امثال القرآن الكريم امثال قرآنية. ضرب الله تعالى الامثال في محكم كتابه وامر عباده ان يستمعوا اليها ليتدبرها المؤمنون ويعقلها العالمون. قال جل في علاه نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون - 00:00:01
امثال قرآنية امثال قرآنية. برنامج من اعداد وتقديم الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح اخراج عبدالله ابن محمد السلمان الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون - 00:00:31
احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:00:53
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات - 00:01:07
في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم امثال قرآنية. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنقف معكم على ذلك المثل الذي ختم الله تعالى به سورة الفتح فقد تكلمنا عنه في حلقات عديدة - 00:01:23
وتناولنا جوانب من ذلك المثل العظيم. الذي ذكر الله تعالى فيه وصف اهل الايمان محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل. كزرع اخرج شطأ - 00:01:44
فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما هذه الحلقة نقف فيها مع بعض فوائد هذا المثل وهداياته - 00:02:09
وما في كلام الله عز وجل من الاسرار والحكم لا يحيط به بيان ولا يدركه ذهن ولا يدركه لسان وانما نقف على ما يسر الله تعالى من تلك الفوائد من هذا المثل - 00:02:31
اما ندخل في سلك الذين قال الله تعالى فيهم وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. هذا المثل فيه الاشادة بالنبي صلى الله عليه وسلم واثبات رسالته وبيان ما خصه الله تعالى به من فضيلة ظهور الدين - 00:02:48
حيث قال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا فكان قائلا قال من هذا الرسول الذي وعده الله تعالى بهذا الوعد فجاء الجواب محمد رسول الله - 00:03:09
وهذا فيه اثبات رسالته صلى الله عليه وسلم واثبات ظهور رسالته ذات الرسالة حيث وصفه الله تعالى بانه رسوله وظهورها اي بان تكون عالية ظاهرة غالبة بالحجة والبيان والقوة والسلطان - 00:03:25
كل ذلك مما يفيده قوله تعالى ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون في اية وفي هذه الاية التي في سورة الفتح يقول ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا - 00:03:48
بهذه الاية الكريمة وفي هذا المثل بيان فضيلة الصحابة خصوصا و فضيلة الامة على وجه العموم فان الله تعالى قال والذين معه وهذا يدخل فيه اول من يدخل اصحابه الكرام - 00:04:04
وكل له من الفضل بقدر ما يتحقق له من المعية فان المعية تقتضي مطلق المقارنة وكلما كان الوصف ثابتا كان الحكم المناط بذلك الوصف اثبت واقوى فالذين مع النبي صلى الله عليه وسلم يشمل كما تقدم في التفسير الصحابة رضي الله عنهم وكل هذه الامة بجميع قرونها وطبقاتها - 00:04:23
لكن المعية تتفاوت بقدر الصحبة. فالصحابة رضي الله عنهم تحققت لهم المعية على اكمل وجوهها فهي معية حقيقية حيث شاركوه ورأوه صلى الله عليه وسلم والتقوا به وهي معية معنوية وذلك بالموافقة له في عمله. والسير على نهجه والاقتفاء له والسير على هديه صلى الله - 00:04:55
عليه وسلم فهذه الاية اشادت بالامة جميعا وعلى ذروتها وفي مقدمتها اصحابه رضي الله عنهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا المثل من الفوائد عظيم شأن الامة حيث بشر الله تعالى - 00:05:21
بصفاتها وشأنها قبل وجودها. حيث قال جل وعلا ذلك مثلهم في التوراة بعد ان عدد صفاتهم وذكر خصالهم ذلك مثلهم في التوراة والانجيل. ولا يكون هذا الا لذوي الشأن فاشاد الله بهم وبين خصالهم - 00:05:43
في الامم السابقة قبل ان يأتوا وقبل ان يوجدوا وقبل ان يخلقوا كما بشر برسولهم قبل وجوده كما قال تعالى ومبشر برسوله يأتي من بعدي اسمه احمد. هذا المثل فيه بيان كماله - 00:06:04
الصلاح وان الصلاح لا يتحقق للمرء الا بالصلاح فيما بينه وبين الله عز وجل والصلاح فيما بينه وبين الخلق ذلك في قوله تعالى اشداء على الكفار رحماء بينهم وبهذا تصلح العلاقة بين الانسان وغيره من الخلق - 00:06:22
ثم تكمن العلاقة بين العبد والرب جل في علاه وتصلح باداء حقه ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه سيماهم في وجوههم من اثر السجود. هكذا يكون المرء قد حقق الصلاح على وجه مستقيم. وعلى وجه يرضي الله عز وجل. فالدين لا يستقيم الا بصلاحين - 00:06:41
صلاح ما بين العبد وربه وصلاح ما بين العبد والخلق وقد تضمنهما هذا المثل في بيان ما تستقيم به العلاقة القي وما تستقيم به العلاقة بالخالق جل وعلا. وفي هذا المثل من الفوائد - 00:07:07
ان العبادات لها اثر ينبغي ان يتلمس وان يبحث عنه فكل الشرائع بلا استثناء شرعت لزكاء القلوب وصلاحها واستقامة الاخلاق وخلوصها من الافات والنواقص يقول الله جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر - 00:07:25
ويقول جل في علاه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ويقول جل في علاه خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وهكذا كل شعائر الله عز وجل كل فرائض الدين - 00:07:48
انما يقصد بها الزكاة والاستقامة والصلاح ذكر ذلك في هذه الاية حيث بين اثر ركوعهم وسجودهم قال تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ثم ذكر اثر ذلك الذي يشير الى صلاح قلوبهم - 00:08:05
بالاخلاص وصلاح ابدانهم باقامة الصلاة على الوجه الذي يرظى الله عز وجل سيماهم في وجوههم. اي اثر تلك العبادات وذلك الصلاح بادي عليهم في اخلاقهم وفي اعمالهم وليس المقصود هنا بالسيما ما يكون من اثر السجود - 00:08:25
بالجبهة فحسب فان هذا يكون لبعض الناس ولا يكون لاخرين من المصلين. انما الشأن في ان يصطبغ السلوك هو الاخلاق باثر الصلاة في اقامة الخير والنهي عن الشر والعمل بالصالح والانتهاء عن المنكر صبغة الله ومن احسن - 00:08:45
والله صبغة ونحن له عابدون. فالصبغة تكون في القلب استقامة وصلاحا وفي الاعمال زكاء اية عند ذلك يتبين اثر العبادة ويظهر في هذا المثل من الفوائد عظيم منزلة هذين الكتابين العظيمين. التوراة والانجيل فهما اعظم الكتب المنزلة - 00:09:07
بعد القرآن فان التوراة كتاب الله عز وجل الذي انزله الى موسى عليه السلام والانجيل كتاب الله عز وجل الذي انزله الى عيسى عليه السلام وهذان رسولان من اولي العزم من الرسل - 00:09:32
وهذان الكتابان اشرف الكتب بعد القرآن في هذا المثل من الفوائد وصف الامة بالاجتماع وصف الامة بالتعاون والتآلف وصف الامة بالتآزر حيث قال جل وعلا كزرع اخرج شطأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه. هكذا هم - 00:09:50
مؤتلفون مجتمعون وهذا الوصف جاءت به نصوص كثيرة انما المؤمنون اخوة ومقتضى الاخوة التظامن والتعاون الله تعالى قد امر بذلك في محكم كتابه فقال وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان والله تعالى يصف المؤمنين والمؤمنات - 00:10:13
في قوله والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. والولاية تقتضي النصرة وتقتضي المحبة وبه يتحقق الوصف الذي ذكر الله عز وجل فازره فاستغلظ فان المحبة والنصرة تحقق التقوي والاشتداد والاجتماع والتعاون ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم - 00:10:33
وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وفي الحديث الاخر قال صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه - 00:11:02
في هذا المثل من الفوائد ان خلفة الامة واجتماعها مما يعجب المصلحين ومما يسر به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فانه الزارع الذي زرع هذا الخير فاجتماع الامة وائتلافها وتعاونها وتعاضدها هو مما يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ويعجب اهل الايمان - 00:11:18
والمقابل لهؤلاء الكفار فان ذلك يغيظهم ولذلك قال تعالى ليغيظ بهم الكفار فالكفار من المعارضين لهذا الدين والخارجين عن دين الاسلام لا يسرون باجتماع المسلمين. ولا بائتلافهم ولا بتعاونهم بل يسعون في تفريقهم. لان تفريقهم وسيلة - 00:11:45
التسلط عليهم فان الامة اذا اجتمعت كان ذلك قوة لها والله تعالى يقول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فمتى تحقق هذا كان مبهجا لقلوب المؤمنين. ومتى افترقت الامة وتنازعت كان ذلك - 00:12:09
سارا لاهل الكفر اجتماع الامة سعادة وبهجة لاهل الايمان وغيظ لاهل الكفر وافتراقها عكس ذلك فانه ظيق لاهل الايمان وكدر لهم كما انه سعادة فرح لاهل الكفر والشقاق والنفاق بعد ان ذكر الله تعالى ما ذكر جاءت الجائزة والعطاء من رب العالمين - 00:12:29
وفيه ان العامل يرقب اجر عمله فان الله تعالى بعد ان ذكر حال الامة في عملها وجهادها وقيامها بحق الله وحق الخلق وائتلافها واجتماعها جاء الاجر هذا وعد من الله عز وجل فانه قد قال وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. فينبغي ان - 00:12:57
تعطى النفوس حقها فيما تشوفت وتطلعت اليه من الاجر. كما ان ذكر الاجور مما يحفز على العمل مما يحفز وينشط النفوس على القيام بالواجبات والترك للمنهيات والمحرمات والاجر قائم على امرين حط السيئات وذلك بالمغفرة - 00:13:24
ادراك الهبات وذلك بالاجر العظيم والعطاء الجزيل. من رب يعطي على القليل الكثير هذا بعض ما يسر الله تعالى مما يتصل بهذا المثل واسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم الفقه - 00:13:46
في التنزيل والعمل بالتأويل وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم امثال قرآنية استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:02
التفريغ
امثال القرآن الكريم امثال قرآنية. ضرب الله تعالى الامثال في محكم كتابه وامر عباده ان يستمعوا اليها ليتدبرها المؤمنون ويعقلها العالمون. قال جل في علاه نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون - 00:00:01
امثال قرآنية امثال قرآنية. برنامج من اعداد وتقديم الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح اخراج عبدالله ابن محمد السلمان الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون - 00:00:31
احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:00:53
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات - 00:01:07
في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم امثال قرآنية. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنقف معكم على ذلك المثل الذي ختم الله تعالى به سورة الفتح فقد تكلمنا عنه في حلقات عديدة - 00:01:23
وتناولنا جوانب من ذلك المثل العظيم. الذي ذكر الله تعالى فيه وصف اهل الايمان محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل. كزرع اخرج شطأ - 00:01:44
فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما هذه الحلقة نقف فيها مع بعض فوائد هذا المثل وهداياته - 00:02:09
وما في كلام الله عز وجل من الاسرار والحكم لا يحيط به بيان ولا يدركه ذهن ولا يدركه لسان وانما نقف على ما يسر الله تعالى من تلك الفوائد من هذا المثل - 00:02:31
اما ندخل في سلك الذين قال الله تعالى فيهم وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. هذا المثل فيه الاشادة بالنبي صلى الله عليه وسلم واثبات رسالته وبيان ما خصه الله تعالى به من فضيلة ظهور الدين - 00:02:48
حيث قال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا فكان قائلا قال من هذا الرسول الذي وعده الله تعالى بهذا الوعد فجاء الجواب محمد رسول الله - 00:03:09
وهذا فيه اثبات رسالته صلى الله عليه وسلم واثبات ظهور رسالته ذات الرسالة حيث وصفه الله تعالى بانه رسوله وظهورها اي بان تكون عالية ظاهرة غالبة بالحجة والبيان والقوة والسلطان - 00:03:25
كل ذلك مما يفيده قوله تعالى ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون في اية وفي هذه الاية التي في سورة الفتح يقول ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا - 00:03:48
بهذه الاية الكريمة وفي هذا المثل بيان فضيلة الصحابة خصوصا و فضيلة الامة على وجه العموم فان الله تعالى قال والذين معه وهذا يدخل فيه اول من يدخل اصحابه الكرام - 00:04:04
وكل له من الفضل بقدر ما يتحقق له من المعية فان المعية تقتضي مطلق المقارنة وكلما كان الوصف ثابتا كان الحكم المناط بذلك الوصف اثبت واقوى فالذين مع النبي صلى الله عليه وسلم يشمل كما تقدم في التفسير الصحابة رضي الله عنهم وكل هذه الامة بجميع قرونها وطبقاتها - 00:04:23
لكن المعية تتفاوت بقدر الصحبة. فالصحابة رضي الله عنهم تحققت لهم المعية على اكمل وجوهها فهي معية حقيقية حيث شاركوه ورأوه صلى الله عليه وسلم والتقوا به وهي معية معنوية وذلك بالموافقة له في عمله. والسير على نهجه والاقتفاء له والسير على هديه صلى الله - 00:04:55
عليه وسلم فهذه الاية اشادت بالامة جميعا وعلى ذروتها وفي مقدمتها اصحابه رضي الله عنهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا المثل من الفوائد عظيم شأن الامة حيث بشر الله تعالى - 00:05:21
بصفاتها وشأنها قبل وجودها. حيث قال جل وعلا ذلك مثلهم في التوراة بعد ان عدد صفاتهم وذكر خصالهم ذلك مثلهم في التوراة والانجيل. ولا يكون هذا الا لذوي الشأن فاشاد الله بهم وبين خصالهم - 00:05:43
في الامم السابقة قبل ان يأتوا وقبل ان يوجدوا وقبل ان يخلقوا كما بشر برسولهم قبل وجوده كما قال تعالى ومبشر برسوله يأتي من بعدي اسمه احمد. هذا المثل فيه بيان كماله - 00:06:04
الصلاح وان الصلاح لا يتحقق للمرء الا بالصلاح فيما بينه وبين الله عز وجل والصلاح فيما بينه وبين الخلق ذلك في قوله تعالى اشداء على الكفار رحماء بينهم وبهذا تصلح العلاقة بين الانسان وغيره من الخلق - 00:06:22
ثم تكمن العلاقة بين العبد والرب جل في علاه وتصلح باداء حقه ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه سيماهم في وجوههم من اثر السجود. هكذا يكون المرء قد حقق الصلاح على وجه مستقيم. وعلى وجه يرضي الله عز وجل. فالدين لا يستقيم الا بصلاحين - 00:06:41
صلاح ما بين العبد وربه وصلاح ما بين العبد والخلق وقد تضمنهما هذا المثل في بيان ما تستقيم به العلاقة القي وما تستقيم به العلاقة بالخالق جل وعلا. وفي هذا المثل من الفوائد - 00:07:07
ان العبادات لها اثر ينبغي ان يتلمس وان يبحث عنه فكل الشرائع بلا استثناء شرعت لزكاء القلوب وصلاحها واستقامة الاخلاق وخلوصها من الافات والنواقص يقول الله جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر - 00:07:25
ويقول جل في علاه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ويقول جل في علاه خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وهكذا كل شعائر الله عز وجل كل فرائض الدين - 00:07:48
انما يقصد بها الزكاة والاستقامة والصلاح ذكر ذلك في هذه الاية حيث بين اثر ركوعهم وسجودهم قال تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ثم ذكر اثر ذلك الذي يشير الى صلاح قلوبهم - 00:08:05
بالاخلاص وصلاح ابدانهم باقامة الصلاة على الوجه الذي يرظى الله عز وجل سيماهم في وجوههم. اي اثر تلك العبادات وذلك الصلاح بادي عليهم في اخلاقهم وفي اعمالهم وليس المقصود هنا بالسيما ما يكون من اثر السجود - 00:08:25
بالجبهة فحسب فان هذا يكون لبعض الناس ولا يكون لاخرين من المصلين. انما الشأن في ان يصطبغ السلوك هو الاخلاق باثر الصلاة في اقامة الخير والنهي عن الشر والعمل بالصالح والانتهاء عن المنكر صبغة الله ومن احسن - 00:08:45
والله صبغة ونحن له عابدون. فالصبغة تكون في القلب استقامة وصلاحا وفي الاعمال زكاء اية عند ذلك يتبين اثر العبادة ويظهر في هذا المثل من الفوائد عظيم منزلة هذين الكتابين العظيمين. التوراة والانجيل فهما اعظم الكتب المنزلة - 00:09:07
بعد القرآن فان التوراة كتاب الله عز وجل الذي انزله الى موسى عليه السلام والانجيل كتاب الله عز وجل الذي انزله الى عيسى عليه السلام وهذان رسولان من اولي العزم من الرسل - 00:09:32
وهذان الكتابان اشرف الكتب بعد القرآن في هذا المثل من الفوائد وصف الامة بالاجتماع وصف الامة بالتعاون والتآلف وصف الامة بالتآزر حيث قال جل وعلا كزرع اخرج شطأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه. هكذا هم - 00:09:50
مؤتلفون مجتمعون وهذا الوصف جاءت به نصوص كثيرة انما المؤمنون اخوة ومقتضى الاخوة التظامن والتعاون الله تعالى قد امر بذلك في محكم كتابه فقال وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان والله تعالى يصف المؤمنين والمؤمنات - 00:10:13
في قوله والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. والولاية تقتضي النصرة وتقتضي المحبة وبه يتحقق الوصف الذي ذكر الله عز وجل فازره فاستغلظ فان المحبة والنصرة تحقق التقوي والاشتداد والاجتماع والتعاون ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم - 00:10:33
وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وفي الحديث الاخر قال صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه - 00:11:02
في هذا المثل من الفوائد ان خلفة الامة واجتماعها مما يعجب المصلحين ومما يسر به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فانه الزارع الذي زرع هذا الخير فاجتماع الامة وائتلافها وتعاونها وتعاضدها هو مما يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ويعجب اهل الايمان - 00:11:18
والمقابل لهؤلاء الكفار فان ذلك يغيظهم ولذلك قال تعالى ليغيظ بهم الكفار فالكفار من المعارضين لهذا الدين والخارجين عن دين الاسلام لا يسرون باجتماع المسلمين. ولا بائتلافهم ولا بتعاونهم بل يسعون في تفريقهم. لان تفريقهم وسيلة - 00:11:45
التسلط عليهم فان الامة اذا اجتمعت كان ذلك قوة لها والله تعالى يقول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فمتى تحقق هذا كان مبهجا لقلوب المؤمنين. ومتى افترقت الامة وتنازعت كان ذلك - 00:12:09
سارا لاهل الكفر اجتماع الامة سعادة وبهجة لاهل الايمان وغيظ لاهل الكفر وافتراقها عكس ذلك فانه ظيق لاهل الايمان وكدر لهم كما انه سعادة فرح لاهل الكفر والشقاق والنفاق بعد ان ذكر الله تعالى ما ذكر جاءت الجائزة والعطاء من رب العالمين - 00:12:29
وفيه ان العامل يرقب اجر عمله فان الله تعالى بعد ان ذكر حال الامة في عملها وجهادها وقيامها بحق الله وحق الخلق وائتلافها واجتماعها جاء الاجر هذا وعد من الله عز وجل فانه قد قال وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. فينبغي ان - 00:12:57
تعطى النفوس حقها فيما تشوفت وتطلعت اليه من الاجر. كما ان ذكر الاجور مما يحفز على العمل مما يحفز وينشط النفوس على القيام بالواجبات والترك للمنهيات والمحرمات والاجر قائم على امرين حط السيئات وذلك بالمغفرة - 00:13:24
ادراك الهبات وذلك بالاجر العظيم والعطاء الجزيل. من رب يعطي على القليل الكثير هذا بعض ما يسر الله تعالى مما يتصل بهذا المثل واسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم الفقه - 00:13:46
في التنزيل والعمل بالتأويل وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم امثال قرآنية استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:02