خطب صوتية

الحذر طريق السلامة | درس للشيخ الحويني

أبو إسحاق الحويني

اهدأ تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله تعالى لا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد - 00:00:00ضَ

محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى. واحسن الهدي هدي محمد صلى صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة - 00:00:20ضَ

كل ضلالة في النار. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم - 00:00:40ضَ

في العالمين انك حميد مجيد قال ابن الجوزي رحمه الله من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ومن ادعى الصبر وكل الى نفسه ورب نظرة لم تناظر واحق الاشياء بالضبط والقهر اللسان والعين - 00:01:00ضَ

فاياك اياك ان تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة فان الهوى مكايد وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فاتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر اليه. واذكر حمزة مع وحشي - 00:01:27ضَ

تتبصر ولا تشم كل برق رب برق فيه صواعق حين واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين. فبلاء الفتى موافقة النفس وبدء الهوى طموح العين يريد ابن الجوزي رحمه الله في هذه الفقرة - 00:01:51ضَ

ان يقول لك خذ باحوط الاسباب الى نفسك. الى سلامة نفسك لا سيما في الفتنة والفتنة ينبغي ان يكون المرء فيها بطيئة كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:02:20ضَ

كما في حديث ابي بكرة عند الامام مسلم قال تكون فتن تكون فتن. القاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي فاذا وقعت الفتنة فليلحق الرجل بابله ان كانت له ابل - 00:02:43ضَ

او بغنمه ان كانت له غنم او بارضه ان كانت له ارض فقالوا يا رسول الله ارأيت ان لم يكن له ابل ولا غنم ولا ارض. قال يعمد الى حد سيفه فيدقه - 00:03:08ضَ

بحجر ثم عليه بالنجاة ان استطاع الفتنة كلما كان المرء فيها بطيئا كان خيرا لدينه وخيرا لعرضه وننبه على هذا الكلام بالذات بعد ما وقعت الفتنة بعد حرب الخليج ما بين المشايخ في - 00:03:25ضَ

البلاد الاسلامية فسارع الصغار والغلمان الى نقل الكلام من هنا الى هناك وتطوعوا بسلب المشايخ واكل اعراضهم وهؤلاء لهم بين يدي الله عز وجل موقف لعلهم لا يجدون كبير حجة في هذا الموقف - 00:03:50ضَ

فصاروا يأكلون اعراض الناس بالظن ويلتمسون للبرءاء العيب مع ان السلامة في مواقع الفتن ان يكون المرء بطيئا في السعي اليها. وان يفر منها وهذا هو ما اتفق عليه اهل العلم جميعا فيما يتعلق بالفتن - 00:04:16ضَ

اذا وقعت فتنة قف تنجو. وكما قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ونعم ما قال لما سئل لماذا لم يشارك في الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية؟ رضي الله عنهما - 00:04:43ضَ

قال انما مثلنا ومثل اصحابنا كرفقة كانوا يمشون في طريق فاظلم عليهم فقال بعضهم الطريق يمينا فمضوا وقال بعضهم الطريق يسارا فمضوا وقلنا نقف في مكاننا حتى ينجلي الظلام فلما انجلى الظلام كنا على الامر الاول - 00:05:00ضَ

ان الذي قال الطريق يمينا خما ان الطريق يمين فمشى وهي مظلمة وربما لم يصادف غرضه. وكذلك الذي اتجه يسارا ربما لم يصادف غرضه. انما الذي وقف بقدميه على الطريق - 00:05:31ضَ

المتيقن ولم يمشي الخطوة التالية حتى انجلت فهذا يقينا على الامر الاول ولذلك نجى سعد ابن ابي وقاص لانه لم يترجح لديه انذاك من المحق؟ من المبطل؟ ولذلك لم يعني يتحرك من مكانه - 00:05:48ضَ

فالفتن دائما كف اللسان وكف اليد الفتنة هو اسلم للمرء فهنا ابن الجوزي يقول من قارب الفتنة ابتعدت عنه السلام ومن ادعى الصبر وكل اليه لان الله تبارك وتعالى يقول واصبر - 00:06:09ضَ

وما صبرك الا بالله. اي انك لا تستطيع ان تصبر اذا اردت. الا اذا صبرك الله عز وجل لله الحمد في البدء والختام يعني من قال انا استطيع ان اصبر وكل الى نفسه. وذكر الخطيب البغدادي قصة سنون ابن حمزة - 00:06:33ضَ

ابو الحسن الخواص ويلقب بسنون المحب قيل انه كان اكثر الناس يعني ادعاء للمحبة. وكان في اشعاره له شطحات وهو يخاطب رب العالمين تبارك وتعالى اه ذكر ابو نعيم في كتاب حلية الاولياء - 00:06:56ضَ

ان سمنون ابن حمزة خواف كان كثيرا ما ينشد فيقول فليس لي في سواك حظ فكيفما شئت تبتليني كان كثيرا ما ينشد هذا البيت وهو في عافية قال فحصر بوله فيه من ساعته - 00:07:20ضَ

اول ما قال هذا الكلام حصر بوله من ساعته فسمى نفسه سنون الكذاب انه لم يصبر على حبس البول فيه ويقول ابو الحسن علي بن محمد الصوفي وهو رجل بغدادي يقول كان سنون في هيجانه - 00:07:48ضَ

اذا اشتد يقول يقول طبعا هو بيخاطب رب العالمين تبارك وتعالى كان يقول ضاعف علي بجهدك البلوى وابلغ بجهدي غاية الشكوى واجهد وبالغ في مهاجرة واجهر بها في السر والنجوى - 00:08:11ضَ

فاذا بلغت الجهد في فلم تترك لنفسك غاية قصوى فانظر فهل حال بي انتقلت؟ عما اتحب بحالة اخرى يعني بيقول بيخاطب ربنا سبحانه وتعالى بيقول يعني هات اعلى ما عندك في البلاء - 00:08:36ضَ

يصب علي صبا وانظر الي هل نفسي تبدلت بعد ما انزلت علي البلاء الى حالة اخرى تكرهها منك اني وهذا كلام يعني ما ينبغي للمرء ان يقوله لولا الجهل دولة الجهل. لان اهل العلم لا يتعرضون لبلاء الله تبارك وتعالى. ما فيش واحد ابدا يقول ربنا هات اعلى ما عندك - 00:08:56ضَ

من البلاء صبوا علي. ستجدني ثابتا. ولن انتقل من حالتي التي تحبها الى حالة اخرى تكرهها مني هذه الثقة بالنفس وهذا الثبات ما يكون الا بالله. تبارك وتعالى. فما ينبغي ان يجهر المرء بهذا الامر - 00:09:29ضَ

انما السر كما قلت لكم رجل يبالغ في الزهد والعبادة لكن ليس عنده من العلم ما عند اهل العلم اذا كان الجبل لم يثبت لما تجلى الله عز وجل له بلا غضب - 00:09:48ضَ

فان غضبه لا تقوم له السماوات والارض اذا غضب فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا. مجرد ان يتجلى ربنا للجبل اللي هو اقوى الصخر المتماسك يجعله دكا ويجعله رملا. بمجرد التجلي. فكيف اذا غضب - 00:10:05ضَ

تقول الرواية فعاقب على ذلك بقطر البول اي انه يعني حبس فيه البول فرأى في منامه انه يشكو الحالة التي اه يجدها الى احد الصالحين فقال له ذلك الصالح في المنام عليك بصبيان الكتاتيب - 00:10:27ضَ

صبيان كتاتيب الذين لم يجد عليهم القلم. وهم مع ذلك منشغلون في حفظ كلام الله تبارك وتعالى. فيبقى رجل ليس عليه سيئة ويحفظ كلام الله يعني يكون اقرب الى اجابة الدعاء. فانطلق من فوره الى الكتاتيب وهو يقول للصبيان - 00:10:50ضَ

اسألوا الله او استغفروا الله لعمكم الكذاب الكذاب اي الذي ظن انه يقدر على ان يتحمل بلاء الله عز وجل ولم يقدر قدر نفسه فعوقب لهذا وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله وسلم دخل على العباس رضي الله عنه وهو عمه - 00:11:10ضَ

وسمعه يقول اللهم ان كنت قدرت علي شيئا في الاخرة فاشدد علي في الدنيا. يعني اقتص مني في الدنيا ولا تعاقبني في الاخرة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عباس يا عم رسول الله انك لا تستطيع - 00:11:35ضَ

ان هو يصب عليك البلاء في الدنيا لن تستطيع ان تتحمل هذا ولكن سل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة. طالما انك انت كلمة ستقولها لا تستجلب البلاء على نفسك - 00:11:55ضَ

وسل الله عز وجل العفو والعافية في الدنيا والاخرة. فاصبر وما صبرك الا بالله معناها انه لا حول لك ولا قوة حتى في الصبر ولذلك ما اجمل ما قاله اسماعيل عليه السلام لما قال له ابوه يا بني اني ارى في المنام - 00:12:11ضَ

اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ان شاء الله فاستثنى ليه خشية ان تفل عزيمته والنبي صلى الله عليه وسلم في باب الحلف يقول من استثنى لم يحنث - 00:12:33ضَ

يعني لو واحد حلف على شيء فاستثنى فيه فوقع على غير ما حلف عليه لم يحنث ولا تلزمه الكفارة كأن يقول مثلا والله ان شاء الله لاعاقبنك اذا لم تفعل كذا - 00:12:57ضَ

فاذا لم يفعل لا تلزمه الكفارة ولا حنف عليه لانه استثنى هو ابن الجوزي يقول ومن ادعى الصبر وكل الى نفسه ورب نظرة لم تناظر اي لم تمهل صاحبها كقول ابليس عليه اللعنة فانظرني الى يوم يبعثون اي امهلني - 00:13:14ضَ

ورب نظرة لم تناظر. اي رب رجل شارف الفتنة ثم لم يمهل حتى ينزع منها واحق الاشياء بالضبط والقهر اللسان والعين لان اعظم او اكثر البلاءات انما تقع بسبب اللسان وبسبب العين - 00:13:43ضَ

اما اللسان فالاحاديث في فضل حبسه كثيرة. ومنها قوله صلى الله عليه واله وسلم من توكل لي بحفظ ما بين لحييه وما بين فخذيه توكلت له بالجنة. او ضمنت له الجنة - 00:14:09ضَ

وكان يقال المرء باصغريه اي بفرجه ولسانه وما هناك شيء احق بطول سجن باللسان وفي الحديث الحسن ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اطلع الى ابي بكر رضي الله عنه وفي خلافته - 00:14:33ضَ

رآهم ممسك بلسانه وقال ما تفعل يا خليفة رسول الله؟ قال ان هذا اوردني الموارد وامسك بلسانه في البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم رب كلمة من رضوان الله لا يلقي الرجل لها بالا - 00:14:55ضَ

يعني آآ ترفع صاحبها في الجنة درجات ورب كلمة لا يلقي الرجل لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا. ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت. فرب كلمة واحدة يقولها الرجل. وقد قال - 00:15:19ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما وصفت زينب بالقصص قال لها لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لا مزجته اين غيرت طعمه ولافسدت على اهل الدنيا معايشهم. كلمة واحدة - 00:15:39ضَ

ان عائشة قالت في زينب انها قصيرة. اي تعيرها بالقصص فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول هذه الكلمة اذا مزجت بماء البحر لم ينتفع الناس بالماء فكيف بمن يتكلم ليل نهار - 00:16:02ضَ

يتكلم ليل نهار ولا يتحقق من كلامه. واحمق الناس من سلط الخلق على حسناته. فاستوفظها منه كثير من الناس يخوض في الكلام الذي يقال في المجالس الخاصة وهو يظن انها ليست من الغيبة المحرمة. وهي غيبة. فنحن جلسنا مجلسا. تكلمنا فيه بكلام - 00:16:20ضَ

النبي عليه الصلاة والسلام يقول المجالس بالامانة ويقول عليه الصلاة والسلام اذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي امان التفت يعني قام من المجلس مضى لحاله فهي امانة. يبقى لا يجوز لك في اي مجلس من المجالس - 00:16:49ضَ

ان تنقل كلاما لم يؤذن لك فيه من الطرف الاخر اذا كان لابد انك انت تنقل ما تظنه مفيدا في المجلس فتستأذن من محدثك تقول يعني هذا الكلام المفيد هل ترى ان انقله اذا جاءت مناسبة - 00:17:12ضَ

فيقول لك نعم انقل كذا واكتم كذا انما يتطوع الانسان ويفشي كل الاسرار الموجودة في المجالس ورب كلمة لا تظنوا ان لها اهمية تنقلها الى شخص اخر يضر بها ذلك المتكلم. وانت لا تدري - 00:17:35ضَ

فلا الجهاد ينبغي على المرء ان يصون نفسه وكم من المشاكل الناجمة من جراء نقل الكلام في المجالس فاللسان ينبغي ان يشغله المرء بذكر الله تبارك وتعالى او بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان لم يجد شيئا من ذلك فليكف لسانه - 00:17:56ضَ

فانه له بذلك حسنة قال احق الاشياء بالقهر اللسان والعين اما العين فهي اوسع الطرق المؤدية الى القلب وهي اقرب عضو من اعضاء الجسم يتصل بالقلب اتصالا مباشرا وله به علاقة متينة - 00:18:20ضَ

ولذلك تجد ان الله تبارك وتعالى كثيرا ما يقرن ما بين الفؤاد او ما بين القلب وما بين العين. كما قال تبارك وتعالى فاعتبروا يا اولي الابصار. والاعتبار يكون بالقلب - 00:18:47ضَ

البصر يكون بالعين. وكما قال تبارك وتعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ولم يذكر السمع وقال تبارك وتعالى فانها لا تعمل ابصار ولكن تعمى القلوب. التي في الصدور. وقال - 00:19:07ضَ

تبارك وتعالى قلوب يومئذ واجفة ابصارها خاشعة آآ يقرن عادة ما بين القلب وما بين البصر. وقال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور في الصدور اللي هو ايه؟ اللي هو عمل القلب. فكثيرا ما يقرن القلب مع البصر. لان البصر هو رائد القلب وطليعته - 00:19:27ضَ

لما يكون في اه غزو الجاسوس اللي انت بترسله الى بلاد العدو اسمه ايه؟ اسمه العين في الجاسوس اسمه العين ارسل عينه فعلى مقتضى كلام الجاسوس والتقرير الذي يرفعه هذا الجاسوس للقائد. يتصرف القائل على هذا النحو - 00:19:55ضَ

فالعين هي طليعة القلب واقرب الطرق اليه. والعلماء لما عملوا مقارنة ما بين السمع والبصر ايهما افضل السمع من البصر قالوا من ادلة ترجيح البصر على السمع قالوا اذا استمع المرء كلاما - 00:20:20ضَ

وهذا الكلام نزل على القلب فارتاب فيه القلب كان واحد يقابلك يقول لك والله انا بحبك كلمة انا بحبك دي وصلت للقلب بقية القلب غير مستريح للهجة والطريقة التي قيلت بها هذه العبارة - 00:20:48ضَ

من الذي يفصل في هذه المسألة؟ البصر ينظر الانسان اذا كانت له فراشة يتأمل ينظر في وجه هذا المتكلم في بريق عينه في دلالة ما ترسله هذه العين على طول اول ما ينظر اليه كده يرتاب - 00:21:07ضَ

فالبصر في هذه الحالة يكون هو الحاكم يعني حاسة البصر اكمل واتم وان كانت حاسة السمع اشمل واعم لان المرء يعني يدرك بسمعه ما لا يدركه ببصره لكن على اي حال العين هي اهم حاسة ملتصقة بالقلب. ولذلك الذي يفقد بصره بالكلية - 00:21:28ضَ

كونوا اكثر بصيرة واكثر ذكاء فيما يتعلق بالقلب من صاحب العين المبصرة. لاجل هذا قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الالهي الصحيح اذا ابتليت عبدي باخذ كريمتيه فصبر لم اجد له - 00:21:54ضَ

الا الجنة وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هو يتكلم عن مصيبة الانسان فاقد البصر فيقول رحمه الله في من ولد اعمى. يقول تأمل في حال من عدم بصره وما يناله من الخلل في اموره - 00:22:19ضَ

فانه لا يعرف موضع قدمه ولا يبصر ما بين يديه ولا يفرق بين الالوان والمناظر الحسنة من قبيحة ولا يتمكن من استفادة علم من كتاب يقرأه. ولا يتهيأ له الاعتبار والنظر في - 00:22:46ضَ

تائبي ملك الله تبارك وتعالى هذا مع انه لا يشعر بكثير من مصالحه ومضاره فلا يشعر بحفرة يهوي فيها ولا بحيوان يقصده كالسبع مثلا فيتحرز منه ولا بعدو يهوي نحوه فيقتله ولا - 00:23:06ضَ

تتمكن من هرب ان طلب بل هو ملقن السلام لمن رامه باذى ولولا حفظ خاص من الله تبارك وتعالى له قريب من حفظ الوليد وكلاءته لكان عطبه اقرب من سلامته - 00:23:30ضَ

فانه بمنزلة لحم على وضم. ولذلك جعل الله عز وجل ثوابه اذا صبر واحتسب الجنة. ومن ما للطفه تبارك وتعالى انعكس نور بصره الى بصيرته. فهو اقوى الناس بصيرة وحدثا - 00:23:50ضَ

وجمع عليه همه فقلبه مجموع عليه غير مشتت. ليهنأ له العيش وتتم مصلحته. ولا تظن انه مغموم حزين متأثر. هذا في الانسان الذي ولد اعمى اما الذي طرأ عليه العمى بعد ذلك فهو كسائر من ابتلاهم الله تبارك وتعالى فتبدلت احوالهم وانتقلوا من عافية الى - 00:24:10ضَ

فهذا يكون اشد عليه لانه ذاق. لانه ذاق بخلاف الذي ولد من بطن امه اعمى فالقصد ان العين هي اخطر الحواس جميعا. وبها يرتبط معظم عزم القلب وكل الامال والاماني التي يتمناها المرء في حياته سببها العين - 00:24:38ضَ

وكل هذا الطمع فيما عند الناس سببه ايضا العين. فاذا رأى الانسان قصرا مني فاتمنى ان يكون له مثله. اذا رأى مثلا فرشا جيدا اذا تمنى ان يكون له مثله رأى سيارة فارهة تمنى ان يكون له مثلها. فلا يزال يتمنى ولا يزال القلب في تعب حتى - 00:25:05ضَ

تقضي نحبه ولما يبلغ ما يريد بل لما يبلغ بعض ما يريد. فيقول ابن الجوزي رحمه الله فاياك اياك ان تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة ان يثق المرء في عزمه. يبقى بيقترب من الفتنة ويقول انا قادر على ان امنع نفسي - 00:25:25ضَ

وهذا هو الذي اوقع كعب ابن مالك فيما وقع فيه كما سبق وذكرنا. كعب بن مالكي تخلفه عن غزوة تبوك. كان يقول كان تذهب الى ثماره ويرى انها تحتاج الى يوم اخر. وكان عنده راحلتين. فيقول انا قادر على ان ادركهم - 00:25:48ضَ

وظل يسوف شيئا فشيئا حتى تفارق الناس ثم ثبته الشيطان عن المضي فقال له انهم تفارقوا وبعدوا مهما اجتهدت فانك لن تلحق بهم ابخر ثم اعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم باي عذر من الاعذار. فما خلف كعبة ما لك الا مثله - 00:26:09ضَ

هذا المعنى اذا لا تثق انت بنفسك ابدا فانك لا تدري متى ينفسخ عزم القلب. فاياك اياك ان تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة فان الهوى مكايد اي ان الشيطان - 00:26:29ضَ

يدخل للعبد بوجوه شتى وكل وجه ادق من الوجه الاخر وقريحتك وجودتها لا تكون معك في كل حين. الانسان احيانا تصيب بلاده ويصيبه فتور حتى لا يكاد يدرك البديهيات فانت في تمام عزم قلبك لا تتصور ان هذا العزم دائما يتخذ معك كلما احتجته جاءك - 00:26:49ضَ

فربما احتج اليه ولم يجد وكنت في اضعف حالاتك مع مقاربة الهوى وشرك الهوى فيكون فيه عطب المرء يقول وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فاتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر اليه واذكر حمزة مع وحشي - 00:27:17ضَ

يقول الانسان في الشجاع الذي يضرب بشجاعة الامثال يكون في الحرب يغتال ممن؟ ممن يأنف النظر اليه. يعني لو قيل لو بص له بس بصة كده يقول انا ابص لهذا الحقيب - 00:27:39ضَ

لا استطيع ان انظر الى هذا الحقير. وهذا الحقير هو الذي يقتله. وهو الذي يغتاله وضرب مثلا بوحشي مع حمزة من وحشي ما كان يساوي شيئا كان عبدا. اما حمزة فانه كان شريفا مطاعا. وكان سيدا كبيرا في قومه. ومع ذلك اغتال - 00:27:54ضَ

وحشي ولا شك ان حمزة رأى وحشيا في الحرب ولكن ما تصور ان وحشيا هو الذي يغتاله فكان فيها نفس والحافظ ابن حجر العسقلاني وهو يعدد فوائد هذا الحديث نبه الى هذه المسألة. قال الحافظ رحمه الله - 00:28:11ضَ

وفيه اي وما يؤخذ من هذا الحديث وفيه الحذر في الحرب والا يحتقر المرء احدا فان حمزة لابد ان يكون رأى وحشيا في ذلك اليوم لكنه لم يحترز منه احتقارا له - 00:28:31ضَ

الا انه اوتي من قبله. نفس كلام ابن الجوزي رحمه الله حديث وحشي هذا رواه ابو مقتل حمزة. رواه البخاري رحمه الله وغيره من حديث جعفر ابن عمرو ابن امية الضمري رحمه الله - 00:28:47ضَ

قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة قلت نعم وكان وحشي يسكن حمص - 00:29:05ضَ

فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير. فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي الا عينيه ورجليه يعني هو زي ما يكون ايه؟ متنفل. ما يظهر منه غير عينيه زي مثلا المرأة المنتقبة - 00:29:24ضَ

خلاص يعني ما يستطيع المرء ان يميز امرأته ابدا لا هي ايه؟ واقفة وحدها ما يستطيع ان يميزها اذا نظر الى عينها فقال عبيد الله يا وحشي اتعرفني مكان بينه وبين بعض علاقة. اتعرفني - 00:29:54ضَ

قال فنظر اليه. طبعا هو لا يرى غير عينيه ورجليه ثم قال لا والله الا اني اعلم ان عدي بن الخيار اللي هو والد عبيد الله المعتجر ده. اللي هو المتمثل - 00:30:12ضَ

ان علي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها ام قتال بنت ابي العيص فولدت له غلاما بمكة فكنت استرضع له فحملت ذلك الغلام مع امه فناولتها اياه فلكأني نظرت الى قدميك شوف الذكاء الخارق يعني وحشي شال عبيد الله وهو غلام رضيع - 00:30:27ضَ

كل اللي عمله ان شالوا الغلام واداه لامه فلما نظر الى رجليه تذكر الغلام. طب ده هو الولد وهو غسلان رجله قد كده فيعني تغيرت الايه؟ الصورة. ده هو لو نظر الى وجهه ما ميزها. يعني هو ولد رضيع سنه سنة ولا بتاع. وانت قابلته هو سنه عشرين سنة - 00:30:52ضَ

تلاتين سنة ما تستطيع ان تقول هذا هو الغلام الذي حملته في يوم من الايام. لكن شف يعني الذكاء الخارق انه نظر الى رجله ثم تذكر ايه؟ القصة قال فكشف عبيد الله عن وجهه - 00:31:12ضَ

خلاص وكشفوا من رجله فما في حاجة الى ايه؟ الى تغطية وجهه قال الا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم ان حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي زبير بن مطعم ان قتلت حمزة بعمي فانت حر - 00:31:27ضَ

وطبعا انت حر لي كانت كفيلة ان هو ينقل الجبل من مكانه. ان اعظم ما يحرزه المرء في حياته الحرية واعظم مصيبة يبتلى بها المرء ان يفقد حرية قال فلما ان خرج الناس عام عينين وعينين جبل لحيال احد بينه وبينه واد. خرجت مع الناس - 00:31:50ضَ

الى القتال. فلما اصطفوا للقتال خرج السباع. وهو ابن عبد العزى فقال هل من مبارز؟ سمعت من جهة المشركين قال هل من مبارز؟ قال فخرج اليه حمزة بن عبدالمطلب فقال يا سباع يا ابن ام النار مقطعة البذور. اتحاد الله وتحاد رسوله؟ وكانت امه لام - 00:32:15ضَ

النار كانت خاتمة بمكة. لكن يعني اذا اراد ان هو يعني يسبه نسبه الى تلك الجلدة التي تكون في المرأة وتقطع اللي هي البزر فقصد ان يسبه. والا لو يعني قصد ان ينسبه الى مهنة امه لقال خاتمة. وهذه لم يكن في اطلاقها عيب عند العرب - 00:32:43ضَ

قال اتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم شد عليه حمزة فكان كامس الذات ايه قطع رقبته على طول اول ما التقى قال وحشي وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي - 00:33:07ضَ

فاضعها في سنته حتى خرجت من بين ورثيه. السنة اللي هي المثانة. انه ضربه بحربته في مثانة حتى خرجت من بين والديه قال فكان ذاك العهد به اي انه قتل. يعني ايضا صار كامس الذاكر - 00:33:30ضَ

فلما رجع الناس رجعت معهم فاقمت بمكة حتى فشى فيها الاسلام ثم خرجت الى الطائف فارسلوا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رسولا. فقيل لي انه لا يهيج الرسل - 00:33:51ضَ

اي لا يزعجهم فضلا عن ان يقتلهم. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الرسل قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلما رآني قال انت وحشي - 00:34:09ضَ

قلت نعم قال انت قتلت حمزة قلت قد كان من الامر ما قد بلغك قال فهل تستطيع ان تغيب وجهك عني ليه؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب لحمزة - 00:34:28ضَ

عمي وقال هل تستطيع ان تغيب وجهك عني؟ قال فخرجت فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لاخرجن الى مسيلمة لعلي اقتله فاكافئ به حمزة - 00:34:45ضَ

وطبعا الذي اغراه على ان ينحو هذا النحو هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من عادة النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يستقبل احدا بما يكره لا يستقبل احدا بما يكره آآ عظيم خلقه. ورأفته - 00:35:06ضَ

فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم متخلقا بهذا الخلق العظيم. ومع ذلك لم يطق ان ينظر الى وجه وحشي انه ذكره بقتل حمزة رضي الله عنه فلك ان تعلم الموجة التي كان يحملها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وحشي - 00:35:29ضَ

قتلي حمزة فلذلك لما ظهر امر مسيلمة الكذاب اراد وحشي ان يخرج حتى يقتل مسيلمة فيقول قتلت خير الناس وشر الناس قلت لاخرجن الى مسيلمة لعلي اقتله فاكافئ به حمزة - 00:35:48ضَ

قال فخرجت مع الناس فكان من امره ما كان قال فاذا رجل قائم في سلمة جدار كأنه جمل اورق ثائر الرأس. الجمل الاورق اللي هو لونه زي لون الرماد. كأن الجلد كده كسي رمادا وغبار - 00:36:07ضَ

قال فرميته بحربتي فاضعوها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ووثب اليه رجل من الانصار فضربه بالسيف على هامته قال عبدالله بن الفضل فاخبرني سليمان بن يسار انه سمع عبدالله بن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت - 00:36:28ضَ

وامير المؤمنين قتله العبد الاسود يبقى الذي قتله على الحقيقة العبد الاسود اللي هو وحشي. ثمان هذا الرجل يعني من الانصار وثب اليه وهو هو يعاني خروج روحه فضربه بالسيف على همده فعجل خروج هذه الروح - 00:36:56ضَ

يعني القصد ان العبد العاقل الحازم لا يستهين بشيء وان كان صغيرا ربما كان حتفه فيه ومن الامثال التي تقال اذا كان عدوك نملة فلا تنملة اي لا تحتقر عدوك - 00:37:18ضَ

حتى وان كان نملة. وكذلك الذنوب قال صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب. وفي رواية محقرات الاعمال فان مثل ذلك كقوم كانوا في سفر فذبحوا شاة ثم انطلق هذا فجاء بعود وانطلق هذا فجاء بعود ثم جمعوا الحطب واوقدوا فيه النار حتى انضجوا - 00:37:38ضَ

خبزتهم وكذلك محقرات الذنوب يجتمعن على الرجل حتى يهلكن كثير من الناس يتقي الكبائر فهو لا يزني لكن ينظر ويغتاب وينم وهكذا فلا يزال يجمع ذنبا على ذنب حتى يكون اعظم من الزنا - 00:38:07ضَ

وحتى يهلك بهذه الذنوب التي تجمعت عليه. كذلك المرأة المرأة تستهين بسخط زوجها عليها كم من امرأة لا يحصي عددهن الا الله ينشزن على ازواجهن ولا يأبهن لغضب ازواج مع ان المرأة اذا دعيت الى الفاحشة ابت تقتل ولا تقارف الفاحشة. وتكون صوامة - 00:38:32ضَ

قوامة قارئة لكتاب الله عز وجل. بل قد يترقى امرها الى ان تكون استاذ. في المساجد فتدرس العلوم الشرعية. وتعظ وكم من نساء يبكين بين يديها من شدة وعظها وصدق كلامها وحرارة لفظها - 00:39:05ضَ

ومع ذلك تدخل النار من اوسع الابواب الا وهو باب كفران العشير. ليه؟ لان بسبب كثرة المتاخمة والملازمة بين الرجل والمرأة ما عادت ترى سخطه شيئا مذكورا لكن اذا دعيت الى فاحشة لا تقارب الفاحشة ليه؟ لان الفاحشة مش كل يوم - 00:39:23ضَ

بتقترب منها مش كل يوم بتراها. ولذلك ايه؟ تحترز منها. انما الزوج يبقى كل يوم معها بسبب الف العادة لم تعد ترى هذا الزوج او طاعة هذا الزوج شيئا كبيرا جسيما. ازاي تستهين به؟ فلا تزال تستهين بغضبه عليها - 00:39:45ضَ

لا سيما ان كان محقا فلا تزال تفعل ذلك حتى تدخل النار من اوسع ابوابها. قال صلى الله عليه وسلم تصدقن يا معشر النساء فاني رأيتكن اكثر اهل النار فقالت امرأة من صفة النساء لم يا رسول الله؟ قال تكفرن العشير وتكفرن الاحسان. ولو - 00:40:02ضَ

الرجل اليكن الدهر ثم رأيتن منه يوما سوءا لقلتن ما رأين منك خيرا قط. قط قصدت دي يعني مسحت جميل الرجل بجرة قلم. اذا الرجل فضل يحسن اليها عايشين مثلا متزوجين مع بعض بقى لهم اربعين سنة خمسين سنة - 00:40:24ضَ

تقول له ما رأيت منك خيرا قط يعني كأن الرجل اربعين سنة لا وجود له في حياة المرأة اربعون عام لا وجود له في حياة المرأة. فمثل هذا الجحود هو الذي يريدها النار مع ما ذكرنا من فضائلها - 00:40:46ضَ

ثم ختم هذه الفطرة بقوله فتبصر ولا تشم كل برق رب برق فيه صواعق حيم. الحيض هو الهلاك والموت. يقول تبصر ولا تشم كل برد يقال الشيء اي نظر اليه - 00:41:06ضَ

فعادة البرق يعقبه رعد يعقبه مطر فيقول لك لا تشم كل بر مش كل ما تبرق اظن ان فيه مطر قادم بعد هذا الايه؟ بعد هذا البر فتقوم تنظر اليه. لا رب برق فيه صواعق حين. وهذا الشاعر - 00:41:29ضَ

يشير الى ما ذكره الله تبارك وتعالى في سورة الاحقاف. فلما رأوه عارضا مستقبل اودية قالوا هذا عارض ممطر. بل هذا ما استعجلتم به. ريح فيها عذاب اليم. تدمر كل شيء - 00:41:49ضَ

بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك حتى تبدو لهواته. انما كان يتبسم - 00:42:09ضَ

قالت وكان صلى الله عليه واله وسلم اذا رأى غيما او ريحا عرف ذلك في وجهه وفي رواية من الروايات قال وكان يروح جيئة وذهابا. قلق فقالت يا رسول الله ان الناس اذا رأوا الغيم استبشروا لما يعقبه من المطر - 00:42:28ضَ

فاذا رأيت غيما او ريحا عرف في وجهك من الكراهية لذلك. فقال يا عائشة وما يؤمنني ان يكون فيه عذاب ان قوما قالوا هذا عارض ممطرنا فقال الله عز وجل بل هو ما استعجلتم به. ريح فيها عذاب اليم. اذا ليس كل برق يعقبه - 00:42:50ضَ

بل قد يكون هناك برق يعقبه هلاك وريح يعقبها عذاب قال فتبصر ولا تشم كل برق رب برق فيه صواعق حين واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين. الغرام اي غرام شيء يهين القلب - 00:43:16ضَ

وسبب هذا الغرام انما هو العين يحب المال يحب النساء يحب الرئاسة يحب اي شيء في الدنيا سبب هذا الحب وتكييفه انما يكون البصر. فيقول يعني اغضض حتى لا تصاب بغرام يذلك. او يشين عرضك - 00:43:42ضَ

والغرام يزل. الانسان اذا وقع في غرام شيء فانه يذهب بحشمته. فبلاء الفتى موافقة النفس وبدأ الهوى طموح العين وايضا يضاف الى ما ذكرناه من اه خطورة العين. اه قصة موسى عليه السلام مع قومه. لما - 00:44:04ضَ

اخبره الله تبارك وتعالى ان قومه عبدوا العجل فلم يؤثر ذلك على موسى عليه السلام ذاك التأثير القوي الذي عاينناه وعرفناه عنه لما رجع فعاين بنظره ورآهم يعبدون العجل حينئذ القى الالواح - 00:44:27ضَ

حينئذ القى الالواح. وفي مسند الامام احمد وهو صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم من حديث ابن عباس بسند قوي قال صلى الله عليه واله وسلم ليس المخبر كالمعاين ليس المخبر كالمعاين. اي ليس الذي رأى بعينه كالذي بلغه - 00:44:50ضَ

فان الذي رأى بعينه هذا اوقع على قلبه من الذي وصله الخبر. ومنه ايضا قصة ابراهيم عليه السلام لما قال رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي - 00:45:14ضَ

او مؤمن لكن يريد ان يرى بعينيه لان هذا يورث اطمئنانا في القلب. وقديما من حوالي سبع تمن سنوات كنت طرحت سؤالا في الجمعية الشرعية عن لفظة الاطمئنان. في قوله تبارك وتعالى قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين - 00:45:36ضَ

لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. فانا كنت قلت ايه هي النكتة في لفظة مطمئنين؟ مع ان هذه اللفظة لو رفعت من الاية لكان السياق صحيحا ومكتملا قل لو كان في الارض ملائكة يمشون لنزلنا عليهم. من السماء ملكا رسولا. فان معنى ممكن يمشي. فدلالة - 00:45:56ضَ

مطمئنين ان الاطمئنان انما يكون للقلب الاطمئنان انما يكون للقلب هو ده مصدر السلام النفسي كله. قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فالنكتة في ذكر لفظة مطمئنين والله اعلم ان المرء اذا اطمأن قلبه بلغ سقف السلام النفسي - 00:46:19ضَ

وبلغ اقصى حدود راحة البال خلاص؟ فمثل هذا لا يحتاج في العادة الى مرشد ليس له ازمات مطلقا ومطمئن القلب ومستريح البال تماما فلا ينزعج باي شيء ولا يهيجه اي شيء - 00:46:51ضَ

فمثل هذا لا يحتاج الى من يدله الى من يدلك. فقال الله تبارك وتعالى لو كان هناك عبادة له وصلوا الى هذه المكانة من الاطمئنان فانهم يحتاجون الى الرسول لو وصلوا الى قمة الاطمئنان وراحة البال اللي هي يعني يصحبها عادة الاستغناء عن الناس - 00:47:19ضَ

والاستغناء عن الدلالة والبيان والارشاد الميزان بلا ازمات مطلقا ويعرف طريقه. لو كان هناك عباد بهذه المثابة لاحتاجوا الى الرسول. فكيف هم ليسوا بهذه المثابة كيف وهم ليسوا كذلك؟ بل يفتقرون الى اشياء كثيرة وعندهم الازمات النفسية ولا يعرفون ما تحت نعالهم من الخير والشر. فهؤلاء اولى - 00:47:45ضَ

واولى ان ننزل عليهم رسولا فابراهيم عليه السلام آآ طلب ان يرى بعينه لان المرأة اذا شاهد استقر المعنى في القلب. قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. اقول قولي هذا - 00:48:08ضَ

استغفر الله العظيم - 00:48:26ضَ