسلمين بلسانه ويده. فليتأمل الامرين الاتيين اولهما الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى بقوله فيما رواه البخاري - 00:13:11ضَ

ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي - 00:13:31ضَ

بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه المراد ان ولاية الله تعالى تستوجب توفيق الله لعبده في الاعمال التي يباشرها بهذه الاعضاء ييسر الله سبحانه وتعالى المحبة له فيها. بان يحفظ جوارحه عليه. ويعصمه من مواقعة ما يكرهه الله - 00:13:51ضَ

من الاصغاء باللهو بس الى اللهو بسمعه. ومن النظر الى ما نهى الله عنه ببصره. ومن البطش او الكتابة فيما لا يحل له بيده ومن السعي الى الباطل برجله. اما الامر الثاني فان تتذكر ايها المؤمن - 00:14:21ضَ

لحظة وقوفك بين يدي الله عز وجل. حين تعرض عليك صحيفتك. ماذا لو كانت صحيفتك مليئة بذنوب ومن بينك وبين الله فان الموقف يبعث على الخجل والحياء. وانها لعلى رجاء رحمة ارحم الراحمين - 00:14:41ضَ

لكن كيف تصنع اذا كانت ذنوبك تعلقت بالخلق الذين اذيتهم بلسانك او اذيتهم بيدك ذنوب كتبتها ونسيتها فاذكر مناقشة الحساب فانه لابد يحصى ما جنيت ويكتب لم ينسه الملكان حين نسيته. بل اثبتاه وانت لاه تلعب - 00:15:01ضَ

الموقف ايها المبارك. الموقف والله حينئذ عظيم. يوم يفر المرء من اخيه ومن احب الناس اليه الذين سيكونون اول من يطلب منه حقه ان وجدوا الى ذلك سبيلا. فكيف تصنع باذية - 00:15:31ضَ

اناس بلغهم اذاك. وانت في قبرك بسبب ما سطرته يدك. او احدثه لسانك في مقطع صوتي او المرئي ان المؤمن الذي يرجو لقاء الله لا يخاف من ذنوبه وحده فكيف سيتحمل ذنوبا - 00:15:51ضَ

سبب فيها ان هذا لهو الافلاس الحقيقي. ان هذا لهو الافلاس الحقيقي الذي اراد نبينا صلى الله عليه وسلم ان يغرس معناه في نفوس اصحابه رضي الله عنهم. حين سألهم - 00:16:11ضَ

اتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع. قال ان المفلس من امتي ان يأتي يوم القيامة لاحظ لا يأتي بخمرة ولا يأتي باغنية لا يأتي يوم القيامة - 00:16:31ضَ

بصلاة وصيام وزكاة يأتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته. وهذا من حسناته. فان فنيت حسناته. قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم. فطرحت عليه ثم طرح في النار. اللهم اجرنا من خزي الدنيا وعذابها - 00:16:51ضَ

في الاخرة. اللهم اجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. اللهم اجعلنا ممن اسلم لك حقا. اللهم احفظنا في واحفظنا في ابصارنا واحفظنا في ايدينا واحفظنا في ارجلنا واحفظنا في قلوبنا. اللهم احفظ ازواجنا وذرياتنا - 00:17:21ضَ

اللهم اجعلنا ممن استعملتهم في طاعتك. اللهم اجعلنا من اوليائك. ومن حزبك المفلحين برحمتك يا ارحم الراحمين - 00:17:41ضَ