قصة آية | أ.د/ أحمد النقيب

الحلقة السابع عشر من برنامج قصة آية - ومن الناس من يعبد الله على حرف -

أحمد النقيب

يا رب يا ربي زدني علما. زدني فقا. زدني حبا. اتبع قولك عثرة الوحي الاكرم. اقرؤوها ايه الطلاق؟ قال الوحي الاكرم. اول قول في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:00:00ضَ

وعلى اله واصحابه واحبابه ومن اتبع هداه. ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام نلتقي من جديد على كتاب الله عز وجل واية جديدة قصة جديدة نسأل الله تبارك وتعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاقوال والاعمال - 00:00:46ضَ

وهذه الايات من الجزء السابع عشر سورة الحج الاية رقم حداشر قال الله تبارك وتعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير نطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة - 00:01:08ضَ

ذلك هو الخسران المبين هذه الاية والله نحتاج ان نقف عليها كثيرا حتى قبل ان نعرف قصة هذه الاية ينبغي ان تكون هذه الاية منقورة منقوشة في قلوبنا فلا ينبغي لاحد منا - 00:01:46ضَ

ان يكون حاله كحال هذا الذي يعبد الله تعالى على حرف ولا ينبغي لانسان ان يعيش في هذه الدنيا على حرف وبيان ذلك عندما نعرف القصة التي تناسب هذه الاية - 00:02:15ضَ

والتي بسببها كانت هذه الاية هذه القصة ذكرها لنا الصحابي الجليل قبر القرآن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه وعن ابيه كان ناس من الاعراب ناس من الاعراب الاعراب - 00:02:33ضَ

فارق بين الاعراب وبين اهل المدينة الحضر العربي يسير في الصحراء اذا وجد العشب والماء ضرب رحاله واطلق ذوابه حتى اذا ما انتهى ذلك العشب انتقل الى مكان ثان وثالث ورابع وهكذا - 00:02:56ضَ

حياته يتنقل بحثا عن العشب وحالهم كحال القائل اذا نزل السماء بارض قوم رعيناه وان كانوا غضابا اذا نزل السماء اذا نزل مطر السماء في ارض راعينا في ذلك المكان. هذا حال الاعراب - 00:03:18ضَ

ولذلك ليست عندهم حضارة ليست عندهم اخلاق فاضلة بل حياتهم تقوم على الانتهاز وعلى الانانية ومراعاة المصالح اذا وجدوا مصلحة اتبعوها ويتحينون الفرص وبالتالي ليس عندهم استقرار ولا مبادئ قوية - 00:03:40ضَ

ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن البداوة. يعني اذا كان الانسان يعيش في المدينة فلا يذهب بعد ذلك الى البادية. وقال النبي عليه الصلاة والسلام من بدا جفا اي من ترك المدينة المنورة - 00:04:04ضَ

وذهب ليعيش في الصحراء ليعيش عيشة الاعراض فان طباعه تغلظ وان اخلاقه تشتد سبحان الله! فقال عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه كان ناس من الاعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:22ضَ

لمث يسلمون النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة والمدينة دار مقام واستقرار فيها البيوت والمساجد وباقي الصناعات والحرف المدينة مستقرة وحالها دائم واهلها اخلاقهم فاضلة فكان الاعراب اذا اتوا المدينة ليسلموا - 00:04:43ضَ

يسلمون فاذا رجعوا الى بلادهم الى الاماكن التي فيها الرحال التي يعيشون فيها فان وجدوا عام غيث حيث اي مطر وسمي المطر غيثا لانه غوث لمن نزل عليهم هذا المطر - 00:05:06ضَ

يشربون الماء والبهائم والنبت خير كثير فان وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن اذا البهائم والنوق والنساء دول كلهم كان هناك كانت هناك النعمة وكان هناك الانتاج وانجاب الاولاد وغير ذلك - 00:05:25ضَ

قالوا ان ديننا هذا صالح فتمسكوا به اذا اتوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذهبوا الى ديارهم ورحالهم وجدوا نساءهم قد حملن ووجدوا البهائم والشاة والبقر والابل كلها حوامل فيقولون هذا دين مبارك - 00:05:47ضَ

وجدوا المطر قد نزل والعشب قد خرج. يقول هذا للمبارك هذا دين صالح هذا دين حسن. فتمسكوا به تمسكوا به. سبحان الله وان وجدوا عام جدب وعام ولاد سوء وعام قحط - 00:06:10ضَ

السماء امسكت فلم ينزل المطر الارض جدباء. تشققت من قلة الماء ليس فيها زرع ولا عشب البهائم ضاوية وضلوعها فارغة. ليس هناك لبن ولا لحم ولا نتاج ولا ولادة اذا وجدوا ذلك - 00:06:31ضَ

قالوا ما في ديننا هذا خير ما في ديننا هذا خير نحن عندما ذهبنا الى محمد واتينا الى ديارنا وجدنا ان هذه الاحوال احوال ضيقة شدة. اذا هذا الدين ليس فيه خير - 00:06:53ضَ

اذا يحكمون على الدين خيرا وعدم خير ويدخلون في الدين ويخرجون منه على حسب اغراضهم ومصالحهم على حسب اغراضهم ومصالحهم اين المبادئ اين العقيدة اين الثبات؟ ليست هناك الا المصلحة - 00:07:09ضَ

هذا الامر ينتشر عند كثير من الناس يقول هذا عبد المصلحة هذا عبد المصلحة اذا يجري لمصلحته فقط وهذا امر لا يصح في امة الاسلام ان رجلا ذهب لزيارة اخ له في قرية - 00:07:31ضَ

فارسل الله تعالى على مدرجته ملكا وقاله اين تريد؟ قال اريد اخا لي في هذه القرية قال الك حاجة تربها علي؟ مصلحة عنده؟ قال لا الا اني احبه في الله - 00:07:50ضَ

قال اني ملك من عند الله اخبرك بان الله تعالى يحبك كما احببته فيه لا نريد ان تكون الدنيا قائمة على الاغراض والمصالح فقط هذا ليس منهج الاسلام هذا منهج الحدثيين. منهج شذاذ العلمانيين. منهج المتأمركين - 00:08:05ضَ

لكن منهج المسلمين الموحدين الربانيين انهم رحمة للناس انهم يحبون الناس انهم يقدمون غيرهم على انفسهم في المصلحة اذا يقدم غيره على نفسه في المصلحة. لانه ليس عبدا المصلحة فهذا حال الاعراب - 00:08:27ضَ

اذا اتوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوا عام خير ورخاء وغيث قالوا هذا دين صالح استمسكوا به وان وجدوا ان ذلك العام فيه الشدة والقحط والجد. قالوا هذا ذي سوء لا تتمسكوا به. ففيهم انزل ربنا عز وجل ومن الناس - 00:08:47ضَ

من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. قال ربنا سبحانه وتعالى ذلك هو الخسران المبين وهذا الحديث اسناده حسن اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره - 00:09:07ضَ

وهناك ايضا قصة طيبة تتعلق بالمعنى نفسه هذه القصة اخرجها الامام البخاري ايضا عن حبر هذه الامة عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال ومن الناس من يعبد الله على حرف - 00:09:29ضَ

كان الرجل يقدم المدينة فان ولدت امرأته غلاما ونتجت خيل خيل نتجت اي انتجت اي كانت الخيل حوامل ثم بعد ذلك انتجت خيلا قال هذا دين صالح دين صالح استبشر. قال هذا دين صالح. يأتي من ورائه الخير وبسببه الخير - 00:09:47ضَ

وان لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء. نسأل الله تعالى العافية ففيهم انزل الله تبارك وتعالى هذه الايات ومن الناس من يعبد الله على حرف ومن الناس اي ليس كل الناس - 00:10:15ضَ

ولكن هذه طائفة من الناس. من هنا للتبعيض اي بعض الناس يا ترى هؤلاء هم ضعاف الايمان هم المنافقون لا بأس ان يكون هؤلاء من جملة ضعاف الايمان وضعيف الايمان اذا لم يقوى ايمانه - 00:10:33ضَ

فانه ينقلب الى النفاق ضعيف الايمان اذا لم يقوى ايمانه اذا لم يقوي الايمان في قلبه شيئا بعد شيء فان قلبه يموت وينقلب الى النفاق والعياذ بالله وضعيف الايمان قلبه مريض - 00:10:53ضَ

فيه مادة الحياة وفيه مادة اخرى مادة الهلاك والعياذ بالله فاذا لم يعاهد قلبه ويتفقد قلبه ويستعن بالله عز وجل على شفاء قلبه فان هذا القلب يزداد المرض فيه ويزداد ويزداد ويزداد حتى يموت القلب - 00:11:11ضَ

فينقلب من ضعف القلب الى موت القلب وعندئذ يكون من جملة المنافقين. ومن الناس هذه طائفة من الناس. من يعبد الله على حرف عبادته لله عز وجل ليست باستمساك ليست بحب ليست برغبة - 00:11:31ضَ

ليست بارادة الاخرة وما عند الله عز وجل وانما هي عبادة للمصلحة. يعبد الله تعالى على حرف والحرف وطرف الشيء وطرف الشيء كل حاجة ياخد منها الطرف الطرف الطرف. الصلاة على قد - 00:11:51ضَ

الصيام على القد طرف في كل شيء. حظه من الدنيا ترف ترف ترف ترف. ترف يعني حافة شيء يسير شيء يسير شيء يسير شيء يسير علاقته بالدين علاقة يسيرة شعرة - 00:12:10ضَ

من يعبد الله تعالى على حرف وهذا يطلق على الرجل او على المرء الذي يأتي الشيء ولكن اذا لم يجد فيه بغيته تركهم اذا لم يجد في هذا الشيء بغيته تركه فورا دون ان يتأمل - 00:12:25ضَ

قال الله عز وجل فان اصابه خير اطمأن به ان اصابه خير خصب نماء ولادة مال غير ذلك اطمأن به اي استمر على هذا الدين وثبت على هذا الدين وان اصابته فتنة حصلت له مكاره. او فاتت له محب. قال الله انقلب على وجهه اي ارتد - 00:12:47ضَ

ارتد والعياذ بالله. ترك دين الله عز وجل ترك دين الله عز وجل والترك يكون بالتدريج شيئا بعد شيء. شيئا بعد شيء هذا اذا كان ضعيف القلب واذا كان منافقا كانت ترغو بالكلية - 00:13:15ضَ

نسأل الله تعالى العافية واذا ارتد شيئا بعد شيء وهذا بيسمى بالنقوص او ترك التزام دين الله عز وجل قال ربنا عز وجل في ذلك الرجل الذي خسر الدنيا والاخرة - 00:13:33ضَ

قال في ذلك الرجل الذي خسر الدنيا والاخرة خسر الدنيا بما فيها من الخير والبركة والنعيم والتنعم بالدين والاخرة خسرها خسر الجنة وما فيها من رضوان. قال ربنا في ذلك ذلك ذلك هو الخسران المبين - 00:13:51ضَ

اي خسر الدنيا والاخرة هذا هو الخسران المبين اي البين الواضح الذي ينبغي ان تحذر منه. فيا عبد الله جعل الله تعالى لك فسحة من الوقت لتتأمل قلبك وتنظر في حالك - 00:14:13ضَ

فاستعن بالله تعالى على تصفية قلبك وتقوية قلبك ولتكن من اهل الثبات على الدين حتى لا تكون من جملة الذين يعبدون الله تعالى الحرف نسأل الله تعالى العافية. نسأل الله تعالى ان يوفقنا الى كل خير. وان يصرف عنا كل شر - 00:14:29ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على نبي الحبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم قل يا ربي زدني علما. زدني فقا. زدني حبا. اتبع قولك عملا عثرة الوحي الاكرم. اقرأوها قال الوحي الاكرم اول قول في - 00:14:47ضَ