بسم الله الرحمن الرحيم. مستمعينا الكرام في كل مكان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحييكم تحية طيبة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والذي نستمر معكم فيها - 00:00:00
على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الاخراج مصطفى مستنطق ولؤي حلبي. مستمعينا الكرام ضيف في حلقاتي برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. فضيلة الشيخ السلام عليكم واهلا وسهلا بك معنا في بداية هذه - 00:00:16
الحلقة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بك حياك الله اخي وائل و اسأل الله ان يرزقنا واياكم السدادة في القول والعمل. اللهم امين. فضيلة الشيخ بمشيئة الله تعالى سيكون - 00:00:39
في هذه الحلقة حول اه مراقبة الله عز وجل اه بالتأكيد في برنامج الدين والحياة نناقش موضوعات تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويسعد بها ويرتقي اه بدرجاته في اه في اخرته بمشيئة الله تعالى. من ضمن هذه المواضيع التي نناقشها ما سنناقشه في هذه الحلقة حول مراقبة الله جل - 00:00:51
وعلى ابتداء فضيلة الشيخ نريد ان نتحدث حول اعمال القلوب من المعلوم ان الاعمال تقسم الى اعمال الجوارح التي آآ اه تعمل بالجوارح بالجنان وايضا اه اعمال القلوب من ضمن هذه الاعمال ما يتعلق بمراقبة الله - 00:01:13
جل وعلا. نريد ان نتحدث حول اعمال القلوب ومن ثم ننتقل للحديث عن مراقبة الله جل وعلا التي هي من اعمال القلوب لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لك اخي وائل. وللاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات آآ حديثنا فيما يتصل بمراقبة الله عز وجل هو حديث وثيق الصلة في عمل القلب القلب - 00:01:49
هو الذي به تصلح سائر الجوارح فهو كالملك والجوارح جنود ينفذون ما امر ويسيرون في ما وجه اليه وطلب لذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم الصلة بكلمة مختصرة توضح نتيجة - 00:02:11
صباح القلب وفساده على على الجوارح على سائر ما يكون من الانسان من عمل او قول فقال صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله - 00:02:39
جميع الجسد تابع لهذه المضغة واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لفت الانظار في اسلوب العرظ وفي التمثيل والبيان والتصوير لتأثير صلاح القلب وفساده - 00:02:57
على صلاح ما يكون من الانسان قولا وعملا. وعلى فساد ما يكون من الانسان قولا وعملا. لذلك كانت الاعمال علق بالقلب في الذروة من الاهمية والخطورة. ولهذا كان ما يصلح به حال الانسان وينجو - 00:03:18
ويستقيم به قوله وعمله مبدأه طرحوا بره صلاح قلبه طلحوا باطنه صلاح فؤاده فان ذلك ولابد ينعكس على الجوارح ما لم يوجد ما يمنع من ظهور ذلك بخلاف الاعمال الظاهرة - 00:03:40
فانها قد تصدر ممن خرب باطنه فقد يظهر الانسان بمظهر حسن جميل لمصلحة يدركها او لمخافة يتقيها ولكنه في قلبه وسره قد اظلم قلبه وعميت بصيرته فليس له نور في قلبه وبالتالي هذا الظاهر انما هو صورة سرعان ما تنقشع - 00:04:01
وانما هو مظهر سرعان ما يزول واما ما في القلب فانه هو الذي عليه مناط الاثابة والعقاب. وعليه مناط الفلاح والنجاح والخسار والبوار. لذلك كانت العناية بالقلوب واعمالها من اهم المهمات التي ينبغي ان - 00:04:30
يعتني بها كل من اراد نجاته فان اعمال القلوب مفتاح الصلاحية حال الانسان في دنياه وهي مفتاح فوزه وسبقه الى ربه ومولاه فليس ثمة سبق اعظم من سبق صلاح القلب واستقامته - 00:04:54
خير القلوب سير اه قطع المسافة للقلوب اليك لا بالسير فوق مراكب لا بالسير فوق مقاعد الركبان فالمسافة تقطع الى الله عز وجل ويوصل الى رضوانه لا بسير الاقدام بل بسير القلوب - 00:05:13
وسائر القلوب يقطع مسافات واسعة وآآ فيأتي بعيدة ويصل الى ما لا يصل اليه العمل. ولذلك جاء في الصحيح من حديث جابر وكذلك من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه الى المدينة - 00:05:33
اه في رجوعه من تبوك الى المدينة وهي من اه اشد الغزوات التي غزاها صلى الله عليه وعلى اله وسلم عسرة ومشقة حتى سميت ذات العسرة لما فيها من المشقة وقلة ذات اليد - 00:05:57
قال وهو راجع الى آآ من آآ من تبوك اه لاصحابه ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولا نزلت مواديا الا شاركوكم في الاجر. يعني شاركوكم في المثوبة. في خروجكم هذا وما لقيتموه من من عنت ومشقة - 00:06:13
تعب ووصب واذى في سبيل الله عز وجل شاركوكم وهم في المدينة. قالوا وهم في المدينة يا رسول الله يعني يدركون ما ادركنا من الاجر والمثوبة وهم في المدينة؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم - 00:06:32
حبسهم العذر حبسهم العذر. وفي رواية حبسهم المرض هؤلاء قوم في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بين اهليهم ما الذي خرج بهم وبلغهم هذه المنزلة وبوأهم هذا المكان الرفيع ان شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بمشاركة الخارجين في سبيل الله في الاجر - 00:06:47
في كل ما كان من اعمالهم وتقربهم الى الله عز وجل في هذا الخروج قال صلى الله عليه وسلم حبسهم العذر انهم خرجوا بقلوبهم خرجوا بنياتهم الصالحة خرجوا بصادق رغبتهم في نصرة الله ورسوله - 00:07:10
وان كانت قد قعدت بهم احوالهم من جهة عدم القدرة على الخروج لقلة ذات يد او مرض او لعذر منعه من الخروج المقصود ان الانسان يبلغ في قلبه من جهة المثوبة والاجر ومن جهة رضوان الله عز وجل ما لا يبلغه بعمله كما انه يدرك من السوء ما - 00:07:29
الا يدركه بعمله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا لاربعة الدنيا اي العمل فيها لاربعة اي لاربعة اصناف من الناس رجل اتاه الله علما ومالا فهو ينفقه في سبيل الله - 00:07:59
ويعرف حق الله تعالى فيه ورجل لم يعطه الله تعالى علم مالا واعطاه علما رزقه الله علم ولم يرزقه مال لكنه صادق النية النبي صلى الله عليه وسلم يقول فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا - 00:08:23
لعملت بعمل فلان فهو نيته اي فهو على نيته فاجرهما سواء هذا بلغ وهذا المنزلة العالية بالنية الصادقة التي عمر بها قلبه لاجل ان انه عجز بعمله سأل الله تعالى من فضله بالنية الصادقة - 00:08:43
انه لو رزقه الله مالا عمل به مثل ما عمل فلان قال صلى الله عليه وسلم فهذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاجرهما سواء وفي المقابل السيئة قال وعبد رزقه الله مالا - 00:09:06
ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهو باخبث المنازل قال وعبد اذا هذا عنده مال ولكنه لا تقوى له ولا حفظ لهذا المال - 00:09:21
ولا علم يبصره بما ينفعه في هذا المال في دينه ودنياه فهو باخبث المنازل. اخر لم يرزقه الله مالا ولا علما لكنه رزقه اعطاه قلبا لم ينوي خيرا قال فهو يقول لو كان لي مال لعملت بعمل فلان صاحب - 00:09:44
الاساءة والسوء والشر. قال هي نيته فوزره فوزرهما فيه سواء وزرهما فيه سواء هذا الحديث العظيم الذي يبين اثر النية في العمل الصالح وفي العمل السيء وان الانسان قد يبلغ بنيته الصالحة مبلغا عظيما كما يبلغ بنيته السيئة - 00:10:06
الجازمة مبلغا عظيما من السوء والشر وهذا الحديث في الصحيح في في مسند الامام احمد وعند اصحاب السنن باسناد جيد المقصود ان الشعب في ما يتعلق نجاح الانسان ونجاته هو في قلبه الذي - 00:10:29
بين جنبيه. متى سلم قلبه وصلح سلمت اعماله وصلحت وسلم يوم القيامة وفاز فان الله تعالى اناط النجاة والنجاح يوم القيامة بالمجيء بالقلب السليم. قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم - 00:10:50
جاءه بقلب سليم كان فائزا لانه لا ينفعه ما له ولا بنوه ولا يدركوا نجاة الا من اتى الله بقلب سليم فانه يفد على الله تعالى في امن وسلامة سلامة القلب - 00:11:18
كما انها نجاة في الاخرة هي نجاة في الدنيا ولذلك قال الله تعالى في وصف ابراهيم وان من شيعته لابراهيم من ساعة نوح عليه السلام يعني وممن يوافق نوح في التوحيد والايمان بالله وتعظيمه والرسالة ابراهيم - 00:11:39
وان من شعة الظمير يعود الى نوح عليه السلام. وان من شيعته لابراهيم. اذ جاء ربه بقلب سليم ربه بقلب سليم هذا في في الدنيا وفي الاخرة. اذ قال لابيه وقومه هذا بيان وايظاح للقلب السليم الذي كان مع ابراهيم عليه السلام - 00:11:56
ماذا تعبدون؟ دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ الى اخر ما ذكر الله جل وعلا في اه دعوة ابراهيم لابيه وقومه المقصود ان القلب السليم هو مفتاح السعادة في الدنيا - 00:12:20
وهو طريق النجاة يوم العرض على الله عز وجل بانه يأتي يوم القيامة امنا قد امن من كل مخافة. اه هذا ما يتصل بي ظرورة العناية بالقلب اعمال القلوب تعظيم الله ومحبته - 00:12:36
ورجاءه وخوفه والتوكل عليه وآآ الذل له جل وعلا الخشية الانابة كذلك المراقبة فان المراقبة مراقبة الله تعالى من اعمال القلوب بل هي من اعلى مراتب الدين لان النبي صلى الله عليه وسلم سأله جبريل عن الاسلام - 00:12:58
وعن الايمان ثم سأله عن الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك لان المنزلة السامية التي هي منزلة الاحسان قائمة على مراقبة الله ان تعلم انه يراك - 00:13:27
فان لم تكن ان تعبد الله كانك تراه اي تبصره او المرتبة التي دون هذا كما قال بعض اهل العلم ان توقن بانه يراك. ومعلوم ان في تلك المنزلتين ما يحمل الانسان على اصلاح العمل واتقانه - 00:13:47
فالمراقبة شأنها عظيم مراقبة الله عز وجل مراقبة الانسان الله عز وجل شأنها عظيم. ولذلك كان الله تعالى قد ملأ في كتابه الاخبار عن احاطته وعلمه وشهادته لما يكون من عبادة. كل ذلك - 00:14:06
لاجل ان يبعث النفوس على مراقبة الله وتقوى الله في السر والعلن فان الله تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لا يغيب عنه شيء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر مثقال ذرة يعني وزن ذرة - 00:14:31
السماوات او في الارض ما ما تغيب عنه جل في علاه بل هو عالم بها ومحسن لها ويحاسبه الانسان على ذلك كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. كل ما يكون منا - 00:14:49
كل ما يصدر عنا كل ما تمتلئ به قلوبنا او تشتغل به جوارحنا هو في علمه جل في علاه وقد احصاه قال الله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين اي في كتاب مبين دقيق لا يفوته شيء انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. ان - 00:15:09
كل نفس لم عليها حافظ ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم ان تظهروا ما في قلوبكم وما يجول في خواطركم وافكاركم او تخفوه - 00:15:32
فلا تتكلموا به ولا تعلموا به احدا يحاسبكم به الله والمحاسبة فرع العلم ومبنية على الاحاطة فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. اخبرنا الله تعالى في كتابه بانه عالم بما في انفسنا - 00:15:50
لا تخفى عليه منا خافية وان السر عنده علانية قال تعالى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى ما هو الذي اخفى من السر هو ما في القلوب مما لا يتكلم به الانسان لان السر ما باعه به الانسان وقد يبوح به الانسان لواحد او يسره عن غيره لكونه قد ظهر لكن - 00:16:09
الى الاخفى وما ما ما لا يصدق عليه انه سر مما يخفى في قلوب الناس ويدور في ظمائرهم قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان حليما غفورا - 00:16:33
والله تعالى يعلم ما تخفي الصدور كما قال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. هذا الاخطار بهذا العلم ليبعث في قلوب الناس مراقبته و ان يكون الانسان على دراية - 00:16:50
بان ما يصدر عنه لا يغيب عن ربه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وقد قال الله تعالى في اثبات رقابته على جميع خلقه وكان الله على كل شيء رقيبا - 00:17:07
فهو مراقب جل في علاه يبصر ويعلم ويسمع وهو جل وعلا لا تخفى من من شؤون عباده خافية ان الله كان عليكم رقيبا وهذا فيما يتعلق بالانسان نفسه تحذير من الغفلة عن مراقبة الله تعالى له. في ظاهره وباطنه - 00:17:24
ثم هو شهيد جل في علاه والشهيد المشاهد الذي يبصر ويدرك ويعلم علما لا يلتبس ولا آآ يختلط ان الله على كل شيء شهيد والله شهيد على ما تعملون. وقد جمعها جمعهما عيسى عليه السلام عند - 00:17:52
عندما سأله ربه جل في علاه عن ما يزعمه من يعبد غير الله عز وجل من يجعل عيسى عليه السلام الى من يجب ان عيسى آآ امرهم ان اه اه يعبدوه من دون الله - 00:18:16
قال آآ ما قلت لهم ما قلت لهم آآ نعم آآ قال آآ آآ وكنت وكنت وكنت آآ ما كان لي ان اقول بحق ان كنت ان كنت قلته فقد علمته - 00:18:36
تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ثم قال وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني وكنت عليهم رقيبا ما دمت وكنت عليهم شهيدا ما كنت ما دمت فيهم. فلما توفتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء - 00:18:56
شهيد فجمع هذين الاسمين في اخبار احاطة الله الشهيد قد يخفى عليه شيء او يفوته شيء. لكن اذا كان شهيدا رقيبا فانه لن يغيب عنه شيء من شؤون عباده. هذه الاخبار القرآنية - 00:19:13
في اثبات عظيم احاطة الله تعالى بعباده وانه عليم بهم محيط بما يكون منهم عالم بسرهم واعلانهم لا شك انها من اعظم ما يبعث في قلوب العباد خشيته من اعظم ما يبعث في قلوب العباد - 00:19:31
مراقبة الله عز وجل من اعظم ما يبعث في قلوب العباد الاستجابة له سبحانه وبحمده. مهم نعم. جميل. فضيلة الشيخ نريد ان نتحدث في هذا الجزء من هذه الحلقة في آآ ماذا تكون مراقبة الله عز وجل في الاعمال التي آآ - 00:19:57
آآ يعني بين العبد وربه وبين العبد والناس في تعاملاته معه اه هو الرقابة رقابة الله تعالى على الانسان لا تختصر على الحال او على شأن بل هي شاملة لكل احوال الانسان - 00:20:16
في كل تفاصيله في امر دينه وامر دنياه. كما قال الله تعالى وما تكونوا في شأن وماتت له منه من قرآن ولا الا كنا ومأوى والا كنا شهودا عليكم اذ تفيدون فيه - 00:20:33
فالله تعالى يذكر في هذه الاية الكريمة احاطته بما يكون من الانسان بكل احواله فيخبر جل في علاه انه ما من شأن ولا عمل الا والله تعالى على العبد فيه شيء. وما تكونوا من وما تكونوا في شأنه - 00:20:52
وماتت منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه شهودا اي نشهدكم ونعلم سركم واعلانكم ونبصر ما يكون منكم ونسمع مقالكم فما يخفى عليه من شأن عباده شيء كما قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:21:14
في جميع شؤون الانسان الله تعالى عليه فيها رقيب يحيط به جل في علاه ولا يعزب عنه شيء منه شأن عبده ولذلك بعد ان ذكره الاحاطة بكل شأن الانسان وشهادة لها لكل احواله وما تكون في شأنه وما تعمل. وما تكن منه من قرآن وتعملون من عمل الا كنا شهودا عليكم ان تفيضون - 00:21:41
قال وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماء ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. بعد هذا ذكر جزاء اوليائه. قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الولاية - 00:22:03
كيف حصلت لهؤلاء بادراكهم رقابة الله وحفظ الله جل وعلا في جميع شؤونهم فرقابة الله تعالى اه للعبد في جميع شأنه تقتضي ان يراقب الله ان يراقب العبد ربه في كل شأنه. وقد - 00:22:20
اخبر الله تعالى برقابته في جملة من من المواضع في كتابه في اعمال فوضعها على عباده وذكر رقابته ليذكرهم بضرورة حفظ حق الله تعالى في ذلك ففي سورة النساء لما ذكر جل وعلا ما ذكر من من احكام افتتح السورة بذكر - 00:22:40
مبدأ الخلق اه وان الخلق اه اه خلقهم الله تعالى من نفس وحي يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وهاق منها زوجة لست منهما رجالا كثيرا ونساء امرها الله تعالى بالتقوى ثم قال واتقوا الذي تساءلون به والارحام يعني واتقوا الارحام - 00:23:09
تقطعوها او ان تقصروا في حقها ثم قال ان الله كان عليكم رقيبا في صدر سورة النساء ذكر رقابة الله تعالى وقد ذكر بعدها حقوق الايتام وحقوق النساء وقف الميراث - 00:23:31
وذكر جملة كثيرة من الحقوق التي تكون بين الخلق فرقابة الله تعالى يحتاجها العبد في كل شأنه لان بها يدرك صلاح حاله ويستقيم بها في امر ربه. وقد ذكر ايضا جل في علاه رقابته في سياق ذكر حقوق النساء. قال لا يحل لك النساء من بعد - 00:23:49
ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا. فاذا كان الله على كل شيء رقيب فانه يقتضي ان يكون العبد مراقبا لربه في كل شيء - 00:24:16
ما الذي يثمر هذه الحال؟ ما الذي يوصل الانسان الى مراقبة الله عز وجل في كل شيء من اموره؟ في معاملته لربه في معاملته للخلق في خلواته وحال انفراده وفي - 00:24:33
حال شهوده ومشاركته للناس الذي يحمله على ذلك هو العلم اليقين الجازم باحاطة الله تعالى بعبده وانه يجازيه على ما يكون من عمله. لذلك الله تعالى يقول واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم. وماذا قال - 00:24:52
احذروه ده روح العلم بان الله يعلم ما في النفس يقتضي الحذر من الله عز وجل ان يطلع عليك في نفسك ما يكرهه او ما لا يرضاه. فكيف بالعمل؟ الظاهر اذا كان هذا - 00:25:11
على ما في النفس فكيف ما يبدو قولا باللسان او عملا بالجوارح والاركان؟ فهو الرقيب على اللواحظ على الخواطر واللواحظ كيف بالافعال والاركان؟ ولذلك من نصح نفسه كان دائما الاستحضار - 00:25:28
والتذكر لعلم الله به ومعية الله له ورقابة الله له وانه شهيد على شأنه كان ذلك من موجبات الفلاح وسعادته وآآ الرقابة تحمل العبد رقابة العبد لربه تحمله على اتقان العمل - 00:25:48
اصلاحه والا يبتغي سواه وان يقبل عليه اقبالا صادقا لا يرجو من غيره عطاء ولا جزاء ولا شكورا. ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الامر باطلاع الله تعالى على العبد - 00:26:13
اه شهادته له في في في عمل من الاعمال هو من فيها وهو الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم اذا صلى اذا قام في صلاته فانه يناجي ربه - 00:26:32
وان ربه بينه وبين القبلة وفي رواية قبل وجهه هذا تذكير للعبد لانه واقف بين يدي ربه وانه ينبغي له ان يراقب الله في هذا الوقوف وان يتقن هذا الوقوف خشوعا وذلا لله عز وجل. وبذلا للوسع في تكميل هذه الفريضة ومعرفة عظيم قدرها فانه - 00:26:49
يخلو بربه ويناجي مولاه جل في علاه فينبغي ان يراقب الله تعالى في ذلك ايضا المراقبة تحمل الانسان على الاحسان دون انتظار مكافأة لك ان تبصر ذلك في قصة الثلاثة - 00:27:14
الذين اواهم الغار فان ثلاثة من من الناس كانوا يمشون في سفر ادركهم المبيت فارادوا ان ان يدخلوا مكانا يؤويهم ويحفظهم مما يكرهون فاووا الى الكهف او الى دخلوا غارا اه يحتمون به - 00:27:33
نزلت انحطت عليهم من الجبل الذي فيه الغار صخرة لم يتمكنوا معها من الخروج فقال بعضهم للبعض ادعوا الله بافضل عمل عملتموه الاعمال متنوعة التي ذكروها هؤلاء الثلاثة لكن جماعها - 00:28:01
الاخلاص لله ومراقبة الله عز وجل اما احدهما اما احدهم احد هؤلاء الثلاثة قال اللهم اني كانا لابوان شيخان كبيران فكنت اخرج فارعى ثم اجي فاحلب فاجيب الحلال فاتي به ابوين - 00:28:20
فيشربان ثم اسقي الصبيح له اولاد يبدأ اولا بابويه بعد ذلك يسقي الصبية واهله وامرأته في يوم من الايام تأخر التبس ليلة فلما جاء وجد ابويه قد ناما لكن لعظيم مقامهما عند - 00:28:41
وانو ما يرغب ان يتقدمهما احد كرهت ان اوقظهما وان والصبية يتظاهرون عند رجله يعني ما قال لوالديه قوما اشربا من من الحليب والصبية وهذا ايضا دي قوي الصبية الصغار - 00:29:03
يتظاغون عند رجله يعني كلهم يبون يشربون من هالحليب الذي جاء به فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم دأبهما ابواه نائمان وهو قائم فوق رأسهما حتى طلع الفجر الله اكبر يقول في دعائه اللهم ان كنت تعلم - 00:29:23
اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك تفرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم هذا المعنى عظيم الذي حمل هذا الرجل على هذا الفعل فعله مراقبة الله ابتغاء الله. وليس لاجل اي معنى من المعاني الاخرى - 00:29:42
احسن الى ابويه هذا الاحسان العظيم رجاء الثواب من الله يمكن ابواه ما لم يعلم بحاله وما جرى له. ولم ينتظر منهما مكافأة. انما انما آآ انتظرها ورجاها من الكريم المنان - 00:30:08
فقال اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك هذا البر العظيم مع وجود آآ المانع من من من ذلك وهو الصغار الذين يتضاغون تحت قدمه اللهم ان كنت علمت اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء - 00:30:25
ففرج ففرج عنهم. وقال الاخر هذا في فعل الخير شف كيف المراقبة تثمر بعد الطاعات والاحسان. كما ان المراقبة تحمل على كف الانسان نفسه عن الشر والفساد والمخالفة لامر الله ورسوله وكبح الهوى - 00:30:50
منع النفس من الوقوع في الردى قال الاخر اللهم اني كنت آآ اللهم انك اللهم ان كنت تعلم يعني انت يا ربي تعلم اني كانت احب كانت احب امرأة من بنات عمي - 00:31:13
في اشد ما اني كنت احب امرأة من من بنات عمي باشد ما يحب الرجل النساء يعني يحبها حب عظيم فقلت لا تنالوا ذلك منها حتى تعطيها مئة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها - 00:31:31
اما يعني جمع المبلغ الذي يريد ان من خلاله يصل لما لما يصل اليه من من ابنة عمه فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتمة الا بحقه - 00:31:49
يعني لما تمكن من اتيان الفاحشة على هذا الوجه الذي وصف قالت اتق الله ما الذي كفهم ما الذي منعه ما قام عنها كراهية لها ولا قمع عنها رغبة عنها - 00:32:06
انما قام لانه ذكر بالله فخشيه وخافه وعلم ان الله عليه رقيب وانه به بصير وانه يسمعه وانه يشهد ما يكون منه قال فقمت وتركتها فان كنت تعلم اني فعلت ذلك - 00:32:23
ابتغاء وجهك ما يعني وش اكثر من هذا؟ تمكن من الفعل وادراك المطلوب استسلمت له لكن ذكرته بالله فتذكره وتف نفسه عنها مع عظيم رغبته فيها لله عز وجل اللهم ان كنت تعلم واني - 00:32:45
فعلت ذلك ابتغاء وجهي فافرج عنا فرجة قال ففرج عنهم الثلثين اكمال يستطيعون الخروج وقال الاخير اللهم ان كنت تعلم اني استأجرت اجيرا بفرط من ذرة مقياس يعني شيء من الذرة شيء من اصواع الذرة - 00:33:08
فاعطيته اعطيته اجرته ابى ذات ان يأخذ يعني قال ما ني ما ابغى الاجرة مثل ما يحصل احيانا بين الناس مع العمالة التي يقومون لهم بشيء من العمل ابى ان يخرجه لا اعلم يذكر السبب لكنه ابى - 00:33:28
قال فعمدت الى ذلك الفراغ الرجل هذا شال الفرق هذا الزبيل الذي فيه هذه الذرة فزرعه حتى اشتريت منه بقرا و اه رعاها حتى كانت شيئا عظيما ثم جاء العامل - 00:33:44
الاجير الاول فقال يا عبد الله اعطني حقي حسن الفرق الفرق الذر الذي اعطى الذي اطلبه فقلت انطلق الى تلك البقر وراعيها فانها لك رجل استغرب وظن انه يهزأ به. قال اتستهزأ بي - 00:34:06
قال فقلت ما ما استهزئ به ولكنها لك لك حفظ حقه ونماه على اكمل وجه قال اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا وكشف عنهم لهذا يتبين - 00:34:27
ان تقوى الله عز وجل ان الرقابة مراقبة الله عز وجل اليقين بانه مطلع عليك فيما تأتي وتذر وفي كل شأنك مما يحملك على اصلاح عملك بالمبادرة الى الطاعات واتقانها والقيام بها على الوجه الذي يرضاه سبحانه وتعالى - 00:34:48
كما انها تحملك ايضا على ان تكف نفسك عن المعصية والاساءة والشر. فلا تسرف. ولذلك كان اكبر ما يوقع الناس في ترك الواجبات او في التورط في المحرمات انهم يغفلون عن المراقبة بينهم. لهذا يقول الله تعالى اهل النار ممن تورطوا في في الشرور والاثام. قال وما كنتم - 00:35:11
ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم يعني ما كنتم انتم اذا اتيتم محرم او تركتم واجب ما ما تخفون هذا عن عن اسمائكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون - 00:35:39
ايش عاقبة هذا هذا الظن الرديء وان الله ليس بمطلع وانه يخفى عليه شأنه وانه ليس عليك رقيب ولا عليك شهيد قال وذلك من ظنكم الذي ظننتم بربكم ارجاكم ايوقعكم في الرجا - 00:35:59
تعرف تقول ما نتيجة الوقوع في الردى من ترك الواجب؟ والتورط في المحرم فاصبحتم من الخاسرين. فمن قام في قلبي انه لا فعلى ربه خافية راقب الله وحاسب نفسه وتزوج لمعاذ لمعاده وعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت - 00:36:16
وقد واثمر ذلك له الخشية التي هي من اعظم ما يحمل الناس على فوز الدنيا والاخرة. والامام احمد يذكي كان كثيرا ما ينشد ويقول اذا ما خللت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل - 00:36:36
رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما يخفى عليه يغيب. لذلك من المهم يا اخواني ان ان نستحضر فهذه المعاني وان نستدرك ما يمكن ان يكون من تفريط وتقصير. يراقب الله في اداء الامانات - 00:36:54
من الفرائض والواجبات في اركان الاسلام وسائر شرائعه. نراقب الله تعالى في حقوق الخلق ببر الوالدين في صلة الارحام في حقوق الجيران في الحقوق في العقود في حقوق ولاة الامر في حق كل - 00:37:16
بحق فتش عن نفسك فتش نفسك في حق اصحاب الحقوق وراقب الله فيها تكن بذلك من الفائزين. اسأل الله ان يعينا واياكم على مراقبته والقيام بحقه على الوجه الذي يرظى به عنا. اللهم امين اللهم امين. شكرا جزيلا فظيلة الشيخ شكر الله لك وكتب الله اجرك. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا - 00:37:34
بما نقول وما نسمع ونسأله جل في علاه ان يعيننا على اه مراقبته جل في علاه وان يعيننا على عبادته وذكره وشكره وحسن عبادته شكرا جزيلا فضيلة الشيخ على ما اجدت به ووفدت في هذه الحلقة. ولكم الشكر وللاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات والمعدين - 00:37:57
وكل من شارك في ايصال هذه هذا البرنامج المبارك نسأل الله لهم التوفيق والسداد واسأل الله تعالى ان يقر اعيننا برفع الوباء عن بلادنا وعن سائر بلاد الدنيا وان يحفظ ولاة امورنا وان يسددهم - 00:38:15
في الاقوال والاعمال وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يجعل لهم من لدنه سلطانا نصيرا وان يقر اعيننا بسلامة انفسهم واموالنا واهلينا وبلادنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - 00:38:31
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. مستمعينا الكرام في كل مكان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحييكم تحية طيبة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والذي نستمر معكم فيها - 00:00:00
على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الاخراج مصطفى مستنطق ولؤي حلبي. مستمعينا الكرام ضيف في حلقاتي برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. فضيلة الشيخ السلام عليكم واهلا وسهلا بك معنا في بداية هذه - 00:00:16
الحلقة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بك حياك الله اخي وائل و اسأل الله ان يرزقنا واياكم السدادة في القول والعمل. اللهم امين. فضيلة الشيخ بمشيئة الله تعالى سيكون - 00:00:39
في هذه الحلقة حول اه مراقبة الله عز وجل اه بالتأكيد في برنامج الدين والحياة نناقش موضوعات تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويسعد بها ويرتقي اه بدرجاته في اه في اخرته بمشيئة الله تعالى. من ضمن هذه المواضيع التي نناقشها ما سنناقشه في هذه الحلقة حول مراقبة الله جل - 00:00:51
وعلى ابتداء فضيلة الشيخ نريد ان نتحدث حول اعمال القلوب من المعلوم ان الاعمال تقسم الى اعمال الجوارح التي آآ اه تعمل بالجوارح بالجنان وايضا اه اعمال القلوب من ضمن هذه الاعمال ما يتعلق بمراقبة الله - 00:01:13
جل وعلا. نريد ان نتحدث حول اعمال القلوب ومن ثم ننتقل للحديث عن مراقبة الله جل وعلا التي هي من اعمال القلوب لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لك اخي وائل. وللاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات آآ حديثنا فيما يتصل بمراقبة الله عز وجل هو حديث وثيق الصلة في عمل القلب القلب - 00:01:49
هو الذي به تصلح سائر الجوارح فهو كالملك والجوارح جنود ينفذون ما امر ويسيرون في ما وجه اليه وطلب لذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم الصلة بكلمة مختصرة توضح نتيجة - 00:02:11
صباح القلب وفساده على على الجوارح على سائر ما يكون من الانسان من عمل او قول فقال صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله - 00:02:39
جميع الجسد تابع لهذه المضغة واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لفت الانظار في اسلوب العرظ وفي التمثيل والبيان والتصوير لتأثير صلاح القلب وفساده - 00:02:57
على صلاح ما يكون من الانسان قولا وعملا. وعلى فساد ما يكون من الانسان قولا وعملا. لذلك كانت الاعمال علق بالقلب في الذروة من الاهمية والخطورة. ولهذا كان ما يصلح به حال الانسان وينجو - 00:03:18
ويستقيم به قوله وعمله مبدأه طرحوا بره صلاح قلبه طلحوا باطنه صلاح فؤاده فان ذلك ولابد ينعكس على الجوارح ما لم يوجد ما يمنع من ظهور ذلك بخلاف الاعمال الظاهرة - 00:03:40
فانها قد تصدر ممن خرب باطنه فقد يظهر الانسان بمظهر حسن جميل لمصلحة يدركها او لمخافة يتقيها ولكنه في قلبه وسره قد اظلم قلبه وعميت بصيرته فليس له نور في قلبه وبالتالي هذا الظاهر انما هو صورة سرعان ما تنقشع - 00:04:01
وانما هو مظهر سرعان ما يزول واما ما في القلب فانه هو الذي عليه مناط الاثابة والعقاب. وعليه مناط الفلاح والنجاح والخسار والبوار. لذلك كانت العناية بالقلوب واعمالها من اهم المهمات التي ينبغي ان - 00:04:30
يعتني بها كل من اراد نجاته فان اعمال القلوب مفتاح الصلاحية حال الانسان في دنياه وهي مفتاح فوزه وسبقه الى ربه ومولاه فليس ثمة سبق اعظم من سبق صلاح القلب واستقامته - 00:04:54
خير القلوب سير اه قطع المسافة للقلوب اليك لا بالسير فوق مراكب لا بالسير فوق مقاعد الركبان فالمسافة تقطع الى الله عز وجل ويوصل الى رضوانه لا بسير الاقدام بل بسير القلوب - 00:05:13
وسائر القلوب يقطع مسافات واسعة وآآ فيأتي بعيدة ويصل الى ما لا يصل اليه العمل. ولذلك جاء في الصحيح من حديث جابر وكذلك من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه الى المدينة - 00:05:33
اه في رجوعه من تبوك الى المدينة وهي من اه اشد الغزوات التي غزاها صلى الله عليه وعلى اله وسلم عسرة ومشقة حتى سميت ذات العسرة لما فيها من المشقة وقلة ذات اليد - 00:05:57
قال وهو راجع الى آآ من آآ من تبوك اه لاصحابه ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولا نزلت مواديا الا شاركوكم في الاجر. يعني شاركوكم في المثوبة. في خروجكم هذا وما لقيتموه من من عنت ومشقة - 00:06:13
تعب ووصب واذى في سبيل الله عز وجل شاركوكم وهم في المدينة. قالوا وهم في المدينة يا رسول الله يعني يدركون ما ادركنا من الاجر والمثوبة وهم في المدينة؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم - 00:06:32
حبسهم العذر حبسهم العذر. وفي رواية حبسهم المرض هؤلاء قوم في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بين اهليهم ما الذي خرج بهم وبلغهم هذه المنزلة وبوأهم هذا المكان الرفيع ان شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بمشاركة الخارجين في سبيل الله في الاجر - 00:06:47
في كل ما كان من اعمالهم وتقربهم الى الله عز وجل في هذا الخروج قال صلى الله عليه وسلم حبسهم العذر انهم خرجوا بقلوبهم خرجوا بنياتهم الصالحة خرجوا بصادق رغبتهم في نصرة الله ورسوله - 00:07:10
وان كانت قد قعدت بهم احوالهم من جهة عدم القدرة على الخروج لقلة ذات يد او مرض او لعذر منعه من الخروج المقصود ان الانسان يبلغ في قلبه من جهة المثوبة والاجر ومن جهة رضوان الله عز وجل ما لا يبلغه بعمله كما انه يدرك من السوء ما - 00:07:29
الا يدركه بعمله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا لاربعة الدنيا اي العمل فيها لاربعة اي لاربعة اصناف من الناس رجل اتاه الله علما ومالا فهو ينفقه في سبيل الله - 00:07:59
ويعرف حق الله تعالى فيه ورجل لم يعطه الله تعالى علم مالا واعطاه علما رزقه الله علم ولم يرزقه مال لكنه صادق النية النبي صلى الله عليه وسلم يقول فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا - 00:08:23
لعملت بعمل فلان فهو نيته اي فهو على نيته فاجرهما سواء هذا بلغ وهذا المنزلة العالية بالنية الصادقة التي عمر بها قلبه لاجل ان انه عجز بعمله سأل الله تعالى من فضله بالنية الصادقة - 00:08:43
انه لو رزقه الله مالا عمل به مثل ما عمل فلان قال صلى الله عليه وسلم فهذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاجرهما سواء وفي المقابل السيئة قال وعبد رزقه الله مالا - 00:09:06
ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهو باخبث المنازل قال وعبد اذا هذا عنده مال ولكنه لا تقوى له ولا حفظ لهذا المال - 00:09:21
ولا علم يبصره بما ينفعه في هذا المال في دينه ودنياه فهو باخبث المنازل. اخر لم يرزقه الله مالا ولا علما لكنه رزقه اعطاه قلبا لم ينوي خيرا قال فهو يقول لو كان لي مال لعملت بعمل فلان صاحب - 00:09:44
الاساءة والسوء والشر. قال هي نيته فوزره فوزرهما فيه سواء وزرهما فيه سواء هذا الحديث العظيم الذي يبين اثر النية في العمل الصالح وفي العمل السيء وان الانسان قد يبلغ بنيته الصالحة مبلغا عظيما كما يبلغ بنيته السيئة - 00:10:06
الجازمة مبلغا عظيما من السوء والشر وهذا الحديث في الصحيح في في مسند الامام احمد وعند اصحاب السنن باسناد جيد المقصود ان الشعب في ما يتعلق نجاح الانسان ونجاته هو في قلبه الذي - 00:10:29
بين جنبيه. متى سلم قلبه وصلح سلمت اعماله وصلحت وسلم يوم القيامة وفاز فان الله تعالى اناط النجاة والنجاح يوم القيامة بالمجيء بالقلب السليم. قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم - 00:10:50
جاءه بقلب سليم كان فائزا لانه لا ينفعه ما له ولا بنوه ولا يدركوا نجاة الا من اتى الله بقلب سليم فانه يفد على الله تعالى في امن وسلامة سلامة القلب - 00:11:18
كما انها نجاة في الاخرة هي نجاة في الدنيا ولذلك قال الله تعالى في وصف ابراهيم وان من شيعته لابراهيم من ساعة نوح عليه السلام يعني وممن يوافق نوح في التوحيد والايمان بالله وتعظيمه والرسالة ابراهيم - 00:11:39
وان من شعة الظمير يعود الى نوح عليه السلام. وان من شيعته لابراهيم. اذ جاء ربه بقلب سليم ربه بقلب سليم هذا في في الدنيا وفي الاخرة. اذ قال لابيه وقومه هذا بيان وايظاح للقلب السليم الذي كان مع ابراهيم عليه السلام - 00:11:56
ماذا تعبدون؟ دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ الى اخر ما ذكر الله جل وعلا في اه دعوة ابراهيم لابيه وقومه المقصود ان القلب السليم هو مفتاح السعادة في الدنيا - 00:12:20
وهو طريق النجاة يوم العرض على الله عز وجل بانه يأتي يوم القيامة امنا قد امن من كل مخافة. اه هذا ما يتصل بي ظرورة العناية بالقلب اعمال القلوب تعظيم الله ومحبته - 00:12:36
ورجاءه وخوفه والتوكل عليه وآآ الذل له جل وعلا الخشية الانابة كذلك المراقبة فان المراقبة مراقبة الله تعالى من اعمال القلوب بل هي من اعلى مراتب الدين لان النبي صلى الله عليه وسلم سأله جبريل عن الاسلام - 00:12:58
وعن الايمان ثم سأله عن الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك لان المنزلة السامية التي هي منزلة الاحسان قائمة على مراقبة الله ان تعلم انه يراك - 00:13:27
فان لم تكن ان تعبد الله كانك تراه اي تبصره او المرتبة التي دون هذا كما قال بعض اهل العلم ان توقن بانه يراك. ومعلوم ان في تلك المنزلتين ما يحمل الانسان على اصلاح العمل واتقانه - 00:13:47
فالمراقبة شأنها عظيم مراقبة الله عز وجل مراقبة الانسان الله عز وجل شأنها عظيم. ولذلك كان الله تعالى قد ملأ في كتابه الاخبار عن احاطته وعلمه وشهادته لما يكون من عبادة. كل ذلك - 00:14:06
لاجل ان يبعث النفوس على مراقبة الله وتقوى الله في السر والعلن فان الله تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لا يغيب عنه شيء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر مثقال ذرة يعني وزن ذرة - 00:14:31
السماوات او في الارض ما ما تغيب عنه جل في علاه بل هو عالم بها ومحسن لها ويحاسبه الانسان على ذلك كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. كل ما يكون منا - 00:14:49
كل ما يصدر عنا كل ما تمتلئ به قلوبنا او تشتغل به جوارحنا هو في علمه جل في علاه وقد احصاه قال الله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين اي في كتاب مبين دقيق لا يفوته شيء انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. ان - 00:15:09
كل نفس لم عليها حافظ ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم ان تظهروا ما في قلوبكم وما يجول في خواطركم وافكاركم او تخفوه - 00:15:32
فلا تتكلموا به ولا تعلموا به احدا يحاسبكم به الله والمحاسبة فرع العلم ومبنية على الاحاطة فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. اخبرنا الله تعالى في كتابه بانه عالم بما في انفسنا - 00:15:50
لا تخفى عليه منا خافية وان السر عنده علانية قال تعالى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى ما هو الذي اخفى من السر هو ما في القلوب مما لا يتكلم به الانسان لان السر ما باعه به الانسان وقد يبوح به الانسان لواحد او يسره عن غيره لكونه قد ظهر لكن - 00:16:09
الى الاخفى وما ما ما لا يصدق عليه انه سر مما يخفى في قلوب الناس ويدور في ظمائرهم قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان حليما غفورا - 00:16:33
والله تعالى يعلم ما تخفي الصدور كما قال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. هذا الاخطار بهذا العلم ليبعث في قلوب الناس مراقبته و ان يكون الانسان على دراية - 00:16:50
بان ما يصدر عنه لا يغيب عن ربه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وقد قال الله تعالى في اثبات رقابته على جميع خلقه وكان الله على كل شيء رقيبا - 00:17:07
فهو مراقب جل في علاه يبصر ويعلم ويسمع وهو جل وعلا لا تخفى من من شؤون عباده خافية ان الله كان عليكم رقيبا وهذا فيما يتعلق بالانسان نفسه تحذير من الغفلة عن مراقبة الله تعالى له. في ظاهره وباطنه - 00:17:24
ثم هو شهيد جل في علاه والشهيد المشاهد الذي يبصر ويدرك ويعلم علما لا يلتبس ولا آآ يختلط ان الله على كل شيء شهيد والله شهيد على ما تعملون. وقد جمعها جمعهما عيسى عليه السلام عند - 00:17:52
عندما سأله ربه جل في علاه عن ما يزعمه من يعبد غير الله عز وجل من يجعل عيسى عليه السلام الى من يجب ان عيسى آآ امرهم ان اه اه يعبدوه من دون الله - 00:18:16
قال آآ ما قلت لهم ما قلت لهم آآ نعم آآ قال آآ آآ وكنت وكنت وكنت آآ ما كان لي ان اقول بحق ان كنت ان كنت قلته فقد علمته - 00:18:36
تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ثم قال وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني وكنت عليهم رقيبا ما دمت وكنت عليهم شهيدا ما كنت ما دمت فيهم. فلما توفتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء - 00:18:56
شهيد فجمع هذين الاسمين في اخبار احاطة الله الشهيد قد يخفى عليه شيء او يفوته شيء. لكن اذا كان شهيدا رقيبا فانه لن يغيب عنه شيء من شؤون عباده. هذه الاخبار القرآنية - 00:19:13
في اثبات عظيم احاطة الله تعالى بعباده وانه عليم بهم محيط بما يكون منهم عالم بسرهم واعلانهم لا شك انها من اعظم ما يبعث في قلوب العباد خشيته من اعظم ما يبعث في قلوب العباد - 00:19:31
مراقبة الله عز وجل من اعظم ما يبعث في قلوب العباد الاستجابة له سبحانه وبحمده. مهم نعم. جميل. فضيلة الشيخ نريد ان نتحدث في هذا الجزء من هذه الحلقة في آآ ماذا تكون مراقبة الله عز وجل في الاعمال التي آآ - 00:19:57
آآ يعني بين العبد وربه وبين العبد والناس في تعاملاته معه اه هو الرقابة رقابة الله تعالى على الانسان لا تختصر على الحال او على شأن بل هي شاملة لكل احوال الانسان - 00:20:16
في كل تفاصيله في امر دينه وامر دنياه. كما قال الله تعالى وما تكونوا في شأن وماتت له منه من قرآن ولا الا كنا ومأوى والا كنا شهودا عليكم اذ تفيدون فيه - 00:20:33
فالله تعالى يذكر في هذه الاية الكريمة احاطته بما يكون من الانسان بكل احواله فيخبر جل في علاه انه ما من شأن ولا عمل الا والله تعالى على العبد فيه شيء. وما تكونوا من وما تكونوا في شأنه - 00:20:52
وماتت منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه شهودا اي نشهدكم ونعلم سركم واعلانكم ونبصر ما يكون منكم ونسمع مقالكم فما يخفى عليه من شأن عباده شيء كما قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:21:14
في جميع شؤون الانسان الله تعالى عليه فيها رقيب يحيط به جل في علاه ولا يعزب عنه شيء منه شأن عبده ولذلك بعد ان ذكره الاحاطة بكل شأن الانسان وشهادة لها لكل احواله وما تكون في شأنه وما تعمل. وما تكن منه من قرآن وتعملون من عمل الا كنا شهودا عليكم ان تفيضون - 00:21:41
قال وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماء ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. بعد هذا ذكر جزاء اوليائه. قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الولاية - 00:22:03
كيف حصلت لهؤلاء بادراكهم رقابة الله وحفظ الله جل وعلا في جميع شؤونهم فرقابة الله تعالى اه للعبد في جميع شأنه تقتضي ان يراقب الله ان يراقب العبد ربه في كل شأنه. وقد - 00:22:20
اخبر الله تعالى برقابته في جملة من من المواضع في كتابه في اعمال فوضعها على عباده وذكر رقابته ليذكرهم بضرورة حفظ حق الله تعالى في ذلك ففي سورة النساء لما ذكر جل وعلا ما ذكر من من احكام افتتح السورة بذكر - 00:22:40
مبدأ الخلق اه وان الخلق اه اه خلقهم الله تعالى من نفس وحي يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وهاق منها زوجة لست منهما رجالا كثيرا ونساء امرها الله تعالى بالتقوى ثم قال واتقوا الذي تساءلون به والارحام يعني واتقوا الارحام - 00:23:09
تقطعوها او ان تقصروا في حقها ثم قال ان الله كان عليكم رقيبا في صدر سورة النساء ذكر رقابة الله تعالى وقد ذكر بعدها حقوق الايتام وحقوق النساء وقف الميراث - 00:23:31
وذكر جملة كثيرة من الحقوق التي تكون بين الخلق فرقابة الله تعالى يحتاجها العبد في كل شأنه لان بها يدرك صلاح حاله ويستقيم بها في امر ربه. وقد ذكر ايضا جل في علاه رقابته في سياق ذكر حقوق النساء. قال لا يحل لك النساء من بعد - 00:23:49
ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا. فاذا كان الله على كل شيء رقيب فانه يقتضي ان يكون العبد مراقبا لربه في كل شيء - 00:24:16
ما الذي يثمر هذه الحال؟ ما الذي يوصل الانسان الى مراقبة الله عز وجل في كل شيء من اموره؟ في معاملته لربه في معاملته للخلق في خلواته وحال انفراده وفي - 00:24:33
حال شهوده ومشاركته للناس الذي يحمله على ذلك هو العلم اليقين الجازم باحاطة الله تعالى بعبده وانه يجازيه على ما يكون من عمله. لذلك الله تعالى يقول واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم. وماذا قال - 00:24:52
احذروه ده روح العلم بان الله يعلم ما في النفس يقتضي الحذر من الله عز وجل ان يطلع عليك في نفسك ما يكرهه او ما لا يرضاه. فكيف بالعمل؟ الظاهر اذا كان هذا - 00:25:11
على ما في النفس فكيف ما يبدو قولا باللسان او عملا بالجوارح والاركان؟ فهو الرقيب على اللواحظ على الخواطر واللواحظ كيف بالافعال والاركان؟ ولذلك من نصح نفسه كان دائما الاستحضار - 00:25:28
والتذكر لعلم الله به ومعية الله له ورقابة الله له وانه شهيد على شأنه كان ذلك من موجبات الفلاح وسعادته وآآ الرقابة تحمل العبد رقابة العبد لربه تحمله على اتقان العمل - 00:25:48
اصلاحه والا يبتغي سواه وان يقبل عليه اقبالا صادقا لا يرجو من غيره عطاء ولا جزاء ولا شكورا. ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الامر باطلاع الله تعالى على العبد - 00:26:13
اه شهادته له في في في عمل من الاعمال هو من فيها وهو الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم اذا صلى اذا قام في صلاته فانه يناجي ربه - 00:26:32
وان ربه بينه وبين القبلة وفي رواية قبل وجهه هذا تذكير للعبد لانه واقف بين يدي ربه وانه ينبغي له ان يراقب الله في هذا الوقوف وان يتقن هذا الوقوف خشوعا وذلا لله عز وجل. وبذلا للوسع في تكميل هذه الفريضة ومعرفة عظيم قدرها فانه - 00:26:49
يخلو بربه ويناجي مولاه جل في علاه فينبغي ان يراقب الله تعالى في ذلك ايضا المراقبة تحمل الانسان على الاحسان دون انتظار مكافأة لك ان تبصر ذلك في قصة الثلاثة - 00:27:14
الذين اواهم الغار فان ثلاثة من من الناس كانوا يمشون في سفر ادركهم المبيت فارادوا ان ان يدخلوا مكانا يؤويهم ويحفظهم مما يكرهون فاووا الى الكهف او الى دخلوا غارا اه يحتمون به - 00:27:33
نزلت انحطت عليهم من الجبل الذي فيه الغار صخرة لم يتمكنوا معها من الخروج فقال بعضهم للبعض ادعوا الله بافضل عمل عملتموه الاعمال متنوعة التي ذكروها هؤلاء الثلاثة لكن جماعها - 00:28:01
الاخلاص لله ومراقبة الله عز وجل اما احدهما اما احدهم احد هؤلاء الثلاثة قال اللهم اني كانا لابوان شيخان كبيران فكنت اخرج فارعى ثم اجي فاحلب فاجيب الحلال فاتي به ابوين - 00:28:20
فيشربان ثم اسقي الصبيح له اولاد يبدأ اولا بابويه بعد ذلك يسقي الصبية واهله وامرأته في يوم من الايام تأخر التبس ليلة فلما جاء وجد ابويه قد ناما لكن لعظيم مقامهما عند - 00:28:41
وانو ما يرغب ان يتقدمهما احد كرهت ان اوقظهما وان والصبية يتظاهرون عند رجله يعني ما قال لوالديه قوما اشربا من من الحليب والصبية وهذا ايضا دي قوي الصبية الصغار - 00:29:03
يتظاغون عند رجله يعني كلهم يبون يشربون من هالحليب الذي جاء به فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم دأبهما ابواه نائمان وهو قائم فوق رأسهما حتى طلع الفجر الله اكبر يقول في دعائه اللهم ان كنت تعلم - 00:29:23
اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك تفرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم هذا المعنى عظيم الذي حمل هذا الرجل على هذا الفعل فعله مراقبة الله ابتغاء الله. وليس لاجل اي معنى من المعاني الاخرى - 00:29:42
احسن الى ابويه هذا الاحسان العظيم رجاء الثواب من الله يمكن ابواه ما لم يعلم بحاله وما جرى له. ولم ينتظر منهما مكافأة. انما انما آآ انتظرها ورجاها من الكريم المنان - 00:30:08
فقال اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك هذا البر العظيم مع وجود آآ المانع من من من ذلك وهو الصغار الذين يتضاغون تحت قدمه اللهم ان كنت علمت اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء - 00:30:25
ففرج ففرج عنهم. وقال الاخر هذا في فعل الخير شف كيف المراقبة تثمر بعد الطاعات والاحسان. كما ان المراقبة تحمل على كف الانسان نفسه عن الشر والفساد والمخالفة لامر الله ورسوله وكبح الهوى - 00:30:50
منع النفس من الوقوع في الردى قال الاخر اللهم اني كنت آآ اللهم انك اللهم ان كنت تعلم يعني انت يا ربي تعلم اني كانت احب كانت احب امرأة من بنات عمي - 00:31:13
في اشد ما اني كنت احب امرأة من من بنات عمي باشد ما يحب الرجل النساء يعني يحبها حب عظيم فقلت لا تنالوا ذلك منها حتى تعطيها مئة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها - 00:31:31
اما يعني جمع المبلغ الذي يريد ان من خلاله يصل لما لما يصل اليه من من ابنة عمه فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتمة الا بحقه - 00:31:49
يعني لما تمكن من اتيان الفاحشة على هذا الوجه الذي وصف قالت اتق الله ما الذي كفهم ما الذي منعه ما قام عنها كراهية لها ولا قمع عنها رغبة عنها - 00:32:06
انما قام لانه ذكر بالله فخشيه وخافه وعلم ان الله عليه رقيب وانه به بصير وانه يسمعه وانه يشهد ما يكون منه قال فقمت وتركتها فان كنت تعلم اني فعلت ذلك - 00:32:23
ابتغاء وجهك ما يعني وش اكثر من هذا؟ تمكن من الفعل وادراك المطلوب استسلمت له لكن ذكرته بالله فتذكره وتف نفسه عنها مع عظيم رغبته فيها لله عز وجل اللهم ان كنت تعلم واني - 00:32:45
فعلت ذلك ابتغاء وجهي فافرج عنا فرجة قال ففرج عنهم الثلثين اكمال يستطيعون الخروج وقال الاخير اللهم ان كنت تعلم اني استأجرت اجيرا بفرط من ذرة مقياس يعني شيء من الذرة شيء من اصواع الذرة - 00:33:08
فاعطيته اعطيته اجرته ابى ذات ان يأخذ يعني قال ما ني ما ابغى الاجرة مثل ما يحصل احيانا بين الناس مع العمالة التي يقومون لهم بشيء من العمل ابى ان يخرجه لا اعلم يذكر السبب لكنه ابى - 00:33:28
قال فعمدت الى ذلك الفراغ الرجل هذا شال الفرق هذا الزبيل الذي فيه هذه الذرة فزرعه حتى اشتريت منه بقرا و اه رعاها حتى كانت شيئا عظيما ثم جاء العامل - 00:33:44
الاجير الاول فقال يا عبد الله اعطني حقي حسن الفرق الفرق الذر الذي اعطى الذي اطلبه فقلت انطلق الى تلك البقر وراعيها فانها لك رجل استغرب وظن انه يهزأ به. قال اتستهزأ بي - 00:34:06
قال فقلت ما ما استهزئ به ولكنها لك لك حفظ حقه ونماه على اكمل وجه قال اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا وكشف عنهم لهذا يتبين - 00:34:27
ان تقوى الله عز وجل ان الرقابة مراقبة الله عز وجل اليقين بانه مطلع عليك فيما تأتي وتذر وفي كل شأنك مما يحملك على اصلاح عملك بالمبادرة الى الطاعات واتقانها والقيام بها على الوجه الذي يرضاه سبحانه وتعالى - 00:34:48
كما انها تحملك ايضا على ان تكف نفسك عن المعصية والاساءة والشر. فلا تسرف. ولذلك كان اكبر ما يوقع الناس في ترك الواجبات او في التورط في المحرمات انهم يغفلون عن المراقبة بينهم. لهذا يقول الله تعالى اهل النار ممن تورطوا في في الشرور والاثام. قال وما كنتم - 00:35:11
ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم يعني ما كنتم انتم اذا اتيتم محرم او تركتم واجب ما ما تخفون هذا عن عن اسمائكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون - 00:35:39
ايش عاقبة هذا هذا الظن الرديء وان الله ليس بمطلع وانه يخفى عليه شأنه وانه ليس عليك رقيب ولا عليك شهيد قال وذلك من ظنكم الذي ظننتم بربكم ارجاكم ايوقعكم في الرجا - 00:35:59
تعرف تقول ما نتيجة الوقوع في الردى من ترك الواجب؟ والتورط في المحرم فاصبحتم من الخاسرين. فمن قام في قلبي انه لا فعلى ربه خافية راقب الله وحاسب نفسه وتزوج لمعاذ لمعاده وعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت - 00:36:16
وقد واثمر ذلك له الخشية التي هي من اعظم ما يحمل الناس على فوز الدنيا والاخرة. والامام احمد يذكي كان كثيرا ما ينشد ويقول اذا ما خللت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل - 00:36:36
رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما يخفى عليه يغيب. لذلك من المهم يا اخواني ان ان نستحضر فهذه المعاني وان نستدرك ما يمكن ان يكون من تفريط وتقصير. يراقب الله في اداء الامانات - 00:36:54
من الفرائض والواجبات في اركان الاسلام وسائر شرائعه. نراقب الله تعالى في حقوق الخلق ببر الوالدين في صلة الارحام في حقوق الجيران في الحقوق في العقود في حقوق ولاة الامر في حق كل - 00:37:16
بحق فتش عن نفسك فتش نفسك في حق اصحاب الحقوق وراقب الله فيها تكن بذلك من الفائزين. اسأل الله ان يعينا واياكم على مراقبته والقيام بحقه على الوجه الذي يرظى به عنا. اللهم امين اللهم امين. شكرا جزيلا فظيلة الشيخ شكر الله لك وكتب الله اجرك. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا - 00:37:34
بما نقول وما نسمع ونسأله جل في علاه ان يعيننا على اه مراقبته جل في علاه وان يعيننا على عبادته وذكره وشكره وحسن عبادته شكرا جزيلا فضيلة الشيخ على ما اجدت به ووفدت في هذه الحلقة. ولكم الشكر وللاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات والمعدين - 00:37:57
وكل من شارك في ايصال هذه هذا البرنامج المبارك نسأل الله لهم التوفيق والسداد واسأل الله تعالى ان يقر اعيننا برفع الوباء عن بلادنا وعن سائر بلاد الدنيا وان يحفظ ولاة امورنا وان يسددهم - 00:38:15
في الاقوال والاعمال وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يجعل لهم من لدنه سلطانا نصيرا وان يقر اعيننا بسلامة انفسهم واموالنا واهلينا وبلادنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - 00:38:31